• من أسماء الله المصور :
من أسماء الله العظيمة التي تحتها غرائب وعجائب تفتت الأكباد، اسمه "المصور"، وهو من أسمائه الأزلية سبحانه، ومما يوضح عظمة هذا الاسم و يشير إليه من كمال قدرة الله، وعظم علمه وإحاطته بكل شيء، أن ينظر الواحد إلى الحجيج يوم جمرة العقبة -مع اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم وهيئاتهم- مصبوبين صبة واحدة، كل واحد منهم الأذنان والعينان في محلها، والأنف في محله، والفم في محله، وكل عضو في محله، ومع ذلك لا يتماثل منهم اثنان، والله يصور كل واحد منهم صورة مستقلة يطبعه عليها بعلمه وقدرته لا يشاركه فيها أحد البتة ، فلا يتماثل منهم اثنان فهي كانت في علمه الأزلي قبل أن يقع ذلك الإنسان، فلما وقع مصورًا في الصورة المهيأة له في العلم السابق -ولو جاء ملايين أضعاف الحصى من البشر- لم يضق علمه أن يخترع لكل واحد منهم صورة تخصه لا يشاركه فيها غيره، حتى إن أصواتهم لا تتماثل، وبصمات أصابعهم في الأوراق لا يماثل بعضها بعضا عند من يعرف ذلك، وأظهرهم في الأرض لا يختلط بعضهم ببعض، فيأتي هذا الإنسان الضعيف المسكين فينـزل نفسه منـزلة العظيم الجبار المصور ويفعل كفعله ، ولذا جاء عن النبي ﷺ في تشديد عذاب المصورين، وأنهم أشد الناس عذابًا، قال النبي ﷺ : «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ»( )، وأن ما صوروه في الدنيا يؤمرون بأن يحيوه؛كما قال النبي ﷺ :«إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ».
والحاصل أن التصوير هو سبب أول شرك وقع في الدنيا، وله أثره الفعال في فساد الأخلاق وضياع الشباب وتغيير فِطَرِهم ، حيث يرى الواحد صورة المرأة على هيئتها متجردة من كل شيء بادية الفرج- نعوذ بالله من ذلك- ( تقييد الشوارد 47 )
إسم الله "المصور"
1