حديث أبي هريرة عند مسلم: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([1]) هذا الحديث من أحاديث الرجاء، وفيه اشتراط العلم وهو اليقين، وهو الاعتقاد بقلبه أن لا إله إلا الله واليقين بذلك، وفيه الرد على غلاة المرجئة القائلين: إن مُظهِر الشهادتين يدخل الجنة وإن لم يعتقد ذلك بقلبه.
وهذا الحديث مقيد باجتناب الكبائر فهو مقيد بقوله تعالى: { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} وقوله: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}. فهاتان الآيتان محكمتان، والعلم بأن لا إله إلا الله يتفاوت؛ فإذا ضعف العلم واليقين وقع في المعاصي، وإذا قوي العلم واليقين منعه من الوقوع في المعاصي، وإنما تقع المعاصي مع الغفلة وضعف العلم واليقين.
والمعنى: أنه يدخل الجنة عاجلا أو آجلا، فله حالتان:
1- قوة العلم واليقين الذي لا يصر معه على معصية، بل يموت على توبة نصوح وعمل صالح، فهذا يدخل الجنة من أول وهلة.
2- حالة ضعف العلم واليقين ووجود الغفلة فيموت على كبائر من غير توبة فهذا تحت مشيئة الله ومآله الجنة والسلامة إن دخل النار بذنوبه ولم يعف الله عنه.
[1] - أخرجه مسلم : كتاب الإيمان ، رقم(26).