أخرج الدارمي من حديث أَبي النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوْزَاءِ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُحِطَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَحْطًا شَدِيدًا، فَشَكَوْا إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: " انْظُرُوا قَبْرَ النَّبِيِّ r فَاجْعَلُوا مِنْهُ كِوًى إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ سَقْفٌ. قَالَ: فَفَعَلُوا، فَمُطِرْنَا مَطَرًا حَتَّى نَبَتَ الْعُشْبُ، وَسَمِنَتِ الْإِبِلُ حَتَّى تَفَتَّقَتْ مِنَ الشَّحْمِ، فَسُمِّيَ عَامَ الْفَتْقِ([1])
أولا: هذا الحديث لا يصح؛ فيه سعيد بن زيد وهو ضعيف([2])
ثانيا: أن أبا الجوزاء لم يسمع من عائشة رضي الله عنها([3]).
ثالثا: لو فرضنا صحة الحديث فرأي عائشة وقولها لا يحتج به إذا خالف النصوص.
رابعًا: عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين، وأفقه النساء وأعلمهن بالحلال والحرام، فلا يمكن أن يقع هذا منها أبدا.
[1] - أخرجه الدارمي في سننه (1/227/93) .
قال شيخ الإسلام :"وما روي عن عائشة رضي الله عنها من فتح الكوة من قبره إلى السماء، لينزل المطر فليس بصحيح، ولا يثبت إسناده، ومما يبين كذب هذا أنه في مدة حياة عائشة لم يكن للبيت كوة، بل كان باقياً كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف، وكانت الشمس تنزل فيه" الرد على البكري (ص68) .
[2] - قال الذهبي : "قال يحيى بن سعيد: ضعيف، وقال السعدي: ليس بحجة، يضعفون حديثه، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي" ميزان الاعتدال (2/138) .
[3] - قال ابن عدي :" وأَبُو الجوزاء روى عن الصحابة بن عَبَّاس وعائشة، وابن مسعود وغيرهم وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ، ولاَ يصحح روايته عنهم أَنَّهُ سمع منهم ويقول البُخارِيّ فِي إسناده نظر أَنَّهُ لم يسمع من مثل بن مسعود وعائشة وغيرهما " الكامل (2/108) .
تقييد الشوارد ص 169-170