شعار الموقع

كتاب الزكاة (09) باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه – إلى باب ذكر الخوارج وصفاتهم

00:00
00:00
تحميل
126

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد.
( المتن )
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:

 حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر قال أخبرنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال جمع رسول الله ﷺ الأنصار فقال: أفيكم أحد من غيركم ؟ فقالوا لا إلا ابن أخت لنا فقال رسول الله ﷺ : إن ابن أخت القوم منهم فقال إن قريشا حديث عهد بجاهلية ومصيبة وإني أردت أن أجبرهم و أتألفهم, أما ترضون أن يرجع الناس في الدنيا وترجعون برسول الله إلى بيوتكم لو سلك الناس واديا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار .
حدثنا محمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي التياح  قال سمعت أنس بن مالك قال : لما فتحت مكة قسم الغنائم في قريش فقالت الأنصار : إن هذا لهو العجب إن سيوفنا تقطر من دمائهم وإن غنائمنا ترد عليهم فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فجمعهم فقال: ما الذي بلغني عنكم قالوا هو الذي بلغك و كانوا لا يكذبون قال: أما ترضون أن يرجع الناس في الدنيا إلى بيوتهم وترجعون برسول الله إلى بيوتكم لو سلك الناس واديا أو شعبا وسلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار.

( شرح )
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فهذه الأحاديث فيها بيان أن النبي ﷺ إنما يعطي يتألف على الإسلام يعطي المال من الخمس ومن الغنائم ليتألف على الإسلام وليس عطاؤه من أجل من تقدم إسلامه و إنما يتألف على الإسلام يعطي من كان ضعيف الإيمان حتى يتقوى إيمانه كما جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبي ﷺ: إنما أعطي قوما مخافة إن يكبهم الله على وجوههم في النار يعني لو لم يعطوا لارتدوا فيعطيهم حتى يتقوى إيمانهم وهذا الذي أعطاهم النبي ﷺ من الخمس أما أربعة أخماس الغنيمة فهي للغانمين ولهذا أعطى النبي ﷺ رجالا من قريش ومن بني تميم كصفوان بن أمية و عيينة بن الحصن والأقرع بن حابس هؤلاء الأشراف ورؤساء القبائل يتألفون على الإسلام فأعطاهم عليه الصلاة والسلام لمصلحة الإسلام والمسلمين وأكثر الذين أعطاهم حديثو عهد به أسلموا قريبا كرؤساء القبائل وبعضهم لم يسلموا كصفوان بن أمية ثم أسلم.
وفي هذا الحديث فضل الأنصار , الأنصار تقدم إسلامهم فوكلهم إلى إسلامهم, والشعب هو الوادي الصغير , والمعنى أن الأنصار لو سلكوا شعبا صغيرا وسلك الناس واديا كبيرا لسلكت شعب الأنصار , وهذا فيه فضل الأنصار وأنهم أفضل الناس بعد المهاجرين وأنهم على الحق رضوان الله عليهم .
( المتن )

حدثنا محمد بن المثنى و إبراهيم بن محمد بن عرعرة يزيد أحدهما على الآخر الحرف بعد الحرف قال حدثنا معاذ بن معاذ قال حدثنا ابن عون..

( شرح )
وابن أخت القوم منهم استدل به بعض أهل العلم على توريث ذوي الأرحام كما ذهب إلى ذلك الإمام أحمد وأبو حنيفة وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه أهل الأرحام لا يرثون وإنما يرث ذوي الفروض و العصبات فإذا لم يوجد للميت ذوي الفروض والعصبات فإنه يكون ما ترك لبيت المال و قالوا إن هذا الحديث ليس فيه تصريح بأنهم يرثون وإنما فيه أن بينه وبينهم ارتباطا وقرابة ولا علاقة للإرث في ذلك .
 
( المتن )

حدثنا محمد بن المثنى وإبراهيم بن محمد بن عرعرة يزيد أحدهما على الآخر الحرف بعد الحرف قال حدثنا معاذ ان معاذ قال ابن عون عن هشام بن زيد بن أنس عن أنس بن مالك قال : لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بذراريهم ونعامهم ومع النبي ﷺ يومئذٍ عشرة آلاف ..

(شرح)
جاؤوا بذراريهم ونعامهم قدر الله ذلك لتكون غنيمة للمسلمين .
(متن)

.. ومع النبي ﷺ يومئذٍ عشرة آلاف ومعه الطلقاء فأدبروا عنه حتى بقي وحده ، قال : فنادى يومئذٍ نداءين لم يخلط بينهما شيئا قال: فالتفت عن يمينه وقال: يا معشر الأنصار وقالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك قال: ثم التفت عن يساره فقال: يا معشر الأنصار قالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك قال: وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال : أنا عبد الله ورسوله فانهزم المشركون وأصاب رسول الله ﷺ غنائم كثيرة فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئا فقالت الأنصار : إذا كانت الشدة فنحن ندعى وتعطى الغنائم غيرنا فبلغه ذلك فجمعهم في قبة فقال: يا معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم ؟فسكتوا فقال: يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد تحوزونه إلى بيوتكم قالوا بلا يا رسول الله رضينا فقال: لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار
 قال هشام: فقلت يا أبا حمزة أنت شاهد ذلك؟ قال و أين أغيب عنه
                    

( شرح )
أبو حمزة كنية أنس والطلقاء هم الذين أسلموا من أهل مكة لأن النبي ﷺ قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء كان النبي ﷺ معه اثني عشر ألفا في حنين عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار و ألفان ممن أسلم من أهل مكة حديثا وهم الطلقاء ، لإن النبي ﷺ قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء تركهم عليه الصلاة والسلام و لم يعاقبهم.
(متن)

حدثنا عبيد الله بن معاذ وحامد بن عمر ومحمد بن عبد الأعلى قال بن معاذ حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثني السميط عن أنس بن مالك قال : افتتحنا مكة ثم إنا غزونا حنينا فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت قال: فصُفَّت الخيل ثم صُفّت المقاتلة ثم صُفّت النساء من وراء ذلك ثم صُفّت الغنم ثم صُفّت النَّعَم قال: ونحن بشر كثير قد بلغنا ستة آلاف وعلى مجنبات خيلنا خالد بن الوليد قال فجعلت خيلنا تلوي خلف ظهورنا فلم تلبث أن انكشفت خيلنا وفرت الأعراب ومن نعلم من الناس قال فنادى رسول الله ﷺ: يا للمهاجرين يا للمهاجرين ثم قال يا للأنصار يا للأنصار قال : قال أنس هذا حديث عميّة قال : قلنا لبيك يا رسول الله قال فتقدم رسول الله ﷺ قال: فأيم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله قال : فقبضنا ذلك المال ثم انطلقنا إلى الطائف فحاصرناهم أربعين ليلة ثم رجعنا إلى مكة فنزلنا قال: فجعل رسول الله ﷺ يعطي الرجل المائة من الإبل ثم ذكر باقي الحديث كنحو حديث قتادة وأبي التياح وهشام بن زيد.


( شرح )
وهذا الحديث فيه أن الله تعالى قدر لهؤلاء المشركين أن يسوقوا هذه الغنائم صفوها أحسن صف صفت الخيل ثم صفت المقاتلة ثم صفت النساء ثم صفت الغنم ثم صفت الإبل , جاؤوا بذراريهم ونسائهم وأموالهم يزعمون أنهم سيقاتلون قتالا شديدا وأنهم لا يفروا حتى لا يفروا ،أين يفروا؟ أموالهم ونساءهم وذراريهم نعمهم كلها ساقوها معهم كانوا قد استشاروا بعضهم أو أشار عليهم  دريد بن الصمة , قال بعض (10:36) : إن المنهزم لا ينوي على شيء كان رئيسهم مالك بن نويرة أراد هذا قال حتى لا تفروا (يعني حتى لا يفر أحد ) إن يفر هذه أموالهم ونساؤهم سنقاتل حتى يستميتوا في القتال فقيل له إن المنهزم لا ينوي على شيء فلم يقبل, ساقها الله غنيمة للمسلمين كانت آلافا من الإبل والبقر والغنم والنساء والذرية كلها ساقوها فجعلها الله غنيمة للمسلمين يقولون قد بلغت ستة آلاف هذا وهم من بعض الرواة , والصواب أنهم اثني عشر ألفا, اثني عشر كما في الأحاديث السابقة واللاحقة كانوا اثني عشر ألفا كانوا عشرة آلاف من المهاجرين و الأنصار و ألفان من الطلقاء حوصروا أربعين ليلة ثم نفّذ الرسول ﷺ من الخمس يتألفهم على الإسلام ,
عِميَّة هذه فيها وجوه قال عَمية و عِمية و عُمية هذه عامية يعني الشدة عِمية بالكسرة هي الشِّده كما ذكرها الشارح أو عُمية بالضم أو عَمية بالفتح يعني عَمي أعمامه عَميّة أو أن عَميّة يعني أي جماعتي على الخلاف في هذا ذكره الشارح.
( متن )
 

حدثنا محمد بن أبي عمر المكي قال حدثنا سفيان عن عمر بن سعيد بن مسروق عن أبيه عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج قال : أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أميه وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس كل إنسان منهم مائة من الإبل وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك وقال عباس بن مرداس : أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة و الأقرع فما كان بدر ولا حابس يفوقان مرداس في المجمع وما كنت دون امرئ منهما ومن تخفض اليوم لا يرفع قال : فأتم له رسول الله ﷺ مائة


( شرح )
والنبي ﷺ أعطى هؤلاء لأنهم رؤساء القبائل أسلموا حديثا يتألفهم على الإسلام حتى يتقوى إسلامهم وقبائلهم تبع لهم أعطى أبا سفيان بن حرب كان رئيسا في مكة لما أسلم, أسلم حديثا أعطاه مائة من الإبل وأعطى صفوان بن أمية مائة من الإبل وأعطى عيينة بن حصن مائة من الإبل وأعطى الأقرع بن حابس مائة كل هؤلاء رؤساء قبائل في قريش ومن بني تميم وأعطى عباس بن مرداس أقل من مائة فكان في خاطره عباس بن مرداس يعني أثر فيه ولهذا قال هذه الأبيات يطلب من النبي ﷺ أن يجعله مثلهم و لامه قال أتجعل نهبي ونهب العُبيد " العُبيد" اسم فرس "نهب" الغنيمة تسمى نهب يعني الغنيمة , أتجعل نهبي ونهب فرسي بين عيينة والأقرع "يعني أقل منهم " فما كان بدر ولا حابس يفوقان مرداس في المجمع فما كنت دون امرئ منهما فمن تخفض اليوم لا يرفع "يا رسول الله إذا خفضت أحدا ما يرتفع أنا خفضتني جعلتني أقل منهم فكمّل له المائة أعطاه المائة فصار مائة كل واحد مائة من الإبل أعطى أبا سفيان مائة بعير وصفوان مائة بعير وعيينة بن حصن مائة بعير والأقرع مائة ثم كمل للعباس مائة يتألفهم على الإسلام ولم يعط الأنصار ولا المهاجرين عليه الصلاة والسلام أوكلهم إلى إيمانهم وإسلامهم وهؤلاء ضعفاء الإيمان أسلموا حديثا فأعطاهم حتى يتألفهم على الإسلام يتقوى إيمانهم وتتبعهم قبائلهم .
( متن )
وحدثنا أحمد بن عبدة الضبدي قال أخبرنا بن عيينة عن عمر بن سعيد بن مسروق بهذا الإسناد أن النبي ﷺ قسم غنائم حنين فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة من الإبل وساق الحديث بنحوه وزاد وأعطى علقمة بن علاثة مائة وحدثنا مخلد بن خالد الشعيري قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمر بن سعيد بهذا الإسناد ولم يذكر في الحديث علقمة بن علاثة ولا صفوان بن أمية ولم يذكر الشعر في حديثه .
حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد أن رسول الله ﷺ لما فتح حنينا قسم الغنائم فأعطى المؤلفة قلوبهم فبلغه أن الأنصار يحبون أن يصيبوا ما أصاب الناس فقام رسول الله ﷺ فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي ومتفرقين فجمعكم الله بي ويقولون الله ورسوله أمن فقال: ألا تجيبوني فقالوا : الله ورسوله أمن قال : أما إنكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا وكان من الأمر كذا وكذا بأشياء عددها زعم عمرو أن لا يحفظها فقال : ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والإبل وتذهبون برسول الله إلى رحالكم الأنصار شعار والناس دثار ولولا الهجرة لكنت امرئ من الأنصار ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم إنكم ستلقون بعدي أثره فاصبروا حتى تلقوني على الحوض

( شرح )
وهذا فيه فضل الأنصار رضوان الله عليهم ,(الأنصار شعار ) شعار الثوب الذي يلي الجسم والدثار الثوب الذي فوقه والمعنى أنهم خاصته عليه الصلاة والسلام أخص الناس به , ولولا الهجرة لكنت امرئ من الأنصار يعني لولا الهجرة فضل الهجرة لكنت لانتسبت إليكم لكني من المهاجرين , والمهاجرون أفضل ثم يليهم الأنصار لأن المهاجرين تركوا ديارهم وأموالهم وأهليهم لله والأنصار في بلادهم وإن كانوا أثروا المهاجرين , ثم قال لهم إنكم ستلقون بعدي أثره يعني تفضيلا لغيركم عليكم وإيثارا لكم فيه في الأمور المشتركة يعني سيفضل غيركم عليكم وتؤثرون ويؤثر غيركم عليكم ولا تعطون حقكم فاصبروا حتى تلقوني على الحوض قال أنس فلم أصبر وفي رواية قال فصبرنا .
( متن )

حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال : لما كان يوم حنين آثر رسول الله ﷺ ناسا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك و أعطى أناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة فقال رجل والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها و ما أريد فيها وجه الله قال فقلت : والله لأخبرن رسول الله ﷺ قال : فأتيته فأخبرته بما قال قال : فتغير وجهه حتى كان كالصِّرف ثم قال : فمن يعدل إن لم يعدل الله ورسوله ؟ قال ثم قال : يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر قال : قلت لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثا .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال : قسم رسول الله ﷺ قسما فقال رجل إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله قال : فأتيت النبي ﷺ فسررته فغضب من ذلك غضبا شديدا واحمر وجهه حتى تمنيت أني لم أذكره له قال ثم قال: قد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر


( شرح )
إذا كان الرسول ﷺ يتهم ويواجه بمثل هذا وهو رسول الله فكيف يرجو أحدنا السلامة من الناس رسول الله يأتيه الوحي صباحا ومساءً ويقسم لمصلحة الإسلام ثم يأتي هذا الرجل فيقول اعدل يا محمد هذه قسمة ما أريد بها وجه الله قال إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله هذا فيه أنه قالها في غيبته وفي حديث الآخر أنه واجهه بهذا وقال اعدل يا محمد إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله, فجاء عبد الله بن مسعود وأخبر النبي ﷺ ساره في ذلك فتغير وجه النبي ﷺ حتى كان كالصرف يعني احمر وجهه, الصرف صبغ أحمر تصبغ به الجلود قال عبد الله لا جرم لا أرفع إليه بعد حديثا هذا (مادام أنه سيتأثر هذا التأثر) ما أخبره مرة أخرى وفي رواية أخرى قال حتى تمنيت أني لم أذكره له ويأتي في أحاديث أخرى أن عمر وأن خالدا طلبوا قتله وأن هذا الرجل إما منافق وأنه أصل الخوارج .
( متن )

حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر قال أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله ما قال : أتى رجل النبي ﷺ بالجعرانة منصرفه من حنين وفي ثوب بلال فضة ورسول الله ﷺ يقبض منها يعطي الناس فقال يا محمد اعدل قال: ويلك من يعدل إذا لم أكن أعدل لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل فقال عمر بن الخطاب : دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق فقال: معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية

( شرح )
قوله (لقد خبت وخسرت ) وهي بالفتح لقد خبتَ وخسرتَ هذا الأرجح خبت أنت خبت أيها الرجل وخسرت إن لم أكن أعدل , يعني إذا كان نبيك لا يعدل ويجوز الرفع لقد خبتُ وخسرتُ يعني أنا إن لم أعدل وفيه أن عمر قال دعني يا رسول الله أقتل هذا المنافق والظاهر أن الرسول ﷺ أقرَّه على كونه منافقا وفيه بيان المانع له من قتله قال: معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوزون حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية هذا احتج به من قال بكفر الخوارج كما سيأتي, والخوارج فيهم أحاديث صحيحة في الصحيحين ما يقارب العشرة والجمهور على أنهم مبتدعة .
( متن )

حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني أبو الزبير ..


( شرح )
الرميَّة يعني الصيد الصيد المرمي والفعيلة بمعنى مفعولة الرمية يعني المرمية كما يمرق السهم من الرمية يعني المرمية وهي الصيد .
( متن )

حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله ,ح .
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني قرة بن خالد قال حدثني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان يقسم مغانم وساق الحديث

( شرح )
روي يمرقون من الدين وروي يمرقون من الإسلام, ولهذا احتج بعض أهل العلم بكفرهم وقالوا هذا صريح في كفر الخوارج وفي رواية عن الإمام أحمد , لكن الجمهور على أنهم مبتدعة متأولون والصحابة عاملوهم معاملة العصاة لم يعاملوهم معاملة الكفار لأنهم متأولون.
( متن )

حدثنا هناد بن السري قال حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن عبد الرحمن بن أبي نُعم عن أبي سعيد الخدري   قال بعث علي وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول الله ﷺ فقسمها رسول الله ﷺ بين أربعة نفر الأقرع بن حابس الحنظلي وعيينة بن بدر الفزاري وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب وزيد الخير الطائي ثم أحد بني نبهان قال فغضبت قريش فقالوا: أيعطي صناديد نجد ويدعنا فقال رسول الله ﷺ: إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين ناتئ الجبين محلوق الرأس فقال اتق الله يا محمد قال : فقال رسول الله ﷺ : فمن يطع الله إن عصيته أيأمنُني على أهل الأرض ولا تأمنوني قال ثم أدبر الرجل فستأذن رجل من القوم في قتله يُرَون أنه خالد بن الوليد (يُرَون يعني يضنون ) فقال رسول الله ﷺ : إن من ضئضئ هذا قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد .

( شرح )
فيه بيان أن النبي ﷺ إنما يتألف على الإسلام لما أرسل علي من اليمن بذهبة وفي رواية بذهيبة في تربتها قسمها بين هؤلاء الأربعة الصناديد يتألفهم على الإسلام وبين هذا عليه الصلاة والسلام قال إنما فعلت هذا لأتألفهم على الإسلام, فأتى هذا الرجل الذي هو أصل الخوارج هذا وصفه كث اللحية مشرف الوجنتين كث يعني كثير شعر اللحية مشرف الوجنتين وجنتاه تحت الأذن ناتئتان غائر العينين ناتئ الجبين الجبهة محلوق الرأس الخوارج يتعبدون يتشددون في حلق الرأس , فقال اتق الله يا محمد فقال عليه الصلاة والسلام من يطع الله إن عصيته ؟ فأستأذن خالد في قتله فالنبي ﷺ لم يأذن له قال : إن من ضئضئ هذا قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم  يعني , الضئ أصل الشيء والظاهر أن هذا أصل الخوارج ذكر أوصافهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم  يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يتركون المشركين ما يقاتلونهم ويقاتلون المسلمين يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية وفي رواية يمرقون من الدين لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد هذا احتج به بعض أهل العلم على كفر الخوارج يمرقون من الإسلام, يمرقون من الدين وشبههم بعاد وهم قوم كفار وهو قول قوي روي عن الإمام أحمد لكن الجمهور على أنهم مبتدعة وليسوا كفارا لأنهم متأولون .
( متن )

حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد الواحد عن عمارة بن القعقاع قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي نعم قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول : بعث علي بن أبي طالب   إلى رسول الله ﷺ من اليمن بذهبة في أديم مقروض لم تحصل من ترابها


(شرح )    
يعني مدبوغ بالقرض وهو شيء معروف تدبغ به الجلود
( متن )

بعث علي بن أبي طالب إلى رسول الله ﷺ من اليمن بذهبه في أديم ( الأديم الجلد الأديم مدبوغ بالقرض ) مقروض لم تحصل من ترابها قال فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع إما علقمة بن علاثة و أما عامر بن الطفيل فقال رجل من أصحابه كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء  قال فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال: ألا تأمنوني و أنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء قال: فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال يا رسول الله اتق الله فقال: ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله قال ثم ولى الرجل فقال خالد بن الوليد : يا سول الله ألا أضرب عنقه فقال : لا, لعله أن يكون يصلي قال خالد: وكم من مصلٍ يقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال رسول الله ﷺ: إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم  قال ثم نظر إليه وهو مقفٍ فقال : إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية قال أظنه قال: لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود.


( شرح )                  
وهذا (...) من الخوارج سيماهم التحليق يعني يحلقون رؤوسهم يشددون ولا حلق الرأس جائز لحديث احلقه كله أو اتركه كله لكن الخوارج يستأصلون الشعر ولا يبقون شيئا ويلزمون بحلق الرأس تعبداً يتعبدون بحلق الرأس يشددون, وفيه الحديث إجراء الأحكام على الظاهر ولهذا قال النبي ﷺ إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم وفي لفظ نهيت عن قتل المصلين دل على أن المصلي لا يقتل إلا إذا ارتكب ما يوجب قتله كالزنا أو القتل أو الردة .
وفيه وصف الخوارج, لأن النبي ﷺ قال: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
( متن )

وحدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد قال وعلقمة بن علاثة ولم يذكر عامر بن الطفيل وقال ناتئ الجبهة ولم يقل ناشز وزاد فقام إليه عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله ألا أضرب عنقه قال: لا قال: ثم أدبر فقام إليه خالد سيف الله فقال : يا رسول الله ألا أضرب عنقه قال : لا, فقال: (إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله لينا رطبا ) وقال: قال عمارة حسبته قال: ( لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود)
 وحدثنا ابن نمير قال: حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد وقال: بين أربعة نفر زيد الخير والأقرع بن حابس و عيينة بن حصن وعلقمة بن علاثة أو عامر بن الطفيل وقال ناشز الجبهة كرواية عبد الواحد وقال إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم ولم يذكر لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود
وحدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الوهاب قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : أخبرني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة وعطاء بن يسار أنهما أتيا أبا سعيد الخدري فسألاه عن الحرورية , هل سمعت رسول الله ﷺ يذكرها

( شرح )           
والحرورية بلدة تسمى حرورية نُسبوا إليها حروراء في العراق تجمع فيها الخوارج يسمون الحرورية نسبة إلى البلدة.
( متن )

فسألاه عن الحرورية هل سمعت رسول الله ﷺ يذكرها قال لا أدري من الحرورية ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقول: يخرج في هذه الأمة ولم يقل منها قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم فيقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فينظر الرامي إلى سهمه إلى نصله إلى رصافه, فيتمارى في الفوقة هل علق بها من الدم شيء.

( شرح )
وهم الخوارج, وقد روى مسلم الحديث في الخوارج عن عشرة من الصحابة ورواه البخاري عن أربعة من الصحابة يقول ( ينظر الرامي إلى سهمه  إلى نصله إلى رصافه فيتمارى في الفوقة هل علق بها من الدم شيء) يعني إنها السهم يخرج سريعا فلا يعلق به الدم من سرعة خروجه يعني مدخل النصل الرصافه مدخل النصل من السهم والنصل حديدة السهم والقذة ريش السهم و الفوقة الحز الذي يجعل فيه الوتر والنضي هو القِدح والمعنى أن السهم يدخل سريعا ثم يخرج سريعا ما يعلق به شيء من سرعة مروره سرعة مروره ما يعلق به شيء لا من الدم ولا من الفرث لكن لو تأخر علق به شيء وهذا المعنى إنهم سريعو الخروج من الإسلام وهذا حجة قوية لم قال بكفرهم .
( متن )

حدثني أبو الطاهر قال : أخبرنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس عن بن شهاب قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري , ح , وحدثني حرملة بن يحيى وأحمد بن عبد الرحمن الفهري قال: أخبرنا بن وهب قال : أخبرني يونس عن بن شهاب قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن والضّحاك الهمداني. (بركة قِفِ على الحديث)

( شرح )
(........مداخلة غير واضحة من السائل.........)  القدرية الأحاديث فيهم ضعيفة الأحاديث كلها موقوفة على الصحابة حديث القدرية ( القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم ) الصواب أنها موقوفة على الصحابة بخلاف الخوارج أحاديث صحيحة فيهم.
 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد