بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم و بارك على عبده و رسوله نبينا محمد و آله و صحبه أجمعين.
قال المؤلف رحمه الله:
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد و على أله و صحبه أجمعين .
أما بعد:
فالمؤلف -رحمه الله- يسوق الأدلة و الآثار في فضل الاتباع يعني اتباع ما جاء في الكتاب و السنة عملا بقول الله تعالى: اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
هذه المقالة لعمر بن عبد العزيز -رحمه الله- و هو الخليفة الراشد ضمه بعض العلماء إلى الخلفاء الراشدين الأربعة هذه المقالة رواه الأجري في الشريعة كتاب الشريعة واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة و ابن بطه في الإبانة.
يقول عمر بن عبد العزيز و رحمه: سن رسول الله ﷺ و ولاة الأمر من بعده سننا الأخذ بها تصديق لكتاب الله و استكمالا لطاعته و قوتا على دين الله يعني: هذه السنن التي سنها رسول الله ﷺ إنما هي وحي من الله و ولاة الأمر التابعون طاعتهم تابعة لطاعة الله و طاعة رسوله ﷺ، و لهذا قال الله تعالى في كتابه العظيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ولم يعد الفعل لولي الأمر لبيان أن طاعة أولي الأمر تابعة لطاعة الله و رسوله ، و لهذا قال: سن رسول الله ﷺ و ولاة الأمر بعده سننا يعني ولاة الأمر الذين يعملون بالشريعة الأخذ بها تصديقا لكتاب الله ، لأن السنة وحي ثاني و لا تخالف كتاب الله فالأخذ بها تصديق لكتاب الله و استكمالا لطاعته لأن طاعة الرسول ﷺ من طاعة الله قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ.
و قوة على دين الله لاشك أنها قوة على دين الله لأن دين الله هو العمل بالشريعة التي هي الكتاب و السنة، فالعمل بالسنة قوة على دين الله ليس لأحد تغييرها و لا تبديلها لأنها من عند الله فلا يغير أحد شرع الله إلا طاغوت ليس لأحد تغييرها و لا تبديلها و لا النظر في رأي من خالفها ، من خالف هذه السنن التي هي وحي من الله لا ينظر في رأيه فمن اقتدى بما سنوا اهتدى، لأنه صار على طريق مستقيم، ومن استبصر بها بصر و من خالفها و اتبع غير سبيل المؤمنين و لاه الله ما تولى و أصلاه جهنم و ساءت مصيرا، أخذا من قول الله تعالى قوله لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً
وهذه الآية استدل بها العلماء على حجية الإجماع . لأن إجماع المسلمين إجماع المسلمين مبني على إجماع الأمة مبني على دليل فالإجماع مبني على دليل فإذا أجمعت الأمة على شيء فهو مبني على دليل إما من الكتاب أو السنة و لهذا الإجماع حجة قاطعة .
(المتن)
(الشرح)
نعم وهذه المقالة للأوزاعي رحمه الله رواة اللالكائي في شرح الأصول في اعتقاد أهل السنة وهو العالم المشهور يقول: اصبر على السنة يعني على سنة الرسول ﷺ و قف حيث وقف القوم يعني: أهل السنة، وقل: فيما قالوا: وكف عما كفوا و اسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم لأن السلف الصالح على الحق و على الطريق المستقيم أهل السنة إذا أجمعوا على شيء فهو الحق و المراد بهم الصحابة و التابعون ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فهذه السنة هؤلاء يلزمون السنة و يقفون عندها فعليك أن تتبع آثارهم ومن شد عنه فقد شد، و هذا فيه فضل الاتباع، المؤلف ساقها (5:24) ليبين فضل الاتباع اتباع الكتاب و السنة .
(المتن)
(الشرح)
وهذه المقالة لنعيم بن حماد و هو أبو عبد الله بن معين بن معاوية بن حجر الخزاعي المروزي من أشهر المحدثين -رحمه الله- توفي سنة ثماني وعشرين و مئتين.
وهذه المقالة عنه أوردها الذهبي في العلو شيخ الإسلام فتاوى ابن القيم اجتماع الجيوش الإسلامية، يقول -رحمه الله- من شبه الله بخلقه فقد كفر، لأن المشبه في الحقيقة لا يعبد الله و إنما يعبد وثنا صوره له خياله ونحته له فكره وهو من عباد الأوثان لا من عباد الرحمن، مشبه ما يعبد الله إنما يعبد وثنا.
ولهذا قال نعيم رحمه الله من شبه الله بخلقه فقد كفر و من أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر لأنه عطل الرب ،لأن إنكار الصفات و الأسماء معناها تعطيل للرب معناه : يكون الشيء عدم الشيء الذي ليس له أسماء و لا صفات لا وجود له، و لهذا يكفر من أنكر صفات الله وليس ما وصف الله به نفسه تشبيها ما وصف الله به نفسه ليس بتشبيه، و إنما وصف الله تعالى نفسه بصفات لا يماثل أحدا من خلقه ،وهذا كلام صحيح ،و هذا على العموم أما الشخص المعين فلا بد من قيام الحجة عليه .
(المتن)
(الشرح)
و هذا أخرجه الدارقطني في كتاب الصفات و الصابوني في عقيدة السلف و أصحاب الحديث واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة سفيان بن عيينة إمام مشهور -رحمه الله- يقول كل شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره يعني يجرى على ظاهره قراءته تفسيره قرأت وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا تفسيره أن إثبات العلم لله وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا تفسيره إثبات السمع و البصر قراءته تفسيره لا كيف (و لا ليش) لا كيف لا تقول سمع الله كيفيته كذا و لا تقول سمع الله يماثل سمع المخلوقين لا كيف و لا مثل أثبت الصفة و لا تكيف و لا تمثل يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ إثبات العلم قراءته تفسيره ما تكلم لا تتأول و لا تفسر قراءته تفسيره بمجرد ما تقرأه يتبين لك التفسير عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ إثبات العلم هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إثبات صفة الرحمن الرحيم قراءته تفسيره بدون تكلف لا كيف و لا مثل .
(المتن)
(الشرح)
كذلك قصة العرش عندكم –أي نعم –نعم هذا أبو بكر المروذي صاحب الإمام أحمد كان إمام في السنة في الإتباع و هناك أبو بكر المروزي، واحد المروذي و الثاني المروزي يقول: سألت أحمد بن حنبل -رحمه الله - عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات، فيه إثبات الصفات كالسمع و البصر و العلم و القدرة و الرؤية أن الله يُرى في الآخرة، و الإسراء و العرش قصة العرش لعلها الاستواء على العرش الاستواء على العرش فصححها و هو عبد الله و قال: تلقتها العلماء بالقبول يعني هذه الصفات بخصوص الصفات تلقتها العلماء بالقبول تمرر الأخبار كما جاءت يعني لا تأول تأويلا يخالف ظاهرها بل تمر كما جاءت ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ كما جاءت إثبات الاستواء وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ يمر كما جاءت إثبات العلو لا يؤول تأويلا يخالف ظاهره، هذا معنى كلامه تلقته العلماء بالقبول في إثبات المعاني و إثبات الصفات من غير تأويل تمر كما جاءت لا تحرف و لا تأول .
(المتن)
(الشرح)
وأثر أبو بكر المروذي موجود في تاريخ بغداد وفي تذكرة الحفاظ و سير أعلام النبلاء.
و أما هذا الأثر عن محمد بن الحسن الشيباني هذا الصاحب الثاني لأبي حنيفة و الصاحب الأول أبو يوسف الصاحب الأكبر يقول -رحمة الله- وهذا الأثر موجود في مختصر أبن قدامة و عند أبي علاء بن أبي علاء في طبقات الحنابلة يقول -رحمه الله-: أتفق الفقهاء كلهم من الشرق إلى الغرب على الإيمان بالقرآن و الأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله ﷺ في صفة الرب لأن النصوص التي فيها إثبات صفة الرب كالعلم و القدرة و السمع و البصر من غير تفسير يعني من غير تفسير يخالف ظاهرها كتفسير المؤله و تفسير الجهمية من غير تفسير و لا تشبيه فمثلا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا أتفقوا على إثبات صفة العلم من غير تفسير للعلم بما يخالف الظاهر أو تفسير مثل تفسير الجهمية الذين ينفون العلم ولا تشبيه للعلم، مثلا بعلم المخلوق من غير تفسير و لا تشبيه من غير تفسير يخالف الظاهر كتفسير المؤولة و المحرفة فمن فسر اليوم شيئا من ذلك فسر النصوص تفسيرا يخالف ظاهرها تفسير المؤولة قد خرج مما كان عليه النبي ﷺ و أصحابه، فإنهم لم يفسرون يعني لم يفسروا تفسيرا مخالفا للظاهر، و لكن أفتوا بما في الكتاب و السنة ثم سكتوا، أفتوا بما في الكتاب و السنة وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا أفتوا بإثبات العلم و هكذا، إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ أفتوا بإثبات الرؤية ثم سكتوا فمن قال: بقول جهم فقد فارق الجماعة، يعني: جماعة المسلمين لأنه و صفه بصفة لا شيء يعني الجهل أي وصفه بصفة العدم الجهم وصفه بصفة لا شيء يعني بصفة معدومة لأن الجهم أنكر الأسماء و الصفات.
و جهم بن أبي صفوان هذا من أهل خرسان و كان مولى لبني راسب و هو الذي كان خروجه في أوائل المئة الثانية، أخذ عقيدة الصفات عن جعد بن درهم و جعد بن درهم أول من تكلم في نفي الصفات أول من تكلم في الإسلام في نفي الصفات الجهم ثم أخذ عنه الجهم فالجهم أنكر الأسماء و الصفات فمن قال بقول جهم فقد وصف الله بصفة لا شيء وصفه بالمعدوم ، و المعدوم هو الذي ليس له اسم ولا صفات و هذا كفر و ضلال -نعوذ بالله- ، رواه ابن قدامة في ذم التأويل و واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة .
(المتن)
(الشرح)
عباد بن عوام هذا بن عمر بن المنذر الإمام المحدث الصدوق من نبلاء الرجال توفي سنة بضع و ثمانين و مئة، يقول: قدم علينا شريك بن عبد الله، هذا شريك بن عبد الله النخعي القاضي الحافظ القاضي ثقة، لكن تغير حفظه بعد أن تولى القضاء انشغل بالقضاء فضعف حفظه، شريك بن عبد الله القاضي النخعي، و لهذا إذا كان في السلف شريك يكون الحديث ضعيف لأنه تغير حفظه لكنه ثقة.
فقلنا قال عباد: قدم علينا شريك بن عبد الله فقلنا إن قوما ينكرون هذه الأحاديث يعني الأحاديث في الصفات إن الله ينزل إلى السماء الدنيا يعني النزول و الرؤية يعني رؤية الله في الآخرة و ما أشبهه هذه الأحاديث فقال : يعني قال شريك : إنما جاء بهذه الأحاديث من جاء بالسنن كالصلاة و الزكاة و الحج ، و إنما عرفنا الله بهذه الأحاديث، يعني: يقول الذي جاء بأحاديث الصفات هو الذي جاء بالسنن كالصلاة و الزكاة و الصوم و الحج إذا كنت تعمل بالنصوص التي جاءت بالصلاة و الزكاة و الصوم و الحج، فاعمل بالنصوص التي أثبتت النصوص التي ثبتت بها الصفات الذي جاء بهذا هو الذي جاء بهذا الرسول عليه الصلاة و السلام هو الذي جاء بالسنن، الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج هو الذي جاء بالنصوص التي تثبت الصفات و إنما عرفنا الله بهذه الأحاديث، الله تعالى عرف نفسه بأسمائه و صفاته التي أثبتها في كتابه أو على لسان رسوله ﷺ فلذا فمن أنكرها معناه الله و هذا باطل .
(المتن)
(الشرح)
هذه نصيحة من المؤلف رحمه الله يقول إذا كثرت الأدلة المختصرة من القرآن و السنة أدلة في فضل الإتباع و أنه يجب على المسلم أن يتبع ما جاء في الكتاب و السنة عملا بقول الله تعالى اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ هذه جملة مختصرة من القرآن و السنة وأثر من سلف فالزمها الزمها أيها المسلم و يا طالب العلم و ما كان مثلها مما صح عن الله و عن رسوله ﷺ يعني الزم هذه النصوص و الزم ما شابهها من النصوص التي ثبت في كتاب الله أو على لسان رسول الله ﷺ مما صح عن الله و رسوله و صالح سلف الأمة و كذلك ما صح عن من ما صح من كلام أهل العلم اللذين يفسرون به النصوص لأن العلماء يفسرون النصوص، العلماء يفسرون النصوص و تفسيرهم ليس بالرأي بالهوى إنما تفسير مبني على فهم للنصوص ولهذا قال الزمها و لما كان مثلها من ما صح عن الله و رسوله وصالح سلف الأمة ممن حصل الاتفاق عليه من خيار الأمة المراد بالسلف الذي أتفق العلماء على أنهم من خيار الأمة على أنهم عدول و على أنهم خيار وعلى أنهم ثقات كالصحابة و التابعين و أتباعهم و الأمة الأربعة و الفقهاء السبعة و غيرهم من أهل العلم الذين اتفقت الأمة على عدالتهم و خيارهم و دع أقوال من كان عندهم محقورا مهجورا مبعدا مدحورا و مذموما ملوما يعني أترك أقوال المحقورين المهجورين المبعدين المدحورين المذمومين بسبب خداعهم في الدين و انحرافهم عن سواء السبيل هؤلاء أتفقوا عليه أهل البدع و الذين انحرفوا عن الجادة هؤلاء اترك أقوالهم و لا تغتر بها، و إن أغتر كثير من المتأخرين بأقوالهم و جنحوا إلى إتباعهم فأنت لا تغتر فلا تغتر بكثرة الباطل ليست العبرة بالكثرة العبرة بمن كان مستقيما على الجادة، و لهذا قال الله تعالى في كتابه العظيم وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ الكثرة بالغالب تكون هالكة، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ فلا تغتر بالكثرة .
(المتن)
(الشرح)
نعم وهذا الحديث حديث رواه الإمام مسلم -رحمه الله- في كتاب الإيمان و المعجب في كتاب الفتن و رواه الترمذي قال حديث حسن صحيح يقول النبي ﷺ : بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا لأنه بدأ هذا الإسلام برسول الله ﷺ هو أول مؤمنين هذه الأمة ثم آمن به أبو بكر من الرجال ثم آمنت به خديجة من النساء ثم آمن به بلال من الأحرار و هكذا و آمن به علي من الصبيان، فالإسلام غريبا و سيعود غريبا في آخر الزمان، لا يبقى على الإيمان إلا القلة يعود كما بدأ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ طوبى الجنة، الجنة للغرباء الذين استمسكوا بالإسلام و عملوا ب بهذا الدين و لم ينحرفوا و لم يغتروا بالهالكين فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ، -و في لفظ آخر- طوبي للغرباء الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، -و في لفظ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفَسَدَ النَّاسُ -و في –لفظ- قَوْمٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ فِي نَاسِ سَوْءٍ كَثِيرٍ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، أو الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفَسَدَ النَّاسُ، أو قَوْمٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ فِي نَاسِ سَوْءٍ كَثِيرٍ .
(المتن)
(الشرح)
نعم و هذا الحديث هو الذي رواه الترمذي في سننه رواه ابن ماجة و رواه الإمام أحمد في في المسند و الحاكم في المستدرك وهو حديث مشهور و له طرق متعددة، يقول النبي ﷺ: سَتَفتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً –وقبله- افترقتِ اليهودُ على إحدَى وسبعينَ فرقةً، وافترقتِ النصارَى على اثنتَينِ وسبعينَ فرقةً، وسَتَفتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةًكُلُّهَا فِي النَّارِ، إِلَّا وَاحِدَةً، قيل: من هي يا رسول الله قال مَنْ كَانَ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي، - و في رواية- قيل فمن الناجية قال مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي ، رواه جماعة من الأئمة.
وهذا الحديث فيه بيان أن الفرقة الناجية واحدة و هي من كانت على الصراط المستقيم هي المتبعة للكتاب و السنة، و هذا هو الشاهد، الفصل الاتباع هذه الفرقة الناجية المتبعة للكتاب و السنة هم أهل السنة و الجماعة هم الطائفة المنصورة و هم أهل الحق هم أهل الحق و هم الطائفة المنصورة وهي الفرقة الناجية و هم أهل السنة و الجماعة كل هذه أسمائهم، بعض الناس يظن أن الفرقة الناجية غير الطائفة المنصورة لا هي الفرقة الناجية وهي الطائفة المنصورة وهم أهل السنة والجماعة.
و فيه دليل على أن هذه الفرق الثلاث وسبعين هم من فرق أهل البدع يتوعدهم بالنار و ليسوا كفارا على الصحيح، و لهذا قال العلماء: أن الجهمية و القدرية خارجون من الثنتين وسبعين فرقة لكفرهم و ضلالهم ،فدل على أن الثنتين و السبعين فرقة مبتدعة يتوعدهم بالنار، و أما الفرقة الناجية فهم أهل السنة و الجماعة سلموا من الوعيد، و قال بعض العلماء: أنهم أن هؤلاء الفرق فيهم الكافر و المبتدع .
(المتن)
و أعلم -رحمك الله- أن الإسلام و أهله أتوا من طوائف ثلاث:
فطائفة ردت أحاديث الصفات و كذبوا رواتها فهؤلاء أشد ضررا على الإسلام و أهله من الكفار.
و أخرى قالوا: بصحتها و قبولها ثم تأولوها فهؤلاء أعظم ضررا من الطائفة الأولى.
و الثالثة جانبوا القولين الأولين و أخذوا بزعمهم ينزهون و هم يكذبون فأداهم ذلك إلى القولين الأولين وكانوا أعظم ضررا من الطائفتين الأولتين.
فمن السنة اللازمة.
(الشرح)
هؤلاء هذه الطائفة الثالثة نبه المؤلف -رحمه الله- قال وأعلم أعلم يعني تيقن و اجزم لا تضن و لا تشك رحمك الله دعاء، قال: أن الإسلام و أهله أتوا من طوائف ثلاث أتو يعني جاءهم الضرر، جاءهم الضرر و لحقهم الضرر من طوائف ثلاث:
الطائفة الأولى طائفة ردت أحاديث الصفات و كذبوا رواتها و قالوا: أن هذه أحاديث أخبار لا تقبل فهي مردودة و باطلة و هم الجهمية و المعتزلة و أشباههم، يقول المؤلف: هؤلاء أشد ضررا على الإسلام و أهله من الكفار على الإسلام، لماذا لأن الكفار كاليهود و النصارى و الوثنيين هؤلاء عدو ظاهر مكشوف لكل أحد تعلم أنه عدو لك و تجتنب أقواله و أفعاله تعرف أنه عدو ما يقبل منه شيء الكافر ، لكن هؤلاء الجهمية ينتسبون إلى الإسلام و يدعون أنهم يعملون بالكتاب و السنة و هم يردون النصوص و يعطلون الرب فهم كفار، شارك الكفار أولئك الكفر أنه لبسوا على المسلمين و انتسبوا إلى الإسلام و أغتر بهم بعض الناس و ظنوا أنهم من أهل الإسلام، و أخذوا بأقوالهم و انخدعوا فصاروا أشد ضررا على الإسلام و أهله من الكفار، الكفار عدو مكشوف ظاهر لكن هؤلاء عدو متلبس يعيش بين المسلمين.
و الطائفة الثانية طائفة قالوا بصحتها و قبولها ثم تأولوها، وهم الطائفة المؤولة منهم جمهور الأشاعرة، هؤلاء أعظم ضررا من الطائفة الأولى أعظم ضررا من الجهمية المؤولة شر من المعطلة لأن المؤولة مذهبهم يتضمن التشبيه و التعطيل و التلاعب بالنصوص، فمثلا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ الجهمية قالوا نفوا الصفات نفوا الصفة و عطلوا الرضا، و هؤلاء قالوا: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ هذا صحيح النص صحيح و مقبول ولكن متأول معنى: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أثابهم فهؤلاء أولوا النص أولو الرضا بالثواب فهم شبهوا أولا فظنوا أن رضا الرب مثل رضا المخلوق هذا تشبيه، و لما وقع في نفوسهم التشبيه أولوا فحرفوا فقالوا: ننفي الرضا الله و نفسره بالثواب، فهم شبهوا أولا ثم عطلوا ثانيا و تلاعبوا بالنصوص فصاروا شرا من الطائفة الأولى، غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ يقولون: لا ما نصف الله بالغضب لأن لو وصفنا الله بالغضب شبهنا بالمخلوق، إذا شبهوا لما شبهوا عطلوا الرب من الوصف، شبهوا أولا قالوا: إن الغضب لو أثبتنا الغضب لصار شبيها بالمخلوق، فإذا شبهوا أولا ثم عطلوا فنفوا صفة الغضب ثم أولو ثالثا ثم تلاعبوا بالنصوص و قالوا: إن الغضب الانتقام، غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ انتقم منهم فهؤلاء و إن قبلوا النصوص إلا أنهم تأولوها فصاروا شرا من المعطلة الأولى لأنهم شبهوا أولا ثم عطلوا ثانيا ثم تلاعبوا بالنصوص ثالثا، فهؤلاء أعظم ضررا من الطائفة الأولى.
و الطائفة الثالثة يقول: جانبوا الذين جانبوا القولين جانبوا القولين الأولين و أخذوا بزعمهم ينزهون و هم يكذبون، و هم المفوضة الذين فوضوا المعنى و نفوا الصفات، الذين يقولون لا نعلم المعاني ليس للنصوص معاني ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يقولون: ما ندري ما المعنى اسْتَوَى ما نعرف المعنى لا نعرف المعنى و لا الكيفية، لم يثبتوا الصفات نفوا الصفات و نفوا المعنى، فيقولون: أن النصوص ألفاظ لا يعرف مسلم منها إلا اللفظ فقط، ينطق باللفظ أما المعنى فغير معروف، فهؤلاء أدى ذلك على إلى القولين الأولين، يعني مذهبهم أدى إلى القولين الأولين، يعني حرفوا و عطلوا الرب و أدعوا أنهم ينزهون فكانوا أعظم ضررا من الطائفتين الأولين.
و لهذا قال كثير من العلماء: المفوضة شرا من المعطلة، المفوضة الذين يفوضون المعنى يقولون: ما ندري ما المعنى ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ما ندري ما معنى اسْتَوَى، (استوى: استقر) يقولون: ما ندري ما معنى اسْتَوَى الاستواء حروف ما ندري ما معناها، ألفاظ لا فرق بينها و بين الحروف الأعجمية، فأنت سواء تقرأ الحروف الأعجمية أو تقرأ ألفاظ نصوص الاستواء، الحكم واحد ألفاظ ما ندري ما معناها، يكون معناها باللغة العربية الله تعالى يقول: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ما قال: إن آية الصفات لا تدبروها ما يعرف معناها، قالوا: ما ندري ما معناها، لا فرق بين الحروف الأعجمية حروف ألفاظ نصوص الصفات ، مفوض المعنى ما ندري ما معناه، إلا أنهم لا ينكرون الصفات، هؤلاء يسمون المفوضة فهم شرا من المعطلة.
فالمؤلف يقول: الإسلام جاءه الضرر من هؤلاء الطوائف الثلاثة: المعطلة و المؤولة و المفوضة فهم جانبوا القولين الأولين و أخذوا بزعمهم ينزهون بزعمهم ينزهون الرب و هم يكذبون، فأداهم ذلك إلى القولين الأولين عطلوا و شبهوا، و كانوا أعظم ضررا من الطائفتين الأولتين .
(المتن )
(الشرح)
نعم يقول: من السنة اللازمة السكوت عما لم يرد فيه نص عن الله و عن رسوله ما لم يأتي نص عنه و عن الرسول نسكت لا نثبت و لا ننفي، فكما أننا لا نثبت إلا بدليل فلا ننفي إلا بدليل، فمن السنة السكوت عما لم يرد فيه نص عن الله أو عن رسوله ﷺ أو يتفق المسلمون على إطلاقه، على إطلاقه على الله، إذا أتفق المسلمون على إطلاقه على الله هذا معنى الإجماع ليس فيه نقص أو أتفق المسلمون على نفيه على نفيه عن الله لا بأس هذا إجماع، و أما ما لم يرد فيه نص و لا كتاب ولم يتفق المسلمون على إثباته لا نطلقه، نتوقف لا نثبت إلا بدليل و لا ننفي إلا بدليل و ترك التعرض له بنفي أو إثبات، الشيء الذي سكتت النصوص عنه لم يرد فيه نص لا عن الله و لا عن رسوله ﷺ و لا أتفق المسلمون على إطلاقه فهذا لا يطلق لا يثبت و لا ينفى و لا يتعرض له بنفي ولا إثبات بل يتوقف فيه، لأن الإثبات يحتاج إلى دليل و النفي يحتاج إلى دليل، ولهذا قال المؤلف: وكما لا يثبت إلا بنص شرعي كذلك لا ينفى إلا بدليل سمعي، الدليل السمعي المسموع من الكتاب و السنة .
(المتن)
(الشرح )
وهذا دعاء المؤلف -رحمه الله- السؤال و التضرع إلى الله فنسأل الله سبحانه أن يوفقنا لما يرضيه من القول و العمل و النية، و هذا هو الشرع، الشرع الشريعة جاءت بالقول و العمل و النية لما يرضيه، الذي يرضاه الله هو ما شرعه في كتابه و على لسان رسوله ﷺ، نسأل الله أن يوفقنا لما يرضيه من القول و لما يرضيه من العمل و لما يرضيه من النية و أن يحيينا على الطريقة التي يرضاها و يتوفانا عليها وهي الطريقة التي جاء بها الإسلام و شرعها لنا نبينا ﷺ في كتابه أو على لسان رسوله ﷺ شرعها الله لنا في كتابه أو على لسان رسوله ﷺ، فنسأل الله أن يحيينا على الطريقة التي يرضاها و أن يتوفانا عليها و أن يلحقنا بنبيه و خيرته من خلقه محمد هو نبي الله و هو خيرته من خلقه، و يعني أفضل الخلق محمد المصطفى الذي اصطفاه الله اصطفاه الله من بين العالمين و آله يعني أتباعه على دينه، و ويدخل في ذلك دخولا أوليا أزواجه و ذريته و أعمامه _عماه حمزة و العباس- ، و صحبه أصحابه الصاحب كل من لقي النبي ﷺ مؤمنا و مات على الإسلام فهو من الصحابة أن يجمعنا معهم في دار كرامته و هي الجنة، أنه سميع قريب مجيب هذا توسل إلى الله باسمه السميع و القريب و المجيب ثلاثة أسماء .
(المتن)
(الشرح)
هذا اصطلاح المؤلف يقول الحديث الذي ما أضافه إلى شيء فهو متفق عليه أخرجه الشيخان البخاري و مسلم و إذا كان في غيرهما فأنه يضيفه إلى من أخرجه .
(المتن)
(الشرح)
الحمد لله الحمد لله و صلى الله على نبينا محمد يعني دعاء هذا سؤال الله أن يثني على نبيه في الملاء الأعلى صلاة الله هي ثناؤه على عبده في الملاء الأعلى، نسأل الله يعني نسألك يا الله أن تثني على نبيك محمد و على آله أتباعه على دينه و صحبه من صحبه من لقيه و مات على الإسلام، و سلم تسليما كثيرا يعني صل و سلم فدعاء لهم بالسلامة سلم من الآفات ومن الشرور في الدنيا و الآخرة تسليما هذا تأكيد كثيرا تسليما هذا مصدر، كثيرا تأكيد للوصف
الحمد لله رب العالمين و على هذا و نحمد الله على التمام بهذا تكون هذه الليلة إن شاء الله آخر الدروس و غدا إن شاء الله ما فيه درس عندي قد يكون يأتيكم بعض المشايخ لكن بالنسبة للكتاب فنكون انتهينا منه و تكون آخر الدروس في كتاب التوحيد هذا اليوم في هذه السنة إن شاء الله، و نلتقي بكم إن شاء الله في السنة القادمة و الآن، نسأل الله أن يرزقنا و إياكم العلم النافع و العمل الصالح .