شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من عمدة الأحكام_3 تابع بابُ الصومِ في السَّفرِ وغيرهِ

00:00
00:00
تحميل
82

الشيخ :

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ، فإنه إن شاء الله سنقرأ بعض الأحاديث من كتاب الصيام في كتاب عمدة الأحكام ثم بعد ذلك تكون الأسئلة إن شاء الله.

المتن :

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا و زدنا علما يا أرحم الرحمين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين أجمعين قال أبو محمد:

197 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَقَالَ «هَذَا فِي النَّذْرِ ، وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ» .

الشيخ :

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المؤلف رحمه الله تعالى وعن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله ﷺ قال : مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ. رواه البخاري في الصحيح وأخرجه أبو داود وقال : هذا في النذر خاصة وهو قول أحمد بن حنبل رحمه الله.

هذا الحديث هو حديث عائشة يقول النبي ﷺ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ. الحديث عام فيمن مات وعليه صيام ويشمل صيام النذر وصيام الكفارة وصيام رمضان.

  وأخرج هذا الحديث  أبو داود وقال : هذا في النذر خاصة ، حمله أبو داود في النذر خاصة وهو قول أحمد بن حنبل رحمه الله في رواية.

ودليل أبي داود في هذا أنه ورد في بعض الروايات من رواية الحديث مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ. فحمل أبو داود هذا في النذر خاصة ، وهو قول أحمد بن حنبل رحمه الله.

والقول الثاني لأهل العلم أن الحديث عام بالنذر وغير النذر وهذا هو الصواب أن مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ. سواء كان صيام نذر أو صيام كفارة أو صيام رمضان.

والولي صام عنه وليه ، الولي هو القريب ولي هو القريب أصلا كان أو وارثا أم لا.

وهذا قول النبي ﷺ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ. ليس على سبيل الوجوب بل على سبيل الاستحباب يعني صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ. استحبابا إذا أحب أن يصوم وليه فالحمد لله وإن لم يدر أن يصوم عنه فإنه يطعم عن كل يوم مسكين يطعم عنه عن كل يوم مسكين  من ماله إذا كان عليه مال وإن لم يكون له مال تبرع أحد فإنه يطعم عن كل يوم مسكين فقول النبي ﷺ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ. هذا على الاستحباب يعني صام عنه وليه إذا أراد أن يصوم فإن لم يرد أن يصوم أطعم عن كل يوم مسكين وقوله من مات وَعَلَيْهِ كلمة وعليه تفيد الوجوب وَعَلَيْهِ صوم واجب.

والصواب أنه عام في صيام رمضان في صيام النذر وفي صيام الكفارة ، إذا مات شخص وعليه صيام من رمضان استحب لوليه أن يصوم فإن لم يرد أن يصوم فإنه يطعم عن كل يوم مسكين  سواء كان هذا في النذر أو صوم رمضان أو كفارة  وهذا إذا تمكن ، إذا تمكن الميت في حال حياته من الصيام فله أن يصوم كأن يصوم كأن مثلا يكون مريضا في رمضان ثم شفي من مرضه بعد ، بعد رمضان  بعدد الأيام التي عليه ولم يصم ثم مات فإنه يصام عنه يصوم عنه وليه.

 أما لو استمر به المرض حتى مات فإنه في هذه الحالة لا يصام عنه ولا يطعم عنه لأنه لم يتمكن من الصيام لقول الله تعالى فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يعني فلعدة من أيام أخر وهذا ما تمكن أن يصوم العدة.

وكذلك صوم النذر والكفارة إذا نذر ثم تمكن من قضاء النذر ولم يصم فإنه يصام عنه أما إذا لم يتمكن فإن لا يصام عنه وكذلك صوم الكفارة إذا تمكن .

والصواب أن الحديث عام ليس خاصا كما قال أبو داود وأحمد رحمه الله.

القول الثاني لأهل العلم أنه عام من صيام النذر وصيام الكفارة وصيام رمضان إذا تمكن ولم يصم فإنه يصام عنه .

 المتن :

198 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ فَقَالَ: لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ عَنْهَا؟ قالَ: نَعَمْ. قَالَ:فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى.
وَفِي رِوَايَةٍ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ نَذْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ فَقَضَيْتِيهِ أَكَانَ ذَلِكَ يُؤَدِّي عَنْهَا؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: فَصُومِي عَنْ أُمِّكِ.

 الشيخ :

 وهذا حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، فيه أن الميت إذا مات وعليه صوم نذر فإنه يقضى عنه وهذا إذا تمكن من القضاء ولم يقضي فإنه يصوم عنه وليه  كما في الحديث أن رجلا قال يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر ، أفأ قضيه ؟ قال : لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ عَنْهَا؟ قال نعم قال : فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى.

وفي رواية أن امرأة جاءت إلى النبي ﷺ فقالت يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها ؟ قال : أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ فَقَضَيْتِيهِ أَكَانَ ذَلِكَ يُؤَدِّي عَنْهَا؟  قالت : نعم . قال : فَصُومِي عَنْ أُمِّكِ.

هذا الحديث فيه دليل على قضاء صوم النذر على الميت إذا مات ولم يصم هذا إذا تمكن هذا إذا تمكن من القضاء ولم يستطع وهذا في صوم النذر خاصة وكذلك أيضا صوم الكفارة وصوم رمضان لعموم حديث عائشة مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ.

وفي هذا الحديث تشبيه بين الله وبين المخلوق قال : لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ عَنْهَا؟  قال : نعم ، قال : فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى.  فشبه دين الله بدين المخلوق إذا مات الميت وهناك أحد من الناس يطلبه بمال فإنه يقضى عنه فكذلك حق الله إذا مات وعليه حق الله فإنه يقضى عنه.

 وفي هذا الحديث إثبات القياس أيضا والرد على من أنكره فالنبي ﷺ قاس عليه الصلاة والسلام قاس دين الله على دين المخلوق فدل على مشروعية القياس وفيه رد على الظاهرية الذين ينكرون القياس .

المتن :

199 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ وَأَخَّرُوا السَّحُورَ.

الشيخ :

وهذا حديث سهل بن سعد ، فيه مشروعية تعجيل الفطر للصائم وتأخير السحور ، وذلك تعجيل الفطر ما لم بشرط أن يتحقق غروب الشمس وتأخير السحور ما لم يخشى طلوع الفجر لا بد من هذا  مشروعية استحباب تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس واستحباب تأخير السحور ما لم يخش طلوع الفجر.

وذلك لأن فيه أمثال السنة امتثال لأمر الله وأمر رسوله ﷺ فالذي يعجل الفطر ويؤخر السحور يمتثل أمر النبي ﷺ فلهذا لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور ، وفي لفظ لا يَزَالُ الدِّينُ ظّاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الفِطرَ وفي حديث آخر قدسي يَقُولُ اللَّهُ تعالى : أَحَبَّ عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا.

فيستحب تعجيل الفطر ويستحب أيضا تأخير السحور لأن فيه امتثال لأمر الله فالصائم ترك الطعام بأمر الله وعاد إلى الطعام بأمر الله فهو ممتثل لأمر الله في الحالين فصومه عباده وفطره عباده وسحوره عباده والحمد لله هو على خير.

وفيه أن كراهة تأخير الفطر بدعوى الاحتياط يكره للإنسان أن يؤخر الفطر بدعوى الاحتياط  ولأن تأخير الفطر وتأخير الصلاة من فعل بعض أهل البدع.

جاء عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت  قيل لها رجلان أحدهما يعجل الفطر ويعجل الصلاة المغرب ، والآخر يؤخر الفطر و يؤخر صلاة المغرب أيهما الصواب والسنة ؟ قالت : الذي يعجل الفطر ويعجل الصلاة هو الذي على الصواب والسنة.

ولأن تأخير الفطر فيه مشابهة لبعض أهل البدع فإن الرافضة يؤخرون الفطر ولا يصلون المغرب إلا إذا اشتبكت النجوم ويشرع للمسلم أن يخالف أهل البدع.

فتعجيل الفطر امتثال فيه امتثال لأمر الله فيه مبادرة عمل  بالسنة وفيه مخالفة لبعض أهل البدع .

المتن :

200 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَهُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَهُنَا فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ.

الشيخ :

 هذا الحديث حديث عمر بن الخطاب ، فيه بيان متى يفطر الصائم ، قال : إذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَهُنَا يعني بظلامه من جهة المشرق ، وأوَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَهُنَا بنوره من جهة المغرب وغربت الشمس فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ.

إذن يفطر الصائم إذا كان مثلا بالبرية ورأى الظلمة من جهة المشرق و قد أقبلت ورأى النور قد أدبر من جهة المغرب وغربت الشمس غرب قرص الشمس فإنه يفطر ولا عبره بالحمرة حمرة الشمس التي تبقى بعد غروبها لا عبرة بذلك إذا غاب قرص الشمس فإن الصائم يفطر ولو بقي حمرة بعد غروبها.

كما ثبت في الحديث السابق  ، أن النبي ﷺ كان في سفر فقال لبعض أصحابه انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا يعني اخلط الماء بالتمر حتى يكون حاليا فقال يا رسول الله إن عليك نهارا فقال انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا فقال إن عليك نهارا فقال انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا فقال إن عليك نهارا لأنه يرى الحمرة بعد غروب الشمس والنبي ﷺ ما اعتبرها فظن الصحابي أن الحمرة بعد غروب الشمس لها تأثير فقال انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا فجدح فشرب النبي ﷺ.

 هذا الحديث فيه بيان متى يفطر الصائم فيه استحباب تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس وفيه أن الشخص لو حلف الإنسان أن لا يفطر على طعام ولا شراب فإن يمينه تبر بتحقق غروب الشمس إذا حلف أن لا يفطر على طعام ولا شراب ثم غربت الشمس لا يحنث . 

المتن :

201 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ الْوِصَالِ، قَالُوا: إنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: إنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إنِّي أُطْعَمَ وَأُسْقَى.

وَرَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةُ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.

202 - وَلِمُسْلِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : فَأَيُّكُمْ أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ فَلْيُوَاصِلْ إلَى السَّحَرِ.

الشيخ :

هذا الحديث هو  حديث عبد الله بن عمر فيه أن النبي ﷺ نهى عن الوصال فقالوا : إنك تواصل ؟ قال إنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إنِّي أُطْعَمَ وَأُسْقَى.

الوصال معناه : هو أن يصوم الليل مع النهار ولا يفطر بينهم يصوم يومين ويصوم الليل ولا يفطر بينهم هذا يسمى الوصال ، الوصال : هو أن يصل الليل مع النهار ولا يأكل لا في الليل ولا في النهار فيصوم يومين مع الليلة وقد يصوم مثلا أربعة أيام مع ليلتين.

ما حكم الوصال ؟ الوصال من خصائص النبي ﷺ كان النبي ﷺ يواصل يعني يصوم يومين والثلاثة أيام مع الليل مع الليالي ولا يفطر ولا يأكل ، فأراد الصحابة رضوان الله عليهم أن يقتدوا به وأن يواصلوا الليل مع النهار فنهاهم فقال : لَا تُوَاصِلُوا فقالوا يا رسول الله إنك تواصل نريد أن نقتدي بك ، فقال عليه الصلاة والسلام : إنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إنِّي أُطْعَمَ وَأُسْقَى.

واختلف العلماء في قولإنِّي أُطْعَمَ وَأُسْقَى. كيف يسقى ؟ يطعم ويسقى في الليل فقال بعض العلماء إنه يؤتى بشراب من الجنة وطعام من الجنة ويسقى في الليل فلهذا قال إنِّي أُطْعَمَ وَأُسْقَى.

وقال آخرون من أهل العلم وهو الصواب : أنه لا يؤتى بطعام وشراب من الجنة لو كان يؤتى بطعام وشراب من الجنة ما كان صائما وقد أقرهم على أنه مواصل ، لو كان يأكل يؤتى بطعام وشراب من الجنة ويأكل  ما صار مواصلا وقد أقرهم على قولهم إنك تواصل ، وإنما المعنى أن الله تعالى يفتح عليه من مود أنسه ونفحات قدسه ومن الألطاف الربانية ما يغنيه عن الطعام والشراب هذا المراد معنى قوله أُطْعَمَ وَأُسْقَى. يعني أن الله يعطيه يقويه  ويجعل فيه قوة من يطعم ويسقى بسبب ما يفتحه عليه  من مود أنسه ونفحات قدسه ومن الألطاف الربانية كما قيل :

لَهَا أَحَادِيثُ مِنْ ذِكْرَاكَ تَشْغَلُهَا عَنِ الشَّرَابِ وَتُلْهِيهَا عَنِ الزَّادِ

فالإنسان إذا انشغل بشيء وتعلق قلبه بشيء فإنه لا يحتاج إلى طعام وشراب يكون حكمه حكم الطاعم والشارب فتجد الحزين مثلا إذا مات له ميت وصار حزين لا يشتهي الطعام والشراب ولا  يجد في نفسه قوة الآكل والشارب.

فالرسول عليه الصلاة والسلام يفتح الله عليه من مود أنسه ونفحات قدسه ما يغنيه عن الطعام والشراب هذا هو الصواب فالرسول عليه الصلاة والسلام نهى الصحابة عن الوصال.

وهذا النهي اختلف العلماء فيه هل هو للتحريم أو للتنزيه قال بعض العلماء للتحريم والصواب أنه للتنزيه وأنه ليس للتحريم لأن النبي ﷺ واصل بالصحابة في الحديث الآخر أن ، أن الرسول ﷺ قال : لاتُوَاصِلُوا قالوا يا رسول الله إنك تواصل نريد نقتدي بك قصدهم الخير ، قصدهم الخير فلما لم يقبلوا أراد أن يعزرهم عليه الصلاة والسلام يعزرهم فواصل بهم اليوم الثامن والعشرين ولم يأكلوا إلا التاسع والعشرين ثم صاموا يوم التاسع والعشرين ثم رأوا الهلال ما تم الشهر قال لَو بَقِيَ الهِلَالُ لَزِدتُّكُم يَوماً ثَانِياُ اليوم الثاني لواصلت بكم كالمنكل لهم لما لم يقبلوا تعزير من باب التعزير ليبن لهم أنهم ما يستطيعون وأن فيه مشقة عليهم واصل بهم يومين فلو كان الوصال حرام ما واصل به الصحابة لكنه عليه الصلاة والسلام واصل بهم فدل على أن النهي للكراهة مكروه.

وفي هذا الحديث لمسلم عن أبي سعيد الخدري قال : فَأَيُّكُمْ أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ فَلْيُوَاصِلْ إلَى السَّحَرِ. ولكن يجوز الوصال إلى سحر ولهذا في هذا الحديث حديث رواية مسلم : قال : فَأَيُّكُمْ أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ فَلْيُوَاصِلْ إلَى السَّحَرِ. يعني إذا كان الإنسان ولا بد أن يواصل يصوم إلى آخر الليل ويأكل أكلة في آخر الليل  يجعل سحوره عشاء وعشائه سحورا يأكل أكلة واحده هي السحور وهي الفطور يجعل ، فَأَيُّكُمْ أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ فَلْيُوَاصِلْ إلَى السَّحَرِ. يأكل أكلة في آخر الليل يجعل سحوره عشاء وعشائه سحورا هذا جائز.

فتكون الأحوال ثلاثة للصائم كم  حالة؟ ثلاثة أحوال :

الحالة الأولى أن يبادر بالفطر إلى غروب الشمس وهذه حالة الكمال هذه الأفضل.

الحالة الثانية أن يأكل أكلة واحده في السحر لا يفطر إلى في آخر الليل يأكل أكلة مرة واحدة في الليل آخر الليل يجعل سحوره عشاء وعشائه سحورا وهذه جائز.

الحالة الثالثة أن يواصل يصوم الليل مع النهار يصوم يومين مع الليلة أو يصوم أربعة أيام مع ليلتين هذا مكروه أو حرام بعض العلماء يرون أنه حرام وبعض العلماء أنه مكروه.

والصواب أنه مكروه ولكنه في حق النبي ﷺ جائز مشروع في حق الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه من خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام.

وهل يستطيع الإنسان أن يواصل أكثر من يومين ؟ نعم قد يواصل بعض الناس قيل ، قال بعض العلماء إن هناك من واصل سبعة أيام متوالية ، روي هذا عن عبد الله بن الزبير وأنه واصل سبعة أيام ولكنه لما أراد أن يفطر أفطر بالدهن حتى أن الأمعاء يبست من هذه المدة الطويلة ، الله أعلم يعني هل حصل هذا ! لكن قال هذا بعضهم روي هذا عن عبد الله بن الزبير.

وعلى كل حال فالمستحب للصائم أن يبادر بالفطر هذا المستحب وإن واصل إلى السحر هذا جائز أما الوصال فهو مكروه أو حرام يكون يواصل بالليل يصوم الليل مع النهار فهذا من خصائص النبي ﷺ وبعض العلماء يرون أنه حرام  وأنه مكروه والصواب أنه مكروه لأن النبي ﷺ واصل بالصحابة والرسول ﷺ لا يفعل الحرام فواصل بهم فلو كان محرما لما فعله النبي ﷺ بالصحابة.

وفيه من فوائد الحديث شفقة النبي ﷺ على أمته ورحمته بهم عليه الصلاة والسلام.

نقف على هذا نقف على هذا وفق الله الجميع لطاعته وصلى الله على نبينا محمد.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد