(المتن)
(الثَّامِنُ: فِي قَوْلِ التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ" إِشْكَالٌ، لِأَنَّ الْحَسَنَ قَاصِرٌ عَنِ الصَّحِيحِ، كَمَا سَبَقَ إِيضَاحُهُ، فَفِي الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ جَمْعٌ بَيْنَ نَفْيِ ذَلِكَ الْقُصُورِ وَإِثْبَاتِهِ.
وَجَوَابُهُ: أَنَّ ذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى الْإِسْنَادِ، فَإِذَا رُوِيَ الْحَدِيثُ الْوَاحِدُ بِإِسْنَادَيْنِ: أَحَدُهُمَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَالْآخَرُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ اسْتَقَامَ أَنْ يُقَالَ فِيهِ: إِنَّهُ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، أَيْ إِنَّهُ حَسَنٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى إِسْنَادٍ، صَحِيحٍ بِالنِّسْبَةِ إِلَى إِسْنَادٍ آخَرَ).
(الشرح)
هذا اختيار الحافظ في النخبة، أنه إذا قال الترمذي (حسن صحيح) وكان له إسنادين، فمراده حسن أحد الإسنادين، وصحيح الإسناد الثاني، أما إذا لم يكن له إسناد إلا إسناد واحد، فإنه يقول حسن صحيح للتردد، لتردد المحدث في هذا السند، هل رواته ضابطون فيكون صحيح، أو خف ضبطهم، فيكون حسن، هذا الذي ذهب إليه الحافظ في النخبة، هذا من رأيه، إما قول باعتبار إسنادين، أو باعتبار تردد المحدث، نعم، على أنه إيش؟
(المتن)
(الشرح)
يعني بعضهم أجاب عن قوله حسن صحيح، أراد حسن من جهة اللغة، ليس من جهة الإسناد، هو حسن هذا الجواب بالنسبة لبعضهم، على أنه؟
(المتن)
(الشرح)
هذا فيه ما فيه، نعم.
(2:40)
لا، هو قول يقول هذه مر في ابن ماجة، لا، يقول يعني هذا حسن من جهة اللغة، حسن في نفسه، لأنه يرى أنه موافق للأصول، وأنه غير مخالف، لكن هذا تخريج لبعضهم، نعم.
(3:14)
يستدعي التردد، تردد المحدث كما قال الحافظ، تردد المحدث هل الحديث حسن أو صحيح، نعم.
(3:42)
لا المعنى الاصطلاحي، من جهة اللفظ، لكن هذا ليس المراد هذا، المراد التنبيه هذا، أنه يتحدث عنه، نعم.
(4:11)
هذا يعني قول من الأقوال، العلماء لهم أقوال في هذا، في الرجال، لهم كلام لكن الحافظ اختار هذا التوجيه، نعم.
(المتن)
(الشرح)
وهذا غلط، تسميتها بالصحاح غلط، يعني ما سماها مؤلفوها الصحاح، ففيها الصحيح والحسن والضعيف جدًّا، تسميتها، ولهذا يقول العراقي في ألفيته:
وَمَنْ عَليها أطْلَقَ الصَّحِيْحَا | فَقَدْ أَتَى تَسَاهُلاً صَرِيْحَا |
من أطلق على الكتب الخمسة أبو داود والترمذي والنسائي ومن قال تسمى الصحاح هذا متساهل، ليست صحيحة، وأما اندراج الحسن في الصحيح، هذا اصطلاح المتقدمين، المتقدمون عندهم الحديث صحيح وضعيف فقط، الحسن أدخلوه فيما يسمى الصحيح، كان ابن خزيمة في صحيحه هكذا، سمى الصحيح، وفيه الأحاديث الحسنة، فالمتقدمون كالإمام أحمد وغيره، يجعلون الحديث قسمان، صحيح وضعيف، ويدخلون الحسن لذاته في قسم الصحيح، والضعيف الذي ليس له ما يقويه، يكون من قسم الضعيف، نعم، هذا اصطلاح، أما المتأخرون أخرجوا قسمًا ثالثًا وهو الحسن، نعم.
(6:58)
في الجامع، الصحيح لا، يسمى بالجامع، جامع الترمذي، أو سنن الترمذي، أما وصفه بالصحيح لا، وصفه بالصحيح ليس بالجيد، كذلك من وسم سنن النسائي بالصحيح، نعم، الصحيح هما الصحيحين البخاري ومسلم، وكذلك ابن خزيمة، صحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، ومستدرك الحاكم، سماها أصحابها الصحاح، نعم، لكن بإطلاق صحيح البخاري، وصحيح مسلم، هما الصحيحان بإطلاق، أما صحيح ابن خزيمة يقيد، صحيح ابن خزيمة، لا يقال الصحيح، ابن حبان صحيح ابن حبان، الحاكم مستدرك الحاكم، نعم.
(المتن)
(الشرح)
هذا غلط، هم، صرحوا هم أصحاب السنن، يقول: هذا خطأ، هذا كذا، هذا كذا، ابن الصلاح يقول هذا خطأ، وكذلك غيره، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، وأبو داود كذلك، قال: ما سكت عنه فهو حسن، وما فيه ضعف فقد بينته، هذا واضح في أن هذه الكتب فيها الصحيح والضعيف.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، قال المؤلف رحمه الله تعالى:
(المتن)
(النَّوْعُ الثَّالِثُ: مَعْرِفَةُ الضَّعِيفِ مِنَ الْحَدِيثِ.
كُلُّ حَدِيثٍ لَمْ يَجْتَمِعْ فِيهِ صِفَاتُ الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، وَلَا صِفَاتُ الْحَدِيثِ الْحَسَنِ الْمَذْكُورَاتُ فِيمَا تَقَدَّمَ، فَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ).
(الشرح)
نعم، وسبق شروط الصحيح أن يكون رواته عدول وثقات، وأن يتصل السند، وأن يكون غير شاذ ولا معلل، فإذ كان رواته غير ثقات أو غير ضابطين، أو كان السند فيه انقطاع، أو فيه شذوذ أو علة، فهو حديث ضعيف، نعم.
(المتن)
(الشرح)
يعني وهو ما اختل فيه شرط من شروط الصحيح أو الحسن هو الضعيف، هذا الضابط، نعم.
(المتن)
(الشرح)
جمعًا، يعني أن بعض الناس الذين عددوا الأنواع يأتي بصفة من صفات الحسن أو الصحيح، فإذا فقدت هذه الصفة قال: هذا حديث ضعيف، من غير أن يخلفها غيرها، وهكذا، ثم يأتي بصفة أخرى تفقد، فيقول هذا نوع، نعم.
(المتن)
(الشرح)
يعني ما عدم فيه جميع صفات الحسن هو الصحيح، نعم.
(المتن)
(الشرح)
يعني كل هذه من الأحاديث الضعيفة التي لها قسم خاص، نعم.
(المتن)
(وَالْمَلْحُوظُ فِيمَا نُورِدُهُ مِنَ الْأَنْوَاعِ عُمُومُ أَنْوَاعِ عُلُومِ الْحَدِيثِ، لَا خُصُوصُ أَنْوَاعِ التَّقْسِيمِ الَّذِي فَرَغْنَا الْآنَ مِنْ أَقْسَامِهِ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - تَعْمِيمَ النَّفْعِ بِهِ فِي الدَّارَيْنِ، آمِينَ.
النَّوْعُ الرَّابِعُ: مَعْرِفَةُ الْمُسْنَدِ، ذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ: أَنَّ الْمُسْنَدَ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ هُوَ الَّذِي اتَّصَلَ إِسْنَادُهُ مِنْ رَاوِيهِ إِلَى مُنْتَهَاهُ، وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ ذَلِكَ فِيمَا جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ دُونَ مَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ وَغَيْرِهِمْ).
(الشرح)
وهذا المسند، ما اتصل إسناده، من أول السند إلى آخره، يقال له مسند، وقد يكون صحيح، وقد يكون ضعيف، إذا كانت رواته ثقات عدول، وليس شاذًّا ولا معللًا، صار صحيحًا، وإلا صار ضعيفًا، ولو كان مسندًا، وقد يسمى مسند، وهو مسند إلى صحابي، أو مسند إلى تابعي، نعم.
(المتن)
(الشرح)
وهذا قيل إنه صح الاسانيد، نعم، مالك عن نافع عن ابن عمر، نعم.
(المتن)
(الشرح)
لأن الزهري ما أدرك ابن عباس، فالإسناد منقطع، نعم، يسمى مسندا، ولو كان منقطع، لأنه مسند إلى الرسول ﷺ، نعم.
(المتن)
(الشرح)
يعني المسند المتصل إلى النبي ﷺ لا بد أن يكون متصلا، المسند ما أسند إلى النبي ﷺ سواء متصل أو غير متصل، والمسند ما أسند إلى النبي ﷺ أو إلى من بعده، نعم.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، قال المؤلف رحمه الله تعالى:
(المتن)
(الشرح)
يعني حتى ينتهي إلى النبي ﷺ أو ينتهي إلى الصحابي أو التابعي، يقال له متصل، إذا كان الرواة كل واحد منهم سمع من الآخر فانه يسمى متصل، سواء كان مرفوعًا أو موقوفًا، أو مقطوعًا، فالمرفوع ما أسند إلى النبي ﷺ، والموقوف ما أسند إلى الصحابي، والمقطوع ما أسند إلى التابعي فمن بعده، إذا كان كل واحد من الرواة سمع من الآخر يقال له متصل، الحديث المتصل.
(المتن)
(الشرح)
وهذا ابن شهاب، ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عبد الله بن عمر، نع، هذا متصل مرفوع، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، مالك عن نافع عن ابن عمر من قوله، يعني من قول عمر، عن ابن عمر من قوله، قول ابن عمر، هذا متصل موقوف على الصحابي، نعم، وكذلك المتصل المقطوع، مثلًا مالك عن نافع من قول نافع، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، هذا هو المرفوع، المرفوع ما أسند إلى النبي ﷺ، يقال حديث مرفوع، أما ما وقف على الصحابة كان من كلام الصحابة أو من بعدهم لا يسمى مرفوع، ما أسند إلى الصحابي يسمى موقوف، وما أسند إلى التابعي فمن بعده يسمى مقطوع، المرفوع ما أسند إلى النبي ﷺ، سواء كان متصلًا أو منقطعًا، حتى ولو كان منقطعا، لو كان في سنده راوٍ لم يسمع ممن فوقه، أو كان فيه مدلس، وما أشبه ذلك، المهم يسمى مرفوع ما أسند إلى النبي ﷺ، بقطع النظر عن كونه متصل أو غير متصل، نعم.
(المتن)
(الشرح)
هذا يعني بعضهم، بعض المحدثين يرى أن المتصل والمسند واحد، كلهم يسمى متصلا ومسند،ا وهو ما أسند إلى النبي ﷺ، ما أضيف إلى النبي ﷺ، سواء كان متصلًا أو منقطعًا.
وقال آخرون: المسند ما أضيف إلى النبي ﷺ، وكان سنده متصلًا بخلاف المرفوع، فإنه ما أسند إلى النبي ﷺ سواء كان متصلًا أو منقطعًا، نعم.
(المتن)
(الشرح)
يكون مرفوع إذا أسنده الصحابي إلى النبي ﷺ، أضافه الصحابي إلى النبي ﷺ، فإذا أضافه التابعي فلا يسمى على هذا القول مرفوعا، نعم.
(المتن)
(قُلْتُ: وَمَنْ جَعَلَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعَ فِي مُقَابَلَةِ الْمُرْسَلِ فَقَدْ عَنَى بِالْمَرْفُوعِ الْمُتَّصِلَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
النَّوْعُ السَّابِعُ: مَعْرِفَةُ الْمَوْقُوفِ، وَهُوَ مَا يُرْوَى عَنِ الصَّحَابَةِ مِنْ أَقْوَالِهِمْ أَوْ أَفْعَالِهِمْ وَنَحْوِهَا، فَيُوقَفُ عَلَيْهِمْ، وَلَا يُتَجَاوَزُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ).
(الشرح)
هذا هو الموقوف، الموقوف ما أسند إلى الصحابة، ما كان من أقوال الصحابة وأفعالهم، ولم يرفعوه إلى النبي ﷺ يقال له موقوف، نعم.
(المتن)
(الشرح)
يعني الموقوف مثل المرفوع، قد يكون متصل، وقد يكون منفصل، إذا كان الرواة كل واحد منهم سمع من الآخر، يكون متصلا موقوفا، وإن كان فيه انقطاع يكون متصلا مقطوعا، نعم، يكون موقوف غير متصل، نعم.
(المتن)
(الشرح)
هذا في التقييد، إذا قيد (22:26)، أما إذا أطلق الموقوف يعني عن كذا، موقوف على الصحابي، أما إذا أريد وقفه على غير الصحابي، فيقيد، فيقال: وقفه فلان، وقفه عطاء، وقفه الزهري، وقفه كذا، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، قال بعض العلماء أطلق الأثر على الصحابة، على ما نقل عن الصحابة، ومنهم من عمم، الأثر يشمل المرفوع والموقوف والمقطوع، نعم.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، قال المؤلف رحمه الله تعالى:
(المتن)
(الشرح)
والمقطوع هو الذي روى فيه التابعي، قال فيه التابعي: قال رسول الله ﷺ، أما المنقطع هو الذي سقط راوٍ من أثناء السند، يقال له منقطع، المنقطع ما سقط منه راوٍ في أثناء السند، والمقطوع هو ما أضافه التابعي إلى رسول الله ﷺ، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، نعم، الموقوف موقوف على التابعي، والصحابي إذا وقف على الصحابي يقال له كما سبق موقوف، إذا وصل السند إلى الصحابي يقال له موقوف، وإذا وصل إلى التابعي يقال له مقطوع، نعم، وإذا وصل السند إلى النبي ﷺ يقال له مرفوع، فالمرفوع ما أضيف إلى النبي ﷺ، والموقوف ما أضيف إلى الصحابي، والمقطوع ما أضيف إلى التابعي، نعم.
(المتن)
(قَالَ الْخَطِيبُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ فِي جَامِعِهِ: "مِنَ الْحَدِيثِ: الْمَقْطُوعُ"، وَقَالَ: "الْمَقَاطِعُ هِيَ الْمَوْقُوفَاتُ عَلَى التَّابِعِي"، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قُلْتُ: وَقَدْ وَجَدْتُ التَّعْبِيرَ بِالْمَقْطُوعِ عَنِ الْمُنْقَطِعِ غَيْرِ الْمَوْصُولِ فِي كَلَامِ الْإِمَامِ الشَّافِعِيِّ، وَأَبِي الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيِّ، وَغَيْرِهِمَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
(الشرح)
كان هذا ورد في ألفاظهما، نعم.
(المتن)
(تَفْرِيعَاتٌ:
أَحَدُهَا قَوْلُ الصَّحَابِيِّ: " كُنَّا نَفْعَلُ كَذَا، أَوْ كُنَّا نَقُولُ كَذَا" إِنْ لَمْ يُضِفْهُ إِلَى زَمَانِ النَّبِيِّ ﷺ فَهُوَ مِنْ قَبِيلِ الْمَوْقُوفِ، وَإِنْ أَضَافَهُ إِلَى زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَالَّذِي قَطَعَ بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبَيِّعِ الْحَافِظُ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ قَبِيلِ الْمَرْفُوعِ).
(الشرح)
نعم، هذا هو الصواب، الصواب أنه إذا قال: كنا نفعل كذا على عهد النبي ﷺ فله حكم الرفع، كقول جابر: "كنا نعزل والقرآن ينزل"، يعني في زمان النبي ﷺ، "لو كان شيئًا ينهى عنه لنهى عنه القرآن"، كنا نفعل فيه كذا، كنا نؤمر بكذا، وقول أم عطية: "نهينا عن اتباع الجنائز"، يعني في عهد النبي ﷺ، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، المعتمد أنه إذا أضاف الصحابي إلى زمن النبي ﷺ فله حكم الرفع، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، هذه السنة، السنة تثبت لواحد من الأمور الثلاثة، قول النبي ﷺ، وفعله، وتقريره، نعم.
(المتن)
(الشرح)
ومنه قول ابن عمر: (كنا نقول والنبي ﷺ حي: أبو بكر ثم عمر، ثم عثمان، فيبلغ ذلك النبي ﷺ ولا ينكره، نعم، أعد.
(المتن)
(وَمِنْ هَذَا الْقَبِيلِ قَوْلُ الصَّحَابِيِّ: " كُنَّا لَا نَرَى بَأْسًا بِكَذَا، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِينَا، أَوْ كَانَ يُقَالُ كَذَا وَكَذَا عَلَى عَهْدِهِ، أَوْ كَانُوا يَفْعَلُونَ كَذَا وَكَذَا فِي حَيَاتِهِ ﷺ"، فَكُلُّ ذَلِكَ وَشِبْهُهُ مَرْفُوعٌ مُسْنَدٌ، مُخَرَّجٌ فِي كُتُبِ الْمَسَانِيدِ.
وَذَكَرَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِيمَا رَوَينَاهُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: " كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَقْرَعُونَ بَابَهُ بِالْأَظَافِيرِ" أَنَّ هَذَا يَتَوَهَّمُهُ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الصَّنْعَةِ مُسْنَدًا - يَعْنِي مَرْفُوعًا - لِذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِيهِ، وَلَيْسَ بِمُسْنَدٍ، بَلْ هُوَ مَوْقُوفٌ، وَذَكَرَ الْخَطِيبُ أَيْضًا نَحْوَ ذَلِكَ فِي جَامِعِهِ.
قُلْتُ: بَلْ هُوَ مَرْفُوعٌ كَمَا سَبَقَ ذِكْرُهُ، وَهُوَ بِأَنْ يَكُونَ مَرْفُوعًا أَحْرَى، لِكَوْنِهِ أَحْرَى بِاطِّلَاعِهِ ﷺ عَلَيْهِ، وَالْحَاكِمُ مُعْتَرِفٌ بِكَوْنِ ذَلِكَ مِنْ قَبِيلِ الْمَرْفُوعِ، وَقَدْ كُنَّا عَدَدْنَا هَذَا فِيمَا أَخَذْنَاهُ عَلَيْه، ثُمَّ تَأَوَّلْنَاهُ لَهُ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمُسْنَدٍ لَفْظًا، بَلْ هُوَ مَوْقُوفٌ لَفْظًا، وَكَذَلِكَ سَائِرُ مَا سَبَقَ مَوْقُوفٌ لَفْظًا، وَإِنَّمَا جَعَلْنَاهُ مَرْفُوعًا مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
الثَّانِي: قَوْلُ الصَّحَابِيِّ "أُمِرْنَا بِكَذَا، أَوْ نُهِينَا عَنْ كَذَا" مِنْ نَوْعِ الْمَرْفُوعِ وَالْمُسْنَدِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، وَالْأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيحُ؛ لِأَنَّ مُطْلَقَ ذَلِكَ يَنْصَرِفُ بِظَاهِرِهِ إِلَى مَنْ إِلَيْهِ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ، وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ).
(الشرح)
نعم، لأن الآمر والناهي هو الرسول ﷺ، نعم.
(المتن)
(لِأَنَّ مُطْلَقَ ذَلِكَ يَنْصَرِفُ بِظَاهِرِهِ إِلَى مَنْ إِلَيْهِ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ، وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
وَهَكَذَا قَوْلُ الصَّحَابِيِّ: "مِنَ السُّنَّةِ كَذَا" فَالْأَصَحُّ أَنَّهُ مُسْنَدٌ مَرْفُوعٌ؛ لِأَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّهُ لَا يُرِيدُ بِهِ إِلَّا سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَمَا يَجِبُ اتِّبَاعُهُ.
وَكَذَلِكَ قَوْلُ أَنَسٍ : "أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ"، وَسَائِرُ مَا جَانَسَ ذَلِكَ، ولَا فَرْقَ بَيْنَ أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَبَعْدَهُ ﷺ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
الثَّالِثُ: مَا قِيلَ مِنْ أَنَّ تَفْسِيرَ الصَّحَابِيِّ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ فِي تَفْسِيرٍ يَتَعَلَّقُ بِسَبَبِ نُزُولِ آيَةٍ يُخْبِرُ بِهِ الصَّحَابِيُّ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، كَقَوْلِ جَابِرٍ : "كَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ: مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ مِنْ دُبُرِهَا فِي قُبُلِهَا جَاءَ الْوَلَدُ أَحْوَلَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ... [البقرة:223] الْآيَةَ).
(الشرح)
يعني هذا مقيد، الصحابي إذا فسر الآية، فله حكم الرفع، فسرها، قال: فأنزل الله، نعم أعد،.
(المتن)
(الشرح)
من ذلكم ما ورد في الرجل الذي قبل امرأة، ثم جاء تائبًا إلى النبي ﷺ، فقال: أَصَلَّيتَ مَعَنَا؟ قال: نعم، قال: «فأنزل الله: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود:114]»، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، إذا فسروا الآية، وقالوا نزلت في كذا، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، كل هذا من قبيل، يرويه عن النبي، أو ينميه، أو يرفعه، أو رواية، نعم، كل هذا له حكم الرفع على الصحيح، نعم.
(المتن)
(الشرح)
يعني والمرسل ضعيف، نعم.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، قال المؤلف رحمه الله تعالى:
(المتن)
(الشرح)
هذا هو المشهور لما أقول: التابعي الكبير، التابعي إذا قال: قال رسول الله خلاص هذا مرسل، حديث مرسل، قال التابعي خلاص، سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، نعم.
(المتن)
(وَلَهُ صُوَرٌ اخْتُلِفَ فِيهَا: أَهِيَ مِنَ الْمُرْسَلِ أَمْ لَا؟ إِحْدَاهَا: إِذَا انْقَطَعَ الْإِسْنَادُ قَبْلَ الْوُصُولِ إِلَى التَّابِعِيِّ، فَكَانَ فِيهِ رِوَايَةُ رَاوٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْمَذْكُورِ فَوْقَهُ، فَالَّذِي قَطَعَ بِهِ الْحَاكِمُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ أَنَّ ذَلِكَ لَا يُسَمَّى مُرْسَلًا، وَأَنَّ الْإِرْسَالَ مَخْصُوصٌ بِالتَّابِعِينَ.
بَلْ إِنْ كَانَ مَنْ سَقَطَ ذِكْرُهُ قَبْلَ الْوُصُولِ إِلَى التَّابِعِيِّ شَخْصًا وَاحِدًا سُمِّيَ مُنْقَطِعًا فَحَسْبُ، وَإِنْ كَانَ أَكْثَرَ مِنْ وَاحِدٍ سُمِّيَ مُعْضَلًا، وَيُسَمَّى أَيْضًا مُنْقَطِعًا، وَسَيَأْتِي مِثَالُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى).
(الشرح)
هذا هو المشهور، أن المرسل ما سقط منه الصحابي، إذا قال التابعي: قال رسول الله، أما ما سقط منه واحد في أثناء السند يسمى منقطع، وبعض العلماء يسميه مرسلًا، لكن المشهور أنه يسمى منقطعا، وإذا سقط اثنان فأكثر على التوالي يسمى معضل، نعم.
(المتن)
(الشرح)
هذا إذا فقد السند، التابعي، تابع التابعي، التابعي والصحابي، إذا قال تابعي التابعي قال رسول الله فقد اثنان، التابعي والصحابي، نعم.
(المتن)
(الثَّانِي: قَوْلُ الزُّهْرِيِّ، وَأَبِي حَازِمٍ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَأَشْبَاهِهِمْ مِنْ أَصَاغِرِ التَّابِعِينَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ"، حَكَى ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ أَنَّ قَوْمًا لَا يُسَمُّونَهُ مُرْسَلًا، بَلْ مُنْقَطِعًا؛ لِكَوْنِهِمْ لَمْ يَلْقَوْا مِنَ الصَّحَابَةِ إِلَّا الْوَاحِدَ وَالِاثْنَيْنِ، وَأَكْثَرُ رِوَايَتِهِمْ عَنِ التَّابِعِينَ.
قَالَ الشَّيْخُ أَبْقَاهُ اللَّهُ: وَهَذَا الْمَذْهَبُ فَرْعٌ لِمَذْهَبِ مَنْ لَا يُسَمِّي الْمُنْقَطِعَ قَبْلَ الْوُصُولِ إِلَى التَّابِعِيِّ مُرْسَلًا، وَالْمَشْهُورُ التَّسْوِيَةُ بَيْنَ التَّابِعِينَ فِي اسْمِ الْإِرْسَالِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
(الشرح)
يمكن ما قبل (قال الشيخ) أنه منقول عن غيره، لأنه قرر في الأول أنه لا يسمى مرسل إلا ما سقط منه الصحابي، نعم، قال الشيخ إيش؟
(المتن)
(قَالَ الشَّيْخُ أَبْقَاهُ اللَّهُ: وَهَذَا الْمَذْهَبُ فَرْعٌ لِمَذْهَبِ مَنْ لَا يُسَمِّي الْمُنْقَطِعَ قَبْلَ الْوُصُولِ إِلَى التَّابِعِيِّ مُرْسَلًا، وَالْمَشْهُورُ التَّسْوِيَةُ بَيْنَ التَّابِعِينَ فِي اسْمِ الْإِرْسَالِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
الثَّالِثَةُ: إِذَا قِيلَ فِي الْإِسْنَادِ: "فُلَانٌ، عَنْ رَجُلٍ أَوْ عَنْ شَيْخٍ عَنْ فُلَانٍ" أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، فَالَّذِي ذَكَرَهُ الْحَاكِمُ فِي "مَعْرِفَةِ عُلُومِ الْحَدِيثِ" أَنَّهُ لَا يُسَمَّى مُرْسَلًا بَلْ مُنْقَطِعًا، وَهُوَ فِي بَعْضِ الْمُصَنَّفَاتِ الْمُعْتَبَرَةِ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ مَعْدُودٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْمُرْسَلِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
(الشرح)
نعم، لا يذكر هذا المبهم، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، بل إذا جاء من طريق أخرى، سمي الصحابي فإنه يقبل، نعم، من المراسيل الضعيف، ومن المراسيل الحسن، ومراسيل ضعيفة، مراسيل الزهري، كل هذه، نعم.
(المتن)
(وَمَنْ أَنْكَرَ هَذَا زَاعِمًا أَنَّ الِاعْتِمَادَ حِينَئِذٍ يَقَعُ عَلَى الْمُسْنَدِ دُونَ الْمُرْسَلِ، فَيَقَعُ لَغْوًا لَا حَاجَةَ إِلَيْهِ، فَجَوَابُهُ أَنَّهُ بِالْمُسْنَدِ يَتَبَيَّنُ صِحَّةُ الْإِسْنَادِ الَّذِي فِيهِ الْإِرْسَالُ، حَتَّى يُحْكَمَ لَهُ مَعَ إِرْسَالِهِ بِأَنَّهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ تَقُومُ بِمِثْلِهِ الْحُجَّةُ، عَلَى مَا مَهَّدْنَا سَبِيلَهُ فِي النَّوْعِ الثَّانِي، وَإِنَّمَا يُنْكِرُ هَذَا مَنْ لَا مَذَاقَ لَهُ فِي هَذَا الشَّأْنِ.
وَمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ سُقُوطِ الِاحْتِجَاجِ بِالْمُرْسَلِ وَالْحُكْمِ بِضَعْفِهِ هُوَ لْمَذْهَبُ الَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ آرَاءُ جَمَاهِيرِ حُفَّاظِ الْحَدِيثِ وَنُقَّادِ الْأَثَرِ، تَدَاوَلُوهُ فِي تَصَانِيفِهِمْ، وَفِي صَدْرِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ: "الْمُرْسَلُ فِي أَصْلِ قَوْلِنَا وَقَوْلِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْأَخْبَارِ لَيْسَ بِحُجَّةٍ"، وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ - حَافِظُ الْمَغْرِبِ - مِمَّنْ حَكَى ذَلِكَ عَنْ جَمَاعَةِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، وَالِاحْتِجَاجُ بِهِ مَذْهَبُ مَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِمَا فِي طَائِفَةٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
(الشرح)
يعني يحتجون بالمرسل، نعم، وبعض العلماء يرى أنه إذا وجد مرسل آخر يعضده كان حجة، مرسل مع مرسل هما صحيحان، وليسا منقطعان، يعضد أحدهما الآخر فيحتج به، أما مرسل واحد فلا، لا يحتج به، هو ضعيف لقول أبي حنيفة إن المرسل ضعيف، لأنه سقط منه واحد، لكن إذا جاء مرسل آخر طرده يقويه، نعم، وإيش بعده؟
(المتن)
(الشرح)
نعم، مثل ما جاء في حديث طارق بن شهاب، حديث الذباب، مرسل صحابي صغير، نعم.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، قال المؤلف رحمه الله تعالى:
(المتن)
(الشرح)
نعم، هذا هو المشهور بين المتأخرين، الفرق بين المنقطع والمرسل، المرسل ما سقط منه الصحابي، والمنقطع ما سقط منه راوٍ في وسط الاسناد قبل الصحابي يسمى المنقطع، وبعض المتقدمين يسمي المنقطع مرسلا، سواء سقط الصحابي، أو سقط في أثناء الإسناد، لكن في اصطلاح المتأخرين المنقطع ما سقط منه راوٍ قبل الصحابي، وما سقط منه الصحابي يسمى المرسل، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، وكذلك ما فيه مبهم بعضهم يسميه منقطع، نعم.
(المتن)