بسم الله الرحمن الرحيم
(كتاب الصيام )
(متن)
(شرح)
المؤلف -رحمه الله- رتب الكلام في رتب كتابة -رحمه الله- على حديث جبريل نعم حديث جبريل وحديث ابن عمر في بيان أركان الإسلام لما سأل جبريل النبي ﷺ عن الإسلام قال: الإسلام إن تشهد إن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وبدأ بكتاب الإيمان ثم قال وأقام الصلاة بدأ بالطهارة ثم الصلاة ثم الزكاة قال: وصيام رمضان وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام ثم الصوم ثم الحج هكذا رتب الإمام مسلم و الإيمان الشهادتان ثم الصلاة ثم الزكاة ثم الصوم ثم الحج، أما البخاري -رحمه الله- فإنه قدم الحج على الصيام في صحيحة لأنه جاء في بعض روايات الأحاديث أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة، وتحج البيت، وتصوم رمضان، في بعض روايات الحديث قدم الحج على الصوم، فلهذا البخاري -رحمه الله- قدم الحج على الصوم أما مسلم فإنه قدم الصوم على الحج.
والصيام في اللغة: الإمساك عبارة عن الإمساك، ومنه قول الله تعالى عن مريم: فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ،"صوما" إمساكا عن الكلام ومنه خير صيام وغير صيام ممسكا يعني: ممسكا عن الأكل فالصيام في اللغة: مجرد الإمساك , الإمساك عن الكلام الإمساك عن الأكل، وإما في الشرع فهو: إمساك مخصوص في زمن مخصوص من شخص مخصوص, إمساك مخصوص وهي المفطرات، إمساك عن الطعام والشراب والجماع ودواعيه وغيرها من المفطرات , إمساك مخصوص في وقت مخصوص أو في زمن مخصوص وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس , من شخص مخصوص وهو المسلم البالغ العاقل الصحيح المقيم في البلد , هذا هو الذي يجب عليه الصوم غير الحائض والنفساء, مسلم بالغ عاقل صحيح ليس مريض مقيم في البلد غير الحائض والنفساء , فهو إمساك مخصوص عن المفطرات في زمن مخصوص من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس من شخص مخصوص وهو المسلم المتصف بهذه الأوصاف.
وفي حديث أبي هريرة قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وفي الحديث الذي بعده إذا كان رمضان، والحديث الذي بعده إذا دخل رمضان، فيه دليل على جواز قول رمضان من غير ذكر الشهر بلا كراهة وبعض العلماء يرى الكراهة، ويقول لا يقال رمضان إنما يقال شهر رمضان, رمضان بدون ذكر الشهر وهذا الحديث دليل على أنه لا كراهة في قول رمضان، والعلماء لهم أقوال في هذا من العلماء من قال أنه لا يقال رمضان على انفراد بحال ومنهم من قال: أنه لا يقال رمضان إذا كان فيه إيهام وأن لم يكن فيه إيهام فلا بأس والصواب أنه لا بأس بقول رمضان .
وفي حديث أبي هريرة دليل على فضل شهر رمضان وأن الله اختصه بفضائل وأنه في هذا الشهر تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين، تصفد صفدت يعني: غلِّت من الغُل بضم الغين فهي ربطت الأيدي إلى الأعناق وفي الحديث الثاني و سلسلت الشياطين يعني: ربطت الأيدي إلى الأعناق بالسلاسل وهو على ظاهره وحقيقته من العلماء من تأوله و قالوا ليس على ظاهره و الصواب أنه أن هذا الغل على ظاهرة وحقيقته ومنهم من قال إن هذا مجاز وان تصفيد الشياطين عبارة عن ما ينكفون عنه من المخالفات والصواب و أن الأصل الحقيقة على ظاهره والله على كل شيء قدير وفيه إن الشياطين يغلون ويسلسلون فيقل إيذائهم و وساوسهم وليس معنى ذلك أنه لا يوجد وساوس يوجد ولكن يقل تقل وساوسهم والمراد على أهل الإيمان أما الكفرة الذين لا يرعون حرمة الشهر فليسوا داخلين في هذا و إنما المراد تسلسل الشياطين وتصفد فيقل إيذائهم للمؤمنين ووساوسهم كما أن الصيام يضيق مجاري الطعام والشراب التي هي مجاري الشيطان لأن الشيطان يجري من بني آدم مجرى الدم، فتقل مجاريهم ويصفدون فيقل إغواؤهم ووساوسهم وإيذاؤهم وان كان يحصل بعض الشيء وهذا للمؤمنين، أما الكفرة الذين لا يراعون حرمة الشهر فليسوا مقصودين بهذا.
الطالب: س/ (07:33)
أي نعم، لابد من هذا الإمساك بنية، الإمساك: إمساك بنية، إمساك بنية عن أشياء مخصوصة في زمن مخصوص من شخص مخصوص بنية، لابد إن تكون بنية إذا كان بغير نية ما يصح النية لابد منها في جميع الأعمال كما قال الرسول ﷺ: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى
(متن)
الطالب: س/ (08:05)
(شرح)
سيأتينا إن شاء الله النفل في الأحاديث النفل ما يشترط النية.
الطالب: س/ (08:15)
هذا الفرق وأما النفل فإمساك بنية ولو بعد طلوع الفجر، لكن بشرط أن لا يتناول شيء من المفطرات فله أن يصوم ولو في الضحى ولو بعد الظهر إذا كان ما تناول شيء من المفطرات من الفجر لكن لا يكتب لهم الأجر إلا بنيته سيأتي لهم إن شاء الله الحديث النفل .
(متن)
(شرح)
في معنى اقدروا له قولان: للعلماء القول الأول: معنى اقدروا له يعني احسبوا له وهذا هو الصواب الذي عليه المحققون، و المعنى أنه يحسب ويكمل الشهر السابق ثلاثين، ويدل على هذا روايات كثيرة فاحسبوا له ثلاثين وفي رواية فعدوا ثلاثين وفي رواية فأكملوا عدة شعبان ثلاثين والقول الثاني: المعنى احسبوا له ضيقوا له فصوموا اليوم الثلاثين إذا كان إذا لم تروه وحال دون رؤيته غيم أو قتر وذهبا إلى هذا الثاني وهو مذهب عند الحنابلة ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرسل من ينظر إلى الشهر فإن لم يره وكانت السماء صحوا أصبح مفطرا وأن حال دونه غيم أو قتر أصبح صائما، وهذا اجتهاد من ابن عمر والصواب: أنه لا يصام يوم الثلاثين إلا بالرؤية او اكمال الشهر السابق ثلاثين يوم، سواء كان ليلة الثلاثين صحوا أو غيما فلا يصام إلا بأحد أمرين إما رؤية الهلال أو اكمال الشهر السابق ثلاثين يوما، ومعنى اقدروا له: احسبوا له، أما من قال: اقدروا له ضيقوا له من قوله تعالى وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ يعني: ضيق فهذا قول مرجوح ضعيف لأن النصوص تفسر بعضها بعضا و الأحاديث صريحه في هذا اقدروا له ثلاثين فعدوا ثلاثين اكملوا عدة الشهر ثلاثين يوما والروايات يفسر بعضها بعضا .
(متن)
(شرح)
هذه رواية مفسرة لقوله: فاقدروا له فاقدروا له ثلاثين هذه رواية مفسرة لقوله فاقدروا له في الحديث السابق، لأن المراد اقدروا له ثلاثين فإذا أُغمي يعني كانت ليله غيمة يقدر له ثلاثين ويكمل الشهر ثلاثين سواء كان شعبان أو رمضان وقوله قال الشهر هكذا وهكذا و هكذا يعني: هكذا عشر و هكذا عشر و هكذا عشر، ثم اخنس في الابهام يعني: يكون تسع وعشرين ويكون ثلاثين وفي رواية أخرى يقول: هكذا و هكذا و هكذا عشر وعشر وثلاثين و هكذا وهكذا و هكذا ثم خنس في الثالثة بإبهامه يعني: يكون تسع وعشرين
(متن)
(شرح)
وهذا يؤيد قول فقدروا له يعني: احسبوا له ثلاثين وليس المراد "اقدروا له " ضيقوا الشهر وصوموا اليوم الثلاثين ،كما فهم ابن عمر وهو مذهب عند الحنابلة وفي رواية أخرى أنه يكمل الشهر نصاب الثلاثين إذا لم يرَ الهلال .
(متن)
(شرح)
الشهر تسع وعشرين يعني: يكون الشهر تسع وعشرين كما يكون ثلاثين.
(متن)
(شرح)
و هذا صريح (فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له ) يعني احسبوا له .
(متن)
(شرح)
يعني يكون تسع وعشرون كما يكون ثلاثين.
(متن)
حدثني يحيى بن يحيى و يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر قال يحيى بن يحيى خبرنا وقال الأخرون حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر عن عبد الله بن دينار أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: الشهر تسع وعشرون ليلة لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه إلا أن يغم عليكم فإن غم عليكم فاقدروا له
(شرح)
هذي المسألة فيها اختلاف طويل قوي في قول واقدروا له الحنابلة اقدروا له يعني: ضيقوا له من قوله تعالى من قدر عليه رزقه يعني: ضُيق ضيقوا للشهر وصوموا اليوم الثلاثين إذا حال دون منظره غيم أو قتر والقول الثاني: أنه اقدروا له يعني: احسبوا له لأن الروايات كلها تدل على أنه يحسب له ويقدر ثلاثين ويكمل الشهر السابق ثلاثين، والعلماء أطالوا في هذا رسائل ألفت ومؤلفات في هذا في الدرر السنية أطال في ذكرها هذه المسألة ثم صفحات يقول كثيرة لأن المسألة فيها نزاع قوي، والصواب أن معنى يقدروا له يعني احسبوا له وأكملوا الشهر السابق ثلاثين غذا لم تروه سواء كان ليلة ثلاثين صحو أو غيم والقول الثاني وهو للحنابلة إذا كان لم يرَ ليلة الثلاثين بوجود الغيم فإنه يصام، يصام يوم الثلاثين كما كان ابن عمر يفعل هذا وهذا على الاجتهاد.
(متن)
(شرح)
يعني بسط يده هكذا عشر وهكذا عشر وهكذا ثم قبض الإبهام في الثالثة تسع يعني: تسع وعشرين،
الطالب: س/ (16:22)
نعم... أكمل عدة الشهر ثلاثين يوما ما دام أنه علم دخول شهر شعبان يكمل ثلاثين.
(متن)
وحدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: الشهر هكذا وهكذا و هكذا عشرا وعشرا وتسعا.
(شرح)
يعني يكون تسع وعشرين كما يكون ثلاثين.
(متن)
(شرح)
هكذا عشر عشر و عشر والثالثة خنس الإبهام تسع وعشرين.
(متن)
(شرح)
يعني مرة كذا ثلاث مرات طبقها ومرة خنس يعني مرة ثلاثين ومرة تسع وعشرين يكون تسع وعشرين ويكون ثلاثين.
(متن)
وحدثنيه محمد بن حاتم قال: حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن الأسود بن قيس بهذا الاسناد ولم يذكر الشهر الثاني ثلاثين.
(شرح)
قوله: أمة أمية هذا وصف الأغلب للعرب وصف أغلب للعرب أنهم لا يكتبون ولا يحسبون كما قال تعالى هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ وهو باق إلى الآن ولو انتشر القلم لأن كثيرا من الأعراب والبوادي والقرى والهجر لا يقرؤون ولا يكتبون.
(متن)
حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما
(شرح)
وهذا صريح في أنه يكمل العدد ثلاثين يوما عند إغماء الشهر وسواء كان رمضان أو شعبان.
(متن)
(شرح)
وهذا صريح أيضا بأنه يكمل العدد أذا أغمي وهذا خلافا لاجتهاد ابن عمر أنه أذا أغمي صام .
(متن)
(شرح)
وهذا الصريح أيضا بأنه يوم الغيم لا يصام صريح في هذا و الأحاديث كلها صريحه في هذا أنه يكمل الشهر السابق ثلاثين يوما سواء رمضان عند إنهاء أو شعبان.
(متن)
(شرح)
وهذا صريح أيضا أن يصام إذا عند الغماء لأنه يعد لا يصام و إنما يكون الشهر السابق .
(متن)
(شرح)
وهذا الحديث فيه دليل على أنه لا يصام قبل رمضان بيوم أو يومين، إلا إذا وافق عادة كأن يكون له عادة بصيام يوم الاثنين و الخميس فله أن يصوم ولو آخر يوم، إذا كان آخر يوم من شعبان يوم الخميس أو يوم الاثنين وهو يصوم الاثنين والخميس فله أن يصوم لأنه صام من أجل عادته لا بنية الاحتياط، أما بنية الاحتياط فليس له أن يصوم منهي، نهي واصل والنهي للتحريم، لا يجوز له أن يصوم بنية الاحتياط لكن إذا صام لأنه من أجل عادته يصوم الاثنين والخميس فله ذلك، وكذلك إذا كان عليه أيام من رمضان الماضي له أن يصوم أو عليه أيام نذر أو كفارة له أن يصوم , الممنوع أن يصوم نفلا مطلقا أو بنية الاحتياط لرمضان هذا هو الممنوع.
الطالب: س/(23:54)
يعني وصف الأغلب هذا وصف الأغلب ..
الطالب: س/ (24:07)
لا ليس له ذلك لا يصوم يقول إن كان رمضان غدا فأنا صائم لا يصوم حتى يبلغه أنه من رمضان .
الطالب: س/ : إذا بلغه يقضي؟
اذا بلغه يفطر و اذا جاء الخبر انه رمضان يقضي.
الطالب: س/ (24:39)
نعم هذا هو السبب ذكر العلماء هذا لأنه اصله ليس من التعبيد لغير الله لأن شيبة الحمد جد النبي ﷺ أتاه به عمه أردفه و جاء به من المدينة فتغير لونه بالسواد و الناس لا يعرفونه فظنوا أنه عبداً له فقالوا عبد المطلب فسمي عبد المطلب، وإلا هو شيبة الحمد , التعبيد ليس من التعبيد لغير الله هذا هو الأصل ولهذا استثني التعبيد لغير الله لا يجوز معلوم أنه لا يجوز.
الطالب: س/ (25:37)
يعني وصف الأغلب في كثير من الأزمان
الطالب: س/ (25:44)
لا ما فيه نهي مجرد الخبر مجرد الخبر ما فيه نهي ولا أمر مجرد إخبار عن وصف .
(متن)
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين ,
ذكر المصنف -رحمه الله- تعالى قال:
(شرح)
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
كان النبي ﷺ بدأ الشهر من أوله، وكان ذلك الشهر تسع وعشرين يوما ثم رؤية الهلال وإلا إذا آل الإنسان شهرا فإنه لا بد أن يكمل ثلاثين يوما لكن إذا بدأ الشهر من أوله فإنه على حسب الشهر إذا كان الشهر تسع وعشرين فإنها تنتهي المدة تسع وعشرين وإذا كان ثلاثين تكون المدة ثلاثين، و كان النبي ﷺ بدأ الشهر من أوله فكان ذلك الشهر تسع وعشرين يوما، ثم رؤي الهلال، وفيه من الفوائد أنه لا بأس أن يهجر الإنسان زوجته شهرا أو اكثر إلى أربعه اشهر، وهي مدة الإيلاء ولا يزيد لأن الله تعالى جعلها حدا فقال سبحانه: لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وأما في الكلام فلا يهجرها أكثر من ثلاثة أيام لأن هجرها حين إذ لحفظ النفس وثبت في الحديث الصحيح ان النبي ﷺ قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث في الكلام لا يزيد عن ثلاث أيام
(متن)
(شرح)
يعني: صفق بيديه ثلاث يعني أشار بيديه ثلاث مرات، هكذا بأصابعه عشر ثم عشر ثم عشر وخنس بأصبعه تسع خنس بأصبعه إصبعا واحده وصارت الثالثة تسعا ويكون تسع وعشرين.
(متن)
(شرح)
يعني: هكذا عشرا ثم عشرا ثم الثالثة تسع , يعني أن الشهر يكون تسع وعشرين كما يكون ثلاثين .
(متن)
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح, "ح" وحدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا الضحاك يعني أبا عاصم جميعا عن ابن جريج بهذا الاسناد مثله.
حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: حدثنا محمد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: ضرب رسول الله ﷺ بيده على الأخرى فقال: الشهر هكذا وهكذا ثم نقص في الثالثة إصبعا
وحدثني القاسم بن زكريا قال: حدثني حسين بن علي عن زائدة عن إسماعيل عن محمد بن سعد عن أبيه عن النبي ﷺ قال: الشهر هكذا وهكذا و هكذا عشرا وعشرا وتسعا مرة
وحدثنيه محمد بن عبد الله بن قهزاد قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق وسلامة بن سليمان قالا: أخبرنا عبد الله يعني: ابن المبارك قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد بهذا الاسناد بمعنى حديثهما.
(شرح)
و كل يدل على أن الشهر يكون تسع وعشرين ويكون ثلاثين، وأنه لابأس أن يهجر الإنسان زوجته شهرا من شهر إلى أربعة أشهر، لأن الله تعالى ضرب المدة أربعة اشهر فأما ما زاد عن أربعة اشهر فليس له ذلك ( للذين يؤولون من نسائهم تربص أربعة اشهر) الحد المحدد للإنسان أربعة شهر ما كان أقل من أربعة شهر هذا جائز لكن أربعة أشهر فاكثر ليس له ذلك.
(متن)
(شرح)
هذه المسألة وهي رؤية الهلال في بلد هل تعم جميع الأرض أو تختص بأهل البلد و المقربة منهم في هذه المسألة قولان مشهوران للعلماء: أحدهما قول جمهور العلماء أن الرؤية تعم جميع أهل الأرض، وأنه إذا رؤي في بلد وجب على جميع من في الأرض أن يصوموا واستدلوا بقوله ﷺ: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته قالوا: فالخطاب عام لجميع الأمة وأجابوا عن حديث كريب هذا بأنه فهم فهمه ابن عباس من الحديث قالوا: هذا فهم ابن عباس من الحديث، أو لأن الرؤية لا يقبل فيها شهادة الواحد هذا جواب الجمهور, الجمهور يقول: إنه إذا رؤي الهلال في بلد وجب على جميع الناس الصوم لأن المسلمين أمة واحدة وأجابوا عن حديث كريب هذا أنه فهم فهمه ابن عباس من هذا الحديث، أو لأن الرؤية لا تكون فيها شهادة الواحد، و القول الثاني لأهل العلم أن لكل بلد رؤيتهم إن لكل بلد رؤيتهم واستدلوا بحديث كريب هذا، هذا يدل على أن ابن عباس لم يعمل برؤية معاوية إن أهل المدينة لهم رؤيتهم وأهل الشام لهم رؤيتهم، لكن إذا كان البلد يعمل بالحساب لا بالرؤية أولم يثقوا برؤيتهم فالعمل بحديث كريب هذا حَسَن، وقد درس مجلس هيئة كبار العلماء هذه المسألة ورأى أن لكل بلد رؤيته فيه، في المملكة العربية السعودية درس مجلس هيئة كبار العلماء هذه المسألة ورأى أن لكل بلد رؤيته ورأوا أن قول ابن عباس هكذا ,هكذا أمرنا رسول الله ﷺ أنه فهم، ورأوا أن قول ابن عباس هكذا أمرنا رسول الله ﷺ انهم فهمٌ فهمه لا أن النبي ﷺ قاله، وعلى كل حال إذا أمكن أن يعمل الناس أن يعمل المسلمون برؤية الهلال فهذا حسن وإذا لم يمكن فإنه تكون لكل أهل بلد رؤيته.
(متن)
(شرح)
في هذا الحديث أنه لا عبره بكبر الهلال فإذا رؤي الهلال واضحا أو كبيرا فإنه يكون لهذه الليلة ولا يكون لليلة السابقة فلا يقال هو ابن ليلتين لأنه كبير يكون لليلة الماضية.
(متن)
حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا يزيد بن زريع عن خالد عن عبد الرحمن ابن أبي بكر.
(شرح)
معناه: كما قال الدهوي معناه: أطال مدته إلى الرؤية من قوله مدّ وأمدّ قال الله تعالى وإخوانهم يمدونهم في الغي أي يطيلون لهم وقد يكون أمده من المدة التي جعلت له قال: صاحب الأفعال أمددتكها أي أعطيتكها
(متن)
حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال حدثنا معتمر بن سليمان عن إسحاق بن سويد وخالد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة أن نبي الله ﷺ قال : شهرا عيد لا ينقصان في حديث خالد شهرا عيد رمضان وذي الحجة
(شرح)
اختلف العلماء في معنى الحديث , فقيل المعنى أنه لا ينقص أجرهما وثوابهما وإن نقص عددهما, وقيل المعنى لا ينقصان جميعا في سنة واحدة بل أن نقص أحدهما تمّ الآخر, لكن هذا مخالف للواقع فإنه قد ينقصان جميعا , وقيل المعنى لا ينقص ثواب ذي الحجة عن ثواب رمضان لأن فيه المناسك, والصواب الأول الصواب المعنى الأول وهو أن معنى الحديث أنه لا ينقص من أجرهما وثوابهما وأن نقص عددهما شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذي الحجة يعني لا ينقص أجرهما فالأجر تام سواء كان الشهر تسع وعشرين أو ثلاثين هذا هو الصواب أما القول بأنهما لا ينقصان جميعا في سنه واحدة فهذا مخالف للواقع أنه قد ينقصان في سنه واحدة رمضان تسع وعشرون وذي الحجة تسع وعشرون .
(متن)
(شرح)
وكان هذا قبل نزول مِنَ الْفَجْرِ نزل قول الله تعالى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ فقط، فكان عدي بن حاتم و رجال يجعل حدهم تحت وسادته عقالين عقال أبيض وعقال أسود يعرف الليل من النهار ثم أنزل الله تعالى مِنَ الْفَجْرِ بعد ذلك فعرفوا أن المراد سواد الليل وبياض النهار، وفي هذا الحديث دليل على أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر و أن من يريد الصوم له أن يأكل ويشرب حتى يتبين له سواد الليل من بياض النهار بطلوع الفجر، الحد الفاصل هو طلوع الفجر والمراد الفجر الصادق والذي ينتشر في المشرق بخلاف الفجر الكاذب الذي يصير حاد في وسط السماء ثم يظلم .
(متن)
حدثني محمد بن سهل التميمي وأبو بكر بن إسحاق قالا: حدثنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال: لما نزلت هذه الآية وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ قال: فكان الرجل إذا أراد الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأسود والخيط الأبيض فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيهما فأنزل الله بعد ذلك مِنَ الْفَجْرِ علموا إنما يعني بذلك الليل والنهار .
حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح قال: أخبرنا الليث, "ح" وحدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ليث عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله عن رسول الله ﷺ أنه قال: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا تأذين ابن أم مكتوم
حدثني حرملة بن يحيى قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم
(شرح)
فيه دليل على أنه لا بأس أن يؤذن الفجر قبل دخول الوقت ولكن للتنبيه، ولكن ينبغي أن يكون هناك مؤذن آخر على طلوع الفجر أو يكون المؤذن نفسه يؤذن مرة أخرى بعد طلوع الفجر حتى لا يغر الناس، وهذا الأذان الأول يكون للتنبيه كما في الحديث ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم يعني: يرد القائم, القائم إذا سمع الأذان الأول عرف أن الفجر قريب فلا يطيل الصلاة، و النائم يستيقظ حتى يتوضأ ويصلي ما قسم الله ويوتر هذا فائدة الأذان الأول, ينبغي أن يكون الأذان الأول ليس بعيدا عن أذان الفجر حتى تحصل الفائدة كما قال النبي ﷺ: ليرد قائمكم و يستيقظ نائمكم أما إذا كان بينهم فاصل طويل ما يحصل المقصود, النائم إذا عرف أنه وقت طويل فما يستيقظ وكذلك أيضا ما يستفيد القائم يعلم أن الوقت طويل.
الطالب: س/ كيف يمكن أن يميز بين الأذان الأول والأذان الثاني؟
الشيخ: جــ / يُميَّز مثل ما قال النبي ﷺ إن بلال يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإذا كان مؤذنان يعرف أحدهما يؤذن الأول والثاني يؤذن الفجر، فمثلا كان بلال يؤذن بليل و ابن أم مكتوم يؤذن على الفجر، وإذا كان هو فإنه يعيد الأذان الذي على الفجر الصلاة خير من النوم، أما الأذان الأول كما جاء في بعض الأحاديث الأذان الأول المراد الأذان الأول على طلوع الفجر الأول بالنسبة للإقامة، و أما الأذان الذي قبل الفجر هذا للتنبيه ما يسمى أول، لأن الأذان الأول الأذان على الفجر و الأذان الثاني الإقامة , الأذان إعلام بدخول الوقت والإقامة إعلام بإقامة الصلاة، "و الصلاة خير من النوم" أما الأذان الذي للتنبيه ما يقول "الصلاة خير من النوم" لأنه قد تكون الصلاة خير من النوم وقد يكون النوم خير خير للمتعب حتى ينام ويستيقظ لصلاة الصبح.
(متن)
(شرح)
المراد بيان قصر المدة التي بينهما، المراد بيان قصر المدة التي بين الأذانين وإن أذان بلال ليس في وسط الليل، وهكذا ينبغي أن لا يكون الأذان الأول للتنبيه متقدما كثيرا حتى يتمكن من القيام والصيام من أراد واحدة منهم، من أراد الصيام يتمكن يعرف أن الوقت قليل، ومن أراد القيام و استيقظ كذلك، أما إذا كان بعيد ما حصل المقصود؛ فالمراد قصر المدة وإلا فإنه سبق الأذان الأول بليل والثاني على الصبح، لكن قوله لم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا، يعني المراد المبالغة بقصر المدة، و إلا من المعلوم أن أذان بلال بليل كان يؤذن ويتمهل بعض الشيء في الصعود والنزول، ثم ابن أم مكتوم كذلك يتمهل بالذهاب يذهب بعد ما يطلع الصبح يقال له أصبحت أصبحت ثم يذهب وهكذا.
(متن)
وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة , "ح" وحدثنا إسحاق قال: أخبرنا عبدة ,"ح" و حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا حماد بن مسعدة كلهم عن عبيد الله بالإسنادين كليهما نحو حديث ابن نمير.
حدثنا زهير بن حرب قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال أو قال نداء بلال من سحوره فإنه يؤذن أو قال ينادي بليل ليرجع قائمكم و يوقظ نائمكم، وقال: ليس أن يكون هكذا وهكذا وصوب يده ورفعها حتى يقول هكذا وفرّج بين إصبعيه
وحدثنا ابن نمير قال: حدثنا أبو خالد يعني الأحمر عن سليمان التيمي بهذا الإسناد غير أنه قال: ( إن الفجر ليس الذي يقول هكذا وجمع أصابعه ثم نكسها إلى الأرض ولكن الذي يقول هكذا ووضع المسبحة على المسبحة ومد يديه.
(شرح)
يعني قوله في الحديث ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم يعني: ليرد القائم المتهجد عن الإطالة، الأذان الأول للتنبيه قريب من الفجر فإذا أذن رد القائم المتهجد عن الإطالة في القيام وعرف أن الصبح قريب، فمعنى قول ليرجع قائمكم يعني ليرد القائم المتهجد من الإطالة عن الاطالة في القيام والتهجد لعلمه بقرب الصبح ليوقظ نائمكم يعني: ليوقظ النائم ليتأهب للصبح أو يتهجد تهجد قليل أو إيثار أو سحور أو اغتسال أو وضوء، وقال ليس أن يقول هكذا وهكذا وصوب يده ورفعها حتى يقول هكذا و فرّج بين إصبعيه وفي الحديث الآخر وضع المسبحة على المسبحة ومد يديه المسبحة هي: السبابة ويقال لها المسبحة لأنه يسبح بها ويقال لها السبابة لأنه يشار لها بالسب هكذا .
يعني: فيه أن الفجر فجران , فجر كاذب وفجر صادق فالكاذب هو المرتفع المستطيل كالعمود في وسط السماء ثم يظلم كذنب السرحان وهو الذئب، وهكذا يستطيل ثم يظلم وأما الصادق فهو الممتد المستطيل أي: المنتشر في جهة المشرق وهو المعترض للمستطيل لهذا قال: فرّج بين إصبعيه قال في الحديث الآخر وضع المسبحة على المسبحة ومد يديه يعني: ينتشر هكذا ينتشر، أما الأول كذنب السرحان ثم يظلم في وسط السماء والثاني ينتشر هكذا ينتشر في المشرق، فالصادق هو الفجر الممتد المستطيل المنتشر في جهة المشرق وهو معترض أما الأول فهو مستطيل كذنب السرحان في وسط السماء ثم يظلم فالنبي ﷺ يقول ليس هكذا ليس الفجر أن يقول هكذا وهكذا وصوّب يده ورفعها بل هذا الفجر الكاذب حتى يقول هكذا وفرج بين أصابعه وفي لفظ له وضع المسبحة على المسبحة ومد يديه ينتشر, فالفجر فجران فجر كاذب وفجر صادق، الصادق الذي ينتشر في المشرق و الأول يكون خط في وسط السماء ثم يظلم كذنب السرحان هذا الكاذب.
الطالب: س/ بعض المؤذنين يؤذن قبل الوقت بدقائق يقول احتياطا فهل هذا يعني جائز؟
لا ما ينبغي هذا، الاحتياط في التأخر دقائق لا في التقدم، لأنه إذا تأخر دقائق هذا هو الاحتياط ما يضر والوقت واسع لكن إذا تقدم فيه ضرر لهذه الدقائق قد يكون يصلي بعض الناس الفريضة في هذه الدقائق قبل دخول الوقت فهذا فيه ضرر، وكذلك لو كان أذان المغرب قد يفطر بعض الناس في هذه الدقائق إذا كان احتاط الاحتياط في التأخر لا في التقدم لأنه إذا تأخر ما فيه ضرر حتى تحقق من دخول الوقت.
(متن)
(شرح)
المستطيل هو الفجر الكاذب والمعترض الفجر الصادق.
(متن)
(شرح)
لا يغرن أحدكم نداء بلال لأنه يؤذن بليل من السحور يعني: تسحروا ولو أذن بلال لأنه يؤذن بليل ولا هذا البياض لأنه فجر كاذب يستطيل في وسط السماء ثم يظلم حتى يستطيل حتى ينتشر في المشرق في الأفق جهة المشرق.
(متن)
وحدثني أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد قال: حدثنا عبد الله بن سوادة الكشيري عن أبيه عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله ﷺ : لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا وحكاه حماد بيديه قال: يعني معترضا.
حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن سوادة قال: سمعت سمرة بن جندب وهو يخطب يحدث عن النبي ﷺ أنه قال: لا يغرنكم نداء بلال ولا هذا البياض حتى يبدو الفجر أو قال حتى ينفجر الفجر
وحدثناه ابن المثنى قال: حدثنا أبو داوود قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرني سوادة بن حنظلة الكشيري قال: سمعت سمرة بن جندب يقول: قال رسول الله ﷺ فذكر هذا.
حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا هشيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس , "ح"
وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وزهير بن حرب عن ابن عُليّة عن عبد العزيز عن أنس , "ح"
و حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا أبو عوانه عن قتادة وعبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: تسحروا فإن في السحور بركة
حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ليث عن موسى بن عليم عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أن رسول الله ﷺ قال: فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر
(شرح)
في هذا الحديث مشروعية السحور واستحبابه، وفيه تأخير السحور آخر الليل، فيستحب للمسلم أن يتسحر في آخر الليل ويأكل ولو قليلا لقوله: أكلة السحر ولم يقل شربة السحر، فلو أقتصر على شرب اللبن أو الماء لم يكن هذا أكلا، لكن على كل حال قد يقال إن شرب اللبن إنه غذاء لكن ينبغي له أن يأكل ولو قليلا حتى تحصل الفائدة يحصل على السنة، فإن النبي ﷺ في هذا الحديث أمر بالسحور و الأمر على كل الأحوال هو الاستحباب و يدل على أن السحور مستحب لما فيه من الامتثال الأمر ولما فيه من التقوي على العبادة ولما فيه من صلاة الله و ملائكته على المتسحرين، كما في إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين ولما فيه من مخالفة أهل الكتاب كما في هذا الحديث فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر هذي كلها فوائد تحصل للمتسحر، منها امتثال أمر النبي ﷺ ومنها حصول البركة ومنها الحصول على صلاة الله وملائكته ومنها مخالفة أهل الكتاب، كل هذه الفوائد تفوت على النائمين الذين لا يتسحرون أو الذين لا يأكلون في منتصف الليل أكلة ثم ينامون، يعني: لو لم يريد الأكل أو لم يشتهي الأكل يأكل لو تمرات قليله، لحديث نعم التمر سحور المؤمن أو كما جاء في الحديث، ولو تمرات ولو قليل أكلات قليله مع شرب ما تيسر حتى يحصل على هذه الفوائد وحتى يحصل على السنة.
(متن)
وحدثنا عمرو الناقد قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا همام, "ح" وحدثنا ابن المثنى قال: حدثنا سالم بن نوح قال: حدثنا عمرو ببن عامر كلاهما عن قتادة بهذا الإسناد.
حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا عبد العزيز ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد أن رسول الله ﷺ قال: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر
(شرح)
في الحديث السابق دليل على أن سحور النبي ﷺ كان متأخرا، وأنه قرب الفجر، ولهذا ذكر زيد بن ثابت: أن بين السحور والصلاة قدر خمسين آية , و خمسين آية مع الترتيل تقارب ربع الساعة، وهذا يدل على أن النبي ﷺ كان يتسحر متأخرا وهذا هو السنة تأخير السحور مالم يحصل طلوع الفجر، السنة تأخير السحور مالم يحصل طلوع الفجر، ينبغي له أن ينتهي من السحور قبل الأذان قبل طلوع الفجر، كما أنه يستحب للإنسان أن يعجل الفطر كما في هذا الحديث حديث سهل بن سعد قال: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر لما فيه من المبادرة بالسنة و لما فيه من الأخذ بالرخصة وامتثال أمر الله و أمر رسوله ﷺ و لا يزال الناس بخير ما عملوا بالسنة ما عجلوا الفطر و أخروا السحور .
(متن)
حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب ومحمد بن العلاء قال: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا: يا أم المؤمنين رجلان من أصحاب محمد ﷺ أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة قالت: أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ؟ قال: قلنا عبد الله يعني: -ابن مسعود - قالت: كذلك كان يصنع رسول الله ﷺ زاد أبو كريب والآخر ابو موسى .
وحدثنا أبو كريب قال: أخبرنا ابن أبي زائدة عن الأعمش عن عمارة عن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة رضي الله عنها فقال لها مسروق: رجلان من أصحاب محمد ﷺ كلاهما لا يألو عن الخير أحدهما يعجل المغرب والإفطار والآخر يؤخر المغرب والإفطار فقالت: من يعجل المغرب والإفطار؟ قال: عبد الله فقالت: هكذا كان رسول الله صلى لله عليه وسلم يصنع .
(شرح)
هذا فيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يعجل الإفطار ويعجل الصلاة، وأن هذا هو السنه خلافا لبعض أهل البدع، كالرافضة ونحوهم فإنهم يؤخرون الإفطار و يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم وهذا مخالف للسنة, السنة المبادرة للفطر إذا تحقق الغروب ويكون الفطر قبل الصلاة هذا هو السنة.
(متن)
(شرح)
إذا أقبل الليل يعني من المشرق وأدبر النهار من المغرب وغابت الشمس فقد فطر الصائم، إذا أقبل الليل من جهة المشرق وأدبر النهار من جهة المغرب وغابت الشمس فقد أفطر الصائم.
(متن)
(شرح)
وهذا فيه دليل على أنه لا عبرة بالحمرة بعد غروب الشمس، أي: غروب قرص الشمس لأن الحمرة تبقى مدة العبرة بغروب الشمس، إذا غربت الشمس من جهة وجاء الليل من جهة المشرق و أدبر النهار من جهة المغرب فقد أفطر الصائم، ولا عبرة للحمرة التي تبقى، إذا جاء الليل من جهة المشرق وأدبر النهار من جهة المغرب فقد أفطر الصائم ولا عبرة بالحمرة بعد غروب الشمس بعد غروب القرص، و الصحابي رضي الله عنه كأن أشكل عليه الحمرة من غروب الشمس و راجع النبي ﷺ، وفيه أنه لا بأس من مراجعة العالم أو المسؤول أو الكبير حتى يتبين الأمر ولهذا راجعه مرات، النبي ﷺ قال: انزل فاجدح يعني أخلط السويق بالماء من باب التحلية، مثل ما يوضع الآن الناس يجعلون عند الافطار عصير انزل فاجدح لنا يعني أخلط الماء بالسويق فقال: يا رسول الله إن عليك نهارا، يعني: ما غربت الشمس لأنه رأى الحمرة بعد غروب الشمس قال: انزل فاجدح فنزل فجدح وفي الحديث الآخر إنه كررها ثلاثا، وفي لفظ أنه قال: لو أمسيت قال: نزل فاجدح قال: يا رسول الله إن عليك نهارا قال: انزل فاجدح ثم قال النبي ﷺ بعد ذلك إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم يعني ولا عبرة بالحمرة بعد غروب الشمس وغروب قرص الشمس لأن الحمرة تبقى مدة.
(متن)
(شرح)
هذا فيه دليل على أنه راجع النبي ﷺ مرتين قال: لو أمسيت يعني: لو انتظرت المساء حتى تغرب الشمس والمرة الثانية قال: إن عليك نهارا، هكذا ظن لما رأى الحمرة بعد غروب الشمس ظن أن النهار باق، وبين له النبي ﷺ أنه لا عبرة بالحمرة التي تكون بعد غروب الشمس، العبرة بإقبال الليل وإدبار النهار إذا أقبل الليل من جهة المشرق وأدبر النهار من جهة المغرب وغاب قرص الشمس فلا عبرة بالحمرة التي تمتد في الأفق بعد ذلك .
(متن)
وحدثنا ابن أبي عمر قال: أخبرنا سفيان, "ح" وحدثنا إسحاق قال: أخبرنا جرير كلاهما عن الشيباني عن ابن أبي أوفا, "ح" وحدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي, "ح" وحدثنا ابن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر قالا: حدثنا شعبة عن الشيباني عن ابن أبي أوفا رضي الله عنه عن النبي ﷺ بمعنى حديث ابن مسهر وعباد وعبد الواحد، وليس في الحديث أحد منهم في شهر رمضان ولا قوله وجاء الليل من ها هنا إلا في رواية هُشيم وحده.
حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ نهى عن الوصال قالوا إنك تواصل قال: إني لست كهيئتكم إني أطعَم وأسقَى
ملاحظة (01:14:21 ) (هنا الصوت بدأ بالتقطيع).
حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ بمثله ولم يقل في رمضان .
حدثني حرملة بن يحيى قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: نهى رسول الله ﷺ عن الوصال فقال رجل من المسلمين : فإنك يا رسول الله تواصل، قال رسول الله ﷺ: و أيكم مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال: لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل بهم .
ملاحظة (1:15:39) إلى هنا وما زال التقطيع مستمرا فلم يوضح لنا بعض من كلمات المادة الصوتية بسبب التقطيع)
(شرح)
الأحاديث فيها النهي عن الوصال، و الوصال هو أن يصل الليل بالنهار يصوم يومين مع الليل ولا يأكل ولا يشرب فيصل يصوم يومين مع الليل أو يصوم ثلاثة أيام بليلتيهما أو أربعة أيام هذا منهي عنه ، و النبي عليه الصلاة والسلام نهى الوصال يفعله عليه الصلاة والسلام كان عليه الصلاة والسلام يواصل فأراد الصحابة رضي الله عنهم أن يقتدوا به حبا للخير محبة للخير ورغبة في الأجر والثواب، فنهاهم النبي ﷺ رحمة بهم فقالوا: للرسول الله إنك تواصل قال: و أيكم مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فقال بعض أهل العلم إنه يؤتى له بطعام من الجنة لكن هذا ضعيف لأنه لو كان يأكل ما كان مواصلا. ملاحظة: استمر التقطيع في الصوت إلى هنا .. ولهذا جرى التنبيه.
و الصواب: أن معنى قوله: "أطعم وأسقى" أن المعنى: أن الله يفتح عليه من موارد آنسة ونفحات قدسه ما يغنيه عن الطعام والشراب و يكون كالمُطعم و كالمسقى، والنبي ﷺ نهاهم عن الوصال رحمة بهم، فأرادوا أن يواصلوا اقتداء به ﷺ فنهاهم ولكنهم لم ينتهوا رضوان الله عليهم حبا في الخير وطمعا أن تأتي الرخصة وأن يسمح لهم، فلما أبوا أن ينتهوا عزرهم عليه الصلاة والسلام وواصل بهم يوما بعد يوم كان ذلك في آخر الشهر، فواصل بهم في اليوم الثامن والعشرين فصاموا في الليل ليلة التاسع والعشرين ثم صاموا التاسع والعشرين ثم رأوا الهلال فقال: لو بقي وتم الشهر الشهر ثلاثين لزدتكم يوما ثالثا تعزيرا كالمنكل بهم لما لم ينتهوا وهم قصدهم خير رضوان الله عليهم.
اختلف العلماء في الوصال هل حرام أو مكروه على قولين: قال بعض أهل العلم: أنه حرام والصواب أنه مكروه ولو كان حراما لما فعل النبي ﷺ الحرام و لما فعله النبي ﷺ بالصحابة، ولمّا فعله ونهى عنه دل على أنه من خصائصه ﷺ و أنه مكروه في حق الأمة، أما الوصال إلى السحر فهذا جائز بأن يجعل عشاءه سحورا وسحوره عشاء يأكل أكلة واحدة في السحر هذا جائز، كما جاء في الأحاديث الأخرى أيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر يجوز للإنسان أن يواصل إلى السحر يأكل اكله واحدة في آخر الليل وأما في أول الليل ما يأكل ولا يشرب حتى يأتي آخر الليل هذا جائز، لكن الأفضل منه أن يبادر بالإفطار كما جاء في الأحاديث ..
والله ولي التوفيق.