الرد على قول المبتدعة أن ظاهر آيات الصفات كفر
فضيلة الشيخ يقول السائل: هل صحيح أن أهل البدع يقولون إن ظاهر آيات الصفات كفر؟
نعم، يقولون هذا، يقولون: ظاهر النصوص كفر فنحن نريد أن ننفي الكفر عن النصوص، يقولون هذا، الأشاعرة وغيرهم يقولون: قوله تعالى ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ظاهر النص أن الله استوى على العرش، وأنه ذات على ذات، وهذا كفر؛ لأنه يلزم منه أن يكون الله جسما، وأن يكون متحيزا، وأن يكون محدودا، فنحن ننفي احتمال الكفر عن صفات الله، ونقول: معنى استوى استولى.
كذلك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ قالوا: ظاهر النص إثبات الرضا، وهذا فيه مشابهة للمخلوق، ومن شبه الله بخلقه كفر، فنحن نؤول الرضا بالثواب.
وكذلك يقول غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ظاهره إثبات الغضب وهذا فيه مشابهة للمخلوق، وهذا كفر فنحن نقول إن ظاهر النصوص الكفر لو أجريناها على ظاهرها يلزم الكفر، فنحن نؤولها حتى ننفي الكفر والتشبيه عن صفات الله .
وهذا من أبطل الباطل -يقولون: ظاهر النصوص- الله تعالى لا يرضى أن يكون ظاهر النصوص كفرا ، والله تعالى أعلم وأحكم من أن يكون ظاهر كلامه وكلام رسوله ﷺ الكفر والباطل، وأهل السنة وأهل الحق لا يرضون أن يكون ظاهر النصوص باطلا وكفرا، ظاهر النصوص الحق والصواب، وذلك أن إثبات النصوص إنما يليق بالله بجلاله وعظمته نحن نثبت الاستواء استواء حقيقي، والاستواء له أربع معان : استقر وعلا وصعد و ارتفع، وهو استواء حقيقي لكن لا يلزم منه المشابهة، لا يلزم منه الباطل والكفر -كما يقول أهل البدع-، بل هو استواء يليق بجلاله وعظمته لأن الاستواء مضاف إلى الله ، والله تعالى لا يشابه المخلوق وصفاته لا تشابه صفات المخلوق ليس استواءً مطلقا ولكنه استواء مضاف إلى الله .
وكذلك الرضا والغضب والمحبة وسائر الصفات فلا يلزم منها، إنما هذا الإلزام إنما هو في رؤوسهم وتصورهم الباطل؛ لأنهم لم يفهموا من صفات الله إلا ما فهموه من صفات المخلوق، فلما وقع التمثيل والتشبيه في أنفسهم أوّلوا، فهم شبّهوا أولا ثم عطّلوا ثانيا، وهذا من أبطل الباطل.
ولهذا كما ذكر السائل أنهم يكفرون أهل السنة والجماعة ويرونهم كفارا وأنهم مشبهة وأنهم شبهوا الله بخلقه وتنقصوا الرب ، وكما ذكر هذا أهل السنة في كتبهم وذكر هذا العلامة ابن القيم في النونية قال: .. قد كفرتمونا، له أبيات في هذا واضحة؛ لأن أهل البدع يكفرون أهل السنة، لأنهم يزعمون أنهم شبهوا الله بخلقه، وأهل السنة يقولون: إن الله تعالى له ذات لا تشبه الذوات، وله صفات لا تشبه الصفات، فصفاته تليق به كما أن صفة المخلوق تليق به.