شعار الموقع

شرح كتاب الصيام من عمدة الأحكام_6 باب الاعتكاف

00:00
00:00
تحميل
99

المتن:

215 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ النَّبِيَّ ﷺ وَهِيَ حَائِضٌ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا يُنَاوِلُهَا رَأْسَهُ.
وَفِي رِوَايَةٍ: وَكَانَ لا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إلاَّ لِحَاجَةِ الإِنْسَانِ.
وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ «إنْ كُنْتُ لأَدْخُلُ الْبَيْتَ لِلْحَاجَةِ وَالْمَرِيضُ فِيهِ، فَمَا أَسْأَلُ عَنْهُ إلاَّ وَأَنَا مَارَّةٌ». 

الشيخ :

 ويتركه حتى يصل إلى شحمة الأذن أو إلى الكتف وله أسماء شعر الرأس  ، إذا وصل إلى الأذن يسمى وفرة وإذا وصل إلى الكتف يسمى جمة ، فكان يترك شعر رأسه  جمة أو وفرة وإذا بقى أو ترك شعره يحتاج إلى ترجيل يحتاج إلى ترجيل تسريح ودهن ومشط.

 فكان النبي ﷺ معتكف في المسجد وكانت عائشة ترجل النبي ﷺ وهي حائض وهو معتكف في المسجد وهي في حجرتها يناولها رأسه وذلك أن بيت النبي ﷺ على المسجد له باب على المسجد له باب صغير بيت النبي ﷺ كان له باب على المسجد.

وكان الصحابة الذين حول المسجد لهم أبواب لهم أبواب على المسجد يدخلونه ولهم أبواب أخرى من الخارج فكل واحد من الصحابة بيته بجوار المسجد يفتح له باب صغير يسمى خوخه حتى يدخل لها إلى المسجد وكان النبي ﷺ له باب أيضا على المسجد ولما كان في آخر حياة النبي ﷺ أمر بالأبواب التي على المسجد سدت إلا باب أبي بكر ، قال : سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا المَسْجِدِ، غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ لأنه هذا فيه بيان أنه الخليفة بعده أنه الخليفة بعده ، فبقيت خوخة أبي بكر ، و خوخة  الباب الصغير فالذي له باب  على ، بيت على المسجد  يجعل خوخة باب صغير يخرج إلى المسجد يصلي وله باب أخر من الجهة الأخرى.

 فكان النبي ﷺ له باب على المسجد وكان معتكف في المسجد فكان إذا احتاج إلى ترجيل الشعر دلى رأسه على عائشة وهي في البيت هي في حجرتها وبيت النبي ﷺ حجرة عليه الصلاة والسلام كل عدد من أزواج النبي له حجرات  تسمى حجرات  كل زوجة لها حجرة مو مثل بيوتنا الآن مساحات طويلة فخمات و فلل و أحواش  لا ، كانت حجرة صغيرة فكانت لها باب على المسجد  فكان النبي ﷺ إذا احتاج إلى ترجيل الشعر دلى رأسه أعطاها رأسه وهي داخل البيت داخل الحجرة فكانت تسرحه وتمشطه وتغسله فإذا انتهت ذهب.

 فهو يدل على أن فيه دليل على أن المعتكف إذا أخرج رأسه ما يكون خرج من المسجد ما دامت رجلاه وجسمه في المسجد فلو كان المعتكف الآن وقفا في باب المسجد وأخرج  رأسه وكلم شخص ما يعتبر خرج من المسجد ما دام أن رجليه في المسجد وكذلك من حلف أو نذر  لا يخرج من المسجد فأخرج رأسه فلا يعتبر إخراجه من المسجد بدليل أن النبي ﷺ وهو معتكف يعطي رأسه لعائشة رضي الله عنها وهي في بيته في حجرتها فتسرحه وتمشطه وتغسله.

وتسريح الشعر وإبقاء الشعر وتسريحه ودهنه هذا سنة لمن كان يستطيع قال الإمام أحمد رحمه الله : هو سنة إبقاء الشعر لكن له كلفة ومشقة ومن كان له شعر فليكرمه  وهو سنة لو نقوى عليه لاتخذناه الإمام أحمد  لما سئل عن إبقاء الشعر لقال له : سنة ، هو سنة لو نقوى عليه لاتخذناه لكن له كلفة ومشقة ومَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ لأنه يحتاج إلى غسل ودهن وكد فلذلك يحلق حلقه لا بأس جائز الحلق مباح لكن إبقاؤه سنة إذا استطاع ولم يشق عليه فإنه يبقيه ويغسله ويدهنه ولهذا قال الإمام أحمد لما سئل قال : إبقاء الشعر سنة لو نقوى عليه لاتخذناه يعني لو نستطيع لاتخذناه لكن ما نستطيع لأنه يحتاج إلى مشقة له كلفة ومشقة ودهن وكد.

وبعض الناس وبعض الناس الآن يبقي شعره بعض الشباب يقول فإذا قلت له لماذا أبقيت شعرك قال أنا أقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام ولكنه حالق للحيته هذا كذاب هذا كاذب لو كنت مقتديا بالرسول لما حلقت لحيتك يعني تقتدي بالرسول في إبقاء الشعر ولا تقتدي بالرسول في إعفاء اللحية فالمقصود أنه سنة إذا استطاع الإنسان وإلا والحمد لله مباح يحلقه ويستريح كما قال الإمام أحمد رحمه الله.

فالنبي ﷺ كان وهو معتكف يدلي رأسه على بيته على عائشة وهي في حجرتها فتغسله وهي حائض أيضا.

وفيه دليل على أن الحائض  ليست ، أن بدن الحائض طاهر بدنها وعرقها طاهر وإنما النجاسة في خصوص الدم فكانت عائشة فالحائض لها أن تطبخ وتعجن  وكذا ، وينام معها زوجها وتشرب ويشرب من الإناء التي يشرب منه وكان يتعرق وكان النبي ﷺ إذا تعرقت عائشة العظم تعطيه إياه ويتعرقه وكان يشرب من مكان فمها فالحائض طاهر بدنها و ثوبها وعرقها لها أن تعجن وتطبخ وتكنس وتغسل ، الدم النجاسة في خصوص الدم فقط.

 ولذلك كان اليهود كان اليهود قبحهم الله إذا حاضت المرأة جعلوها في غرفة خاصة هجروها لا يأكلونها ولا يشاربونها ولا كذا  فالنبي ﷺ خالفهم قال : اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ غَيْرَ النِّكَاحِ اصنعوا كل شيء إلا الجماع  فالواحد يصنع مع زوجته كل شيء يضاجعها يضمها يقبلها يجلس معها يأكل معها يشرب معها كلها طاهرة لكن الممنوع ، الممنوع الجماع ، الجماع ما يجوز للحائض أن يجامعها زوجها وكذلك أيضا هي طاهرة في جميع بدنها وأجزائها و ريقها وعرقها والنجاسة إنما في خصوص الدم.

فكانت عائشة تسرح شعر النبي ﷺ وهي حائض ولا يضر هذا لأن يدها طاهرة ولما قال النبي ﷺ لعائشة : نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ، و الخمرة سجادة صغيرة من سعف النخل مصلى صغير من سعف النخل في المسجد ، قال نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ قالت يا رسول الله : إني حائض قال: إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ رواه البخاري في الصحيح.

فالحديث فيه فوائد من الفوائد التي فيه مشروعية إبقاء شعر الرأس للرجل وأنه سنة إذا كان يقدر عليه.

وفيه مشروعية تسريح شعر الرأس ودهنه.

وفيه مشروعية جواز خدمة المرأة لزوجها وتسريح شعره ودهنه.

وفيه أن المعتكف إذا أخرج رأسه فلا يعتبر خرج من المسجد.

وفيه أيضا أن بدن الحائض طاهر وعرقها.

وفيه أن المعتكف لا يخرج من المسجد إلا لحاجة الإنسان ولهذا قالت : وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان فيه أن المعتكف لا يخرج من المسجد إلا لحاجة الإنسان وحاجة الإنسان معروفة البول والغائط و الأكل والشرب إذا احتاج إذا لم يكن هناك من يأتي له بطعامه وشرابه.

وفيه دليل على أن المعتكف إذا خرج لحاجة الإنسان لا يزور المريض ولا يتبع الجنازة لكن يسأل عنه وهو مار في الطريق وهو مار وهو ماشي يسأل كيف حال فلان المريض لكن لا يقف يذهب إليه ويجلس عنده ولكن يسأل عنه ، ولهذا  قالت : قالت إني كنت لا أدخل البيت لحاجة والمريض فيه فما أسألها إلا وهي مارة ، يعني المريض في البيت ما تجلس لكن تسأله وهي في الطريق كيف حال فلان كيف حاله عسى طيب لكن لا يذهب إليه ويجلس عنده لأنه معتكف والمعتكف لا يخرج إلا لحاجة الإنسان ، فإذن المريض يسأل عن حاله وهو في الطريق وهو مار في مسافة الطريق إلا إذا اشترط في اعتكافه أنه يزور المريض أو يتبع الجنازة فله شرطه.

 المتن :

216 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً - وَفِي رِوَايَةٍ: يَوْماً - فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. قَالَ فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ.

وَلَمْ يَذْكُرْ بَعْضُ الرُّوَاةِ يَوْماً ولا لَيْلَةً.

الشيخ :

هذا الحديث حديث عمر بن الخطاب أنه نذر في الجاهلية أن يعتكف ليلة وفي رواية يوما في المسجد الحرام فاستفتى النبي ﷺ فأمره أن يوف بنذره فقال : فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ.

هذا الحديث فيه مشروعية الوفاء بالنذر للكافر إذا أسلم ، وأن الكافر إذا أسلم وقد نذر في الجاهلية فإنه يفي بنذره فعمر كان في الجاهلية قبل أن يسلم كان نذر أن يعتكف في المسجد الحرام  فاستفتى النبي ﷺ بعد إسلامه فقال : فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ.

ففيه مشروعية وفاء الكافر بنذره إذا أسلم.

والنذر معناه هو : أن يلزم الإنسان نفسه طاعة لله أن ينذر بأن يفعل طاعة لله كأن ينذر أن يصلي عشرين صلاة أو ينذر أن يصوم  عشرين يوما أو ينذر أن يعتكف أو ينذر مثلا أن يتصدق فيجب عليه الوفاء بالنذر إذا كان طاعة ، أما إذا كان معصية فلا يجوز له الوفاء بالنذر.

 وقد مدح الله تعالى الأبرار في وفائهم بالنذر فقال : يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وقال سبحانه : وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وقال عليه الصلاة والسلام : مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ.

فإذا نذر طاعة وجب عليه والوفاء إذا نذر أن يصوم أو يصلي أو يتصدق يجب عليه يوفي ، أما إذا نذر معصية فلا يجوز له الوفاء به نذر أنه يشرب الدخان هذا لا يجوز له أو نذر مثلا أنه يقطع رحمه أو يعق والديه هذا لا يجوز له بل يجب عليه بل لا يجوز له الوفاء ويكفر كفارة يمين كما جاء في حديث آخر : لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ.

وهذا الحديث فيه دليل على أنه لا يشترط للاعتكاف الصيام ولا يشترط أن يكون مدته يوم ، لأن الليلة ليس فيها صوم ولهذا ذهب جمع من أهل العلم أن الاعتكاف يجوز ولو ساعة أو ساعتين أو ثلاث أو أربع أما جمهور العلماء فقالوا : إن النذر أقله يوم ولا بد أن يكون صائما أقله يوم يصوم فيه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، ولكن هذا الحديث فيه دليل على أنه لا يشترط الصوم لأن الليلة ما فيها صوم قال فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ. لما نذر أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام قال فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ. والليلة ليس فيها صوم.

وفيه لزوم الوفاء بالنذر إلا إذا كان معصية والنذر  أصله مكروه منهي عنه فإذا نذر وكان نذر طاعة وجب له الوفاء به وذلك أن الإنسان إذا نذر يلزم نفسه بعبادة قد تشق عليه فتجد بعض الناس ينذر يصوم مثلا أشهر فإذا نذر وذهب إلى عتبة كل باب عالم يسأل لعله يجد المخرج ماذا يعمل !؟ ما الذي جعلك تنذر النذر منهي عنه ، قال عليه الصلاة والسلام  في الحديث الصحيح : إِيَّاكُم وَالنَّذرَ؛ فَإِن النَّذرَ لَا يَأتِي بِخَيرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ البَخِيلِ إياكم تحذير وهذا النهي قال بعض العلماء للتحريم وقال بعض العلماء للكراهة ، إِيَّاكُم وَالنَّذرَ؛ فَإِن النَّذرَ لَا يَأتِي بِخَيرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ البَخِيلِ البخيل هو الذي ما يتصدق إلا إذا نذر ولا يصلي إلا إذا نذر لكن غير البخيل يتصدق بدون نذر يتصدق من دون نذر فإذا بعض الناس يقول : لله علي نذر أن أتصدق  مثلا بألف ريال ، فلا يتصدق إلا إذا نذر هذا البخيل لكن غير البخيل يتصدق بدون  سبب يتصدق والحمد لله من دون أن تلزم نفسك تلزم نفسك بشيء قد يشق عليك في المستقبل وقد لا تستطيع في المستقبل فتتشبه بالمنافقين الذين قال الله فيهم : وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ۝ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ۝ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ  فلهذا لا ينبغي للإنسان أن ينذر لكن إذا نذر وكان نذره طاعة وجب الوفاء به و يمدح الإنسان على الوفاء بالنذر إذا كان طاعة كما أثنى الله على الأبرار في قوله يُوفُونَ بِالنَّذْرِ

المتن :

217 - عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ مُعْتَكِفًا، فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلاً، فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قُمْتُ لأَنْقَلِبَ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي -وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ- فَمَرَّ رَجُلانِ مِنْ الأَنْصَارِ؛ فَلَمَّا رَأَيَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: عَلَى رِسْلِكُمَا، إنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ. فَقَالا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرّاً أَوْ قَالَ شَيْئاً.
وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهَا جَاءَتْ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ مَعَهَا يَقْلِبُهَا، حَتَّى إذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ. ثُمَّ ذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ.

الشيخ :

هذا حديث صفية بنت حيي وهي زوج النبي ﷺ وهي بنت حيي من نسل هارون عليه الصلاة والسلام  من بني إسرائيل، إسرائيلية التي تزوجها النبي ﷺ بعد أن عتقها بعد أن قتل أبوها وزوجها وعمها في خيبر فاصطفاها النبي ﷺ لنفسه ثم أعتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها وهي من نسل هارون عليه الصلاة والسلام.

 جاءت إلى النبي ﷺ تزوره وهو معتكف في المسجد ثم ذهب معها يوصلها إلى بيتها.

وقولها في الحديث فقمت لأنقلب يعني لأرجع إلى منزلي الانقلاب الرجوع إلى المنزل فقمت لأنقلب يعني لأرجع إلى بيتي فقام معي ليقلبني يعني ذهب معها ليوصلها إلى بيتها.

 هذا الحديث فيه قوله عَلَى رِسْلِكُمَا على مهلكما.

 هذا الحديث فيه من الفوائد مشروعية الاعتكاف وأن الاعتكاف لا بد أن يكون في المسجد لا يكون بالبيت.

 وفيه مشروعية الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.

وفيه جواز زيارة المعتكف إن لم يكثر.

وفيه جواز زيارة المرأة للمعتكف زيارة المرأة لزوجها  والمعتكف في المسجد فإن صفية زارت النبي ﷺ وهو في بيته.

وفيه جواز الخروج خروج المرأة ليلا عند  الحاجة إذا لم يخشى عليها وزيارة المعتكف ليلا والتحديث معه ، فجاءت وتحدثت معه قليلا  ثم قامت فقام معها ليوصلها إلى بيتها.

فيه دليل على جواز أيضا خروج المعتكف لحاجة هذه من الحاجة يوصلها زوجتها إلى بيتها.

فلما خرج النبي ﷺ ليوصلها إلى بيتها مر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي ﷺ ومعه أهله أسرعا في المشي ، فقال النبي ﷺ عَلَى رِسْلِكُمَا على مهلكما  لا تسرعا إنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ. هذي زوجتي لا تظنون شيئا فقالا : سبحان الله يا رسول الله ما عندنا شك لا يمكن أن يكون عندنا شك أنت رسول الله أشرف الخلق ، فقال : إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرّاً أَوْ قَالَ شَيْئاً.

فيه دليل على أن الإنسان إذا خشي أن يتوهم  في إنسان شيء أن يخبره حتى لا يقع في قلبه شيء لما رأيا النبي ﷺ أسرعا معه أهله فقال : على رسلكما هذي زوجتي هذي صفية بنت حيي لا تظنون شيئا قالا : يا رسول الله سبحان الله  ما ، يعني ما عندنا شك في هذا فقال :إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرّاً ، يقصد وساوس تقول ما هي هذه المرأة التي معه ففيه دليل على أن الإنسان إذا خشي أن يظن به سوءا أن يخبر الشخص يخبر الشخص حتى لا يتوهم شيئا وحتى لا يظن به شيئا حتى لا يقذف الشيطان في قلبه شيئا و يوسوس له ويسيئ الظن به ويقول ما هذه المرأة التي معه فإذا خشي يقول هؤلاء أهلي أو هؤلاء والدتي أو هذه زوجتي أو هذه أختي أو مثلا أنا من محارمها حتى لا يقذف الشيطان في قلبه شيئا.

 وفي هذا الحديث مشروعية التسبيح عند الشيء الذي تعجب منه فالصحابيان من الأنصار تعجبا يعني قال : سبحان الله يا رسول الله يعني ما فيه حاجة تخبرنا أنها زوجتك ما عندنا شك ، أنت رسول الله ، فتعجبا قالا : سبحان الله ، فيه مشروعية التسبيح عند التعجب.

وفيه قول فقال النبي: إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ فيه دليل على أن الشيطان يلابس الإنسان لأنه روح ، روح يدخل الجسد.

وفيه الرد على المعتزلة الذين يقولون الذين أنكروا دخول الجني في الإنس المعتزلة وأهل البدع يقولون ما يدخل ، ما ينكرون الجن لكن يقولون ما يمكن أن يدخل الجن ما يمكن أن يدخل الجن في الإنسان فمن شبهتهم يقولون كيف يدخل جسم في جسم لا يمكن أن يدخل جسم في جسم ، يرد عليهم أن : الجسم الخفيف الرقيق الخفيف يمكن أن يدخل في الجسم الثقيل فالماء جسم يدخل الماء الآن يجري في العروق وهذا جسم وهذا جسم والدم يجري في العروق وهذا جسم وهذا جسم لكن الجسم خفيف والجني روح بلا جسد  ويمكن يدخل ابن آدم.

فهذا الحديث يرد على المعتزلة اللذين يقولون أن الجني لا يدخل جسم الإنسان ، إن قوله : :إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ وأيضا يرد عليهم قول الله تعالى : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ قوله يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ هذا يعني أنه يدخل فيه.

 وفي قوله تعالى : مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ۝ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ يوسوس في صدور الناس مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ هذه كلها أدلة شرعية فيها الرد على من المعتزلة للذين يقولون إن الشيطان أو  الجني ما يدخل في الإنسان.

 ومن الأدلة العقلية أيضا : أن قوله شبهتهم أن الجني جسم والإنسي جسم ولا يدخل جسم في جسم ، يرد نعم الجسم الذي يدخل في الجسم ، الجسم الثقيل  أما الجسم الخفيف كالروح فإنه يدخل فالنار جسم ومع ذلك تسري في الفحم والماء جسم يدخل في العروق والدم جسم أيضا يدخل ، يدخل في الجسم ، أجسام خفيفة أرواح خفيفة.

وفيه أن الإنسان ينبغي أن يتحرز من سوء الظن لئلا يظن به شيئا يكف الغيبة عن نفسه ، يحاول أن يكف الغيبة عن نفسه حتى لا يظن به سوءا.

 وفيه بيان شفقة النبي ﷺ على أمته وإرشاده إلى ما ينفعهم.

 هذا آخر كتاب الصيام.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد