بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين..
(المتن)
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في كتابه الفرقان:
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذه الآيات التي سردها المؤلف رحمه الله يبين فيها ماذكره الله تعالى في كتابه من بيان صفات أولياء الله وصفات أعداء الله، فقال: وقال تعالى: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ هذا وصف أولياء الله، هم الصحابة رضوان الله عليهم، الذين جاهدوا مع النبي ﷺ، وقاتلوا الأحزاب.
وقد كان النصر في أول المعركة للمؤمنين، فلما أخلَّ أصحاب الجبل، جبل الرماة أخلوا بالمكان وعصوا، عند ذلك صارت الهزيمة على المسلمين، كما قال تعالى: وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ، هذا وصف أولياء الله، فلما انتهت المعركة، وأصاب المسلمين ما أصابهم من الجراح، قيل إن قريش قالت سوف نعود إليهم ونقضي على البقية الباقية منهم، وبلغ ذلك النبي ﷺ وأصحابه فقالوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، يعني الله كافينا وهو نعم الوكيل، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ هذا وصف أولياء الله وهم رسول الله ﷺ وأصحابه من المهاجرين والأنصار.
وأما وصف أعداء الله الذين هم أولياء الشيطان فهم المشركون: الأحزاب وقريش، فقال الله تعالى: إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ يعني يخوفكم أولياءه، أولياء الشيطان هم الكفار، الشيطان يخوّف المؤمنين أولياءه، قال تعالى: فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، إذاً الخوف من الله سبب في صحة الإيمان، فهذه الآية فيها بيان ووصف أولياء الله وهم الصحابة الذين قاتلوا في سبيل الله وجاهدوا في سبيل الله واعتمدوا على الله وتوكلوا عليه وفوضوا الأمر إليه، فكانت النتيجة والعاقبة الحميدة لهم أنهم انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء، وأما الشيطان وحزبه فالشيطان يخوّف المؤمنين أولياءه إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ تقدير يخوّفكم أولياءه، فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. يعني فلا تخافوا حزبه وهم أولياءه ، وهم أولياء الشيطان وَخَافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.
(المتن)
(الشرح)
نعم وهذه الآية أيضاً فيها بيان أولياء الشياطين وهم الكفار فـ إنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ هذا وصف الكفار، أولياء الشيطان هم الكفار الذين لايؤمنون، إذاً كل كافر فهو ولي للشيطان، وكل مؤمن فهو ولي لله إنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ .
وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً هذه أوصافهم.. أوصاف المشركين أولياء الشيطان إذا فعلوا فاحشة قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا، قال الله عليهم قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ يعني بالعدل، وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ
ثم قال إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُون، إِنَّهُمُ أي الكفار اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ. فإذاً الشياطين والكفار كل يتولى الآخر، فالكفار يتولون الشياطين والشياطين يتولون الكفار، ولهذا قال إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أي الكفار أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فهذا بيان أولياء الشيطان وأنهم الكفرة، وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُون، أي يظنون أنهم على هدى وهم على ضلال حيث اتخذوا الشياطين أولياء.
نعم..
(المتن)
(الشرح)
نعم وفي هذه الآية أيضاً بيان أولياء الشيطان وهم الكفار، وذلك أن الشياطين يوحون إليهم.. يوحون إلى أوليائهم الكفرة ليجاولوا المؤمنين، قيل إن هذه الآية لما نزلت.. نزلت لما نزل قول الله تعالى : حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ، قال ..قال الكفار ما قتل الله فهو حرام وما قتلتموه فهو حلال؟ فأنزل الله وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ، هذا من وحي الشياطين يجادلوا المؤمنين، وهم الكفرة يجادلون يقولون كيف الميتة قتلها الله ولا تؤكل؟، وماقتلتموه بأنفسكم يقتل.. يؤكل؟ فنزلت: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ، بينت الآية أولياء الشياطين وأنهم الكفرة هم أولياء الشياطين.
نعم..
(المتن)
(الشرح)
وقال الخليل ابراهيم لأبيه: يَا أَبَتِ إنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا. وذلك أن الكافر ولي للشيطان لأنه أبا ابراهيم وهو آزر كافر، فحذره ابنه الخليل وقال له إنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ لاستمرارك على كفرك فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا. فدل على أن الكفرة أولياء الشيطان.
نعم..
(المتن)
(الشرح)
فالشاهد بقوله هو وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ. يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ، فأولياء الجن من الإنس كل يعادي الآخر قال الله يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا، فأولياؤهم من الإنس ..أولياء الجن كل يتولى الآخر لأنه على شاكلته وعلى دينه، وقال اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا، لأن الأولياء يستمتع بعضهم ببعض، والكفار يستمتع بعضهم ببعض.
نعم..وقال تعالى..
(المتن)
(الشرح)
نعم هنا ساقها ،هنا في الطبعة هذه ساق الآيات..ساق الآيات من أول سورة الممتحنة إلى قوله إنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. سردها قال : قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هذا خطاب من الله تعالى موجه للمؤمنين فيه نهي والخطاب إذا وجه للمؤمنين ينبغي للإنسان أن يرعيه سمعه، كما قال عبد الله بن مسعود : إذا سمعت الله يقول يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك فإنه خير تؤمر به أو شر تنهى عنه. وهذا الخطاب وجه للمؤمنين يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ هذه الآية نزلت في حافظ بن أبي بلتعة لما كتب إلى المشركين يخبرهم بمسير النبي ﷺ متأولا طبعاً، كتب كتاب إلى المشركين يخبرهم بأن النبي ﷺ يريد أن يغزوهم لفتح مكة، وقال في هذا الخطاب "قد جاءكم رسول الله ﷺ" أو قال "قد جاءكم محمد بجيش كالليل يسير كالسيل"، فنزل الوحي على النبي ﷺ فأمر النبي ﷺ، وأعطى الخطاب امرأة توصله للمشركين، فالنبي ﷺ أرسل علياً والمقداد وثالث شباب يلحقون هذه المرأة يأخذون منها الخطاب، قال تعادى بنا خيلنا.. شباب أقوياء، فوصلوا.. قال لهم النبي ﷺ تجدونها في روضة خاخ، مكان اسمه روضة خاخ، قال فذهبنا فتعادى بنا خيلنا، شباب أقوياء معهم خيل كل منهم معه فرس نشيط، حتى وصلوا المرأة فقالوا للمرأة أعطينا الكتاب -الذي معك- فأنكرت قالت مامعي كتاب، فقالوا لها لتخرجن الكتاب أو لنجردنك من الثياب.. أخذنا الكتاب وإلا جردناك فنحن ماكُذبنا أُخبٍرنا بأن معك الكتاب، أخبرنا الرسول ﷺ أن معك الكتاب. فلما رأت منهم الجد أخرجته من عقاصها..من شعرها وأعطتهم إياه فجاؤوا به إلى النبي ﷺ، فاستدعى النبي ﷺ حاطب فقال مَا شَأنُكَ يَا حَاطِب ما الذي حملك على ذلك، قال يارسول الله لاتعجل علي مافعلت ذلك رضاً بالكفر ولا ارتداداً عن ديني ولكني كنت امرء ملصقاً في قريش وليست من أنفسهم، ومن عندك من أصحابك لهم من يحمي أهليهم ومالهم فأردت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يداً. فقال عمر بن الخطاب وكان حاضراً: دعني يارسول الله أضرب عنق هذا المنافق فإنه قد خان الله ورسوله، قال ثبت في الصحيح، فقال النبي ﷺ: دَعهُ يَا عُمَرُ، إِنَّهُ قَد صَدَقَكُم، إِنَّ اللَّهَ قد اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ففاضت عينا عمر وقال : الله ورسوله أعلم.
فهذا حاطب فعل هذه الفعلة الكبيرة متأولاً إرسال الكتاب كبيرة يعني كونه يخبر المسلمين بخبر النبي هذا من كبائر الذنوب، كبيرة وقعت من حاطب ولكنه متأول، وهذا تجسس، والجاسوس عند جمع أهل العلم يقتل، والصحيح أنه يقتل ولكن المانع من قتل حاطب أمران: الأمر الأول أنه شهد بدراً، والأمر الثاني أنه صادق في تأويله. هذان الأمران اجتمعا في حاطب فمنع بهما من القتل.
وأما غيره.وأما غيره في المستقبل فمن جس على المسلمين فإنه يقتل في صحيح أقوال أهل العلم، الجاسوس يقتل، ولن تجتمع هاتان الصفتان في أحد بعد حاطب وهي شهود بدر والصدق. فما حصل من حاطب هذا كبيرة من كبائر الذنوب فتجسس على المسلمين وأخبرهم، ولكنه متأول وليس كفراً كما يزعم بعض الناس، لأنه الله خاطب قال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خطاب لحاطب ومن معه فدل على أنه مؤمن ولكنه فعل كبيرة.
وفيه دليل على أن الصحابة ليسوا معصومين من كبائر الذنوب ولا من صغائره. ووقعت من حاطب هذه الكبيرة، ووقع من حسان بن ثابت أيضاً كبيرة حيث وقع في الإفك وجلده النبي ﷺ وحمنة بنت جحش كذلك.
لكن المعصوم من الكبائر الأنبياء، الأنبياء معصومون من الشرك ومعصمون من الكبائر ومعصومون عن الخطأ فيما يبلغون عن الله، وقد تقع منهم الصغائر، أما الصحابة فليسوا معصومين لا من هذا ولا من هذا حتى عن الشرك قد يرتد بعض الناس، وقد ارتد بعض الصحابة ثم تاب، فالله تعالى وجه الخطاب لحاطب قال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ وهذا هو الشاهد أولياء.. فالله حكم بأن الكفار..بأن الكفار أولياء ولكن ليسوا أولياء لله ورسوله.
ونهى المؤمنين أن يتخذوهم أولياء فدل على أن الكفار ليسوا أولياء للمؤمنين وإنما الكفار بعضهم أولياء بعض كما قال الله في آية أخرى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، فالكافر ولي الكافر، والكافر ولي الشيطان وأما المؤمن فهو ولي المؤمن فالله ولي الذين آمنوا والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، فالله نهى المؤمنين أن يتخذوا الكفار أولياء فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ، الخطاب لحاطب نهاه الله أن يتخذ الكفار اولياء وكفار قريش حينما كتب لهم الكتاب وأخبرهم بمسير النبي ﷺ إليهم، فهذا نوع من الولاية..نوع من الولاية ولهذا كانت هذه كبيرة..لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ يعني تلقون إليهم بما يكون سبباً بالمودة والمحبة وهو إخباركم بماذا؟.. بمسير النبي محمد ﷺ إليهم.
وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ كفار قريش كفروا بما جاءهم من الحق، الخطاب لحاطب كيف تتخذ الكفار أولياء وهم عدو..وهم أعداء لك وللنبي ﷺ كيف تلقي إليهم بالمودة..ما يكون سبباً بالمودة والمحبة وإخبارهم بمسير النبي ﷺ. يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ أليس الكفار أخرجوا الرسول من مكة وأخرجوا المؤمنين؟..كيف تلقي إليهم بالمودة؟، كيف تخبرهم بمسير النبي ﷺ، عتاب.. عتاب لحاطب.
يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي إن كنتم صادقين في جهادكم وخروجكم من أهليكم في سبيل الله وابتغاء مرضاة الله، ثم قال : تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ لأن حاطب أسرّ إليهم وخطب..وكتب إليهم كتاب يخبرهم بمسيره.. تسرّون إليهم بالمودة وقد كفروا، تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ كل هذا عتاب عتاب من من؟ من الله لحاطب.
إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ يعني لو انتصروا عليكم وأخذوكم وكانوا لكم أعداء وبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون فتكونون مثلهم.
إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً فدل ذلك على أن الكفار أعداء للمؤمنين ليسوا أولياء، كل كافر فهو عدو للمؤمنين، كل كافر عدو، عدو لله وعدو لرسوله وعدو للمؤمنين، كما قال الله تعالى فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ بنص القرآن فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ، مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ نص الآية.
وبعض الناس يرى إن الكافر غير الحربي ليس عدواً، بعض الصحفيين يكتبون في صحفنا أننا نحن لا نعادي إلا من يعادينا، لا نعادي الكفار، فليس كل كافر عدو لنا، الصهاينة عدو لنا، وغير الصهاينة ليسوا أعداء، وكتبه بعض الناس في بعض الصحف وهذا خطأ.. خطأ في العقيدة بل كل كافر فهو عدو لنا سواء كان محارب أو غير محارب، كل كافر عدو لابد أن تعتقد أن كل كافر عدو، كل كافر يجب عليك أن تعاديه وتبغضه في الله كما في هذه الآية قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ نص الآية، يقول الله تعالى: لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ فلن تنفع الإنسان أرحامه والأولاد يوم القيامة ولن تغني عنه من الله شيئاً، يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
ثم قال قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ يعني قدوة ، الرسول أسوة يعني يتأسى به ويقتدى به، قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ماذا فعلوا؟ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ انظروا المفاصلة ابراهيم ، هذه الحنيفية ملة إبراهيم. قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ قدوة وتأسي فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ يعني المؤمنون معه إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ براءة من الكفار وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ يعني جحدنا ما أنتم عليه وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إذاً كل كافر عدو وبغيض.. كل كافر سواء محارب أو غير محارب سواء من الصهاينة أو غير الصهاينة.
لا كما يقول الصحفيون أن الكافر المسالم لنا ليس بعدو ،إنما نعادي الصهاينة ونعادي من يعادينا ويقاتلنا، لكن المعاملة شيء آخر، العداوة في العقيدة، لابد أن تعتقد أن كل كافر عدو وبغيض، عدو ويجب أن تبغضه في الله، لكن المعاملة شيء آخر، المعاملة تختلف، الكافر الحربي هذا حلال دمه وماله لأنه يحارب المسلمين، لكن الكافر الذمي الذي يدفع الجزية للمؤمنين، وكذلك الكافر المستأمن الذي دخل بأمان، وكذلك المستأمن الذي له عهد، هذا لا يجوز قتله ولا يجوز أخذ ماله، وفي الحديث: مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ هذا دمه معصوم وماله معصوم، والله تعالى بيّن أنه تدفع الديّة إليه، قال: وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ إذا قٍُتل، فالمعاملة شيء والعداوة شيء آخر، كل كافر عدو.. عدو لنا وبغيض نعتقد بذلك وأنه عدو وأنه يجب معاداته ومقاطعته، أما المعاملة شيء آخر، الكافر الحربي هذا حلال دمه وماله، الكافر الذمي أو المستأمن أو المعاهد هذا دمه معصوم وماله معصوم، واضح هذا؟.. أما مايقول بعض الصحفيين أننا لا نعادي إلا من يعادينا ومن يقاتلنا ونعادي الصهاينة فقط أما الباقي فلا نعاديه هذا..هذا..هذا خلل في العقيدة بخلاف النص.
