أثر الجليس الصالح
لا شك أن للجليس الصالح آثاره الطيبة على جليسه ، فأنت في جميع أحوالك معه والخير الذي يصيب العبد من جليسه أبلغ من المسك الإذخر؛ لأنه إما أن يعلمك ما ينفعك في دينك ودنياك، أو يهدي لك نصيحة، أو يحذرك من الإقامة على ما يضرك، فيحثك على طاعة الله تعالى، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، ويبصرك بعيوب نفسك، ويدعوك إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها بقوله وفعله وحاله وأقل ما يستفيده الإنسان من الجليس الصالح -
وهي فائدة لا يستهان بها : أن ينكفت بسببه عن المعاصي والسيئات رعاية للصحبة، ومنافسة في الخير ، وترفع عن الشر؛ وأن يحفظك في حضرتك ومغيبك ؛ وأن تنفعك محبه ودعاؤه في حال حياتك وبعد اتصاله مماتك؛ وأن يدافع عنك بسبب ومحبته لك.
فصول في التربية ص ٥٠