شعار الموقع
شعار الموقع

أيام الحج

00:00

00:00

تحميل
114

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وقدوتنا بن عبد الله بن عبد المُطلب الهاشمي القرشي العربي المكي ثم المدني.

 أشهد أنه رسول الله حقًا وأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأُمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه من ربه اليقين، وهو خاتم النبيين وإمام المُرسلين، عليه وعلى إخوانه من النبيين والمُرسلين أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وعلى أصحابه وعلى أتباعه بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:

نحمد الله -سبحانه وتعالى- أن وفقنا لإدراك الحج، ونسأل الله أن يوفقنا لإتمام، وأن يرزقنا القبول والإخلاص إنه ولي ذلك وهو القادر عليه، وأيام الحج ستة:

اليوم الأول: وهو الغد وهو يوم التروية، واليوم الثاني: يوم الثلاثاء وهو يوم عرفة، واليوم الثالث: يوم العيد وهو يوم الأربعاء، واليوم الخامس: يوم القر وهو يوم الخميس، اليوم الثالث: يوم العيد وهو يوم الأربعاء، واليوم الرابع: يوم القر وهو يوم الخميس، واليوم الخامس: وهو يوم الجُمعة يوم الذخر الأول، واليوم السادس: يوم السبت وهو يوم الذخر الثاني؛ هذه أيام الحج.

 أيام الحج تؤدى أعمال الحج في ستة أيام:

أما اليوم الأول: يسمى يوم التروية لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء، فإن كان سابقًا لا يوجد في المشاعر قديد مياه فكان الناس ينقلون الماء إلى مِنى، ينقلون الماء فسُمي يوم التروية، ينقلون الناس إلى الماء؛ كل واحد يستعد يأخذ ما يحتاجه من الماء، يأخذ من مكة يأخذ من قِرب وكذا ما يكفيه من الماء، وهو الذي يُستحب للمسلم أن يُحرم فيه بالحج إذا كان في مكة، يستحب للمُحلين من أهل مكة، يستحب لمن أراد الحج من أهل مكة، والمُحلين أن يتحللوا من عُمرةٍ أن يحرموا بالحج غدًا ضحى بعد ارتفاع الشمس.

وأما القارن فهو باقٍ على إحرامه، وكذلك المفرد باقٍ على إحرامه، ثم يتوجه الجميع إلى مِنى مُلبيين، ويصلون في مِنى الظهر، والعصر، والمغرب والعشاء، والفجر؛ خمسة فروض كل صلاة في وقتها، وقصدوا (3:00) اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن هذا هو الأفضل.

لكن لو تأخر الإنسان ولم يُحرم إلا في اليوم التاسع فلا حرج، أو خرج من اليوم الثامن لعرفة فنقول: لا بأس لكن ترك الأفضل؛ لأن الذهاب إلى مِنى غدًا والمبيت هذا مُستحب وليس بواجب، فإذا طلعت الشمس من اليوم التاسع وهو يوم عرفة، وهو يوم الثلاثاء هذا العام فإنه يُستحب للحاج أن يدفع إلى عرفة، ويصلي الحاج في عرفة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذانٍ وإقامةٍ، بنمرة الإمام يصلي في نمرة.

ونمرة ليست بالعرفة ولكن بعد التوسعة، بعد توسعة المسجد صار مؤخر المسجد من عرفة، ومقدمه ليس بعرفة؛ وعليه علامات، فإذا صلى الحاج بنمرة الظهر والعصر يدخل إلى عرفة، ويستقبل القبلة، ويرفع يديه ويدعو ويتضرع هذه عشيةٌ عظيمة ولا يستحب أن يذهب إلى الجبل ولا يصعد الجبل كما يفعل بعض الحجاج وبعض الجُهال، وكذلك الذين يصورون كل هذا من الجهل والإثم.

