وقال أبو بكر الآجري في كتاب الشريعة: الذي يذهب إليه أهل العلم: أن الله على عرشه فوق سمواته وعلمه محيط بكل شيء[1] قد أحاط علمه بجميع ما خلق في السموات العلى، وجميع ما في سبع أرضين[2] يرفع إليه أفعال العباد[3] . فإن قال قائل: أيش[4].
_________________________________
[1] نقل أبو بكر الآجري في كتاب الشريعة أن الذي يذهب إليه أهل العلم أن الله على عرشه فوق سماواته، كما دلت على ذلك النصوص كقوله تعالى:ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌﭼ [طه:5]، وقوله: ﭽﮏﮐﮑﮒﭼ [الأعراف:54]، وقوله: ﭽﰂﰃﰄﰅﭼ[الأنعام:18]، وقوله: ﭽﮟﮠﮡﮢﭼ [الأعلى:1]، فأهل العلم يذهبون إلى ما دلت عليه النصوص، أهل العلم يدورون مع النصوص كيفما دارت، أهل العلم أهل البصيرة، أهل العلم بالله وبأسمائه وصفاته، علماء الآخرة علماء الحق علماء الشريعة يذهبون إلى ما دلت عليه النصوص، فالذي دلت عليه النصوص أن الله مستوٍ على العرش، وهو فوق السماوات، وعلمه محيط بكل شيء .
[2] كما قال تعالى: ﭽ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﭼ [الطلاق:12]، فالله محيط بكل شيء .
[3] وهذا يدل على أنه في العلو؛ لأن الرفع يكون من أسفل إلى أعلى .
[4] إيش نحت عن قولهم: أي شيء، أصلها: أي شيء،هذا نحت اختصار، مثل ما تسمى كلمة: لا حول ولا قوة إلا بالله، حوقلة، وسبحان الله سبحلة، والحمد لله حمدلة، أي شيء معنى كذا؟ اختصارها إيش .
معنى قوله: ﭽﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭼ [المجادلة:7] الآية؟ قيل له: علمه، والله على عرشه وعلمه محيط بهم؛ كذا فسره أهل العلم[1]. والآية يدل أولها وآخرها على أنه العلم وهو على عرشه.
____________________________________
[1] أي: أن معنى قوله: ﭽﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭼ أي: بعلمه. ﭽﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ أي: بعمله وهو فوق العرش سبحانه. وفسر العلماء هذه المعية بالعلم لأن الله افتتح الآية بالعلم واختتمها بالعلم، فقال سبحانه:ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜﭼ فافتتحها بالعلم، ثم قال سبحانه:ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿﮀﮁﮂﭼ، وختمها بالعلم، فدل على أن المعية هنا معية علم، وهذا ليس من التأويل؛ لأن هذا من الآية نفسها، وليس في الآية حجة على الحلولية، الحلولية يقولون: ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤﭼ ذاته معهم، ﭽﭥﭦﭧﭨﭩﭼ يعني إن الله مختلط بالمخلوقات تعالى الله عما يقولون، ونصوص العلو والفوقية التي تزيد على ألف دليل، ضربوا بها عرض الحائط، وأبطلوها بنصوص المعية، أما أهل السنة والجماعة أصحاب المذهب الحق، فجمعوا بين النصوص، فأثبوا نصوص العلو والفوقية، وأثبتوا صفة المعية، والمعية لا يلزم منها الاختلاط والامتزاج، وإنما هي لمطلق المصاحبة، تقول العرب: ما زلنا نسير والقمر معنا، والقمر فوقك، وتقول: المتاع معك، وهو فوق رأسك ، فالمعية في لغة العرب لا تفيد الاختلاط، وإنما تفيد مطلق المصاحبة، فلا تدل على الاختلاط ولا المماسة، يطلع الإنسان وهو في الدور الرابع أو السادس على ابنه يبكي وهو في الأرض ويقول: أنا معك، فيسكت الطفل، وبينه وبينه مسافات، فهذه المعية . والله معهم يعني بعلمه واطلاعه .
هذا قول المسلمين[1]، والقول الذي قاله الشيخ محمد بن أبي زيد: (وأنه فوق عرشه المجيد بذاته وهو في كل مكان بعلمه) فقد تأوله بعض المبطلين بأن رفع (المجيد)، ومراده أن الله هو المجيد بذاته، وهذا مع أنه جهل واضح فإنه بمنزلة أن يقال : الرحمن بذاته والرحيم بذاته والعزيز بذاته .
