شعار الموقع

شرح كتاب المغازي من صحيح البخاري (64-23)

00:00
00:00
تحميل
96

قولها: «فاستن بها»، يعني: استاك، وفي اللفظ الذي سبق: «فأمَرَّه وبين يديه ركوة»([1]) يعني: أمَرَّه على أسنانه.

 ●         [4161] هذا الحديث فيه قصة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وما فعله أبو بكر رضي الله عنه.

قولها: «بالسنح» أي: حديقة أو بستان كان لأبي بكر رضي الله عنه في طرف المدينة، فلما سمع بموت النبي صلى الله عليه وسلم جاء فنزل حتى دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة؛ ليتيقن الخبر وينظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

قولها: «فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم» تعني: قصده.

قولها: «مغشى بثوب حبرة»، تعني: مغطى بثوب له أعلام أو مخطط.

قولها: «فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله وبكى» فيه: جواز تقبيل الميت، فلقد فعل أبوبكر رضي الله عنه ذلك بعد أن تأكد من موت النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله: «بأبي وأمي أنت» يعني: أفديك بأبي وأمي، ثم قال: «والله لا يجمع الله عليك موتتين؛ أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها»، يعني: أنه تيقن الخبر وتحقق، ولكن عمر رضي الله عنه وجماعة من الصحابة لم يتيقنوا وقالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمت وحصلت لهم دهشة كما سيأتي.

 ●         [4162] هذا الحديث في قصة موت النبي صلى الله عليه وسلم وفعل الصحابة وقتها، فذكر أن أبا بكر رضي الله عنه خرج وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يكلم الناس في المسجد ويقول لهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت وسوف يأتي ويعاقب المنافقين، فأمره أبوبكر رضي الله عنه أن يجلس فأبى عمر رضي الله عنه؛ لأنه ظن أنه يريد أن يبين للناس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت، فلما أبى أن يجلس تكلم أبو بكر رضي الله عنه «فأقبل الناس إليه وتركوا عمر» رضي الله عنه.

قوله: «أما بعد» يعني: بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم،
وفيه: مشروعية قول: «أما بعد» اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ثم قال أبوبكر رضي الله عنه: «من كان منكم يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت»، ثم تلا قول الله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) [آل عمران: 144] ، فقال ابن عباس: «والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر».

وفي اللفظ الآخر أن أبا بكر رضي الله عنه تلا عليهم آيات أخر وهي: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) [الزمر: 30 - 31]. قال ابن عباس: «فتلقاها منه الناس كلهم» أي: من أبي بكر وكأنهم نسوها فدهشوا قال: «فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها»([2]).

وهذه خطبة مختصرة لأبي بكر رضي الله عنه مع عظم فائدتها.

 ●         [4163] قوله: «وحتى أهويت إلى الأرض» يعني: سقطت على الأرض، وقد ذكر في الحديث أنه لما تيقن عمر رضي الله عنه خبر موت النبي صلى الله عليه وسلم صارت رجلاه لا تحمله بسبب الدهشة التي أصابته من هول المصيبة وفداحة الخطب، فكان قبل ذلك يتكلم مع الناس ويقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم ما مات وسوف يأتي ويعاقب المنافقين، ولا أسمع أحدًا يقول مات النبي صلى الله عليه وسلم إلا عاقبته، لكن أبا بكر رضي الله عنه بعدما تيقن من موت النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وبين لهم أنه مات، وهكذا يظهر علم أبي بكر رضي الله عنه، وتتضح بصيرته وثباته عند الشدائد والمحن والمصائب، وأنه رضي الله عنه فوق عمر رضي الله عنه في ذلك، فعلى الرغم من شدة عمر رضي الله عنه وصلابته في الحق وعلمه، إلا أنه خفي عليه موت النبي صلى الله عليه وسلم، فأبو بكر رضي الله عنه له من المزايا ما ليس لغيره، فهو أول من آمن من الرجال، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس أحد عرض عليه الإسلام إلا تردد إلا أبو بكر»([3])، أي: لم يتلكأ ولم يفكر فآمن في الحال رضي الله عنه، وله خصوصية الصحبة في الغار، وأتى ذكر ذلك في القرآن: (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40]. فأبو بكر رضي الله عنه له معية خاصة وصحبة خاصة وثبات وقوة في الحق وبصيرة وشجاعة وفاق كل الصحابة في ذلك حتى عمر رضي الله عنه، وظهرت شجاعته في قتال المرتدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وضرب أروع الأمثلة التي لم يلحقه أحد فيها عند إنفاذ جيش أسامة، فهناك ثلاثة مواطن عظيمة تبين شجاعة الصديق رضي الله عنه وثباته وعلمه وبصيرته وقوته:

الأول: عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم علم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات وفداه بأبيه وأمه وأعلن للناس ذلك وتلا لهم من القرآن ما يثبت كلامه.

الثاني: عند حروب الردة فقد ثبت ثبات الجبال الراسيات وتلكأ عمر رضي الله عنه في قتال مانعي الزكاة، ولكن أبا بكر رضي الله عنه أصر على قتالهم وقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ما استمسك السيف بيدي، ثم بعد ذلك شرح الله صدر عمر رضي الله عنه وغيره للحق فعلموا أنه الحق.

الثالث: عند إنفاذ جيش أسامة فقد تلكأ عمر وغيره وقالوا لأبي بكر رضي الله عنه: كيف تنفذ جيش أسامة الآن فقد ارتد العرب ونحن بحاجة إلى الجيش، قال: والله لأنفذن جيش أسامة ولو لم يكن عندي أحد بالمدينة فهو لواء عقده النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن إلا أن أنفذه.

وقد ذكر الحافظ أثرًا عن ابن أبي شيبة أن أبا بكر مر بعمر وهو يقول: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يموت حتى يقتل الله المنافقين. ثم بعد ذلك تبين له.

 ●         [4164] ذِكْره: «أن أبا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعدما مات» فيه: جواز تقبيل الميت، لكن لا ينبغي الغلو في ذلك فنسمع أن أناسا كثيرين يأتون إلى المغسلة ويقولون نريد أن نسلم على الميت، وهذا غلو، ففي مثل هذه الأحوال يقبل الميت لو كان في بيته، فلا داعي إلى أن يأتي الناس للمغسلة رجال ونساء ويقولون: نريد أن نسلم على الميت، وكان من قبل أمامهم في البيت يجلسون معه فلا يرفعون رأسه ولا ينظرون إليه، فإذا غُسل جاءوا إلى المغسلة ويضيقون على الناس ويبتدعون بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، فهذا لا أصل له، ولا ينبغي أن يكون مثل هذا، لكن لو جاء عدد قليل يريد أن يقبل الميت فلا بأس.

 ●         [4165] قولها: «لددناه» اللد هو صب الدواء في فم المريض بدون اختياره، ويكون الصب من جانب فمه.

والحديث فيه أنهم لدوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو مغمى عليه، فلما أفاق أشار إليهم لا تفعلوا، لكنهم فعلوا فلدوه صلى الله عليه وسلم.

قولها: «فقلنا: كراهية المريض للدواء»، أي: لما أشار لهم أن لا تلدوني قالوا: إن المريض يكره الدواء، وليس المقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم ينهانا.

قولها: «فلما أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدوني؟» قالوا: يا رسول الله، «قلنا: كراهية المريض للدواء»، فقال: «لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأنا أنظر» فاقتص منهم النبي صلى الله عليه وسلم فصب في فم كل واحد منهم الدواء مثلما فعلوا به.

قوله: «إلا العباس فإنه لم يشهدكم»، يعني: من كان حاضرًا يلد سواء فعل أو سكت ولم ينكر.

ففيه: مشروعية القصاص من المتعمد وأنه قد يكون أولى من العفو إذا كان يترتب عليه مصالح لا توجد في العفو، فالنبي صلى الله عليه وسلم اقتص منهم تأديبًا لهم.


وفيه: أن المريض لا يجبر على العلاج ولا على الدواء؛ لأن العلاج والدواء مستحب على الصحيح، وقال بعض العلماء: إنه متساوي الطرفين، أي: مباح، والصواب أنه مستحب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «عباد الله تداووا، ولا تداووا بحرام»([4]) فهذا الأمر للاستحباب، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه لم يتعالج في بعض الأحيان([5]).

فإذا أحب المريض أن يتداوى فليتداوَ، وإن أحب ألا يتداوى فلا حرج ولا يجبر، فلعل المريض يتلذذ بالمرض لما فيه من أجر، فلا يجبر إذا كان عقله سليما حتى لو كان ضعيف الجسم، فبعض الناس اليوم تجدهم يجبرون المريض على العلاج ويظنون أن العلاج واجب، ولكن الصواب أن العلاج مستحب، فإذا كان المريض عاقلا فلا يجبر على العلاج، أما إذا كان مغمى عليه أو صغيرا فيجتهد وليه في علاجه.

وإن كان الإنسان من أصحاب الأعمال الخيرية فينبغي عليه أن يتعالج لعل الله يشفيه فيكثر من هذه الأعمال الخيرية كالتبرعات والصدقات وغيرها، وإن رفض العلاج وصبر على المرض رجاء لثواب الله له فلا يجبر على العلاج.

والامتناع عن العلاج ليس إلقاء بالنفس في التهلكة، فالإنسان المريض قد قدر الله عليه المرض لحكمة بالغة، فإنه لم يسقط نفسه في النار أو من فوق السطح حتى يكون قد ألقى بنفسه إلى التهلكة، فالاستدلال بالآية: (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)[البقرة: 195] على هذا استدلال في غير محله؛ لأن المريض الذي لم يتعالج صابر على قضاء الله وقدره ويتلذذ بالمرض فهو يريد الأجر والثواب من الله، فكيف يكون قد ألقى بنفسه إلى التهلكة؟!

ولو قدر الله الهلاك لإنسان فلن يصيبه إلا ما كتب الله له فما تنفعه الأسباب، ولا يدري الإنسان هل هذا المرض مخيف أو غير مخيف؟ فقد يكون مخيفا ويشفى منه الإنسان، فقد مرض سعد بن أبي وقاص مرضا مخوفا فأشرف على الموت وهو في مكة وليس له إلا ابنة ترثه، فصب عليه النبي صلى الله عليه وسلم ماء حتى أفاق فقال: ما لي إلا ابنة أتصدق بثلثي مالي؟ ثم بعد ذلك عافاه الله وأتاه أولادا ونفع الله به قوما وأضر به آخرين([6])، فقد فتح الفرس وهناك من أسلم على يديه فانتفع به.

ومن الأدلة - أيضا - على أن العلاج مستحب قصة المرأة التي كانت تصرع فتتكشف، فقالت: يا رسول الله، إني أصرع فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله لك»، فقالت: يا رسول الله أصبر ولكن ادع الله ألا أتكشف فدعا لها ألا تتكشف([7]).

فهذا من الأدلة التي تصرف الحديث من الوجوب إلى الاستحباب، فهذه المرأة خيرها النبي صلى الله عليه وسلم بين الصبر وبين العلاج فاختارت الصبر ولم ينكر عليها ولم يقل لها النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلقي بنفسك إلى التهلكة.

 ●         [4166] هذا الحديث فيه الرد على الرافضة في زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي بالخلافة.

قولها: «من قاله؟!» فعائشة ل منكرة عليه، فالاستفهام للإنكار.

قولها: «فانخنث فمات» تعني مال وسقط فمات، قالت: «فما شعرت، فكيف أوصى إلى علي؟» ومتى أوصى، فالرافضة قوم بهت.

 ●         [4167] هذا حديث عبدالله بن أبي أوفى فقد أنكر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أوصى فقال: كيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بها؟ قال: أوصى بكتاب الله عز وجل يعني: قوله: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله»([8]) وفي لفظ: «كتاب الله وسنتي»([9]).

 ●         [4168] قوله: «ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها»، فما بقي إلا مركوبه «وسلاحه وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة»، وما تركه النبي صلى الله عليه وسلم أيضا لا يورث بل هو صدقة؛ كما ثبت في ذلك الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة»([10]).

فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئا من المال؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان ينفق بسخاء ليس له مثيل، فما بعث النبي صلى الله عليه وسلم لجمع الأموال.

 ●         [4169] قوله: «أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟» هذا الكلام قالته فاطمة ل وهو كلام يسير مستثنى من النياحة، دعا إلى ذلك هول المصيبة وفداحة الخطب، فالمصيبة عظيمة والخطب عظيم، وهذه كلمات صدرت منها بدون اختيارها.

قال الحافظ ابن حجر /: «ويستفاد من الحديث جواز التوجع للميت عند احتضاره بمثل قول فاطمة: «واكرب أباه»، وأنه ليس من النياحة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أقرها على ذلك، وأما قولها بعد أن قبض: «واأبتاه...» إلخ فيؤخذ منه أن تلك الألفاظ إذا كان الميت متصفا بها لا يمنع ذكره لها».

والصواب أن هذا شيء يسير مستثنى صدر منها بدون اختيارها بسبب هول المصيبة وفداحة الخطب، فالأمر عظيم فمصيبة الناس في موت النبي صلى الله عليه وسلم ليست كالمصائب الأخرى، فمصيبتهم في موت النبي صلى الله عليه وسلم عظيمة، فقد قال أنس في حديث آخر: «رأيت الناس أول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم من الهجرة فما رأيت يوما أنور من ذلك اليوم وما رأيت الناس فرحوا مثلما فرحوا في هذا اليوم، ورأيت الناس في اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت الحزن مخيم على الناس فما مر عليهم يوم أشد منه».

ولا يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم مستثنى من قوله: «إنك أن تذر ورثتك أغنياء»([11]). فالأنبياء لهم خصوصية فهم لا يورثون لا قليلًا ولا كثيرًا، إنما بعثوا لهداية الناس؛ ولهذا ما تركوه يكون صدقة بعدهم، فلو كانوا يورثون لصار هناك طريق للطعن فيهم، فقد يقول قائل: إنهم جمعوا الأموال.

* * *

المتن

[84/55] بابُ آخر ما تكلَّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم

 ●         [4170] حدثنا بشر بن محمد، قال: نا عبدالله، قال يونس: قال الزهري: فأخبرني سعيد بن المسيب في رجال من أهل العلم أن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح: «إنه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير»، فلما نزل به ورأسه على فَخِذِي غُشِيَ عليه، ثم أفاق فأشخص بصره إلى سقف البيت، وقال: «اللهم الرفيق الأعلى»، فقلت: إذا لا يختارنا، وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح، قالت: فكانت آخر كلمة تكلم بها: «اللهم الرفيق الأعلى».

الشرح

 ●         [4170] هذا الحديث فيه الرد على الرافضة أيضاً القائلين بأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي، وأنه يوفي ديونه، فآخر كلمة تكلم بها ليست الوصية كما يدعي الرافضة بل قال: «اللهم الرفيق الأعلى» فالرفيق الأعلى هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، يعني: اللهم اجعلني في الرفيق الأعلى مع هؤلاء الأخيار كما قال الله تعالى في آية النساء: (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ) [النساء: 69].

وقد ذكر الحافظ ابن حجر أثرًا أخرجه العقيلي وغيره عن سلمان: أنه قال: قلت: يا رسول الله، إن الله لم يبعث نبيًّا إلا بين له من يلي بعده، فهل بين لك؟ قال: «نعم، علي بن أبي طالب»([12])، وحديث سلمان: قلت: يا رسول الله، من وصيك؟ قال: «وصيي وموضع سري وخليفتي على أهلي وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب»([13]). وهذه الأحاديث أوردها ابن الجوزي في «الموضوعات»، وكلها أحاديث مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم لا أساس لها من الصحة.

* * *

المتن

[85/55] بابُ وفاةِ النبي صلى الله عليه وسلم

 ●         [4171] حدثنا أبو نعيم، قال: نا شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عائشة وابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لبِث بمكةَ عشرَ سنين يُنزَل عليه القرآنُ، وبالمدينة عشرًا.

 ●         [4172] نا عبدالله بن يوسف، قال: نا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تُوُفِّي وهو ابن ثلاثٍ وستين.

 ●         [4173] قال ابن شهاب: وأخبرني سعيد بن المسيَّب مثلَه.

الشرح

 ●         [4171] هذا حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهم: «أن النبي صلى الله عليه وسلم لبث بمكة عشر سنين» هذا على حذف الكسر - على عادة العرب في حذفه - ومن قال: ثلاث عشرة سنة أثبت الكسر، والصواب أنه لبث بمكة ثلاث عشرة سنة كما في الروايات الأخرى: «أنه لبث بمكة ثلاث عشرة سنة»([14]).

 ●         [4172]، [4173] قوله: «توفي وهو ابن ثلاث وستين» قيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين، وقيل: وهو ابن خمس وستين، وقيل: وهو ابن ستين، وأصوبها أنه توفي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين.

* * *

المتن

[86/55] بابٌ

 ●         [4174] حدثنا قبيصة، قال: نا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: تُوُفِّي النبيُّ صلى الله عليه وسلم ودرعُه مرهونة عند يهودي بثلاثين.

الشرح

 ●         [4174] هذا الحديث فيه فوائد منها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفق الأموال التي تصل إليه من الفتوحات في سبيل الله حتى لا يبقى عنده شيء ثم بعد ذلك قد يحتاج إلى الاستدانة.

وفيه: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الزهد في الدنيا على الرغم من الأموال العظيمة التي جاءته من الفتوحات، حيث إنه أنفقها في سبيل الله حتى احتاج أن يستدين طعاماً لأهله حتى مات ودرعه مرهونة عند يهودي؛ لأنه استدان فيها صاعاً من شعير استدانها صلى الله عليه وسلم للنفقة على أهله.

وفيه: أنه ليس كل اليهود أجلوا من المدينة بل بقي منهم أفراد لا أهمية لهم اقتضت المصلحة بقاءهم كما بقي يهود خيبر لحاجة المسلمين لهم؛ لأن المسلمين كانوا مشغولين بالجهاد، فأبقوا حتى يهتموا بالنخل وزراعتها وسقايتها ثم استقرت الشريعة أنه لا يجوز إبقاؤهم؛ فأوصى النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته عند موته بإخراجهم من جزيرة العرب([15]) فأجلاهم عمر رضي الله عنه.

وفيه: جواز معاملة اليهود والمشركين والمجوس والمبتدعين - وهم أقل من الكفار - والعصاة بالبيع والشراء والإجارة والرهن، وأنه ليس من الموالاة في شيء بل يعاملهم مع بغضهم بالقلب، فالمعاملة شيء والبغض شيء آخر؛ لهذا تشتري سلعة من أفسق الناس وأنت تبغضه، فلا يلزم من البيع والشراء والمعاملة الموالاة ولا يلزم منه المحبة ولا النصرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم عامل اليهود ومات ودرعه مرهونة عند يهودي، واشترى غنما من مشرك([16])، فلا بأس بذلك.

وفيه: جواز الرهن في الحضر وأن الرهن ليس خاصاً بالسفر كما قاله بعض العلماء، وأما قول الله تعالى: (وَإِنْ كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تجِدُوا كَاتِباً فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ) [البقرة: 283] فهو لبيان الأغلب؛ لأن الغالب أن السفر يحتاج فيه إلى الرهن لعدم الكاتب، ولا سيما في كثير من العصور القديمة التي لم يكن فيها كثير من الناس يكتبون.

وفيه: الفرق بين مكة والمدينة وأن المدينة يدخلها الكفار ومكة لا يدخلها الكفار؛ لقول الله تعالى في مكة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا) [التوبة: 28] ، فمكة لا يجوز دخولها لمشرك لا يهودي ولا نصراني ولا غيره؛ ولهذا قال العلماء: إذا احتاج ولي الأمر وكان في مكة إلى بعض الرسل من غير المسلمين يخرج من مكة ويقابلهم خارجها، وأما المدينة فلا بأس أن يبقى فيها يهود ولو في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ربط ثمامة بن أثال في المسجد ثلاثة أيام([17])، فهناك فرق بين مكة والمدينة.

فاليهود كانوا موجودين في المدينة ثم أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم، ومن حيث السكنى في جزيرة العرب فلا يجوز إبقاؤهم فيها كما سبق، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإجلائهم قال: «لا يبقى في جزيرة العرب دينان»([18]).

كما لا يجوز استقدام العمال الكفار إلى جزيرة العرب والإعراض عن استقدام المسلمين.

* * *

المتن

[87/55] بعثُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أسامةَ بن زيدٍ في مرضه الذي تُوُفِّي فيه

 ●         [4175] حدثنا أبو عاصم، عن الفضيل بن سليمان، قال: نا موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه، استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسامة، فقالوا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بلغني أنكم قلتم في أسامة، وإنه أحبُّ الناس إليَّ».

 ●         [4176] نا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن عبدالله بن دينار، عن عبدالله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا، وأمَّرَ عليهم أسامة بن زيد، فَطَعَنَ الناس في إمارته؛ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إن تَطْعَنُوا في إمارته فقد كنتم تَطْعَنُون في إمارة أبيه من قبل، وأَيْمُ الله، إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده».

الشرح

هذه الترجمة في «بعث النبيِّ صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه»، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل مرضه ندب الناس لغزو الروم في آخر شهر صفر فدعى أسامة فقال: «سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئه بالخيل فقد وليتك هذا الجيش، وأغر صباحاً»([19]) ثم بعد ذلك بدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم المرض، وكان ممن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار، ومنهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان، فكل هؤلاء كانوا في جيش أسامة، وكان أسامة صغير السن فكان ابن سبع عشرة سنة؛ فتكلم في ذلك القوم فقالوا: كيف يولى هذا الصغير علينا؟ وممن تكلم في ذلك: عياش بن أبي ربيعة المخزومي فرد عليه عمر وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس، ولما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قال: «أنفذوا بعث أسامة»([20])، فجهزه أبو بكر رضي الله عنه بعد أن استخلف، ولما تلكأ بعض الصحابة قال: والله لو لعبت الكلاب بخلاخل نساء النبي صلى الله عليه وسلم لصيرت جيشا أنفذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنفذ الجيش.

وهؤلاء الذين طعنوا في إمارة أسامة يحتمل أنهم اجتهدوا ويحتمل أنهم من المنافقين، أو قد شارك فيه من المنافقين ومن غيرهم، وإلا كيف يطعن في أمير أمره النبي صلى الله عليه وسلم؟!

 ●         [4175] هذه منقبة لأسامة رضي الله عنهوهو حب رسول الله صلى الله عليه وسلم له؛ ولهذا لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا عن إمارة أسامة خطب وذكر أنه بلغه ما قالوا في أسامة رضي الله عنه، وأنه من أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم، واتضح هذا الحب لأسامة رضي الله عنه لما سرقت المرأة المخزومية القرشية الشريفة، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها فشق ذلك على قريش وقالوا: كيف تقطع وهي شريفة؟ من يتوسط لنا عند النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: لا أحد يتوسط إلا أسامة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لما توسط عنده أسامة رضي الله عنه قال: «أتشفع في حد من حدود الله؟!»([21]) فغضب النبي صلى الله عليه وسلم منه فقال: استغفر لي يا رسول الله.

 ●         [4176] قوله: «إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل» هو زيد بن حارثة.

قوله: «وأيم الله، إن كان لخليقا للإمارة» يعني: حلف النبي صلى الله عليه وسلم إنه جدير بالإمارة، وإنه أهل للولاية.

قوله: «وإن كان لمن أحب الناس إلي»، يعني: إن أسامة بن زيد لمن أحب الناس إلي بعد أبيه زيد الذي كان من أحب الناس إلي من قبل.

وفي هذا الحديث: جواز تولية المولى على الأشراف، فكان أسامة رضي الله عنه مولى وولاه النبي صلى الله عليه وسلم على الأشراف من قريش وعلى الكبار.

وفيه: تولية المفضول وفيهم من هو أفضل منه قطعًا، فأبو بكر وعمر م أفضل من أسامة رضي الله عنه ومع ذلك ولاه النبي صلى الله عليه وسلم عليهم.

وفيه: تولية صغار السن على الكبار.

وفيه: أن الإمام يراعي مصلحة رعيته؛ فيولي من فيه القدرة والكفاءة والأهلية.

وفيه: أن التفاضل ليس بالأحساب والأنساب، بل بالتقوى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى»([22]). وأبلغ منه قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: 13].

وفيه: أن التعليم بالفعل قد يكون أولى من التعليم بالقول، فالتعليم يكون بالقول وبالفعل، وهذا تعليم بالفعل فقد ولاه النبي صلى الله عليه وسلم الإمارة، وكذلك بالقول فقد أخبر أنه من أحب الناس إليه.

وهذا مثل التبني إذ لما كان في أول الإسلام جائزًا، أراد الله إبطاله فأبطله بالقول وبالفعل، فبالقول قال عز وجل: (ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) [الأحزاب: 5]. ففي الأول كان يدعى زيد بن محمد ثم بعد ذلك دعي إلى أبيه فهو زيد بن حارثة، وأبطله بالفعل لما طلق زيد زوجته زينب بنت جحش أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سموات أن يتزوجها فكان في ذلك إبطال للتبني وهدم له، قال الله تعالى: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا) ثم بين الحكمة فقال: (لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً) [الأحزاب: 37]. الأدعياء، أي: الأبناء الذين يدعون إليه وليسوا أبناء من الصلب ولا الرضاعة.

والجدير بالذكر أن الأبناء ثلاثة:

الأول: ابن للصلب، لا يجوز للأب أن يتزوج زوجته.

والثاني: ابن من الرضاع، لا يجوز للأب أن يتزوج زوجته.

والثالث: ابن دعي، فيجوز للأب أن يتزوج زوجته.

* * *

المتن

[88/55] بابٌ

 ●         [4177] حدثنا أصبغ، قال: أخبرني ابن وهب، قال: أخبرني عمرو، عن ابن أبي حَبِيب، عن أبي الخير، عن الصُّنَابِحِيِّ، أنه قال له: متى هاجرت؟ قال: خرجنا من اليمن مهاجرين، فقدمنا الجُحْفَة، فأقبل راكب فقلت له الخبر، فقال: دفنا النبي صلى الله عليه وسلم منذ خمس، قلت: هل سمعت في ليلة القدر شيئاً؟ قال: نعم، أخبرني بلال مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم أنه في السبع في العشر الأواخر.

الشرح

 ●         [4177] السائل في هذا الحديث أبو الخير والمسئول الصنابحي، وقوله: «دفنا النبي صلى الله عليه وسلم منذ خمس» هذا هو الشاهد لذكره في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أفاده فائدة أخرى فقد سأله عن ليلة القدر فقال: هي في السبع الأواخر، والسبع الأواخر أرجى من غيرها.

* * *

المتن

[89/55] كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم

 ●         [4178] حدثنا عبدالله بن رجاء، قال: نا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: سألت زيد بن أرقم: كم غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سبع عشرة، قلت: كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: تسع عشرة.

 ●         [4179] نا عبدالله بن رجاء، قال: نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، قال: حدثنا البراء، قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة.

 ●         [4080] نا أحمد بن الحسن، قال: نا أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال، قال: نا معتمر بن سليمان، عن كهمسٍ، عن ابن بُريدةَ، عن أبيه قال: غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ستَّ عشرة غزوةً.

الشرح

هذا الباب «كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم» فمعقود لعدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم.

 ●         [4178] هذا الحديث ذكر فيه أن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة، وأن زيد بن أرقم رضي الله عنه غزا منها مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع عشرة.

 ●         [4179] هذا حديث ذكر فيه أن البراء رضي الله عنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة غزوة، ولم يتعرض لعدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم.

 ●         [4080] هذا الحديث فيه أن بريدة رضي الله عنه «غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة» وتعداد الغزوات فيه خلاف، فهناك من قال في عدد الغزوات: تسع عشرة غزوة، وهناك من زاد ومن نقص على حسب العدد، فبعضهم يعد بعض السرايا ويجعلها غزوة؛ ولهذا يختلف العدد.


وفي الحديث: الأخير: «نا أحمد بن الحسن قال: نا أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال»، فهذا من رواية البخاري عن الإمام أحمد بن حنبل وهي قليلة، قال العيني /: «لم يخرج البخاري في هذا الجامع مسندا عن الإمام أحمد غير هذا الحديث، واستشهد به في موضعين:

أحدهما في «النكاح» في «باب: ما يحل من النكاح»، «قال» يعني: البخاري، «قال لنا أحمد بن حنبل».

والثاني في «اللباس» في «باب: هل يجعل نقش الخاتم في ثلاثة أسطر؟» قال: «وزادني أحمد بن حنبل».

قال شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز /: «والسبب في قلة رواية البخاري عن الإمام أحمد أنه استغنى عن الرواية عنه بالرواية عن شيوخه».

فقد كان البخاري معاصرًا للإمام أحمد فأدرك شيوخه وأخذ عنهم فاتفق معه في الشيوخ؛ فلهذا كانت الرواية عنه قليلة.

ورواية البخاري عن أحمد هنا جاءت بواسطة، قال: «نا أحمد بن الحسن قال: نا أحمد بن محمد بن حنبل».

* * *

 

 

([1]) أحمد (3/329)، والبخاري (4449).

([2]) البخاري (1242).

([3]) «السيرة النبوية» لابن إسحاق (2/91).

([4]) أحمد (4/278)، وأبو داود (3874).

([5]) أحمد (6/124)، والبخاري (4439)، ومسلم (2192).

([6]) أحمد (1/168)، والبخاري (1296)، ومسلم (1628).

([7]) أحمد (1/346)، والبخاري (5652)، ومسلم (2576).

([8]) أحمد (3/59)، ومسلم (1218).

([9]) «المستدرك» (1/172).

([10]) أحمد (2/463)، والبخاري (3094)، ومسلم (1757).

([11]) أحمد (1/173)، والبخاري (1296)، ومسلم (1628).

([12]) «الضعفاء» للعقيلي (1/130)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (1/584)، و«لسان الميزان» لابن++حجر (1/192).

([13]) «الموضوعات» لابن الجوزي (1/374)، و«الفوائد المجموعة» للشوكاني (1/172).

([14]) أحمد (1/363)، والبخاري (3851)، ومسلم (2351).

([15]) أحمد (1/195)، والبخاري (3168)، ومسلم (1637).

([16]) أحمد (6/42).

([17]) أحمد (2/452)، والبخاري (4372)، ومسلم (1764).

([18]) أحمد (6/274).

([19]) «السيرة النبوية» (6/65)، و«الطبقات الكبرى» (2/190).

([20]) «فتح الباري» (8/152).

([21]) أحمد (6/162)، والبخاري (3475)، ومسلم (1688).

([22]) أحمد (5/411).

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد