بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإني أحمد الله وأشكره أن من علينا بهذا الاجتماع الذي نسأل الله أن يجعله اجتماعاً مباركاً، وأن يجعلنا فيه من المرحومين، وأن يغفر لنا ذنوبنا، ويتجاوز عن سيئاتنا، ونسأله أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوما، وأن يجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوما، وألا يجعل فينا ولا منا ولا من بيننا شقياً ولا محروما، إنه سميعٌ قريب مجيب.
أيها الإخوان كل مسلم يعلم أن الله خلقه لعبادته وتوحيده وطاعته، كما قال : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[الذاريات:56]، وبذلك أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، لتوحيده وعبادته وطاعته، كما قال : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36].
وقال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ[الأنبياء:25]، فالله لم يخلقنا عبثاً، ولم يتركنا سُداً لا نؤمر ولا ننهى في الدنيا، ولا نُجازى، في الآخرة.
بل خلقنا لأمرٍ عظيم ولأمرٍ جسيم، ركب فينا العقول، وأعطانا السمع والبصر والأفئدة وميزنا عن الحيوانات بالتكليف، وهذه العبادة التي خُلق المسلم لها يجب عليه أن يحققها, أن يحقق هذه العبادة، وأن يحذر من أسباب انتقاضها، وإضعافها.
فإن العبادة لا تُسمى عبادة إلا مع التوحيد، فإذا داخلها أو خامرها الشرك أو ناقضٌ من نواقض الإسلام فإن هذه العبادة تبطل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويكون صاحب هذه العبادة خرج من دائرة الإسلام، ودخل في دائرة الكافرين إلا أن يتوب قبل أن يموت.
كما قال ربنا :وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[الزمر:65]، بين أن الشرك يُحبط العمل، وقال سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[الأنعام:88]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[البقرة:217].
وقال سبحانه: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[المائدة:5]، لأن هذه العبادة، وهذا التوحيد، وهذا الإسلام الذي التزم به المسلم عليه أن يحافظ على دينه وإسلامه وتوحيده من النواقض التي تُبطلها وتُخرج صاحبها من الإسلام، وهذه النواقض كثيرة، من هذه النواقض أن يجحد أمراً معلوم من الدين بالضرورة وجوبه أو تحريمه.
كأن يجحد وجوب الصلاة، أو وجوب الزكاة، أو وجوب الحج، أو يجحد ربوبية الله، أو اسماً من أسماءه أو صفة من صفاته، أو يجحد الوهيته واستحقاقه للعبادة، أو يجحد ملكاً من الملائكة أو رسولاً من الرسل، أو كتاباً من الكتب المنزلة، أو يُكذب بالبعث أو بالقدر، أو ينكر أمراً معلوم من الدين بالضرورة تحريمه كأن يُنكر تحريم الزنا أو تحريم الربا أو تحريم الخمر، أو تحريم عقوق الوالدين.
أو يفعل شركاً، ومن هذه النواقض السحر، السحر الذي هو موضوع هذه الكلمة، فإن السحر الذي يتصل صاحبه بالشياطين ينقض الإسلام، ويُبطل التوحيد والإيمان، والسحر معناه في اللغة: "عبارة عما خفي ولطف سببه".
ومادة السين والحاء والراء تدل على الخفاء، ومنه سُمي السَّحَر سَحَراً لأنه يقع خفياً في آخر الليل يُسمى السَّحر آخر الليل لما فيه من الخفاء، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: إِنَّ منَ البَيانِ لَسِحْرًا([1])، البيان يعني الفصاحة والبلاغة.
والمعنى: أن البليغ والفصيح يؤثر في السامعين، ويقنعهم بما يريده، وبما يقرره، وهم لا يشعرون في الخفاء بسبب بيانه وفصاحته وبلاغته، إِنَّ منَ البَيانِ لَسِحْرًا ([2]).
ومنه تسمية النميمة سحر كما في حديث ابن مسعود –- أن النبي ﷺ قال: أَلَا أُنَبئُكُمْ ما الْعضْهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ ([3]).
فالنميمة داخلة في مسمى السحر من جهة اللغة؛ لأن النمام يُفسد بين المتآلفين في الخفاء ويؤثر في الخفاء، يأتي ويتكلم مع هذا ويتكلم مع هذا حتى يُفسد العلاقة بين الزوجين، أو بين الأب وابنه، أو بين الأخ وأخيه، أو بين القبيلة والقبيلة، أو بين الدولة والدولة في الخفاء وهم لا يشعرون، يتكلم مع هذا أو يُكلم هذا وينقل الحديث من هذا لهذا.
فمادة السين والحاء والراء تدور على الخفاء، وأما السحر في الشرع: "فهو عبارة عن عزائم ورقى وعقد، وأدوية وتدخينات تؤثر في القلوب، وفي الأبدان فتمرض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه".
السحر هو عزائم ورقى وعقد وأدوية وتدخينات تؤثر في القلوب، وتؤثر في الأبدان فتمرض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه، يعني هذه العزائم، احياناً تكون عزائم، وتكون رقية ينفثها الساحر، عزيمة وأحياناً عقد، تكون عقد، هذه العقد تؤثر في القلوب، وقد تؤثر في الأبدان إما بالمرض أو بالموت بالقتل.
إما أن يمرض المسحور أو يموت، أو يفرق بينه وبين زوجه، لما يعمله من العقد والأشياء التي تُكره المرأة إلى زوجها، وتجعل المرأة إذا نظرت إلى زوجها كأنه في صورة قبيحة، تراه بسبب السحر، ترى الزوجة زوجها في صورة قبيحة أو بالعكس، يرى الرجل زوجته بصورة قبيحة، وينفر كلاً منهما من الآخر فيقع الفراق.
أو بالعكس يُحبب المرأة إلى زوجها، الصرف والعطف من السحر، يُحبب المرأة إلى زوجها ويُحسنها ويحسنه في نظرها، وكذلك الرجل فيحصل التحبيب والالتئام.
والساحر يفعل هذه الأفعال في الخفاء، فهناك علاقة ورابطة بين معنى السحر في اللغة أو في الشرع أن هي مادة الخفاء، أن السحر في اللغة عبارة عن الشيء الخفي، والساحر يعمله في الخفاء.
والسحر ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: سحرٌ يتصل ساحره بالشياطين، فهذا لابد أن يفعل الشرك، ولابد أن يفعل الكفر،لأن الساحر إذا اتصل بالشيطان فالشيطان لا يرضى منه دون الكفر، وهناك عقد وارتباط بين الساحر، وبين الشيطان الجني، يلتزم الساحر للشيطان بالكفر والعياذ بالله، يطلب منه أن يكفر بالله، يترك دينه.
بأن يسب الله أو يسب الرسول عليه الصلاة والسلام، أو يذبح لغير الله، أو يتقرب إليه بما هو من خصائص الله، أو أن يطلب منه أن يبول على المصحف أو يُلطخه بالنجاسة والعياذ بالله يطلب منه الكفر لابد من هذا.
هذا العقد بين الساحر وبين الشيطان، مقتضى العقد الشيطان يطلب من الساحر أن يكفر بالله، أن يفعل الشرك، وبمقتضى ذلك يخدم الشيطان الإنسي، يخدم الساحر بما يريد، يستجيب لمطالبه، إذا طلب منه أن يلطم شخصاً لطمه، ولو طلب منه أن يقتل شخصاً قتله، يُخبره بالمغيبات التي لا تكون في البلد تكون بعيدة عنه.
لا من المغيبات التي لا يعلمها إلا الله، هي من المغيبات التي ليست معلومة عند هذا المجتمع وعند هذا البلد وهي معلومة في مكانٍ آخر ينقلها إليه، وقد يسرق الشيطان له بعض الأشياء، بعض الأنواع من الطيب.
والنوع الثاني من السحر: سحرٌ لا يتصل صاحبه بالشيطان، ولكن يفعل هذا الساحر يفعل أفعالاً محرمة، بأن يُعالج الناس أو يداوي بعض الناس بأدوية بأشياء تضرهم، ويأكل أموالهم بالباطل، و يُعالج بأدوية قد تضر الناس، وسبب في ضرر أبدانهم وقلوبهم، ويأكل أموال الناس بالباطل.
وبناءً على هذه التقسيم فإن الحكم يختلف، حكم الساحر يختلف، فالساحر الذي يتصل صاحبه بالشياطين لاشك أنه كافر، قال الله : وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102]، وقال سبحانه: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة:102]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ [البقرة:102]، فبين سبحانه تعالى أن الشياطين كفروا بتعليم السحر.
وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102]، وبين أن من أعمال السحرة التفريق بين المرء وزوجه، ثم قال سبحانه: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:102]، فلا يضر الساحر أحداً إلا بإذن الله الكوني القدري.
وبين أن الساحر ليس له في الآخرة من خلاق ليس له من نصيب، والسحر من أخلاق اليهود، قال في وصف اليهود: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا[النساء:51]، قال عمر الجبت السحر، والطاغوت الشيطان.
والجبت يُطلق على السحر وعلى كل ما لا خير فيه، وقال جابر "الطوائف كُهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حيٍ واحد"، أما الساحر الذي لا يتصل صاحبه بالشياطين، فهذا فيه تفصيل، هو مرتكبٌ كبيرة من كبائر الذنوب على كل حال، بفعله هذا، حيث أنه يضر الناس بسحره وبالأدوية التي يستعملها، ويأكل أموال الناس بالباطل.
فإن استحل أذية الناس أو استحل أكل أموالهم بالباطل فهو كافر، لأن الإضرار بالناس معلوم من الدين بالضرورة تحريمه.
وكذلك أكل أموال الناس بالباطل من استحله كفر، من استحل الربا، أو استحل الرشوة وقال إنها حلال، أو استحل أكل أموال الناس بالباطل كفر، فيكون مرتداً والعياذ بالله؛ لأنه فعل ناقضاً من نواقض الإسلام.
فهذا الساحر الذي لا يتصل بالشياطين إن استحل أكل أموال الناس بالباطل كفر، أو استحل أذية الناس كفر، وإن لم يستحلها ولكن غلبته نفسه، واغواه الشيطان، وغلبه الطبع في أكل أموال الناس بالباطل، ويعلم أنه حرام، ويعلم أنه لا يجوز أكل أموال الناس بالباطل، ويعلم أنه لا يجوز أذية الناس يعتقد هذا، لكن بسبب غلبة الجشع والطمع، وحب المال فعل ما فعل حتى يكسب الأموال، فهذا مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب.
ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى كفر الساحر، وذهب إلى هذا الأئمة الثلاثة –رحمة الله عليهم- أبو حنيفة ومالك وأحمد قالوا: إنه إذا تعلم السحر فإنه يكفر، يكفر بتعلم السحر, لقول الله تعالى: وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102]، ولقوله سبحانه عن الملكين إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ[البقرة:102]، يعني فلا تكفر بتعلم السحر.
قال أصحاب الإمام أحمد: إلا أن يكون السحر بأدوية وسقي أشياء تضر فإنه لا يكفر, يعني إذا كان لا يتصل بالشياطين، وأما الإمام الشافعي-رحمه الله-: يفصل، وقال إذا تعلم السحر قلنا له صف لنا سحرك، فإن وصف ما يوجب الكفر كفر، وإن وصف ما لا يوجب الكفر فإن استحله كفر، وإن لم يستحله فقد ارتكب محرماً وكبيرة.
ومن هنا يتبين أن الساحر إذا كان يتضمن سحره كفراً فهو كافر بالإجماع، هذا بالاتفاق إذا تضمن سحره كفر بأن تقرب إلى الشيطان بما هو من خصائص الله جعل ناقض من نواقض الإسلام فهذا كافر بالإجماع، ولكن الخلاف بين العلماء مبني على مسمى السحر.
فالجمهور, فجمهور العلماء يرون أن سحر الأدوية لا يدخل في مسمى السحر،الأدوية وسقي الأدوية والتدخينات ولا يتصل صاحبه بالشياطين لا يُسمى سحر، لا يُسمى سحر شرعاً وإن كان يُسمى سحر لغة.
فلذلك قالوا: إن الساحر كافر على كل حال، جمهور العلماء قالوا: الساحر كافر على كل حال، لماذا؟ لأن سحره لابد أن يكون فيه شرك وكفر؛ لأنه يتصل بالشياطين.
وأما الشافعي-رحمه الله- فإنه أدخل السحر اللغوي في مسمى السحر، فلهذا فصل، وقال الشافعي-رحمه الله-: إن تضمن سحره كفراً يكفر، وإن لم يتضمن كفر فلا يكفر، لأنه أدخل مسمى السحر اللغوي في مسمى السحر فاحتاج إلى التفصيل.
وأما الجمهور فلم يحتاجوا للتفصيل؛ لأنهم لم يدخلوا السحر اللغوي في مسمى السحر الشرعي، وبهذا يتبين أنه لا خلاف بين العلماء في أن الساحر إذا تضمن سحره كفراً فإنه كافر عند الأئمة الأربعة وغيرهم، مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد كلهم يقولون إذا تضمن سحره كفراً فإنه يكفر.
بأن يتقرب إلى الشيطان بما يحب أو يبول على المصحف، أو يدوسه بقدميه هذا يكفر بالإجماع، لكن إذا كان سحره لا يتصل بالشياطين هذا هو الذي فيه التفصيل، كذلك إذا كان فيه دعوة للكواكب، والدعاء لغير الله ونادى الكواكب السبعة كما يفعله أهل بابل فهذا كافر بالاتفاق.
وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ ([4])، اجتنبوا يعني ابتعدوا.
فأمر النبي ﷺ بالاجتناب، والاجتناب هو المباعدة، وهو أبلغ من قوله لا تفعلوا اجتنبوا يعني تباعدوا ولا تقربوا منه، اجتنبوا السبع الموبقات يعني المهلكات، سميت موبقات لأنها تهلك صاحبها، توقع صاحبها في الإثم العظيم ثم في النار نعوذ بالله.
وبدأ بالشرك قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، فإذا دعا غير الله أو ذبح لغير الله أو نذر لغير الله فقد الشرك.
ثم السحر، وهو الأمر الثاني وهو نوعٌ من الشرك إذا كان صاحبه يتصل بالشياطين، أما عقوبة الساحر فاختلف العلماء في عقوبته، فجمهور العلماء على أن عقوبته القتل، وهذا هو الصواب، فالساحر يستحق القتل، لما ثبت في سنن الترمذي رحمه الله عن جابر t أن النبي ﷺ قال: حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبُهُ بِالسَّيْفِ ([5])، وفي لفظة ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ ([6])، قال الترمذي: الصحيح أنه موقوف.
وفي صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة أن عمر t" كتب إلى عماله أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، قال: فقتلنا ثلاث سواحر"، وصح عن حفصة t أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها فقُتلت، وكذا صح عن جندب قال الإمام أحمد –رحمه الله-: صح قتل الساحر عن ثلاثٍ من أصحاب النبي ﷺ، عن عمر، وعن ابنته حفصه، وعن جندب، فهو يستحق القتل.
وقال آخرون من أهل العلم: أنه يُحبس حتى يموت، والصواب أنه يُقتل يستحق القتل، لكن اختلف العلماء هل قتله كفر أو حد، فمن قال إن قتله حد قال إنه مسلم يُغسل ويصلى عليه، ومن قال إن قتله كفر يقولون هو كافر لا يغسل ولا يُصلى عليه.
والساحر الذي يتصل صاحبه بالشياطين فهذا يُقتل كفراً بالاتفاق كافر، وأما الساحر الذي لا يتصل بالشياطين وهو لم يستحله فهذا يكون قتله حد يكون فعل كبيرة من الكبائر، إذا كان لا يتصل بالشياطين، ولا يستحل السحر، ولا يستحل أكل أموال الناس بالباطل، ولا إيذاء الناس فهذا مرتكب الكبيرة يُقتل حداً.
أما إذا استحل أكل أموال الناس بالباطل، أو استحل إيذاء أذية الناس، أو كان صاحبه يتصل بالشياطين، فهذا يُقتل كفراً.
والسحر له صلة بالكهانة، والعرافة، والتنجيم، من جهة دعوى علم الغيب، فالساحر كافر من جهتين:
الجهة الأولى: أنه فعل الشرك، الشركيات التي فعلها بالتقرب إلى الشيطان بما يحب، أو صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله.
ومن جهة دعواه لعلم الغيب، أنه يدعي علم الغيب, ومن ادعى علم الغيب فهو كافر، قال الله تعالى: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65]، فمن ادعى علم الغيب فهو كافر، فيكون الساحر كافر من جهة دعوى علم الغيب من جهتين: من جهة أنه يدعي علم الغيب ومن جهة الشركيات التي يفعلها، ومثله الكاهن، وهو الكاهن الذي له رعي من الجن يأتيه ويُخبره عن مغيبات المستقبل.
فالكاهن هو الذي له رعي من الجن يُخبره بالمغيبات، وهو يدعي علم الغيب فيكون كافراً، كافر لأنه يدعي علم الغيب، ومن ادعى علم الغيب فهو كافر.
وكذلك أيضاً يكفر بما يعمله من الوسائل الشركية، وذلك أن الشياطين يركب بعضهم بعضاً، كما وصف سفيان بكفه ركوب الشياطين فحرف يده جعل يده حرفاً هكذا ومدد بين أصابعه، يركب بعضهم بعضاً بدون ملاصقة حتى يصلون إلى السماء، وذلك أن الله تعالى إذا قضى الأمر تكلم بالوحي فسمعه جبرائيل فيحدث أهل السماء السابعة ثم ينتقل الخبر إلى أهل السماء السادسة حتى يصل إلى أهل السماء الدنيا.
ويتكلم الملائكة أيضاً الذين في السحاب، فالشيطان الفوقاني يسمع الخبر من السماء من الملك الذي في السحاب أو في السماء الدنيا ثم يُلقيه إلى من تحته، والذي تحته يُلقيه إلى من تحته، حتى تصل إلى الشيطان الذي أسفل الذي هو ولي الكاهن، فيُلقي هذه الكلمة التي سُمعت من السماء في أذن الكاهن فيقرها كقر الدجاجة قر قر قر، فإذا وصلت إلى أذن الكاهن وسمعها كذب معها مئة كذبة.
فيُخبر الناس بهذا الكذب الكثير واحدة تقع لأنها سُمعت من السماء حق ومائة كذب، والشهب تلاحق الشياطين، وتحرقهم، فتحرق الشياطين، فأحياناً تصل الشهب إلى الشيطان الأسفل قبل أن يُلقيها في أذن الكاهن، وأحياناً يلقيها في أذن الكاهن قبل أن تحرقه.
مرة تحرقه الشهاب قبل أن يلقها، ومرة يلقها قبل أن تحرقه، فالشهب تلاحق الشياطين، و هذا يدل على كثرة الشياطين، لأن الشهب تحرق الشياطين ومع ذلك هم كثيرون، ويولد شياطين كثيرون، وكل واحد معه قرين، كل واحد من بني آدم معه قرين.
فالكهان هم الذين يُخبرون عن المغيبات في المستقبل، ويدعون علم الغيب، فهم كفار بدعواهم علم الغيب بإخبارهم عن مغيبات المستقبل، وبالوسائل التي يتقربون بها لغير الله .
وكذلك أيضاً من الوسائل التي لها صلة بالسحر قول النبي ﷺ: أَنَّ الْعِيَافَةَ وَالطَّرْقَ وَالطِّيَرَةَ مِنَ الجبت([7])، من السحر, العيافة زجر الطير، زجر الطير والاستدلال بها على علم الغيب، وكانت العرب إذا أراد أحدهم سفراً أو تجارة، أو زواجاً، يزجر الطير، ويستدل به على دعواه من علم الغيب، فإذا طار في جهة اليمين تيامن، وإذا طار في جهة الشمال تشاءم .
وكان بعض القبائل لهم معرفة بزجر الطير ومن لا يعرف يأتي إلى بعض القبائل ويزجرون له، ولهذا يقول الشاعر الجاهلي:
خبيرٌ بنو لهبٍ فلا تقوم الغيام |
مقالة لهبيٍ إلى الطير مرتِ |
والطرق هو الخط, يُخط في التراب والرمل، يخطون خطوط ويدعون بها علم الغيب، والطيرة هي التشاؤم تشاؤم بالطيور أو بالبقاع أو بالألفاظ أو بالأسماء، أو بالأماكن.
وكذلك أيضاً من الأنواع التي تدخل في هذه الأمور في السحر والكهانة والعرافة، العرافة وهو العراف الذي يدعي معرفة الأمور، بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة.
العراف الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يزعم أنه يعرف المسروق الذي سُرق ومكان الضالة ويدعي علم الغيب فهو كافر أيضاً، وكذلك أيضاً من السحرة من يفعل السحر عن طريق صب الرصاص على المسحور، يصب الرصاص على المسحور ويدعي أنه يحل السحر، وكذلك أيضاً بعض السحرة والكهان يفتح الكتاب، و يحضر الجن.
كتب خاصة فيها طلاسم وأسماء يُنادي بها الجن فيجتمعون، وكذلك بعضهم يقرأ في الفنجان، أو يقرأ في الكف، ويدعي علم الغيب أنه يعالج، كل هؤلاء كفرة، وكذلك أيضاً بعضهم ينظر في النجوم، ويدعي علم الغيب، لكن بطرق مختلفة.
كلهم كفره لكن إذا كان دعوى علم الغيب عن طريق العزائم والرقى والعقد سمي ساحر، وإذا كان دعواه علم الغيب عن طريق إخبار عن المغيبات في المستقبل سمي كاهن، وإن كان عن طريق ادعاء معرفة مكان المسروق ومكان الضالة سُمي عراف، وإن كان عن طريق الخط في التراب والرمل سُمي أيضاً عرافاً.
وكذلك قد يكون عن طريق فتح الكتاب أو قراءة الكف أو الفنجان، فهؤلاء كلهم كفرة، لا يجوز الإتيان إليهم، ولا سؤالهم، ولا العلاج عندهم، وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن بعض أزواج النبي ﷺ أنه قال: مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يوماً ([8]).
وثبت أيضاً في سنن أبي داود عن أبي هريرة t أن النبي ﷺ قال: مَنْ أَتَى كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ ([9])، وثبت أيضاً في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال: لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ، أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ، أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ، وَمَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ([10]).
وثبت أيضاً في حديث ابن عباس-رضي الله عنهما- أن النبي ﷺ قال: مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ، فقد اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ ([11])، من اقتبس شعبة من النجوم يعني طائفة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد.
بعض الناس يدعي علم الغيب عن طريق النظر في النجوم معرفة الحظ، ومعرفة الأبراج، ولهذا قال ابن عباسt "في قومٍ يكتبون أباجات وينظرون في النجوم ويدعون بها علم الغيب، قال: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق" ، يكتبون أباجات يعني الحروف الأبجدية، أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ هذه الحروف الأبجدية يكتبونها ويدعون بها علم الغيب.
أما من كتبها ليستفيد ومعرفة الوفيَات وفيَات العلماء أو الأئمة لا يضر، لكن يكتب الحروف الأبجدية ويدعي بها علم الغيب، وينظر في النجوم، ويربطها بالنجوم بأسماء النجوم وبالحظ.
قال ابن عباس: "في قوم يكتبون أباجات وينظرون في النجوم ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق"، وهذا ما يُسمى بعلم التنجيم، والتنجيم هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية.
وهو على أنواعٍ ثلاثة:
النوع الأول: أن يدعي أن النجوم فاعلة مؤثرة لها تأثيرٌ في الأرض بغلاء الأسعار أو بنزول الأمطار، أو بقيام الدول أو بزوال الدول، أو بولادة عظيم أو بموت عظيم، فهذا شركٌ أكبر وهو شرك في الربوبية، وهذا هو الذي هذا شرك الصابئة الذين بُعث فيهم الخليل إبراهيم الخليل، على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسلم،هذا شركٌ في الربوبية.
والثاني: أن يدعي علم الغيب عن طريق النظر في النجوم باجتماعها وافتراقها، وسيرها، ووقوفها، يدعي علم الغيب فهذا أيضاً شرك، وكفر، وهذان النوعان يُسميان بعلم التأثير.
وهناك نوعٌ ثالث يُسمى بعلم التسيير: وهو النظر في النجوم لمعرفة فصول السنة، متى يدخل فصل الربيع، فصل الخريف فصل الشتاء، معرفة أوقات البذر للفلاحين والمزارعين، ومعرفة القبلة, كأن يعرف مثلاً نجم القطب وأنه في جهة الشمال وإذا تحددت جهة الشمال تحددت الجهات، وهذا لا بأس به على الصحيح من قولي العلماء وهو قول الجمهور أنه لا بأس به.
قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ[يونس:5]، فهذا لا بأس به، لأنه ليس فيه محظور الإنسان يعرف القبلة ينظر في النجوم ليعرف القبلة أو ليعرف أوقات البذر أو ليعرف فصول السنة، أو ليعرف الطرق الطريق في البر أو في البحر هذا لا بأس به، ومع ذلك كرهه بعض العلماء ومنع منه، كقتادة بن دعامة السدوسي، وسفيان بن عيينة.
وكذلك قال بعض العلماء: لا ينبغي التوسع فيه، والتعمق فيه لأن هذا قد يؤدي إلى محظور قد يفضي إلى تخطئة المسلمين السابقين في معرفة محاريبهم، محاريب المساجد، وأن فيها ميلان عن جهة القبلة، كما حصل هذا من بعض الناس، قالوا: لا ينبغي للإنسان التوسع فيها.
فالمقصود أن السحر والتنجيم، وكذلك أيضاً العرافة والكهانة كل هذه الأشياء إذا كان صاحبها يدعي علم الغيب فهو كافر، أو كان يفعل شركاً والله ما أنزل داء إلى أنزل له دواء، والله له الحكمة البالغة في ابتلاء عباده يبتلي بعضهم بالأمراض وبالأسقام، ومن هذه الأمراض أن يُبتلى بالسحر فيحصل له مرض، فيحتاج إلى العلاج، والله تعالى ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء.
شرع حل السحر عن المسحور بطريقٍ شرعي، وهذا ما يُسمى بالنشرة، النشرة هي حل السحر عن المسحور، وقد جاء في الحديث أن النبي ﷺ: سئل عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان، رواه الإمام أحمد بسندٍ جيد.
وروي عن الحسن أنه قال: "لا يحل السحر إلا ساحر"، في البخاري عن قتادة: " أُتيَ لابن المسيب رجل به طب، يعني سحر، أيؤخذ عن امرأته أو يُنشر يعني أيحل عنه السحر، فقال: لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فيُعفى عنه".
قد جمع العلماء بين هذه الآثار بأن النشرة نوعان:
نوعٌ جائز، ونوعٌ محرم، كما بين ذلك العلامة ابن القيم-رحمه الله- وغيره من أهل العلم أنهم قالوا: أن النشرة نوعان: نوعٌ محرم، وعليه تُحمل النصوص التي وردت في المنع منه، يحمل عليه قول النبي ﷺ عندما سئل عن النشرة قال: هُوَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ([12]).
النشرة المعهودة في الجاهلية، التي يفعلها أهل الجاهلية من حل السحر بطريقٍ غير مشروع، عن طريق السحرة والإتيان إليهم. يحلونها بأعمالهم الشركية، وعليه يُحمل قول الحسن لا يحل السحر إلا ساحر، إذا كان حل السحر عن طريق الشياطين عن طريق السحرة من طريق محرم، بأن يتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب حتى يُبطل عمله على المسحور فهذا هو المحرم، وهذه هي النشرة المعهودة في الجاهلية، يتقرب الناشر والمنتشر كلاهما يتقربا إلى الشيطان بما يُحب، إما أن يتكلموا بكلمة الكفر التي يحبها الشيطان، أو يتقربوا إليه بذبح قرابين لغير الله، أو بأعمال كفرية فهذا حرام، ولا يجوز للإنسان أن يحل السحر بسحرٍ مثله، بواسطة الإتيان إلى السحرة والكهان.
والكهان لا ينبغي الإتيان إليهم ولا الرفع من شأنهم، ولما سئل النبي ﷺ عن الكهان، قال: ليسوا بشيء ، يعني أعمالهم لا يوثق بها.
ولا يجوز للإنسان أن يأتي السحرة ولا الكهان، بل الواجب عليه أن يُنكر عليهم، وإذا علف أحداً منهم يرفع به إلى ولاة الأمور، حتى يؤخذ ويتحقق منه حتى يُقام عليه الحد، فإذا ثبت أنه ساحر فإنه يُقتل من قبل ولاة الأمور.
فلا يجوز للإنسان أن يأتي إلى السحرة ولا أن يتعالج عندهم ولا أن يسألهم، ولا أن يرفع من معنوياتهم، بل الواجب عليه أن يُنكر عليهم، والرفع بهم إلى ولاة الأمور؛ حتى يُقضى عليهم، لأن السحرة كفرة، يضرون الناس ويأكلون أموالهم بالباطل.
والنوع الثاني من النشرة وهي حل الساحر عن المسحور، وهي حل السحر بأمرٍ مباح، كأن يحل السحر عن طريق الرقية الشرعية، أو عن طريق الأدوية المباحة عن طريق الأطباء، إذا وجد علاج عن طريق الكي، أو عن طريق إن كان هناك حبوب لا مانع منها، يكون عن طريق الأدوية المباحة، أو أدوية مباحة أدوية شعبية فلا بأس.
أو يحلها عن طريق الرقية الشرعية، وهو أن يُرقى المسحور بآيات من القرآن أو أدعية نبوية، أو أدعية مباحة لا محظور فيها، فهذا لا بأس به، حل السحر إذا كان عن طريق الشياطين والاتصال بالكهنة والسحرة فهذا حرام ولا يجوز إذا كان حل السحر بسحرٍ مثله فهذا محرم عن طريق السحرة أو الكهان.
أما إذا كان حل السحر بطريقٍ مباح، وهو نوعان:
النوع الأول: عن طريق الأدوية المباحة، الأدوية المباحة عند الأطباء، أو الأعشاب عند من له خبرة أو ما أشبه ذلك، أو عن طريق الرقية الشرعية، وهو أن يرقيه بعض القراء بعض الصالحين المعروفين بسلامة المعتقد يرقيه برقية شرعية، يقرأ عليه آيات من القرآن، أو أدعية شرعية ثابتة في السنة، أو أدية مباحة لا محظور فيها.
ومن أمثلة الرقية الشرعية:
ماه ذكر العلماء أنه يُقرئ على المسحور سبع آيات من القرآن، تُقرأ في ماء ويُصب على رأس المسحور، أربع آيات في سورة الأعراف وهي قول الله: فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[الأعراف:118]فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ[الأعراف:119]وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ[الأعراف:120]قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ[الأعراف:121]رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ[الأعراف:122].
وآية في سورة طه، وهي قول الله : إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى[طه:69].
وآيتان في سورة يونس، وهي قول الله تعالى: قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ[يونس:81]وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ[يونس:82].
فهذه الآيات تُقرأ في إناء ثم يُصب على رأس المسحور فيُشفى بإذن الله، لابد من أمرين: لابد أن يكون الراقي سليم المعتقد، ولابد من إحسان الظن بالله، وأن يعلم المسلم أن هذا سبب شرعي، وكذلك المسحور وولي المريض يكون عندهم ايمان ويعتقدون أن الله هو الشافي، وأن هذا من الأسباب الشرعية ويُكرر هذا، مع سؤال الله العافية والضراعة إلى الله .
ومن ذلك أيضاً: قراءة آية الكرسي، وهي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ[البقرة:255].
وقد قرأها الإمام وفقه الله في صلاة المغرب في الركعة الأولى، وهي أعظم آية في القرآن الكريم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ[البقرة:255]، هذه أعظم آية في القرآن الكريم.
كما أخبر بذلك النبي ﷺ، وأعظم سورة في القرآن سورة الفاتحة الحَمْدُ للهِ ربِّ العالَميْن[الفاتحة:1]، وأعظم آية في القرآن هي آية الكرسي، قد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يُصبح، فتقرأ آية الكرسي وتقرأ القواقل ، قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وإذا قرأنا قل يا أيها الكافرون فحسن أيضاً.
هذه تُقرئ على المريض على المسحور وتقرئ في إناء فيه ماء ويصب على رأس المسحور فيُشفى، وهذا أيضاً مجرب في حبس الرجل عن امرأته، من أنواع السحر حبس الرجل عن امرأته فلا يصل إلى جماعها يُحبس، وهذا مجرب, مجرب هذا العلاج.
وإذا أتى بسبع ورقات من السدر ودقها في ماء، وقرأ آية الكرسي والقواقل فإنه يُشفى بإذن الله وهذا مجرب، جربه عدد من المشايخ، جربه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمة الله عليه-، وكذلك أيضاً قرأه بعض الناس وقال إنه استفاد، وقرأه غيرهم.
إذا كان الرجل محبوس عن امرأته يعني ممنوع لا يصل إلى جماعها هذا من العلاج، يأتي بسبع ورقات سدر، تقرئ فيها آية الكرسي والقواقل، قل هو الله أحد، قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس، فيشرب منه ويتروش يغتسل به، يُشفى بإذن الله وهذا مجرب.
هذا من أنواع السحر حبس، قد يكون هذا الإنسان حبسه عن امرأته بسبب الحسد، وعقد عقد، بعض الناس يحضر عند العقد وهو حاسد لهذا الرجل، قد يكون مختفياً فيعقد عقد، إذا قال المزوج له زوجتك يقول لا، ويعقد عقدة، فيُحبس عن امرأته فلا يصل إلى جماعها، ومن أنواع السحر الصرف والعطف.
الصرف يعني يُعمل عمل يصرف الرجل عن امرأته يكون بينهما نفرة، يسحر الرجل فيرى امرأته في صورة قبيحة لا يطيق النظر إليها، أو بالعكس يجعلها تراه في سورة قبيحة لا تطيق النظر إليه فيحصل الفراق، والعطف بالعكس، يحبب الرجل إلى امرأته ويحبب المرأة إلى زوجها يراها في صورة حسنة ولو كانت دميمة الخلقة، وبالعكس، هذا كله من أنواع السحر, الصرف والعطف.
ومن ذلك التولة، التولة ضربٌ من السحر شيءٍ يُعمل يزعمون أنه يُحبب المرأة إلى زوجها والرجل لامرأته فيكون من العطف، والصرف بالعكس، يصرف الرجل عن امرأته ويصرف المرأة عن زوجها.
ومن الأدعية التي، الرقية الشرعية التي تُرقى على المسحور وغيره، الأدعية النبوية، الثابتة عن النبي ﷺ، كما ثبت في الحديث الصحيح أن يقول: "اللهم رب الناس أذهب البأس أشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفائك شفاءً لا يُغادر سقمً" ، ويكرر هذا، ويقول: "اعيذك بكلمات الله التامات من شر ما خلق" ثلاث مرات.
"أعوذ بكلمات الله التامة من شر كل شيطان وهامة ومن شر كل عينٍ لامة"، و من ذلك ما جاء في الحديث الصحيح: " ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الأرض واغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع" .
هذا من الرقية الشرعية التي يُرقى بها المسحور وغير المسحور، كذلك الضراعة إلى الله وسؤال الله العافية وتسأل الله أن يعافيك ويشفيك، ويقرأ أيضاً من أول البقرة وآخرها، الم[البقرة:1]ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ[البقرة:2].
إلى قوله: أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[البقرة:5]، ويقرأ الآيتين من آخر سورة البقرة: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ[البقرة:285] إلى آخر السورة الثلاث آيات.
ويقرأ أيضاً أول ست آيات أو سبع آيات من أول آل عمران: الم[آل عمران:1]اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ[آل عمران:2]نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ[آل عمران:3].
يقرأ أيضاً ثلاث آيات في سورة الأعراف: إن رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ، إلى قوله : ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ[الأعراف:55]وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ[الأعراف:56]، اقرأ قوله تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[البقرة:137].
يقرأ آخر سورة الإسراء: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا[الإسراء:110]، آخر سورة المؤمنون: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [المؤمنون:116,115].
يقرأ أيضاً قول الله تعالى: وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا[الإسراء:81]، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا[الإسراء:82].
يقرأ أول سورة الصافات: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا[الصافات:1]فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا[الصافات:2]فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا[الصافات:3]، إلى قوله: وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ[الصافات:7]لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ[الصافات:8]دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ[الصافات:9]إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ[الصافات:10].
يقرأ أيضاً أول سورة غافر: حم[غافر:1]تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ[غافر:2]غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ[غافر:3].
يقرأ أيضاً: ثلاث آيات من سورة الرحمن: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ[الرحمن:33]فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ[الرحمن:34]يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ[الرحمن:35].
يقرأ آخر سورة الحشر، ثلاث آيات: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ[الحشر:22]هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ[الحشر:23]هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[الحشر:24].
هذه كلها أمثلة للنشرة الشرعية الرقية الشرعية وهي حل السحر عن المسحور بالرقية الشرعية بآيات من القرآن وبهذه الأدعية النبوية وبأدعية أخرى لا محظور فيها، مع الضراعة إلى الله ولابد من حضور القلب، ولابد أيضاً من حسن الظن بالله .
وكذلك أيضاً لابد من أن يكون المريض يكون منفعل مع العلاج والدواء، ويكرر هذا، مع سؤال الله الضراعة و العافية، أما الإتيان إلى السحرة فهذا طريق مسدود شرعاً، لا يجوز للإنسان أن يأتي للسحرة، ولا أن يحل السحرة عنده، ولا أن يتعالج عندهم؛ لأنهم كفرة وقد يجرونه إلى الشرك، قد يجرونه إلى أن, قد يطلبون منه أن يفعل الشرك.
كما يفعل بعض السحرة إذا جاء من يتعالج قال: اذبح خروف صفته كذا وكذا، يذبحه للجن يعني، اذبح خروف أو اذبح دجاج أو ديك صفته كذا وكذا، أو خروف أسود، كذلك ينبغي للإنسان إذا أراد أن يتعالج عند شخص ينظر ماذا يعمل، هل يرقيه بالشرك أم يرقيه بالرقية الشرعية.
لأن بعض السحرة يرقي بالشركيات، لكن في أول الأمر حينما يأتيه الإنسان يقرأ آيات يقرأ قل هو الله أحد وهو يسمع، ثم بعد ذلك يُتمتم، يتمتم بأسماء لا تسمعها بأسماء شياطين وبأسماء الجن، لكن في الأول يقرأ آيات من القرآن حتى تطمئن إليه، من باب ذر الرماد في العيون ثم بعد ذلك يأتي بالشركيات.
لابد من أخذ الحذر، لابد من أن يحذر الإنسان من السحرة، الرقية الشرعية لابد فيها من أمور، لابد أن تكون الرقية بآيات من القرآن، أو بأدعية شرعية أو بأدعية مباحة هذا شرط لابد منه.
وهناك شرطٌ آخر: وهو لابد أن تكون بلسان عربي، فإن كان بغير العربية فلا يجوز، أو يُتمتم، تمتمة وكلاماً لا يُفقه فهذا لا يجوز، لأنه يُخشى أن يكون هذه التمتمة يُنادي بأسماء الشياطين و أسماء الجن.
والشرط الثالث: لابد أن يعتقد أنها سبب وأن الشفاء بيد الله، هذه شروط الرقية الشرعية، الرقية الشرعية لها شروطٌ ثلاثة:
الشرط الأول: أن تكون بآيات من القرآن، أو بأدعية نبوية، أو بأدعية مباحة لا محظور فيها.
والشرط الثاني: أن تكون بلسان عربي باللغة العربية واضحة لا بلغة أجنبية ولا بتمتمة.
والشرط الثالث: أن يعتقد أنها سبب والشافي هو الله، سبب و الشفاء بيد الله وهذا سبب شرعي.
والسبب قد يحصل المسبب وقد لا يحصل إن وجدت الشروط وانتفت الموانع حصل المسبب، إن قدر الله ذلك، جعل الله هذا سبب في الشفاء وقد كتب ذلك في الأزل، أما إن لم يأتي بالأسباب الأخرى بأن تكون القراءة بغير حضور قلب أو وجد مانع، أو يكون الدعي متلبس بالمعاصي وكثرة السيئات أو متلبس بالحرام، فقد يُحجب الدعاء ولا يُقبل الدعاء, فهي سبب والشفاء بيد الله .
أسأل الله أن يوفقني وإياكم للعمل الصالح الذي يُرضيه، وأسأله أن يجنبنا أسباب الشر والهلاك، وأسأله أن يعيذنا من الشرك والشكوك، والنفاق وسوء الأخلاق، وأسأله أن يرزقنا جمعياً السلامة والعافية من مضلات الفتن.
وأسأله أن يوفقنا وإياكم للزوم أمره واجتناب نهيه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والغيرة على دينه، والبراءة من الشرك وأهله، ومعاداة السحرة، والمشعوذين والكهان، والرفع بهم إلى ولاة الأمور حتى يُقضى عليهم حتى يقطع دابرهم وحتى يسلم الناس من شرهم وفسادهم.
وأسأله أن يثبتنا جميعاً على دينه القويم، وأن يتوفانا على الإسلام غير مغيرين ولا مبدلين إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.
([1]) صحيح البخاري (7/ 19)،باب الخطبة، رقم: 5146.
([2]) سبق تخريجه.
([3]) صحيح مسلم (4/ 2012)، باب تحريم النميمة، رقم: 2606.
([4]) صحيح البخاري (4/ 10)، باب قوله تعالي إن الذين يأكلون، رقم: 2766.
([5]) سنن الترمذي ت شاكر (4/ 60)،باب ما جاء في حد السحر ،رقم: 1460.
([6]) سبق تخريجه.
([7])الجموع البهية للعقيدة السلفية (1/ 299)، باب السحر.
([8])صحيح مسلم (4/ 1751)، باب إتيان الكهنة، رقم: 2230.
([9])مسند أحمد مخرجا (15/ 331)، مسند أبي هريرة، 9536
([10]) مسند البزار = البحر الزخار (9/ 52)، باب أول حديث لعمران بن حصين.
([11]) سنن ابن ماجه (2/ 1228)، باب: تعلم النجوم، 3726، وحسنه الألباني.
([12])سنن أبي داود (4/ 6)، باب في النشرة، رقم: 3868