______________________________
[1] هذا قول المسلمين قاطبة، أما الحلولية ففسدت فطرتهم، وخرجوا بقولهم عن قول المسلمين.
[2] رجع المؤلف رحمه الله إلى قول أبي محمد ابن أبي زيد، وقد سبق هذا قبل صفحات، نقل عن أبي زيد هذا في قوله نقل المؤلف عن ابن أبي زيد عندما ذكر ما ذكره السلف أهل السنة أئمة السلف ولم يكن من أئمة المالكية من خالف ابن أبي زيد في هذا) وهو ما ذكره هذا في مقدمة الرسالة لتلقن لجميع المسلمين؛ لأن عند أئمة السنة من الاعتقادات التي يلقنها كل أحد، فالقول الذي قاله الشيخ محمد ابن أبي زيد وهو من المالكية بأنه فوق عرشه المجيد بذاته وأنه يعني الله سبحانه وتعالى (فوق عرشه المجيد بذاته، وهو في كل مكان بعلمه) يعني أنه سبحانه ذاته فوق العرش، وعلمه في كل مكان .
[3] قال المؤلف حينما رفع المجيد مراده أن الله هو المجيد بذاته . قال: (ومع أنه جهل واضح فإنه نازلة أن يقال الرحمن بذاته والرحيم بذاته والعزيز بذاته) يقول إن هذا التأويل مع كونه باطل فهو يفسد به المعنى، ومقصود ابن أبي زيد (فوق عرشه المجيدِ) بالكسر صفة للعرش، والذي تأوله قال أنه لا أنه الله (فوق عرشه المجيدُ) يريد أن تكون وصفاً لله، ويقول حينما رفع المجيد مراده أن الله هو المجيد بذاته، وهذا يقول مع أن جهل واضح، فإنه يفسد به المعنى؛ وهذا جهل واضح؛ لأن المجيد صفة للعرش، يقول فوق عرشه المجيدِ بذاته فالمجيد صفة للعرش وهذا المبطل رفع (المجيد) ليكون وصفاً لله، فهذا يقول إنه جهل باللغة العربية ويفسد به المعنى، مراده أنه المجيد بذاته (ومع أنه جهل واضح فإنه بمنزلة أن يقال الرحمن بذاته والرحيم بذاته والعزيز بذاته) وهذا معنى غير سليم .
وفي الآية قراءتان مشهورتان: القراءة الأولى: (ذو العرش المجيدُ)، فتكون وصفاً لله، والقراءة الثانية: (ذو العرش المجيدِ) فتكون وصفاً للعرش . وهذه الآية تختلف عن موضوع كلام ابن أبي زيد.
وقد قال ابن أبي زيد في خطبة الرسالة أيضاً: (على العرش استوى وعلى الملك احتوى)[1]، ففرق بين الاستواء والاستيلاء على قاعدة الأئمة المتبوعين، ومع هذا فقد صرح ابن أبي زيد في " المختصر " بأن الله في سمائه دون أرضه هذا لفظه والذي قاله ابن أبي زيد ما زالت تقوله أئمة السنة من جميع الطوائف[2] .
_______________________________
[1] ففرق بين الاستواء والاستيلاء، فقال في الاستواء: (على العرش استوى)، والاستيلاء عام لجميع المخلوقات فالله تعالى ملكها وقهرها، أما الاستواء فهو خاص بالعرش، والاستيلاء عام لجميع المخلوقات، ولهذا فرق فقال: (على العرش استوى وعلى الملك احتوى) .
[2] كلام ابن أبي زيد هذا ليس خاصاً به، بل يقوله طوائف المسلمين يقوله أئمة السنة من جميع الطوائف، كلهم يقولون مثل ما قال ابن أبي زيد بأن الله في سمائه دون أرضه رداً على الجهمية الذين يقولون إن الله مختلط بمخلوقاته، تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا، وقد ذكر هذا ابن القيم رحمه الله في اجتماع الجيوش الإسلامية .
وقد ذكر أبو عمر الطلمنكي الإمام في كتابه الذي سماه " الوصول إلى معرفة الأصول " : أن أهل السنة والجماعة متفقون على أن الله استوى بذاته على عرشه[1] . وكذلك ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة حافظ الكوفة في طبقة البخاري ونحوه ذكر ذلك عن أهل السنة والجماعة[2] . وكذلك ذكره يحيى بن عمار السجستاني الإمام في رسالته المشهورة في السنة التي كتبها إلى ملك بلاده . وكذلك ذكر أبو نصر السجزي الحافظ في كتاب " الإبانة " له . قال : وأئمتنا كالثوري ومالك وابن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وابن المبارك وفضيل بن عياض وأحمد وإسحاق: متفقون على أن الله فوق العرش بذاته ؛ وأن علمه بكل مكان.
______________________________
[1] قال رحمه الله: (بذاته) للرد على الحولية الجهمية، واضطر العلماء إلى إطلاق كلمة (بذاته) للرد على الجهمية الذين أنكروا علوا الله على خلقه، ولو لم يتكلم أهل البدع بهذا لما كان هناك حاجة إلى أن يقال: (بذاته)، بل يقال: إن الله استوى على العرش، لكن أهل السنة أرادوا بذكرهم لهذه الكلمة الرد على أهل البدع الذين أنكروا علوا الله بذاته .
[2] أي: أنهم يثبتون استواء الله على عرشه بذاته،
[3] والمؤلف رحمه الله يكثر من النقول عن الأئمة والعلماء ليرد على الجهمية ويبين أن أهل الجهمية والمعتزلة والأشاعرة قولهم مخالف لقول أهل السنة ولما أقره العلماء والأئمة وأهل الحق.
وكذلك ذكر شيخ الإسلام الأنصاري وأبو العباس الطرقي والشيخ عبد القادر الجيلي ومن لا يحصي عدده إلا الله من أئمة الإسلام وشيوخه[1]، وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني صاحب (حلية الأولياء)، وغير ذلك من المصنفات المشهورة في الاعتقاد الذي جمعه: طريقنا طريق السلف المتبعين الكتاب والسنة وإجماع الأمة [2]، قال : ومما اعتقدوه أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة لا يزول ولا يحول؛لم يزل عالما بعلم [3]، بصيرا ببصر سميعا بسمع متكلما بكلام[4]، وأحدث الأشياء من غير شيء[5] .
_________________________________
[1] كذلك شيخ الإسلام الأنصاري أبو إسماعيل الهروي وأبو عباس الطرقي، وعبد القادر الجيلي الحنبلي، ومن لا يحصي عددهم من العلماء إلا الله من أئمة الإسلام وشيوخه؛ كلهم قرروا أن الله مستو على العرش، وأن الله فوق المخلوقات بذاته، وأن علمه محيط بكل مكان .
[2] هذا النقل عن الحافظ أبي نعيم الإصبهاني صاحب حلية الأولياء، فإنه صنف كتاباً في الاعتقاد، قرر فيه مذهب أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات
[3] قوله: (عالما بعلم) أثبت الاسم والصفة، وفي ذلك رد على المعتزلة الذين يقولون إن له الأسماء دون الصفات، فيقولون: إنه عالم بغير علم؛ لأنهم يثبتون الأسماء دون الصفات .
[4] هذا قول أهل السنة وهو إثبات الأسماء والصفات .
[5] يعني خلق الأشياء من غير شيء .
وأن القرآن كلام الله . وكذلك سائر كتبه المنزلة كلامه غير مخلوق وأن القرآن من جميع الجهات[1]؛ مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا كلام الله عز وجل حقيقة لا حكاية ولا ترجمة، وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق، وأن الواقفة واللفظية من الجهمية[2]، وأن من قصد القرآن بوجه من الوجوه يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية[3]، وأن الجهمي عندهم كافر [4]. وذكر أشياء إلى أن قال : وأن الأحاديث التي ثبتت عن النبي e في " العرش واستواء الله عليه " يقولون بها[5]،
________________________________
[1] قوله: (من جميع الجهات) أي من جهة القراءة؛ فإذا قرأته فهو كلام الله، وإذا تلوته فهو كلام الله، وإذا حفظته فهو كلام الله، وإذا سمعته فهو كلام الله، وإذا كتبته فهو كلام الله، وإذا تلفظت به فهو كلام الله؛ فهو كلام الله كيفما تصرف، هو كلام الله مقروء كلام الله متلواً كلام الله محفوظا في الصدور، كلام الله مسموعا بالآذان كلام الله مكتوبا في المصاحف كلام الله ملفوظا .
[2] الواقفة هم الذين يقولون: لا نقول إن القرآن مخلوق أو غير مخلوق، واللفظية هم الذين يقولون: لفظي بالقرآن مخلوق، فكلا من هاتين الفرقتين من الجهمية؛ لأنهم خالفوا السلف. فالقرآن كلام الله، لا تخصص اللفظ، فأنت مخلوق بجميع أفعالك، لكن كونك تخصص فتقول: إن اللفظ بالقرآن غير مخلوق هذا من البدع . لأنه قد يراد باللفظ الملفوظ.
[3] أي: من قال إن المقروء مخلوق، أو قال: الملفوظ مخلوق، أو قال: المحفوظ مخلوق، أو قال: المسموع مخلوق، أو قال: المكتوب مخلوق؛ فهو جهمي .
[4] يعني على العموم، لكن فلان ابن فلان الجهمي لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة وتنتفي عنه الموانع، فالمعين لا يكفر، لكن هذا من التكفير على العموم، مثل قولهم: من قال إن القرآن مخلوق فهو كافر، من أنكر رؤية الله فهو كافر، أما فلان بن فلان على التعيين فلا يكفر حتى تقوم عليه الحجة وتنتفي عنه الموانع .
[5] يعني يثبتون الأحاديث التي جاءت في إثبات صفة الاستواء .
ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل[1]، وأن الله بائن من خلقه[2]، والخلق بائنون منه[3]؛ لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم[4]، وهو مستو على عرشه في سمائه دون أرضه[5] . وذكر سائر اعتقاد السلف وإجماعهم على ذلك . وقال يحيى بن عمار في " رسالته " : لا نقول كما قالت الجهمية: أنه مداخل الأمكنة وممازج لكل شيء[6] ولا نعلم أين هو؛ بل نقول هو بذاته على عرشه وعلمه محيط بكل شيء وسمعه وبصره وقدرته مدركة لكل شيء[7]، وهو معنى قوله:ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ[الحديد:4][8] . وقال الشيخ العارف معمر بن أحمد " شيخ الصوفية في هذا العصر: أحببت أن أوصي أصحابي بوصية من السنة وأجمع ما كان عليه أهل الحديث وأهل المعرفة والتصوف من المتقدمين والمتأخرين؛ فذكر أشياء في الوصية إلى أن قال فيها: وأن الله استوى على عرشه بلا كيف[9] .
_____________________________
[1] لا يقول كيفية استواء الله كذا، ولا يقول مثل استواء المخلوق .
[2] أي منفصل ليس بمختلط بالمخلوقات .
[3] أي منفصلون عنه .
[4] وهذا فيه الرد على الجهمية .
[5] فهو مستوٍ على العرش، والعرش فوق السماء .
[6] فهم يعتقدون أن معبودهم داخل في الأمكنة، وممتزج بكل شيء .
[7] فهو يدرك سبحانه بسمعه، يسمع المسموعات، ويبصر المبصرات، ويقدر على كل شيء.
[8] يعني بعلمه وإحاطته واطلاعه ونفود سمعه وبصره، وهو فوق العرش سبحانه .
[9] فلا نقول كيفية استواء الله كذا، الله أعلم بالكيفية .
ولا تمثيل[1]، ولا تأويل[2]، والاستواء معلوم[3]، والكيف مجهول[4]؛ وأنه مستو على عرشه بائن من خلقه[5]، والخلق بائنون منه بلا حلول ولا ممازجة ولا ملاصقة، وأنه عز وجل سميع بصير عليم خبير يتكلم ويرضى ويسخط ويضحك ويعجب ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكا وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف شاء بلا كيف ولا تأويل[6]، فمن أنكر النزول أو تأول فهو مبتدع ضال[7]، وقال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني النيسابوري في كتاب الرسالة في السنة له: ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق به كتابه[8] .
_____________________________
[1] فلا نقول إنه كاستواء المخلوق .
[2] كتأويل قوله تعالى: (استوى) بالاستيلاء .
[3] أي معلوم معناه في اللغة العربية: استقر وعلا وصعد وارتفع .
[4] كيفية استواء الرب مجهولة لا نعرفها .
[5] خلافاً للجهمية الذين يقولون إنه مختلط بالمخلوقات .
[6] هذا قول أهل السنة، هذه النصوص كلها واردة في الكتاب والسنة: سميع بصير عليم خبير كلها أثبتها الله لنفسه، فهو يتكلم ويرضى ويسخط ويضحك ويعجب ويأتي لعباده ضاحكا وينزل إلى السماء الدنيا، كيف شاء، فلا نكيف النزول، الله أعلم كيف شاء ولا نئول
[7] لأنه مخالف لأهل السنة والجماعة .
[8] كما في قوله تعالى: ﭽﮏﮐﮑﮒﭼ [الأعراف:54]، ﭽﮉ ﮊﮋﮌﭼ [طه:5] .
وعلماء الأمة وأعيان سلف الأمة؛ لم يختلفوا أن الله تعالى على عرشه، وعرشه فوق سمواته. قال: وإمامنا أبو عبد الله الشافعي احتج في كتابه "المبسوط" في مسألة إعتاق الرقبة المؤمنة في الكفارة، وأن الرقبة الكافرة لا يصح التكفير بها[1] بخبر: معاوية بن الحكم، وأنه أراد أن يعتق الجارية السوداء عن الكفارة؛ وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن إعتاقه إياها فامتحنها[2] ليعرف أنها مؤمنة أم لا؟ فقال لها: أين ربك؟ فأشارت إلى السماء، فقال: (أعتقها فإنها مؤمنة) [3]، وحكم بإيمانها لما أقرت أن ربها في السماء، وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية[4] .
____________________________
[1] فلا تجزيء الرقبة الكافرة، بل لا بد أن تكون رقبة مؤمنة .
[2] أي سألها سؤال امتحان .
[3] خبر معاوية ابن الحكم السلمي في صحيح مسلم، لما صك الجارية السوداء التي ترعى الغنم لما أخذ الذئب واحدة منها وكان يشاهدها، جاء وصكها ضربها وقال كيف يأخذ الذئب واحدة وأنتِ عنده ثم ندم فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره، فعظم عليه الأمر وشدد عليه، فقال يا رسول الله: اعتقها تكون كفارة لي. فقال: ائتِ بها إلي، فامتحنها النبي e فسألها: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها فإنها مؤمنة([1]).
[4] وهذا يدل على أن الله سبحانه وتعالى فوق العرش فوق السماوات في العلو، وهذا هو الحق، وهو قول أهل السنة قاطبة كما دلت عليه النصوص.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي[1]: باب القول في الاستواء : قال الله تعالى:ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌﭼ [طه:5]، ﭽﮏﮐﮑﮒﭼ [الأعراف:54]، ﭽﰂﰃﰄﰅﭼ[الأنعام:18] ، ﭽﯔ ﯕ ﯖ ﯗﭼ [النحل:50][2]، ﭽﯦ ﯧ ﯨ ﯩﭼ[فاطر:10][3]، ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭼ [الملك:16][4] وأراد: من فوق السماء[5]؛ كما قال: ﭽﮧﮨﮩﮪﭼ [طه:71] بمعنى: على جذوع النخل[6]، وقال: ﭽﭛﭜﭝﭼ [التوبة:2] أي على الأرض[7]، وكل ما علا فهو سماء[8]، والعرش أعلى السموات، فمعنى الآية: أأمنتم من على العرش كما صرح =
_______________________________
[1] هذا نقل عن الإمام البيهقي رحمه الله، وهو شافعي المذهب، وقد يؤول بعض الصفات على طريقة الأشاعرة، لكنه رحمه الله لا يلتزم بمذهب الأشاعرة ومع ذلك نقل هذه النقول التي تثبت أن الله فوق السماوات مستو على عرشه، ويريد بذلك أن يستدل بهذه النصوص على أن الله مستو على عرشه فوق مخلوقاته .
[2] في هاتين الآيتين إثبات الفوقية .
[3] فيه إثبات العلو؛ لأن الصعود يكون من أسفل إلى أعلى .
[4] في للظرفية، والمراد بالسماء العلو، أي: أأمنتم من في العلو، وهو الله، وهو فوق العرش.
[5] السماء إذا أريد بها الطباق المبنية فتكون في بمعنى: على السماء، وإن أريد بالسماء العلو، فتكون في بمعنى الظرفية على بابها .
[6] في تأتي بمعنى على، وليس المراد أنه يشق الجذوع ويدخلهم فيها؛ لا .
[7] ليس معناه: احفروا الأرض وادخلوا فيها؛ بل معناه: سيحوا على الأرض .
[8] كل شيء فوق رأسك يسمى سماء، والله له أعلى العلو وهو فوق العرش، والعرش أعلى السماوات .
به في سائر الآيات. قال: وفيما كتبنا من الآيات دلالة على إبطال قول من زعم من الجهمية: أن الله بذاته في كل مكان[1]، وقوله: ﭽﭮﭯﭰﭱﭲﭼ[الحديد:4] إنما أراد بعلمه لا بذاته[2]. وقال أبو عمر بن عبد البر في شرح الموطأ لما تكلم على حديث النزول[3] قال : هذا حديث لم يختلف أهل الحديث في صحته[4]، وفيه دليل على أن الله في السماء على العرش من فوق سبع سموات[5] كما قالت الجماعة[6] .
__________________________________
[1] هذا قول الجهمية يقولون إنه مختلط بالمخلوقات، حتى أنهم قالوا: إنه في بطون السباع، وفي أجواف الطيور، وفي كل مكان تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
[2] فقوله: ﭽﭮﭯﭼ أي بعلمه لا بذاته، وذاته فوق العرش .
نقل المؤلف هذه النقول حتى يبين أن الأئمة والعلماء من جميع الطوائف، كلهم يثبتون العلو والفوقية، خلافاً لمذهب الجهمية النفاة .
[3] وهذا النقل عن أبي عمر بن عبد البر النمري المالكي في شرح الموطأ وهو كتاب عظيم، لما تكلم على حديث النزول: (ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى الثلث الآخر ثم يقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فاغفر له) قال هذا حديث لم يختلف أهل الحديث في صحته . يعني حديث النزول ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا.
[4] لأنه من الأحاديث المتواترة، وروي في الصحاح والسنن والمسانيد فهو متواتر .
[5] كيف من أين الدليل، والدليل قال: ينزل ربنا كل ليلة، والنزول إنما يكون من أعلى إلى أسفل والنزول لا نعلم كيفيته، الله أعلم بكيفيته، فعل يفعله سبحانه كما يليق بجلاله وعظمته، لكن الحديث فيه إثبات العلو وفيه إثبات النزول .
[6] أي كما قالت جماعة أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف .
وهو من حجتهم على المعتزلة[1] . قال: وهذا أشهر عند الخاصة والعامة وأعرف من أن يحتاج إلى أكثر من حكايته[2]؛ لأنه اضطرار لم يوقفهم عليه أحد[3] .
________________________________
[1] أي في إنكارهم لعلوا الله على المخلوقات، واستواءه على العرش، وكذلك هو من حجتهم على الجهمية، فهذا الحديث حديث النزول من حجة أهل الحق أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف على المعتزلة يردون عليهم بهذا الحديث . فإنه قال فيه: (ينزل) فدل على أنه فوق سبحانه وتعالى، فدل على أنه في العلو .
[2] يقول إن هذا مشهور عند الخاصة والعامة أن الله في العلو لأن هذا معلوم عند الخاصة والعامة، وأعرف من أن يحتاج إلى أكثر من حكايته. يعني لا يحتاج إلا فقط تقرأ الآية وتقرأ الحديث ﭽﮏﮐﮑﮒﭼ [الأعراف:54]، ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌﭼ [طه:5]، ﭽﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪﯫﯬﭼ[فاطر:10]،ﭽﮖﮗﮘﮙﭼ[النساء:158]يكفي القراءة، إذا قرأت فهمت المعنى، ولهذا قال: (هذا أشهر عند العامة والخاصة واعرف من المحتاج إلى أكثر من حكايته) لا يحتاج إلى أكثر من قراءته فقط .
[3] يعني أن الخلق مضطرون إلى إثبات أن الله في العلو، هذا اضطرار لم يوقفهم عليه أحد، يعني لم يخبرهم به أحد، بل الله تعالى فطرهم على ذلك، فطرهم على أنه في العلو وأنه فوق العرش، وأنه فوق السماوات، هذا أمر فطر عليه الخلق من غير أن يوقفهم عليه أحد ويطلعهم عليه ويخبرهم به، هذا مفطور عليه الإنسان، والدواب إذا أصاب الإنسان ضائقة رفع رأسه إلى السماء وإذا أصاب الدابة شيء رفع رأسه إلى السماء، اضطرار والإنسان من حين يؤذيه أحد يجد طلبه للعون يرفع رأسه ويقول: يا ألله، هذا معنى اضطراري يجده الإنسان في نفسه . يضطر إلى طلب الله في العلو من غير أن يوقفهم عليه أحد من غير أن يلزمهم بذلك ويخبرهم بذلك أحد، ما وأقفهم عليه أحد؛ لأن الله فطرهم على ذلك ﭽ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﭼ [الروم:30] .
ولا أنكره عليهم مسلم[1]. وقال أبو عمر أيضا : أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله : ﭽﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭼ هو على العرش وعلمه في كل مكان[2] .
_______________________________
[1] ولا أنكر عليهم مسلم حينما يرفعون أيديهم إلى السماء ويطلبون الله في العلو، بل المسلمون مفطورون على ذلك، وهذا علم اضطراري يجدونه في نفوسهم، فطرهم الله عليه من غير أن يخبرهم بذلك أحد، ويوقفهم عليه أحد، ولا ينكره عليهم أحد من المسلمين .
[2]ففسروهابالعلم،ﭽﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭼأي:بعلمه. ﭽﭥﭦﭧﭨﭩﭼ أي: بعلمه. ﭽﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ أي: بعلمه، وذاته فوق العرش.
فإذا قال قائل: أنتم أولتم الآية بالعلم، فكيف تؤولون بعلمه؟
نقول: ما أولنا؛ لأن الله تعالى افتتح الآية بالعلم، وختمها بالعلم، فقال كما في أولها: ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜﭼ ، وفي آخرها:ﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﭼ ، فافتتح الله الآية بالعلم، وختمها بالعلم، فدل على أنها معية علم، ولهذا قال: أجمع، حكى هذا إجماعاً، ما قال عن نفر أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو عشرة، بل قال: (أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) هو على العرش وعلمه في كل مكان) هذا إجماع من العلماء فإذا جاء واحد شاذ من المتأخرين وقال:ﭽﭰﭱﭲﭼ أي مختلط بالمخلوقات؛ يقال: هذا قول مبتدع، قول كفري، مخالف للنصوص، مخالف للإجماع، مخالف للغة العربية .
فإذا قال طيب أنا أقول وهو معهم، وهو معهم يعني مختلط بهم، هذه اللغة العربية؟ نقول لا كذبت، ليست هذه لغة العرب، المعية في اللغة لا تفيد الاختلاط ولا الامتزاج ولا المحاذاة ولا المماسة، المعية في لغة العرب لمطلق المصاحبة ، فلان مع فلان ، فلان مع القوم لا يلزم أن يكون مختلطاً بهم، معهم مثلاً برأيه، معهم بتأييده، معهم بنصرته، ويقال أيضا: الأمير مع الجيش، والجيش بينه وبين الأمير مسافات، معهم يعني بتدبير الجيش، ومتابعته، ويقال أيضا: فلان زوجته معه وهي في المشرق وهو في المغرب، ما معنى المعية هذه؟ معه في المشرق وهو في المغرب يعني في عصمته.
فالمعية لا يلزم منها الاختلاط أبداً، تقول العرب: ما زلنا نسير والقمر معنا، ما زلنا نسير والنجم معنا، حتى قال بعض الأحناف: لو تزوج مشرقي بمغربية ولم يتصل بها، _ يعني عقد عليها زوجته _ ولم يلتقيان ثم جاءت بولد لستة أشهر من عقد النكاح، ألحق الولد به ولو لم يعلم أنه اتصل بها، حفاظا على النسب. قال: لجواز أن يكون من أهل الخطوة، أي أن يكون عنده كرامة، في الأول ما عندهم مواصلات، لكن الآن سهل الطائرة ساعة واحدة لكن في زمانهم لا مواصلات عندهم، المشرقي إذا تزوج بمغربية يحتاج بعضهم إلى أن يجلس سنتين، فبقي بن مخلد جاء إلى الإمام أحمد في الطريق في سنتين فيحتاج إلى مدة طويلة .
يقول: إذا تزوج مشرقي بمغربية فأتت بولد لستة أشهر من عقد النكاح، ولم نعلم أنه اتصل بها؛ نلحق الولد بأبيه، حفاظا على الوالد، لجواز أن يكون من أهل الخطوة، يعني هذه يمكن أن تكون كرامة له، فانتقل إليها فجامعها وأتت بهذا الولد
فالقصد من هذا أن كلمة المعية لا يلزم منها الاختلاط والامتزاج.
فإذا أتى بعض الجهمية أو بعض المعتزلة من العصور المتأخرة، وقالوا: ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ [الحديد:4]قالوا: إن الله مختلط بالمخلوقات، فهذه المعية تفيد الاختلاط، وأبطلوا نصوص العلو والفوقية التي تزيد أفرادها على ألف دليل، وضربوا بها عرض الحائط، وقالوا هذه كلها باطلة، ونبطل نصوص الفوقية والمعية، واستواء الله على عرشه بنصوص المعية، ونقول: إن الله مختلط بالمخلوقات، وليس فوق العرش . إذاً آمنتم ببعض النصوص وكفرتم ببعض، اعمل بالنصوص، أهل السنة وفقهم الله فعملوا بالنصوص من الجانبين؛ عملوا بنصوص الفوقية والاستواء، وأثبتوا فوقية الله على خلقه واستواءه على عرشه، وقالوا إن نصوص المعية هي معية علم وإحاطة واطلاع . والمعية نوعان: معية عامة ومعية خاصة: معية عامة للمؤمن والكافر، كقوله تعالى: (وهو معكم أينما كنتم) أي: معكم بعلمه وإحاطته واطلاعه؛ هذه المعية العامة تأتي في سياق المحاسبة والمجازاة والتخويف، وهو معكم أينما كنتم هذه معية عامة ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿﮀﮁﮂﭼ هذا للتهديد، (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذا يبيتون ما لا يرضى من القول) هذه المعية العامة للمؤمن والكافر تأتي في سياق المحاسبة والمجازاة والتخويف .
أما المعية الخاصة فهي خاصة بالمؤمن، وبالمتقين وبالصابرين وبالأنبياء والرسل، كما في قوله تعالى: (إني معكما أسمع وأرى)، (واصبروا إن الله مع الصابرين)، (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) . وتأتي في سياق المدح والثناء، وتقتضي التوفيق والتسديد والتأييد، ولا تدل على الاختلاط والامتزاج، كما فهمها أهل البدع وأهل الباطل، فأهل البدع من المعتزلة والجهمية جاءوا متأخرين، ولم يفهموا نصوص الكتاب والسنة، وضربوا بها عرض الحائط وقالوا قولاً مختلقاً، ولذالك الأئمة والعلماء ألفوا مؤلفات وشيخ الإسلام ينقل النصوص الكثيرة لبيان بطلان مذهب هؤلاء؛ وأنهم ليس لهم سلف من الأئمة ولا من العلماء، وإنما هم أعاجم لا يفهمون اللغة العربية، ولا يفهمون النصوص، وتكلموا بالكلام الكفري، فلذلك قام العلماء بنصر دين الله وكتابه وسنة نبيه وردوا عليهم، ومنهم شيخ الإسلام رحمه الله .
وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله . فهذا ما تلقاه الخلف عن السلف[1]؛ إذ لم ينقل عنهم غير ذلك[2]، إذ هو الحق الظاهر الذي دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية[3]؛ فنسأل الله العظيم أن يختم لنا بخير ولسائر المسلمين وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ؛ بمنه وكرمه إنه أرحم الراحمين، والحمد لله وحده[4] .
_____________________________
[1] الخلف المتأخرون، والسلف المتقدمون ، السلف هم الصحابة والتابعون وأتباعهم، والخلف من جاء بعدهم إلى يوم القيامة؛ تلقوا هذا الدين وتلقوا هذا العلم تلقاه الخلف عن السلف تلقاه الأصاغر عن الأكابر، تلقاه المتأخرون عن المتقدمين.
[2]لم ينقل عنهم شيء يخالف ما دلت عليه النصوص من إثبات علو الله على خلقه، واستواءه على عرشه .
[3] والحمد الله ما بعد الحق إلا الضلال .
[4] ختم المؤلف رحمه الله هذه الرسالة بالدعاء .
فنسأل الله أن يختم لنا بخير، وأن يثبتنا على دينه القويم، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا بمنه وكرمه، وأن يتوفنا على الإسلام غير مغيرين ولا مبدلين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين .
([1]) حديث صحيح؛ أخرجه مسلم (537)، وأبو داود (930)، وأحمد في المسند (5/448)، وابن أبي عاصم في السنة (104)، والطبراني في الكبير (19/938)، وابن حبان في صحيحه (165) من طريق معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه.