المتن :
كتابُ الرَّضاعِ
337 - عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي بِنْتِ حَمْزَةَ: لا تَحِلُّ لِي، يَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ، وَهِيَ ابْنَةُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ.
الشرح :
نعم كتاب الرضاع الرضاع لغة مص اللبن من الثدي الرضاع في اللغة مص اللبن من الثدي
وشرعاً: مص الطفل الذي دون الحولين لبناً بسبب حمل أوشربه مص الطفل مص الطفل الذي دون الحولين لبناً اجتمع في المرأة بسبب الحمل أو شربه سواء مصه من الثدي أو حلب في إناء أو حله وصب في فمه أو جفف وأكله مص من دون الحولين لبناً بسبب حمله أو شربه هذا هو الرضاع.
ذكر المؤلف حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول ﷺ: في بنت حمزة بنت عمه بنت حمزة بن عبد المطلب لا تَحِلُّ لِي، يَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ، وَهِيَ ابْنَةُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ. هي بنت عمه من النسب لكن بينه وبين عمه رضاع فأصبحت بنت أخي من الرضاع وهي بنت عمي من النسب فهي بنت أخي من الرضاع وبنت عمي من النسب لو لا الرضاع لحلت له فقال في بنت حمزة لا تحل لي يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب بنت حمزة حمزة بن عبد المطلب عم النبي ﷺأرضع حمزة والنبي ثويبة.
الحديث فيه من الفوائد تحريم بنت الأخ من الرضاع تحريم بنت الأخ من الرضاع
وفيه أنَّ الرضاع كالنسب.
و فيه ما يحرم من النسب عام فإذا كان الأم تحرم من النسب تحرم من الرضاع والبنت تحرم من النسب تحرم من الرضاع و الأخت من النسب تحرم فكذلك الأخت من الرضاع والعمة من النسب تحرم فالعمة من النسب تحرم والخالة من النسب تحرم فالخالة من الرضاع تحرم ولما قال الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ فيحرم من الرضاع ما يحرم من النسب فجميع المحرمات في النسب يحرمن في الرضاع فالأم والبنت وبنت الأخ وبنت الأخت والعمة والخالة كل هؤلاء محرمات في النسب ومحرمات في الرضاع الأم والجدة والبنت وبنت البنت وبنت الابن والأخت من أي جهات وبنات الأخت والعمة والخالة كل هؤلاء يحرمون من النسب ويحرمون من الرضاع يحرمون من الرضاع ما يحرم من النسب نعم.
والنبيﷺ قد أعطى قاعدة يَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ كل امرأة تحرم من النسب تحرم مثلها من الرضاع. نعم!
المتن :
338 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إنَّ الرَّضَاعَةَ تُحَرِّمُ مَا يَحْرُمُ مِنْ الْوِلادَةِ.
339 - وَعَنْهَا قَالَتْ: إنَّ أَفْلَحَ - أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ - اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ؟ فَقُلْت: وَاَللَّهِ لا آذَنُ لَهُ، حَتَّى أَسْتَأْذِنَ النَّبِيَّ ﷺ فَإِنَّ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيْسِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَتُهُ. فَقَالَ: ائْذَنِي لَهُ، فَإِنَّهُ عَمُّك تَرِبَتْ يَمِينُك.
قَالَ عُرْوَةُ: فَبِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: «حَرِّمُوا مِنْ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ».
وَفِي لَفْظٍ اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ أَفْلَحُ، فَلَمْ آذَنْ لَهُ. فَقَالَ: أَتَحْتَجِبِينَ مِنِّي وَأَنَا عَمُّك؟ فَقُلْت: كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَرْضَعَتْك امْرَأَةُ أَخِي بِلَبَنِ أَخِي، قَالَتْ: فَسَأَلْت رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: صَدَقَ أَفْلَحُ، ائْذَنِي لَهُ تَرِبَتْ يَمِينُك.
340 - وَعَنْهَا رضي الله عنها قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَعِنْدِي رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، مَنْ هَذَا؟ قُلْت: أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ. فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، اُنْظُرْنَ مَنْ إخْوَانُكُنَّ؟ فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنْ الْمَجَاعَةِ.
الشرح :
نعم هذا الحديث حديث عائشة فيه دليل على أن ما يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب قالت قال رسول الله ﷺ إِنَّ الرَّضَاعَةَ تُحَرِّمُ مَا يَحْرُمُ مِنَ الوِلاَدَةِ ما يحرم من الولادة والنسب يحرم مثله من الرضاعة مثل الحديث السابق يَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ . وهذا الحديث إِنَّ الرَّضَاعَةَ تُحَرِّمُ مَا يَحْرُمُ مِنَ الوِلاَدَةِ فأبوها من النسب محرم لها وأبوها من الرضاعة محرم لها جدها من النسب محرم لها جدها من الرضاع محرم لها عمها من النسب محرم لها عمها من الرضاع محرم لها خالها من النسب محرم لها خالها من الرضاع محرم لها.
(وعنها قالت : إن أفلح أخا أبي القعيس استأذن علي بعد ما أُنزِلَ الحجاب فقلتُ: والله لا آذن له حتى استأذن رسول الله ﷺفإن أخا أبي القعيس ليس هو أرضعني و لكن أرضعتني امرأة أبي القعيس) يعني أبو القعيس أخوه أب لعائشة من الرضاعة زوجة أخا أبي القعيس أرضعت عائشة فجاء أفلح استأذن من عائشة فلم تأذن له فقال كيف لا تأذني لي أنا عمك إمرأة أخي أرضعتك بلبن أخي فأكون عمك فرفضت عائشة حتى تسأل النبي ﷺ منعته ولم تأذن له فلما جاء النبي ﷺقالت: (فقلت: والله لا آذن له حتى استأذن رسول الله ﷺفإن أخا أبي القعيس ليس هو أرضعني) ما أرضعني أخوه أرضعتني المرأة (فدخل عليَّ رسول الله ﷺ فقلتُ يا رسول الله: إن الرجل ليس هو أرضعني و لكن أرضعتني امرأته فقال: ائْذَنِي لَهُ، فَإِنَّهُ عَمُّك تَرِبَتْ يَمِينُك. كلمة تَرِبَتْ يَمِينُك. يعني لزقت يدك بالتراب من الفقر هذا ليس المراد كلمة تقولها العرب تجري على لسانها لا تقصد بها في الحقيقة الدعاء وإنما يقصد بها التأكيد ظاهرها الدعاء عليها بالفقر حتى تلتصق يدها بالتراب ليس هذا المقصود المقصود التأكيد ائْذَنِي لَهُ، فَإِنَّهُ عَمُّك تَرِبَتْ يَمِينُك.
قال عروة: "فبذلك كانت عائشة تقول: "حرموا من الرضاعة ما يحرم من النسب " رواه البخاري وفي رواية وفي لفظ استأذن علي أفلح عم أخو أبو القعيس فلم آذن له قال أتحتجبين مني وأنا عمك فقلت كيف ذلك فقال: أرضعتك امرأة أخي بلبن أخي قالت: فسألت رسول الله ﷺ فقال صَدَقَ أَفْلَحُ، ائْذَنِي لَهُ تَرِبَتْ يَمِينُك. تربت يعني افتقرت وكانت العرب تدعو على الرجل ولا تريد أن يقع الأمر به
وفي رواية أخرى عنهاعائشة قالت: "دخل عليَّ رسول ﷺ و عندي رجلٌ فقال: يا عائشة من هذا الرجل؟ قلت: أخي من الرضاعة. قال: يَا عَائِشَةُ، اُنْظُرْنَ مَنْ إخْوَانُكُنَّ؟ فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنْ الْمَجَاعَةِ. يعني تأكدي تأكدي دخل رجل فقال تأكدي تأكدي