شعار الموقع

نوع الخلاف بين مرجئة الفقهاء وأهل السنة

السؤال:

هذا يسأل عن الخلاف بين أهل السنة وبين مرجئة الفقهاء هل هو خلاف لفظي أم حقيقي يترتب عليه أشياء في مسألة الإيمان؟

00:00
00:00
209

ليس لفظياً من جميع الوجوه، شارح الطحاوية يقول إنه لفظي والصواب أنه ليس لفظياً من جميع الوجوه، صحيح أنه لا يترتب عليه فساد في الاعتقاد لكن له آثار تترتب عليه:

 من آثاره أن جمهور أهل السنة وافقوا الكتاب والسنة في اللفظ والمعنى ومرجئة الفقهاء وافقوا أهل الكتاب والسنة في المعنى وخالفوهما في اللفظ، ولا يجوز للإنسان أن يخالف النصوص لا في اللفظ ولا في المعنى الواجب على المسلم أن يتأدب مع النصوص وأن يوافق النصوص في اللفظ والمعنى.

 و منها -الآثار التي ترتبت على الخلاف أو من ثمرة الخلاف-: فتح الباب للمرجئة المحضة ومرجئة الفقهاء في اختلافهم مع جمهور أهل السنة فتحوا باب للمرجئة المحضة، فلما قال مرجئة الفقهاء إن الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان فتحوا الباب للمرجئة المحضة الجهمية وقالوا إن الأعمال ليست مطلوبة الواجبات ليست واجبات والمحرمات ليست محرمات.

و من آثار الخلاف -ثمرة الخلاف-: أنهم فتحوا الباب للفسقة والعصاة فلما قال مرجئة الفقهاء إن الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان دخلت العصاة فيأتي السكير العربيد فيقول أنا مؤمن كامل الإيمان كإيمان أبي بكر الصديق وعمر فإذا قيل له أبوبكر و عمر لهم أعمال قال الأعمال شيء آخر لكن تصديقي و تصديق أبي بكر واحد، الإيمان هو التصديق من الذي فتح الباب بهذا لهم للفسقة؟ مرجئة الفقهاء.

ومن ثمرة الخلاف: مسألة الاستثناء في الإيمان وهو أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله مرجئة الفقهاء يمنعون الاستثناء ويقولون لا تقل: إن شاء الله من قال إن شاء الله فهو شاك في إيمانه لأن الإيمان تصديق القلب وأنت تعلم أنك مصدق هل تشك في إيمانك؟ هل تشك في أنك مصدق؟ لا تشك كما أنك قرأت الفاتحة أو أنك تحب الرسول وتبغض اليهود فلا تشك في تصديقك، أما جمهور أهل السنة فيقولون إن المسألة فيها تفصيل إن قصد الإيمان الشك في أصل إيمانه فهذا ممنوع، و أما إن قصد أن الإيمان شعب متعددة يعني: تدخل فيه الأعمال كلها والأقوال ولا يزكي الانسان نفسه ولا يجزم بأنه أدى ما عليه بل يتهم نفسه ويُزري على نفسه فلا بأس، فإنه في هذه الحالة يستثني و يقول أنا مؤمن إن شاء الله، يعني: هذا راجع إلى الأعمال و الأقوال، الأعمال شعب الإيمان متعددة والواجبات كثيرة و المحرمات كثيرة فلا بجزم الإنسان بأنه أدى ما عليه ولا يزكي نفسه فلهذا يقول أنا مؤمن إن شاء الله فيكون الاستثناء راجع إلى الأعمال، و كذلك أيضاً إذا أراد عدم علمه بالعاقبة فله أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله وكذلك إذا أراد التبرك بذكر اسم الله فأنا مؤمن إن شاء الله، فجمهور أهل السنة يجيزون الاستثناء باعتبار و يمنعون باعتبار، أما مرجئة الفقهاء فيمنعون.

 وبهذا يتبين أن الخلاف ليس لفظياً كما يقول شارح الطحاوية وإنما له آثار تترتب عليه وإن لم يترتب عليه فساد في العقيدة. 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد