بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فنرحب بالإخوان، ونسأل الله لنا ولهم التوفيق والسداد.
أيها الإخوان! لا شك أن المسلم الذي من الله عليه بالإسلام وشرفه بالإيمان على خير عظيم، هذه نعمة عظيمة من الله بها على المسلم، فينبغي له أن يغتبط بهذه النعمة، ويفرح بها ويستمسك بها، ثم إذا من الله على المسلم الشاب بالانتساب إلى العلم وطلب العلم فهذه نعمة أخرى من الله بها عليه، واختاره واصطفاه، فهذه نعمة أخرى على المسلم أن يغتبط بها، على الشاب أن ينتهز هذه الفرصة، وهذه المنة التي من الله بها عليه، وجعله يختار هذا الطريق، طريق العلم، وينشرح صدره لذلك، فهذه منة ربانية، ومنحة ربانية، فعلى الشاب وطالب العلم أن يستغل الوقت بطلب العلم في وقت شبابه، وفي وقت وجوده، طالب العلم عليه أن يختار في الطلب والانتساب والإنضمام إلى الحلقات، حلقات طلب العلم، وأهل البصيرة المعروفين بسلامة المعتقد، والمعروفين بالنصح والصدق والعلم.
ثم على طالب العلم أن يهتم بحضور الحلقات والاستمرار فيها، فإن بعض الشباب تجده يحضر جلسة في الأسبوع أو جلستين في الأسبوع ويتخلف، أو جلسة في الشهر وينشغل، هذا يعتبر تذوق للعلم، طلب العلم يحتاج إلى الاستمرار، والحرص على حضور الحلقات،و عدم التخلف، ثم أيضًا لا بد أن يكون عنده الشاب يقظة وانتباه، يأت في وقت يقظته وانتباهه قبل أن يأتي يعطي الجسم ما يحتاج إليه من الراحة والنوم، والحاجة إلى الأكل والشرب، حتى لا ينشغل، ثم أيضًا على طالب العلم أن يقرأ الدرس الذي سيشرح قبل أن يأتي، حتى يكون متهيؤ لفهم المعاني وللسؤال عما أشكل، ثم يقرأه بعد ذلك، بعد الدرس.
وعلى طالب العلم أيضًا أن يسجل ويقيد الفوائد حتى لا تضيع؛ لأن الفائدة إذا ضاعت، كما قيل:
العلم صيد والكتابة قيده ،،،، قيد صيودك بالحبال الواثقة
ثم على طالب العلم أن يخلص النية لله؛ لأن تعلم العلم وتعليمه قربة إلى الله، من أفضل القربات وأجل الطاعات، فلا بد من الإخلاص، أن يتعلم الإنسان لله، لا يأتي لأن يماري غيره، أو يجاري غيره، أو لأجل أن يكون له شهرة أو منصب لأجل المال، هذه مقاصد سيئة، ينبغي للإنسان أن يقصد الإنسان أن يتعلم العلم لوجه الله؛ لينقذ نفسه من الجهل، وينقذ غيره، فالعبادة لا بد فيها من الإخلاص لله، والمتابعة لنبينا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وتعلم العلم من أفضل القربات، لا بد من الإخلاص حتى يبارك الله في جهوده، وفي علمه ولو كان قليلًا مع الإخلاص ومع الصدق.
نسأل الله لكم التوفيق والسداد.