بل الذي ينبغي للحاج أن يستغل هذا الوقت العظيم بما يقربه إلى الله، فيستقبل القبلة ويرفع يديه ويدعو ويتضرع؛ اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنه بعد أن صلى وقف على راحلته -عليه الصلاة والسلام- رافعًا يديه حتى إنه لما احتاج أن يأخذ ب(4:43) الناقة بإحدى يديه بقيت اليد الثانية مرفوعة -عليه الصلاة والسلام- حتى تغرب الشمس؛ فإذا غربت الشمس (4:52) وغاب القرص دفع الحاج إلى مُزدلفة، ويصلي المغرب والعشاء إذا وصل المزدلفة جمعًا وقصرًا بأذانٍ وإقامتين؛ يصلي المغرب ثلاث ركعات، والعشاء ركعتين.

هذا إذا لم يخشى خروجًا للوقت، فإن خشي خروج الوقت صلى ولو في الطريق، بعض الحُجاج يقول: إنه ما يصل إلى مزدلفة إلا إلى الفجر ثم يصلي المغرب، والعشاء والفجر، هذا أمرٌ عظيم ليس بالهين كيف تؤخر الصلاة عن وقتها، فقال إنه يريد أن يصلي بمزدلفة بعض السُنة، كي تفعل السنة وترتكب كبيرة وهو تأخير الصلاة عن وقتها؟!

صل في عرفة إذا تأخرت ولو صليت المغرب والعشاء في عرفة أو في الطريق إذا خشيت أن يخرج الوقت، وقت العشاء على نصف الليل، أما إذا كان الوقت مُتسع مراعاة الوقت أهم تراعي الآن السُنة تصلي المغرب والعشاء في مزدلفة، ولا تراعي الوقت؟! وتصلي المغرب والعشاء بعد خروج وقتها؟! ترتكب كبيرة من أجل الحصول على سُنة؟! هذا من الجهل وواجب على الإنسان أن يصلي على أية حال إذا خشي خروج الوقت، ولا يتأخر.

ثم يبيت الحاج في مزدلفة إلى الفجر وإذا صلى الفجر استقبل القبلة ورفع يديه وهلل الله وكبر، فمزدلفة هي المشعر الحرام.

والمشعر الحرام: جبلٌ صغيرٌ بني عليه المسجد يسمى جبل قُزح، يسمى جبلُ قُزح، والنبي -صلى الله عليه وسلم- وقف هناك وقال: وقفت ها هنا وجمعٌ كُلها موقف، جمع: اسمٌ لمزدلفة، مزدلفة: تسمى مزدلفة، وتسمى جمع، وتسمى المشعر، فإذا أسفر جِدا وقبل طلوع الشمس دفع إلى مِنى.

وإن كان من الضعفاء والصبيان، والعجزة فإن لهم أن يتعجلوا بعد غيبوبة القمر بعد نصف الليل؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- رخص لابن عباس في الدفع أخر الليل مع ضعفة أهله، وأما هو -عليه الصلاة والسلام- فلم يتعجل، فالضعفاء: يرمون أخر الليل قبل زحمة الناس، ومن مع الضعفاء حُكمه حكمهم، ثم والدفع من مزدلفة يكون قبل طلوع الشمس، كما أن الدفع من عرفة قبل غروب الشمس، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في خالف هديه هدي المُشركين.

 فكان المُشركون في حجهم حشودهم مشركون، كان المُشركون إذا حجوا يدفعون من عرفة قبل غروب الشمس إذا صارت الشمس فوق رؤوس الجبال كعمائم الرجال دفعوا فخالفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم ينصرف حتى غربت الشمس، واستحكم غروبها وغاب القرص، وقال: خالف هدينا هدي المُشركين.

وكذلك خالفهم في الدفع من مزدلفة فإن المُشركين لا يدفعون من مزدلفة حتى تطلُع الشمس، وتُشرق على جبلٍ هناك يُقال له غدير، ويقول قائلهم: "أشرق غدير كيما نقير"؛ فخالفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ودفع من مزدلفة قبل طلوع الشمس، قال: خالف هدينا هدي المُشركين.

ورمي جمرة العقبة هي تحيةٌ مِنى وهي بمثابة صلاة العيد لأهل الأوصاب(8:00)، الحج ليس عليه صلاة العيد، رمي جمرة العقبة يقوم مقام صلاة العيد إلا إذا دخل إلى مكة للطواف وأدرك صلاة العيد في المسجد الحرام صلى معهم، وأول شيءٍ يبدأ به الحاج يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، ثم يلحظ هذا هو الأحسن المتيسر، ثم يحلق رأسه أو يقصر والحلق أفضل.

 وإذا رمى وحلق تحلل ولبس ثيابه وتطيب ثم نزل إلى مكة يطوف طواف الإفاضة، ويسعى سعي الحج إن كان متمتعًا، أو كان قارنًا أو مُفردًا ولم يكن سعى مع طواف القدوم؛ فإن كان قارن أو مُفرد وسعى مع طواف القدوم فليس عليه إلا الطواف، وإن أخر طواف الإفاضة عند السفر كفاه هذا الوداع.

ويبيت بمِنى ليلتين إن عجل، وثلاث ليال إن تأخر وفي كل يوم من الأيام الثلاثة يرمي الجمار الثلاثة: بسبع حصيات، والجمار يوم العقبة يأخذها من الطريق أو المزدلفة؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أمر ابن عباس أن يلقط له حصيات، قال: "فلقطت له حصياته هن حصى الخذف" يعني مثل الحصاة التي ترميها بين أصبعهن فلما وضعهن بيده، قال: نعم، بأمثال هؤلاء فرض وإياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو؛ فالرمي بالحجارة الكبار بناءً على أنه من الكبار من الغلو والحديث(9:32).

فإذا كان رمي الحجارة الكبار من الغلو فكيف الذي يرمي النعال، والحذاء، الواجب الأدب، ويأتي يشتم ويرمي ومنفعل وغضبان يظن أنه سيضرب الشيطان؛ هذه ما في شيطان هذا مشاعر جبال كان فيها الشيطان في زمن الخليل إبراهيم ورماه؛ الآن ما في شيطان في مشاعر؛ لإقامة ذكر الله، يسمون الجمرة الكبرى: الشيطان الكبير، والصغرى الشيطان الأوضح، الأوسط، والصغرى الشيطان الصغير؛ هذا خطأ: الجمرة الكبرى، والجمرة الوسطى، والجمرة الصغرى.

قال -عليه الصلاة والسلام-: إنما جُعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله، رمي جمرة العقبة يكون من طلوع الشمس إلى غروب يوم العيد، وإذا لم يتيسر له؛ له أن يرمي بالليل إلى الفجر، والضعفاء يرمون من آخر الليل، وأما أيام التشريق الثلاثة: فالرمي يبدأ بعد الزوال، بعد أذان الظهر إلى الغروب، ومن الغروب إلى الفجر، يكون ليلة الحادي عشر ثاني يوم العيد، اليوم الحادي عشر يبدأ من الظهر إلى طلوع الفجر ليلة الثاني عشر.

وفي اليوم الثاني عشر وهو يوم الجُمعة يبدأ الرمي من الظهر إلى طلوع الفجر ليلة الثالث عشر، وفي اليوم الثالث عشر وهو يوم السبت يبدأ الرمي من الظهر إلى الغروب، وليس في رمي في الليل، بغروب الشمس يوم السبت تنتهي أيام الرمي، تنتهي أيام التشريق، وتنتهي أيام الذبح، وتنتهي أيام الحج، ومن لم يكن رمى فلا ينفع ويرمي بعد ذلك يكون عليه دم.

ويوم عرفة: يومٌ عظيم ينبغي للمُسلم أن يستغل هذا الوقت العظيم بالتضرع والابتهال والدعاء إلى الله: يسأل الله لنفسه ولوالديه ولأقاربه(11:18) والمُسلمين، يسأل الله أن يُعز الإسلام والمُسلمين، وأن يذل الشرك والمُشركين، يسأل الله أن يخذل الكفرة، وأن ينصر الدين وأن يُعلي كلمته.

الآن المُسلمون أذلاء، والكفرة سيطروا عليهم واستذلوهم واستهانوا بهم، والمُسلم عزيز عند الله؛ فأنت عليك أن تسأل الله أن يُعز الإسلام والمُسلمين، وأن ينصر الدين ويعلي كلمته وأن يخذل الكفرة والمُشركين واليهود والنصارى، وتسأل الله لك ولوالديك.

هذه أيامُ الحج كلها الأفضل أن تكون مفطر الأيام الست، أما اليوم الثامن غدًا فالأفضل أن تكون مفطر لأنك بدأت بالانتقال والذهاب، ولذلك حد بالإعقاب بالحج، حد بالإعقاب(12:07) الحج وان يتم الصلاة الآن قال الحج ثم بدأ برحلة الحج وهو يريد أن يسافر بعد الحج يقصر بدأ يقصر حتى يرجع إلى بلده، لكن لو صام في اليوم الثامن غدًا لا حرج.

أما من لم يجد الهدي ولا يستطيع أن يسوق الهدي ويريد أن يصوم ولم يصم قبل الثامن له أن يصوم غدًا، وأما يوم عرفه فلا يُشرع للحاج صومه، أما غير الحاج فإنه مُستحب ومؤكد صومه لما جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: صيام يوم عرفه أحتسبه على الله أن يكفر السنة الماضية، أن يكفر ذنوب سنتين.

وأما الحاج فيُكره في حقه الصيام صيام يوم عرفه؛ لأن الصيام يضعفه عن الدعاء والتضرع إلى الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- وقف مفطرًا، ولما شك الناس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مفطر أو صائم أُتي له بلبن من بعض أزواجه فرفعه وشرب والناس ينظرون؛ حتى يعلم الناس أنه مُفطر.

وصيام يوم عرفه بعرفة إما مكروه أو حرام، مكروه عند جمع من أهل العلم، وأما يوم العيد فحرامٌ صومه بالإجماع للمسلمين لا يجب صومه لأي أحد ولو كان صومه نذر أو كفارة لا يجب صومه مُطلقًا، وكذلك يوم الفطر، وكذلك أيام التشريق الثلاثة، الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر يحرمُ صومها.

لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أيام التشريق أيامُ أكل وشرب، وذكر لله -عز وجل- إلا من عدم الهدي إلا المتمتع والقارن الذي عدم الهدي ويريد أن يصوم وفاتته الأيام ما صامها قبل العيد؛ يصوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر؛ لما ثبت في الحديث عن عائشة وغيرها من الصحابة أنهم قالوا: لم يرخص في أيام التشريق يعني أن يصام له إلا لمن لم يجد الهدي".

وعلى ذلك يقال خمسة أيام السنة يحرم صومها ما هي؟ خمسة أيام السنة يحرم صومها:

-اليوم الأول: يوم الفطر العيد يوم العيد عيد الفطر عيد رمضان.

-واليوم الثاني: عيد الأضحى وهو يوم الحج الأكبر؛ وهو أفضل أيام السنة على الإطلاق.

-والثالث: يوم الحادي عشر، من ذي الحجة، والثاني عشر، والثالث عشر.

 أيام التشريق الثلاثة أما يوم العيدين هذا يحرم صيامه على كل حال لا يومه بأي حالً من الأحوال، وأما أيام التشريق الثلاثة فيصومها من عدم الهدي ولم يصم الثلاثة أيام قبل العيد خاصة واضح هذا؟

  طبعًا هذه أيام الحج: اليوم الأول يوم التروية، اليوم الثاني: يوم عرفة، اليوم الثالث: يوم العيد، اليوم الرابع: يسمى يوم القر لأن الناس يقرون فيه لا يتحركون، واليوم الثاني عشر: يسمى يوم الذخر الأول للمتعجل، واليوم الثالث عشر: يسمى يوم الذخر الثاني هذه أيام الحج الست.

ونسأل الله لنا ولكم القبول، نسأل الله أن يوفقنا وإياكم للتوبةُ النصوح والعمل الصالح، وان يتقبل منا ومنكم مناسكنا وحجنا وجميع أعمالنا إنه ولي ذلك وهو القادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد