(0:03)
نعم، هذا هو الأقرب، والأقرب أنه هو الذي لا تقبل روايته هو الذي يكذب على النبي حتى لو تاب بعد ذلك، لو تاب وحسنت توبته، توبته صحيحة، لكن ما يقبل حديثه عن النبي، أما إذا كان فيما يتعلق بشئون الناس، فيما يتعلق بالناس فالأقرب أنه يقبل حديثه إذا حسنت توبته، نعم.
(المتن)
(الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ: إِذَا رَوَى ثِقَةٌ عَنْ ثِقَةٍ حَدِيثًا وَرُوجِعَ الْمَرْوِيُّ عَنْهُ فَنَفَاهُ فَالْمُخْتَارُ أَنَّهُ إِنْ كَانَ جَازِمًا بِنَفْيِهِ بِأَنْ قَالَ: "مَا رَوَيْتُهُ، أَوْ كَذَبَ عَلَيَّ" أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، فَقَدْ تَعَارَضَ الْجَزْمَانِ، وَالْجَاحِدُ هُوَ الْأَصْلُ، فَوَجَبَ رَدُّ حَدِيثٍ فَرْعُهُ ذَلِكَ، ثُمَّ لَا يَكُونُ ذَلِكَ جَرْحًا لَهُ يُوجِبُ رَدَّ بَاقِي حَدِيثِهِ؛ لِأَنَّهُ مُكَذِّبٌ لِشَيْخِهِ أَيْضًا فِي ذَلِكَ، وَلَيْسَ قَبُولُ جَرْحِ شَيْخِهِ لَهُ بِأَوْلَى مِنْ قَبُولِ جَرْحِهِ لِشَيْخِهِ، فَتَسَاقَطَا.
أَمَّا إِذَا قَالَ الْمَرْوِيُّ عَنْهُ: "لَا أَعْرِفُهُ، أَوْ لَا أَذْكُرُهُ" أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، فَذَلِكَ لَا يُوجِبُ رَدَّ رِوَايَةِ المرَّاوِي عَنْهُ.
وَمَنْ رَوَى حَدِيثًا ثُمَّ نَسِيَهُ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مُسْقِطًا لِلْعَمَلِ بِهِ عِنْدَ جُمْهُورِ أَهْلِ الْحَدِيثِ، وَجُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ، وَالْمُتَكَلِّمِينَ، خِلَافًا لِقَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ صَارُوا إِلَى إِسْقَاطِهِ بِذَلِكَ، وَبَنَوْا عَلَيْهِ رَدَّهُمْ حَدِيثَ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: إِذَا نُكِحْتِ الْمَرْأَةُ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ... الْحَدِيثَ، مِنْ أَجْلِ أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ قَالَ: "لَقِيتُ الزُّهْرِيَّ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ".
وَكَذَا حَدِيثُ رَبِيعَةَ الرَّأْيِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : "أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَضَى بِشَاهِدٍ وَيَمِينٍ" فَإِنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيَّ قَالَ: "لَقِيتُ سُهَيْلًا فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ".
وَالصَّحِيحُ مَا عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ؛ لِأَنَّ الْمَرْوِيَّ عَنْهُ بِصَدَدِ السَّهْوِ وَالنِّسْيَانِ، وَالرَّاوِي عَنْهُ ثِقَةٌ جَازِمٌ، فَلَا يُرَدُّ بِالِاحْتِمَالِ رِوَايَتُهُ، وَلِهَذَا كَانَ سُهَيْلٌ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ عَنِّي، عَنْ أَبِي وَيَسُوقُ الْحَدِيثَ).
(الشرح)
نعم، هذا هو الصواب، الصواب أن الإنسان قد ينسى، الإنسان ينسى، فإذا حدث الحديث ثم طالت المدة، قد يطول عمر الشيخ، فيحدث الحديث، ثم يحدث بعد مدة طويلة، بعد عشرين سنة، أو ثلاثين سنة، فينسى، فإذا كان الراوي جازم وثقة، فإنها تقبل روايته، ولو كان الشيخ نسي، قد ينسى مع طول المدة، ولهذا كان سهيل يقول: حدثتني ربيعة عني، صار يحدث عنه، عن تلميذه عنه هو، حدثه بعد مدة، ثم نسي، ثم أخبره تلميذه أن الحديث عنه، فصار يروي عن تلميذه عن نفسه، حدثني ربيعة عني عن أبي، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نسوها، نعم، نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ. [الحشر:19]، المنقوص إذا أسند إلى واو الجماعة يضم، (نسي نسُوا) (رضي - رضُوا) بخلاف إذا كان معتل الآخر بالألف فإنه يفتح (سعى - سعَوا) (دعا - دعَوا) أما نسي - نسُوا، رضي رضُوا، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نسي، نعم، أخبار من حدث ونسي، الخطيب البغدادي - رحمه الله - له في كل فن من فنون الحديث مؤلف، جمع أخبار من حدث ثم نسي، جمع الذين حدثوا ثم نسوا، نعم.
(المتن)
(الشرح)
لأنه قد ينسى، نعم، الرواية عن الأموات نعم.
(المتن)
(الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: مَنْ أَخَذَ عَلَى التَّحْدِيثِ أَجْرًا مَنَعَ ذَلِكَ مِنْ قَبُولِ رِوَايَتِهِ عِنْدَ قَوْمٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ، رَوِّينَا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْمُحَدِّثِ يُحَدِّثُ بِالْأَجْرِ، فَقَالَ: "لَا يُكْتَبُ عَنْهُ"، وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَأَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ نَحْوُ ذَلِكَ، وَتَرَخَّصَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَكِّيُّ.
وَآخَرُونَ فِي أَخْذِ الْعِوَضِ عَلَى التَّحْدِيثِ، وَذَلِكَ شَبِيهٌ بِأَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَنَحْوِهِ، غَيْرَ أَنَّ فِي هَذَا مِنْ حَيْثُ الْعُرْفُ خَرْمًا لِلْمُرُوءَةِ، وَالظَّنُّ يُسَاءُ بِفَاعِلِهِ إِلَّا أَنْ يَقْتَرِنَ ذَلِكَ بِعُذْرٍ يَنْفِي ذَلِكَ عَنْهُ، كَمِثْلِ مَا حَدَّثَنِيهِ الشَّيْخُ أَبُو الْمُظَفَّرِ، عَنْ أَبِيهِ الْحَافِظِ أَبِي سَعْدٍ السَّمْعَانِيِّ أَنَّ أَبَا الْفَضْلِ مُحَمَّدَ بْنَ نَاصِرٍ السَّلَّامِيَّ ذَكَرَ أَنَّ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ النَّقُورِ فَعَلَ ذَلِكَ، لِأَنَّ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيَّ أَفْتَاهُ بِجَوَازِ أَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَى التَّحْدِيثِ؛ لِأَنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ كَانُوا يَمْنَعُونَهُ عَنِ الْكَسْبِ لِعِيَالِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
(الشرح)
نعم، قد يقال في حال الضرورة، إذا كان متفرغًا للحديث، وليس عنده وقت للكسب، وأخذ بمقدار الحاجة، ولهذا أفتى بعضهم، وأن يتورع فهو أولى، نعم.
(المتن)
(الشرح)
يعني إذا كان المحدث معروف أنه ينام في مجلس الحديث، فلا تقبل روايته بعد ذلك، لأنه يفوته شيء لما ينعس كثير، وينام، معروف أنه ينام في مجلس الحديث، وكذلك من كان ليس عنده أصل يحدث منه ويرجع إليه، وهذا قبل أن تدون الأحاديث، الآن دونت الحمد لله الأحاديث والأسانيد، وأمهات الكتب دونت، فلا إشكال الآن، ليس هناك تحديث الآن، أن يكون الإنسان يحدث من صدره، الآن الأحاديث الحمد لله ضبطت، ودونت الأمهات الست، لكن هذا قبل أن تدون، قبل أن تدون القرن الأول قبل أن تدون الأحاديث، إذا كان الإنسان يتساهل بالنوم، ينام ينعس ثم يحدث، لا يقبلون حديثه، لأنه يفوته شيء كثير بسبب نومه، أو كان عنده غفلة أو شرود ذهن بحيث أنه يفكر، هذا يفوته شيء، فلا يقبل حديثه، أو كان ما عنده أصل يحدث منه، هذا قبل أن تدون الأحاديث، نعم.
(المتن)
(الشرح)
وكذلك مثلًا يلقن، قد يبتلى بعض المحدثين بمن يلقنه، أو يكون عنده وراق يدخل عليه في كتبه شيء، نعم.
(المتن)
(الشرح)
كذلك من عرف بكثرة الشواذ والمناكير، يخالف الحفاظ، يروي الشواذ ويروي المناكير يتفرد بها، نعم.
(المتن)
(الشرح)
يعني كثرة الغلط والخطأ، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، يضبط الراوي من الضبط، من ضبط الصدر وضبط الكتاب، إذا حدث من صدره فهو ضابط، وإن حدث من كتابه فهو كذلك، ولا بد من الثقة، العدالة، يكون عدل في دينه، وضابط في حديثه، نعم.
(المتن)
(الشرح)
يعني إن أصر على الغلط وعاند، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، إذا كان على جهة العناد، أما إذا أصر وقال: لا، سرى أنه على صواب، وليس من جهة العناد، فهذا أمر آخر، نعم.
(المتن)
(الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ: أَعْرَضَ النَّاسُ فِي هَذِهِ الْأَعْصَارِ الْمُتَأَخِّرَةِ عَنِ اعْتِبَارِ مَجْمُوعِ مَا بَيَّنَّا مِنَ الشُّرُوطِ فِي رُوَاةِ الْحَدِيثِ وَمَشَايِخِهِ، فَلَمْ يَتَقَيَّدُوا بِهَا فِي رِوَايَاتِهِمْ، لِتَعَذُّرِ الْوَفَاءِ بِذَلِكَ عَلَى نَحْوِ مَا تَقَدَّمَ، وَكَانَ عَلَيْهِ مَنْ تَقَدَّمَ، وَوَجْهُ ذَلِكَ مَا قَدَّمْنَاه فِي أَوَّلِ كِتَابِنَا هَذَا مِنْ كَوْنِ الْمَقْصُودِ آلَ آخِرًا إِلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَى خِصِّيصَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي الْأَسَانِيدِ، وَالْمُحَاذَرَةِ مِنَ انْقِطَاعِ سِلْسِلَتِهَا، فَلْيُعْتَبَرْ مِنَ الشُّرُوطِ الْمَذْكُورَةِ مَا يَلِيقُ بِهَذَا الْغَرَضِ عَلَى تَجَرُّدِهِ، وَلْيُكْتَفَ فِي أَهْلِيَّةِ الشَّيْخِ بِكَوْنِهِ مُسْلِمًا، بَالِغًا، عَاقِلًا، غَيْرَ مُتَظَاهِرٍ بِالْفِسْقِ وَالسُّخْفِ، وَفِي ضَبْطِهِ بِوُجُودِ سَمَاعِهِ مُثْبَتًا بِخَطٍّ غَيْرِ مُتَّهَمٍ، وَبِرِوَايَتِهِ مِنْ أَصْلٍ مُوَافِقٍ لِأَصْلِ شَيْخِهِ.
وَقَدْ سَبَقَ إِلَى نَحْوِ مَا ذَكَرْنَاهُ الْحَافِظُ الْفَقِيهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَإِنَّهُ ذَكَرَ فِيمَا رَوِّينَا عَنْهُ تَوَسُّعَ مَنْ تَوَسَّعَ فِي السَّمَاعِ مِنْ بَعْضِ مُحَدِّثِي زَمَانِهِ الَّذِينَ لَا يَحْفَظُونَ حَدِيثَهُمْ وَلَا يُحْسِنُونَ قِرَاءَتَهُ مَنْ كُتُبِهِمْ، وَلَا يَعْرِفُونَ مَا يُقْرَأُ عَلَيْهِمْ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْقِرَاءَةُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِمْ.
وَوَجَّهَ ذَلِكَ بِأَنَّ الْأَحَادِيثَ الَّتِي قَدْ صَحَّتْ، أَوْ وَقَفَتْ بَيْنَ الصِّحَّةِ وَالسُّقْمِ قَدْ دُوِّنَتْ وَكُتِبَتْ فِي الْجَوَامِعِ الَّتِي جَمَعَهَا أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَذْهَبَ شَيْءٌ مِنْهَا عَلَى جَمِيعِهِمْ، وَإِنْ جَازَ أَنْ يَذْهَبَ عَلَى بَعْضِهِمْ، لِضَمَانِ صَاحِبِ الشَّرِيعَةِ حِفْظَهَا.
قَالَ: "فَمَنْ جَاءَ الْيَوْمَ بِحَدِيثٍ لَا يُوجَدُ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ، وَمَنْ جَاءَ بِحَدِيثٍ مَعْرُوفٍ عِنْدَهُمْ فَالَّذِي يَرْوِيهِ لَا يَنْفَرِدُ بِرِوَايَتِهِ، وَالْحُجَّةُ قَائِمَةٌ بِحَدِيثِهِ بِرِوَايَةِ غَيْرِهِ، وَالْقَصْدُ مِنْ رِوَايَتِهِ وَالسَّمَاعِ مِنْهُ أَنْ يَصِيرَ الْحَدِيثُ مُسَلْسَلًا "بِحَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا"، وَتَبْقَى هَذِهِ الْكَرَامَةُ الَّتِي خُصَّتْ بِهَا هَذِهِ الْأُمَّةُ شَرَفًا لِنَبِيِّنَا الْمُصْطَفَى ﷺ"، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، قال المؤلف رحمه الله تعالى:
(المتن)
(الشرح)
نعم، فيه ألفاظ للجرح، وألفاظ للتعديل، نعم.
(المتن)
(وَقَدْ رَتَّبَهَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ فِي كِتَابِهِ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ فَأَجَادَ وَأَحْسَنَ، وَنَحْنُ نُرَتِّبُهَا كَذَلِكَ، وَنُورِدُ مَا ذَكَرَهُ، وَنُضِيفُ إِلَيْهِ مَا بَلَغَنَا فِي ذَلِكَ عَنْ غَيْرِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، أَمَّا أَلْفَاظُ التَّعْدِيلِ فَعَلَى مَرَاتِبَ:
الْأُولَى: قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: "إِذَا قِيلَ لِلْوَاحِدِ إِنَّهُ ثِقَةٌ أَوْ مُتْقِنٌ، فَهُوَ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ"، قُلْتُ: وَكَذَا إِذَا قِيلَ "ثَبْتٌ أَوْ حُجَّةٌ"، وَكَذَا إِذَا قِيلَ فِي الْعَدْلِ إِنَّهُ "حَافِظٌ أَوْ ضَابِطٌ"، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
(الشرح)
المثبت، ثبت ثبت، ثقة، ثبت، حجة، هذه كلمات، تعديل فيه، يعني من التعديل، الذي في العلو في التعديل، وأعلى منها يقال: ثبت ثبت، أو حجة حجة، نعم.
(المتن)
(الشرح)
هذا هو الذي يقال عنه حافظ حسن، إذا كان صدوق ومحله الصدق، وقد يكون صدوق يهم، وهم قليل، هذا يكون حديثه حسن، نعم.
(المتن)
(قُلْتُ: هَذَا كَمَا قَالَ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْعِبَارَاتِ لَا تُشْعِرُ بِشَرِيطَةِ الضَّبْطِ، فَيُنْظَرُ فِي حَدِيثِهِ وَيُخْتَبَرُ حَتَّى يُعْرَفَ ضَبْطُهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ طَرِيقِهِ فِي أَوَّلِ هَذَا النَّوْعِ، وَإِنْ لَمْ نَسْتَوْفِ النَّظَرَ الْمُعَرِّفَ لِكَوْنِ ذَلِكَ الْمُحَدِّثِ فِي نَفْسِهِ ضَابِطًا مُطْلَقًا، وَاحْتَجْنَا إِلَى حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِهِ اعْتَبَرْنَا ذَلِكَ الْحَدِيثَ، وَنَظَرْنَا هَلْ لَهُ أَصْلٌ مِنْ رِوَايَةِ غَيْرِهِ؟ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُ طَرِيقِ الِاعْتِبَارِ فِي النَّوْعِ الْخَامِسَ عَشَرَ.
وَمَشْهُورٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْقُدْوَةِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَنَّهُ حَدَّثَ، فَقَالَ: "حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ"، فَقِيلَ لَهُ: "أَكَانَ ثِقَةً؟" فَقَالَ: "كَانَ صَدُوقًا، وَكَانَ مَأْمُونًا، وَكَانَ خَيِّرًا - وَفِي رِوَايَةٍ: وَكَانَ خِيَارًا - الثِّقَةُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ").
(الشرح)
يعني ما وصل إلى حد أن يكون ثقة، الثقة شعبة وسفيان، أما هذا صدوق، محله الصدق، هو خيار، يعني عدل في دينه، لكن في حديثه ما يصل إلى الدرجة العليا، وإنما محله الصدق، نعم.
(المتن)
ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ مُخَالِفٌ لِمَا وَرَدَ عَنِ ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: قَلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: إِنَّكَ تَقُولُ: فُلَانٌ "لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ"، وَفُلَانٌ "ضَعِيفٌ"؟ قَالَ: إِذَا قُلْتُ لَكَ: "لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ" فَهُوَ ثِقَةٌ، وَإِذَا قَلْتُ لَكَ: "هُوَ ضَعِيفٌ" فَلَيْسَ هُوَ بِثِقَةٍ، لَا تَكْتُبْ حَدِيثَهُ.
قُلْتُ: لَيْسَ فِي هَذَا حِكَايَةُ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ، فَإِنَّهُ نَسَبَهُ إِلَى نَفْسِهِ خَاصَّةً، بِخِلَافِ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ).
(الشرح)
يعني هذا اصطلاح له خاص، إذا قال: ليس به بأس فهو ثقة، اصطلاح له، نعم، ولا (19:20) مثل الترمذي أو اصطلاح قال: حديث حسن، حديث حسن وصحيح، والحسن بيَّن اصطلاحه أنه مروي من غير وجه، وليس في راويه من هو متهم بالكذب، وله طريق أخرى، هذا يسميه حسن، هذا الحسن لغيره، هناك حسن لذاته، ما اشتهر مخرجه وعدلت رواته، ونقص عن رتبة الصحيح، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم الذي ذكره ابن أبي حاتم هذا لأهل الحديث، الثقات والصدوق، أما هذا الذي ذكره اصطلاح له خاص، إذا قال ليس به بأس أراد أنه ثقة، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، إذا قيل شيخ مثل الذي يقول فيه الحافظ مقبول، يحتاج إلى متابعة، إذا توبع فإنه، يكون حديثه حسن لغيره، أما إذا لم يتابع فإنه يتوقف يكون ضعيف، أسقط فيه شيخ، أو لين الحديث، أو فيه لين، أو مقبول، هذا يحتاج إلى متابعة أو شاهد، فإن وجد له متابعة أو شاهد ارتقى حديثه إلى درجة الحسن لغيره، وإلا فإنه يتوقف فيه، نعم.
(المتن)
(الشرح)
إذا قال صالح أو لين، أو يكتب حديثه وما شابه، نعم.
(المتن)
(قُلْتُ: وَجَاءَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ رُبَّمَا جَرَى ذِكْرُ حَدِيثِ الرَّجُلِ فِيهِ ضَعْفٌ، وَهُوَ رَجُلٌ صَدُوقٌ، فَيَقُولُ: رَجُلٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَأَمَّا أَلْفَاظُهُمْ فِي الْجَرْحِ فَهِيَ أَيْضًا عَلَى مَرَاتِبَ:
(أُولَاهَا): قَوْلُهُمْ: "لَيِّنُ الْحَدِيثِ"، قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: إِذَا أَجَابُوا فِي الرَّجُلِ "بِلَيِّنِ الْحَدِيثِ"، فَهُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَيُنْظَرُ فِيهِ اعْتِبَارًا.
قُلْتُ: وَسَأَلَ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ أَبَا الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ الْإِمَامَ، فَقَالَ لَهُ: إِذَا قُلْتَ: فُلَانٌ لَيِّنٌ" أَيْشِ تُرِيدُ بِهِ؟ قَالَ: لَا يَكُونُ سَاقِطًا مَتْرُوكَ الْحَدِيثِ، وَلَكِنْ مَجْرُوحًا بِشَيْءٍ لَا يُسْقِطُ عَنِ الْعَدَالَةِ.
(الشرح)
يعني يحتاج إلى شاهد أو متابعة، نعم.
(المتن)
(الشرح)
القوي دون صالح الحديث، نعم.
(المتن)
(الشرح)
لا، لا يُطَّرَح الحديث، إذا قالوا ضعيف، لين، صالح، ضعيف، درجات، نعم.
(المتن)
(الشرح)
هذا فيه نظر، كذاب هذه أقل، أشد منها، إذا قيل متروك، أو ذاهب الحديث هذا متهم بالكذب، أما كذاب هذه بعدها، مرتبة بعدها، هذا الكذاب هو الوضاع، كذاب أو وضاع أو دجال، قال إيش؟ فيه تعليق عندكم على هذا، على المرتبة ذي؟
(34:14)
نعم، أعد، إذا قيل إيش؟
(المتن)
(الشرح)
كذاب هذه بعدها، منزلة بعدها أشد منها، نعم.
طالب:
ولكن ذكر هنا أن المحشي نقل ترتيب ابن حجر، قال: قسمها يعني التقسيم المختار:
المرتبة الأولى، أشهر مراتب التجريح مثل فيه مقال أو فيه ضعف.
المرتبة الثانية لا يحتج به، ضعفوه، ضعيف، منكر الحديث، واهن، مضطرب الحديث.
المرتبة الثالثة: ضعيف جدًا ليس بثقة، واهن بمرة.
المرتبة الرابعة يسرق الحديث، متهم بالكذب، ساقط.
المرتبة الخامسة كالدجال والكذاب، ويكذب.
المرتبة السادسة ما يدل على المبالغة مثل أكذب الناس، إليه المنتهى في الكذب.
الشيخ:
نسأل الله العافية، نعم.
(المتن)
(قَالَ الْخَطِيبُ أَبُو بَكْرٍ: أَرْفَعُ الْعِبَارَاتِ فِي أَحْوَالِ الرُّوَاةِ أَنْ يُقَالَ: "حُجَّةٌ أَوْ ثِقَةٌ"، وَأَدْوَنُهَا أَنْ يُقَالَ: "كَذَّابٌ، سَاقِطٌ".
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الصَّاعِدِيُّ الْفَرَاوِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِنَيْسَابُورَ قال أَنْبِأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، قال أَنْبِأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ الْحَافِظُ، قال أَنْبِأَنَا ابو الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، قال أَنْبِأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قال حدثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ قَالَ: لَا يُتْرَكُ حَدِيثُ رَجُلٍ حَتَّى يَجْتَمِعَ الْجَمِيعُ عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ، قَدْ يُقَالُ: "فُلَانٌ ضَعِيفٌ"، فَأَمَّا أَنْ يُقَالَ: "فُلَانٌ مَتْرُوكٌ" فَلَا، إِلَّا أَنْ يُجْمِعَ الْجَمِيعُ عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ.
وَمِمَّا لَمْ يَشْرَحْهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَلْفَاظِ الْمُسْتَعْمَلَةِ فِي هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ: "فُلَانٌ قَدْ رَوَى النَّاسُ عَنْهُ، فُلَانٌ وَسَطٌ، فُلَانٌ مُقَارَبُ الْحَدِيثِ، فُلَانٌ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ، فُلَانٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، فُلَانٌ مَجْهُولٌ، فُلَانٌ لَا شَيْءَ، فُلَانٌ لَيْسَ بِذَاكَ" وَرُبَّمَا قِيلَ "لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ"، أو "فُلَانٌ فِيهِ أَوْ فِي حَدِيثِهِ ضَعْفٌ"، وَهُوَ فِي الْجَرْحِ أَقَلُّ مِنْ قَوْلِهِمْ: "فُلَانٌ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ"، "فُلَانٌ مَا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا"، وَهُوَ فِي التَّعْبِيرِ دُونَ قَوْلِهِمْ: "لَا بَأْسَ بِهِ" وَمَا مِنْ لَفْظَةٍ مِنْهَا وَمِنْ أَشْبَاهِهَا إِلَّا وَلَهَا نَظِيرٌ شَرَحْنَاهُ، أَوْ أَصْلٌ أَصَّلْنَاهُ، يَتَنَبَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عَلَيْهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، قال المؤلف رحمه الله تعالى:
(المتن)
(النَّوْعُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ كَيْفِيَّةِ سَمَاعِ الْحَدِيثِ وَتَحَمُّلِهِ وَصِفَةِ ضَبْطِهِ:
اعْلَمْ أَنَّ طُرُقَ نَقْلِ الْحَدِيثِ وَتَحَمُّلِهِ عَلَى أَنْوَاعٍ مُتَعَدِّدَةٍ، وَلْنُقَدِّمْ عَلَى بَيَانِهَا بَيَانَ أُمُورٍ:
أَحَدُهَا: يَصِحُّ التَّحَمُّلُ قَبْلَ وُجُودِ الْأَهْلِيَّةِ، فَتُقْبَلُ رِوَايَةُ مَنْ تَحَمَّلَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ وَرَوَى بَعْدَهُ، وَكَذَلِكَ رِوَايَةُ مَنْ سَمِعَ قَبْلَ الْبُلُوغِ وَرَوَى بَعْدَهُ).
(الشرح)
نعم، التحمل، تحمل الحديث وروايته، هناك فرق بين التحمل والرواية، التحمل يجوز أن يتحمل، يعني يسمع الحديث في حال كفره، لكن لو أداه في حال كفره ما صح منه، لو رواه، لكن يجوز فإذا تحمل، سمع الحديث في حال كفره، ثم أسلم من الله عليه بالإسلام، ثم روى الحديث قبل منه، وكذلك الصغير، إذا سمع قبل البلوغ، الحديث وتحمله، ثم رواه بعد البلوغ صحت الرواية، وقت التحمل غير وقت الأداء، فيجوز في وقت التحمل ما لا يجوز في وقت الأداء، فلو أدى الحديث في حال كفره ما قبل منه، لكن إذا تحمله، ثم أداه بعد الإسلام صح، ولو أدى الصغير روى الحديث قبل البلوغ ما صح منه، لكن إذا تحمله قبل البلوغ، ثم رواه قبل البلوغ صح، نعم.
(المتن)
(الشرح)
ومحمود بن الربيع، نعم، كان صحابي وهو صغير، أدرك من النبي مجة مجها في وجهه وهو ابن خمس سنين، مجها في وجهه، نعم.
(المتن)
(وَأَشْبَاهِهِمْ مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ بَيْنَ مَا تَحَمَّلُوهُ قَبْلَ الْبُلُوغِ وَمَا بَعْدَهُ، وَلَمْ يَزَالُوا قَدِيمًا وَحَدِيثًا يُحْضِرُونَ الصِّبْيَانَ مَجَالِسَ التَّحْدِيثِ وَالسَّمَاعِ، وَيَعْتَدُّونَ بِرِوَايَتِهِمْ لِذَلِكَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
الثَّانِي: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ: "يُسْتَحَبُّ كَتْبُ الْحَدِيثِ فِي الْعِشْرِينَ؛ لِأَنَّهَا مُجْتَمَعُ الْعَقْلِ"، قَالَ: "وَأُحِبُّ أَنْ يَشْتَغِلَ دُونَهَا بِحِفْظِ الْقُرْآنِ وَالْفَرَائِضِ".
(الشرح)
يعني الزبيري يرى أن الإنسان يشتغل بحفظ القرآن الأول إلى بلوغ هذا الشيء، فإذا بلغ هذا الشيء يشتغل بالحديث كتابة الحديث، نعم.
(المتن)
(وَوَرَدَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ: "كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَطْلُبَ الْحَدِيثَ تَعَبَّدَ قَبْلَ ذَلِكَ عِشْرِينَ سَنَةً"، وَقِيلَ لِمُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ: " كَيْفَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ؟" فَقَالَ: "كَانَ أَهْلُ الْكُوفَةِ لَا يُخْرِجُونَ أَوْلَادَهُمْ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ صِغَارًا حَتَّى يَسْتَكْمِلُوا عِشْرِينَ سَنَةً"، وَقَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: "أَهْلُ الْبَصْرَةِ يَكْتُبُونَ لِعَشْرِ سِنِينَ، وَأَهْلُ الْكُوفَةِ لِعِشْرِينَ، وَأَهْلُ الشَّامِ لِثَلَاثِينَ"، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قُلْتُ: وَيَنْبَغِي بَعْدَ أَنْ صَارَ الْمَلْحُوظُ إِبْقَاءَ سِلْسِلَةِ الْإِسْنَادِ أَنْ يُبَكَّرَ بِإِسْمَاعِ الصَّغِيرِ فِي أَوَّلِ زَمَانٍ يَصِحُّ فِيهِ سَمَاعُهُ).
(الشرح)
لأن الأحاديث دونت الآن، والأسانيد الآن محفوظة، وليس هناك شيء جديد الآن، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، وهذا هو الصحيح، أنه ليس هناك حد للسن لكي يتأهل، قد يتأهل وهو ابن عشر سنين، وقد يتأهل وهو ابن ثنتي عشرة سنة، المهم التأهل، وهذا يختلف باختلاف الأشخاص، منهم بعض الأذكياء يتأهل لعشر سنين أو لثمان سنين، وبعضهم لا يتأهل إلا بعد ذلك، نعم.
(المتن)
(الشرح)
عقل، إذا عقل وضبط، يعني من غير تحديد السن، إذا صار عنده عقل وضبط، فإنه يبدأ في سماع الحديث، نعم.
(المتن)
(الشرح)
وهي خمس سنين يعني، لأنه عقل مجة مجها النبي ﷺ في وجهه وهو ابن خمس سنين، نعم.
(المتن)
(وَذَكَرَ رِوَايَةَ الْبُخَارِيِّ فِي صَحِيحِهِ بَعْدَ أَنْ تَرْجَمَ:"مَتَى يَصِحُّ سَمَاعُ الصَّغِيرِ؟" بِإِسْنَادِهِ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: "عَقَلْتُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ مِنْ دَلْوٍ"، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: أَنَّهُ كَانَ ابْنَ أَرْبَعِ سِنِينَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قُلْتُ: التَّحْدِيدُ بِخَمْسٍ هُوَ الَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ عَمَلُ أَهْلِ الْحَدِيثِ الْمُتَأَخِّرِينَ، فَيَكْتُبُونَ لِابْنِ خَمْسٍ فَصَاعِدًا (سَمِعَ)، وَلِمَنْ لَمْ يَبْلُغْ خَمْسًا (حَضَرَ)، أَوْ (أُحْضِرَ).
وَالَّذِي يَنْبَغِي فِي ذَلِكَ أَنْ تُعْتَبَرَ فِي كُلِّ صَغِيرٍ حَالُهُ عَلَى الْخُصُوصِ، فَإِنْ وَجَدْنَاهُ مُرْتَفِعًا عَنْ حَالِ مَنْ لَا يَعْقِلُ فَهْمًا لِلْخِطَابِ وَرَدًّا لِلْجَوَابِ وَنَحْوَ ذَلِكَ صَحَّحْنَا سَمَاعَهُ، وَإِنْ كَانَ دُونَ خَمْسٍ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ لَمْ نُصَحِّحْ سَمَاعَهُ، وَإِنْ كَانَ ابْنَ خَمْسٍ، بَلِ ابْنَ خَمْسِينَ).
(الشرح)
هذا صحيح، يختلفون في هذا، بعض الأطفال ابن خمس سنين ما يفهم شيء ولا سبع إلى عشر ما يفهم، وبعض الأطفال ذكي ثلاث سنوات أربع سنوات يفهم، نعم.
(المتن)
(الشرح)
وهذا من النوادر، هذا من النوادر، ابن أربع سنين ويفهم، ويحفظ، ويسمع، إلا أنه إذا جاع بكى، لأنه لا يزال طفل، إيش؟ وقد ذكر أنه أعد.
(المتن)
(الشرح)
ابن أربع سنين فيه كثير الآن من الأطفال لم يفهم شيء، لكن هذا من النوادر، نعم، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، لأنه حافظ، حافظ ضابط، نعم.
(المتن)
(الشرح)
نعم، لأن المدار على التمييز والفهم، المدار على التمييز والفهم، نعم.
(المتن)
(بَيَانُ أَقْسَامِ طُرُقِ نَقْلِ الْحَدِيثِ وَتَحَمُّلِهِ، وَمَجَامِعُهَا ثَمَانِيَةُ أَقْسَامٍ:
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ السَّمَاعُ مَنْ لَفْظِ الشَّيْخِ، وَهُوَ يَنْقَسِمُ إِلَى إِمْلَاءٍ، وَتَحْدِيثٍ مِنْ غَيْرِ إِمْلَاءٍ، وَسَوَاءٌ كَانَ مَنْ حِفْظِهِ أَوْ مِنْ كِتَابِهِ، وَهَذَا الْقِسْمُ أَرَفَعُ الْأَقْسَامِ عِنْدَ الْجَمَاهِيرِ).
(الشرح)
يعني يكون الطالب يسمع من لفظ الشيخ، يقول: حدثنا يسمع، سواء كان يمليه، أو من غير إملاء، الشيخ هو الذي يتكلم، والتلميذ هو الذي يسمع، والطريق الثاني بالعكس، التلميذ هو الذي يقرأ، والشيخ يسمع، نعم.
(المتن)
(الشرح)
كل هذه صيغ، صيغ في السماع من الشيخ، (حدثنا، وأقرأنا، وأنبأنا، وأسمعنا، وقال لنا)، نعم.
(المتن)
(قُلْتُ: فِي هَذَا نَظَرٌ، وَيَنْبَغِي فِيمَا شَاعَ اسْتِعْمَالُهُ مِنْ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ مَخْصُوصًا بِمَا سُمِعَ مِنْ غَيْرِ لَفْظِ الشَّيْخِ - عَلَى مَا نُبَيِّنُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى - أَنْ لَا يُطْلَقَ فِيمَا سَمِعَ مِنْ لَفْظِ الشَّيْخِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْإِيهَامِ وَالْإِلْبَاسِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَذَكَرَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ أَنَّ أَرْفَعَ الْعِبَارَاتِ فِي ذَلِكَ "سَمِعْتُ" ثُمَّ "حَدَّثَنَا وَحَدَّثَنِي"، فَإِنَّهُ لَا يَكَادُ أَحَدٌ يَقُولُ: "سَمِعْتُ" فِي أَحَادِيثِ الْإِجَازَةِ وَالْمُكَاتَبَةِ، وَلَا فِي تَدْلِيسِ مَا لَمْ يَسْمَعْهُ.
وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ فِيمَا أُجِيزَ لَهُ "حَدَّثَنَا"، وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ" وَيَتَأَوَّلُ أَنَّهُ حَدَّثَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ الْحَسَنُ إِذْ ذَاكَ بِهَا إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا).
(الشرح)
ولهذا قيل أن الحسن مدلس، يقول (حدثنا) يعني حدثنا أهل المدينة وهو لم يسمع، فيقصد حدثنا أهل المدينة وهو أعلى منهم، وإن كان لم يسمع، ولهذا فإن الحسن - رحمه الله - مدلس، من التدليس، لم يسمع من أبي هريرة، إذا لم يصرح بالسماع، بل إنه لم يسمع من أبي هريرة إطلاقًا، منقطع يعني، نعم.
(المتن)
(الشرح)
المشهور أنه لم يسمع، نعم.
(المتن)
ثُمَّ يَتْلُو ذَلِكَ قَوْلُ: "أَخْبَرَنَا" وَهُوَ كَثِيرٌ فِي الِاسْتِعْمَالِ، حَتَّى إنَّ جَمَاعَةً مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ كَانُوا لَا يَكَادُونَ يُخْبِرُونَ عَمَّا سَمِعُوهُ مِنْ لَفْظِ مَنْ حَدَّثَهُمْ إِلَّا بِقَوْلِهِمْ: "أَخْبَرَنَا"، مِنْهُمْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَأَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّازِيَّانِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَذَكَرَ الْخَطِيبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ يَقُولُ: "أَنْبَأَنَا").
(الشرح)
أنبأنا أو أخبرنا، (نا) يعني هذه إشارة إلى أنبأنا.
(المتن)
(الشرح)
يعني الصيغة، يفسرها يقول سمعت، سمعت هذه أرفع في الصيغة، لكن هل يقول أخبرنا، فيها خلاف، فيما سمع من لفظ الشيخ، إنما يقول: سمعنا أو حدثنا، أو حدثني، سمعت أو حدثني، نعم.
(المتن)
(وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظِ قَالَ: هُشَيْمٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، لَا يَقُولُونَ إِلَّا "أَخْبَرَنَا" فَإِذَا رَأَيْتَ "حَدَّثَنَا" فَهُوَ مِنَ خَطَأِ الْكَاتِبِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قُلْتُ: وَكَانَ هَذَا كُلُّهُ قَبْلَ أَنْ يَشِيعَ تَخْصِيصُ (أَخْبَرَنَا) بِمَا قُرِئَ عَلَى الشَّيْخِ، ثُمَّ يَتْلُو قَوْلَ "أَخْبَرَنَا" قَوْلُ "أَنْبَأَنَا"، وَ "نَبَّأَنَا"، وَهُوَ قَلِيلٌ فِي الِاسْتِعْمَالِ.
قُلْتُ: (حَدَّثَنَا، وَأَخْبَرَنَا) أَرْفَعُ مِنْ (سَمِعْتُ) مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، وَهِيَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي (سَمِعْتُ) دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الشَّيْخَ رَوَّاهُ الْحَدِيثَ وَخَاطَبَهُ بِهِ، وَفِي (حَدَّثَنَا، وَأَخْبَرَنَا) دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ خَاطَبَهُ بِهِ وَرَوَاهُ لَهُ، أَوْ هُوَ مِمَّنْ فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ).
(الشرح)
يعني مع غيره، خاطبه، أو خاطبه مع غيره، نعم.
(المتن)
(سَأَلَ الْخَطِيبُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ شَيْخَهُ أَبَا بَكْرٍ الْبَرْقَانِيَّ الْفَقِيهَ الْحَافِظَ - رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى - عَنِ السِّرِّ فِي كَوْنِهِ يَقُولُ فِيمَا رَوَاهُ لَهُمْ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهيِمَ الْجُرْجَانِيِّ الْآبَنْدُونِيِّ "سَمِعْتُ" وَلَا يَقُولُ "حَدَّثَنَا، وَلَا أَخْبَرَنَا" فَذَكَرَ لَهُ: أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ كَانَ مَعَ ثِقَتِهِ وَصَلَاحِهِ عَسِرًا فِي الرِّوَايَةِ، فَكَانَ الْبَرْقَانِيُّ يَجْلِسُ بِحَيْثُ لَا يَرَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ، وَلَا يَعْلَمُ بِحُضُورِهِ، فَيَسْمَعُ مِنْهُ مَا يُحَدِّثُ بِهِ الشَّخْصَ الدَّاخِلَ إِلَيْهِ، فَلِذَلِكَ يَقُولُ: "سَمِعْتُ"، وَلَا يَقُولُ: "حَدَّثَنَا، وَلَا أَخْبَرَنَا"، لِأَنَّ قَصْدَهُ كَانَ الرِّوَايَةَ لِلدَّاخِلِ إِلَيْهِ وَحْدَهُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ "قَالَ لَنَا فُلَانٌ، أَوْ ذَكَرَ لَنَا فُلَانٌ" فَهُوَ مِنْ قَبِيلِ قَوْلِهِ: "حَدَّثَنَا فُلَانٌ" غَيْرَ أَنَّهُ لَائِقٌ بِمَا سَمِعَهُ مِنْهُ فِي الْمُذَاكَرَةِ، وَهُوَ بِهِ أَشْبَهُ مِنْ (حَدَّثَنَا).
وَقَدْ حَكَيْنَا فِي فَصْلِ التَّعْلِيقِ - عَقِيبَ النَّوْعِ الْحَادِيَ عَشَرَ - عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ اسْتِعْمَالَ ذَلِكَ مُعَبِّرِينَ بِهِ عَمَّا جَرَى بَيْنَهُمْ فِي الْمُذَاكَرَاتِ وَالْمُنَاظَرَاتِ).
(الشرح)
من ذلك يقول البخاري قال لنا في الصحيح، هذا يكون ما سمع منه في المذاكرة، لا في مجلس التحديث، يقول: قال لنا، نعم.
(المتن)
طالب:
وأوضح.
الشيخ:
لا، وأوضع هذه أقله، نعم.