شعار الموقع

كتاب الطلاق (03) باب في الإيلاء واعتزال النساء

00:00
00:00
تحميل
148

(المتن)

حدثني زهير بن حرب قال: حدثنا عمر بن يونس الحنفي قال: حدثنا عكرمة ابن عمار عن سماك أبو زميم قال: حدثني عبد الله بن عباس قال: حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنهم

مداخلة للشيخ:*[ الغيرة جبلة جبلة جبلت عليها النساء]*

قال: لما أعتزل الرسول ﷺ نسائه قال دخلت المسجد فإذا الناس يمكتون بالحصى و يقولون طلق رسول الله ﷺ نسائه.  

    (الشرح)
 هذا من الهم الذي أصابهم ينكتون بالحصى شق عليهم خبر النبي ﷺ، شاع في الناس أن النبي طلق نسائه وذلك لأنهن اجتمعن عليه يسألنه نفقة وهو ما عنده شيء فشق عليه ذلك فأعتزلهن من باب التأديب أعتزلهن شهرا، في المشربة في غرفة وحده حتى مرت تسع و عشرون يوما و هو وحده أعتزلهن، صار الناس همهم هذا أمر عظيم يهمهم، و صار الناس يمكتون في المسجد وشاع بين الناس أن النبي ﷺ طلق أصحابه ؛ فجاء عمر و استبراء  الخبر و سأل النبي ﷺ ؛ أطلقت نسائك ؟ قال : لا ؛ فكبر عمر .
الطالب/ س: ( 1:48)
يسألن النفقة التي لهن .. الزائد ما يسأل الزائد، لكن النبي ﷺ ما عنده شيء.
 ( المتن )

فإذا الناس يمكتون بالحصى و يقولون طلق رسول الله ﷺ نسائه ؛ و ذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب؛ فقال عمر: فقلت: لأعلمن ذلك اليوم؛ قال: فدخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله ﷺ فقالت مالي و مالك يا ابن الخطاب عليك بعيبتك .

  (الشرح)
 وهذا من نصحه عمر رضي الله عنه ينصح أزواج النبي ﷺ زار عائشة رضي الله عنها قال: مالك تؤذين الرسول تسألين النفقة و ما عنده شيء، فقالت: مالك يا ابن الخطاب مالك ولي، عليك بعيبتك بنتك، اذهب إلى ابنتك فذهب إلى ابنته حفصة، ثم ذهب إلى أم سلمه فقالت له قول أشد –كما سيأتي- قالت يا بن الخطاب بلغ بك الأمر إلى أن تدخل بين النبي ﷺ وبين ونسائه قال فكسرتني كما سيأتي .
 
(المتن)

قال : فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها: يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله ﷺ والله لقد علمت أن رسول الله ﷺ لا يحبك ولولا أنا لا طلقك رسول الله ﷺ

 (الشرح)
 هذا " مجاز" قول لولا أنا لولا الله ثم أنا أنه إسناد إلى السبب .
(المتن)

 ولولا أنا لطلقك رسول الله ﷺ فبكت أشد البكاء فقلت: أين هو رسول الله ﷺ فقالت هو في خزانته في المشربة ؛ فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله ﷺ قاعدا على أسكفة المشربة .

(الشرح)
يعني على العتبة، عتبة المشربة كان الباب ينزل فيه درج من خشب ينزل على الغرفة والأصوب بواب رباح بواب النبي ﷺ ما يدخل أحد حتى يستأذن له فأحسن النبي ﷺ وضعه بوابا وأحيان يأتي هو من نفسه متطوعا يتطوع ويكون حاجب للنبي ﷺ
                     
 (المتن)
 

فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله ﷺ قاعدا على أسكفة المشربة مدلي رجليه على نقيل من خشب و هو جذع يرقى عليه رسول الله ﷺ و ينحدر ؛ فناديت يا رباح استأذن  لي عندك على رسول الله ﷺ فنظر رباح إلى الغرفة ؛ ثم نظر إلي  فلم يقل شيئا ؛ ثم قلت يا رباح استاذن لي عندك على رسول الله ﷺ فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ؛ ثم رفعت صوتي فقلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله ﷺ فإني أظن أن رسول الله ﷺ ظن أني جئت من أجل حفصة ؛ و الله لإن أمرني رسول الله ﷺ بضرب عنقها لأضرب عنقها ؛ و رفعت صوتي ؛ فأومأ لي أن أرقى ؛ فدخلت على رسول الله ﷺ و هو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره ؛ و ليس عليه غيره و إذا الحصير قد أثر في جنبه ؛ فنظرت ببصري في خزانة رسول الله ﷺ  فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع و مثلها قرضا في ناحية الغرفة ؛ و إذا أفيق معلق ؛ قال : فابتدرت عيناي قال ما يبكيك يابن الخطاب؟.

 (الشرح)
 وإذا أفيق يعني: ما في في الغرفة إلا صاع من شعير و قرض وهو ما يدبغ به الجلد و جلد هذا الذي بالغرفة ؛ فبكى عمر رضي الله عنه مما رأى من حاله ؛ و نام على حصير ما عليه إلا إزار واحد و الحصير قد أثر على جنبه و الغرفة ما فيها لا طعام و لا لباس 
و لا كساء ما فيها إلا صاع من شعير وقرض وما يدبغ به الجلد و جلد هذا الذي في غرفة النبي ﷺ فبكى و اغروقت عيناه قال: مالك يا ابن الخطاب ؛ قال يا رسول الله تذكرت فارس و الروم و ما أعطاهم الله وأنت رسول الله هكذا حالك ! فالنبي ﷺ أستقعد قام معتدلا وبين قال في شك أ نت ابن الخطاب، هؤلاء قوم وجدناهم في طيبات ملذات الدنيا.
   (المتن)

قال : فأبتدرت عيناي ؛ قال : ما يبكيك يا ابن الخطاب ؟ قلت يا نبي الله و ما لي لا أبكي و هذا الحصير قد أثر في جنبك ؛ و هذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى ؛ و ذاك قيصر وكسرى في الثمار و الأنهار و أنت رسول الله ﷺ وصفوته ؛ و هذه خزانتك ؛ فقال : يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الأخرة و لهم الدنيا ؛ قلت : بلى ؛ قال: و دخلت عليه حين دخلت و أنا أرى الغضب في وجهه .

 
(الشرح)
(36_7) لا لهوانها عليه و لكن لعظم أجره وليرفع درجته عليه الصلاة و السلام، فهو من الصابرين فهو عليه الصلاة والسلام صابر شاكر، إن كان عنده شيء شكر الله وإن لم يكن عنده شيء كان صابر عليه الصلاة والسلام، فهو إمام الشاكرين و إمام الصابرين عليه و الصلاة والسلام، و الله تعالى له حكمة بالغة كما جاء في الحديث ، أنه لو أراد أن تكون الصفاء ذهب لكانت ؛ لما خير و لكنه أختار أن يجوع يوما وأن يشبع يوما، وإذا جاع صبر و إذا شبع حمد الله وشكر عليه الصلاة والسلام، و يكون قدوة للصابرين و قدوة للشاكرين عليه الصلاة والسلام فهو إمام الصابرين وإمام الشاكرين و إمام المتقين عليه الصلاة و السلام . 
 (المتن)
 

قال : و دخلت عليه حين دخلت و أنا أرى الغضب في وجهه ؛ فقلت: يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله تعالى معك و ملائكته و جبريل و ميكائيل و أنا وأبو بكر و المؤمنين معك ؛ و قلما تكلمت و أحمد الله بكلام إلا رجوت أن الله يصدق قولي الذي أقول و نزلت هذه الآية آية التخيير :  عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ  الطلاق الآية (5)  وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ الآية (4)

 (الشرح)
و هذا من الموافقات التي وافق ربه فيها فإن عمر رضي الله عنه له موافقات ؛ جاء في الحديث أن عمر رضي الله عنه قال : وافقت ربي أو وافقني ربي في ثلاث ؛ قلت يا رسول الله و اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ؛ قلت يا رسول الله أدخل على نسائك البر و والفجر ولو حجبتهن فأنزل الله آية الحجاب ؛ و له موافقة و هذه من موافقته الموافقات له كثيرة منها ما في هذا الحديث أنه قلت يا رسول الله إن تظاهرا عليك فإن الله معك وجبريل و أنا و أبو بكر و عمر فأنزل الله وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ ۝ عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا 
( المتن )
 

وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة رضي الله عنهما تظاهران على سائر نساء النبي ﷺ 

  ( الشرح ) 
هذا هو الصواب تظاهراتا تواطأتا حفصة وعائشة و إن التي شرب عندها عسل زينب كما سبق لا أن حفصة التي شرب عندها .
( المتن)
 

فقلت: يا رسول الله أطلقتهن ؟ قال: لا ؛ قلت: يا رسول الله إني دخلت المسجد و المسلمون ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله ﷺ نسائه ؛ أفأنزل أخبرهم أنك لم تطلقهن ؛ قال : نعم إن شئت ؛ فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك .

 ( الشرح )
هذا من فضائله رضي الله عنه لما رأى النبي ﷺ حزين مهموم، أراد أن يحدثه حتى أزال الغضب عن وجهه ؛ قال يا رسول الله لو رأيتني بنت خالد يعني زوجته سألتني النفقة ، فوجأت عنقها، ثم بعد ذلك يتحدث حتى تحسر الغضب عن وجهه ؛ فقال يا رسول استأنس ؟ قال : نعم ؛ و جعل يحدثه حتى أزال الهم عنه صليه الصلاة والسلام ؛ هذا من فضائل عمر رضي الله عنه .
                   
 ( المتن )
 

فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه و حتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا ؛ ثم نزل نبي الله ﷺ و نزلت أتشبث بالجذع و نزل رسول الله ﷺ  كأنما يمشي على الأرض .

     
  ( الشرح )
الجذع هذا كالدرج ينزل عليه كان الغرفة نازلة و فيه جذع كأنه درج ينزل عليه، كأن منخفضة الغرفة و فيه  درج من جذع يرقى عليه حتى يخرج إذا أراد الخروج أو الدخول.
( المتن )

ونزلت أتشبث بالجذع ورسول الله ﷺ كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده  ؛ فقلت: يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة و عشرين ؛ قال : إن الشهر يكون تسع وعشرين ؛ فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي: ولم يطلق رسول الله ﷺ نسائه ؛ و نزلت هذه الآية : وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ

( الشرح) 
يعني: أن الناس أشاعوا أن النبي ﷺ طلق نسائه وهذا الأمر الذي شق على الناس وأشاعوا هذا وأنزل الله هذه الآية وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ 
فالذي أستنبطه هو عمر لأنه رد الأمر إلى رسول الله جاء وسأل نبي ﷺ قال: يا رسول الله  أطلقت نساءك ؟ قال لا ,, فكبر ؛ الناس أشاعوا إذا جاءهم أمر صاروا يذيعون وينشرون طلق رسول الله نسائه والله تعالى أنكر عليهم ما ينبغي للانسان أن يشيع بل يرده لله و الرسول حتى يعلم ولو ردوه إلى الرسول و أولي الأمر منهم لعلموا الذين يستنبطونه منهم فكان عمر ممن رد الخبر إلى الرسول ﷺ فعلم  فكان من المستنبطين ..
( المتن )
 

قال فكنت أنا أستنبطت ذلك الأمر وأنزل الله عز وجل آية التخيير .

 
 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد