المتن:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان:
قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: «بِعَوْنِ اللهِ نَبْتَدِئُ، وَإِيَّاهُ نَسْتَكْفِي، وَمَا تَوْفِيقُنَا إِلَّا بِاللهِ »
حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، ح وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ - وَهَذَا حَدِيثُهُ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ - أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ - فَقُلْنَا: لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ، فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ، فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ، وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ، قَالَ: «فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ، وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي»، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ «لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ» ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا، قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ.
الشرح:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .. أما بعد:
فإننا نحمد الله أن أعادنا إلى هذه المجالس مجالس العلم أسال الله أن يرزقنا جميعا العلم النافع و العمل الصالح و ها نحن نبتدئ كتاب الصحيح للإمام مسلم رحمة الله عليه بعد أن تم قراءة المقدمة هذا أول صحيح للإمام مسلم و هذا أول كتاب له و هو كتاب الإيمان.
والكتب الذي وضعها الإمام مسلم رحمة الله كتاب الإيمان كتاب الصيام كتاب الحج. أما الأبواب فليست له وإنما وضعها النووي الشارع رحمه الله الأبواب ليست للإمام، فالإمام رحمه الله وضع كتب كتاب الإيمان هذا وضعه الإمام مسلم رحمه الله، أما الأبواب فإنها ليست له ولهذا تجدونها موضوعة في حاشية في الشرح، أما الكتب فهي تابعه للإمام تكون قبل، ولذلك قال الإمام مسلم رحمه الله: كتاب الإيمان، وبدأ الإمام مسلم رحمه الله في الإيمان؛ لأن الإيمان هو أصل الدين و أساس المله و لا يصح الإسلام و لا يصح دين العبد إلا بالإيمان، و لهذا بدأ به لأهميته كما الإمام البخاري رحمه الله بدأ كتاب بدء الوحي ثم كتاب الإيمان، وكانت هذه عادة المؤلفين القدامى و المحدثون عادتهم يبدؤون بما يتعلق بالعقيدة الإيمان و التوحيد لأهميته؟
ثم بعد ذلك بعد الكلام في العقيدة و بعد الكلام في الأبواب التي تتعلق بالعقيدة و التوحيد و الإيمان يبدأ بالطهارة الصلاة و الطهارة ثم الزكاة ثم الصوم ثم الحج ثم البلوغ، و هكذا كان هذه عادة المؤلفين القدامى الإمام البخاري و الإمام مسلم و غيرهم هذه هي الطريقة المثلى، ثم اصطلح المتأخرون النبلاء متأخرون على أن يجعلوا ما يتعلق بالعقيدة في كتب خاصة مؤلفات خاصة و يبدؤوا بكتبهم مؤلفاتهم بكتاب الطهارة مثلاً كتاب الصلاة كما فعل الحافظ في البلوغ بلوغ المراد، بدأ بالطهارة.
أما كتب العقيدة أما ما يتعلق بالعقيدة جعلوها في مؤلفات خاصة و هذا صار له سلبية على المتأخرين، فصار الكثير من المتأخرين لا يعرفون العقيدة صاروا يبدؤون بما كتبه المؤلفون و المتأخرون يبدؤون بالطهارة و الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج و العقيدة أملها؛ لأنها فصلت عنه عن مؤلفاتهم، فصار كثيرا من الناس لا يعرفون العقيدة و يعرفون أحكام الطهارة والحيض والنفاس، والسبب في هذا كونهم فصلوا ما يتعلق بالعقيدة عن الفروع، فصار كثير من الناس يعتني بالفروع و لا يعتني بالعقيدة، لهذا كان الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يقول لبعض الناس: ( قترهُ منكم أن تقرؤوا في العقيدة و التوحيد كما تقرؤون في الطهارة و الصلاة و الصيام ) اعتنوا بهذا كما اعتنينم بهذا اقرؤوا هذا كما تقرؤون هذا؛ لأنه وجد كثيرا من الناس لا يعرفون العقيدة و يعرفون أحكام الطهارة و أحكام الحيض و النفاس بسبب كون المتأخرين فصلوا ما يتعلق بالعقيدة جعلوه في مؤلفات خاصة وصاروا يبدؤون بمؤلفاتهم كما فعل الفقهاء، الآن الفقهاء الآن زاد المستقنع الآن و المتأخرون بلوغ المرام و بلوغ الأحكام ما يذكرون ما يتعلق بالعقيدة يبدؤون بالطهارة و الصلاة ثم الزكاة ثم الصوم ثم الحج، بدعوى أن العقيدة تحتاج إلى مؤلفات خاصة فصار كثير من الناس يقرأ مؤلفات المتأخرين في الفروع و لا يقرأ ما يتعلق بالعقيدة، فصار جاهلا بالعقيدة. أما القدامى المؤلفون القدامى كالإمام مسلم و الإمام البخاري والترمذي وجماعة و غيرهم ابن ماجه من أصحاب السنن فإنهم يبدؤون في مؤلفاتهم بما يتعلق بالعقيدة ما يتعلق بالاعتقاد، ثم بعد ذلك ثم بعد ذلك ينتقلون إلى مباحث الطهارة و الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج.
و الإمام مسلم كذلك بدأ بكتاب الإيمان رحمه الله لأهميته لأنه أصل الدين و أساس الملة، و الإيمان معناه في اللغة العربية التصديق الإيمان معناه في اللغة العربية التصديق، قال تعالى عن أخوة يوسف: وما أنت بمؤمن لنا أي: بمصدق.
أما معنى الإيمان في الشرع فهو تصديق و الاعتقاد بالقلب و الإقرار باللسان و العمل بالقلب و بالجوارح، يقول عمر: ( تصديق بالجنان و إقرار باللسان و عمل بالأركان يزيد بالطاعة و ينقص بالعصيان ). هو تصديق و إقرار و اعتراف و اعتقاد بالقلب، و نطق و إقرار باللسان، ينتقل إلى الشهادتين أشهد أن لا اله إلا الله، يشهد لله بالوحدانية و للنبي بالرسالة، و يعمل بجوارحه فيكون مسمى الإيمان اسم لاعتقاد القلب و إقرار اللسان و عمل بالقلب و الجوارح، مسمى الإيمان أعمال القلوب و أقوال و أقوال القلوب و أعمالها و أقوال اللسان أعمال القلوب أقوال القلوب و أعمالها و أقوال اللسان و أعمال الجوارح يزيد بالطاعة و ينقص بالعصيان، فيكون العمل جزء من مسمى الإيمان و الإقرار باللسان جزء من مسمى الإيمان، و الاعتقاد من مسمى الإيمان مسمى الإيمان يشمل اعتقاد القلب و تصديقه و إقراره، و يشمل إقرار اللسان، و يشمل عمل القلب، و يشمل عمل الجوارح، وهو يزيد بالطاعة و ينقص بالعصيان، هذا هو الصواب الذي تدل عليه النصوص وهو الذي قره جمهور أهل السنة، و الأدلة في هذا كثيرة الأدلة على أن الأعمال داخله في مسمى الإيمان كثيرة لا حصر لها، قال الله تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا جعل الإيمان جعل الأشياء كلها من الإيمان هذه الأشياء وجل القلب و زيادة الإيمان عندهم هذه من أعمال القلوب و التوكل و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة من أعمال الجوارح، قال سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ و قال علية الصلاة و السلام: الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ: أَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْعَظْمِ عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ.
و في حديث وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ، أَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ : أَمَرَهُمْ بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَقَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : شَهَادَةُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ فجعل هذه العوامل كلها من الإيمان إذا الإيمان يشمل قول القلب و قول اللسان و عمل القلب و عمل الجوارح و يزيد و ينقص يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية هذا هو الصواب الذي دلت عليه هذه النصوص والذي أقره جمهور أهل السنة، و ذهب و ذهب إلى ابن حنيفة رحمه الله الإقرار باللسان و تصديق بالقلب فقط ، و أما عمل القلب فليس من الإيمان إنما واجبه شيء آخر غير الإيمان.
الإنسان عليه واجبان واجب الإيمان و واجب العمل، فالإيمان هو التصديق بالقلب و الإقرار باللسان، أما الأعمال فهي واجب آخر ليست من الإيمان هذا هو المشهور عن الإمام ابن حنيفة الرواية المشهورة التي عليها أكثر أصحابه. و أما الرواية الثانية التي فيها عن الإمام ابن حنيفة أن الإيمان شيء واحد هو تصديق القلب، وأما الإقرار باللسان فهذا ركن زائد ركن زائد مطلوب لكنه ليس من الإيمان ، و كذلك العبد سيكون على الرواية الثانية ابن حنيفة اللي ماشية أن الإيمان هو التصديق. و هذا مذهب أبي منصور الماترودي الماتوريدية أن الإيمان تصديق بالقلب و ذهبت الكرامية لمحمد بن كرام إلى أن الإيمان هو قول باللسان فقط إقرار باللسان وإن كان مكذبا بقلبه أن الإيمان هو قول باللسان فقط، وإن كان مكذبا بقلبه و على هذا يكونوا منافقون مؤمنون. هذا مذهب الكرامية لأن المنافقين يقرون بألسنتهم و يكذبون بقلوبهم كما قال الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ و قال تعالى: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ.
وهذا قول فاسد؛ لأنهم يقولون أن الإيمان الإقرار باللسان ولو كان مكذبا بالقلب و على هذا فقرروا أن المنافقين كامل الإيمان وهم مخلدون في النار، و يلزم من هذا أن يكون كامل الإيمان مخلد في النار، هذا من أفسد ما قيل في تعريف الإيمان، و أفسد من هذا التعريف للإيمان تعريف الجهم، ذهب الجهم بن صفوان باب الحسين الصالحي للقدرية إلى أن الإيمان: هو معرفة القلب فقط. أي أن الإيمان معرفة الرب بالقلب و الكفر جهل الرب بالقلب، فمن عرف ربه بقلبه عند الجهم فهو مؤمن ولا يكون كافر إلا من جهل ربه بقلبه، و على هذا التعريف الفاسد يكون اليهود مؤمنون يكون اليهود مؤمنين لأنه ما يعرفون ربهم إلا بقلوبهم، و النصارى مؤمنين و كفار قريش مؤمنين وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ. و إبليس مؤمن؛ لأنه عرف ربه قال قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي و فرعون مؤمن قال الله: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ هذا من أقبح الأقوال و أفسدها و هو القول أن الإيمان معرفة الرب بالقلب، و لا يكون كافر في مذهب الجهم إلا من جهل ربه بقلبه و هذا التعريف تعريف الجهم و تعريف الكرامية من أفسد ما قيل في تعريف الإيمان.
و الصواب الذي عليه جمهور أهل السنة و الذي تدل له النصوص أن الإيمان تصديق بالقلب و إقرار باللسان و عمل بالقلب و عمل بالجوارح يزيد بالطاعة و ينقص بالعصيان، أما القول أن الأعمال ليست من الإيمان هذا قول المرجئة، و أول من قال بهذا حماد ابن أبي سلمه شيخ الإمام أبي حنيفة، سموا مرجئة الفقهاء الكوفة و في حديث جبريل الطويل هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله فيه بيان مسمى الإيمان و مسمى الإسلام، فإن النبي ﷺ فإن جبرائيل سأل النبي ﷺ عن الإسلام ففسره بالأعمال الظاهرة، فسره بالشهادتين و الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج، و سأل عن الإيمان ففسره بأعمال القلوب الباطنة فسره بالإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و القدر خيره و شره، فاختلف العلماء في مسمى الإيمان و مسمى الإسلام هل مسماهما واحد أو مسماهما مختلف؟ فقال بعض العلماء ذهب الإمام يقول الزهري: الإسلام هو كلمة، والإيمان هو العمل كلمة يعني الشهادتان هذا الإسلام و الإيمان هو العمل الإمام الزهري رحمه الله ذهب إلى أن الإسلام هو الكلمة ، و الإيمان هو العمل و ذهب آخرون إلى أن الإيمان و الإسلام مترادفان فالإيمان هو الإسلام و الإسلام هو الإيمان الإسلام هو الإيمان و فالإيمان هو الإسلام و استدلوا بقوله تعالى في سورة الذاريات: فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ و هو بيت واحد بيت لوط وصفه الله بالإيمان و وصفهم بالإسلام فدل على أن الإيمان و الإسلام شيء واحد و ذهب إلى هذا الخوارج و المعتزلة و المرجئة قالوا أن الإسلام هو الإيمان و الإيمان هو الإسلام و الجواب عن السؤال في هذه الآية على أن البيت بيت لوط اتصف بالإيمان و اتصف بالإسلام حقق فيه الإيمان و الإسلام.
و ذهب آخرون من أهل العلم إلى أن الإسلام هو الأعمال الظاهرة و الإيمان هو الإعمال الباطنة و استدلوا على حديث جبريل هذا قالوا إن الرسول ﷺ فسر الإسلام بالأعمال الظاهرة و فسر الإيمان بالأعمال الباطنة.
و الصواب أن الإسلام و الإيمان إذا اجتمعا اختلف المعنى و إذا أطلق أحدهما اتفقا و دخل أحدهما في الآخر فهما مرتبط أحدهما في الآخر في المعنى و الحكم فالإسلام و الإيمان مرتبط أحدهما في المعنى و الحكم فإذا أطلق الإسلام وحده دخل فيه الإيمان يشمل أعمال القلوب و أعمال الجوارح وإذا أطلق الإيمان وحده دخل فيه الإسلام و إذا أطلق الإسلام وحده دخل فيه الإيمان إذا أطلق الإيمان وحده دخل فيه الإسلام و إذا أطلق الإسلام إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا الإسلام إذا أطلق يشمل أعمال القلوب و أعمال الجوارح.
و كذلك الإيمان إذا أطلق وحده دخل فيه أعمال القلوب و أعمال الجوارح يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يدخل فيه أعمال القلوب و أعمال الجوارح أما إذا اجتمعا فيفسر الإسلام بالأعمال الظاهر و يفسر الإيمان بالأعمال الباطنة كما في حديث جبريل هنا اجتمعا لما اجتمعا إذا افترقا اجتمعا و إذا اجتمعا افترقا إذا اجتمعا افترقا اختلف المعنى صار الإسلام يراد به الأعمال الظاهرة و الإيمان يراد به الأعمال الباطنة و إذا جاء أحدهما وحده دون الآخر اجتمعا دخل أحدهما في الآخر.
و هذا له نظائر مثل الربوبية و الألوهية إذا أطلقت الربوبية وحدها دخلت فيه الألوهية كقول الملكين للميت من ربك يعني من إلهك الرب يشمل الألوهية و إذا اجتمعا كقوله تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ فسر الرب بالمالك المتصرف و الإله المعبود فإذا اجتمعا صار لكل واحد منهما معنى و إذا أطلق أحدهما دخل فيه الآخر.
مثل الفقير و المسكين إذا أطلق الفقير وحده دخل فيه المسكين و إذا أطلق المسكين وحده دخل فيه الفقير و إذا اجتمعا فسر الفقير بما هو أشد حاجه و كذلك الإسلام و الإيمان إذا أطلق الإسلام وحده دخل فيه الإيمان دخل فيه الأعمال الظاهرة و الأعمال الباطنة و إذا أطلق الإيمان وحده كذلك و إذا اجتمعا فسر الإسلام بالأعمال الظاهر و الإيمان بالأعمال الباطنة أعمال الإيمان الباطنة.
الإيمان بالله و الإيمان بالملائكة و الإيمان بالكتب و الإيمان بالرسل و الإيمان باليوم الآخر هذه ستة أركان لابد من الإيمان بكل أصل منها من أنكر أصل منها فهو كافر و لهذا كفر ابن عمر من أنكر القدر كما في هذا الحديث قصة يحيى بن يعمر و حميد لما قال أن أول من تكلم بالقدر معبد الجهني معبد الجهني هو أول من تكلم بالقدر و أنكر القدر هو زميل غيلان الدمشقي معبد الجهني و غيلان الدمشقي هو أول من تكلم بالقدر و أول من أنكر القدر أنكروا أن يكون الله عالم بالأشياء قبل وقوعها و قالوا أن لا قدر أنكروا قدر الله و علمه بالأشياء أنكروا علم الله بالأشياء و قالوا الشيء مستحدث و جديد إذا الأمر أنف يعني مستحدث و جديد فأنكر عليه بعض التابعين وسألوا الصحابة و قالوا تنموا أن يوفق إليهم أحد الصحابة فيسألونه و وفق لهم عبد الله بن عمر فاختلفا يحيى و حميد فقال له أبا عبد الرحمن أي يا أبا عبد الرحمن أبا عبد الرحمن نداء حذف حرف النداء أبا عبد الرحمن أنه قد ظهر قبلنا ناس يتقفرون العلم يتقفرون أي يطلبون العلم و لكنهم يقولون لا قدر و أن الأمر أنف لا قدر يعني أن الله لم يسبق علمه بالأشياء قبل وقوعها و أن الأمر أنف يعني مستأنف و جديد فقال عبد الله ابن عمر اذهب فإذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أني بريء منهم و أنهم برآء مني و الذي نفس ابن عمر بيده لو أنفق أحد مثل أحد ذهبا ما قبله الله حتى يؤمن بالقدر و هذا دليل على أن ابن عمر يرى أن (24:20)هو الكافر قال الله تعالى: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ و ما ذاك إلا لأن من أنكر علم الله بالأشياء قبل كونها فقد نسب الله إلى الجهل و من نسب الله إلى الجهل فقد كفر و هذا مذهب القدرية الغلاة الأولى ينكرون علم الله السابق و كتابته للأشياء و هم الذين قال فيهم الأئمة كالإمام الشافعي و غيره ناظروا القدرية بالعلم و فإن أقروا به خسروا و إذا أنكروه كفروا فمن أنكر استطاعة علم الله بالأشياء قبل كونها و كتابته لها فإنه كافر لأنه ينسب الله الجهل أعوذ بالله هؤلاء هم القدرية الأولى وولاة القدرية هم الذين كفرهم العلماء أما القدرية المتأخرون فإنهم يثبتون العلم و الكتابة و لكن ينكرون عموم الإرادة و المشيئة و عموم الخلق لأن مراتب القدر أربع علم الله بالأشياء قبل كونها ثانيا كتابته لها في اللوح المحفوظ ثالثا الإرادة الشاملة العامة لكل موجود الرابع خلقه للأشياء القدرية الأولى ينكرون المرتبتين الأوليين ينكرون العلم و الكتابة هؤلاء كفار أما القدرية المتأخرون يثبتون العلم و الكتابة و أن الله عالم بالأشياء و كتبها ينكرون عموم الإرادة و عموم الخلق و الإيجاد ينكرون عموم إرادة الله للأشياء و خلقه للأشياء قبل قالوا إن الله تعالى لا يقول إن الله خالق كل شيء بل أن هناك شيء لم يخلقه الله و هي أفعال العباد و أنكروا خلق الله لأفعال العباد ما يقولوا أن الله خالق كل شيء بل أن هناك شيء لم يخلقه الله و هي أفعال العباد لشبهة حصلت لهم و هي الشبهة هذه الشبهة أنهم يقولون لو قلنا الله خلق المعاصي و عذب عليها لكان ظالماً و تقرباً من ذلك قالوا أن الله لم يخلق المعاصي و العبد هو الذي يخلق فعل نفسه باستقلاله طاعة و معصية لهذا قالوا أنه يستحق الثواب على الله يستحق الثواب على الله كما يستحق الأجير أجره و قالوا أنه يجب على الله أن يعذب العاصي و أن ينفذ فيه وعيده لأنه هو الذي يخلق فعل نفسه هو الذي أوجد الحسنات و السيئات و ما دام أوجد الحسنة فيجب على الله أن يثيبه و إذا أوجد السيئة فيجب على الله أن يعاقبه الشمائل التي حصلت هؤلاء عامة القدرية أثبتوا العلم و الكتابة و لكن أنكروا عموم الإرادة و عموم الخلق و الإيجاد قالوا أن الله هو الخالق إلا أفعال العباد لم يخلقها و أراد جميع الأشياء إلا أفعال العباد ما أرادها و أراد المعاصي لهذه الشبهة التي حصلت لهم و في هذا الحديث حديث جبريل جعل النبي ﷺ الدين على ثلاث مراحل الإسلام و الإيمان و الإحسان لأن جبرائيل لما سأل الرسول ﷺ عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم الإحسان قال الرسول ﷺ هذا جبريل أتاكم ليعلمكم دينكم فجعل الدين اسم للإسلام و الإيمان و الإحسان يشمل هذه المواطن الثلاثة الإسلام و الإيمان و الإحسان و الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد الاستسلام و الانقياد و الذل و الطاعة و الإيمان هو التصديق و الاعتراف و الاعتقاد و الإحسان أن تعبد الله على المشاهدة نعبد الله له مرتبتان تعبد الله كأنك تراه هذه المرتبة الأولى و المرتبة الثانية أن تعبده إن لم تكن تراه فأنه يراك أن تعبده على أنه يراك أن تعبد الله كأنك تراه و المرتبة الثانية أن تعبد الله كأنه يراك على أنه يراك هذه هي مراتب الدين مراتب الدين ثلاثة الإسلام و الإيمان و الإحسان و لابد أن المسلم لصحة إسلام العبد و إيمانه من أن يأتي بالأعمال الظاهرة و الباطنة لابد من هذا فإذا التزم المسلم بأعمال الإسلام الظاهرة أتى بالشهادتين و الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج وهو مؤمن بالباطن يؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره هذا هو الإسلام الظاهرة و الباطنة من أتى بأركان الإسلام الخمسة الظاهرة و أركان الإيمان الباطنة فهو مسلم ظاهرا و باطنا هذا مسلم مؤمن ظاهرا وباطنا واضح و من أتى بأركان الإسلام الظاهرة من أتى بأركان الإسلام الظاهرة أتى بالشهادتين و الصلاة و الزكاة أتى بالشهادتين و الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و لكن لم يأت بأركان الإيمان الباطنة هذا هو المنافق هذا هو المنافق في الدرك الأسفل من النار أعوذ بالله و هو الذي يظهر الإسلام كالمنافق في زمن النبي ﷺ يظهرون الإسلام ينطق بالشهادتين و يصلي ظاهرا و يصوم ظاهرا و يحج ظاهرا و لكن بالباطن غير مصدق لم يكن مؤمن بالله و لا بالملائكة و لا بالكتب و لا بالرسل و لا باليوم الآخر و لا بالقدر خيره و شره هذا هو المنافق هذا تجرى عليه أحكام الإسلام في الظاهر و إذا مات على ذلك فهو من أهل النار في الدرك الأسفل من النار أعوذ بالله فالإيمان فالمؤمن لابد في الإيمان و الإسلام من أمرين الأمر الأول إيمان باطن و الثاني انقياد و طاعة بالظاهر لابد من أمرين لابد من هذه إيمان بالباطن و انقياد و طاعة انقياد القلب و انقياد الجوارح و الطاعة فلابد للمؤمن من قال أنه مؤمن يصدق بالباطن يؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره يقول لابد من انقياد و طاعة يتحقق الإيمان يتحقق هذا الإيمان بالباطن بانقياد بالانقياد و الطاعة الظاهرة و إلا صار كإيمان إبليس و فرعون مصدق و معترف بالباطن لكن ليس عنده انقياد و لا طاعة يتحقق به إيمانه إذا لابد من الإيمان الباطن من الانقياد و الطاعة التي يتحقق بها هذا الإيمان كما من ادعى الإسلام يصلي و يصوم و يزكي و يحج لابد من هذا الإسلام من إيمان في الباطن و مصحح هذا الإسلام و إلا صار كإسلام المنافقين ،المنافقين أسلموا في الظاهر و لكن ليس عندهم إيمان في الباطن يصحح هذا الإسلام فالإسلام الأعمال الظاهرة من ادعى الإسلام في الظاهر فإنه لابد له من إيمان يصح به هذا الإسلام إيمانا بالباطن تصديق بالباطن يصح به هذا الإسلام و إلا صار كإسلام المنافقين كما أن الإيمان الباطن و التصديق الباطن لابد له من الانقياد و الطاعة التي يتحقق به هذا الإيمان و إلا صار كإيمان إبليس و فرعون و إذا لم يوجد انقياد و لا طاعة صار كإيمان إبليس و فرعون معترف بالباطن ما عنده انقياد إبليس و فرعون ما عندهم هذه لابد منها أصول مجمع عليها أجمع عليه المسلمون اتفق عليه الشرائع جاء بها الرسل فمن أنكر واحدا منها فليس بمسلم من أنكر وجود الله هذا أعظم الكفار كالاتحادية و الملاحدة و الشيوعيين هؤلاء أغلبهم كفار أكثر الناس كفر كذلك بل أنكر الملائكة من جحد أحد الملائكة كافر و من جحد أحد الكتب كافر و من جحد الرسل كافر أو رسول من الرسل أو كتاب من الكتب من أنكر البعث و الإيمان باليوم الآخر كافر من أنكر القدر كافر فهذه الأصول مجمع عليها أجمع عليه الرسل الكتب المنزلة و من أنكر واحد منها خرج من دائرة الإسلام و صار من الكافرين نعوذ بالله و كذلك أيضا أركان الإسلام الظاهرة الشهادتان و الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج من أنكر واحدا منها كفر من أنكر وحدانية الله أو رسالة نبيه فهذا كافر من أنكر وجوب الصلاة كافر من أنكر وجوب الزكاة فهو كافر من أنكر وجوب الصوم فهو كافر من أنكر وجوب الحج فهو كافر لأن هذه أمور معلومة بالدين بالضرورة ليس فيها خلاف أما من أقر بالصلاة و لم يجحد وجوبها فهذا محل خلاف بين أهل العلم و لكنه إذا أقر بالصلاة و لكنه لم يصل فهذا الفقهاء المتأخرون يرون أنه لا يكفر كفر أكبر بل يكفر كفر أصغر لكن الصحابة أجمعوا على تكفير تارك الصلاة و لو كسلا وتهاونا كما نقل هذا عبد الله بن كثير و الطفيلي و محمد بن حزم و غيرهم من أهل العلم كما دلت على ذلك النصوص فليس هذا محل بسط الأدلة في كفر تارك الصلاة أما من أقر بوجوب الزكاة و بخل بها أو أقر بوجوب الصيام لكنه تساهل وأفطر عمدا أو أقر بالحج و لكنه تساهل فهذا فيه خلاف بين العلماء من العلماء من كفر من ترك الزكاة ولو أقر بها أو الصوم أو الحج و الصواب أنه لا يكفر إنما يفسد الفاسق و يؤدب و يعزر فيما يراه الحاكم و تؤخذ منه الزكاة قهرا و لا يكفر كذلك الصوم إذا أفطر يؤدب ما دام أنه لم يجحد و لا يكفر على الصحيح و كذلك الحج إذا أخره و في هذا الحديث العظيم حديث جبريل الذي بدأ به الإمام مسلم رحمه الله في صحيحة فهو حديث عظيم فيه زاد في بعض الروايات في أن و سيأتي أن النبي ﷺ قال سلوني فهابوا أن يسألوه فأرسل الله جبريل فسأل النبي ﷺ عن الأسئلة لكي يتعلم الناس فيه أيضا الإنسان أن الإنسان له أن يسأل العالم عن بعض المسائل التي يجهلوها حتى يتعلم الناس و يستفيد الناس من هذا كما سأل جبريل في هذا كان في كل مرة يسأل جبريل النبي ﷺ فيقول صدقت فتعجب الصحابة يسأله و يصدق هذا سؤال العارف العادة (اللي يسأل ما يدري ) و هذا يسأل ويصدق يقول له كل ما سأله صدقت فهذا سؤال العارف و أرسله الله و لهذا قال النبي ﷺ في آخر الحديث هذا جبريل آتاكم ليعلمكم دينكم جبريل آتاكم يعلمكم دينكم و فيه أن الدين ثلاث مراتب الإسلام و الإيمان و الإحسان و فيها و في هذا الحديث أن جبريل سأل النبي ﷺ بعد ذلك سأل عن الساعة قال أخبرني عن الساعة فأجابه النبي ﷺ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ.
و هذا فيه دليل على أن العالم إذا سُئل عن شيء لا يعلمه لا يتكلم يقول لا لا أدري أو يقول لا أعلم أو يقول ما المسؤول بأعلم من السائل كما قال النبي ﷺ، و هذا يدل على أن الإنسان إذا سئل عن شيء لا يعلمه يقول لا أعلم أو يتوقف أو يقول أمهلني أو يحتاج إلى تأمل و نظر، هذا يدل على ورع طالب العلم حيث لا يقدم على شيء لا يعلمه، و لهذا يقول العلماء: العالم إذا أخطأ أو قال لا أعلم أو لا أدري أصيبت فقاهته، قال بعضهم: كلمه لا أدري نصف العلم. و ذلك أن العلم نوعان نوع تعلمه و نوع لا تعلمه، فالذي لا تعلمه فقل لا أدري فهذا نصف العلم هذا النصف الذي لا تعلمه، رسول الإمام مالك رحمه الله إمام دار الهجرة عن أربعين مسألة فأجاب عن أربع مسائل و قال في ست و ثلاثين مسألة لا أدري ست و ثلاثين مسـألة، فاستعظم السائل و كان السائل قادم من مكان بعيد السائل جاء من بعيد و قال: أتيت من بعيد و خضت إليك أكباد الإبل ستٍ و ثلاثين مسألة لا تعلم كيف، كيف أقول للناس و هو راجع قال قل الإمام مالك لا يدري يقول مالك لا أدري ما قال ،قال الإمام يقول مالك لا أدري يقول مالك لا أدري يقول مالك لا أدري قل هذا و رفع بها صوبه اعتبر هذا من فضائله من فضائل الإمام مالك رحمه الله أنه قال في ست وثلاثين مسألة من أربعين مسألة لا أدري و لهذا لما سأل جبريل النبي ﷺ عن الساعة قال: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ -يعني علمي و علمك سواء- قال فأخبرني عن أماراتها فذكر شيء من أمارات الساعة قال أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا و في لفظ أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّهَا و في لفظ أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ بَعلهَا ربها و ربتها أن تلد الأمة ربها ربتها يعني سيدتها و ربها سيدها اختلف العلماء في معنى ذلك كون ألامه تلد ربتها، و قال بعضهم: أن الحديث يدل على كثرة إصراري كثرة إصراري و أن الناس يتصرون الإماء و كذلك (40:35)يتصرون الإماء و تلد الأمة من الملك ولد أو بنتاً فإذا ولد الأمة ولدا أو بنتا صار الولد سيد على أمه و البنت سيدة على أمها لأن ابن الملك كالملك يكون سيد على أمه أو قيل أن المعنى أن الإماء تلد الملوك تلد الملك نفسه يعني أن الأمة يتصرها الملك و تلد له و يكون ملك من بعده يكون ملك سيد على أمه و على غيرها، هذا في دعاء كثرة الإصراري و في رواية أخرى أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ بَعلهَا قيل أن المعنى بعلها سيدها. و قيل: المعنى سيدها يعني زوجها؛ لأن الزوج سيد، و لهذا قال الله تعالى في قصة يوسف وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ المراد العزيز جعل زوجها سيدها و ألفيا سيدها لدى الباب فالزوج سيد على زوجته هي تلد الأمة بعلها يعني زوجها قال بعض العلماء إن هذا يدل على انتشار الفساد في آخر الزمان حتى تلد الإماء الأولاد و يتبايعونها و يكسر بيعها في أيدي الناس و من كثرتها قال ترجع إلى ولدها فيتزوجها و هو لا يشعر أنها أمه فتكون الأمة ولدت بعلها زوجها لن الناس يتداولون الإماء و يتبايعونها ولدت هذا الولد و تبايعوها الناس و تداولها الأيدي حتى ترجع ولدها فيشتريها و يتزوجها و هو لا يشعر أنها أمه و قيل المعنى أنها تلد الأمة ربها يعني سيدها لأنه إما ابن للملك أو يكون هو مالك ً و يكون سيداً على أمه و على غيرها هذا من أشراط الساعة.
أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ، هذا شرط آخر من أشراط الساعة ترى الحفاة العراة الحفاة الذين لا نعال عليهم و العراة الذين لا ثياب عليهم ثيابهم مخرقه رعاء الشاة يرعون الغنم يتطاولون في البنيان يعني يسكنون في المدن و يبنون البنيان بدل ما كانوا حفاة عراة يرعون الإبل صاروا يسكنون في المدن و يبنون البيوت و يتطاولون في البنيان كما هو الواقع الآن البادية تحضروا و صاروا منذ زمن بعيد تحضروا و صاروا يبنون العمارات و كانت في الأول بادية يرعون الغنم كان حالة الصحابة هكذا كانوا في الأول رعاء الشاة و صاروا منذ زمن بعين و صاروا يبنون العمارات و كانت في الأول بادية يرعون الغنم كان حالة الصحابة هكذا كانوا في الأول رعاء الشاة حفاة عراة فلما أكرمهم الله بالإسلام صاروا ملوك الناس رؤوس الناس فتحوا الفتوح وصاروا رؤوس الناس بعد أن أكرمهم الله بالإسلام هذه أشراط الساعة و أشراط الساعة كثيرة كما ذكر أهل العلم.
و العلماء يقسمونها إلى قسمين صغرى و وسطى العلامات الصغرى كثيرة أولها بعثة نبينا ﷺ فإن نبينا محمد ﷺ نبي الساعة كم قال بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ و أشار بالسبابة و الوسطى.
و منها موته عليه الصلاة و السلام و منها فتح بيت المقدس و منها ما جرى من الفتن و الحروب بين الصحابة و من بعدهم فإن النبي أخبر بذلك قال لعمار تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ و قال للحسن: إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِين.
و وقع هذا كذلك من الأشراط الكثيرة التي جاءت في الأحاديث ظهور البدع الخوارج و المعتزلة و الرافضة و غيرهم و استبدادهم في بعض العصور استبدوا بالأمر و من ذلك ما جاء في الأحاديث لا تقوم الساعة حتى يرفع العلم و يكثر الجهل و يقل الرجال و تكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد و في الحديث الآخر إذا انتشر الجهل و رفع العلم و كثرة النساء هذا من أشراط الساعة و في الحديث الأخر: لا تقوم الساعة حتى يشرب الخمر و يظهر الزنا كل هذا من اشراط الساعة. و يؤكل الربا و جاء في الحديث: كثرة الشراب في آخر الزمان من أشراط الساعة.
و من أشراط الساعة إماتة الصلاة و إضاعة الأمانة و إسناد الأمور إلى غير أهلها، و من ذلك تقارب الزمان يتقارب الزمان كان العلماء اختلفوا في معنى يتقارب الزمان بعض العلماء السابقون قالوا أن معنى تقارب الزمان بعضهم أن معناه قلة البركة في الزمن فتكون الساعة السنة كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم هذا معنى تقارب الزمان لكن في العصر الحاضر ظهر معنى الحديث تقارب الزمان و الاختراعات الحديثة صار العالم كله كقرية واحدة صار من المشرق يعلم خبر من بالمغرب يتصل به في الحال و العكس و كان هذا أشكل على العلماء السابقين قبل أن تأتي الاختراعات الحديثة الآن ظهر تقارب الزمان تقارب الزمان قطع المسافات البعيدة في وقت قصير طائرات أو قطارات أو مراكب فضائية أو غيرها فقطع المسافات البعيدة في زمن قصير و المكالمات الهاتفية كذلك تقرب البعيد هذا كله من أشراط الساعة و لا تزال تتزايد أشراط الساعة شيء بعد شيء و من ذلك أيضا من أشراط الساعة ما جاء في الحديث: أنه يحصر الفرات عن جبل ذهب يتقاتلوا الناس عليه هذا لم يقع يقتل من كل مئة تسعة و تسعون و يبقى واحد و كل واحد يقول لعلي أنا الذي أنجوا يريدون الذهب و في لفظ أن أهله الذين عنده قالوا كيف نتركه و الناس يأتونه من بعيد فيدخلون معهم و يحصل مقتلة عظيمة هذا والله أعلم هذه أشراط الساعة.
و الحروب كذلك بين النصارى و المسلمين هذا قبل أشراط الساعة الكبار.
ثم تأتي أشراط الساعة الكبار لا يخلوا منها شيء و هي عشر تتابع كعقد سلك انقطع فتتابع أولها المهدي رجل من آل النبي ﷺ أسمه كالنبي ﷺ و كنيته ككنيته محمد بن عبد الله المهدي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا يبايع له في وقت ليس للناس فيه باع ليس هناك إلا الإمام و يبايع له و يملأ الأرض عدلا كما ملئت قسطا و جورا و في زمنه يخرج الدجال و هو الشرط الثاني من أشراط الساعة الكبار وهو رجل من بني آدم يدعي الصلاح أولا ثم يدعي النبوة ثم يدعو الربوبية أعور العين اليمنى مكتوب بين عينية كافر تجري عليه الخوارق المعروفة قبل خروجه تحصل ملحمة و مقتله عظيمة تفتح القسطنطينية فيعلق غصن الزيتون فيصرخ الشيطان أن الدجال خلفكم في أهلكم بعد الحاقة و الحروب الطاحنة تحصل بين المسلمين و بين النصارى فبعضها أنه بعض الحروب التي تحصل أنه يتعايش دور الأب الواحد فلا يسلم من الحرب إلا اثنين سلم و الباقي ماتوا دور الأب الواحد يعني العائلة و القبيلة شخص يتعايشون واحد أو اثنين و الباقي أكلتهم الحروب فيخرج الدجال بعد ذلك في زمن المهدي ثم ينزل عيسى ابن مريم عليه الصلاة و السلام و هي العلامة الثالثة في زمن الدجال فيقتل مسيح الهدى مسيح الضلالة ثم يخرج يأجوج و مأجوج هذه في زمن عيسى هذه أربع متوالية و مرتبة يأجوج و مأجوج من بني آدم الأم اسمها يأجوج و الأم الثانية مأجوج من بني آدم يفسدون في الأرض فيتحرز نبي الله عيسى و من معه من المؤمنين لجبل الطور فيدعون الله فيهلكهم الله فيموتون في وقت الأرواح الساكنة في نفس واحدة فيرسل الله طيرا تأخذهم و تلقيهم في البحر فينزل الله مطرا يغسل الأرض من رائحته و إلا الله تعالى لو ترك لمات الناس (51:40) هذه أربع متوالية ثم بعد ذلك تتوالى أشراط الساعة الكبار كالدخان الذي يملأ الأرض (51:48)و الكافر يدخل في سمعه و بصره ثم هدم الكعبة و العياذ بالله في ذلك الزمان من قبل رجل من الحبشة حجرا ،حجرا حتى يلقيها في البحر فيصلي الناس إلى جهة ثم تنزل جهة ثم نزع القرآن و العياذ بالله من صدور الدجال و من المصاحف من الصدور و ثم من أشراط الساعة طلوع الشمس من مغربها في آخر الزمان و يغلق معها باب التوبة ثم الدابة و الدابة و طلوع الشمس من مغربها مقترنتان فأيتهما خرجت فالأخرى على أثرها قريبة ثم آخر أشراطها تقبض أرواح المؤمنين و المؤمنات تأتي ريح طيبة يقبض الله فيها أرواح المؤمنين و المؤمنات ما يبقى أحد إلا قبض إلا الكفرة و يبقى الشرط الأخير شرط الساعة نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحسر تنام معهم إذا ناموا و تقيل معهم إذا قالوا ثم من تخلف أكلته و إذا خلت الأرض من التوحيد و الإيمان قامت الساعة قامت القيامة و خرب هذا الكون هذا الكون لا يخرب ما دام فيه موحد مؤمن يقول لا إله إلا الله و في الحديث الآخر قال النبي ﷺ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: اللهُ، اللهُ أي بمعنى لا يعرفون معنى كلمة الله أو أن لا يقولون لا إله إلا الله إذا قبضت أرواح المؤمنين و المؤمنات ما بقي أحد يقول لا إله إلا الله و هم في ذلك حسن رزقهم دار عيشهم فيتمثل لهم الشيطان فيقول ألا تستجيرون ما تأمرهم بعبادة الأوثان لي فيعبدون الأوثان فعليهم تقوم الساعة تقوم عليهم الساعة و هم يخوضون في دنياهم لهم عقول لكن لا يفقهون بها يبيعون و يشترون و يتعاملون لكن لا يعرفون المعروف و لا ينكرون المنكر و لا يؤمنون بالله لا عندهم توحيد و لا إيمان يتفاسدون في الشوارع تناكحوا في الأسواق أعوذ بالله فعليهم تقوم الساعة تقوم الساعة عليهم نفخة جبريل ينفخ في الصور بعد إسرافيل ينفخ في الصور بعد ما يأمره الله نفخه يطولها فيفزع الناس يتخوفوا فلا يسمع أحد إلا صيتا يتسمع عن اليمين و الشمال حتى و لا يزال الصوت يطول و يطول حتى يموت الناس أوله فزع و آخره صعق كما قال تعالى في سورة الزمر : وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ تقوم الساعة و الناس في أحوالهم هذا يبيع القماش القماش فلا يبيع حتى تقوم الساعة هذا يغرس فسيلة هذا (54:34) هذا يرفع اللقمة إلى فمه و تقوم الساعة عليهم و هم على حالهم و هم مشغولون في دنياهم ما يكملون بيعهم ولا شرائهم حتى تقوم عليهم الساعة يقوى الصوت شيء فشيء فيموت الناس فيمكث الناس أربعين ثم بعد ذلك ينزل الله بعد ذلك مطرا يغسل به أجساد الناس فينشأ الناس نشأة جديدة غير النشأة التي كانوا عليها الذوات هي ، هي لا تختلف فإذا كمل خلقهم أذن الله لإسرافيل فنفخ في الصور و الناس يركبون من العصعص آخر العمود الفقري لا تأكله الأرض باقي و الروح باقية الروح ما تموت تنقل إما للجنة أو إلى النار أرواح المؤمنين تنقل إلى الجنة و أرواح الكفار تنقل إلى النار الأرواح باقية ما تفنى الروح الذي يفنى الجسد إلا عجب الذنب هذا ما يفنى منه يركب الإنسان فإذا كمل خلقه أذن الله لإسرافيل النفخ في الصور فتتطاير الأرواح عادت الأرواح أجسادها فعادت كل روح إلى جسدها فقام الناس من قبورهم و ينفضون التراب عن رؤوسهم حفاة عراة حفاة لا حذاء عليهم عراة لا ثياب عليهم غرلا غير مختونين هذه هي أشراط الساعة هذه بعضها و تفصيلها يحتاج إلى وقت طويل تقرأ الحديث الطويل ( تقرأ حديث جبريل الآن بقي شيء ما تكلما عنه أعد نعم .
المتن:
الشيخ..
( يعني يحيى ابن عمر و حميد ابن عبد الرحمن هذان اختلفا رضي الله عنهما) أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله) فيه أن أول من تكلم في القدر معبد الجهني حديث أبي غيلان الدمشقي أول من تكلم في القدر و أنكر القدر هذا الشخص معبد الجهني و غيلان الدمشقي بعضهم يقول رجلا مسوسا أول ما تكلم في القدر لكن جاء الحديث مقدم على هذا نعم .
المتن..
الشيخ:
أبا عبد الرحمن هذا نداء على حذف حرف النداء يا أبا عبد الرحمن نعم
المتن ..
الشيخ:
يتقفرون أي يطلبون العلم يتتبعونه نعم يتتبعون و لكن ينكرون القدر و العياذ بالله نعم
المتن..
الشيخ:
يعني مستأنف و جديد أن الله ما قدر الأشياء و ما علم الأشياء قبل وقوعها فالأمر مستأنف جديد إذا حدث شيء علم الله به كانوا يقولونه هذا كفر و ردة و العياذ بالله لأنه أنكر سبق علم الله بالأشياء قبل كونها فقد نسب الله إلى الجهل و من نسب الله إلى الجهل كفر هذا لا قدر يعني أن الله لا يعلم الأشياء الأمر مستأنف و جديد لا يعلم الله به إلا بعد وقوعه هذا مذهب القدرية الأولى فهم كفار نعوذ بالله نعم
المتن..
الشيخ:
و الذي لا يقبل منه كافر قال ابن عمر كفر من أنكر القدر و لا شك انه كافر من أنكر علم الله الله كافر نعم
المتن..
الشيخ:
هذا جبريل عليه الصلاة السلام يأتي أتى في صورة رجل شاهدة الصحابة ورأوه و الملك أعطاه الله القدر على التشكل يأتي في صورة آدمي (59:31) الصورة التي خلق عليها له ست مئة جناح مرتين مره في أول البعثة في غار حرآء و مرة في الأرض في السماء في بداية المعراج و الذاكرة على صور متعددة جاء على صورة رجل فاستعجب الصحابة شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لأن السفر في ذلك الوقت متعب العادة أن الذي يأتي مسافر يكون ثيابه متسخة و شعره منتفش هذا جاء شعره منظم شديد سواد الشعر ما فيه منتفش شعره و ثيابه نظيفة شديد البياض كيف هذا مسافر ما أصابه شيء ثيابه دنس و لا شيء و السفر على الإبل و السفر فيه غبار و تعب ما هو مثل سفر اليوم فتعجب الصحابة لأنه ملك ،ملك تصور في صورة أعطاه الله القدرة على آدمي.
المتن..
الشيخ:
نعم يعني متربع) أسند أسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه يعني يسأل نعم.
قال بينما نحن أسند ركبتيه إلى ركبتي الرسول عليه الصلاة و السلام و وضع يديه على فخذية يسأل نعم بكل أمامه نعم بكل أمامه نعم مثل الجلسة ذي أسند ركبتيه إلى ركبيته و وضع يديه على فخذية نعم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه و وضع يديه على فخذية و يحتمل أنه متربع و الرسول ﷺ متربع لكنه هذا هو المراد نعم.
المتن:
الشيخ:
سمي الإسلام لما فيه من الاستسلام و الانقياد فالمسلم هو المستسلم المنقاد المطيع الخاضع فالمسلم المنقاد المطيع لله الخاضع له ذليل له نعم يستسلم له بالتوحيد نعم.
المتن..
الشيخ:
سمي بالإيمان لما فيه من تصديق القلب واعترافه و إقراره نعم.
المتن..
الشيخ:
سمي الإحسان لأنه يعبد الله على المشاهدة والذي يعبده على المشاهدة لا بد أن يحسن في عمله يكون عمله حسن يخلصه لله يكون عمله خالص يعني يعبد الله على المشاهدة يعني يكون عنده خشوع و خضوع و رغبة و رهبة هذا هو الكمال الإحسان هو الكمال و هذه مرتبة المقربين السابقين هم المحسنون هم أهل الإحسان يعبدون الله على المشاهدة من عبد الله على المشاهدة لابد أن يخشع و يخضع و يستحضر عظمة الله و لا يبقى من عمله شيء إلا فيه إخلاص نعم.
المتن..
الشيخ:
فلبث مليا جاء في بعضهم أنه لبث ثلاثة أيام و في الحديث الآخر سيأتي أنه قال النبي ردوه فذهبوا و لم يروا من أحد ملك فقال النبي هذا جبريل -خرج من عندهم- فلما ذهبوا ليطلبونه ما وجدوا أحد نعم.
المتن..
الشيخ:
و فيه أنه إذا سئل السائل فيما لا يعلمه يقول الله و رسوله أعلم أما بعد وفاة النبي ﷺ قال الله أعلم لأن الرسول لا يعلم الغيب في حياة النبي قال الله و رسوله أعلم قال: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ.
و الدين ثلاثة مراتب: الإيمان و الإسلام و الإحسان.
هذا الحديث حديث عظيم و يحتاج الكلام عن هذا الحديث يحتاج إلى أوقات طويلة شرح الحديث هذا له مجلدات كثيرة و هو حديث عظيم و لكن مالا يدرك كله لا يترك كله.
نكتفي في هذه الجلسة على هذا الحديث وفق الله الجميع لخيره و طاعته أسال الله جل و على ذلك .. كتاب الإيمان كتاب الإيمان كتاب الإيمان في الحديث فيه أركان الإيمان أصول الإيمان هذا هو الشاهد ،الشاهد في الترجمة كتاب الإيمان و الشاهد في الحديث أن سؤال جبريل عن الإيمان (1:05:32) هو نفس الحديث الحديث حديث جبريل و القدر هذا فيه سبب في الحديث سبب الحديث أن ابن عمر أنه أتاه أناس يسألونه عن من أنكر القدر فقال سقط الإيمان و ذكر الحديث .