شعار الموقع

كتاب الصيام (04) باب حفظ اللسان للصائم – إلى باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقا أو لم يفطر العيدين والتشريق...

00:00
00:00
تحميل
158

(المتن)


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى

 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة  وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أبو بكر بن أبي شيبة  رواية  وقال عمرو يبلغ به النبي ﷺ وقال زهير عن النبي ﷺ  قال إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل إني صائم.
حدثني زهير بن حرب قال حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه رواية قال إذا أصبح أحدكم يوما صائما فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم.  

(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وأهله أجمعين أما بعد فهذا الحديث فيه مشروعية قول الصائم للصائم إذا دعي إلى طعام فإن كان صومه نفلا فهو بالخيار إن شاء أفطر وإن شاء صام ينظر ما هو الأرجح مصلحة فإن عذره صاحب الوليمة فإنه يدعو له وينصرف ويقول إني صائم وإن لم يعذره الأفضل أن يفطر أما صيام الفرض النذر والكفارة وقضاء رمضان هذا لا يجوز له أن يفطر إلا بعذر وفيه أنه لا بأس من قول الإنسان إني صائم إذا دعته الحاجة لهذا ولا يعتبر هذا من الرياء لأنه محتاج إلى هذا وإن كان الأفضل للإنسان أن يخفي عمله لكن هو محتاج إلى هذا ما دام دعي إلى وليمة يخبره يقول إنى صائم حتى يعذره ويدعو له وينصرف فإن لم يعذره فالأفضل أن يفطر إذا كان الصوم نفل . قوله رواية وقوله يبلغ به النبي ﷺ هذا من سبب إسناد الحديث رواية قوله يبلغ به النبي ﷺ ويعتبر الحديث مسند إلى النبي ﷺ . وكذلك أيضا إذا شاتمه إنسان أو سابه فليقل إني صائم إني صائم حتى يقطع النزاع بينه وبينه ويبين له أنه ليس عاجزا من الرد عليه ولكن منعه الصيام من الرد عليه وكذلك لو غير الصائم الأفضل ألا يرد عليه بالمثل كما قال الله تعالى ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ إذا دفع بالتي هي أحسن ورد عليه ردا جميلا وإن كان أخطأ عليه تكلم عليه بكلام سيء فإنه لا يزال يحسن إليه حتى تنقلب عداوته صداقة ، وفيه أن الصائم ينبغي أن يجتنب الرفث والجهل الجهل الظلم والعدوان على الناس والرفث الجماع ودواعيه ولهذا قال النبي ﷺ  إذا أصبح أحدكم يوما صائما فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم فلا أرد عليك وإنما أراعي صومي أراعي حقوق الصوم .وقول بعض منهم أنه يقول بلسان حاله فليس بظاهر الصواب أنه يقول بلسان المقال هذا هو الأصل . نعم .
سؤال؟؟
لو كان صيام نفل أحسن الله إليك وشاتم أحد؟
جواب ..نعم هذا عام الفريضة والنافلة عامة .
سؤال؟؟
(..)
جواب..
نعم ؟لا ، لا  لكن فعل الأفضل فهذا مستحب له الأجر في امتثال السنة .نعم.


(المتن)

وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة  قال  سمعت رسول الله ﷺ يقول قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام هو لي وأنا أجزي به فو الذي نفس محمد بيده لخلفة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
 حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا المغيرة وهو الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة   قال قال رسول الله ﷺ الصيام جنة .
وحدثني محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة  يقول قال رسول الله ﷺ قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه .

(الشرح)
وهذا حديث قدسي حديث أبي هريرة حديث قدسي من كلام الله عز وجل لفظا ومعنى يقول أبو هريرة سمعت الرسول ﷺ يقول قال الله عز وجل النبي ﷺ أضافه إلى الله قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام هو لي وأنا أجزي به هذا من كلام الله لفظا ومعنى وأما سائر الحديث فهي من الله معنى ومن النبي ﷺ لفظا أما هذا من كلام الله لفظا ومعنى وفيه فضل الصيام حيث أضافه الرب إليه سبحانه وتعالى قال إلا الصيام فإنه لي والأعمال كلها لله لكن الإضافة للتخصيص للتشريف لأن الصيام عبادة سرية لا يطلع عليها إلا الله فلهذا الله أضافه إليه وجعل ثوابه غير محدد لأنه من الصبر بخلاف الأعمال التي تضاعف حسناتها إلى سبع مئة ضعف إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في عدد وقوله والذي نفس محمد بيده قسم كثيرا ما يقسم النبي بهذا فيه إثبات اليد لله عز وجل ونفوس العباد كلها بيد الله لخلفة فم الصائم وفي الحديث الثاني لخُلوف يقال خًلوف بالضم ويقال خَلوف والمراد خلوف فم الصائم الرائحة الكريهة التي تنبعث من فم الصائم بسبب خلو المعدة من الطعام والشراب هذي أطيب عند الله من ريح المسك لأنها ناشئة عن مرضاة الله وطاعته وإن كانت مستكرهة لمشام الناس إلا أنها محبوبة عند الله كما أن الشهيد يأتي يوم القيامة لونه لون الدم وريحه ريح مسك ذكر المازني عن هذا الحديث قال إن هذا مجاز قول خلو فم الصائم واستعارة لأن استطابة بعض الروائح من صفة الحيوان التي لها طبائع تنوي إلى شيء وتستطيبه وتنفر منه من شيء تستقذره وقول الله مقدس عن ذلك يقول هذا استطابه بعض الروائح من صفة الحيوان والله منزه من ذلك هل يؤخذ من هذا صفة الشم لله عز وجل ؟ وهذا ظاهر ما استظهر من الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فتوى والظاهر الشيخ محمد بن عثيمين يرون إثبات صفه الشم لله ولم يظهر لي أن الحديث يخبر صفة الشم لأن ليس صريح بهذا وإن كان عند الله أطيب من ريح المسك وأخذوا هذا عندما قال أطيب عند الله من ريح المسك قالوا فيه إثبات صفة الشم لله عز وجل لكن هذا لم يظهر لي الآن واستشكلت هذا لما ذكره سماحة الشيخ ولما ذكر أيضا (9:13) من قوله أطيب عند الله هذا يعني فيه إثبات صفة الشم ولم يظهر لي هذا وكذلك أيضا شاركني في هذا بعض المشايخ لم يظهر إثبات صفة الشم لله عز وجل هذا يقول أطيب عند الله من ريح المسك قد يقال أطيب أنه يلزم الشم لكن ليس صريحا كالصفات الأخرى الواضحة . وفيه أن الصائم له فرحتان يفرح بهما إذا أفطر فرح بلقاء ربه حيث وجد لأجر صومه مدخرا له عند الله عز وجل وإذا أفطر فرح بفطره حيث تم صومه ولم يحصل له فيه خلل وحيث أباح الله له ما يتناوله من المباحات من المأكل والمشرب وغيره ، نعم وقوله الصيام جُنة يعني مانع وستر من المآثم والمعاصي وستر ومانع من النار ومنه المجن وهو الدرع الذي يستتر به المقاتل يضعه أمام وجهه يقي به وقع النبال يقال له مجنة ، ومنه الجن سموا جن لاستتارهم  عن الناس وعن أعين الناس ، المادة الجيم والنون تدل على الاستتار فهي جُنة يعني تستر صاحبها وتقيه المآثم الصيام جُنة يستر صاحبة من المآثم والمعاصي في الغالب ويكون سترا له من النار وسترا له من المعاصي وسترا له من النار . نعم.

(المتن)

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش ح وحدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن الأعمش ح وحدثنا أبو سعيد الأشج واللفظ له قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة   قال قال رسول الله ﷺ كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك .

 


 (الشرح)
وهذا فيه أن الصيام لا ينحصر تضعيفه في عدد لأنه من الصبر(..) وقد قال ولهذا قال النبي ﷺ كل عمل ابن ادم له كل عمل ابن ادم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف قال الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي أضافه الرب إليه يعني فإن ثوابه لا ينحصر(..) يضاعفه الله أضعافا كثيرة . نعم.

(المتن)

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن فضيل عن أبي سنان عن أبي صالح عن أبي هريرة  وأبي سعيد  ما قالا قال رسول الله ﷺ إن الله عز وجل يقول إن الصوم لي وأنا أجزي به إن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح وإذا لقي الله فرح والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .

 


(الشرح)
وهذا الحديث فيه فائدة لغوية نحوية كلمة فم أنها إذا أضيفت توجد الميم بعض النحاة يقول الفم الميم عند الإضافة تسقط خلوف في الصائم مثل ما جاء في الحديث الآخر حتى ما تجعل في في امرأتك يؤجر الإنسان إذا أنفق حتى أن تنفق تمرة تبتغي بها وجه اله تعالى حتى ما تجعله في في امرأتك يعني في فم امرأتك قالوا إن الميم تسقط تحذف عند الإضافة هنا وجد مع الإضافة خلوف فم الصائم في هذا الحديث فم . نعم 

(المتن)

 وحدثنيه إسحق بن عمر بن سليط الهذلي قال حدثنا عبد العزيز يعني ابن مسلم قال حدثنا ضرار بن مرة وهو أبو سنان بهذا الإسناد قال وقال إذا لقي الله فجزاه فرح.


الشيخ..
نعم فجزاه. الخَطًوَاني جزاه بمعنى جازاه مثل قولك جزاك الله خيرا جزاك أو جازاك الله خيرا جزاه نعم

(المتن)

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا خالد بن مخلد وهو القًََطًواني عن سليمان بن بلال قال حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد  قال قال رسول الله ﷺ إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل معهم أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد.


(الشرح)
فيه أن للصائمين بابا خاصا من أبواب الجنة الثمانية يقال له الريان لا يدخل منه إلا الصائمون يقال أين الصائمون فيدخلوا فإذا دخل آخرهم أغلق الباب فلم يدخل منه أحد والمراد صيام رمضان من يصوم رمضان له هذا الباب من المسلمين وصيام النفل تبعا لصيام الفرض أما من توفي قبل أن يدركه رمضان لو أسلم متأخرا في آخر حياته ثم مات قبل أن يدركه رمضان ما يدعى من باب الريان يدخل من باب آخر باب التوحيد باب الصلاة كما جاء في الحديث الآخر الجنة لها أبواب الصلاة لها باب والصوم له باب والجهاد له باب والصدقة لها باب نعم باب الصوام باب الصائمين يقال له الريان نعم.

(المتن)
 

 وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر قال أخبرني الليث عن ابن الهاد عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري  قال قال رسول الله ﷺ ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا وحدثناه قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي عن سهيل بهذا الإسناد.
وحدثني إسحاق بن منصور وعبد الرحمن بن بشر العبدي قالا حدثنا عبد الرزاق قالا أخبرنا ابن جريج عن يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح أنهما سمعا النعمان بن أبي عياش الزرقي يحدث عن أبي سعيد الخدري  قال سمعت رسول الله ﷺ يقول من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا.


(الشرح)
اختلف العلماء في المراد في سبيل الله على قولين أحدهما أن المراد به الجهاد في سبيل الله من صام يوما في سبيل الله يعني الجهاد في سبيل الله واختار هذا النووي وجماعة واستشكل كونه الصيام في الجهاد لأن المجاهد مأمور بالفطر كي يتقوى على العدو فقالوا إن هذا محمول أنه في وقت ما يتضرر أيام ما فيها قتال أو أيام المرابطة وقال آخرون من آهل العلم المراد في سبيل الله في طاعة الله ومرضاته ورجح هذا جماعة اختاره شيخنا رحمه الله أن المراد به طاعة الله ومرضاته وفيه فضل من صام ابتغاء مرضاة الله فإن الله يباعد وجهه عن النار سبعين خريفا هذا في فضل الصوم كما أن الصوم يضاعف فضله من غير حصر ولا عدد ومن ذلك أن الله يباعد وجهه عن النار سبعين خريفا يعني سبعين عاما والمراد بالخريف السنة والخريف فصل من فصول السنة والمراد به العام يعني سبعين عاما . نعم.
(السؤال)
هذا فضله في صيام النفل والفرض؟
(الجواب)
 نعم في صيام النفل والفرض كله فاضل كله الصوم لي عام قول الرب سبحانه وتعالى الصوم لي عام نعم.

( المتن)

 وحدثنا أبو كامل فضيل بن حسين قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا طلحة بن يحيى بن عبيد الله قال حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله ﷺ ذات يوم يا عائشة هل عندكم شيء  قالت فقلت يا رسول الله ما عندنا شيء قال فإني صائم قالت فخرج رسول الله ﷺ فأهديت لنا هدية أو جاءنا زور قالت فلما رجع رسول الله ﷺ قلت يا رسول الله أهديت لنا هدية أو جاءنا زور وقد خبأت لك شيئا قال ما هو قلت حيس قال هاتيه  فجئت به فأكل ثم قال قد كنت أصبحت صائما قال طلحة فحدثت مجاهدا بهذا الحديث فقال ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله فإن شاء أمضاها وإن شاء أمسكها.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قد قالت دخل علي النبي ﷺ ذات يوم فقال هل عندكم شيء فقلنا لا قال فإني إذن صائم ثم أتانا يوما آخر فقلنا يا رسول الله أهدي لنا حيس فقال أرينيه ولقد أصبحت صائما فأكل .


 (الشرح)
نعم وهذا الحديث فيه جواز صوم النفل من النهار إذا لم يفعل مفطرا لكن أجره من وقت نية الصوم فإذا أراد أن يصوم نفلا من الضحى بدا له أن يصوم فله أن يصوم أصبح مفطر لكن ما أكل ولا شرب ولا جامع فلما صلى الضحى أراد أن يصوم له ذلك سواء كان قبل الزوال أو بعد الزوال منهم من قال لا بد أن يكون قبل الزوال فلا بأس ولو بعد الزوال بشرط ألا يفعل مفطر قبل ذلك لكن أجره من وقت نية الصوم وكذلك أيضا فيه جواز الفطر من صوم النفل وأنه لا إثم فيه ولا قضاء إذا كان الإنسان صائم التطوع ثم بدا له أن يفطر فله أن يفطر ولا يجب عليه القضاء لكن الأفضل أن يتم إذا لم يكن هناك حاجة للفطر وإن أفطر فلا حرج ولهذا مثله النبي ﷺ مثل من يخرج الصدقة فإن شاء أمضاها وإن شاء أمسكها تخرج الصدقة في يدك إن شئت أعطيتها الفقير وإن شئت أبقيتها فكذلك الصائم نفل أمير نفسه إن شاء كمل صومه وإن شاء أفطر وإن كان الأفضل الإمضاء وقد يكون الأفضل الفطر كما لو دعاه الإنسان إلى وليمة وصار يشق عليه ألا يأكل يأكل وإن كان لا يشق عليه دعاه على صومه أو جاءه ضيف وكان يشق عليه أن يبقى صائم مثل لما زار سلمان أخاه أبا الدرداء قدم له الطعام قدم له أبو الدرداء الطعام وقال كل فإني صائم فقال ما أنا بآكل حتى تأكل وفي اللفظ الآخر أقسم عليه قال أقسم بالله عليك لتأكلن فهذا يفطر الأفضل له أن يفطر في هذه الحالة . نعم

(المتن)
 

حدثني عمرو بن محمد الناقد قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام القردوسي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة  قال قال رسول الله ﷺ من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه .


(الشرح)
وهذا الحديث فيه صحة صوم من أكل ناسيا فرضا صومه أو نفلا سواء كان الصوم فرض أو نفل من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه وفيه أنه لا إثم عليه ولا قضاء ولا كفارة وأن هذه طعمة من الله لكن من رآه يأكل أو يشرب يخبره يقول يا فلان أنت صائم لا سيما في رمضان يكون الصوم واجب يكون أكله منكر لكن هو معذور بالنسيان لكن أنت ليس بمعذور  فإذا علم تذكر أو أخبره إنسان يلفظ ما في فمه و يتمضمض وصومه صحيح ولا قضاء عليه ولا إثم ولا كفارة وكذلك الجماع على الصحيح إذا جامع ناسيا فصومه صحيح لأن النسيان لا حيلة له ولا قضاء ولا كفارة وأما الجاهل ففيه تفسير الجاهل إن كان يمكنه أن يسأل فلم يسأل فلا يعذر لا بد أن يسأل أما إذا كان لا يمكنه أو لا يخطر بباله هذه المسألة فهو معذور والمسألة فيها خلاف بين أهل العلم بعض العلماء أوجب الكفارة على المجامع ولو كان ناسيا كالمالكية قال يجب عليه القضاء والكفارة .نعم

(المتن)

 حدثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا يزيد بن زريع عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق قال قلت لعائشة رضي الله عنها هل كان النبي ﷺ يصوم شهرا معلوما سوى رمضان قالت والله إن صام شهرا معلوما سوى رمضان حتى مضى لوجهه ولا أفطره حتى يصيب منه .
وحدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا كهمس عن عبد الله بن شقيق قال قلت لعائشة رضي الله عنها أكان رسول الله ﷺ يصوم شهرا كله قالت ما علمته صام شهرا كله إلا رمضان ولا أفطره كله حتى يصوم منه حتى مضى لسبيله ﷺ.


(الشرح)
وهذا الحديث فيه أن النبي ﷺ ما كان يصوم شهرا معلوما سوى رمضان لكن جاء في الحديث الآخر أن النبي ﷺ كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا ، سيأتي أيضا يذكره المؤلف رحمه الله فاختلف في قوله كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا فقيل المعنى أن الجملة الثانية تفسر الجملة الأولى فالمعنى أنه يصومه إلا قليلا ومن صام هذا الشهر فكأنه صام الشهر كله وقيل المعنى أنه في بعض السنين يصوم شعبان كاملا وفي بعض السنين يصوم أغلبه وقول عائشة قالت والله إن صام شهرا معلوما إن نافية بمعنى ما يعني ما صام شهرا معلوما حتى مضى لوجهه كأنها يعني (..) شعبان أو نسيت وإلا فقد أخبرت عنه هي نفسها أخبرت قالت كان النبي يصوم شعبان كله إلا قليلا وفيه أن النبي ﷺ لا يخلي شهرا من الصوم ولهذا قالت ما علمته صام شهرا كله إلا رمضان ولا أفطره كله كان يصوم منه حتى مضى في سبيله يعني لا يترك الشهر إلا يصوم منه يصوم منه ثلاثة أيام كل شهر ، لا يصوم الشهر كامل ولا يخلي الشهر من الصيام لا يخلي الشهر من الصيام ولا يصوم شهرا كاملا إلا رمضان.

(المتن)
 

وحدثني أبو الربيع الزهراني قال حدثنا حماد عن أيوب وهشام عن محمد عن عبد الله بن شقيق قال حماد وأظن أيوب قد سمعه من عبد الله بن شقيق قال سألت عائشة رضي الله عنها عن صوم النبي ﷺ فقالت كان يصوم حتى نقول قد صام قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر قد أفطر قالت وما رأيته صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان .


(الشرح)
نعم كأنها نسيت أو أن شهر شعبان مستثنى وفيه أن النبي ﷺ ربما سرد الصوم وربما سرد الفطر على حسب فراغه فإن كان مشغول بالوفود أو بالدعوة أو بالجهاد أفطر سرد الفطر وإذا حصل له فراغ سرد الصوم(..) للفرصة اغتناما للفضل ولهذا كان يصوم حتى تقول قد صام قد صام لأنه سرد الصوم وكان يفطر حتى تقول قد أفطر قد أفطر لأنه سرد الفطر على حسب فراغه من أعماله وأشغاله لأنه مشغول ﷺ بالدعوة إلى الله ومقابلة الوفود وبالجهاد في سبيل الله وبإرسال عقد ألوية الجيوش والسرايا عليه الصلاة والسلام وتعليم الناس. نعم.

(المتن)
 

وحدثنا قتيبة حدثنا حماد عن أيوب عن عبد الله بن شقيق قال سألت عائشة رضي الله عنها بمثله ولم يذكر في الإسناد هشاما ولا محمدا.
حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله ﷺ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان .


(الشرح)
نعم هذا فيه بيان أنه يصوم من شعبان كثيرا وفيه أن النبي ﷺ يصوم ويفطر على حسب أحواله وفراغه من شغله وهكذا ينبغي للإنسان أن يقتدي بالنبي ﷺ فإذا كان الصيام يضعفه عن طلب الرزق أو طلب العلم أو الدعوة إلى الله أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ترك الصيام وصام في وقت فراغه وإذا كان في وقت عنده فراغ صام . نعم . لأن طلب الرزق مطلوب طلب العلم كذلك أفضل القربات طلب الرزق له ولأولاده إذا كان يصوم ويجلس في البيت يكون عالة على الناس لا يفطر الحمد لله ويطلب رزقه وهو على خير ويطلب العلم نعم .

(المتن)

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعا عن ابن عيينة قال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي لبيدعن أبي سلمة قال سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله ﷺ فقالت كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا .

 


(الشرح)
نعم كان شعبان مستثنى كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا الجملة الثانية تفسر الأولى يعني يصومه أغلب الشهر .نعم

(المتن )

حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت لم يكن رسول الله ﷺ في الشهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان وكان يقول خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وكان يقول أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل .

 


(الشرح)
يقول خذوا من الأعمال ما تطيقون وفي اللفظ الآخر اكلَفوا أو أكلفوا من الأعمال ما تطيقون يعني المسلم عليه أن يأتي من العمل والنوافل ما يطيقه ولا يشق على نفسه حتى لا يمل العبادة ولا يكرهها وأن يأتي في وقت النشاط أما وقت الضعف والنوم والنعاس فإنه ينام ويستريح قوله فإن الله لا يمل حتى تملوا وصف  يليق بالله ليس من جسم هذا المخلوق الذي يلزم منه الضعف هذا فيه مقابل ملل الإنسان مجازاة له كقوله تعالى يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ إنهم يكيدون كيدا ۝ وَأَكِيدُ كَيْدًا هذه صفات كمال مجازاة لهؤلاء مجازاة للماكرين مجازاة للكائدين وهنا الملل مجازاة لمن مل فالله لا يقطع الثواب عن العبد حتى يقطع العبد العمل هذا من ثمرة من آثار الصفة وهذا وصف يليق بالله لا يلزم منه النقص وفيه أن أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه ولو كان قليلا ركعات معدودة يصليها في الضحى باستمرار أو في الليل أفضل من كونه يوم يصلي ويوم يترك.

(المتن)

حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما صام رسول الله ﷺ شهرا كاملا قط غير رمضان وكان يصوم إذا صام حتى يقول القائل لا والله لا يفطر ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل لا والله لا يصوم .
 وحدثنا محمد بن بشار وأبو بكر بن نافع عن غندر عن شعبة عن أبي بشر بهذا الإسناد وقال شهرا متتابعا منذ قدم المدينة.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير قال حدثنا أبي قال  حدثنا عثمان بن حكيم الأنصاري قال سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب ونحن يومئذ في رجب فقال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم .
 وحدثنيه علي بن حجر قال حدثنا علي بن مسهر ح وحدثني إبراهيم بن موسى قال أخبرنا عيسى بن يونس كلاهما عن عثمان بن حكيم في هذا الإسناد بمثله.
 وحدثني زهير بن حرب وابن أبي خلف قالا حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه ح وحدثني أبو بكر بن نافع واللفظ له قال حدثنا بهز قال حدثنا حماد قال حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كان يصوم حتى يقال قد صام قد صام ويفطر حتى يقال قد أفطر قد أفطر .
وحدثني أبو الطاهر قال سمعت عبد الله بن وهب يحدث عن يونس عن ابن شهاب ح وحدثني حرملة بن يحيى قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال أخبر رسول الله ﷺ أنه يقول لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت فقال رسول الله ﷺ أآنت الذي تقول ذلك فقلت له قد قلته يا رسول الله فقال رسول الله ﷺ فإنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر ونم وقم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر قال قلت فإني أطيق أفضل من ذلك قال صم يوما وأفطر يومين قال قلت فإني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله قال صم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داوود عليه السلام وهو أعدل الصيام قال قلت فإني أطيق أفضل من ذلك قال رسول الله ﷺ لا أفضل من ذلك قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله ﷺ أحب إلي من أهلي ومالي .


 (الشرح)
نعم وهذا الحديث فيه أن عبد الله بن عمرو بن العاص من الشباب العباد عنده قوة ونشاط في وقت شبابه فقال والله لأقومنّ الليل ولأصومنّ النهار ما عشت (..)وحلف فقال والله لأقومنّ الليل ولأصومنّ النهار ما عشت فبلغ النبي ﷺ ذلك فأرسل إليه فنصحه وفي الحديث الآخر كأنه استمر فزاره النبي المرة الثانية ووضع له (..) ونصحه كان أيضا يقرأ القرآن في كل يوم كل يوم يختم القرآن ويقوم الليل كله ويصوم النهار فنصحه النبي ﷺ أآنت الذي تقول ذلك ؟ والله لأصومنّ النهار أآنت باستفهام أآنت يعني ؟ سهلت الهمزة الثانية فصارت مدا أآنت الذي تقول هذا ؟ قال قلت يا رسول الله ما أردت إلا الخير ما أريد إلا الخير فقال إنك لا تستطيع ذلك عند الاستمرار ما تستطيع يتعب الإنسان ويمل ولا سيما إذا تقدم فيه السن قال له صم وأفطر صم بعض الأيام وأفطر بعض الأيام ونم وقم نم من الليل وقم وصم من الشهر ثلاثة أيام يكفيك بدل أن تصوم الدهر كله ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر كل يوم عن عشرة أيام من صام ثلاثة أيام كأنما صام الدهر كله والحسنة بعشر أمثالها في الحديث الإرشاد إلى الاقتصاد في العبادة وفعل ما يطيقه العبد وترك ما يشق وما يؤدي إلى الملل لكن عبد الله بن عمرو كان نشيط وشاب في وقت شبابه ما يتصور فيما بعد قال يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك عندي نشاط قال صم يوما وأفطر يومين صم من الشهر عشرة أيام وأفطر عشرين يوم قال قلت له إني أطيق أفضل من ذلك عندي نشاط يا رسول الله قال صم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داوود عليه السلام وهو أعدل الصيام نصف الدهر قال قلت فإني أطيق أفضل من ذلك ما يكفي صيام نصف الدهر قال الرسول ﷺ لا أفضل من ذلك وفي لفظ أنه قال لا صام من صام الأبد وفي لفظ آخر أنه قال لا صام ولا أفطر ففيه دليل على أن صيام نصف الدهر هو أفضل الصيام يصوم يوم ويفطر يوم وفيه أنه لا أفضل من ذلك وأن صوم الدهر ليس أفضل من صيام يوم وإفطار يوم بل هو إما مكروه أو حرام لأن النبي ﷺ نهى عنه منهم من العلماء من قال أنه مكروه ومنهم من قال أنه حرام صيام الدهر يفسد الدهر بعض العلماء قال إنه مكروه إذا أفطر يوم العيدين ففيه أنه لا أفضل ممن صام يوما وأفطر يوما والثلاثة أيام التي أرشد النبي ﷺ إليها يجوز له صيام الثلاثة دون ما سواها لأنه صيام نفل ثم بعد ذلك عبد الله بن عمرو تقدمت به السن وشق عليه صيام يوم وإفطار يوم فكان يقول يا ليتني قبلت رخصة رسول الله ﷺ وهنا قال لأن أكون قبلت الثلاثة أيام من كل شهر التي قالها رسول الله ﷺ أحب إلي من أهلي ومالي معلوم أنه صوم نفل يجوز له أن يتركها لكن هو لا يريد أن يترك شيئا فارقه عليه النبي ﷺ  كما صرح بذلك قال لا أريد أن أترك شيقا فارق عليه النبي ﷺ اتفق معه عليه فلو قبلت الثلاثة خير لي من أهلي ومالي وفي لفظ آخر قال يا ليتني قبلت الثلاثة أيام من كل شهر ولما كبر في السن صار يشق عليه الصوم صار يسرد الصوم ثم يسرد الفطر حتى يتقوى يصوم سبعة أيام ثم يفطر سبعة أيام مثلا حتى يتقوى نعم لأنه تقدم في السن وضعف وشق عليه ذلك نعم ثلاثة أيام بثلاثين يوم. نعم كل العمل الحسنة بعشر أمثالها هذا أقل شيء إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة إلا الصيام فإنه لا ينحسر فضيلته في عدد قال الله تعالى مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ وفي حديث ابن مسعود من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ألف لام ميم ثلاثين حسنة إذا تقبلها الله .


(المتن)

 وحدثنا عبد الله بن محمد بن الرومي قال حدثنا النضر بن محمد قال حدثنا عكرمة وهو ابن عمار قال حدثنا يحيى قال انطلقت أنا وعبد الله بن يزيد حتى نأتي أبا سلمة فأرسلنا إليه رسولا فخرج علينا وإذا عند باب داره مسجد قال فكنا في المسجد حتى خرج إلينا فقال إن تشاؤوا أن تدخلوا وإن تشاؤوا أن تقعدوا ها هنا قال فقلنا لا بل نقعد ها هنا فحدثنا قال حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال كنت أصوم الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة قال فإما ذكرت للنبي ﷺ وإما أرسل إلي فأتيته فقال لي ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة فقلت بلى يا نبي الله ولم أرد بذلك إلا الخير قال فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فإن لزوجك عليك حقا ولزورك (الشيخ..لزَورك يعني الزور الضيف) ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا قال فصم صوم داوود نبي الله ﷺ فإنه كان أعبد الناس قال قلت يا نبي الله وما صوم داوود قال كان يصوم يوما ويفطر يوما قال واقرأ القرآن في كل شهر قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل عشرين قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل عشر قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا قال فشددت فشدد علي قال وقال لي النبي ﷺ إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر قال فصرت إلى الذي قال لي النبي ﷺ فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله ﷺ.


(الشرح)
نعم وهذا فيه أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يريد الخير لكن النبي ﷺ أرشده إلى الاقتصاد في العبادة وبين له أنه إذا صام الدهر وقام الليل أثر هذا على الحقوق الأخرى أضعف على الحقوق الأخرى ولهذا قال بين إن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا وفي لفظ ولعينك عليك حقا الجسد له حق والعين الراحة والنوم والضيف له حق والزوجة لها حق فإذا صام الإنسان النهار وقام الليل ضيع الحقوق الأخرى بين له النبي ﷺ بين له حد أن يصوم يوما ويفطر يوما وفي القرآن يقرأ القرآن في كل يوم قال اقرأه في كل شهر هذا أعدل يعني معتدل كل يوم اقرأ جزء تختم في ثلاثين يوما قال يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك قال اقرأه كل عشرين  قال أطيق أفضل من ذلك قال اقرأه في كل عشر عشرة أيام قلت يا نبي الله أطيق أفضل من ذلك قال اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك وفي رواية البخاري حتى قال في ثلاث وجاء في حديث آخر في (..) الصحيحين لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث بعض العلماء قال إن هذا مستثنى من هذا أوقات العبادة وأوقات الفضل وأوقات المواسم رمضان وذو الحجة فعل بعض السلف اجتهد ورأى أن الأوقات الفاضلة مستثناة ولعل من قال أقل من شهر لم يبلغه هذا الحديث لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث في رواية البخاري حتى قال في ثلاث هنا قال في سبع فهو يدل على جواز قراءة القرآن في ثلاث ولا يجوز في أقل من ذلك هذا ظاهر الحديث وحديث عبد الله بن عمرو يدل على أن الأفضل ألا يزيد على سبع مع جوازه في أقل من سبع يعني يجوز في أقل من ثلاث لكن أفضل يكون فيه سبع وأما ما روي عن السلف كان يختم القرآن في كل يوم وفي الشهر ستين ختمة في رمضان هذا محمول على أن بعض السلف قالوا إنها أوقات الفضائل المستثناة(..) بكل حال اتباع السنة هو الأولى كي يتدبر ويتأمل إذا كان يقرأ في كل يوم ما يتدبر التدبر المطلوب نعم . وفيه أن عبد الله  بن عمرو كبرت سنه وشق عليه ذلك وتمنى أنه قبل الرخصة ولهذا قال له النبي ﷺ فلعله يطول بك عمر ويشق عليك قال فصرت إلى الذي قاله النبي ﷺ إلى الذي قال لي فلما كبرت وددت لو أني قبلت رخصة النبي وفي لفظ قال فشددت فشدد علي الإنسان يأخذ موعظة الشباب الآن يستفيد من هذه الموعظة موعظة النبي ﷺ ونصيحته و إرشاده نعم .

(المتن)

وحدثنيه زهير بن حرب قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثيربهذا الإسناد وزاد فيه بعد قوله من كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فذلك الدهر كله وقال في الحديث قلت وما صوم نبي الله داوود قال نصف الدهر ولم يذكر في الحديث من قراءة القرآن شيئا ولم يقل وإن لزورك عليك حقا ولكن قال وإن لولدك عليك حقا.


 (الشرح)
هذا ما ثبت عن السلف أنه يقول ما ذكر في كتب البعض يختم القرآن في سنة في يوم ختمة أولا يحتاج إلى نقل إلى ثبوت لأن كتب البعض تنقل هذا بدون سند بدون خطاب ولا زمام ثم إذا ثبت يعتذر عنه لعل النصوص لم تبلغهم أو بلغتهم ولكن اجتهدوا والاجتهاد يخطئ ويصيب والحجة في النصوص في كتاب الله وسنة رسوله لأنه معصوم عن الخطأ أما أفعال الناس تعرض على النصوص ما وافقها قبل وما خالفها رد حتى الصحابة رضوان الله عليهم يخطئون ويصيبون ما فيه أحد معصوم من الخطأ إلا النبي ﷺ معصوم الخطأ فيما يبلغ عن الله معصوم عن الشرك وعن الكبائر هذه النقول عن السلف كان فلان يختم في كل ستين ختمة في رمضان الشافعي وكان فلان يختم في كل يوم ثمان ختمات وأربع ختمات كيف يختم ثمان ختمات حتى قال بعضهم(...) يختم القرآن في كل شهر وبعضهم في عشرين وبعضهم في عشرة وأكثرهم في سبعة وكثير منهم في ثلاث وكثيرهم في كل يوم وليلة وبعضهم في كل ليلة وبعضهم في كل ليلة ثلاث ختمات وبعضهم ثمان ختمات وهو أكثر ما بلغنا كيف يختم ثمان ختمات هل يمكن هذا ؟ يختم أربع في الليل وأربع في النهار ما يمكن هذا يدل على أن هذه النقول في ثبوتها نظر تحتاج إلى سند ما فيه سند متصل عن فلان و فلان أنه ختم في كذا إنما أخبار تنقل بلا خطاب ولا زمام ولو ثبتت نقول لعل (48:10) أو بلغتهم وتأولوها وليس فعلهم حجة ليس فعلهم حجة على النصوص إنما النصوص هي الحجة . نعم .

(المتن)

وحدثني القاسم بن زكرياء قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة عن أبي سلمة قال وأحسبني قد سمعته أنا من أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال  قال لي رسول الله ﷺ اقرأ القرآن في كل شهر قال قلت إني أجد قوة قال فاقرأه في عشرين ليلة قال قلت إني أجد قوة قال فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك .
وحدثني أحمد بن يوسف الأزدي قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قراءة قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن ابن الحكم بن ثوبان قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله ﷺ يا عبد الله لا تكن بمثل فلان كان يقوم الليل فترك قيامه (الشيخ..فترك قيام الليل قيامه عندك؟ فترك قيام الليل) يا عبد الله لا تكن بمثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل .
وحدثني محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال سمعت عطاء يزعم أن أبا العباس أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول بلغ النبي ﷺ أني أصوم أسرد وأصلي الليل فإما أرسل إلي وإما لقيته فقال ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر وتصلي الليل فلا تفعل فإن لعينك حظا ولنفسك حظا ولأهلك حظا فصم وأفطر وصل ونم وصم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر تسعة قال إني أجدني أقوى من ذلك يا نبي الله قال فصم صيام داوود عليه السلام قال وكيف كان داوود يصوم يا نبي الله قال كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى قال من لي بهذه يا نبي الله قال عطاء فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد فقال النبي ﷺ لا صام من صام الأبد لا صام من صام الأبد لا صام من صام الأبد.


الشيخ..
(وكررها ثلاثة هذا يدل على أن صوم الدهر غير مشروع لا يشرع هذا هو الصواب نعم .)


(المتن)

وحدثنيه محمد بن حاتم قال حدثنا محمد بن بكر قال أخبرنا ابن جريج بهذا الإسناد وقال إن أبا العباس الشاعر أخبره قال مسلم أبو العباس السائب بن فروخ من أهل مكة ثقة عدل.
وحدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثني أبي قال حدثنا شعبة عن حبيب سمع أبا العباس سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله ﷺ يا عبد الله بن عمرو إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل وإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونهكت (الشيخ..هجمت يعني غارت و نهكت يعني ضعفت ) لا صام من صام الأبد صوم ثلاثة أيام من الشهر صوم الشهر كله قلت فإني أطيق أكثر من ذلك قال فصم صوم داوود كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى وحدثناه أبو كريب قال حدثنا ابن بشر عن مسعر قال حدثنا حبيب بن أبي ثابت بهذا الإسناد وقال ونفهت النفس. (الشيخ..يعني أعيت )
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله ﷺ ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار قلت إني أفعل ذلك قال فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عيناك ونفهت نفسك لعينك حق ولنفسك حق ولأهلك حق قم ونم وصم وأفطر .
 وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قال زهير حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرورضي الله عنهما قال قال رسول الله ﷺ إن أحب الصيام إلى الله صيام داوود وأحب الصلاة إلى الله صلاة داوود عليه السلام كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يوما ويفطر يوما .

(الشرح)
وهو يقوم السدس الرابع والسدس الخامس من الليل والسدس السادس ينام آخر الليل حتى يتقوى على أعمال النهار عليه الصلاة والسلام داوود نعم السدس الأول ينامه والسدس الرابع والخامس يصلي والسدس السادس ينام  يتقوى على أعمال النهار نعم.

(المتن)

وحدثني محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أن عمرو بن أوس أخبره عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال أحب الصيام إلى الله صيام داوود كان يصوم نصف الدهر وأحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داوود عليه السلام كان يرقد شطر الليل ثم يقوم ثم يرقد آخره يقوم ثلث الليل بعد شطره  قال قلت لعمرو بن دينار أعمرو بن أوس كان يقول يقوم ثلث الليل بعد شطره قال نعم.
 وحدثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد عن أبي قلابة قال أخبرني أبو المليح قال دخلت مع أبيك على عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فحدثنا أن رسول الله ﷺ ذكر له صومي فدخل علي فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه فقال لي رسول الله ﷺ أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام قلت يا رسول الله قال خمسا قلت يا رسول الله قال سبعا قلت يا رسول الله قال تسعا قلت يا رسول الله قال أحد عشر قلت يا رسول الله فقال رسول ﷺ لا صوم فوق صوم داوود شطر الدهر صيام يوم وإفطار يوم .


 (الشرح)
فيه تواضع النبي ﷺ في مجيئه لعبد الله بن عمرو وفيه أنه لم يجلس على الوسادة بل جعلها بينه وبين (55:37) وأنه ما جاء إلا لنصيحته فقال ما أريد الوسادة جعلها بينه وبينه . وقوله قال يا رسول الله خمسة يعني صم خمسة أيام زدني يعني يا رسول الله زدني فقال خمسة أيام صم خمسة أيام من كل شهر قلت يا رسول الله زدني قال سبعة أيام من كل شهر قلت يا رسول الله زدني قال تسعة قلت يا رسول الله أحد عشر كل مرة حتى وصل إلى صيام داوود إلى نصف الدهر .

(المتن)

 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن زياد بن فياض قال سمعت أبا عياض عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال له صم يوما ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم يومين ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم أربعة أيام ولك أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر من ذلك قال صم أفضل الصيام عند الله صوم داوود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما .


الشيخ..
( ظاهره يصوم يوما من الشهر لكن ينبغي أن يحمل على (..) يوم من عشرة أيام ليوافق الرواية الأخرى صيام ثلاثة أيام من كل شهر نعم. )


(المتن)

وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن حاتم جميعا عن ابن مهدي قال زهير قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سليم بن حيان قال حدثنا سعيد بن ميناء قال قال عبد الله بن عمرو قال لي رسول الله ﷺ يا عبد الله بن عمرو بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل فإن لجسدك عليك حظا ولعينك عليك حظا وإن لزوجك عليك حظا صم وأفطر صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر قلت يا رسول الله إن بي قوة قال فصم صوم داوود عليه السلام صم يوما وأفطر يوما فكان يقول يا ليتني أخذت بالرخصة .


الشيخ..
بركة قف على هذا .. فيه رحمه الله الإمام مسلم (..) وأطال رواية عبد الله بن عمرو

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد