الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آلة وصحبه أجمعين
الدرس الماضي استعرضنا بعض الشبه لجهميه لقولهم بخلق القرآن وفي أن الأمام أحمد رحمة الله لما قال إن الله شيء لا كالأشياء ان الشيئ لاكالاشياء لا وجود له كيف ذالك جواب الأمام أحمد لما قال الجهمي إن الله شيء لا كالأشياء قال الامام أحمد الشيئ لاكالأشياء عدم لا ، وجود له كيف ذلك ؟
تفضل نعم .
في مطلق اللفظ ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك يتفقان فية في الذهن ، المعنى عند منطلق اللفظ ما هو الشيئين الذين يشتركان فية فية ؟ مسمى الشيئ المعنى العام مثل لفظ وجود تشترك جميع الموجودات يدخل في الوجود ، الوجود الخالق ووجود المخلوق لكن هذا الإشتراك لا يكون إلا في الذهن ولا يكون إلا عند الإطلاق وعند القطع عند الإضافة والتخصيص أما إذا قيد أوخصص أو إضيف زال الإشتراك واضح هذا؟
فالذي يقول ان الله لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه معناه أنه أنكر وجود الله معنى أنه أنكر هذا الشيئ الذي تشترك فيه الموجودات التي تشترك في الذهني وهو الشيئ الذهني ، واضح هذا ؟ ومن أنكر ذلك فقد أنكر الوجود استعرض الامام رحمه الله عليه ذكر هنا شُبه ذكر المؤلف رحمة الله عليه هنا شبه كثيرة ست شبه لجهمية في قولهم أن القرآن مخلوق .
الشبهة الاولى : ما هي ؟ نعم .
قول الله تعالى إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وجه الإشتباه للجهمية قالوا ان معنى جعل بمعنى خلق فالمعنى أن القرآنمخلوق بماذا أجاب الإمام ؟ نعم المعنى الأول التسمية جعل بمعنى التسمية . والثاني فعل من أفعالهم الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ هذا فعل من أفعالهم ومثل الذين جعلوا القرآنعضين هذا التسمية وكذالك جعل من الله لها معنيان بمعنى إيش ؟ خلق والمعنى الثاني ؟ على غير خلق .
المثال الأول وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ.
المثال الثاني: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ، رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ طيب
الشبه الثانية لجهمي ؟ ما هي الشبهة الثانية ؟ نعم .
إذا الشبه يقو هل القرآن هو الله أو هو غير الله فإن قال هو الله قال له الجهمي كفرت لماذا ؟ لانك قلت بتعدد اللخالق ولأنك وصفت الخالق بوصفين وإن قال هو غير الله قال صدقت لكن غير الله مخلوق بماذا أجاب الأمام على هذه الشبهه ؟ الجواب نعم
نقول أن الله تعالى سماه كلامه لم يقول أنه قران او غيري فمن سمى كلام الله بما سمى الله به فهو إيش ؟ كان من المهتدين ومن سماه من عنده كان من الظالين وقد فصل الله بين القول والخلق في قوله أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ قوله أَلَا لَهُ الْخَلْقُ دخل فيه كل المخلوقات ثم وَالْأَمْرُ هذا شيء أخر وهو كلام الله طيب وقفنا أيضا على باب بيان ما فصل الله بين قوله وخلقه وأمره نعم تفضل
(المتن)
بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى
(الشيخ)
يعني غير مفصل وغير مقيد يعني نعم
(المتن)
(الشيخ )
هذا عندكم النسخة الثانية هكذا غير مفصل؟ولا فيه مقيد؟غير مفصل مقيد نعم.
(المتن)
ومن ذلك قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فهذا شيء واحد سماه بثلاثة أسامي وهو مرسل ، ولم يقل: إن له أبا وشيخا وكبيرا.
وقال: عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثم قال: ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا فهذا شيئ واحد فهو مرسل فلما ذكر شيئين مختلفين فصل بينهما فذالك قوله ثَيِّبَاتٍ فلما كانت البكر غير الثيب، لم يدعه مرسلاً حتى فصل بينهما، فذلك قوله: وَأَبْكَارًا.
وقال: وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ فلما كان البصير غير الأعمى فصل بينهما.ثم قال: وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ.فلما كان واحد من هذا الشيء غير الشيء الآخر فصل بينهما.
ثم قال: الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ إلى قوله الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ فهذا كله اسم شيء واحد فهو مرسل ليس بمفصل .
فلذلك إذا قال الله: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ؛ لأن الخلق غير الأمر، فهو منفصل .
(الشيخ)
إذا هذا الباب يبين فيه الإمام -رحمه الله- أن الشيء إذا كانت له أسماء متعددة وأوصاف متعددة؛ تأتي بعضها تلو بعض من دون أن يفصل بينهما بالواو ، أما إذا كانت متغايرة فلا بد أن يفصل بينهما بالواو؛ ولهذا قال الإمام: وذلك أن الله -جل ثناؤه- إذا سمى الشيء الواحد باسمين أو ثلاثة أسامي فهو مرسل غير مفصل غير مقيد ، إذا سمى باسمين أو ثلاثة تأتي تباعا الاسم بعد الاسم بدون أن يفصل بينهما بالواو، أما إذا سماه بشيئين مختلفين فلا يدعهما مرسلين حتى يفصل بينهما يعني بالواو.
مثال الأول: وهو أن يسمى الواحد باسمين أو ثلاثة أسامي ويكون مرسل وغير مقيد قول الله يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فهذا شيء واحد سماه بثلاثة أسماء:
يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا هو يعقوب هذه الأسماء كلها ليعقوب فهو أب وهو شيخ وهو كبير أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا كلها ثلاثة أسماء لشيء واحد؛ ولهذا ما فصل بينها ، ولم يقل: إن له أبا وشيخا وكبيرا ، بل أرسلهما.
ومثله قوله تعالى: عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ هذه كلها صفات لشيء واحد ، صفات للزوجات: مُسْلِمَاتٍ وصف لهن ، مُؤْمِنَاتٍ هذا وصف لهن ، قَانِتَاتٍ: القنوت دوام الطاعة ، تَائِبَاتٍ: التوبة الرجوع إلى الله ، عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ .
ثم بعد ذلك لما جاء وصفين مختلفين؛ فصل بينهما بالواو فقال: ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ولم يقل: ثيبات أبكارا لماذا؟ لأن البكر غير الثيب -تختلف- ، فلما كان سمى الشيء باسمين مختلفين؛ فصل بينهما بالواو لأنهما مختلفان؛ فقال: ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ولما كانت الصفات السابقة كلها صفات لشيء واحد: مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ لما كانت كلها أوصاف لشيء واحد؛ لم يفصل بينها بالواو ، بل أرسلها هكذا: مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ فلما اختلف المعنى؛ فصل بالواو فقال: ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا .
هذا معنى قول المؤلف ، فهذا الشيء واحد فهو مرسل يعني قوله تعالى: عَابِدَاتٍ سائحات ثَيِّبَاتٍ فلما ذكر شيئين مختلفين يعني: ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا فصل بينهما يعني بالواو ، فذلك قوله: ثَيِّبَاتٍ فلما كانت البكر غير الثيب؛ لم يدعه مرسلا حتى فصل بينهما يعني بالواو فذلك قوله: وَأَبْكَارًا .
ومثله قوله تعالى: وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ لما كان البصير غير الأعمى؛ فصل بينهما بالواو لم يقل: وما يستوي الأعمى البصير ، البصير غير الأعمى ، فلما كان البصير غير الأعمى فصل بينهما بالواو.
وكذلك مثله: وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ كلها مختلفة هذه، الظلمات غير النور ، والظل غير الحرور؛ ولهذا فصل بينهما بالواو ولم يرسله ، ويقول: الظلمات والنور والظل والحرور ، فلما كان كل واحد من هذا شيء غير الشيء الآخر؛ فصل بينهما بالواو.
ثم قال: الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ إلى قوله: الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ فهذه كلها أسماء لله فلما كانت أسماء لشيء واحد وهو الله لم يفصل بينها ، فلهذا قال: فهذا كله اسم لشيء واحد فهو مرسل ليس بمفصل.
نأتي إلى موضوع البحث -وهو الخلق والأمر- قال المؤلف: فكذلك إذا قال الله: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ لأن الخلق غير الأمر فهو مفصل ، لما كان الخلق غير الأمر والأمر غير الخلق؛ فصل بينهما بالواو ، لو كان الأمر داخلا في الخلق كما تزعمه الجهمية - الجهمية تقول: الأمر داخل في الخلق ، الأمر الذي هو قول الله مخلوق- لو كان داخلا في الخلق لما فصل بينهما بالواو، لو كان شيئا واحدا لقال: ألا له الخلق الأمر ، فلما فصل بينهما بالواو: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ دل على أن الخلق غير الأمر ، وأن الأمر كلام الله ، وكلام الله غير خلقه ، كلام الله صفة من صفاته غير الخلق؛ فلهذا فصل بينهما بالواو فقال: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ واضح هذا؟هذا كله تابع لجواب الشبهة السابقة.
باب بيان ما أبطل الله أن يكون القرآن إلا وحيا وليس بمخلوق.
(المتن)
(باب) بيان ما أبطل الله أن يكون القرآن إلا وحيا وليس بمخلوق
قوله: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى قال: وذلك أن قريشا قالوا: إن القرآن شعر ، وقالوا: أساطير الأولين ، وقالوا: أضغاث أحلام ، وقالوا: تقوله محمد من تلقاء نفسه ، وقالوا: تعلمه من غيره؛ فأقسم الله بالنجم إذا هوى -يعني القرآن إذا نـزل- فقال: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى يعني محمدا وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى يقول: أن محمدا لم يقل هذا القرآن من تلقاء نفسه فقال: إن هو يقول: إِنْ هُوَ يعني ما هو يعني القرآن: إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى فأبطل الله أن يكون القرآن شيئا غير الوحي لقوله: إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ثم قال: عَلَّمَهُ. يعني: علم جبريل محمد ﷺ القرآن وهو: شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى إلى قوله: فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى فسمى القرآن وحيا ولم يسمه خلقا.
(الشيخ)
إذا هذا الباب في بيان أن القرآن وحي الله: أن الله سمى القرآن وحيا ولم يسمه خلقا ، ففيه الرد على الجهمية القائلين بأن القرآن مخلوق.
ولهذا بوب الإمام أحمد -رحمه الله- فقال: (باب) بيان ما أبطل الله أن يكون القرآن إلا وحيا وليس بمخلوق.
قوله: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى قال: وذلك أن قريشا قالوا: إن القرآن شعر ، وقالوا أساطير الأولين: وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا وقالوا: أضغاث أحلام ، وقالوا: تقوله محمد من تلقاء نفسه ، وقالوا: تعلمه من غيره،كم قول؟ ستة أقوال أو خمسة . قالوا: القرآن شعر ، وقالوا أساطير الأولين وقالوا: أضغاث أحلام ، وقالوا: تقوله محمد من تلقاء نفسه ، وقالوا: تعلمه من غيره خمسة أقول .
فأقسم الله بالنجم إذا هوى -يعني القرآن إذا نـزل-: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى القرآن إذا نـزل ، كيف سمي القرآن نجما؟ هوى ، نـزل؛ لأنه نـزل منجما على حسب الحوادث ، منجما يعني مفرقا على حسب الحوادث ، هذا أحد الأقوال.
وقيل المراد بالنجم: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى الثريا إذا سقطت مع الفجر ، ويكون الله تعالى أقسم بالثريا لأن له أن يقسم بما شاء من مخلوقاته.
وقيل المراد بالنجم إذا هوى: إذا رمي به الشياطين ، قال الحافظ بن كثير وهذا القول له اتجاه؛ فإذا أقسم الله بالنجم إذا هوى -وهو القرآن إذا نـزل ، أو الثريا إذا سقطت مع الفجر ، أو النجم إذا رمي به الشياطين- أقسم الله على أي شيء؟:مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى صاحبكم يعني: محمدا ﷺ ما ضل: ليس ضالا ، وما غوى: ليس غاويا ، أقسم الله أن محمدا ﷺ ليس ضالا ولا غاويا، بل هو بار راشد -عليه الصلاة والسلام-.
فإذا الأقسام ثلاثة: إما أن يكون الإنسان ضال ، وإما أن يكون غاوي ، وإما أن يكون راشد.
فالضال: الذي ليس معه علم ، الجاهل هذا: ضال ما عنده علم ولا بصيرة ولا دين؛ يقال له: ضال.
والغاوي: هو الذي معه العلم والبصيرة ولكن انحرف ، ترك العلم واتبع الهوى؛ يقال له: غاوي، الغاوي معه علم وعنده دليل لكن ترك الحق وأعرض عنه وتبع الباطل؛ هذا يسمى غاوي.
والوصف الأول: الضلال هذا ينطبق على أكثر النصارى أكثر النصارى ضُلاَّل ، يوجد فيهم علماء لكن غالبهم ضُلاَّل ، والوصف الثاني: الغواية ينطبق على اليهود أكثر اليهود معهم علم ولكن لم يعملوا به.
وما فسد من العلماء من هذه الأمة فله شبه باليهود وما فسد من العباد والزهاد من هذه الأمة فله شبه بالنصارى والغاوي مغضوب عليه؛والضال مغضوب عليه لأنه ترك الحق مع معرفته ، والضال هو المنحرف.
وهذان الصنفان هما اللذان أمرنا الله أن نسأله أن يجنبنا طريقهم في كل ركعة من ركعات الصلاة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ هذا الغاوي اليهود ومن معهم: وَلَا الضَّالِّينَ هؤلاء النصارى الضُلاَّل.
بقي المنعم عليهم -صراط المنعم عليهم- فمحمد المنعم عليه بار راشد ، ليس ضالا كالنصارى وليس غاويا كاليهود بل هو منعم عليه بار راشد ، فالراشد هو المنعم عليه.
فالناس طبقات: منعم عليهم وضالون ومغضوب عليهم ، فالذين تركوا العمل ومعهم علم هؤلاء هم المغضوب عليهم كاليهود والذين عبدوا الله على جهل وضلال سموا ضلال كالنصارى والذي عرف الحق وعمل به هذا منعم عليه بار راشد.
فالله تعالى أقسم بالنجم أو بالقرآن ، وله أن يقسم بما يشاء بأن محمد ﷺ ليس ضالا ولا غاويا ، بل هو منعم عليه راشد بار -عليه الصلاة والسلام-: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى محمد يعني وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى.
إذا إذا كان راشدا بارا منعما ليس ضالا ولا غاويا؛ فلا يمكن أن يغير القرآن ولا يبدله بل هو يأتي به من عند الله: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى يقول: إن محمدا لم يقل هذا القرآن من تلقاء نفسه كما وصفه به المشركون؛ فقال: إِنْ هُوَ يقول: ما هو؟ يعني القرآن: إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى فأبطل الله أن يكون القرآن شيئا غير الوحي لقوله: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ثم قال: عَلَّمَهُ يعني علم جبريل محمدا ﷺ القرآن ، وهو شَدِيدُ الْقُوَى يعني: جبريل شديد القوى ، و ذُو مِرَّةٍ قوة: فَاسْتَوَى يعني: جبريل إلى قوله: فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى.
فسمى القرآن وحيا ولم يسمه خلقا ، ففيه الرد على من؟الرد على هؤلاء الجهمية الذين يقولون: إن القرآن مخلوق.
الرد على شبهة الجهمي أن القرآن شيء والله خالق كل شيء
(المتن)
(الشيخ)
هذه الشبهة الثالثة من الشبه ، وهي شبهة عقلية من شبه الجهمية -من شبه الجهمي- الشبهة الثالثة شبه بها على أن القرآن مخلوق ، يقول الجهمي: أخبرونا عن القرآن ، هل هو شيء؟ قلنا: نعم هو شيء؛ فقال: إن الله خالق كل شيء ، قال: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ؛ فلم لا يكون القرآن من الأشياء المخلوقة ، إذا قلتم إن القرآن شيء لما لا يكون مخلوقا؟ وقد قال الله: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ. نعم .
تلبيس الجهمي على الناس بما ادعاه
(المتن)
(الشيخ)
كلمة فلعمري هذه: كلمة لتأكيد الكلام ، ليست قسما ، وأما قوله تعالى في " سورة الحجر ": لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ هذه قسم من الله ، عمرك: حياتك ، أقسم الله بحياة النبي ﷺ.
لكن هنا ليس قسما؛ لأن الإمام أحمد ما يقسم بغير الله ، لعمري: يؤتى بها لتأكيد الكلام ، يذكرها العلماء دائما: ابن القيم يذكر لعمري دائما ، وجاءت أيضا في كلام عائشة -رضي الله عنها- ذكرها البخاري انها في "سورة يوسف" أنها قالت: لعمري في "آخر تفسير سورة يوسف" في "صحيح البخاري " ، وجاءت أيضا كلمة "لعمري" في حديث في "سنن ابن ماجه " ، فلعمري ليست قسما وليست حلف ، وإنما هي لتأكيد الكلام.
ولأن القسم لا يكون إلا بحروف القسم: (الواو والباء والتاء، والله وبالله وتالله ، والهمزة) فإذا ليست هذه قسما ، وإنما المراد تأكيد الكلام ، كما قالت عائشة -رضي الله عنها- لعمري في تفسير "سورة يوسف" عند البخاري وكما جاء في "سنن ابن ماجه " ، وسيأتي أيضا مرة أخرى ، الإمام أحمد يقول "لعمري" أيضا.
القرآن ليس شيئا
(المتن)
(الشيخ)
هذا جواب الشبهة.نعم.
(المتن)
(الشيخ)
الذي كان بقولة إنما سمى شيئا الذي كان بقوله.نعم.
(المتن)
(الشيخ)
هذا الوجه الأول من وجهي الرد ، الإمام أجاب على هذه الشبهة من وجهين:
الوجه الأول: أن الله لم يسم كلامه شيئا ، إنما سمى الشيء الذي كان بقوله ، لم يسم الله كلامه شيئا ، لكن سمى الشيء الذي كان بقوله؛ لأن الله يخلق بالكلام: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فقلنا: إن الله سبحانه لم يسم كلامه في القرآن شيئا ، إنما سمى شيئا الذي كان بقوله ، ألم تسمع إلى قوله -تبارك وتعالى-: إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ الشيء هذا كان بالقول ، فالذي سمي شيئا هو الذي وجد بالقول ، الذي خلق بالقول هو الشيء ، وأما كلام الله فلم يسمه شيئا ، لكن سمى الشيء الذي كان بقول الله.
الله تعالى يخلق الشيء بأي شيء؟ بقوله وكلامه: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ كن: هذا كلام الله ، فيكون: هذا الشيء الذي خلق بكن واضح هذا؟
إذا الوجه الأول: أن الله لم يسمى كلامه شيئا ، ولم يسمى قوله شيئا ، لكن سمى الشيء الذي وجد بقول الله ، إنما سمى شيئا الذي كان وخلق وأوجد بكلام الله وقوله؛ الله تعالى يخلق بالكلام فالذي يخلقه هو الشيء ، لكن كلام الله ليس شيئا ، ما سمى الله كلامه شيئا ، لكن سمى الذي وجد بكلام الله هو الذي سماه شيئا.واضح الوجه الأول ؟ أعد حتى يتضح فقلنا..
(المتن)
(الشيخ)
فالشيء ليس هو أمره ، إنما الشيء الذي كان ، يعني وجد بأمره: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وين الأمر؟ كن؛ هل هذا الشيء؟ لا ، الشيء ليس هو أمره ، إنما الشيء الذي كان بأمره: كُنْ فَيَكُونُ يكون هذا: كان بأمر الله ، فيكون هذا: هو الشيء: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا فالشيء ليس هو أمره ، إنما الشيء الذي كان بأمره.واضح هذا ؟ نعم.
الشيء لا يطلق إلا على المخلوق
(المتن)
(الشيخ)
هكذا عندكم في النسخه الثانية من الأعلام يعني مو من العلامات والدلالات هذا هو المراد يعني العلامات مو من العلامات والدلالات أنه لا يعني كلامه مع الاشياء المخلوقة قوله .نعم
(المتن)
(الشيخ)
إذا يقول الإمام -رحمه الله- مما يؤيد أن كلام الله لا يدخل مع الأشياء المخلوقة ، وإن كان الله قال: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لكن ما يدخل كلام الله في شيء ، المراد: خالق كل شيء مخلوق ، وكلام الله صفة من صفاته ، فالله بأسمائه وصفاته هو الخالق ، وما سواه مخلوق ، يقوله: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ما يدخل في كل شيء كلام الله لأنه صفة من صفاته.واضح هذا؟
قال: هناك دليل ، وهو أن الله تعالى لما قال في الريح التي أهلكت عاد: تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ كل شيء ، هناك أشياء ما دمرتها الريح ، ما هي؟مساكنهم؛ ولهذا قال: فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ مساكنهم ما دمرت ، والجبال التي حولهم ما دمرت ، السماء ما دمرت ، الأرض ما دمرت.
إذا ما معنى تدمر كل شيء؟ قال العلماء: تدمر كل شيء يصلح للتدمير ، أو يقبل التدمير عادة ، وأما ما لا يقبل التدمير عادة ، أو لا يصلح للتدمير؛ فلم يدخل في هذا العموم ، فكذلك إذا قال: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ المراد: خالق كل شيء مخلوق ، ولا يدخل في ذلك كلام الله.واضح هذا؟نعم.
شيء لا تفيد العموم المطلق
(المتن)
(الشيخ)
وقال لملكة سبأ قال الله تعالى: وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كل شيء ، هل العموم يخرج منه شيء أو لا يخرج؟ لا يخرج منه ، ملك سليمان شيء من الأشياء ولم تؤته ملكة سبأ فكذلك إذا قال الله: خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ليس معنى ذلك أنه تدخل صفات الله ، لا يدخل كلام الله مع الأشياء المخلوقة.
وكلام العلماء على أيش؟ خالق كل شيء ، قال العلماء :خالق كل شيء مخلوق ، يعني خالق كل شيء هذا العموم: المراد به الأشياء المخلوقة ، ولا يدخل في ذلك أسماء الله وصفاته. نعم .
الأدلة على أن صفات الله لا تدخل في عموم الأشياء.
(المتن)
وكذلك إذا قال: خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا يعني كلامه مع الأشياء المخلوقة.
وقال الله لموسى وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي وقال: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وقال: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ وقال: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ثم قال: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ.
فقد عرف من عقل عن الله أنه لا يعني نفسه مع الأنفس التي تذوق الموت ، وقد ذكر الله نفسه ، فكذلك إذا قال: خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا يعني نفسه ولا علمه ولا كلامه مع الأشياء المخلوقة؛ ففي هذا دلالة وبيان لمن عقل عن الله .
(الشيخ)
نعم هذا الآن كل هذه أمثلة وأدلة تدل على أن كلام الله وصفاته لا تدخل في قوله: خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ يقول الله تعالى: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي فيه إثبات النفس لله وأن لله نفسا قال: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ فيه إثبات النفس لله لكن نفس الله ليست كنفس المخلوقين ، وقال: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ إثبات النفس لله ، وقال: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ .
إذا هذه الآيات دلت على إثبات النفس لله لما قال الله: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ.كل نفس ذائقة الموت: هل يدخل في ذلك نفس الله؟!! تعالى الله ، قال؛ فقد عرف من عقل عن الله أنه لا يعني نفسه مع الأنفس التي تذوق الموت ، المراد: الأنفس المخلوقة ، أما نفس الله: فالله تعالى هو الخالق؛ فقد عرف من عقل عن الله أنه لا يعني نفسه مع الأنفس التي تذوق الموت ، فكذلك إذا قال الله: خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا يدخل في هذا العموم نفسه ولا علمه ولا كلامه مع الأشياء المخلوقة ، فالمراد: خالق كل شيء مخلوق ، وأما كلام الله وعلمه ونفسه فلا تدخل في هذا.واضح هذا؟ نعم.
وجوب التوبة من القول بخلق القرآن
(المتن)
(الشيخ)
هذا دعاء من الإمام، يدعو لمن فكر ورجع عن القول الباطل الذي يخالف الكتاب والسنة ولم يقل على الله إلا الحق.
ما هو القول الباطل الذي يخالف الكتاب والسنة؟ القول بأن القرآن مخلوق ، هذا قول باطل ، يقول: فرحم الله من رجع عن هذا القول الباطل ، وهو القول بأن القرآن مخلوق ، ولم يقل على الله إلا الحق؛ فإن الله أخذ ميثاق خلقه. نعم
ادعاء خلق القرآن قول بغير علم
(المتن)
(الشيخ)
الشاهد أن الله تعالى حرم القول عليه بلا علم وجعله فوق الشرك: قل إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ فجعل القول على الله بلا علم فوق الشرك.
ومن قال: إن القرآن مخلوق؛ فقد قال على الله بغير علم ، فيكون قد ارتكب أعظم الجرائم ، نسأل الله العافية.نعم.
القول بخلق القرآن كذب على الله
(المتن)
(الشيخ)
يعني: ومن قال إن القرآن مخلوق فقد كذب على الله ، وهو داخل في هذا الوعيد ، وهو قوله: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ فهو متوعد بأن يسود وجهه يوم القيامة ، نعوذ بالله. نعم
القرآن كلام الله
(المتن)
(الشيخ)
هذا الوجه الثاني من الرد وهو: أن الله سمى القرآن كلاما ولم يسمه خلقا ، وإذا كان الله تعالى سماه كلاما ولم يسمه خلقا؛ فلا يكون داخلا في قوله سبحانه:
اللَّه خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فلا يكون مخلوق، ومن قال إن القرآن مخلوق فقد كذب على الله وأعظم على الله الفرية.
وسيأتي أيضا أن الإمام وغيره يقول: إن من قال إن القرآن مخلوق فهو كافر ، يعني على العموم ، أما الشخص المعين لا يكفر إلا إذا قامت عليه الحجة ، إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع ، لكن على العموم: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
هكذا أطلق الأئمة العلماء - الإمام أحمد وغيره-: كل من قال إن القرآن مخلوق فهو كافر ، لكن فلان بن فلان إذا قال القرآن مخلوق هل يكفر؟ نقول: إذا قامت عليه الحجة ، ووجدت الشروط ، وانتفت الموانع ، قد يكون جاهل ما يدري فلا بد أن يعلم ، قد يكون عنده شبهة فلا بد أن تكشف الشبهة ، فإن زال الجهل وزالت الشبهة وأصر؛ حكم بكفره، واضح هذا؟هذا الشخص المعين.
أما على العموم نقول: كل من قال إن القرآن مخلوق فهو كافر، نعم كفرا أكبر والعياذ بالله نسأل الله العافية . يشترط فيها أن لا يكون جاهل في معنى هذة الكلمه نعم ما يقيم عليه الحجه إلا شخص يعرف الجاهل ما يقيم علية الحجة لا أمهم انه عرف المسأئلة ما يلزم هذا ... هذا هو الوجه الثاني
الوجه الثاني: أن الله سمى القرآن كلاما ولم يسمه خلقا ، وسيأتي سيذكر المؤلف الإمام -رحمه الله- أمثلة من القرآن تدل على أن الله سمى القرآن كلاما ولم يسمه خلقا. نعم
تكرار ذكر أن القرآن كلام الله
(المتن)
(الشيخ)
هذا الشاهد: كلمات ، قال: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ. ولم يقل: تلقى آدم من ربه خلقا ، سماه كلمات.نعم.
(المتن)
(الشيخ)
ولم يقل: يسمعون خلق الله ، سمى كلام الله ، سماه كلاما ولم يسمه خلقا. نعم.
(المتن)
(الشيخ)
الشاهد: وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ، سماه كلاما ولم يسمه خلقا. نعم.
(المتن)
(الشيخ)
الشاهد: وَبِكَلامِي. ولم يقل: وبخلقي. نعم.
(المتن)
(الشيخ)
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا: سماه كلاما. نعم.
(المتن)
(الشيخ)
الشاهد: وَكَلِمَاتِهِ، سماه كلاما. نعم.
(المتن)
(الشيخ)
يؤمن بالله وبكلام الله ، ولم يقل: بخلق الله. نعم.
(المتن)
(الشيخ)
هذا الشاهد: قال يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ، ولم يقل: خلق الله. نعم.
(المتن)
(الشيخ)
الشاهد: كَلِمَاتُ رَبِّي.
(المتن)
(الشيخ)
الشاهد كَلامَ اللَّهِ. ولم يقل: حتى يسمع خلق الله نعم.
(المتن)
ولم يقل حتى يسمع كلام الله، فهذا منصوص بلسان عربي مبين ، لا يحتاج إلى تفسير ، وهو مبين بحمد الله.
(باب) وقد سألت الجهمية أليس إنما قال الله: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ، وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا.
(الشيخ)
هذا الباب: استدل فيه الإمام أحمد -رحمه الله- على أن القرآن كلام غير مخلوق من وجهين:
الوجه الأول: أن الله أمرنا بأقوال ليس منها أن نقول: إن كلام الله مخلوق.هذا هو الوجه الأول.
والوجه الثاني: أن الله نهانا عن أشياء ليس منها أن نقول: إن القرآن كلام الله.
أمر الله بالقول الحسن
(المتن)
(الشيخ)
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ، هنا أمرنا بأن نقول آمنا بالله نعم ، وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا. أمرنا بأن نقول للناس حسنا ، قولوا ، ولم يقل: قولوا إن كلام الله مخلوق.
أمرنا الله بأقوال ليس منها القول بخلق القرآن
(المتن)
(الشيخ)
أمرنا بأن نؤمن ، أمرنا بأن نقول قولا سديدا.
(المتن)
(الشيخ)
فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ. نعم.
(المتن)
(الشيخ)
- أمرنا أن نقول الحق-.
(المتن)
(الشيخ)
- أمرنا أن نقول سلام .
(المتن)
(الشيخ)
إن كلامي خلق إذا: الله تعالى أمرنا بأقوال ، وليس من هذه الأقوال أن نقول: إن كلام الله مخلوق؛ فدل على أن القرآن كلام الله.
الأمر الثاني أو الوجه الثاني: أن الله نهانا عن أشياء ، وليس من هذه الأشياء التي نهانا عنها أن نقول: إن القرآن كلام الله ، ما قال : لا تقولوا إن القرآن كلام الله؛ فدل على أن القرآن كلام الله. نعم.
(المتن)
(الشيخ)
- هذه النواهي: في نواهي في القرآن ليس منها أن نقول إن القرآن كلام الله ، نهانا قال: وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا. نعم هذه جواب على الشبهة مباشرة وهذي الوجهين استدلال أن القرآن كلام الله غير مخلوق يعني الوجهين السابقين جواب على الشبهة رد على الشبهة مباشرة واضح هذا؟ يعني الشبهة: قالوا إن القرآن شيء أو ليس بشيء؟ وهذان الوجهان يبين فيهما المؤلف أن القرآن كلام الله غير مخلوق تكون مؤيدة للوجهين، ولو قيل: بضم هذين الوجهين مع الوجهين السابقين؛ وصارت أربعة وجوه كلها رد ، تصلح رد ، ما فيه مانع مانع ، لكن المؤلف جعلها في باب مستقل. وإلا تصلح أيضا نعم .
(المتن)
(الشيخ)
كل هذه نواهي وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ، وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا، وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ. لا تقولوا لشيء إني فاعل ذلك غدا، نعم.
(المتن)
الشيخ.. يعني الوالدين، نعم.
الشيخ: النهي لا تقف، نعم.
الشيخ: النهي لا تدع ، نعم.
الشيخ: النهي عن القتل ،نعم.
الشيخ: كذلك، نعم
الشيخ: النهي عن قتل النفس ، نعم
الشيخ: النهي عن قربان مال اليتيم، نعم.
(المتن)
(الشيخ)
- يعني: هذه نواه كثيرة ، فلو كان القرآن ليس كلام الله لنهانا كما نهى عن هذه النواهي؛ لقال: لا تقولوا إن القرآن كلامي ، فلما لم ينهنا الله عن ذلك؛ دل على أنه ليست من الأمور المنهي عنها.
كما أن الأمر الأول: أن الله أمرنا بأقوال وليس منها أن نقول: إن كلام الله مخلوق ، فلو كان كلام الله مخلوقا؛ لأمرنا أن نقول: قولوا إن كلام الله مخلوق ، فلماذا تأتي أوامر كثيرة وليس منها أن نقول: إن القرآن مخلوق؟ وتأتى نواه كثيرة وليس منها أن ينهانا أن نقول: إن القرآن كلام الله؟
فلما لم يأمرنا أن نقول: إن كلام الله مخلوق ، ولم ينهنا أن نقول: إن القرآن كلام الله؛ دل على أن القرآن كلام الله. نعم سيأتي وقد حق قول الله.نعم.
(المتن)
(الشيخ)
- الملائكة سمت إيش؟ كلام الله كلاما ولم تسمه خلقا: حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ولم يقولوا: ماذا خلق ربكم.
(المتن)
وذلك أن الملائكة لم يسمعوا صوت الوحي ، ما بين عيسى وبين محمد ﷺ كذا وكذا سنة.
فلما أوحى الله إلى محمد ﷺ سمعت الملائكة صوت الوحي كوقع الحديد على الصفا؛ فظنوا أنه أمر من أمور الساعة، ففزعوا وخروا لوجوههم سجدا، فذلك قوله: حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ يقول: حتى إذا انجلى الفزع عن قلوبهم رفعت الملائكة رؤوسهم، فسأل بعضهم بعضا فقالوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ ولم يقولوا: ماذا خلق ربكم؛ ففي هذا بيان لمن أراد الله هداه.
(الشيخ)
نعم سبق في الحديث: إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالوَحيِ سَمِعَهُ جِبرِيلُ؛ فَصَعِقُ جِبرِيلُ، وَتُصعَقُ المَلَائِكَةُ، ثُمَّ يَتَخَابَرُ المَلَائِكَةُ؛ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ فيقول: قَالَ الْحَقَّ يفزعون إذا سمعوا كلام الله، ففزعوا وصعقوا وخروا لله سجدا، ثُمَّ يَتَخَابَرُ المَلَائِكَةُ؛ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ فيقول: قَالَ الْحَقَّ. نعم
كوقع الحديد على الصفا، يعني الصوت المسموع من كلام الله، هذا تشبيه للصوت المسموع من كلام الله، من باب التقريب، ليس المراد أن كلام الله كالحديد على الصفا، بل المراد تشبيه الصوت المسموع من كلام الله، ليس المراد تشبيه كلام الله بالحديد ولا بصوت الحديد، بل هذا تشبيه للصوت المسموع كأنه يشبهه في القوة يعني الصوت المسموع من كلام الله.
(المتن)
باب آخر:
قال الإمام أحمد ثم إن الجهمي ادعى أمرا آخر.
(الشيخ)
هذه الشبهة الرابعة الجهمية على أن القرآن مخلوق وهي شبهة شرعية شبهة إيش؟ هذه الشبهة الرابعة نعم.
(المتن)
(الشيخ)
إذا الجهمي أتى بشبهة شرعية، آية من القرآن، وهي قول الله تعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ قال: إن الله أخبر أن القرآن محدث، وكل محدث مخلوق، هذه في آية الأنبياء.
وفي آية الشعراء: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ آية الأنبياء: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وآية الشعراء: وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ وقوله تعالى: لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا.
الإمام -رحمه الله- قال: فلعمري لقد شبه على الناس، جاءت لعمري مرة ثانية، لعمري تأكيد، يعني إنها شبهة قوية، فلعمري إنها لشبهة قوية، فلعمري لقد شبه على الناس بهذا، وهي آية من المتشابه، لا شك أنها تشتبه على كثير من الناس؛ ولذلك الجواب يحتاج إلى تأمل.
والإمام أحمد -رحمه الله- له جواب على هذه الشبهة الآن، فنستعرض الآن جواب الإمام الآن في صفحتين ونصف، ثم بعد ذلك نستعرض جواب الإمام البخاري في صحيحه له جواب آخر على هذه الشبهة، الإمام أحمد له جواب، والبخاري له جواب، وكل من الجوابين حق.نعم
(المتن)
(الشيخ)
هذا يدل على أن الشبهة قوية؛ ولذلك قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "فقلنا في ذلك قولا، واستعنا بالله، ونظرنا في كتاب الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله".نعم . اعلم هنا يبدأ الجواب للشبهة.
(المتن)
(الشيخ)
إذا هنا قاعدة وهي: أن الشيئين إذا اجتمعا في اسم يجمعهما، وأحدهما أعلى من الآخر، إذا اجتمع شيئان في شيء، وأحدهما أعلى من الآخر، فإذا جرى عليهما اسم مدح كان المدح ينصرف إلى الأعلى، وإذا جرى عليهما اسم ذم كان الذم ينصرف إلى الأدنى.واضح القاعدة الآن؟ القاعد ، أنه الشيئين إذا اجتمعا في شيء يجمعهما ، وكان أحدهما أعلى من الآخر، فإذا جرى عليهما اسم مدح كان المدح ينصرف إلى الأعلى وإذا جرى عليهما اسم ذم كان الذم ينصرف إلى الأدنى
وسيضرب لهذا أمثلة -المؤلف رحمه الله- تنظيرية، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الجواب على الآية: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ وكلمة مُحْدَثٍ تشمل كلام الله، وكلام الرسول -عليه الصلاة والسلام-، سيدخل فيها الأمران، فالحدث جرى عليهما اسم ذم، وهو الحدث.
ينصرف إلى من ؟ ينصرف إلى كلام الرسول ﷺ، لا إلى كلام الله.واضح القاعدة الآن؟ سيضرب به الأمثلة بس هذا باختصار الآن. الشيئين إذا اجتمعا في شيء اجتمعما شيئان باسم يجمعهما ، و أحدهما أعلى من الآخر، إن جرى عليهما اسم مدح انصرف إلى الأعلى وان جرى عليهما اسم ذم انصرف إلى الأدنى
هات الآية: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ الذكر محدث، ما هو الذكر؟ قال: هذا الاسم يشمل شيئين، يشمل ذكر الله، وذكر الرسول -عليه الصلاة والسلام-، جرى عليهما اسم ذم وهو الحدث، ينصرف إلى ذكر الرسول -عليه الصلاة والسلام-؛ لأن الرسول هو المخلوق، وكلامه مخلوق، ولا يدخل في ذلك كلام الله، هذا خلاصة الجواب الذي أجاب به المؤلف في صفحتين ونصف الإمام – رحمه الله-، وسيأتي جواب الإمام البخاري
(المتن)
(الشيخ)
هذه أمثلة توضيحية قبل الجواب على الآية، سيأتي المؤلف لنا بثلاثة أمثلة توضيحية.
(المتن)
(الشيخ)
هذا المثال الأول والمثال الثاني عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ ،نعم.
(المتن)
(الشيخ)
كلمة عباد الله، العبودية العامة يدخل فيها الكافر والمؤمن، أليس كذلك؟ فإذا قال: عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ عباد الله الكفار والمؤمنون ينصرف إلى من؟ ينصرف إلى المؤمنين لماذا؟ بدليل قوله -تعالى- في الآية الأخرى: إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ
فإذا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ المؤمنون، ولا يدخل الكفار، وإن كانوا عباد الله، وإن كانوا عبيدا لله، معبدين، لكن لا يدخلون، جرى اسم مدح ينصرف إلى من؟ ينصرف إلى أعلاهما، إلى المؤمنين، عباد الله دخل فيه صنفان المؤمنون والكفار، وأعلاهما المؤمنون، وهذا اسم مدح؛ فينصرف إلى الأعلى، وهم الأبرار، بدليل قوله: إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ هات المثال الثاني نعم.
(المتن)
(الشيخ)
هذا الدليل على أن المراد بقوله عِبَادُ اللَّهِ : المؤمنون؛ لأن الأبرار إذا انفردوا مُدحوا، والفجار إذا انفردوا ذُموا؛ فتنصرف إلى الأعلى وهم الأبرار. نعم
(المتن)
(الشيخ)
إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ كلمة "الناس" تشمل من؟ تشمل المؤمن والكافر، لكن المراد بهم هنا لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ المراد المؤمنين خاصة لماذا؟لأن المؤمن إذا انفرد أُعطي المدح؛ لقوله: وإِنَّ اللَّهَ بكم لَرَءُوفٌ رَحِيمٌوَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا فلما كان الناس يشمل شيئين: الكفار والمؤمنين، وكان اسم مدح انصرف إلى الأعلى دون الأدنى.نعم.
(المتن)
(الشيخ)
هذا هو السبب، فجعلنا إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ خاصة بالمؤمنين لأن الكفار إذا انفردوا أجري عليهم اسم الذم أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ، أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ
(المتن)
(الشيخ)
هذا المثال الثالث: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ العباد يشمل من؟ المؤمنين والكفار، البغي اسم ذم وإلا اسم مدح؟ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ اسم ذم، إذن ينصرف إلى الكفار، ما ينصرف إلى المؤمنين، اجتمع الكفار والمؤمنون في لفظ عِبَادُ اللَّهِ .
لكن لما جرى اسم ذم انصرف إلى الأدنى وخرج الأعلى؛ لأن المؤمنين إذا انفردوا ما يبغون في الأرض، بل يجري عليهم اسم المدح، إذا بسط الله لهم الرزق، المؤمنون يؤدون حق الله، يؤدون الزكاة، ويصلون الرحم، ويؤدون حقوق الله، بخلاف الكفار؛ فإنهم يبغون في الأرض؛ فلهذا صار اسم الذم عليهم.
(المتن)
(الشيخ)
ممن بسط الله له فلم يبغ يعني إن الله بسط لأبي داود وسليمان عليهما الصلاة و السلام ولأبي بكر وعثمان وعلي ولم يبغوا في الأرض نعم.
(المتن)
(الشيخ)
واضح هذا؟فلما اجتمعوا في اسم واحد وهو قوله لِعِبَادِهِ، فجرى عليه اسم البغي، كان الكافر أولى به، كما أن المؤمن أولى بالمدح، هذه كلها أمثلة توضيحية، بعد ذلك سيأتي إلى الجواب على الآية: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ طبِّق على الآية ما طَبَّقْتَ على الأمثلة السابقة.
(المتن)
فلما قال الله تبارك وتعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ فجمع بين ذكرين، ذكر الله وذكر نبيه ﷺ فأما ذكر الله إذا انفرد لم يجر عليه اسم الحدث، ألم تسمع إلى قوله: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ.
فإذا انفرد ذكر النبي ﷺ فإنه جرى عليه اسم الحدث، ألم تسمع إلى قوله: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ فذكر النبي ﷺ له عمل، والله له خالق ومحدث.
(الشيخ)
بس واضح الآن ؟يقول الإمام: فلما قال الله تعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ جمع بين ذكرين: ذكر الله وذكر نبيه، ذكر يعني: ذكر الله وذكر نبيه، فأما ذكر الله إذا انفرد فلا يجري عليه اسم الحدث، ألم تسمع إلى قول الله: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ.
فإذا انفرد ذكر النبي ﷺ جرى عليه اسم الحدث، ألم تسمع إلى قوله: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ فذكر النبي ﷺ اسم له عمل، والله له خالق ومحدث.
إذا فقوله: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ المراد به ذكر النبي ﷺ لا ذكر الله الذي هو القرآن، فالحدث الذي هو الخلق وقع على ذكر النبي ﷺ، ولم يقع على ذكر الله. نعم .
(المتن)
(الشيخ)
إذن يقول: "الدليل على أنه جمع بين ذكرين لقوله: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ فأوقع عليه الحدث عند إتيانه إيانا"، يعني عند إتيانه إيانا، من الذي أتانا به؟ الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وأنت تعلم أنه لا يأتينا بالأنباء -يعني بالأخبار- عن الله إلا مبلغ ومذكر؛ فالرسول هو المبلغ ﷺ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ إذا من المذكر؟ الرسول ﷺ فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى، فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ.
إذا الرسول -عليه الصلاة والسلام- حينما أتانا بالأنباء إذا هو مذكِّر، هذا ذكر أتى به الرسول من عند الله فالحدث يقع على الذكر الذي جاء به الرسول -عليه الصلاة والسلام-،يقع على إيش؟ الحدث يقع على الذكر عند إتيانه إيانا، وعند إتيانه إيانا إنما جاء به محمد ﷺ. واضح هذا؟نعم فلما اجتمعوا أكمل..
(المتن)
(الشيخ)
وكان هكذا عندكم وكان أولى؟هاه؟لا أولى أحسن، هاه؟نعم أولى أحسن
"فلما اجتمعوا في اسم الذكر جرى عليهم اسم الحدث"، لما اجتمعوا -ذكر الله وذكر النبي ﷺ- جرى عليهم اسم الحدث، وذكر النبي إذا انفرد وقع عليه اسم خلق، وكان أولى بالحدث من ذكر الله الذي إذا انفرد لم يقع عليه اسم خلق ولا حدث.
ذكر الله إذا انفرد ما يقع عليه اسم خلق ولا الحدث، وذكر النبي إذا انفرد ﷺ وقع عليه اسم الخلق والحدث، فقال: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ المراد ذكر النبي ﷺ؛ لأنه حينما أتى به من عند الله ذكَّر، ذكَّر بقوله وبكلامه.نعم.
(المتن)
(الشيخ)
فهو محدث بالنسبة إلى النبي ﷺ أما بالنسبة إلى الله ليس محدثا، فقوله: مُحْدَثٍ يعني بالنسبة إلى النبي ﷺ؛ لأنه علمه الله إياه بعد أن لم يكن عالما به، فلما علَّمه الله قبل أن يكون عالما به صار حادثا بالنسبة إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- فهو محدث بالنسبة إلى الرسول. نعم
(المتن)
(الشيخ)
الصواب كان لا يعلم ،لأن النبي ﷺ كان لا يعلم يعني أولا فعلمه الله اجعل لا فلما علمه الله كان ذلك محدثا إلى النبي ﷺ واضح الآن جواب الإمام -رحمه الله-؟ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ يعني اجتمع في حدث كلام الله وكلام الرسول ﷺ فالحدث يقع على كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه أجاب جوابا آخر، وقال: إن مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ هذا كلام الله، ولكن حدث الله لا يشبه حدث المخلوقين؛ لأن الله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
فالبخاري -رحمه الله- بوّب في صحيحه فقال في كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ، مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ وقول الله تعالى: لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين؛ لقول الله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
وقال ابن مسعود عن النبي ﷺ إِنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ، وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ: أَنْ لاَ تَكَلَّمُوا فِي الصَّلاَةِ
ثم ذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "كيف تسألون أهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله أقرب الكتب عهدا بالله، تقرؤونه محضا لم يشب؟" ولفظ الطريق الأخرى قال: "يا معشر المسلمين؛ كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنـزل الله على نبيكم أحدث الأخبار بالله محضا لم يشب؟"
فإذا جواب الإمام البخاري مبني على أي شيء؟ مبني على أن الله تعالى يتكلم إذا شاء، وأن أفراد كلام الله محدث، وأن القرآن كلام الله محدث، تكلم الله به وقت نـزوله، وأن كتاب الله القرآن أقرب الكتب عهدا بالله، وأحدث الأخبار بالله، وأن الله يحدث من أمره ما يشاء، ويتكلم إذا شاء، وأن حدث الله لا يشبه حدث المخلوقين؛ لأن الله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.
فإذا كلام الله قديم النوع، حادث الآحاد، أفراد الكلام حادثه، ولكن حدث الله لا يشبه حدث المخلوقين، نوع الكلام قديم لم يزل الله متكلما، لكن أفراد الكلام حادثة.
لما جاءت المجادلة خولة بنت حكيم وجادلت النبي ﷺ تكلم الله وأنـزل: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ.
والله تعالى يكلم الناس يوم القيامة، ويكلم آدم ويكلم أهل الجنة، يُنَادِي: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فهذا أفراد كلام الله حادثة، لكن حدث الله لا يشبه حدث المخلوقين واضح هذا؟ فكلام الله قديم النوع، حادث الآحاد.
إذ جواب الإمام أحمد -رحمه الله- فهم من قوله: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ مخلوق، قال: إن الخلق يقع على كلام الرسول ﷺ، ولا يقع على كلام الله.
الإمام البخاري فهم من قول: مُحْدَثٍ يعني حدث لا يشبه حدث المخلوقين، حدث المخلوقين مخلوق، وحدث كلام الله ليس بمخلوق.
الحافظ بن كثير يقول على قوله: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ أي جديد إنـزاله، قول الحافظ بن كثير الآن يتمشى مع جواب الإمام أحمد أو يتمشى مع جواب البخاري ؟ هاه؟ نعم
جديد إنـزاله يعني حدث، قد يقال: يتمشى مع الجوابين، إذا قلنا جديد إنـزاله، يعني: إنـزاله جديد، فالحدث بالنسبة للمخلوقين الذين سمعوه، ويوافق كلام الإمام البخاري جديد إنـزاله، يعني أفراد كلام الله حادثة.
فالمقصود أن الإمام أحمد فهم من الآية: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ مخلوق، فقال: إن الآية اجتمع فيها ذكرين: ذكر الله وذكر الرسول ﷺ، والخلق يقع على ذكر الرسول ﷺ.
والإمام البخاري قال: إن الحدث هنا يرجع إلى كلام الله، لكن حدث الله لا يشبه حدث المخلوقين، فكلام الله صفة من صفاته، وهو قديم النوع، حادث الآحاد، وهو يتكلم إذا شاء، ومتى شاء، وكيف شاء ، لا أحد يحصره عليه، ونوع الكلام قديم، لم يتجدد له، ولم يزل الله يتكلم، ولا يزال يتكلم إذا شاء، وإن كانت أفراد كلام الله حادثة، إلا أن حدث الله لا يشبه حدث المخلوقين.نعم.
(المتن)
(الشيخ)
هذه الشبهة الخامسة للجهمية شبهة خامسة للجهم على أن القرآن مخلوق وهي شبهة شرعية أيضا. نعم.ثم إن الجهمي..
(المتن)
(الشيخ)
إذا هذه الشبهة، استدل بالآية، وهي قوله تعالى: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وجه الدلالة قال: إن الله سمى عيسى كلمة الله، وعيسى مخلوق، فدل على أن كلام الله مخلوق.واضح الشبهة؟.
يقول الجهمي: إن الله تعالى يقول: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ سمى الله عيسى كلمة، وعيسى مخلوق، فدل على أن كلام الله مخلوق، إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ عيسى كلمة الله، وعيسى مخلوق، فكلام الله مخلوق. نعم.
(المتن)
(الشيخ)
هنا اشتد الإمام أحمد -رحمه الله-، دعا عليه قال: إن الله منعك الفهم يا جهم إن الله منعك الفهم في القرآن، منعك عقوبة له؛ لأنه أعرض وتصابب عن الحق، فمنعه الله الفهم، إن الله منعك الفهم يا جهم في القرآن؛ عقوبة له. عيسى هذا جواب الشبهة. نعم.
(المتن)
عيسى تجري عليه ألفاظ لا تجري على القرآن؛ لأنه يسميه مولودا، وطفلا، وصبيا، وغلاما، يأكل ويشرب، وهو مخاطب بالأمر والنهي، يجري عليه اسم الخطاب والوعد والوعيد، ثم هو من ذرية نوح ومن ذرية إبراهيم ولا يحل لنا أن نقول في القرآن ما نقول في عيسى
هل سمعتم الله يقول في القرآن ما قال في عيسى ؟ ولكن المعنى في قوله جل ثناؤه: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له كُنْ فكان، فكان عيسى بـ كُنْ ، وليس عيسى هو كُنْ ، ولكن بـ كُنْ كان، فـ كُنْ من الله قول، وليس الـ كُنْ مخلوقا.
(الشيخ)
قف إذا الجواب: يقول الإمام -رحمه الله-: إن عيسى تجري عليه ألفاظ لا تجري على القرآن، فالله تعالى سمى عيسى مولودا، قال: وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا فسماه مولودا، وسماه طفلا،
وصبيا، وغلاما، يأكل ويشرب، مخاطب بالأمر والنهي، يجري عليه اسم الخطاب والوعد والوعيد.
ثم هو من ذرية نوح ومن ذرية إبراهيم وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ يسمى من ذرية نوح ومن ذرية إبراهيم ولا يحل لنا أن نقول في القرآن ما نقول في عيسى، نقول عيسى تجري عليه هذه الألفاظ، ولا تجري على القرآن.
هل تجري على القرآن فيقال: القرآن مولود، وطفل وصبي وغلام، ويأكل ويشرب، ومخاطب بالأمر والنهي، من ذرية كذا وكذا؟ لا، هذه ألفاظ تجري على عيسى ولا تجري على القرآن، فعيسى مولود وطفل وصبي، وغلام يأكل ويشرب، ومخاطب بالأمر والنهي، ويجري عليه اسم الخطاب والوعد والوعيد، ثم هو من ذرية نوح ومن ذرية إبراهيم ولا يحل لنا أن نقول في القرآن ما نقول في عيسى هل سمعتم الله يقول في القرآن ما قال في عيسى ؟
ولكن معنى الآية التي استدللت بها أيها الجهمي، وهي قوله تعالى: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له: كُنْ ، إنما المسيح عيسى ابن مريم وكلمته، يعني أن الله خلق عيسى بالكلمة، كُنْ ليس عيسى هو الكلمة، عيسى مخلوق بالكلمة، قال الله له: كُنْ فكان.
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ عيسى مخلوق بالكلمة، قال الله له: كُنْ فوجد عيسى ليس عيسى الكلمة، بل هو مخلوق بكلمة كُنْ ، فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له: كُنْ فكان عيسى بـ كُنْ ، وليس عيسى هوكُنْ الكلمة، ولكن بـ كُنْ كان فـكُنْ من الله قول وليس الـ كُنْ مخلوقا.
أعد السطر هذا ،فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له: كُنْ فكان عيسى بـ كُنْ ، وليس عيسى هوكُنْ الكلمة، ولكن بـ كُنْ كان فـكُنْ من الله قول وليس الـ كُنْ مخلوقا
وليس عيسى هو كُنْ ، ليس عيسى هو الكلمة كما تقوله النصارى
ولكن بـ كُنْ ، بكلمة كُنْ كان، يعني وجد عيسى ولكن بـ كُنْ ؛ بكلمة كُنْ كان أي وجد عيسى
فالـ كُنْ من الله قول، وليس الـ كُنْ مخلوقة،كُنْ من الله قول، وليست مخلوقة.
بعد ذلك ذكر المؤلف الإمام -رحمه الله- ثلاثة أقوال في عيسى قول النصارى وقول الجهمية وقول المسلمين كم قول؟ ثلاثة طوائف.
الجهمية قالوا: عيسى هو روح الله وكلمته إلا أن الكلمة مخلوقة، كلمة كُنْ مخلوقة.واضح هذا؟
والنصارى قالوا: عيسى جزء من الله، هو نفس الكلمة، ليس مخلوقا، ولكنه جزء من الله -نعوذ بالله-.
والمسلمون قالوا: عيسى خُلق بالكلمة.
ثلاث طوائف، لا بد أن تفرق بين المذاهب، عندنا ثلاثة مذاهب: مذهب الجهمية مذهب النصارى ومذهب المسلمين . وذلك أن الجهمية
اقرأ..طيب وكذب النصارى..
(المتن)
(الشيخ)
بس انتهى مذهب الجهمية هذا مذهب الجهمية قالوا: عيسى روح الله وكلمته إلا أن الكلمة مخلوقة، قالوا عيسى روح الله وكلمة الله، وكلمة الله مخلوقة، كلام الله مخلوق، فعيسى كلام الله، وكلام الله مخلوق، هذا مذهب من؟ الجهمية عيسى روح الله وكلمته، إلا أن الكلمة مخلوقة.طيب هات مذهب النصارى.نعم
(المتن)
(الشيخ)
بس هذا مذهب النصارى،النصارى قالت: عيسى روح الله، وكلمة الله، قالوا: كلام الله صحيح، صفة من صفاته، لكن عيسى نفس الكلمة جزء من الله -نعوذ بالله-، قالوا: عيسى جزء من الله؛ لأن عيسى مكون من جزأين: جزء إلهي، وجزء بشري، جزء إلهي هذا الكلمة، وجزء بشري هذا اللحم والدم، فامتزجا وصار شيئا واحدا يقال له المسيح -قبحهم الله-.
فإذا النصارى قالوا: عيسى روح الله وكلمة الله، إلا أن عيسى هو نفس الكلمة، فهو جزء من الله.
الجهمية قالوا: عيسى روح الله وكلمة الله، إلا أن الكلمة مخلوقة. النصارى قالوا: لا الكلمة ليست مخلوقة، لكن عيسى جزء من الله، نفس الكلمة.هات مذهب المسلمين وقلنا نحن..
(المتن)
(الشيخ)
بس هذا مذهب المسلمين عيسى بالكلمة كان، يعني وجد وخلق، عيسى بالكلمة وجد، وليس عيسى هو الكلمة، هذا مذهب المسلمين .هذا الاختصار الآن كل مذهب في سطر، ولكنه اختصار يعطي معنى؛ مذهب الجهمية قالوا: عيسى روح الله وكلمته إلا أن الكلمة مخلوقة. النصارى قالوا: عيسى روح الله وكلمة الله، إلا أن عيسى جزء من الله. والمسلمون قالوا: عيسى مخلوق بالكلمة، وليس هو الكلمة. عيسى مخلوق بالكلمة، كلمة كُنْ، وليس هو الكلمة، كلام الله صفة من صفاته، خلق الله عيسى بكلمة كُنْ فكان.واضح هذا؟ نعم. الجهمية يقول: عيسى روح الله وكلمته إلا أن الكلمة مخلوقة. النصارى يقولوا: عيسى وكلمة الله وكلمته ليس مخلوق، إلا أن عيسى جزء من الله.
(المتن)
(الشيخ)
ما معنى عيسى روح الله؟ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وأما قوله: وَرُوحٌ مِنْهُ يعني يقول: من أمر الله كان الروح فيه، وروح منه يعني من أمر الله كان الروح في عيسى كقوله: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ يعني من أمره.
تفسير روح الله معناه: روح من الأرواح التي خلقها الله، عيسى روح من الأرواح التي خلقها الله بكلمة كُنْ، وروح منه يعني: من أمر الله، فعيسى روح، سمي روح الله يعني: روح من الأرواح التي خلقها الله، وأضيف إلى الله للتشريف، كما يقال: عبد الله، وناقة الله، ورسول الله.
وعيسى روح الله، روح من الأرواح التي خلقها الله، وأضيف إلى الله للتشريف، فهو مخلوق بكلمة كُنْ، وهو من الأرواح التي خلقها الله بكلمة كُنْ، وقوله: مِنْهُ يعني: من أمره، من أمر الله خلقت هذه الروح.نعم وأما قول الله وَرُوحٌ مِنْهُ.
(المتن)
(الشيخ)
في اية النساء وقولة وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ، إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ روح منه، من أمره كان الروح فيه، فعيسى روح من الأرواح التي خلقها الله بأمره بكلمة كُنْ. نعم يقول من أمره.نعم
(المتن)
(الشيخ)
عبد الله إضافة للتشريف، سماء الله إضافة مخلوق إلى خالقه، أرض الله إضافة مخلوق إلى خالقه، عيسى روح الله إضافة مخلوق إلى خالقه.واضح هذا ؟ نعم.
(المتن)
(الشيخ)
هذه الشبهة السادسة للجهمي وهي عقلية للجهم على أن القرآن مخلوق على أن كلام الله مخلوق.نعم.
(المتن)
(الشيخ)
إذا الشبهة شبهة الجهمي يقول: إن الله تعالى يقول: خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ فأخبر الله تعالى أن إيش؟ أن السماوات مخلوقة، والأرض مخلوقة، وما بينهما مخلوق، فالقرآن هذا هل هو في السماء، أو في الأرض، أو فيما بينهما؟
إن كان في السماء فهو مخلوق، وإن كان في الأرض فهو مخلوق، وإن كان بينهما فهو مخلوق؛ لأن الله خلق السماوات، وخلق الأرض، وخلق ما بينهما، فالقرآن أين يكون؟
إن كان في السماء فالله تعالى أخبر أنه خلق السماء، إن كان في الأرض فالله تعالى أخبر أنه خلق الأرض، إن كان بينهما فالله أخبر أنه خلق ما بينهما، فالقرآن لا يخلو إما أن يكون في السماء أو في الأرض أو فيما بينهما، والأرض والسماوات وما بينهما مخلوقات، فالقرآن مخلوق ولا بد. واضح الشبهة فقلنا هذا الجواب فقلنا له.
(المتن)
فقلنا له: أليس إنما أوقع الله جل ثناؤه الخلق على المخلوق ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما؟ فقالوا: نعم. فقلنا: هل فوق السماوات شيء مخلوق؟ قالوا؟ نعم. فقلنا: فإنه لم يجعل ما فوق السماوات مع الأشياء المخلوقة، وقد عرف أهل العلم أن فوق السماوات السبع الكرسي والعرش واللوح المحفوظ والحجب وأشياء كثيرة، ولم يسمها، ولم يجعلها مع الأشياء المخلوقة، وإنما وقع الخبر من الله على السماوات والأرض وما بينهما.
وقلنا فيما ادعوا أن القرآن لا يخلو أن يكون في السماوات أو في الأرض أو فيما بينهما، فقلنا: إن الله تبارك وتعالى يقول: مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ والحق الذي خلق به السماوات والأرض هو قوله: إن الله يقول الحق قال: فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ، وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ.
فالحق الذي خلق به السماوات والأرض قد كان قبل السماوات والأرض، والحق قوله وليس هو قوله مخلوقا.
(الشيخ)
إذاً الجواب كان من وجهين:
الوجه الأول قلنا: هل فوق السماوات شيء مخلوق؟ قالوا: نعم. فقلنا: فإنه لم يجعل ما فوق السماوات مع الأشياء المخلوقة، وقد عرف أهل العلم أن فوق السماوات السبع: الكرسي والعرش واللوح المحفوظ والحجب وأشياء كثيرة ولم يسمها، ولم يجعلها مع الأشياء المخلوقة.
وإنما وقع الخبر من الله على السماوات والأرض وما بينهما، يعني يقول الإمام -رحمه الله-: هناك شيء فوق السماوات مخلوقة، ولم يذكرها الله، ما هي الذي فوق السماوات؟ الكرسي فوق السماوات مخلوق، والعرش مخلوق، واللوح المحفوظ مخلوق، والحجب الذي احتجب الله بها عن خلقه، حجب كثيرة جاء في آثار كثيرة أن الله احتجب عن خلقه بأشياء: بظلمة، وبرد، وثلج، ونار، ونور، وأشياء كثيرة مخلوقة احتجب الله عن خلقه، فالحجب مخلوقة، واللوح المحفوظ مخلوق، والعرش مخلوق، والكرسي مخلوق، والسماوات مخلوقة.
فالله تعالى في هذه الآية الكريمة: خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ إنما أراد أن يبين خلق السماوات والأرض وما بينهما فقط، ولم يذكر خلق ما سواهما.
فليس المراد من الآية حصر المخلوقات، بل هناك مخلوقات غير السماوات وغير الأرض وغير ما بينهما،واضح هذا؟ فليس المراد الاستيعاب؛ ولهذا فإن هناك أشياء لم يسمها، ولم يجعلها مع الأشياء المخلوقة، وإنما وقع الخبر من الله على السماوات والأرض وما بينهما، أخبر الله عن السماوات والأرض وما بينهما أنها مخلوقة.
وهناك أشياء سكت الله عنها وإن كانت مخلوقة؛ كالكرسي والسماوات والحجب واللوح والقلم إلى غيرها فهذه مسكوت عنها وإن كانت مخلوقة، فالقرآن أيضا مسكوت عنه، وهو غير مخلوق، كما أن الكرسي والعرش واللوح والحجب سكت الله عنها وهي مخلوقة، فكذلك القرآن سكت الله عنه وهو غير مخلوق، وإنما أراد الله أن يخبر عن السماوات والأرض وما بينهما فقط، هذا الجواب الأول.
الجواب الثاني: في قوله: وقلنا فيما ادعوا أن القرآن لا يخلو أن يكون في السماوات أو في الأرض أو فيما بينهما، فقلنا: إن الله تبارك وتعالى قال: مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ والحق قول الله، وقول الله غير مخلوق، فالسماوات والأرض وما بينهما مخلوقة بالقول، بكلام الله، وكلام الله غير مخلوق، واضح هذا؟
وقلنا فيما ادعوا أن القرآن لا يخلوا أن يكون في السماوات أو في الأرض أو فيما بينهما، فقلنا: إن الله تبارك وتعالى يقول: مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ والحق الذي خلق به السماوات والأرض هو قوله هو قول الله، ما هو الحق الذي خلق به السماوات والأرض؟ هو قول الله: وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وقال: فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ وقال: وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ فالحق الذي خلق به السماوات والأرض قد كان قبل السماوات والأرض.
ما هو الحق الذي خلق به السماوات والأرض؟ قول الله وكلامه، والحق قوله، وليس قوله مخلوقا.
عندكم الآن إن الله يقول الحق وإلا والله يقول الحق ؟ أعد الجواب عشان يتضح .
لا من أول وقلنا أليس...
(المتن)
فقلنا له: أليس إنما أوقع الله جل ثناؤه الخلق على المخلوق ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما؟ فقالوا: نعم. فقلنا: هل فوق السماوات شيء مخلوق؟ قالوا؟ نعم. فقلنا: فإنه لم يجعل ما فوق السماوات مع الأشياء المخلوقة، وقد عرف أهل العلم أن فوق السماوات السبع الكرسي والعرش واللوح المحفوظ والحجب وأشياء كثيرة.
الشيخ : التي احتجب الله بها عن خلقة بأشياء بالنور والنار وظلمة والثلج وأشياء كما جاء في بعض الاثار حجب احتجب الله عن خلقة نعم مخلوقه.
الشيخ : هذا هو الجواب الاول نعم وإنما وقع الخبر يقول ان الله تعالى سكت عن أشياء مخلوقه وهي السماوات وما فوقها وانما اراد ان يخبر عن السماوات والارض وما بينهما فقط نعم.
وإنما وقع الخبر من الله على السماوات والأرض وما بينهما.
وقلنا فيما ادعوا.
الشيخ : وقلنا فيما ادعوا هذا هو الجواب الثاني.
أن القرآن لا يخلو أن يكون في السماوات أو في الأرض أو فيما بينهما، فقلنا: إن الله تبارك وتعالى يقول: مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ والحق الذي خلق به السماوات والأرض هو قوله: إن الله يقول الحق قال: فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ، وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ
فالحق الذي خلق به السماوات
(الشيخ)
ورد في نسخة: "إن الله يقول الحق".
والنسخ الثانية، النسخة الثانية؛ لأن الله يقول: "الحق" والنسخة الثانية "أفضل" أو وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ على لفظ الآية وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ إما لأن الله يقول الحق أو وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ.
(المتن)
باب بيان ما جحدت الجهمية من قول الله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ.
(الشيخ)
انتقل المؤلف -رحمه الله- للرد على الجهمية في إنكار رؤية الله تعالى يوم القيامة، وسيرجع مرة أخرى أيضا بعد هذا الباب إلى الكلام والرد على الجهمية
(المتن)
(الشيخ)
إذا هذا الباب معقود للرد على الجهمية في إنكارهم لرؤية الله، قال أحمد -رحمه الله-: قلنا لهم: لِمَ أنكرتم أن أهل الجنة ينظرون إلى ربهم؟ فقالوا: لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى ربه؛ لأن المنظور إليه معلوم موصوف، كل شيء يُنظر إليه يكون معلوما موصوف، أنت إذا نظرت إلى القمر تعلمه وتصفه، وقالوا: إن الله لا يوصف بصفة.
الجهمية يقولون: لا، لا يعلمه أحد، إن الله لا يعلمه أحد، ولا يصفه أحد بصفاته، فلا يمكن أن يُرى، لا يرى إلا المعلوم والموصوف، والله ليس بمعلوم ولا موصوف -تعالى الله عما يقولون-.
قالوا: الذي يرى الأشياء التي يفعلها إنما ترى الأشياء بفعله، أفعال الله هي التي ترى، أما الله فلا يرى، خلق السماء والأرض، خلقها بفعله، إذا هذه نراها، ما الله فلا نراه لا في الدنيا ولا في الآخرة، هكذا يقولون، قالوا: لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى ربه؛ لأن المنظور إليه معلوم موصوف، إنما تُرى الأشياء بفعله قال الإمام -رحمه الله- فقلنا: أليس الله يقول: إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ
أوّلها الجهمية قالوا: إن معناها إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ تنتظر الثواب من ربها، ما تنظر إلى ربها، إنما تنتظر الثواب، تنتظر الثواب وينظرون إلى فعل الله وقدرته لا ينظرون إلى الله، بل ينظرون إلى فعله وقدرته، وينتظرون الثواب، وتلوا آية من القرآن قالوا: أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ.
فقالوا: إن الله حين قال الله: أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ أنهم لم يروا ربهم، ولكن المعنى ألم تروا إلى فعل ربك أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ الآية أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ هل ترى الله وإلا ترى فعل الله؟ ترى فعل الله وهو الظل، فكذلك وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ. تنظر فعل الله، هكذا يقولون.
إذا من شبههم أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ. قالوا: إنه حين قال: أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ. لم يروا ربهم، ولكن المعنى: ألم تر إلى فعل ربك؟
قال الإمام أحمد فقلنا إن فعل الله لم يزل العباد يرونه، العباد يرون أفعال الله، وهذا إخبار عن الله بأنهم يرونه في الجنة وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ. أما أفعال الله فتراها في الدنيا وفي الآخرة.
أفعال الله لم يزل العباد يرونها، وإذا ما قال: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. قالت الجهمية إنما ينتظرون الثواب من ربهم، فقال الإمام: قلنا لهم: إنها مع ما تنتظر الثواب ترى ربها، أي تنتظر الثواب وترى ربها.
فقال الجهمية: إن الله لا يُرى لا في الدنيا ولا في الآخرة وتلوا آية من المتشابه من قوله جل ثناؤه: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ سبق الجواب عليها الآية لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ
أجبنا عليها بجوابين:
الجواب الأول: لا تراه في الدنيا.
والجواب الثاني: لا تدركه أي لا تحيط به رؤيا.ما نعيد الكلام.نعم.
(المتن)
(الشيخ)
نعم يقول: إن الله جل ثناؤه لما قال: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ يقول الإمام: قد كان النبي ﷺ يعرف معنى هذه الآية، يعرف معنى قول الله: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وقد أخبر الأمة وقال: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ.
الرسول -عليه الصلاة والسلام- ألا يعرف معنى هذه الآية لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ؟!! وهو القائل لأصحابه: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ.
وقال الله تعالى لموسى لما قال: أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي هذا في الدنيا، ولم يقل إني لا أُرى في الآخرة، في الدنيا لا يستطيع أحد أن يرى الله، لا يستطيع أحد أن يثبت لرؤية الله؛ ولهذا الجبل ما ثبت تدكدك لماذا؟ لأن البشر ببشريتهم الضعيفة لا يستطيعون أن يثبتوا لرؤية الله.
لكن في يوم القيامة يُنشَّأ الناس تنشئة قوية، يتحملون ويثبتون فيها لرؤية الله الصفات تبدل بصفات قوية واضح هذا؟ حتى إن الكافر يبدل جلده، يجدد كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا حتى إن الكافر ضرسه في النار مثل أُحد، إذا التنشئة تختلف، والمؤمنون ينشئون تنشئة قوية، طول الناس ستون ذراعا في الجنة، والعرض سبعة أذرع، جاء في حديث فيه ضعف.
إذا التنشئة تختلف واضح هذا؟ فقول الله لموسى لَنْ تَرَانِي يعني في الدنيا، ولم يقل إني لا أُرى في الآخرة، يقول الإمام: فأيهما أولى أن يُتبع النبي ﷺ أو يتبع الجهمي؟ أيهما أولى أن يتبع؟ النبي ﷺ حين قال: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ أم الجهمي الذي يقول: إن الله لا يُرى؟نعم لحظة خليه يكمل.كمل.
(المتن)
(الشيخ)
يعني الأحاديث فيها واضحة مع الآيات الكريمات لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ النظر إلى وجه الله. نعم.
(المتن)
(الشيخ)
وهذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه أن النبي فسر الزيادة لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ النظر إلى وجه الله الكريم، الحسنى الجنة لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ فسر النبي ﷺ الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله.نعم.
(المتن)
(الشيخ)
-نسأل الله العافية- يقول: نرجو أن يكون الجهم وشيعته ممن يحجب عن الله، فلا يرى الله؛ لأنه أنكر رؤية الله؛ فيعاقب بأن يحجب عن رؤية الله.
(المتن)
(الشيخ)
يعني لو كان المؤمنون لا يرون الله، والله تعالى قال عن الكفار: كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ماذا يكون الفرق بين الكافر والمؤمن؟ هل في فرق؟ كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يعني الكفار يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ لو كان المؤمن يحجب عن الله لتساوى مع الكافر، فلما قال الله عن الكافر: كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ دل على أن المؤمنين يرونه. نعم.
(المتن)
(الشيخ)
بركه نقف على هذا باب بيان هذا إن شاء الله يوم الأحد القادم نبدأ باب بيان ما أنكر الجهم إن شاء الله الرسالة سنكملها إن شاء الله الأسبوع القادم الرسالة رسالة عظيمة وفيها بعض الصعوبة ولم يسبق أن شرحت لكن إن شاء الله نرجو أن يكون الشرح فيه خير إن شاء الله ، وفق الله الجميع لطاعته