مقام العبودية والرسالة
والرسول قد امتثل أمر ربه في قوله: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [المائدة:67]، ومن امتثل أمر الله فقد عبد الله ولا صحة لقول من يقول إن مقام العبودية أشرف من مقام الرسالة والرسالة من العبودية، والنبي صلى الله عليه وسلم يقوم بالرسالة، فهي من العبودية، وهذا من عبوديته لله، فمن تعبده لله أنه قام بالرسالة عليه الصلاة والسلام، وهذا أعلى مقامات العبودية وقام بالدعوة والتبليغ، وإنذار الناس العام والخاص، وتبليغهم رسالة ربه، فهذا أعظم العبودية لله، ولهذا فالدعوة إلى الله، والجهاد في سبيل الله، وتبليغ الرسالة، وتعليم العلم، والتوجيه والإرشاد مقدم على نوافل الصلاة والصوم، ولهذا ذكر عن الإمام أحمد وعن أقرانه أنهم أحياناً يجتمعون فيمضون ليلهم في مذاكرة العلم ويتركون قيام الليل، فهذا مقدم على قيام الليل. ( تفسير الفاتحة 61 )
مقام العبودية والرسالة
1