الحمد لله رب العالين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين ، اللهم اغفر لنا و لشيخنا و علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين، أما بعد :
فيقول أبو محمد رحمنا الله تعالى و إياه :
( متن )
بابُ الوِتْرِ
131 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ - مَا تَرَى فِي صَلاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً؛ فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى. وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْراً .
( شرح )
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين، أما بعد :
فهذا الباب عقده المؤلف رحمه الله لبيان حكم الوتر و الوتر كما سبق ركعة تكون آخر صلاته بالليل و وقت الوتر من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر سبق الكلام في الأمس عن الحديث هذا قرأناه و تكلمنا عليه و لكن لا مانع من إعادة بعض الكلام .
فهذا الحديث فيه أنَّ رجلاً سأل النبي ﷺ: ما ترى في صلاة الليل ؟ قال مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً؛ فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى. و أنه كان يقول اجْعَلُوا آخِرَ صَلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْراً.
هذا الحديث فيه دليل على أنَّ صلاة الليل ليس لها حد محدد فيصلي ما شاء الله مثنى مثنى و إذا خشي الصبح يصلي واحدة و فيه دليل على أنَّ صلاة الليل تكون مثنى مثنى ، لا يصلي أربعا و لا ستا ولا ثمان و إنما يسلم في كل ركعتين مثنى مثنى فلو صلى أربعاً في الليل ما صحت الصلاة أو ستا ما صحت الصلاة.
و أمَّا صلاة النهار فيها خلاف:
جمهور العلماء على أنها تجوز صلاة أربع ركعات في النهار و من العلماء من منع و قال أيضاً صلاة الليل لما ورد في سنن النسائي عن النبي ﷺ قال صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى لكن قال كثير أن مثنى أن ذلك خطأ من بعض الرواة كما قاله النسائي لما رأى قال أنه خطأ و زيادة وَالنَّهَارِ مطعون فيها و لهذا أجاز جمهور العلماء أن يصلى في النهار أربعا أمَّا الليل فلا يجوز أن يُصلى أربعا ولا ستا بسلام واحد إلا إذا نويت الوتر تُصلي ثلاثا في سلام واحد أو خمسا بسلام واحد أو سبعا بسلام واحد ، أمَّا أن تصلي شفع أربعاً أو ستاً فهذا لا يجوز لهذا الحديث صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى و هذا خبر بمعنى الأمر و المعنى صلوا الليل مثنى مثنى.
فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً؛ فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى. هذا دليل على أن صلاة الليل ليس لها حد محدد لو صلى مائة يختم بركعة فلا بأس و فيه الرد على من قال إنَّه لا يُزاد في صلاة الليل على إحدى عشرة ركعة كما يقول البعض و هذا ليس بصحيح و إنما النبي ﷺ صلى بالليل إحدى عشرة و صلى ثلاثة عشر وصلى سبعاً و صلى تسعاً أوتر بإحدى عشرة كثير كما قالت عائشة ما كان يزيد في رمضان و لا في غيره عن إحدى عشرة ركعة يعني في الغالب لا يزيد على إحدى عشرة ركعة و في صحيح البخاري أنَّه أوتر بسبع و أوتر بتسع فدلَّ على أنه يجوز الزيادة على إحدى عشرة ركعة ومن قال أنه لا تجوز الزيادة على إحدى عشرة ركعة فقد غلط.
و أنه كان يقول اجْعَلُوا آخِرَ صَلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْراً هذا فيه استحباب أن تكون آخر الصلاة بالليل وتراً لهذا الحديث و لكن يجوز الصلاة بعد الوتر و هذا الأمر ليس للوجوب و لكنه للاستحباب و الذي صرف الوجوب للاستحباب فعل النبي ﷺ كما ثبت في صحيح مسلم أنه صلى بعد الوتر ركعتين فدل على أن الأمر ليس للوجوب و إنما هو للاستحباب.
و بناءً على ذلك فإذا أوتر الإنسان مع الإمام في أول الليل في رمضان مثلا في العشرين الأول فإنه يصلي في آخر الليل ما تيسر له دون وتر و كان صلاته أول الليل و لم يكن آخر صلاته لأن الأمر للاستحباب.
و فيه أن صلاة الوتر تكون في الليل و استحباب السلام من كل ركعتين و أقل الوتر ركعة و الوتر هو العدد يكون لعدد الفرد و المثنى اسم لعدد الشفع.
قوله فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً؛ فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى. يعني إذا خشي طلوع الفجر فإنه يصلي ركعة توتر ما صلى تكون وترا لصلاته .
( متن )
( شرح )
هذا الحديث متفق عليه رواه الشيخان كالحديث السابق حديث معمورة متفق عليه فيه بيان أنَّ النبي ﷺ أوتر أول الليل و أوتر أوسطه و أوتر آخره و استقر أمره عليه الصلاة و السلام على أن يكون الوتر في آخر الليل لهذا قالت عائشة " من كل الليل قد أوتر رسول الله ﷺ من أول الليل و أوسطه و آخره و انتهى وتره إلى السحر ".
في هذا الحديث دليل على أنَّ وقت صلاة الوتر بعد صلاة العشاء إلى الفجر.
و فيه أنَّه يجوز الوتر في أول الليل و في آخره و في وسطه إلا أنَّ الأفضل أن يكون الوتر في آخر الليل لمن وثق من نفسه بالقيام أمَّا من لم يثق بنفسه القيام فإن الأفضل أن يوتر في أول الليل هذا هو الحل كما في حديث جابر مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ و عائشة رضي الله عنها بيَّنت أن النبي ﷺ أوتر أول الليل و أوتر أوسطه ثم استقر أمره و استقر حاله على أن يكون الوتر آخر الليل و تكون الصلاة في آخر الليل لأنه وقت التنزل الإلهي كما ثبت في الصحاح و السنن و المسانيد أنَّ النبي ﷺ قال يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ.
( متن )
( شرح )
هذا الحديث فيه بيان أنَّ النبي ﷺ أوتر بثلاثة عشرة ركعة و في حديث ابن عباس أنه أوتر بثلاثة عشر و في حديث عائشة أيضا هنا أوتر بثلاثة عشر.
و فيه الرد على من قال أنه لا يجوز الزيادة على إحدى عشرة ركعة هذا الحديث فيه الرد على من قال أنه لا يجوز الزيادة على إحدى عشرة ركعة فإن عائشة أخبرت أن رسول الله صلى من الليل ثلاثة عشر ركعة قالت يوتر من ذلك بخمس لا يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ إلاَّ فِي آخِرِهَا يعني يسردها سرداً يسرد الخمس يعني صلى مثنى أولا صلى مثنى ثم أوتر بخمس يعني صلى ثمان ركعات يسلم في كل ركعتين ركعتين و ركعتين و ركعتين و ركعتين ثمان ثم أوتر بخمس سردا يسردها لا يجلس إلا في آخرها لأنه نواها و ترا و كذلك الثلاث إذا أوتر بثلاث لا يجلس إلا في آخرها فالثلاث و الخمس يسردها سردا ، و أمَّا السبع فإنه إذا أوتر بسبع يجلس في السادسة يتشهد ثم يقوم ، و كذلك التسع إذا سردها يجلس في الثامنة و يستشهد و يقوم و يبدأ بالتاسعة و كذلك الإحدى عشرة إذا سردها يجلس في العاشرة و يتشهد و يقوم و يأتي بالحادية عشر .
( متن )
بابُ الذكرِ عَقِبَ الصَّلاةِ
134 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ ، حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنْ الْمَكْتُوبَةِ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «كُنْتُ أَعْلَمُ إذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إذَا سَمِعْتُهُ» .
وَفِي لَفْظٍ «مَا كُنَّا نَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالتَّكْبِيرِ» .
( شرح )
الحديث متفق عليه رواه الشيخان حديث ابن عباس في هذا الحديث مشروعية رفع الصوت بالذكر حين الانصراف من المكتوبة و المراد بالمكتوبة الفريضة على عهد رسول الله ﷺ يعني إذا صلَّى الناس ينبغي لهم أن يذكروا الله و يرفعوا أصواتهم حتى يسمع من حولهم و من حول أبواب المسجد يسمعون الذكر فيعرفون انقضاء الصلاة.
و لهذا قال ابن عباس " إنَّ رفع الصوت في الذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله ﷺ " لأن كل واحد من المصلين إذا سلَّم يقول أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ هذا مطلوب أن يرفع صوته و إذا رفع المأمومون صلاتهم صار من حول المسجد يسمع رفع الصوت و يعرف بانقضاء الصلاة ، ما كان يعرف انقضاء الصلاة إلا إذا سمعوا رفع الصوت و لهذا قال ابن عباس " كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعتهم " إذا سمعت الناس يرفعون صوتهم بالذكر عرفت أنهم انصرفوا من الصلاة و أن الصلاة قضيت انقضت.
و قوله في لفظ آخر " ما كنا نعلم انقضاء صلاة رسول الله ﷺ إلا بالتكبير " هذا مجمل يعني أنهم بعد التهليل يأتون بالتكبير " سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر " هذا نوع من الذكر " سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر " فقول ابن عباس " ما كنا نعلم انقضاء صلاة رسول الله ﷺ إلا بالتكبير " يعني أن هذا يكبر و هذا يهلل و هذا يسبح فهذا الحديث مجمل تفسره الأحاديث الأخرى و السنة أن يبدأ بالاستغفار أولا يقول أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ كما بينت ذلك الأحاديث حديث ثوبان و حديث المغيرة بن شعبة و حديث الزبير كل هذه الأحاديث مجتمعة بينت الذكر أنه أول ما يبدأ بالاستغفار ثم يقول اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، ثم يقول ا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ثم يسبح " سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر " ثم يهلل هذا بينته الأحاديث حديث مغيرة بن شعبة و حديث ثوبان و حديث الزبير و الأحاديث يكمل بعضها بعضا.
فقوله " ما كنا نعلم انقضاء صلاة رسول الله ﷺ إلا بالتكبير " هذا مجمل تفسره الأحاديث الأخرى و المعنى أن هذا يسبح و هذا يهلل و هذا يكبر.
و فيه مشروعية الذكر بعد انقضاء الصلاة التسبيح و التهليل عقب الانتهاء من الفريضة .
( متن )
وَفِي لَفْظٍ: كَانَ يَنْهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عُقُوقِ الأُمَّهَاتِ ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ .
( شرح )
هذا الحديث حديث مغيرة بن شعبة و حديث وراد مولى مغيرة فيه بيان للذكر الذي يُقال عقب صلاة الفريضة و هو قال أملى إلى مغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية أنَّ رسول الله ﷺ كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة ، مكتوبة يعني فريضة لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ. هذا الذكر جاء في حديث المغيرة و في حديث ثوبان و حديث الزبير زيادة لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ فالأحاديث يضم بعضها إلى بعض فحديث الزبير و حديث المغيرة و حديث ثوبان تبين من مجموعها الذكر الذي يقال عقب الفريضة و أنه أولا يستغفر ثلاثا ثم يقول اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، ثم يقول لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و في آخره اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ. ثم بعد ذلك التسبيح و التكبير و التحميد.
و فيه مشروعية هذا الذكر و أنه ينبغي للمسلم أن يحافظ على هذا الذكر و لا يخل به دبر كل صلاة يعني عقب كل صلاة، و معاوية لما كتب له مغيرة كان يأمر الناس بذلك و قال الراوي ثم وفدت على معاوية فوجدته يأمر الناس بذلكز
و قوله لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ تأكيد يعني منفردا لَهُ الْمُلْكُ يعني المتصرف في الأمور كلها و قوله وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ. الجد معناه الحظ أي لا ينفع صاحب الحظ و الغنى حظه و غناه إنما ينفعه العمل الصالح يعني لا ينفع صاحب الحظ منك يا الله حظه إلا بالعمل الصالح يعني الإنسان الذي عنده مال و جاه لا ينفعه هذا إلا بالعمل الصالح و لا ينفعه جاهه كونه في الدنيا لا ينفعه كونه في الدنيا غنيا أو كونه وجيها أو كونه وزيرا أو كونه رئيسا كبيرا ما ينفعه إلا بالعمل الصالح هذا معنى وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ. معناه لا ينفع صاحب الحظ منك حظه يوم القيامة صاحب الحظ لا ينفعه حظه الحظ معناه الجد.
و الجد له عدة معان يطلق على الحظ و على الأب و الجد و يطلق على العظمة كما في دعاء الاستفتاح سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ يعني ارتفعت عظمتك المراد بالجد العظمة، فالجد يطلق على الحظ و على الجد و على العظمة.
و المعنى صاحب الحظ لا ينفعه حظه و جاهه و سلطانه لا ينفعه عند الله و لا ينجيه من النار إلا إذا استعمل هذا الجاه و هذا المال استعملها في طاعة الله و إلا فإن مجرد الحظ لا ينفع عند الله الحظوظ ما تنفع الحظوظ التي في الدنيا ما تنفع و لا تنجي من النار يوم القيامة ما تنفع إلا إذا استخدمها الإنسان في طاعة الله .
و قوله في لفظ " كان ينهى عن قيل و قال و إضاعة المال و كثرة السؤال " ينهى عن قيل و قال يعني قال فلان كذا و قيل كذا لأن كثرة القيل و القال توقع في الكذب فالإنسان الذي ينقل كل ما يسمع لا بد أن يقع في الكذب و لهذا في الحديث كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ يعني ينبغي للإنسان أن يختار و أن ينتقي ليس كل شيء تتكلم و فيه و كل شيء يقال فالذي يحدث بكل ما يسمع لا بد أن يقع في الإثم قال فلان كذا و قيل كذا و قال فلان كذا و لا يزال ينقل حتى ينقل الكذب.
و لهذا نهى النبي عن قيل و قال تأكد ينهى عن قيل و قال و إضاعة المال ، ينهى عن إضاعة المال لا تضيع مالك في المحرمات أو الإسراف في المباحات أو في ما لا فائدة فيه المال عصب الحياة و لهذا قال الله تعالى وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا نهى الله أن يعطى المال للسفهاء للصبيان أو المجانين و غيرهم و ضعاف العقول لا يعطون المال يضيعوه ، المال عزيز ثمين ، المال ينفق الإنسان من المال على أهله و أولاده ، ينفق على المجاهدين و يشترى به الأسلحة و يتصدق به المال ثمين فلا يضيعه لأن النبي ﷺ نهى عن إضاعة المال.
و كثرة السؤال يسأل يعني كونه يسأل مال أو يسأل من الزكاة أو الصدقة و هو لا يستحق فهذا منهي عنه و لهذا جاء في الحديث أن ( 20:20 ).
و فيه أن المسألة تأتي بخدوش في وجه الإنسان يوم القيامة و كذلك السؤال في العلم إذا كان يسأل على سبيل الرياء و على سبيل التعنت حتى يوقع المسؤول في الحرج أو يوقعه في الإثم فهذا منهي عنه و لهذا قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ أما الذي يسأل حتى يستفيد و يسترشد فلا بأس أما الذي يسأل من باب الرياء حتى يري الناس أو يوصل لأجل إيقاع المسؤول في العنت و الحرج و الغلط أو يسأل عن أشياء من الضروريات أن تقع هذا منهي عنه.
و كان ينهى عن عقوق الأمهات لأن عقوق الأمهات من الكبائر ، فالله تعالى قَرّنَ حق الوالدين بحقه فكثيراً ما يقرن الله بين التوحيد و بين بر الوالدين وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا و هكذا و لهذا نهى النبي ﷺ عن عقوق الأمهات و النهي عن العقوق يلزم منه البر بالأمهات فالنهي عن الشيء أمرٌ بضده فالنهي عن عقوق الأمهات أمر ببر الأمهات.
و وأد البنات و وأد البنات يعني دفنها و هي حية و كان الجاهلية يفعلون هذا إذا ولد للإنسان بنت حفر لها حفرة و دفنها و هي حية خشية العار أو الفقر والعياذ بالله و لهذا قال " و وأد البنات " نهى عن وأد البنات و قال تعالى وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ الموؤودة يعني المدفونة حية المقتولة فكان الجاهلية من جهلهم و ضلالهم يدفنون بعضهم ليس كل أهل الجاهلية بعضهم يدفنون البنت و هي حية خشية العار أو خشية الفقر.
و " منع و هات " يعني منع منع الواجب و هات تأخذ شيئا لا تستحقه فيه النهي عن منع الواجب و أخذ ما لا يستحقه الإنسان هذا نهي لا تمنع الواجب أد الواجب لأهله و لا تأخذ شيئا لا تستحقه.
و عقوق الأمهات العقوق كلمة عامة تشمل كل الإساءة و التقصير في حق الأمهات يعني لا تسيء إلى أمك و لا تقصر في حقها.
و فيه النهي عن المنع عن منع و هات النهي عن منع و هات يعني منع الواجب و هات يعني أعطني تجده يمنع الواجب و يطلب المال و قد لا يوفيه في المستقبل و المراد منها النهي عن البخل بالشيء النفيس في أوجه البر و منع و هات يعني يبخل بالشيء النفيس في أوجه البر.
و في هذا الحديث مشروعية الذكر عقب الصلاة و مشروعية التهليل و التكبير و فيه النهي عن القيل و القال و إضاعة المال و كثرة السؤال و عقوق الأمهات و وأد البنات و منع و هات .
................................................
( متن )
131 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ - مَا تَرَى فِي صَلاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً؛ فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى. وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْراً .
( شرح )
هذا الحديث متفق عليه رواه الشيخان البخاري و مسلم.
و هذا الباب عقده المؤلف لحكم الوتر و الوتر هو صلاة ركعة واحدة و الوتر مستحب سنة أن يصلي الإنسان الوتر في كل ليلة و وقت الوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء صلاة الفريضة و راتبتها الراتبة إلى طلوع الفجر كل هذا وقت للوتر.
و الوتر سنة مؤكدة عند جمهور العلماء.
و ذهب الإمام أبو حنيفة إلى أنه واجب و لا ينبغي للإنسان أن يُخلَّ به و يتركه ، لأن السنن الرواتب و الوتر تكمل هذه الصلوات ، الصلوات يحدث فيها نقص و غفلة و زلة و سهو هذه ترقعها تكملها فالإنسان الذي لا يوتر باستمرار أو لا يصلي السنن الرواتب كلها يصلي الفريضة و لا يصلي الرواتب لا قبلها و لا بعدها باستمرار أو لا يصلي الوتر هذا معناه أنَّه زاهد في خير كثير حتى قال الإمام أحمد " أنّه رجل سوء لا ينبغي أن تقبل شهادته " الذي يترك الوتر باستمرار و يترك السنن الرواتب رجل سوء لا ينبغي أن تقبل شهادته لأنه زهد في خير كثير و لأنه لا يصلي إلا الفريضة وحدها و الفريضة ممكن أن يكون بها خلل و نقص فلا بد من نوافل تكمل الفرائض.
و الوتر أقله ركعة و لله أن يوتر بثلاث ركعات بسلامين و له أن يسردها بسلام واحد لكن لا يجلس إلا في آخرها لا يشبهها بالمغرب لا يجلس إلا في آخرها و له أن يوتر بخمس يوتر بخمس يسردها و لا يجلس إلا في آخرها و له أن يوتر بسبع أيضا و له أن يسردها و له أن يجلس في السادسة ثم يقوم و يأتي بالسابعة و له أن يسرد تسع يسردها بسلام واحد لكن يجلس في الثامنة و يتشهد ثم يقوم و يأتي بالتاسعة.
و هل له أنّ يأتي بإحدى عشرة ؟ نعم هذا قال الفقهاء يقولون هذا له أن يسرد إحدى عشرة ركعة لكن يجلس في العاشرة و يتشهد ثم يقوم و يأتي بالحادية عشرة و الأفضل أن يسلم من كل ركعتين ثم يوتر بواحدة العاشرة لا بد أن يجلس فيها و كذلك إذا صلى بتسع يجلس في الثامنة يتشهد و السابعة كذلك مخير و الخمس له أن يسردها و يجلس في آخرها و الثلاث يسردها و لا يجلس إلا في آخرها لكن هذا يسردها إذا كان وحده أمَّا إذا كان يصلي بالناس لا يفعل هذا لا يسردها كلها خمسة و سبعة بسلام واحد لأن هذا يشق على الناس أنت إذا كنت وحدك تصلي وحدك بالليل لا بأس لكن إذا كنت تصلي بالناس تسرد عشر تسع في سلام واحد هذه مشقة لمن عنده حاجة أنت تحبسه قد يكون به حاجة قد يريد أن ينصرف قد يكون محتاج إلى أن ينصرف فلا تحبسه تسلم كل ركعتين لكن إذا كنت وحدك بالليل و أحببت تفعل هذا فلا بأس و لكن الأفضل أن تسلم من كل ركعتين .
ذكر حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " سأل رجلٌ النبي ﷺ و هو على المنبر ما ترى في صلاة الليل ؟ قال مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً؛ فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى. و أنه كان يقول اجْعَلُوا آخِرَ صَلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْراً .
هذا الحديث فيه دليل على أنَّه ليس هناك حد محدد لصلاة الليل و أنه يجوز للإنسان أن يصلي ما شاء الله لو يصلي مئة ركعة أو ألف ركعة و لكن في آخرها يوتر ركعة ، و ما يقوله بعض الناس أنَّه لا يجوز الزيادة على إحدى عشرة ركعة هذا ليس بصحيح بعض الناس يقول أن صلاة التراويح إحدى عشرة ركعة لا يزاد عليه لا يزاد عليه هذا الحديث فيه رد عليهم قال صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى تسلم من كل ركعتين اثنتين اثنتين فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ فليوتر بوَاحِدَةً و لم يحدد دل على أنه يجوز أن توتر بإحدى عشرة و النبي ﷺ أوتر بإحدى عشرة كما في حديث عائشة ما كان يزيد في رمضان و لا في غيره عن إحدى عشرة ركعة و أوتر بثلاثة عشرة كما في حديث ابن عباس.
و قوله ما كان يزيد في رمضان و لا في غيره عن إحدى عشرة ركعة يعني في الغالب و إلا فقد أوتر بثلاثة عشرة كما في حديث ابن عباس و أوتر بسبع كما في حديث البخاري و أوتر بتسع عليه الصلاة و السلام و كان إذا غلبه نومه أو وجع و نام عن ورده صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة يزيد ركعة لأنَّ النهار ليس فيه وتر فإذا فات الإنسان الوتر من الليل يزيد ركعة يصليه من الضحى لكن لا يوتر يشفع يصلي اثنتي عشرة لأنَّ النهار ليس فيه وتر.
و أما قوله ﷺ اجْعَلُوا آخِرَ صَلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْراً فهذا الأمر للاستحباب الأفضل أن تكون صلاة الليل وترا و له أن يصلي بعد الوتر فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي ﷺ صلى بعد الوتر ركعتين فدل ذلك على أنه لا بأس بالصلاة بعد الوتر لكن الأفضل أن تكون آخر الصلاة وترا و على ذلك إذا صلى الإنسان مع الإمام في أول الليل فإنه يوتر معه و يسلم فإذا يسر الله له القيام في آخر الليل صلى ما تيسر بدون وتر يكتفي بوتره السابق مع الإمام و هذا الجمع بين الحديث اجْعَلُوا آخِرَ صَلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْراً أن الأمر للاستحباب و الذي صرف عنه الوجوب إلى الاستحباب كون النبي ﷺ صلى الوتر ركعتين دل على أنه ليس بواجب و لكن مستحب ، مستحب أن يكون آخره الوتر و إذا أوترت ثم صليت فلا بأس لو أوتر الإنسان في آخر الليل ظن أن الفجر قريب ثم تبين أن الفجر بقي عليه ساعة أو ساعتين يصلي و لو أوتر و الحمد لله و الوتر لا يحرم الصلاة و إذا شفع لا بأس لكن يفوته الانصراف مع الإمام و قد قال النبي ﷺ من صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كتب لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ. و أيضا فيه مدعاة إلى الرياء إذا شفع بوتر كأنه يقول أنا أصلي في آخر الليل فالأولى أنك تسلم معه و الحمد لله سلم معه و صلي ما تستطيع في آخر الليل.
و قوله فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ يعني خشي أن يدركه الصبح.
و فيه أن الوتر يكون بالليل و وقته كما سبق من بعد صلاة العشاء و سنتها الراتبة إلى طلوع الفجر.
و أقل الوتر ركعة و أكثره ليس له حد أكثره له أن يوتر بما شاء و الأفضل إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة هو فعل النبي ﷺ إذا كنت الركوع و السجود.
و القراءة أما إذا كنت لا تستطيع أن تصلي مثل صلاة النبي عليه الصلاة و السلام فأكثر الركعات النبي ﷺ كما قالت عائشة كان إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل قام يصلي و في حديث حذيفة أنه قرأ في ركعة واحدة البقرة و آل عمران و النساء خمسة أجزاء و ربع مع الترتيل و التدبر إذا مر بآية رحمة وقف يسأل و إذا مر بآية عذاب وقف يتعوذ و إذا مر بآية تسبيح سبح و صلى معه عبد الله بن مسعود و تعب قال حتى هممت بأمر سوء قالوا بماذا هممت ؟ قال هممت أن أجلس و أتركه و أدعه هذه صلاة الرسول ﷺ و كان ركوعه قريب من القيام تقول عائشة رضي الله عنها كانت الركعة و السجدة تقارب ما يقرأ الرجل خمسين آية هل تستطيع أن تصلي مثل صلاة الرسول عليه الصلاة و السلام ؟ بعض الناس يقول أنا أصلي مثل صلاة الرسول إحدى عشرة ركعة و لا أزيد تصلي مثل صلاة الرسول في العدد و لكن ليس في الكيفية ؛ لا تطيل الركوع و لا تطيل السجود و لا تطيل القراءة ما صليت مثل صلاة الرسول عليه الصلاة و السلام فإذا كنت لا تستطيع زد الحمد لله لك أن تزيد عشرين ركعة ثلاثين أربعين و أنا أقول هذا لأن بعض الناس يقول لا يجوز الزيادة عن إحدى عشرة ركعة و بعض الشباب يجلس في المسجد الحرام و يقول أن ما أصلي إلا إحدى عشرة ركعة يصلي إحدى عشرة ركعة و لا يكمل يقول أنا مقتد بالرسول ﷺ اقتد بالرسول ﷺ في أي شيء ؟ اقتد بالكمية و الكيفية و القراءة و الطول و الركوع و السجود أمَّا تقتدي به في العدد فقط تقتدي فيه بالعدد و لا تقتدي فيه بالقراءة و لا في الركوع و لا السجود ما اقتديت بالرسول ﷺ .
( سؤال )
يقول :لم نُعط مثلما أُعطِيَّ الرسول من الصبر ؟
( جواب )
إذا زيد الحمد لله أنا أنقد على من يقول لا يجوز الزيادة على إحدى عشرة ركعة هم يقولون لا يجوز الزيادة على إحدى عشرة ركعة .
( سؤال )
يقولون قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ سنة الرسول إحدى عشرة ركعة ؟
( جواب )
قلنا الرسول ﷺ صلى إحدى عشر و صلى ثلاثة عشر و أوتر بسبع و أوتر بتسع و الصحابة صلوا أوتروا بعشرين و صلوا إحدى عشرة ركعة كل هذه جائزة و الحديث الأول صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ فليوتر بِرَكعِةٍ ما فيه تحديد ما حدد إحدى عشرة ركعة .
وفق الله الجميع لطاعته و صلى الله على نبينا محمد عليه الصلاة و السلام .