بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين و أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين و الآخرين و أشهد أن نبينا وسيدنا محمد عبد الله ورسوله أشرف الأنبياء والمرسلين ورسول رب العالمين وخاتم الأنبياء والمرسلين بلغ الرسالة و أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه من ربه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى آله وعلى أصحابه وعلى أتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فإني أحمد الله عليكم و أثني عليه الخير كله و أسأله المزيد من فضله و أسأله سبحانه أن يصلح قلوبنا و أعمالنا ونياتنا وذريتنا كما أسأله سبحانه أن يجعل استماعنا هذا استماعا مرحوما و أن يجعل تفرقنا تفرقا من بعده تفرقا معصوما و أن لا يجعل منا ولا فينا شقيا أو محروما كما أسأله سبحانه أن يجعل جمعنا هذا جمع خير وعلم ورحمه تنزل علبه السكينة وتغشاه الرحمة وتحفه الملائكة ويذكره الله فيمن عنده .
أيها الأخوان نحن على أبواب شهر رمضان المبارك هذا الشهر العظيم الذي عظمه الله و اختاره من بين سائر الشهور اختاره وفضله بفضائل ومزايا منها أن الله جعل صيامه صيام أيامه فرضا من فرائض الإسلام العظيمة بل صيام رمضان أحد الأركان الخمسة التي لا يقوم الإسلام ولا يستقيم إلا بها.
كما ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر : - رضي الله عنهما – أن النبي ﷺ قال بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجُّ بَيتِ اللَّهِ الحَرَامِ . كما قال النبي ﷺ صوم رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام هذه الأركان هذه عمد و أسس يقوم الإسلام ويستقيم عليها و أصلها و أساسها أساس الدين و أساس الملة الشهادة لله بالوحدانية والشهادة للنبي بالرسالة أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله هذا أصل الدين وأساس الملة لا يصح الإسلام إلا بهما ولا يدخل الإنسان في الإسلام إلا بهاتين الشهادتين فبهما يدخل في الإسلام وبهما يخرج من الدنيا كما قال عليه الصلاة والسلام مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
ومفتاح الجنة شهادة أن لا اله إلا الله قيل لوهب بن منبه: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة قال: بلى ولكن ليس مفتاح إلا وله أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك. لا اله إلا الله هي المفتاح و الأسنان الصلاة و الزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام وكذلك ترك المحارم اجتناب العدوان على الناس دمائهم و أموالهم و أعراضهم اجتناب الربا والزنا والسرقة هذه هي الأسنان فمن أتى بالإسلام شهد أن لا اله إلا الله و أن محمد رسول الله أتى بالأسنان أدى الواجبات وترك المحرمات ومات على ذلك فإنه يدخل الجنة من أول وهلة فضلا من الله تعالى و إحسانا ومن مات على إسلام وتوحيد ملطخ بالمعاصي والكبائر فهو على خطر عظيم قد يعفى عنه وقد يعذب إذا مات على التوحيد لكن مآله الجنة.
هذا شهر عظيم شهر رمضان اختاره الله فجعل صيام أيامه أحد أركان الإسلام التي لا يقوم الإسلام ولا يستقيم إلا بها وصيام رمضان كان على أطوار الطور الأول أنه فرض صوم يوم عاشورا عندما قدم النبي ﷺ المدينة ووجد الناس يصومون اليوم العاشر فأمر بصيامه اليوم العاشر من محرم كان صوم يوم عاشورا فرضا ثم في السنة الثانية التي بعدها فرض صوم رمضان في السنة الثانية للهجرة فنسخ وجوب صوم يوم عاشورا وصوم رمضان هو الفريضة.
ثم صوم رمضان على أطوار الأول كان الإنسان مخير بين أن يصوم وبين أن يطعم عن كل يوم مسكينا إن شاء صام و إن شاء أطعم عن كل يوم مسكينا وهذا في قوله تعالى : ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ثم قال سبحانه وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
فهذا فيه التخيير بين الصيام وبين الإطعام والصيام أفضل ثم الطور الثاني فرض الله وجوب صوم رمضان على القادر المقيم المستطيع وليس عليه أن يطعم أذا كان قادر قوله تعالى شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ . هذا أمر لكل قادر
ثم كان في أول الإسلام كان الإنسان إذا غربت الشمس له أن يفطر ما لم ينم أو يصلي العشاء فإذا نام أو صلى العشاء حرم عليه الأكل والشرب إلى الليلة القابلة فيصبح في ذلك مشقة عظيمة وبعض الصحابة يختان نفسه وجاء بعض الصحابة وكان يعمل في مزرعته طول النهار فجاء لأهله وقال هل عندكم طعام قالت نصلحه فغلبت عيناه فنام فجاءت بالطعام وقال خيبة لك فلم يأكل فلما جاء اليوم الثاني غشي عليه سقط في وضح النهار فأنزل الله تعالى الرخصة أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ إلى قوله تعالى فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ . فأباح الله تعالى في ليل الصيام الأكل والشرب ومباشرة الإنسان لزوجته حتى يطلع الفجر ففرحوا بذلك فرحا شديدا.
ومن خصائص شهر رمضان أن الله تعالى جعل صيامه من أسباب تكفير السيئات ورفع الدرجات قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ فمن صام رمضان عن إيمان و احتساب وراضيا بشرعيته لا عن رياء ولا عن تقليد حصل له هذا الأجر العظيم بهذا القيد من صام رمضان إيمان و احتسابا جعل الله صوم رمضان مكفرا للسيئات بهذا القيد يصوم عن إيمان و احتساب يعني عن رغبة ورهبة ورضية شرعية لا عن رياء ولا عن تقليد ولا عن متابعة للناس و إنما يصوم عن نية و احتساب ورغبة.
كذلك من خصائص يوم رمضان أن الله تعالى شرع على لسان نبيه ﷺ قيام شهر رمضان وجعل قيام الليل من أسباب المغفرة إذا كان عن إيمان وعن احتساب قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وهذا فضل عظيم ومَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ إذا صلى مع الإمام هذه الركعات المعدودة ولا ينصرف حتى ينصرف الإمام فإن الله تعالى يكتب له قيام ليلة وهذا فضل عظيم، لأن النبي ﷺ صلى بالناس ثلاث ليال وكان في بعض الليالي لا يصلي الليل كله وقال له الصحابة لو نفلتنا بقية ليلنا يا رسول الله فقال النبي ﷺ إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ وهذا فضل عظيم من قام رمضان وصلى ما كتب الله عن إيمان وعن احتساب فإن الله يكفر سيئاته ومن أسباب المغفرة.
ومن فضائل هذا الشهر فيه ليلة القدر وليلة القدر ليلة عظيمة سميت ليلة القدر لأنها تقدر ما يكون في تلك السنة من صحة وحياة ومرض وموت وعزة وذل وشقاء وسعادة ورزق إلى السنة القابلة ولأن الملائكة تقرر ما يقدره الله تعالى فيها ولأنها ليلة عظيمة لها قدر عظيم نوه الله عليها في كتابه وسماها ليلة مباركة و أنزل فيها القران قال : إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ و قال سبحانه إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ثم فخمها وقال وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
ومن خصائص شهر رمضان هذه الليلة العظيمة فهي موجودة وباقية في شهر رمضان وخاصة في العشر الأواخر منه هذا هو الصواب قال بعض العلماء إنها رفعت ولكن هذا قول ضعيف وقال آخرون إنها في سنة لا يدرى وهذا قول ضعيف وقال آخرون إنها في شهر رمضان ولا يدرى في أي ليلة وهذا قول ضعيف والقول الثالث إنها في شهر رمضان في العشر الأواخر منه.
والصواب إنها متنقلة تتنقل قد تكون في سنة إحدى وعشرين وقد تكون في سنة اثنا وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين لقول النبي ﷺ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ.
وليال الوتر آكد لقوله عليه الصلاة والسلام: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ.
والسبع الأواخر أرجى من غيرها لما ثبت في الحديث الصحيح إن رجالا من أصحاب النبي ﷺ أروا ليلة القدر في السبع الأواخر من رمضان فقال عليه الصلاة والسلام أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ.
ولا يدرى في أي ليلة والحكمة من إخفائها حتى يجتهد العباد في إحياء هذه الليالي العشر والاجتهاد في العمل والعبادة حتى يكثر أجره وثوابه و إحياء ليلة القدر يكون بالدعاء والتضرع والصلاة والصدقة والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثبت في الحديث الصحيح أن عائشة قالت قلت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر أو علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قل قولي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.
وكذلك أيضا الأعمال كلها تضاعف في هذا الشهر تلاوة القران والتسبيح و التهليل والتكبير في حديث سلمان خطب الرسول فيهم أخر ليلة من شعبان فقال أَيُّها النَّاسُ، قد أَظلَّكُم شَهرٌ عظيمٌ مُباركٌ، شَهرٌ فِيهِ لَيلةُ القَدرِ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ، مَن فطَّرَ فِيهِ صَائِماً كَانَ مغفرةً لذنوبه وَعِتقَ رقبته مِن النَّار، وَمن سقى صائماً سقاه اللَّهُ من حوضه شَربةً لا يظمأُ بعدها أبداً وقال فاستَكْثِروا فيهِ مِن أربعِ خصالٍ: خَصلَتانِ تُرضونَ بِهِما ربَّكم، وخَصلَتانِ لا غِنًى بِكُم عنهُما، أمَّا الخَصلَتانِ اللَّتانِ تُرضونَ بِهِما ربَّكم: فشَهادةُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وتستغفرونَهُ، وأمَّا الخَصلَتانِ اللَّتانِ لا غِنًى بِكُم عنهُما: فتَسألونَ الجنَّةَ، وتَعوذونَ منَ النَّارِ.
ومما ينبغي في هذا الشهر العظيم العناية بالصوم وحفظه حفظ الصوم أولا لابد أن يصوم الإنسان عن إخلاص وعن نية وعن رغبة ورهبة العبادات التي يتعبد بها المسلم لله من صلاة وصيام وزكاة وحج وقراءة القران وبر للوالدين وصلة للرحم إلى غير ذلك.
لا تصح العبادة ولا تكون نافعة حتى يتوفر فيها أمران عظيمان:
الأمر الأول: أن تكون هذه العبادة خالصة لله يراد بها وجه الله والدار الآخرة فإن أراد بها الرياء والسمعة أو الدنيا أو أراد بها شيئا من حطام الدنيا فهي مردودة عليه.
الأمر الثاني أن تكون هذه العبادة موافقة لشريعة الله موافقة للكتاب والسنة على هدي الرسول ﷺ.
كل عبادة لا بد أن يتوفر فيها هذا الأمران جمع الله في هذين الأصلين في قوله تعالى : فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا. والعمل الصالح ما كان موافقا للشريعة والعمل الذي ليس فيه شرك هو الخالص لله قال تعالى وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى.
فالصوم حينما تصوم لا بد أن تتفقد نفسك وهو أن تصوم مخلصا لله تريد وجه الله والدار الآخرة و إذا صام الإنسان عن إخلاص فإنه يتحمل المشقة مشقة ترك الطعام ترك الشراب يتحملها السلم بل إن السلم يتلذذ بها فيتلذذ بها لأنه يعلم أنها طاعة يعلم أنه يرضي ربه يعلم أنه يؤدي واجب يعلم أن ثواب الله خير و أعظم فالمؤمن تجده يتلذذ بالعبادة ولو كان الجسم يتعب لكن القلب في نعيم وهذه المشقة لا تساوي شيئا هذه المشقة لا تساوي شيئا عند المؤمن تجده المؤمن ضمئان ولكن عنده فرح وسرور وقلبه في نعيم وسرور أما الضمأ الذي أصابه لا يؤثر عليه شيئا أما المؤمن نعيمه وسرور قلبه بما عند الله فهو فرح ومسرور وقلبه في نعيم و إن كان الجسم أصابه شيئا من العطش والضمئ لا يتأثر ولا يساوي شيئا هكذا المؤمن، المؤمن يرجو ما عند الله ويتحمل ما أصابه من الضمئ ومن العطش لأنه يعلم ما عند الله ويعلم أن الله سيسقيه من حوض نبيه ﷺ و أنه يقال له كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية.
فلا بد من الإخلاص في أي عمل تعمله ولابد أن يكون العمل موافق للشريعة فإذا إذا صام المسلم فإن عليه أولا الإخلاص يراعي الإخلاص لله ولهذا إذا سابه أحد أو شاتمه يقول إني صائم أو لن أرد عليك لست عاجزا عن الرد عليك ولكن صومي يمنعني أن أرد عليك بالمثل فإذا صام المسلم فعليه أن يحفظ جوارحه عما حرم الله يحفظ اللسان عن السباب والشتام وقول الزور والكذب والغيبة والنميمة هذا يجب عليه حفظ اللسان في كل وقت ولكنه في حق الصائم أشد يحفظ العين عن النظر إلى ما حرم الله و عن رؤية النساء الأجنبيات رؤية المسلسلات الهابطة لا ينظر للمرأة الأجنبية يتلذذ برؤيتها سواء كان في الشارع أو في قناة فضائية أو في مستوصف صحي أو في أي مكان يغض بصره قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ في كل وقت ولكن ذلك في حق الصائم آكد يحفظ سمعه عن سماع الغيبة والنميمة وعن سماع الغناء وعن اللهو وعن الكلام الفاحش وعن قول الزور وعن شهادة الزور لا يسمع وينكر على من فعل شيئا من هذه المنكرات يحفظ يده فلا يتناول بها الحرام ولا يبطش بها ما حرم الله ولا يتناول بها الربا ولا يتناول بها الغش ولا الخداع ولا يبطش فيها بغير حق في كل وقت لاسيما الصائم يحفظ رجله عن المشي للحرام فلا يمشي إلى ما حرم الله بها يحفظ قلبه فلا يتمنى الحرام ولا يهوى الحرام هكذا يكون المسلم يحفظ الجوارح و إلا كيف يصوم الإنسان وهو يطلق بصره للحرام ولسانه في الحرام ويده في الحرام ما قيمة هذا الصوم هذا الصوم ضعيف وملطخ بالمعاصي لا يقوى على تكفير السيئات ولا على رفع الدرجات ولهذا قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ.
وقال بعض السلف أهون الصيام ترك الطعام والشراب وقال بعض السلف أهون الصيام ترك الطعام والشراب ليس الصيام تترك الطعام والشراب فقط تترك الطعام والشراب وتترك المحرمات تحفظ الجوارح عما حرم الله قال بعض السلف إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الحرام (15:58) وليكن عليك سكينة ولا تجعل يوم فطرك سواء.
ومما يتأكد على الصائم فعله المحافظة على الفرائض والواجبات بعض الناس إذا صام يهمل الواجبات إذا صمت لا بد أن تؤدي هذه الواجبات والفرائض ومنها أهم الفرائض الصلاة فريضة الله على عباده أعظم فريضة بعد التوحيد أفرض الفرائض و أوجب الواجبات بعد توحيد الله الصلاة . الصلاة أمرها عظيم فرضها رب العزة والجلالة من فوق سبع سماوات ثم فرضت في أول الأمر خمسين صلاة ثم خففت إلى خمس صلوات فلا بد من أداء الصلاة في وقتها بعض الناس إذا صام نام الظهر والعصر ولا يستيقظ إلا عند غروب الشمس وكذلك الفجر يأكل أكله في منتصف الليل ثم ينام ولا يستيقظ إلا بعد الشمس هذا معناه أن الإنسان صام عبدا لهواه وشهوته ما صام عبدا لله عبد الله هو الذي يؤدي الفرائض في أوقاتها يجب عليك أن تتكيف حتى تؤدي الفرائض ما تكون عبدا لهواك وشهوتك لا بد أن تصلي الفجر في الجماعة ليس لا أن تصلي بعد الشمس سواء في رمضان أو في غيره.
وكذلك أيضا الظهر تصليها في وقتها والعصر في وقتها ما تجمع الظهر والعصر وتصليها عند غروب الشمس لا هذا تشبه بالمنافقين قال عليه الصلاة والسلام: تِلْكَ صَلَاةُ المُنَافِقِ، يَرْقُبُ الشَّمْسَ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَ أَرْبَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا. والجمع بين الصلاتين من كبائر الذنوب و إذا أخر الإنسان الصلاة عمدا وليس له عذر فإنها لا تقبل منه على قول أهل العلم جمع من أهل العلم يقولوا أنه يكفر أفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بأن من لا يصلي الفجر إلا بعد الشمس باستمرار وليس عادته ذلك مثل من يركب الساعة على العمل ولا يستيقظ إلا مرة واحدة لصلاته وفطوره وعمله أفتى بأن هذا ردة عن الإسلام يكفر و أنه لا تصح صلاته ولو صلاها ألف مرة لأنها ليست الصلاة التي أمر بها ولأن ليس له عذر ليس ناسيا ولا متؤولا ولا معذورا ولا نائما نوم يعذر فيه متعمد ولهذا أفتى جمع من العلم بأن من أخر صلاته عن وقتها ولو فرض واحد متعمد كفر و استدلوا بقول النبي ﷺ مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ العَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ والذي حبط عمله هو الكافر قال تعالى وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وفي الحديث الأخر مَنْ تَرَكَهَ صَلاةً مُتَعَمِّدًا، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ .
فالأمر خطير يجب على المسلم أن يؤدي الفرائض فريضة الصلاة في أوقاتها الصلاة أمرها عظيم لها خصائص الخصائص أنها هي الفارقة بين المسلم والكافر ومن خصائصها أنها أول ما يحاسب عليها الإنسان في قبره ومن خصائصها أنها أفضل العبادات و أجلها الذي لا يصلي قطع الصلة بينه وبين الله هي الرابط والصلة والعلاقة بينك وبين الله فلا بد للمسلم أن تشتد علاقته بالصلاة لا بد أن تؤدى الصلاة في أوقاتها جاهد نفسك ركب الساعة او الجوال أو اعهد أحد يوقظك في وقت الصلاة الفجر وكذلك العصر وكذلك بقية الصلوات الأمر عظيم خطر وكذلك في الصوم كون الإنسان يصوم ويصوم وهو يهمل الصلاة يعني تحافظ على الركن الرابع من أركان الإسلام وتهمل الركن الثاني من أركان الإسلام ما الفائدة ! يصوم ولكن لا يصلي لا يستفيد لا يصح الصوم إلا بالصلاة إذا ترك الصلاة ما صح صومه الصلاة تركها كفر وردة عن الإسلام فإذا ترك الصلاة ما صح صومه ولا عمله ولا حجه ولا عمرته لا بد من العناية بالصلاة العناية الشديدة بالصلاة الفرائض فريضة الله على عباده.
من أخر الصلاة عن وقتها متعمدا العلماء لهم قولان القول الأول يقول العلماء أنه مرتد لأن الله قال إنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا. فعليه التوبة ويجدد إسلامه من جديد وقال آخرون من أهل العلم أنه لا يكون مرتد وكفره كفر أصغر مرتكب لجريمة أعظم من جريمة الزاني والسارق و شارب الخمر وعليه أن يتوب توبة نصوح وضعيف الإيمان وناقص الإيمان عليه بالتوبة والندم وعدم العودة مثل ذلك مرة أخرى.
كذلك أيضا إذا صام الإنسان عليه أن يؤدي الواجبات ومن الواجبات العمل الرسمي سواء كان الإنسان مدني أو عسكري لا بد أن يؤدي العمل في وقت الدوام الذي طلب منه يؤديه بإخلاص ولا يتأخر ولا يتثاقل ثم أيضا إذا جاء لا بد أن يؤدي العمل المطلوب منه ما يأتي حضور فقط يحضر نفسه ولكن لا يعمل اعمل استقل الوقت هذا استقل الوقت هذا فيما طلب منك العمل المطلوب منك هذا واجب كبير.
وكذلك أيضا بر الوالدين هذا واجب عليك يجب عليك أن تبر والديك وتحسن إليهما وكذلك أيضا حقوق الأهل والأولاد والنفقات الواجبة كل هذا لا بد منه لابد من أداء الواجبات أهم شيء الواجبات الصائم أول شيء فريضة الصلاة تؤديها في وقتها العمل تؤديه وقتها الحقوق والمستلزمات التي عليك تؤديها في وقتها حقوق الوالدين حقوق الأهل ثم بعد ذلك النوافل تكثر من قراءة القران من قرأ حرف من كتاب الله فله به حسنة في الحديث الصحيح مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ. آلم صارت حروف (21:42) رمضان وفي رمضان الحسنات مضاعفة هذا فضل عظيم.
ينبغي للصائم أن ديدنه قراءة القران والتسبيح والتهليل والتكبير مطلوب من المسلم سبحان والحمد لله ولا اله إلا الله و الله أكبر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم في الحديث مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ هذا فيه فضل عظيم وهذا في غير رمضان.
ينبغي للإنسان أن يستغل وقته الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الإحسان إلى الجيران الإحسان إلى الناس يكون الإنسان يحسن إلى غيره يساعد الفقير يساعد المحتاج شخص متعطل في سيارته يساعده هذه أمرها عظيم الإحسان إلى الناس وكف الأذى فيها فضائل عظيمة كونك تشفع لمن يحتاج إلى شفاعة تقرض من يحتاج إلى إقراض تطعم الفقير تحسن إلى الجار تكف أذاك عن الناس صدقة على نفسك لا تؤذي أحد لا بقول ولا بفعل كل هذا مطلوب من المسلم في كل وقت ولاسيما في هذا الشهر العظيم وهو شهر عظيم
أسأل الله أن يبلغنا و إياكم هذا الشهر العظيم ويجعلنا ممن يصوم ويقوم إيمانا و احتسابا و أن يوفقنا في الجد والنشاط و الإخلاص في العمل والصدق في القول و أن يعيذنا فيه من الكسل والتفريط و الإضاعة و أن يثبتنا على الدين القوي إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد و على آله وأصحابه والتابعين