(متن)
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
هذا الباب في ما تنطق به الالسنة وتعتقد به الافئدة يعني القلوب من امور الدين فيبين المؤلف - رحمه الله - ما يجب على الانسان ان ينطق به بلسانه وما يجب على الانسان ان يعتقده بفؤاده وقلبه ، يجب على الانسان ان ينطق بالشهادتين يقول : اشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله بلسانه ويعتقد بقلبه يصدق بقلبه يُقر ويعترف بأن الله رب العالمين وانه خالق الخلق ومالك الملك وانه مستحق العباده (.....) لا سواه ويجب على الألسنة ان تنطق بالحق تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر (.....) إلى الله وتؤدي الشهادة ويجب على القلوب أن تعتقد أن الواجبات فرضها الله وأن المحرمات حرمها الله ثم يجب على الجوارح ان تلتزم الواجبات وأن تنتهي عن المحرمات .
(متن)
(الشرح)
من ذلك الإيمانُ بالقلب هذا الذي تعتقده الافئدة والصدور التصديق والإقرار بالقلب وينطق باللسان فيشهد لله تعالى بالوحدانية ولنبيه بالرسالة والقلب والفؤاد يعتقد ويصدق ان الله هو المعبود بالحق وانه لا يستحق العبادة غيره وان رسول الله ﷺ محمد بن عبدالله هو رسول الله ورسول رب العالمين وهو خاتم النبيين ورسول الله الى الثقلين الجن والانس ، العرب والعجم تعتقده القلوب (.....)
(متن)
(الشرح)
وهذا هو معنى كلمة لا إله إلا الله اشهد ان لا إله إلا الله ، معناها : ان الله إله واحد (....) لا إله إلا الله (....) (...)
( متن)
(الشرح)
لا يحيط بأمره المتفكرون من يتفكر لا يحيط بأمره وهذه الكلمة مجملة اراد بأمره يعني بصفاته كيفية الصفات او بأمره بما اخبر به من كيفيه ، ما يكون في يوم القيامة كيفية الجنة كيفية النار هذه لا يعلمها احد إلا الله ، امّا إذا اريد بالأمر المأمور وهي الاوامر والنواهي فهذه يعلمها الناس والله تعالى شرع لنا شرائع الصلاة والزكاة والصوم والحج نعلم كيفيتها فلا يمكن ان ينفذ الانسان الاوامر الا إذا علم كيفيتها نعرف كيفية الصلاة كيفية الزكاة كيفية الصوم كيفية الحج فإذا اريد بالأمر المأمورات فالعباد يعلموا وإذا اُريد بأمر الله يعني الذي هو كلامه وصفاته فإن امر الله ، الامر يطلق على الكلام قال تعالى : أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ فلو كان (.....) فالأمر كلامه امر الله كلامه فلا يعلم كيفية امره وصفاته الا هو فإذا اريد بالأمر الصفة ، فإذا اُريد بالأمر المأمورات التي امر بها والواجبات فإن العباد يعلمون (.....) .
(متن)
( شرح )
ظاهر كلام المؤلف انه يُريد بالأمر هنا كلامه وصفاته لا يبلغ كونها ولا يعلم كيفيتها الا هو .
(متن)
(الشرح)
بأمره يعني صفاته كلامه .
(متن)
(الشرح)
يتفكر المتفكرون في آياته الكونية من السماوات والارضين والشمس والقمر والليل والنهار يعتبرون بها والبحار والاشجار ويستدلون بها على قدرة الله ووحدانيته واستحقاقه للعبادة .
(متن)
(الشرح)
وكذاك آيات الله القرآنية والكلامية يعتبرون بها ويتعظون ويتدبرونها .
(متن)
(الشرح)
في مائية يُقال مائية ويُقال ماهية هذه كلمة منطقية (.....) والمراد كنه ذاته يعني حقيقة ذاته والمراد بها الحقيقة ،يعتبرون بآيات الله الكونية وبآيات الله القرآنية ، الآيات القرآنية يتدبرونها ويتأملونها حتى يفهموا معانيها وما اُريد بها ، والآيات الكونية يستدلون بها على قدرة الله ووحدانيته ولا يتفكرون في مائيته يعني ماهيته وحقيقة ذاته لا يعلمها إلا هو لا يعلم حقيقة ذاته وحقيقة صفاته إلا هو .
(متن)
(الشرح)
في مائية ذاته يعني في حقيقة ذاته ، مائية ويُقال ماهية كلمة منطقية والمراد بها الحقيقة يعني الله في حقيقة ذاته ولا يعلم حقيقة ذاته إلا هو ولا يعلم العباد حقيقة ذاته ولا حقيقة صفاته كنه الصفات وكُنه الذات لا يعلمها الا هو .
(متن)
(الشرح)
كذلك لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء فإذا اطلع بعض عباده على شيء من علمه علِم كما قال سبحانه : قُل لا يَعلَمُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ الغَيبَ إِلَّا اللَّه الغيب لا يعلمه الا الله ولكن قد يطلع الله بعض الرُسل على شيء من المغيبات كما قال تعالى : عالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلى غَيبِهِ أَحَدًا إلا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا فلا يحيطون العباد بشيء من علمه إلا بما شاء إذا اطلعهم عليهم في كتابه وفي ما انزله على رُسله .
(متن)
(الشرح)
وسع كُرسيه السماوات والارض ، الكرسي مخلوق عظيم وهو موضع القدمين للرب ، والعرش مخلوق عظيم اعظم المخلوقات هو العرش عرش الرحمن وهو سقف هذه المخلوقات وهو سرير عظيم ذي قوائم (.....) على العالم تحمله الملائكة وهو سقف هذه المخلوقات والكرسي موضع القدمين كما ثبت هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما ثبت عنه واشتهر عنه وصح انه قال ( الكرسي موضع القدمين لله والعرش لا يقدر قدره الا الله ) والكرسي مخلوق عظيم اعظم من السماوات والاراضين كما جاء في الاثر : ما السَّمواتُ السَّبعُ مع الكُرسيِّ إلَّا كحلقةٍ مُلقاةٍ بأرضٍ فلاةٍ لو القيت حلقة في صحراء من الارض ماذا تكون نسبة الحلقة الى الارض ؟! لا تساوي شيء ، حلقة هي في الصحراء ، وكذلك السماوات والاراضين نسبتها الى الكرسي كحلقة في فلاة ونسبة الكرسي الى العرش ايضاً كحلقة في فلاة .
(متن)
(الشرح)
وهذا مأخوذ من قول الله تعالى : وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ في آية الكرسي .
(متن)
(الشرح)
لا يؤوده يعني لا يُكرهه ولا يُثقله ولا يشق عليه حفظ السماوات والارض وما فيهما لكمال قوته واقتداره فلا يعجزه ولا يثقله ولا يشق عليه حفظ السماوات والارض وما فيهما ولا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء لكمال قوته واقتداره وعظمة شأنه .
(متن)
(الشرح)
هذا من اسمائه ، من اسمائه العالم ومن اسمائه العليم وهذا وصفه ، العالم وصفه خبر يقر فيه انه العالم وامّا اسمه فأسمه العليم ، العليم اسم والعالم خبر عنه ، والخبير كذلك اسمه واسمه العليم مشتمل على العلم على صفة العلم والخبير مشتمل على صفة الخبرة لإن اسماء الله مشتقة مشتملة على الصفات والمعاني وفي الاثر اسمه العليم انه لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وكذلك اسمه الخبير انه يعلم كُل شيء ولا يعزب شيء عن خبرته وعلمه .
(متن)
(الشرح)
هو المدبر لهذا الكون ومن اعتقد ان هناك مدبر مع الله فهو مشرك كافر كما ان من اعتقد ان احد يعلم الغيب فهو كافر .
(متن)
(الشرح)
القدير على كل شيء ومن اسمائه القدير مشتمل على صفة القدرة .
(متن)
(الشرح)
كذلك السميع والبصير من اسمائه مشتملة على صفة السمع والبصير مشتملة على صفة البصر وهي من الاسماء المشتركة السميع يطلق على المخلوق فَجَعَلناهُ سَميعًا بَصيرًا السميع والبصير والعليم والخبير كل هذه اسماء مشتركة .
(متن)
(الشرح)
كذلك العلي من اسمائه كما قال تعالى: وَهُوَ العَلِيُّ العَظيمُ مشتملة على صفة العلو .
(متن)
(الشرح)
كذلك الكبير من اسمائه وهو اكبر من كل شيء واعظم من كل شيء .
(متن)
(الشرح)
وهذا من عقيدة اهل السنة والجماعة اعتقاد ان الله فوق العرش بذاته والعرش هو سقف المخلوقات واعلاها وليس فوقه شيء انتهت المخلوقات سقف عرش الرحمن والله فوق العرش بذاته مستوي على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته لا نعلم كيفية استواءه لكن نعتقد انه سبحانه فوق العرش مستقر ، استوى ، استقر وعلا وصعدَ وارتفع فوق العرش هذه المعاني ثابته لكن لا يعلم كيفيتها استواءه الا هو وهو فوق المخلوقات بذاته.
وقد انكر هذا اهل البدع من الجهمية والمعتزلة والاشاعرة قالوا ليس فوق العرش بذاته ، قالوا والله تعالى له العلو ، علو القدر والشأن والعظمة والسلطان وله على القهر ولكن ليس له على الذات انكروا ان يكون فوق العرش بذاته وقالوا لو قلنا انه فوق العرش بذاته لا (.....) بذلك ان يكون جسمًا محدودًا متحيزًا فإذا كان جسمًا فقد شابه المخلوقات اجسامهم فإذا كان محدودًا هذا تنقص للرب فيقول ليس فوق العرش فإذا قيل له اين يكون ؟ قالوا : يكون في كل مكان - نعوذ بالله- قالوا إن الله (.....) في كل مكان حتى في الحشوش (.....) والطيور وبطون السباع تعالى الله عما يقولون وهذا كفر وضلال وهذا قول الجهمية نفوا العلو وقالوا إنه حل في كل مكان.
ثم جاءت الطائفة الثانية من الجهمية فنفوا عنه "انه" في الغيب وقالوا لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا مباين له ولا مخالف له ولا متصل به ولا منفصل منه فماذا يكون !؟ عدم بل اشد من العدم يكون ممتنع مستحيل ، شيء موجود لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا متصل به ولا منفصل عنه ولا مباين له ولا محالف له ماذا يكون! لو "قلت" في المعدوم اكثر من هذا ما استطعت بل إن هذا صفة الممتنع -نعوذ بالله-.
هم انكروا ان الله فوق العرش بذاته مع ان النصوص والادلة التي فيها اثبات ان الله فوق المخلوقات تزيد اقربها على ثلاثة الاف دليل ومع ذلك انكروها قال تعالى ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ في سبعة مواضع و أَأَمِنتُم مَن فِي السَّماءِ اخبر ان الله في السماء وكذاك الادلة في اثبات العلو وَهُوَ العَلِيُّ العَظيمُ، هُوَ العَلِيُّ الكَبيرُ، سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الأَعلَى.
والادلة على اثبات الفوقية يَخافونَ رَبَّهُم مِن فَوقِهِم، وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ.
والادلة التي فيها تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ والعروج من اسفل الى اعلى إِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ والصعود من اسفل الى اعلى.
وكذلك الادلة التي فيها ان بعض المخلوقات عنده وَلَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَمَن عِندَهُ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِه واخباره عن عظمته في انه رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ.
وكذلك الادلة التي فيها ثبوت الرؤيا فإنها تدل على انهم يرونهم من فوقهم والادلة التي فيها إشارة النبي ﷺ الى ربه من فوق وسؤاله الجارية أَينَ اللَّهُ قالت : في السماء.
كل هذه الادلة ضربوا بها عرض الحائط وقالوا هذه ادلة لا نقبلها وهذه لا تدل على المعنى الذي تزعمون وإنما دلالتها ظنية وإن كانت ثابته وهذا كفر وضلال.
ولهذا كفّر السلف قالوا : من لم يؤمن بأن الله فوق السماوات مستو على العرش بائن بخلقه كفر كما قال الإمام محمد بن إسحاق (.....) قال: من لم يؤمن بأن الله فوق سماواته مستوي على عرشه بائن من خلقه فوجب عليه ان يستتاب ، فإن تاب وإلا ضربت عنقه وطرح على مزبلة حتى لا يتأذى به اهل الاسلام ولا اهل الذمة يعني كفره اعظم من كفر اليهود والنصارى يقتل حتى لا يتأذى به اليهود ولا النصارى ولا يتأذى به المسلمون نسأل السلامة والعافية والواجب على المسلم ان يُثبت ان ربه سبحانه فوق العرش مستو على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته والنصوص في هذا كثيرة .
(متن)
(الشرح)
علمه في كل مكان ذاته فوق العرش وعلمه في كل مكان ، لو قال وعلمه في كل مكان احسن من قوله وهو في كل مكان بعلمه ، وهو في كل مكان قد توهم بعضهم ، بعض الحلوليين ، تعبير المؤلف ليس بجيد لو قال وعلمه في كل مكان لكان اولى ومعنى علم الله في كل مكان لا يخلو منه مكان وامّا ذاته ذاته العلية فوق العرش ، فوق السماوات ، فوق المخلوقات ذاته وامّا علمه في كل مكان لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء كما قال تعالى: وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ وقال سبحانه :وَعِندَهُ مَفاتِحُ الغَيبِ لا يَعلَمُها إِلّا هُوَ وَيَعلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلّا يَعلَمُها وَلا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرضِ وَلا رَطبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ.
(متن)
(الشرح)
هو الذي خلق الانسان هو خالق الخلق جميعًا الله خالق كل شيء خلق الانسان ويعلم ما توسوس به نفسه يعني ما يحدث الانسان به نفسه يعلمه الله كما قال تعالى: وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ وَنَعلَمُ ما تُوَسوِسُ بِهِ نَفسُهُ وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَريدِ.
(متن)
(الشرح)
كما جاء في الآية ، قال العلماء وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَريدِ يعني الملائكة ، نحن اقرب إليه بملائكتنا من حبل الوريد ، الملائكة اقرب الى العبد من حبل الوريد بدليل قوله :إِذ يَتَلَقَّى المُتَلَقِّيانِ وهما الملكان ، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.
وقال اخرون من أهل العلم : وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ يعني الله أقرب إليه من حبل الوريد يعني بعلمه وهو فوق العرش وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَريدِ يعني بعلمنا والله فوق العرش ، ذاته فوق العرش وهو اقرب الى العبد بعلمه واطلاعه وإحاطته ونفوذ قدرته ومشيئته وهو فوق العرش.
وقال اخرون من اهل العلم ان هذا يعود للملائكة ونحن اقرب إليه بملائكتنا من حبل الوريد بدليل انه قيّد هذا القرب بوقت تلقي المتلقيين فقال: وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَريدِ إِذ يَتَلَقَّى المُتَلَقِّيانِ ونحن اقرب إليه من حبل الوريد بوقت تلقي المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ، فلمّا قيّد بوقت تلقي الملكيين المتلقيين دلَّ على ان المُراد قرب الملائكة لإن قرب اللَّه لا يتقيد بشيء ولا يتقيد بوقت دون وقت فدل على انّ القرب إنما هو قرب الملائكة قال بهذا شيخ الإسلام ابن تيمية وآخرون.
وقال آخرون من اهل العلم ان القرب يعود الى الله والمراد بالقرب قربه بالعلم يعني ونحن اقرب إليه بالعلم .
(متن)
(الشرح)
لشمول علم الله على ما في الآية الكريمة وَعِندَهُ مَفاتِحُ الغَيبِ لا يَعلَمُها إِلّا هُوَ وَيَعلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلّا يَعلَمُها وَلا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأَرضِ وَلا رَطبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ يعلم سبحانه كل متحرك كل ساكن كل ورقة وكل شيء وإن دق في هذا الوجود يعلمه فالله تعالى يرى البعوضة ويرى مخها وعروقها وهذه البعوضة الصغيرة التي لا ترى بالعين فالله تعالى يراها من فوق عرشه ويبصر عروقها ودمها .
(متن)
(الشرح)
كل حبة في الظلمات وكل رطب وكل يابس مكتوب في كتاب مبين وهو اللوح المحفوظ كتبه الله كتب كل شيء يكون في هذا الوجود في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ انه قال: كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ والكتاب (.....) هو اللوح المحفوظ .
(متن)
(الشرح)
هذا هو عقيدة اهل السنة والجماعة عملاً بالآيات الكريمات : ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ في سبعة مواضع ، على العرش استوى استواء يليق بجلالته وعظمته.
ولا يُقال استوى بمعنى استولى ، الجهمية واهل البدع يقولون معنى استوى استولى وقصدهم بذلك إنكار الاستواء وهذا غلط أولًا : هذا إنكار (.....).
وثانياً : إن كلمة استولى تُفيد المغالبة والمعنى ان العرش كان يُغالب الله ثم غلبه الله فاستولى عليه وكان قبل ذلك لم يستولي عليه وهذا من ابطل الباطل .
(متن)
(الشرح)
على العرش استوى واستقر وعلا وارتفع وصعد استواء يليق بجلالته وعظمته وعلى الملك احتوى ، احتوى الملك وملك ما في السماوات وما في الارض .
(متن)
(الشرح)
له الاسماء الحسنى والصفات العلى التي وردت في الكتاب والسنة وفيه ما لله لإن الاسماء والصفات توقيفية والعباد لا يخترعون اسماء وصفات لله تعالى من عند انفسهم فالأسماء والصفات توقيفية ما ثبت في الكتاب والسنة لله من الأسماء وصفات نثبتها وما ثبت نفيه ننفيه وما لم يرد نفيه ولا إثباته نتوقف فيه .
(متن)
(الشرح)
لم يزل بأسمائه وصفاته وهو واجب الوجود لذاته بأسمائه وصفاته وهو الاول بأسمائه وصفاته وليست اسمائه محدثه وصفاته مخلوقه كما يصير للمخلوقين ، المخلوق خلقه الله وخلق صفاته ، (....) ولا اسمائه محدثة بل هو الخالق الخالق بذاته وصفاته وما سواه مخلوق ، فهو الخالق بذاته وصفاته وما سواه مخلوق وليست صفاته مخلوق وليست اسمائه محدثة احدثها الخلق او اخترعوها من عند انفسهم او خلق لنفسه اسماء وصفات تعالى الله بل هو واجب الوجود لذاته وهو الخالق بذاته واسمائه وصفاته وما سواه مخلوق .
(متن)
(الشرح)
كلم الله موسى بكلامه الذي هو صفة من صفاته الذاتية والفعلية وهو يتكلم إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء كلم موسى وسمع كلام الله وكلام الله صفة من صفاته وليس كلام الله مخلوق كما تقول المعتزلة ، المعتزلة يقولون كلام الله مخلوق لفظه ومعناه وهذا كفر وضلال وقد كفر السلف من قال إن كلام الله مخلوق.
والاشاعرة يقولون : كلام الله معناه قائم بنفسه ليس بحرف ولا صوت وامّا الالفاظ والحروف والاصوات فهي مخلوقة وكلام الله معنى قائم بنفسه لا يسمع وقالوا إنه لم يتكلم بكلمة سمعها جبريل لكن (.....) الله جبريل ففهم المعنى القائم بنفسه فعبّر بهذا القران وبعضهم يقول عبّر به محمد ﷺ وبعضهم يقول اخذه من اللوح المحفوظ ولم يسمع من الله كلمة ولا حرف ولا صوت هذا مذهب الاشاعرة والكلام معنى قائم بنفسه لا يُسمع مثل العلم وهذا من ابطل الباطل فكلام الله هو المعنى واللفظ ليس من كلام الله والمعتزلة قالوا كلام الله اللفظ والمعنى إلا انه مخلوق وهذا كفر وضلال .
(متن)
(الشرح)
صفة من صفاته ليس كلام الله خلق من خلقه كما تقول المعتزلة ومن الصفات الذاتية والفعلية قديم النوع حادث الاحاد .
(متن)
(الشرح)
لمّا قال الله في القرآن الكريم ان موسى سأل ربه الرؤيا وَلَمّا جاءَ موسى لِميقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ لمّا كلم الله موسى قال سأل موسى ربه قَالَ رَبِّ أَرِني أَنظُر إِلَيكَ قالَ لَن تَراني وَلكِنِ انظُر إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ استَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوفَ تَراني فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا لمّا تجلّى الله الجبل ما ثبت الجبل لرؤية الله دكك الجبل وهو حجارة صماء عظيمة (.....) ولم يثبت لرؤية الله وَخَرَّ موسى صَعِقًا فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَأَنا أَوَّلُ المُؤمِنينَ يعني انه لا يراك شيء في الدنيا إلا مات ولا شيء إلا تدكك .
(متن)
(الشرح)
هذا عقيدة اهل السنة والجماعة ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود كلام الله لفظه ومعناه ليس كلام الله اللفظ دون المعاني والمعاني دون الحروف بحرف وصوت يسمع وليس ككلام المخلوقين وهو كلام الله لفظه ومعناه صفة من صفاته بحرف وصوت يُسمع لا يعلم كيفية كلامه إلا هو ليس ككلام المخلوقين فيبيد وينفد كلام المخلوقين ينفد وينتهي امّا كلام الله فلا ينفد ولا يبيد كما قال تعالى : قُل لَو كانَ البَحرُ مِدادًا لِكَلِماتِ رَبّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِماتُ رَبّي وَلَو جِئنا بِمِثلِهِ مَدَدًا وقال سبحانه :وَلَو أَنَّما فِي الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ وَالبَحرُ يَمُدُّهُ مِن بَعدِهِ سَبعَةُ أَبحُرٍ ما نَفِدَت كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ فلو جُعل هذا البحر مداد حبر يُكتب به ومد البحر من بعده سبعة أبحر لانتهى البحر وانتهى مداد البحر ولم تنفد كلمات الله ، ولو جعل ما في الأرض من اشجار اقلام يكتب فيها والبحر يمده من بعده سبعة ابحر جُعل البحر يمده سبعة ابحر وجُعل حبر يكتب فيه واشجار الدنيا كلها اقلام لتكسرت الاقلام ونفذت البحار ولم تنفد كلمات الله امّا كلام الناس فهو ينفد ويبيد .
(متن)
(الشرح)
ليس بمخلوق فيبيد وينتهي بخلاف كلام المخلوقين فإنها تبيد وتنتهي .
(متن)
(الشرح)
ولا صفة بمخلوق فينفد وينتهي لا يبيد يعني ينتهي ويفنى ولا صفة بمخلوق فينفد بخلاف كلام المخلوقين فإنه ينفد وينتهي والقرآن كلام الله منزل غير مخلوق ، كلام الله صفة من صفاته لفظه ومعناه.
(متن)
(الشرح)
هذا اصل من اصول الدين من اصول الإيمان والإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومُره تؤمن بقدر الله.
والقدر له مراتب اربعة لا بُد من الإيمان بها:
المرتبة الأولى : العلم الشامل تؤمن بأن الله علم كل شيء يكون في هذا الوجود علم الماضي وعلم الحاضر ويعلم المستقبل ويعلم المستحيل يعلم الذي لا يكون يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون اخبر الله عن شيء لا يكون في قوله سبحانه في الكفار الذين سألوا الرجعة الى الدنيا قال الله تعالى : وَلَو رُدّوا لَعادوا لِما نُهوا عَنهُ وَإِنَّهُم لَكاذِبونَ ويقول الله عنه المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ماذا تكون حالهم لو خرجوا وهم لم يخرجوا قال الله تعالى :وَلَو أَرادُوا الخُروجَ لَأَعَدّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعاثَهُم فَثَبَّطَهُم وَقيلَ اقعُدوا مَعَ القاعِدينَ لَو خَرَجوا فيكُم ما زادوكُم إِلّا خَبالًا وَلَأَوضَعوا خِلالَكُم يَبغونَكُمُ الفِتنَةَ وَفيكُم سَمّاعونَ لَهُم وَاللَّهُ عَليمٌ بِالظّالِمينَ فهو يعلم سبحانه ما كان في الماضي وما يكون في الحاضر وما يكون في المستقبل وما لم يكن لو كان كيف يكون هذه المرتبة الأولى.
المرتبة الثانية : الكتابة ، كتابة المقادير في اللوح المحفوظ كتب الله كل ما يكون في هذا الكون من الادميين وغيره كل شيء حركة وسكون ورطب ويابس وورقة تسقط مكتوب في اللوح المحفوظ كما قال ﷺ : كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ المقادير مكتوبة قبل خلق السماوات والأرض بخمسين الف سنة.
وقال سبحانه في بيان المرتبتين العلم والكتابة أَلَم تَعلَم أَنَّ اللَّهَ يَعلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالأَرضِ إِنَّ ذلِكَ في كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيرٌ وهو اللوح المحفوظ ، قال سبحانه : مَا أََصَابَ مِن مُصيبَةٍ فِي الأَرضِ وَلا في أَنفُسِكُم إِلّا في كِتابٍ مِن قَبلِ أَن نَبرَأَها وهو اللوح المحفوظ وقال سبحانه :وَكُلَّ شَيءٍ أَحصَيناهُ في إِمامٍ مُبينٍ وقال سبحانه : وَلا رَطبٍ وَلا يابِسٍ إِلّا في كِتابٍ مُبينٍ وهو اللوح المحفوظ.
والمرتبة الثالثة : الإرادة ، إرادة الله الشاملة لكل موجود كل شيء في هذا الوجود يقع فلابد ان الله اراده لا يقع في ملك الله مالا يريد ، الخير والشر والطاعات والمعاصي وله الحكمة البالغة.
والمرتبة الرابعة : الخلق والإيجاد هو أن تعتقد أن كل شيء في هذا الوجود الله خلقه وأوجده كما قال سبحانه : اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ الذوات والصفات والأفعال حتى افعال العباد.
انكر القدرية افعال العباد قالوا لم يخلقها الله بل هم الذين خلقوها وهذا من جهلهم وضلالهم.
هذه مراتب القدر الأربعة لابد من الإيمان بها ، علم الله الشامل ، كتابته له في اللوح المحفوظ ، إرادة الله الشاملة لكل شيء في هذا الوجود ، خلقه وإيجاده لكل شيء في هذا الوجود .
(متن)
(الشرح)
لابد من الإيمان خيره وشره ، حلوه ومُره ما يكون موافق لك وتحبه النعم والخير والرزق والولد والعافية والصحة او كذلك ايضاً المُر ما يصيب الإنسان من الاكدار والأمراض والأحزان وفقد الأحبة ونقص الاموال والأنفس والثمرات لابد أن يؤمن الإنسان بقضائه وقدره خيره وشره ، حلوه ومُره ما يوافق رغبتك وما يخالف ، ما تحبه وما تكرهه كل شيء يقع في هذا الوجود فالله قدره ولا بد أن تؤمن بهذا .
(متن)
(الشرح)
ولا بُدَ أن تُسلّم لله بقدره تعلم أن ربك حكيم وله الحكمة البالغة وهو لا يقدر شيئاً إلا مبني على الحكمة له الحكمة البالغة اقدار الله وافعال الله مبنية على الحكمة وشرعه أمره ونهيه لا يخلق إلا لحكمة ولا يقدّر إلا لحكمة ولا يأمر إلا لحكمة ولا ينهى إلا لحكمة وهذه الحكم قد يطلع العباد على شيء منها وكثير منها يخفى عليهم .
(متن)
(الشرح)
ومقادير الأمور بيده لا شك انها بيده سبحانه كل المقادير بيد الله كل شيء قدره الله بإرادته ومشيئته .
(متن)
(الشرح)
مصدرها قضاءه وقدره قضاها لحكمة بالغة .
(متن)
(الشرح)
هذا هو المرتبة الأولى من مراتب القدر مرتبة العلم وأن الله علم كل شيء الماضي والحاضر والمستقبل والممتنع .
(متن)
(الشرح)
(.....) دخل بالقدر اقوال العباد واعمالهم وكل ما يصدر من اقوال واعمال الله قدرها وقضاها وكتبها من خير او شر من طاعات ومعاصي .
(متن)
(الشرح)
لإن الله هو الذي خلقه وكيف يخفى عليه اقوالهم واعمالهم وهو خلقهم .
(متن)
(الشرح)
يُضل من يشاء فيخذله بعدله لما له من الحكمة البالغة ولأنه سبحانه عليم بالمحل الذي لا يصلح لغرس الكرامة فيُضله عدلًا منه وحكمه ، ويهدي من يشاء فيوفقه بفضله ، يهدي من يشاء بفضله وتوفيقه وإحسانه لأنه عليم بمن يصلح لغرس الكرامة فيوفقه ويهديه فضلًا منه وإحسانًا ومنّة ويُضل من يشاء عدلًا منه وحكمه وهو حينما يُضِل بعض الناس لم يمنعهم شيئا يملكونه حتى يكون ظلمًا وإنما الهداية والإضلال بيد الله فإذا هدى بعض الناس فذلك فضله وإحسانه وإذا ضلَّ بعض الناس فذلك عدله وحكمته وَما رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ.
(متن)
(الشرح)
كلٌ ميسر يعني يُسر الى ما قضاه الله وقدره فلمّا قال الصحابة رضوان الله عليهم : يا رسول الله ما يكدح فيه الناس هل في شيء فرغ منه وقُدّر او في امر مستقبل فقال ﷺ: بَلْ أَمرٍ فُرِغَ مِنهُ فقالوا : يا رسول الله فيما العمل ؟ ما دام كل شيء مقدر ، الا نتكل على القدر وندع العمل فقال ﷺ : اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، ثُمَّ قَرَأَ قول الله تعالى :فَأَمّا مَن أَعطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالحُسنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرى وَأَمّا مَن بَخِلَ وَاستَغنى وَكَذَّبَ بِالحُسنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسرى.
(متن)
(الشرح)
كما سبق في الحديث ، كلٌ ميسر أهل السعادة ييسرون لعمل أهل السعادة وأهل الشقاوة ييسرون لعمل أهل الشقاوة .
(متن)
(الشرح)
خلافًا للمعتزلة قصد من المؤلف وهو رد على القدرية الذين يقولون يقع في ملك الله ما لا يريد فيقولون إن الطاعات والمعاصي يخلقها العباد والله ما ارادها ما اراد المعاصي لكن العاصي ارادها يقول المؤلف تعالى الله أن يكون في ملكه مالا يريد وهل يقع في ملك الله مالا يريده ؟! وعلى قول القدرية أن الله اراد بالعبد الطاعة والعاصي اراد المعصية فوقعت إرادة العبد ولم تقع إرادة الله وغلبت مشيئة العبد مشيئة الله - تعالى الله عمّا يقولون- المؤلف يقول هل يقع في ملك الله مالا يريد ؟! لا يمكن ، وامّا قصدهم بذلك نفي الظلم عن الله بزعمهم و"يقول" لو ان الله خلق المعاصي (.....) عليهم صار ظالمًا ولكن نقول هذا باطل " يلزم" على قولهم إنه يقع في ملك الله ما لا يريد وأن مشيئة العاصي تغلب مشيئة الله.
وامّا تقدير المعاصي والكفر فالله قدر ذلك لحكمة لما له من الحكم والأسرار لحصول العبوديات المتنوعة لولا خلق الكفر والمعاصي ما وجدت عبودية الجهاد في سبيل الله ، عبودية الولاء والبراء ، عبودية الحب في الله والبغض في الله ، عبودية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، عبودية الدعوة الى الله.
والذي ينسب الى الله الخلق والإيجاد وهو مبني على الحكمة ولا يسمى شرا وإنما هي شر بالنسبة للعبد الذي فعل الكفر والمعاصي فساءته وضرته فهو شر نسبي وهذا هو معنى قول النبي ﷺ : وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ يعني الشر المحض الذي لا حكمة في إيجاده وتقديره ليس إليه .
(متن)
(الشرح)
هذا تعالى الله ان يقع في ملكه مالا يريد او يكون لأحد من " المخلوقين" عنه غنى بل جميع المخلوقات فقيرة الى الله جميعها ما في هذا الكون فقير الى الله يَا أَيُّهَا النّاسُ أَنتُمُ الفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَميدُ كل مخلوق مفتقر إلى الله في وجوده لا وجود له إلا بالله في وجوده وفي قيامه وفي بقائه مفتقر الى الله لا قيام له إلا بالله فالله هو الحي القيوم القائم بنفسه "المقيم" لغيره
(متن)
(الشرح)
تعالى الله ان يكون احد مع الله خالق كما تقول المعتزلة انهم خلقوا افعالهم والقدرية هذا من ابطل الباطل والله خلق العباد وخلق ذواتهم وصفاتهم خلق لهم القدرة والإرادة وجعلهم مختارين لهم القدرة والاختيار والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم .
(متن)
(الشرح)
هو الله سبحانه المقدر الحركات والآجال والافعال والصفات والذوات .
(المتن)
(الشرح)
الله تعالى هو الذي بعث الرُسل العباد تبيّن لهم امر الله وتأمرهم بتوحيد الله وتأمرهم بالواجبات وتنهاهم عن المحرمات حتى تقوم عليهم الحجة وتنقطع المعذرة كما قال تعالى :رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ.
(متن)
(الشرح)
ختم الرسالة والنبوة والنذارة بنبيه محمد ﷺ فجعله خاتم المرسلين وإمام المتقين فليس بعده نبي ولا رسول وهو رسول الله الى الناس عامة الى الثقلين الجن والانس ، العرب والعجم فمن زعم ان بعده نبي فهو كافر او قال ان رسالته خاصة بالعرب فهو كافر قال تعالى : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِن رِجالِكُم وَلكِن رَسولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيّينَ وقال سبحانه : وَأوحِيَ إِلَيَّ هذَا القُرآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ وقال سبحانه : تَبارَكَ الَّذي نَزَّلَ الفُرقانَ عَلى عَبدِهِ لِيَكونَ لِلعالَمينَ نَذيرًا وقال سبحانه : وَما أَرسَلناكَ إِلّا كافَّةً لِلنّاسِ بَشيرًا وَنَذيرًا وقال ﷺ : وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ ومن زعم ان هناك بعده نبي او ان رسالته ﷺ خاصة بالعرب او انه ليس نبي الى العجم او الى الجن فهو كافر بالله العظيم بإجماع المسلمين .
(متن)
(الشرح)
ﷺ كما قال سبحانه : وَما أَرسَلناكَ إِلّا كافَّةً لِلنّاسِ بَشيرًا وَنَذيرًا.
(متن)
(الشرح)
هذا (.....) من قوله يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنّا أَرسَلناكَ شاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذيرًا وَداعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذنِهِ وَسِراجًا مُنيرًا هذا وصفه ﷺ شاهد يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنّا أَرسَلناكَ شاهِدًا على الناس يشهد على هذه الامة والامة تشهد على الامم السابقة ، وَمُبَشِّرًا لمن اطاعوه بالجنة ، وَنَذيرًا لمن عصوه بالنار ، وَداعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذنِهِ وَسِراجًا مُنيرًا ينير فهو ينير للناس الطريق الموصل الى الله الذي جاء بالوحي من عند الله وامرهم بتوحيد الله ونهاهم عن معصيته وبشرهم بالجنة لمن اطاعه وانذر من عصاه بالنار وهو سراج منير ﷺ ينير الطريق الحق وطريق الجنة بما اوحى الله إليه من القرآن والسنة .
(متن)
(الشرح)
انزل الله كتابه الحكيم وهو القرآن العظيم خير الكتب وافضلها وآخرها والمهيمن عليها .
(متن)
(الشرح)
شرح بيّن في هذا القرآن دينه الذي كلف به العباد شرح الله بهذا القرآن والسنة التي جاء بها النبي ﷺ .
( متن)
(الشرح)
هدى بهذا القرآن وبهذا الوحي من القرآن والسنة الى الصراط المستقيم وهو الطريق الموصل الى الله والموصل الى جنته ورضوانه ودار كرامته .