شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من عمدة الأحكام_4 بَابُ أَفْضَلِ الصِّيَامِ وَغَيْرِهِ

00:00
00:00
تحميل
93

المتن :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين أما بعد ، يقول أبو محمد رحمنا الله تعالى وإياه:

بَابُ أَفْضَلِ الصِّيَامِ وَغَيْرِهِ

203 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنِّي أَقُولُ: وَاَللَّهِ لأَصُومَنَّ النَّهَارَ ، وَلأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَنْتَ الَّذِي قُلْتَ ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ قُلْتُهُ،  بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَقَالَ: فَإِنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؛ فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ مِنْ الشَّهْرِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ. قُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَصُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ. قُلْتُ: أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَصُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْماً، فَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ دَاوُد، وَهُوَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ. فَقُلْتُ: إنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: لا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.
وَفِي رِوَايَةٍ: لا صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ أَخِي دَاوُد - شَطْرَ الدَّهْرِ - صُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْماً.

الشيخ :

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

هذا الباب عقده المؤلف رحمه الله لبيان أفضل الصيام وغيره ذكر حديث عبد الله بن عمر بن العاص وفيه بيان أن أفضل الصيام صوم داود عليه الصلاة والسلام هو أن يصوم يوما ويفطر يوما شطر دهر ، هذا أفضل الصيام.

وفيه بيان أنه ، أنه لا أفضل من ذلك وذلك أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان شابا نشيطا يتعبد لله فكان يصوم النهار ويقوم الليل ، يقوم الليل ويصوم النهار ويختم القران في كل يوم ، هكذا كان يصوم النهار ويقوم الليل ويقرأ القرآن كل يوم يختم ختمه كل يوم يختم القرآن شق على نفسه ، فالنبي ﷺ أمره في الاقتصاد بالعبادة والرفق على نفسه حتى يستمر وحتى لا ينقطع فلما أخبر النبي ﷺ قال : عبد الله بن عمرو بن العاص أخبر النبي ﷺ أني أقول : والله لأصومن النهار و لأقومن الليل ما عشت . أقسم حلف ما قصده إلا الخير يريد أن يحمل نفسه على الخير ، فبلغ النبي ﷺ هذه المقالة وهو قوله : والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت . فجاء إليه النبي ﷺ وفي رواية أن أباه بلغه ذلك ، وأن أباه عمرو بن العاص زوجه امرأة ولكنه أعرض عنها وانصرف عنها مستمر في العبادة حتى إنها تقول : نعم عبد الله ، نعم عبد الله ، إذا سئلت عنه لم يكشف لنا كنفا منصرف عنها ، فأرسل ، وفي بعض الروايات أن النبي ﷺ أرسل إليه وفي بعض الروايات أن النبي ﷺ جاء إليه وجعل بينه وبينه شيئا يتكئ عليه فأبعده النبي ﷺ يعني كان مغضب لأنه ما يريد ليتكئ ما جاء ليتكئ وإنما جاء لينصحه وليرشده.

فقال رسول الله ﷺ : أَنْتَ الَّذِي قُلْتَ ذَلِكَ؟ يعني أنت الذي قلت : والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت ، فقلت له : قد قلته بأبي أنت وأمي يا رسول الله يعني أفديك ، أفديك بأبي وأمي فالرسول ﷺ يفدّى وهو أفضل الناس ﷺ يجب على الإنسان أن يحب النبي ﷺ ، محبة النبي ﷺ فرض وإيمان من لم يحب النبي ﷺ  فهو كافر لكن كمال المحبة أن يكون النبي ﷺ أحب إليك من كل شيء من أبيك وأمك ومن نفسك التي بين جنبيك ومن كل شيء هذا كمال المحبة ولهذا فإن النبي ﷺ يفدّى قال أفديك بأبي أنت وأمي أما غير الرسول ﷺ فلا يفدّى ما تفدّى تقدمه على أبيك وأمك لكن الرسول ﷺ يفدّى ولهذا قال : بأبي أنت وأمي يعني أفديك بأبي وأمي يعني تكون فداء لأبي وأمي لأنه مقدم في المحبة عليه الصلاة والسلام.

قال : فَإِنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يعني لا تستطيع في المستقبل أنت الآن شاب ونشيط لكن بعد ذلك إذا كبرت سنك ما تستطيع فإنك لا تستطيع من ذلك لا تستطيع ذلك ، وفعلا لما كبرت سنة عجز وقال يا ليتني قبلت رخصة رسول الله ﷺ قال : فَإِنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؛ فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ مِنْ الشَّهْرِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ. هذا الإرشاد الأول للنبي ﷺ أرشده إلى أن يصوم بعض الأيام ويفطر بعض الأيام ، أما إن يسرد الصوم هذا فيه مشقة ،وعبد الله يسرد الصوم كل يوم يسرد الصوم وَقُمْ وَنَمْ يعني نم بعض الليل وصل بعض الليل وهو كان عبد الله يقوم الليل كله ، وَصُمْ مِنْ الشَّهْرِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا فكل يوم بعشرة أيام ثلاثة أيام بثلاثين يوم وإذا صام ثلاثة أيام من كل شهر كأنه صام الدهر كله ، كأنه صام ثلاثين يوما فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ.

ماذا كان موقف عبد الله بن عمرو بن العاص ؟ قال قلت : إني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله ، لازم تعطيني زيادة أطيق أفضل من ذلك شاب ونشيط وقوي ما يكفي صيام ثلاثة أيام من كل شهر ما يكفي لا ، أريد زيادة ، قال : فَصُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ. زاده النبي ﷺ ، فَصُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ. يعني يصوم يوم ويفطر يومين يصوم عشرة أيام من الشهر وعشرين يوم يفطر قال فَصُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ.

ماذا بقي ؟ قال قلت : إني لأطيق أفضل من ذلك يعني زدني وفيه بعض الروايات قال : زدني يا رسول الله ، في بعض روايات الحديث أنه قال : زدني ، قال : فَصُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْماً قال : فَصُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْماً صيام داود عليه الصلاة والسلام وهو أفضل الصيام . إذن قال شطر الدهر صيام داود عليه الصلاة والسلام نصف الدهر يصوم يوم ويفطر يوم.

قال قلت : إن لأطيق أفضل من ذلك أيضا يريد زيادة إني لأطيق أفضل من ذلك ، ماذا قال النبي ؟ قال : لا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. ما في أفضل من صوم الدهر  وفي بعض الروايات أنه ، أنه قال لَا صَامَ مَن صَامَ الدَّهرَ وفي لفظ أنه قال لَا صَامَ وَلَا أَفطَرَ الَّذِي يَصُومُ الدَّهرَ لَا صَامَ وَلَا أَفطَرَ فإذن أفضل الصيام هي صيام داود عليه الصلاة والسلام أن يصم نصف الدهر شطر الدهر يصوم يوم و يفطر يوما.

 وجاء الوعيد أيضا في على من صام الدهر كله ، جاء في بعض الأحاديث : أن من صام الدهر ضيقت عليه جنهم فلا يجوز ، فصوم الدهر كله إما حرام أو مكروه فلا ينبغي للإنسان أن يصوم الدهر كله ولكن أفضل الصيام أن يصوم يوم ويفطر يوم وهذا أفضل الصيام الذي أرشد إليه النبي ﷺ هذا إذا كان الإنسان عنده نشاط وعنده فراغ ولا يخل بالواجبات الأخرى ، أما إذا كان يخل بالواجبات الأخرى لأن الإنسان إذا صار يصوم يوما ويفطر يوما يخل بعض الواجبات مثلا بكسبه لأهله ومعيشته فإذا كان يخل بالواجبات ويخل بكسبه ومعيشته لا ، لا يصوم يوم ويفطر يوم ، يصوم ثلاثة أيام من الشهر أو يصوم الإثنين والخميس يخفف على نفسه حتى يؤدي الواجبات الأخرى يقوم بحقوق الوالدين وحقوق الأولاد بحقوق الزوجة بحقوق الضيوف مثل كما قال النبي ﷺ قصة سلمان أنه قال قصة سلمان وأبو الدرداء قال : إن لنفسك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا يعني الضيف وفي لفظ إن لضيفك عليك حقا ، فأعطي كل ذي حق حقه فلما قال سلمان هذا لأبي الدرداء فلما أخبر النبي بذلك قال صَدَقَ سَلمَانُ، صَدَقَ سَلمَانُ. إذا كان الإنسان عنده عائلة لا بد أن يتفرغ لعائلته  يقوم بتربية أولاده يقوم بالكسب لهم وكذلك يقوم بحق الضيف فلا ينبغي أن يصوم يوم ويفطر يوم وإنما يصوم ثلاثة أيام ويصوم الإثنين والخميس ، لكن إذا كان عنده فراغ وعنده نشاط ولا يخل بالواجبات الأخرى وأحب أن يصوم يوم ويفطر يوم فهذا هو الأفضل هذا هو الأفضل .

وفي رواية : أن النبي ﷺ قال : لا صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ أَخِي دَاوُد عليه الصلاة والسلام ، شَطْرَ الدَّهْرِ، صُمْ يَوْماً وَأَفْطِرْ يَوْماً. هذا آخر شيء.

وفيه في الحديث الآخر أن النبي ﷺ أن النبي ﷺ قال : أَحَبَّ الصِّيَامِ إلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُد، وَأَحَبَّ الصَّلاةِ إلَى اللَّهِ صَلاةُ دَاوُد؛ كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ. وَكَانَ يَصُومُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْماً. صلاة داود كان ينام النصف الأول عليه الصلاة والسلام ثم يقوم الثلث الأول ثم ينام السدس الأخير حتى يستعين بها على حوائجه على الحوائج في النهار لأنه عليه الصلاة والسلام كان ملكا ونبينا وحاكما يحكم بين الناس يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ وينام السدس الأخير حتى يتقوى  على القيام بالعمل الحكم بين الناس في النهار ولهذا قال النبي ﷺ أَحَبَّ الصِّيَامِ إلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُد، وَأَحَبَّ الصَّلاةِ إلَى اللَّهِ صَلاةُ دَاوُد؛ كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ. وَكَانَ يَصُومُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْماً وَكَانَ لاَ يَفِرُّ إِذَا لاَقَى. عليه الصلاة والسلام فامتاز داود عليه الصلاة والسلام بفضل الصيام وفضل الصلاة وأيضا كان لا يفر إذا لاقى العدو في القتال والجهاد في سبيل الله.

فهذا الحديث دل على فوائد منها :

رفق النبي ﷺ وشفقته بأمته وحثه لهم على ما يطيقون.

 وفيه أنه ينبغي للإنسان أن يقتصد في العبادة وأن لا يشدد على نفسه حتى يستمر في العبادة.

وفيه دليل على أن أفضل العمل أفضل العبادة أفضل العمل وأفضل العبادة أدومه وإن قل إذا حافظ الإنسان على صلاة ركعات في الليل أو صيام في الأسبوع يوم الإثنين والخميس واستمر عليه هذا أفضل من كونه يصوم بعض الأيام أكثر الشهر وبعض الأيام لا يصوم بعض الليالي يقوم بعض الليالي لا يقوم ، لا كونه يرفق بنفسه ويقتصد في العبادة ويستمر على العبادة هذا هو الأفضل ولهذا قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ، وَإِنْ قَلَّ، ولما سئلت النبي عائشة رضي الله عنها عن عمل النبي ﷺ قالت "كان عمل ديمه وأيكم يطيق ما يطيق النبي" ﷺ.

وفي هذا الحديث بيان أن أفضل الصيام هو صوم داود.

وفيه دليل على أنه أن المسلم لا ينبغي لن أن يتجاوز صوم داود ولا يزيد على أن يصوم يوم ويفطر يوم فزيادة على ذلك إما مكروه وإما حرام  لقول النبي ﷺ لَا صَامَ مَن صَامَ الأَبَد.  وفي لفظ لَا صَامَ وَلَا أَفطَرَ والذي ما صام ولا أفطر ما حصلت له فائدة وفيه.

فيه استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر حيث أرشد إليه النبي ﷺ وفيه مشروعية تحري السنة والعمل بالسنة وأن الإنسان الذي يتحرى السنة وعمل بها فأجره كثير ولو كان عمله قليلا .

 المتن :

204 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضيَ اللهُ عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُد، وَأَحَبَّ الصَّلاةِ إلَى اللَّهِ صَلاةُ دَاوُد؛ كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ. وَكَانَ يَصُومُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْماً.

الشيخ :

 وهذا الحديث أيضا حديث عبد الله بن عمرو  بن العاص فيه بيان أحب الصيام إلى الله وأحب الصلاة إلى الله  ، فـ أَحَبَّ الصِّيَامِ إلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُد، وَأَحَبَّ الصَّلاةِ إلَى اللَّهِ صَلاةُ دَاوُد؛ كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ. وَكَانَ يَصُومُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْماً.

فالصلاة  فيها أن داود عليه السلام ينام النصف الأول ثم يقوم الثلث وهو السدس الرابع والسدس الخامس ثم ينام السدس السادس ليتقوى به على أعمال النهار.

وجاء في الحديث عن النبي ﷺ بل ثبت في الحديث بل ثبت أن النبي ﷺ قال : يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ والثلث الليل الآخر هو السدس الخامس والسدس السادس فعلى هذا النصف الأخير من الليل أفضل من النصف الأول النصف الأخير هو أفضل ،كله فاضل فالنصف الأخير يعني السدس الرابع والخامس والسادس ثلاثة أسداس فالسدس الرابع والخامس هو ، هو صلاة داود والسدس السادس داخل في ثلث الليل الآخر فإذا قام الإنسان السدس الخامس والسادس قام ثلث الليل الآخر الذي قال فيه النبي ﷺ هو ، وهو وقت التنزل الإلهي فالله تعالى ينزل كل ليلة  إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلالته وعظمته متى ؟ في ثلث الليل الآخر وثلث الليل الأخر هو السدس الرابع والسدس الخامس والسدس السادس وصوم داود وصلاة داود السدس الرابع والسدس الخامس  فتكون النصف الأخير لأسداسه الثلاثة هو أفضل هو أفضل الصلاة النصف الأخير النصف الأخير من الليل ثلاثة أسداس السدس الرابع والخامس هذه صلاة داود والسدس الخامس والسادس هذا ثلث الليل الآخر الذي ينزل فيه الرب إلى السماء الدنيا فتحصل من هذا أن النصف الأخير من الليل  بأسداسه الثلاثة كله فاضل

 المتن :

205 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي ﷺ بِثَلاثٍ صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ. 

206 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَنَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَزَادَ مُسْلِمٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.

207 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: لا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إلاَّ أَنْ يَصُومَ يَوْماً قَبْلَهُ أَوْ يَوْماً بَعْدَهُ.

 الشيخ :

نعم هذا الحديث حديث أبي هريرة ، فيه وصية النبي ﷺ لأبي هريرة أوصاه بثلاثة وصايا صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى والوتر قبل النوم ووصية النبي ﷺ لأبي هريرة وصية للأمة كلها لأن الشريعة عامة.

 وقوله أوصاني خليلي والخليل هو الصديق المحب الذي بلغت محبته تخللت شغاف القلب ووصلت إلى سويدائه فأبو هريرة قال : أوصاني خليلي ، من هو خليله ؟ الرسول ﷺ كيف يقول أبو هريرة أوصاني خليلي والنبي ﷺ قال : إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ، فَإِنَّ اللهِ تَعَالَى قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا فما الجمع بينهما ؟

أبو هريرة يقول أوصاني خليلي وهو النبي ﷺ والرسول ﷺ قال : إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ، لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَلِيلُ اللهِ يعني نفسه.

ولم يتخذ ، يعني الخلة إنما هي من قبل أبي هريرة أبو هريرة هو الذي اتخذ النبي ﷺ خليل لكن النبي ﷺ لم يتخذه خليلا لأنه خليل الله ، لأن الخليل الخلة هي نهاية المحبة وكمالها الخلة نهاية المحبة وكمالها ولا يتسع القلب لأكثر من خليل واحد القلب يمتلئ بخلة واحدة لكن يتسع القلب لأكثر من حبيب ، المحبة القلب يتسع لمحبة أناس كثيرين

......

وَإِنْ  لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا لِحَاءَ عِنَبَةٍ، أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضَغْهُ

فقوله : لا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إلاَّ أَنْ يَصُومَ يَوْماً قَبْلَهُ أَوْ يَوْماً بَعْدَهُ. يدل على أنه يجوز صوم يوم سبت وأن الحديث الذي فيه النهي عن صيام السبت حديث ضعيف وكذلك حديث جويرية قال : أَتُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَداً وهو السبت ! فدل على جواز صوم يوم السبت وأن الحديث ضعيف.

المتن :

208 - عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ وَاسْمُهُ سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ - قَالَ: شَهِدْت الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: هَذَانِ يَوْمَانِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ صِيَامِهِمَا: يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَالْيَوْمُ الآخَرُ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ 

 الشيخ :

وهذا الحديث سعيد بن عبيد حين شهد العيد مع عمر بن الخطاب قال : هذان يومان نهى رسول الله ﷺ عن صيامهما يوم فطركم واليوم ، من صيامكم واليوم الآخر تأكلون من نسككم . قال نهى رسول الله ﷺ.

هذا الحديث فيه النهي عن صوم العيدين يوم الفطر ويوم الأضحى والنهي للتحريم والحديث دليل على تحريم صوم يوم العيد يوم الفطر ويوم الأضحى ولهذا قال : نهى رسول الله ﷺ  عن صيامهما يوم فطركم من صيامكم واليوم الآخر تأكلون من نسككم وهو يوم الأضحى ، يوم فطركم من صيامكم يوم عيد الفطر واليوم الآخر تأكلون من نسككم هو يوم عيد الأضحى يوم نسككم يعني من ذبائحكم ، فهذان اليومان يحرم صومهما في السنة يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى ويحرم ثلاثة أيام معها أيضا وهي أيام التشريق الثلاثة بعد يوم النحر اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر ، إلا لصنف واحد من الناس وهو الحاج الذي لم يجد هديا لم يجد هديا يذبحه ولم يصم ثلاثة أيام فإنه يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع وفاتت عليه الأيام لم يصمها قبل العيد فإنه يصومها أيام التشريق الحادي عشر والثاني عشر لحديث عائشة أن النبي ﷺ قال : " لم يرخص  بأيام التشريق أن يصمنا إلا لمن لم يجد الهدي " فلا يرخص إلا لمن لم يجد الهدي أما عداه من الناس فيحرم عليه أن يصوم أيام التشريق الثلاثة تضم إليه أيام العيدين.

فتكون خمسة أيام في السنة يحرم صومها ، يقال خمسة أيام في السنة يحرم صومها ما هي ؟  يوم الفطر ويوم الأضحى وأيام التشريق الثلاثة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر لكن أيام الفطر وأيام الأضحى يحرم صومها بكل حال ما يجوز لأي أحد أن يصومها ومن صامها فهو آثم عاص لله ولرسوله ﷺ.

 وأما أيام التشريق الثلاثة فيجوز صومها لصنف من الناس وهو الحاج الذي لم يجد الهدي ولم يصم الأيام الثلاثة قبل العيد فإنه يصومها أيام التشريق الثلاثة لحديث عائشة " لم يرخص بأيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي ".

وفيه قول  سعيد : شهدت  العيد مع عمر بن الخطاب ، قال هذان يومان فيه يعني عمر قال هذا في الخطبة في خطبة العيد فيه أن الخطيب يذكر الناس ويعلمهم ما ، ما ينفعهم ويعلمهم الأحكام التي يحتاجون إليها ، فعمر في خطبة العيد تكلم عن ، يوم العيد وقال إنه لا يجوز صومه فينبغي للخطيب أن يختار في خطبته  ما يناسب الحال ، يعالج المشاكل التي وقع الناس فيها.

وقوله : تأكلون من نسككم فيه مشروعية الأكل من الأضحية ، يستحب للمسلم أن يأكل من أضحيته.

وفي هذا الحديث تحريم صوم العيدين.

 المتن :

209 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ صَوْمِ يَوْمَيْنِ: الْفِطْرِ وَالنَّحْرِ. وَعَنْ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، وَعَنْ الصَّلاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِتَمَامِهِ. وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ الصَّوْمَ فَقَطْ

 الشيخ :

 هذا الحديث فيه النهي عن صوم يومين النحر والفطر كما سبق في الحديث السابق وفيه النهي عن اشتمال الصماء وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد وعن الصلاة بعد الصبح والعصر.

فهذا الحديث اشتمل على أمور منهي عنها:

الأمر الأول : النهي عن صوم يومين يوم الفطر ويوم النحر، يوم النحر ويوم الفطر.

والثاني : اشتمال الصماء واشتمال الصماء فيه تفسير فيه اشتمال الصماء فيه تفسير لأهل اللغة فسرها اللغة بتفسير وفسرها الفقهاء بتفسير فسرها أهل اللغة بأن يشتمل على ثوب واحد يعني بقطعة يشتمل جسده بقطعة واحدة كالكيس ولا يكون له منافذ فقد يحتبس نفسه ولذلك نهى النبي ﷺ عن اشتمال الصماء ومعنى ثوب واحد يعني مثلا يأتي بفوطه فوطة ويشتمل عليها ما عليه سراويل ولا ثياب فإذا تحرك ظهرت العورة وإذا أصابته حشرة وأراد أن يخرج يديه ظهرت العورة للناس أما إذا كان عليه ثوب وإذا كان عليه سروال ما فيه ما فيه محذور لكن شخص يأتي بقطعة قماش شرشف مثلا أو فوطة ولا عليه أو يلتحف بها وجهة ويديه ورجليه هذا اشتمال الصماء كالصخرة الصماء التي ما لها منفذ فهذا منهي عنه لأنه أولا يحتبس نفسه وثانيا لو أراد أن يحرك يديه أو يخرج يديه أصابت حشرة أو كذا ظهرت عورته للناس فلهذا نهي عنها ، هذا أهل اللغة.

وأما الفقهاء فإنهم يفسرونها بأن يشتمل في الثوب الواحد  ليس عليه شيء مثلا يستر جسده يعني يأتي بثوب ويستر جسده هكذا ويجعل رجليه هكذا ويجعل الثوب على رجليه وعلى كذا ويكون من  الأمام مكشوف  ظهر العورة فلو وقف إنسان شاهد عورته هذا منهي عنه ، فالذي أمامه ما يشاهد العورة لأنه مستور من جهة الأمام ومن جهة الخلف ولكن من جهة السماء فرجه بادي فلو وقف عليه إنسان شاهد العورة فهذا اشتمال الصماء تفسير الفقهاء لها يستر الثوب جميع جسده  ويترك  ما أمامه  مكشوف العورة.

فتفسير الفقهاء بأنه اشتمال الصماء نهي عنه لأنه لما فيه من كشف العورة وتفسير اللغويين لاشتمال الصماء بأن يشتمل بالثوب الواحد يستر عورته وكل شيء لكن إذا تحرك ظهرت العورة وهذا تفسير الفقهاء يشتمل على الثوب يستر من الأمام ومن الخلف ويبقي من جهة مكشوف عورته مكشوفة فالذي أمامه والذي خلفه ما يشاهد عورته لكن لو واقف إنسان شاهد عورته ، فنهي عن اشتمال الصماء.

 وكذلك الاحتباء ، الاحتباء الجلوس على الإليتين ونصب الساقين  ويلف الثوب على الساقين مثل ما سبق الاحتباء يجلس على إليتيه وينصب ساقيه ، نشوف بعض الإخوان الآن إذا طال عليهم الجلوس يحتبي يأتي مثلا بثوب أو غتره ويجعلها على ظهره ويربط بها رجليه حتى يكون كأنه كرسي ، هذا احتباء يسمى احتباء ، لكن الاحتباء المنهي عنه غير هذا،  الاحتباء المنهي عنه يجلس هكذا على إليتيه وينصب ساقيه ويستر ما أمامه ومن خلفه ويكون بالجهة التي يكون جهة السماء مكشوف العورة هذا يسمى احتباء ، احتباء لماذا يكون محتبيا لأنه الآن نصب ساقيه وجلس على إليتيه وشد ساقيه بثوب بالثوب الذي جاء من جهة الظهر جاء بالثوب من جهة ظهره ويشد به ساقيه فيكون مستور إلا من جهة واحدة.

فهذا الحديث فيه النهي عن أمور:

 الأمر الأول صوم يوم النحر.

والأمر الثاني صوم يوم الفطر.

والأمر الثالث اشتمال الصماء.

والرابع أن يحتبي الرجل في ثوب واحد ليس عليه غيره أما إذا كان عليه غيره ثوبين أو عليه سروال أو مستور العورة ما فيه منع ولا محذور لكن المحذور إذا كان ثوب واحد قطعة واحدة يشد بها ظهره وساقيه ويبقى وتبقى العورة مكشوفة  هذا المنهي عنه ، لكن إذا كان عليه ثوبين  أو قطعتين قطعة يستر بها عورته وقطعة يحتبي بها لا حرج  أو يكون عليه سروال لا حرج ، المحذور أن يأتي بقطعة واحدة يشد بها ساقيه وظهره وتبقى العورة مكشوفة ، هذا المحذور لكن إذا زال المحذور فلا حرج كونه يحتبي لا بأس إلا أنه لا يحتبي وقت خطبة الجمعة لأنه يكون كالمتكئ ويأتيه النعاس نهي عن الاحتباء يوم الجمعة  مثل ما يفعل بعض الإخوان يشد ساقيه بخيط أو بغتره  ويتكئ يكون كالمتكئ كأنه جالس على كرسي هذا لا بأس به إلا في وقت الخطبة لئلا يكون سببا في النعاس.

المتن :

210 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً.

 الشيخ :

 هذا الحديث  فيه فضل الصوم فيه فضل الصوم مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً.

اختلف العلماء في فِي سَبِيلِ اللَّهِ قيل فِي سَبِيلِ اللَّهِ في الجهاد في سبيل الله إذا صام المجاهد فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً.

وقال آخرون من أهل العلم المرادفِي سَبِيلِ اللَّهِ في طاعة الله وفضله صوم التطوع له هذا الفضل.

 والذين قالوا ، قالوا إنه من قال صوم مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ اللَّهِ المجاهد يصوم يشكل على هذا أن المجاهد مأمور بالفطر ولأن الصوم يضعفه ، يضعفه عن قتال الأعداء فلا ينبغي له أن يصوم ولهذا أمر النبي ﷺ الصحابة في غزوة  الفتح أن يفطروا قال : أَفطِرُوا فَإِنَّهُ أَغلَبُ لَكُم عَلَى العَدُوِّ، فأجابوا عن هذا قالوا إنه يمكن أن يصوموا في وقت ليس فيه قتال كأن يكون أيام ما فيها قتال أو أيام يرابط يكون من المرابطين يرابط على الحدود ما فيه جهاد فيصوم.

ومن العلماء من قال أن هذا في صوم التطوع مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يعني في طاعة الله  ، فِي سَبِيلِ اللَّهِ أي في طاعة الله بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً. فقالوا إن المراد بالصوم صوم التطوع والمعنى في سبيل الله : في طاعة الله ومن العلماء من قال في سبيل الله ، في الجهاد في سبيل الله في وقت ليس فيه قتال في أوقات ما يكون  فيها قتال في أوقات مثلا الذهاب أو الرجوع كل هذا  في سبيل الله في ذهابه للجهاد قبل أن يقاتل وفي رجوعه أو في وقت المرابطة حينما يرابط على حدود الدولة الإسلامية حتى لا يهجم الأعداء كله في سبيل الله  يكون هذا له هذا الفضل .

ومن العلماء من قال أن هذا في التطوع صوم التطوع  والمتطوع وقوله فِي سَبِيلِ اللَّهِ يعني في طاعة الله بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً. يعني سبعين سنة مسافة سبعين سنة  والخريف يعبر به عن السنة هو فصل من فصول سنة ، السنة أربعة فصول الشتاء والصيف والربيع والخريف كل فصل ثلاثة أشهر ويعبر عن الخريف بالسنة كلها خريفا يعني سبعين سنة والخريف عبارة عن السنة كلها.

وفي هذا الحديث فضيلة صوم التطوع وأن فيه هذا الأجر العظيم بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً. مسافة سبعين سنة ففيه فضل الصوم والصوم فضله عظيم وذلك لأنه عبادة سرية وهو اختصه الله لنفسه وقال : الصَّومُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي.

 وفق الله الجميع لطاعته.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد