قول: هذا من بركات فلان أو بركة فلان ، أو فلان كله بركة لا بأس به، دليل ذلك ما ثبت في "الصحيحين" في قصة شرعية التيمم، لما ضاع عقد عائشة رضي الله عنها وحبس النبي r الجيش ابتغاءه، وليسوا على ماء وليس معهم ماء ، فشرع الله التيمم، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ: «مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ»([1]) ، ولم ينكر عليهم النبي r ؛ فدل على الجواز ، والمعني من البركة التي جعلها الله فيه، وكذلك في التشهد: «السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ»([2]) ، وقوله تعالى: { رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}؛ يدل على أن البركة من الله يجعلها في من يشاء من عباده، والبركة -محركة- النماء والزيادة والسعادة .
[1] - أخرجه البخاري : كِتَابُ التَّيَمُّمِ، رقم (334) ، ومسلم : كِتَابُ الْحَيْضِ ، رقم (367) .
[2] - أخرجه البخاري : كِتَابُ الأَذَانِ، بَابُ التَّشَهُّدِ فِي الآخِرَةِ ،رقم (831) ، ومسلم : كِتَابُ الصَّلَاةِ، رقم (402) .