انظر الآية الكريم قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ، قال الله تعالى إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ هذا استثناء.. إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا يعني إلا خصلة واحدة لاتقتدوا بإبراهيم ، ماهي؟..اقتدوا بإبراهيم إلا خصلة واحدة وهي قوله لأبيه لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ، استغفر له قوله وهو كافر، وبيّن الله في الآيات الأخرى، قال تعالى وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ، هذا وعد..إبراهيم وعد أباه أن يستغفر له، هذا قبل أن يتبين له أنه عدو لله فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ.
وفي هذه الآية يقول اقتدوا بابراهيم إلا في هذه الخصلة وهي قوله لأبيه لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ، هذه لا لا يستغفر للمشرك، إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ هذا استثناء لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
ثم قال الله في آخر السورة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ هذه كلها عتاب لحاطب ، فدل على أن حاطب فعل كبيرة من كبائر الذنوب متأولاً وصدق على النبي ﷺ.
وأما قول عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فإنه خائن لله ورسوله، هذا..يعني قاله عمر عملاً بالظاهر وهو معذور في قوله إنه منافق لأنه ماقاله..قاله متأولاً.. قاله متأولاً غيرة لله ولدينه، لكن لو رمى شخص شخصاً بالنفاق أو بالكفر هذا لا يجوز، في الحديث إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا، هذا يعني إذا قالها من باب العدوان، إذا اعتدى شخص على شخص وقال يا كافر.. يا منافق..هذا حرام عليه، لكن إذا قاله متأولاً مثل ما قال عمر فهو معذور في هذا ،لأنه قالها متأولاً، قالها متأولا هذا غيرة لله ولرسوله ﷺ.
نعم..
(المتن)
قال رحمه الله تعالى:
وَإِذَا عُرِفَ أَنَّ النَّاسَ فِيهِمْ " أَوْلِيَاءُ الرَّحْمَنِ وَأَوْلِيَاءُ الشَّيْطَانِ " فَيَجِبُ أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كَمَا فَرَّقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بَيْنَهُمَا فَأَوْلِيَاءُ اللَّهِ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ الْمُتَّقُونَ كَمَا قَالَ تَعَالَى أَلَا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ.
(الشرح)
نعم.. يقول المؤلف رحمه الله إذا عرفت أن الناس منهم أولياء الرحمن ومنهم أولياء الشيطان فيجب أن تفرق بين هؤولاء وهؤولاء، أن تفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، إذاً أولياء الرحمن من هم؟.. هم المؤمنون والمتقون نص الآية، أولياء الله من هم؟ هم المؤمنون والمتقون، كل مؤمن تقي فهو ولي لله ولرسوله، وأولياء الشيطان هم الكفار، والولي هو المحب والناصر، أولياء الله يعني أحبابه، أولياء الله هم أحبابه هم المؤمنون والمتقون، المؤمن الذي آمن بالله ورسوله وصدّق الله ورسوله والتزم بأحكام الإسلام، والمتقي هو الذي اتقى الشرك والمعاصي، هم المؤمنون والمتقون، كل مؤمن تقي فهو ولي لله، فأولياء الله هم المؤمنون والمتقون، وأولياء..وأعداء الله هم أولياء الشيطان وهم الكفار.
إذاً أولياء الله المؤمنون والمتقون، إذاً أعداء الله من هم؟ الكفار الذين لا يتقون الله، فالكفار هم أعداء الله وهم أولياء الشيطان، والمؤمنون هم أولياء الرحمن، الدليل على أن أولياء الله هم المتقون الآية، إذا قيل لك من هو ولي الله تقول هو المؤمن والتقي، هات الدليل: الآية.. الآية أَلَا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ.
نعم..
(المتن)
(الشرح)
هذا الحديث يسمى حديث الأولياء وكما قال المؤلف رحمه الله شيخ الإسلام أصح حديث يروى في الأولياء، هذا أصح حديث يروى في الأولياء وهو في صحيح البخاري، وهو حديث قدسي.
قال يَقُولُ اللَّهُ تعالى، لأن النبي ﷺ أضافه لله قال يَقُولُ اللَّهُ تعالى، والحديث القدسي هو من كلام الله لفظاً ومعنى مثل القرآن، لأن النبي ﷺ قال يَقُولُ اللَّهُ تعالى، فالحديث القدسي هو من كلام الله لفظاً ومعنىً ووحي، ولايروى بالمعنى يروى بالـمعنى ..لابد من حفظ لفظه بخلاف الحديث غير القدسي فهو من الله معنىً ومن النبي ﷺ لفظاً، مثل حديث إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى هذا ماذا؟ هذا غير الحديث القدسي، هذا حديث من كلام النبي ﷺ، ولكن المعنى من الله وحي، وأما الحديث القدسي فهو من الله لفظاً ومعنى مثل حديث أبي ذر يَقُولُ اللَّهُ: يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ... ، هذا الحديث القدسي، ومن الحديث عن أبي هريرة قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ، ومثل هذا الحديث يَقُولُ اللَّهُ تعالى، لأن النبي ﷺ أضافه إلى الله فهو من الله لفظا ومعنى.
ولكن الحديث القدسي يختلف عن القرآن:
فالقرآن لفظه ومعناه من الله، والحديث القدسي لفظه ومعنى من الله، لكن كلام الله يتفاضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ.
فالحديث القدسي يختلف عن القرآن، القرآن متعبد بتلاوته، والحديث القدسي لا يتعبد بتلاوته، تقول أكرر الحديث للعبادة ليكتب لي بكل حرف حسنة نقول لا.. هذا في القرآن خاص ، القرآن معجز بحروفه.
والحديث القدسي غير معجز، القرآن لايمسه إلا متوضئ والحديث القدسي يمسه غير المتوضئ.. وهكذا.. القرآن يقرأ في الصلاة والحديث القدسي لا يقرأ في الصلاة..
يَقُولُ اللَّهُ تعالى، في هذا الحديث مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ هذا فيه فضل الأولياء، هذا أصح حديث في فضل الأولياء مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا ولي يعني محب..محباً ناصراً مؤيداً، من عادى محباً لله ناصراً مؤيداً فقد آذن.. بارز الله بالمحاربة، وفي اللفظ الآخر فَقَدْ آذَنْته بِالْحَرْبِ يعني أعلمته بالحرب، آذنته.. أخبرته ..ما بيني وبينك إلا الحرب، مثل قوله تعالى في آخرة الربا فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إن لم تتركوا الربا فاعلموا أنكم محاربون لله ولرسوله، ولهذا جاء في الحديث النبوي يقال للمرابي يوم القيامة.. جاء في بعض الآثار.. يقال للمرابي خُذ سِلَاحَكَ فَحَارِب رَبَّكَ نسأل الله العافية.
هنا يقول الله تعالى مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ ، من عادى ولي من أولياء الله فليحذر فهو محارب لله ولرسوله ﷺ، هذا نصر من الله.. فالله تعالى ينصر عباده المؤمنين وينتصر لهم فيقول من عادى وليي فهو محاربٌ لي، فأنا أعلمه بأنه محارب لي يعني وهذا أمر عظيم، وهل يعني يجرؤ أحد أن يؤذي مؤمناً بغير حق، يحذر إيذاء المؤمن.. إيذاء المؤمن..أذية المؤمن.. قتله بغير حق.. جرحه بغير حق..هز السلاح في وجهه..سجنه بغير حق.. كل هذا عليه الوعيد الشديد، مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْته بِالْحَرْبِ.
ثم قال الله تعالى في هذا الحديث وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّعَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْت عَلَيْهِ يعني يبين الله تعالى أن أحب شيء يتقرب به الإنسان إلى الله الفرائض، دل على أن الفرائض أفضل..أفضل الأوامر أن تؤدي الفرائض..إذاً أحب شيء إلى الله أن تؤدي الفرائض كما أمرك الله.. فريضة الصلاة.. فريضة الزكاة.. فريضة الحج، تؤدي الفريضة.. فالفريضة أفضل من النافلة.. الفريضة أفضل من النافلة.
إذاً الإنسان يتقرب من الله بأي شيء؟ يتقرب إلى الله بالنوافل وبالفرائض، يتقرب إلى الله بماذا؟ بصلاة الظهر تؤدي الواجب، ويتقرب إلى الله بالسنة الراتبة قبلها وبعدها، يتقرب إلى الله بأداء الزكاة ويتقرب إلى الله بالصدقة، يتقرب لله بالحج الفريضة..يتقرب لله بحج النافلة، لكن أيها أفضل؟.. الفرائض. ولهذا يقول الرب سبحانه وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّعَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْت عَلَيْهِ .
ثم قال الرب سبحانه وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ هذا فيه فضل التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، يعني إذا أدى المسلم الفرائض.. تقرب إلى الله بأداء الفرائض وأدى الفرائض وأكملها وأحسنها وأجملها ثم تقرّب إلى الله بالنوافل: سنة الضحى مثلاً، والسنن الرواتب، صلاة الليل، الصدقات نوافل الزكاة، نوافل الحج، نوافل الصيام..التطوع، فإذا تقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض قال الرب وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ يعني أن المسلم إذا أدى الفرائض كما أمره الله ثم أكثر من التقرب إلى الله بالنوافل صار من أحباب الله.. صار من أحباب الله وصار ولياً لله، فإذا كان من أحباب الله ما هي الكرامة التي حصلت له؟التي تحصل له.
قال الرب فَإِذَا أَحْبَبْته كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا.
ثم قال في آخر الحديث وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَ بِي لَأُعِيذَنهُ ..ما معنى كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ المعنى أن الله يسدده في جوارحه فلا يستعملها إلا في طاعة الله، لا يستعمل سمعه إلا في طاعة الله، ولا يستعمل بصره إلا في طاعة الله، ولا يستعمل يده إلا في طاعة الله، ولا يستعمل رجله إلا في طاعة الله، ثم بالإضافة إلى ذلك.. وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنهُ وإذا سأل الله استجاب لدعاه وأعطاه، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَ بِي لَأُعِيذَنهُ إن استعاذ الله بشيء أعاذه.. يعني هذه كرامة..كرامة للأولياء. ماهو عمل الكرامة؟ أمران.. الأمر الأول أداء الفرائض والأمر الثاني الإكثار من النوافل فتكون من أحباب الله وتحصل لك هذه الكرامة.. تسدد في الجوارح.. في جوارحك في سمعك وبصرك ويدك ورجلك وإذا سألت الله أعطاك وإذا استعذت أعاذك.
بعض الصوفية وبعض الملاحدة تأولوا هذا الحديث واستغلوه قالوا هذا معناه أن الله متحد بالمخلوقات.. كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ هذا دليل على أن الله حل في المخلوق، فصار هنا ذات الرب حلت في ذات الإنسان، فصار سمعه سمعه.. وبصره بصره.. ويده يده.. ورجله رجله.. هذا من شطحات الصوفية وانحرافهم وكفرهم وضلالهم، والله تعالى فوق المخلوقات..فوق العرش..سقف هذا العالم هو العرش..انتهى العالم، وليس فوق العرش أحد من المخلوقات والله فوق العرش، الله تعالى ليس بمختلط بالمخلوقات كما يقوله الكفرة ، بل هو سبحانه فوق العرش.. بائن فوق عرشه.. فوق خلقه مستوي فوق عرشه بائن من خلقه ، ليس في ذاته شيء من خلقه ولا من خلقه شيء من ذاته، تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيراً.
فقول الصوفية في قوله ﷺ: كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي أن الله حل في المخلوق هذا كفر وضلال.
قال المؤلف وفي رواية فَبِي يَسْمَعُ، وَبِي يُبْصِرُ، وَبِي يَبْطِشُ، وَبِي يَمْشِي المعنى كما سبق.. المعنى أنه لايسمع إلا ما شرع الله لا، ولا يبصر إلا ما أبصره الله له، ولا يبطش بيده إلا ما شرع الله له، ولا يمشي إلا ما شرع الله له.
ثم يقول في آخر الحديث وَمَا تَرَدَّدْت عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ قَبْضِ نَفْسِ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَكْرَهُ مُسَاءَتَهُ، وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ. هذا التردد ليس كتردد المخلوق، هذا الوصف لا يليق بالله ، تردد المخلوق يتردد بالشيء لضعفه مايدري هل الخيرة في هذا أم الخيرة في هذا، أنا لا أدري هل أشارك فلان في التجارة أم لا أشاركه، هل أتزوج من قبيلة فلان أو لا أتزوج، عنده ضعف.. نقص لا يدري أين المصلحة، شاك يتردد، أما هذا التردد في وصف الله تعارض إرادتين، قال العلماء معناها تعارض إرادتين.. إرادة مايريده العبد، العبد لا يريد الموت، فالله يريد مايريده عبده المؤمن، والإرادة الثانية أن الله قدر بأنه سيموت في هذا الوقت المحدد، فصار عنده ماذا؟..تعارض إرادتين، ولا يمنع من ذلك أن ترجيح إحدى الإرادتين، إذا قدر الله أن هذا الشخص ولي لله سيموت في هذا الوقت.. هذا الله أراد أن يموت.. لكن في العبد لا يريد الموت، والله تعالى يريد بالعبد أن يموت، فصارت إرادة تعارض إرادة، هذا معنى قول الله وَمَا تَرَدَّدْت عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ قَبْضِ نَفْسِ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَكْرَهُ مُسَاءَتَهُ، وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ، يعني لا بد من ترجيح الإرادة الثانية و هي ماذا؟.. إرادة قبض روحه في الوقت الذي قدره الله.
قال المؤلف وهذا أصح حديث يروى في الأولياء. صدق رحمه الله، فبين النبي ﷺ أن من عادى ولياً لله فقد بارزه في المحاربة، ولي الله كما عرفنا المؤمن التقي، المؤمن التقي هو ولي الله ليحذر كل إنسان أن يعادي ولي من أولياء الله فيكون محارباً لله.
نعم..
(المتن)
قال رحمه الله:
(الشرح)
نعم.. يقول المؤلف وفي حديث آخر يقول الله تعالى وَإِنِّي لَأَثْأَرُ لِأَوْلِيَائِي كَمَا يَثْأَرُ اللَّيْثُ الْحَرِبُ أثأر يعني أنتصر، الله تعالى ينتصر لأوليائه يعني لأحبابه، كَمَا يَثْأَرُ اللَّيْثُ الْحَرِبُ الليث يعني الأسد.. الأسد هل هناك أقوى من الأسد؟ هو أمير الحيوانات..ملك الحيوانات الأسد، إذا أراد أن ينتقم من أحد.. .ماذا يعمل؟ لكن ليث حرب يعني..يعني صائل.. أسد صائل هل من أحد يمنعه؟ ما يمنعه إلا الله، ماذا يكون ثأره إذا أراد..صائل وأراد فريسة ينقض عليها انقضاض لا يستطيع أحد مقاومته، فالله تعالى يقول وَإِنِّي لَأَثْأَرُ لِأَوْلِيَائِي يعني أنتصر لأوليائي كَمَا يَثْأَرُ اللَّيْثُ الْحَرِبُ المعنى يقول هنا أي آخذ ثأرهم ممن عاداهم. يعني.. إذا.. من عادى لي ولياً فإن الله تعالى ينتصر منه.. ينتصر لهذا الولي ويأخذ ثأره ممن عاداه، هذا..هذا فيه فضل للأولياء.
فيه التحذير.. التحذير الشديد من معاداة الأولياء ومن إيذاء الأولياء ومن أخذ حق الأولياء، فإن الله ينتصر لهم ويثأر لهم ويحاربهم.. هل هناك أعظم من هذا؟! هل هناك أفضل من هذا للأولياء؟
من عادى الأولياء فإن الله تعالى يعاديه، ومن أخذ حق الأولياء فالله تعالى ينتصر لوليه ويأخذ ثأره منه.. ممن عاداه، ومن عادى ولياً من الأولياء فقد حارب الله ،وإني.. وقال كَمَا يَثْأَرُ اللَّيْثُ الْحَرِبُ أي آخذ ثأرهم ممن عاداهم كما يأخذ الليث الحرب ثأره، قال وهذا لأنهم أولياءه.. انظر وصفهم..وصف الأولياء.. ما هي أوصافهم؟ قال: لأن أولياء الله هم الذين آمنوا به -هذا واحد آمنوا وصدقوا- ووالوه يعني أحبوه، فأحبوا مايحب، يحب ما يحب الله ، الله تعالى يحب من عبده أن يصلي..إذاً يصلي، يحب أن يصوم، يحب أن يتصدق، يحب أن يتواضع، وهكذا..هذا وصف.. فأحبوا ما يحب وأبغضوا مايبغض ورضوا بما يرضى وسخطوا بما يسخط وأمروا بما يأمر ونهوا عما نهى وأعطوا لمن يحب أن يعطي ومنعوا من يحب أن يمنع، هذه أوصاف من؟ أوصاف أولياء الله..
كم وصف؟ أولياء الله هم الذين آمنوا به ووالوه وأحبوا مايحب الله.. فأحبوا مايحب الله وأبغضوا مايبغضه، كل شيء يحبه الله يحبه المؤمن التقي، كل شيء يبغضه الله يبغضه المؤمن التقي، كل شيء يرضاه الله يرضاه المؤمن التقي، كل شيء يسخطه الله يسخطه المؤمن التقي، كل شيء يأمر الله به يأمر به المؤمن التقي، كل شيء ينهى الله عنه ينهى عنه المؤمن التقي، كل شيء.. إذا أمر الله أن يُعطَى هذا الفقير يُعطٍي هو، إذا أمر الله أن يُمنع هذا فيمنع..وهكذا.
والخلاصة أن ولي الله هو الموافق لله فيما يحب ويسخط..فيما يحب ويسخط ويأمر به وينهى عنه ويواليه ويعاديه، هذا ولي الله الموافق لله فيما يحب ويسخط ويرضى ويكره.
قال المؤلف كما في الترمذي وغيره عن النبي ﷺ أنه قال أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ: الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ، يعني يحب الشخص في الله.. يعني يحب ما يحبه الله من شخص أو فعل أو حكم، فالشخص الذي يحبه الله.. فأنت تحب هذ الشخص لا لأنه قريب ولا لأن بينك وبينه معاملة بل لأنه مستقيم على طاعة الله فأنت تحبه من أجل الله، هذا أوثق عرى الإيمان أن تحب.. وتبغض هذا الشخص لا لأن بينك وبينه شحناء، بل تبغضه لأنه عاصِ لله ولرسوله ﷺ، أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ: الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ،، وهذا الحديث كما قال وحسنه الترمذي وقال هذا حديث حسن رواه أبو يعلى في مسنده والحاكم في المستدرك والمروزي في تعظيم قدر الصلاة والطبراني في المعجم من حديث معاذ بن أنس وسنده حسن.
وفي حديث آخر رواه أبو داود قال.. فقال مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ؛ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ. وهذا الحديث رواه أبو داوود أيضا! في سننه والطبراني في مسند الشاميين وفي المعجم الكبير وسنده حسن أيضاً، وهذا الحديث من صيغ..مَن من صيغ العموم مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ؛ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ. هذه علامة ولي الله، علامة ولي الله أن يحب لله، يحب الشخص لله لا لأجل الدنيا ولا لأجل الهوى و لا لأجل المعاملة..لا.. يحبه لله لأنه استقام على طاعة الله، وأبغض لله، أبغض هذا الشخص لأنه عاصي لله ولرسوله، وأعطى لله.. يعطي ويبذل لله لا رياء ولا سمعة ولا لمفاخرة ولا لمباهاة بل يعطي لله، ينفق في المشاريع الخيرية على الفقراء والمساكين لله، ويمنع لله يمنع مايعطي لأن الله منعه، لا ينفق للشهوات ولا في الإسراف ولا في التبذير، من كان هذا وصفه مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ؛ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ. وهذا هو ولي الله.
نعم..
(المتن)
قال رحمه الله تعالى:
(الشرح)
هذا الفصل الآخر للمؤلف رحمه الله بين معنى الموالاة وأصلها والعداوة وأصلها فقال المؤلف الولاية أصلها المحبة والنصرة وهي ضد العداوة، أصل الولاية المحبة والقرب.. المحبة والنصرة والقرب، الولاية ضد العداوة ضدان، والولاية أصلها المحبة والقرب، والعداوة أصلها البغض والبعد، هذا هو الأصل، إذاً إذا قيل فلان يوالي فلان معناه يحبه ويقربه، فلان يعادي فلان يبغضه ويعاديه، والولاية ضد العداوة، وأصل الولاية المحبة والقرب وأصل العداوة البغض والبعد.
وقد قيل إن الولي سمي ولياً من موالاته للطاعات أي من متابعته لها،سمي الولي ولياً من موالاته للطاعات، قال المؤلف والأول أصح.. الأول سمي الولي من أجل المولاة والمحبة والنصرة، والولي القريب، يطلق عليه.. يقال هذا يلي هذا أي يقرب من هذا، ومنه قول النبي ﷺ أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا فَمَا أَبْقَتْ الْفَرَائِضُ فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ والشاهد من قوله فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ أي لأقرب رجل إلى الميت، أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا فَمَا أَبْقَتْ الْفَرَائِضُ فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ أي يعني لأقرب رجل إلى الميت من الذكور، والشاهد في قوله فَلِأَوْلَى وأكده بأي شي؟ قال بلفظ ذكر..قال فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ ، رجل معروف أنه ذكر لكن كتأكيد قول ذكر، قوله فَلِأَوْلَى رَجُلٍ كاف ولكنه أكده فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ ، ليبين أن هذا حكم يختص بالذكور ولا يشترك فيه الذكور والإناث.
أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا فَمَا أَبْقَتْ الْفَرَائِضُ فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ، كما قال النبي ﷺ في الزكاة فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٍ.ابن لبون..ذكر، معروف ابن لبون هو ذكر، لكن قال ذَكَرٍ. من باب التأكيد وحديث أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وغيرهما.. الشيخان وغيرهما.. رواه أبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد، والحديث فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٍ. جزء من حديث طويل في كتاب (51:30) الصدقات رواه أبو داود في سننه، ورواه البخاري طرفاً منه.
نعم..
(المتن)
قال رحمه الله:
فَإِذَا كَانَ وَلِيُّ اللَّهِ هُوَ الْمُوَافِقُ الْمُتَابِعُ لَهُ فِيمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ وَيُبْغِضُهُ وَيُسْخِطُهُ وَيَأْمُرُ بِهِ وَيَنْهَى عَنْهُ كَانَ الْمُعَادِي لِوَلِيِّهِ مُعَادِيًا لَهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ فَمَنْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فَقَدْ عَادَاهُ وَمَنْ عَادَاهُ فَقَدْ حَارَبَهُ فَلِهَذَا قَالَ وَمَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ.
وَأَفْضَلُ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ هُمْ أَنْبِيَاؤُهُ وَأَفْضَلُ أَنْبِيَائِهِ هُمْ الْمُرْسَلُونَ مِنْهُمْ
(الشرح)
يقول المؤلف أنه إذا كان ولي الله هو الموافق المتابع له فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه ويأمر به وينهى عنه، إذا ولي الله من هو ماهو تعريفه هو المؤمن الذي يوافق ربه، يوافقه في أي شيء ويتابعه؟ فيما يحبه ويرضاه، يحب مايحب الله ويرضى مايرضاه الله، وفيما يبغضه ويسخطه ويبغض ما يبغضه الله ويسخط مايسخطه الله، ويأمر به وينهى عنه ويأمر بما أمر الله به وينهى عن ما نهى الله عنه، هذا ماذا؟ ولي الله.
عدو الله بالعكس، قال كان المعادي لوليه معادياً له، كان المعادي لوليه معادياً له، إذا كان ولي الله هو الموافق المتابع له، كان المعادي لوليه معادياً له، إذاً ولي الله هو الموافق والمتابع له، وعدو الله المعادي لوليه المعادي له، كما قال الله تعالى: لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ هذه الآية في الممتحنة نزلت في حاطب فلا تتخذوا عدوي.. تلقون إليهم بالمودة. لما أخبره بخطاب النبي ﷺ.
قال المؤلف فمن عادى أولياء الله فقد عاداه، فمن عادى أولياء الله فقد عادى الله، ومن عاداه فقد حاربه، من عادى أولياء الله وأحبابه وأنصاره فقد عادى الله، ومن عادى الله فقد حاربه، إذاً الشخص الذي يعادي أولياء الله نقول أنت عاديت الله، وإذا عاديت الله فقد حاربت الله، ومن حارب الله فهو هالك، فلهذا قال النبي ﷺ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْته بِالْحَرْبِ. يعني أعلنته أعلنته بأنه محارب لله ورسوله، وَمَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ، يعني أظهر المحاربة وأعلنها..نسأل الله السلامة والعافية.
نعم..
(المتن)
(الشرح)
أولياء الله يتفاضلون، أفضل الأولياء منهم؟ هم الأنبياء، وأفضل الأنبياء هم الرسل، إذاً النبي غير الرسول فالمشهور عند العلماء أن النبي هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، والرسول من أمر بشرع وأمر بتبليغه، لكن هذا التعريف عليه مأخذ.. كيف كيف يكون نبي يوحى بالشرع ولا يؤمر بتبليغه.. كيف يكون نبي يؤمر بالشرع ولا يؤمر بتبليغه، ولهذا اختار شيخ الإسلام تعريف الرسول أنه هو الذي يبعث إلى أمة كافرة فيؤمن به بعضهم و(55:30 ) به بعضهم، إذاً نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد.
وأما النبي فهو الذي يبعث إلى قوم مؤمنين، وقد يوحى إليه وحي خاص في بعض المسائل، مثل أنبياء بني إسرائيل الذين جاؤوا بعد موسى وكلفوا بأمر بالتوراة.. عدد كبير، قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا...، ويدخل في داود وسليمان وزكريا ويحيى حتى بعث الله عيسى ، وعيسى خفف بعض الأحكام.. قال وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ.
فأفضل الأولياء الرسل ثم يليهم الأنبياء ثم يليهم الصديقون ثم يليهم الشهداء ثم يليهم الصالحون.. فهذه الطبقات... إذا أولياء الله كم طبقة؟ أربع طبقات..الطبقة الأولى: الأنبياء، الطبقة الثانية الصديقون، الطبقة الثالثة: الشهداء، الطبقة الرابعة الصالحون.. هؤولاء أولياء الله .. هذه أقسامهم.. هذه أقسامهم وهم يتفاوتون فيها. والرسل أفضلهم، وأفضل الرسل.. أفضل الأولياء من الرسل أولي العزم الخمسة ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد ذكرهم الله في آيتين من كتابه، هم أفضل الرسل ثم يليهم الأنبياء، ثم يليهم الصديقون وفي مقدمتهم أبو بكر، الصديقون أكرم، ثم يليهم الشهداء ثم سائر المؤمنين.
نعم..
(المتن)
(الشرح)
هاتان الآيتان فيهما ذكر أولوا العزم الخمسة، الآية الأولى في سورة الشعراء، قال تعالى شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا هذا نوح وَالَّذِي أَوْحَيْنَا هذا محمد وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى كم؟ خمسة. وفي سورة الأحزاب قال تعالى وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ هذا محمد ﷺ وَمِنْ نُوحٍ اثنين وَإِبْرَاهِيمَ ثلاثة..وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ. وَمِنْكَ هذا واحد الرسول ﷺ وَمِنْ نُوحٍ اثنين وَإِبْرَاهِيمَ هذا ثلاثة..وَمُوسَى وَعِيسَى. نعم.. هؤولاء هم أولوا العزم الخمسة، أولوا العزم الخمسة لهم من القوة والعزم والتحمل ما ليس لغيرهم، ولهذا قال الله قال لنبيه آمراً له تأسى بهم.. قال فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ.
نعم..
(المتن)
قال رحمه الله تعالى:
(الشرح)
نعم هذا فيه.. الفصل في بيان تفاضل أولياء الله وأنهم يتفاضلون تفاضلاً عظيماً، قال وأفضل أولياء الله هم أنبياؤه وأفضل أنبيائه هم المرسلون منهم.
إذاً الناس يتفاضلون في ولاية الله كما أنهم يتفاضلون في عداوة الله. فالأولياء متفاضلون والأعداء متفاضلون، فالأولياء من الصحابة ليس كغيره، والأولياء من السابقين المقربين ليس كالولي من المقتصدين أصحاب اليمين، فهم يتفاضلون.
قال المؤلف رحمه الله أفضل أولياء الله هم الأنبياء، وأفضل الأنبياء هم المرسلون، إذا أفضل الأولياء هم الأنبياء، وأفضل الأنبياء هم الرسل.. وأفضل الرسل أولوا العزم الخمسة، محمد وإبراهيم وموسى وعيسى وقبلهم نوح.. محمد ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى.
قال المؤلف وأفضل أولوا العزم محمد ﷺ خاتم النبيين وإمام المتقين، ثم يليه جده إبراهيم ثم يليه موسى الكليم، إذاً أفضل أولوا العزم الخمسة.. أفضلهم نبينا ﷺ.. ثم يليه في الفضلية جده إبراهيم ثم يليه موسى الكليم، ثم بقية أولوا العزم الخمسة ثم سائر المؤمنين.
قال المؤلف رحمه الله وأفضل أولوا العزم الخمسة محمد ﷺ خاتم النبيين وإمام المتقين، نعم..ليس بعده نبي، من زعم أن بعده نبي فهو كافر، خاتم النبيين وإمام المتقين، وسيد ولد آدم وإمام الأنبياء نبينا ﷺ.. إذا اجتمعوا، وخطيبهم إذا وفدوا، هذا أوصاف نبينا ﷺ أنه خاتم النبيين فلا نبي بعده، قال الله تعالى مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ، وإمام المتقين كل متق فإمامه محمد ﷺ، وسيد ولد آدم كما جاء في الحديث أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وسيد ولد آدم، وإمام الأنبياء إذا اجتمعوا.. إمام الأنبياء إذا اجتمعوا، وخطيبهم إذا وفدوا، وصاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون، ماهو؟..الشفاعة في أهل الموقف حتى يقضي بينهم، هو سيد ولد آدم وهو إمام الأنبياء.
إذا هذه أوصاف النبي ﷺ..خاتم النبيين، وإمام المتقين، وسيد ولد آدم، وإمام الأنبياء إذا اجتمعوا، وخطيبهم إذا وفدوا، وصاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون، ماهو؟ الشفاعة، وصاحب لواء الحمد، كما قال النبي ﷺ أنا آخذ لواء الحمد بيدي، وصاحب الحوض المورود، وهذا الحوض.
يعني حديث الحوض من الأحاديث المتواترة، الأحاديث المتواترة قليلة في السنة، تقارب 14 إلى 13 ، منها حديث الحوض، وحديث المسح على الخفين.. ولكن السنة كلها ثبتت بخبر الآحاد، وخبر الآحاد سواء كان غريباً أو عزيزاً أو مشهوراً حجة في العقائد وفي الأعمال، إذا صح السند وعدّت الرواة فهذا الحديث الصحيح والذي صح رواته و سمع بعضهم من بعض، إذا صح.. يعني عدلت رواته واتصل سنده من أوله لآخره، وكان رواته ضابطون، هذا ماذا؟ هذا هو الصحيح، الحديث الصحيح مارواه العدل عن العدل، باتصال السند وليس فيه شذوذ ولا علة.. ليس فيه شذوذ ولا علة، هذه شروط الحديث الصحيح.. ان يكون رواته عدول، وأن يتصل السند، وأن لا يكون الحديث شاذاً ولا معللاً (1:5:7).
نعم..
(المتن)
قال رحمه الله:
(الشرح)
هذا البحث فيه فضائل الأولياء وفيه أن النبي ﷺ بيّن أن هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس، وأن هذه الأمة هم الآخرون من جهة الزمان، وهم الأولون يوم القيامة، وذكر المؤلف الحديث القدسي بفضل الأولياء، نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ ثم ذكر الحديثين وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ رواه البخاري ومسلم وغيرهما، وقال ﷺ آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ قَالَ: يَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لَا أَفْتَحَ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ هذا فيه دليل على أن الجنة لا يدخل الجنة إلا بعد أن يستفتح النبي ﷺ.بعد أن يشفع فيهم شفاعة في الجنة يؤذن لهم بدخولها، قال ﷺ آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ قَالَ: يَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لَا أَفْتَحَ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ.
وفضائله ﷺ وفضائل أمته كثيرة من حين بعثه الله جعله الفارق بين أولياء الله وبين أعدائه، ومن حين بعثه الله..بعثه الله جعله الله الفارق بين أولياء الله وبين أعدائه، إذاً من حين بعث النبي.. هو الفارق بين أولياء الله وبين أعدائه، من أطاع الرسول ﷺ فهو من أوليائه، ومن عصاه فهو من أعدائه، هذه الأمة فضائلها كثيرة، وفضائل النبي ﷺ كثيرة، والفرق بين أولياء الله وأعداء الله من حين بعث النبي ﷺ، لأن النبي ﷺ هو نبي هذه الأمة من أطاعه فهو من أولياء الله، ومن عصاه فهو من أعداء الله.
ولهذا قال المؤلف من حين بعثه الله جعله الفارق بين أولياء الله وبين أعدائه، فلا يكون ولياً لله إلا من آمن بمحمد ﷺ وبما جاء به، واتبعه باطناً وظاهراً، إذاً من هو ولي الله؟ هو من آمن بالنبي ﷺ، وبما جاء به، واتبعه في الباطن وفي الظاهر، بخلاف المنافقين الذين يزعمون أنهم يتبعونه في الظاهر ويكفرون بالباطن، ومن ادّعى محبة الله وولايته وهو لم يتبعه فليس من أولياء الله، بل هو من أعداء الله، شخص يدّعي محبة الله، لكنه لم يتبع النبي ﷺ، فهل يكون من أولياء الله؟ لا ليس من أولياء الله بل يكون من أعداء الله.
ولهذا قال: بل من خالفه كان من أعداء الله وأولياء الشيطان، قال الله تعالى قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي، قال الحسن البصري رحمه الله ادّعى قوم أنهم يحبون الله فامتحنهم الله بهذه الآية، أنزل الله هذه الآية محنة لهم، قد بيّن الله فيها أن من اتبع الرسول فإن الله يحبه، ومن ادّعى محبة الله ولم يتبع الرسول فليس من أولياء الله، يعني إن هذه الآية تسمى آية المحنة أو الامتحان..ما هي؟ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي. آية الامتحان.. ادعى قوم محبة الله فامتحنهم الله بهذه الآية، في ميزان، عنده دليل.. من ادعى محبة الله نقول له هات عمل.. لنرى عملك الآن، هل هو موافق هل فيه اتباع للرسول ﷺ هل موافق للشريعة أم لا.. إن كان موافق للنبي ﷺ، موافق للشريعة فأنت صادق وإن كان مخالف فيكون الإنسان كاذب، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ، قال فأنزل الله هذه الآية محنة لهم، فبين الله فيها.. قال فبين الله فيها أن من اتبع الرسول فإن الله يحبه..بيّن الله قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي، بين الله فيها أن من اتبع الرسول ﷺ فإن الله يحبه، ومن ادعى محبة الله و،لم يتبع الرسول فليس من أولياء الله، شخص يدعي ماذا؟.. محبة الله لكنه لا يتبع الرسول ﷺ فليس من أولياء الله، وإن كان كثير من الناس يظنون في أنفسهم أو في غيرهم أنهم من أولياء الله.. أنه ولي من أولياء الله ولا يكونوا من أولياء الله، بعض الناس يظن في نفسه أو يظن في غيره أنهم من أولياء الله، وقد يكون من أعداء الله، مثال ذلك اليهود والنصارى كل منهم يدّعي أنه ولي لله وكل منهم.. كل منهم يدّعي محبة الله.
ولذلك قال المؤلف رحمه الله وإن كان كثير من الناس يظنون في أنفسهم أنهم أولياء الله ولايكونون من أولياء الله، يظنون في أنفسهم أنهم أولياء الله ولايكونوا من أولياء الله، فاليهود والنصارى ادعوا أنهم أولياء الله تعالى وأنه لا يدخل الجنة إلا من كان منهم، وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ، بل يدعون أنهم أبناؤه وأحباؤه، يعني أن اليهود والنصارى يدعون أنهم أولياء الله وأنه لا يدخل الجنة إلا من كان منهم، بل زادوا على ذلك فادعوا أنهم أبناء الله وأحباؤه، قال تعالى في اليهود وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ لو كنتم أحباء الله وأنصاره، بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ.
نعم..
(المتن)
وقال تعالى وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.
وَكَانَ مُشْرِكُو الْعَرَبِ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ أَهْلُ اللَّهِ لِسُكْنَاهُمْ مَكَّةَ وَمُجَاوَرَتِهِمْ الْبَيْتَ وَكَانُوا يَسْتَكْبِرُونَ بِهِ عَلَى غَيْرِهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ وَقَالَ تَعَالَى: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ إلَى قَوْلِهِ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إنْ أَوْلِيَاؤُهُ إلَّا الْمُتَّقُونَ فَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَيْسُوا أَوْلِيَاءَهُ وَلَا أَوْلِيَاءَ بَيْتِهِ إنَّمَا أَوْلِيَاؤُهُ الْمُتَّقُونَ.
الشيخ
لا ولا أولياء نبيه.. بيّن أن المشركين ليسوا أولياءه ولا أولياء نبيه..
الحاشية:
يقول في الحاشية في أ و د ولا نبيه.
نعم هو الصواب..
(الشرح)
نعم.. إذاً بنص الآية وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إنْ أَوْلِيَاؤُهُ إلَّا الْمُتَّقُونَ نعم.. فهذه الآيات ساقها المؤلف رحمه الله ليبين فيها أن أولياء الله هم أحبابه، وأن اليهود والنصارى يدعون أنهم أولياء الله وأنه لا يدخل الجنة إلا من كان منهم، وهم يدعون أنهم أبناء الله وأحباؤه، فأنزل الله هذه الآية وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ. هم يظنون في أنفسهم أنهم أولياء الله، لكن الواقع أنهم أعداء الله، قال تعالى وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى، قال الله رداً عليهم تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ يعني دعوى..الدعوى لاتقبل إلا بدليل، كل دعوى ليس عليها دليل فأصحابها أدعياء، لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ، لَادَّعَى نَاسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ وَأَمْوَالَهُمْ. لكن هات البينة.. هات البرهان، هؤولاء اليهود.. قالت اليهود لا يدخل الجنة إلا اليهود، وقالت النصارى لا يدخل الجنة إلا النصارى، قال الله هذه أماني.. هاتوا برهانكم..هاتوا الدليل، قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.
ثم بيّن فقال بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، هذا هو الذي يدخل الجنة مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ يعني من أخلص عمله لله، وَهُوَ مُحْسِنٌ يعني عمله خال من الشرك.. موافق للشريعة.
إذاً هذه شروط العمل المقبول، ما هي؟ شرطان..ما هما بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ أن يسلم وجهه لله، والشرط الثاني أن يكون محسن يعني موافق لعمل الشريعة بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِيعني ثوابه وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ يعني في المستقبل، وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، على ما خلفوا من أموال وأولاد.
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كل طائفة تضلل أخرى، فاليهود يضللون النصارى، والنصارى يضللون اليهود. قال الله كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.
وكان مشركو العرب يدعون أنهم أهل الله لسكناهم مكة ومجاورتهم البيت وكانوا يستكبرون على غيرهم.. كما قال تعالى قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ. فإذاً مشركو العرب يدعون أنهم أهل الله لأنهم سكنوا مكة وجاوروا البيت، وكانوا يتكبرون على غيرهم.. يستكبرون على غيرهم، كما قال تعالى قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ.
وقال تعالى وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ هذا من مكر الكفار.. وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا خبر من الله تنبيه لنبيه، وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ يعني على السجن، أَوْ يَقْتُلُوكَ هذا القتل، أَوْ يُخْرِجُوكَ هذا لتسفير والسياحة، وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ إلى قوله وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً، وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ هذا الشاهد، يعني الله تعالى يعذبهم..أخبرنا أنه يعذبهم لأنهم يصدون عن المسجد الحرام، وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ليسو أولياء الله، إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ من هم أولياء الله إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، فبين سبحانه أن المشركين ليسو أولياء.. ليسو أولياءه ولا أولياء نبيه، لأن أولياءه هم المتقون.. نعم..
(سؤال)
(1:18:55)
(الإجابة)
(مايخالف) هذا عملهم.. هذا عملهم فيكونون بذلك أعداء لله ولنبيه، هذا لأن الآية فيها (1:19:23) النبي، قال تعالى وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، صحيح هذا عملهم يستكبرون ويصدون عن المسجد الحرام، فليسوا أولياءه -لله- ولا أولياء نبيه، وأهل بيته تبعٌ له عليه الصلاة والسلام.. تبعٌ له.. يتبعون له.. ، عادى نبيه فقد عادى أهل بيته، فبيّن سبحانه أن المشركين ليسوا أولياءه ولا أولياء نبيه، إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.
وأيضاً أولياء بيته معناه صحيح، لأن أولياء بيته هو رأسهم عليه الصلاة والسلام، الآن آل إبراهيم إبراهيم هو أولهم، آل محمد هو أولهم، آل فرعون هو أولهم أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ. أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ. فرعون في النار.. أول من يدخل النار.
بعض الناس المخرفين وبعض الصوفية يقولون إن فرعون -والعياذ بالله المنحرفين من الصوفية- فرعون يقولون مؤمن ويستدلون بقوله تعالى في سورة يونس حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فهذا أسلم مثل الذي يقرأ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ويسكت، اقرأ ما بعدها آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ، ويقولون..إذا قيل لهم الله تعالى يقول أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ. قالوا آل فرعون يدخلون ولكن هو لا يدخل، هذا من جهلهم وضلالهم.
نعم..
(المتن)
قال رحمه الله تعالى:
(الشرح)
نعم.. هذا الحديث فيه بيان الأولياء، قال وثبت في الصحيح.. في الصحيحين عن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول جهاراً من غير سر: أَلَا إنَّ آلَ فُلَانٍ لَيْسُوا لِي بأولياء، يعني طائفة من أقاربه، قال لَيْسُوا لِي بِأَولِيَاء إنَّمَا وَلِيِّي اللَّهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ، نفى ولايتهم، لماذا؟ لماذا نفى ولايتهم؟ لعداوتهم له.. يعني مثل أبو جهل وأبو لهب ليسو له بأولياء أَلَا إنَّ آلَ فُلَانٍ لَيْسُوا لِي بأولياء، يعني(1:22:54) إنَّمَا وَلِيِّي اللَّهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ. قال المؤلف وهذا موافق لقوله تعالى وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ. صالح المؤمنين من هم الذين هم أولياء النبي -ﷺ- هو من كان صالحاً من المؤمنين، كل من كان صالحا من المؤمنين، يشمل الملائكة ويشمل المؤمنين من العرب ومن العجم، وصالح المؤمنين كل من كان صالح من المؤمنين، وهم المؤمنون المتقون هم أولياء الله، كما قال تعالى أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.
ودخل في ذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر أهل بيعة الرضوان الذين بايعوا محمداً ﷺ تحت الشجرة إذاً والوه ونصروه وأيدوه ودل على أنهم أولياؤه، أهل بيعة الرضوان كانوا ألف وأربعمائة كلهم بايعوا النبي ﷺ تحت الشجرة، بايعوه على النصرة هذا دليل على أنهم أولياؤه عليه الصلاة والسلام، وكلهم من أهل الجنة.. الدليل على أنهم كلهم من أهل الجنة قول النبي ﷺ لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ رواه الإمام مسلم من حديث حفصة رضي الله عنها، ولقوله تعالى لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فرضي الله عنهم فهم موعودون في الجنة، كلهم من أهل الجنة.
اختلف العلماء من هم أفضل أهل بدر أو أهل بيعة الرضوان، والأكثر أن أهل بدر هم أهل بيعة الرضوان، في أهل بدر قال النبي ﷺ وَمَا يُدْرِيكَ لعمر لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ، هل هذا إذن لهم بالمعصية؟ بعض الناس يفهم ويقول هذا الله أذن لهم بالمعصية.. اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ، لا ليس المراد هذا، بل المعنى أنهم مسددون موفقون وأن الله يوفقهم للأعمال الصالحة، ومن وقع في زلة أو غفوة فهو يوفق للتوبة أو لحسنات ماحية.
مثل ما حصل من بعض الصحابة.. من حسان لما وقع في الإفك ومن حاطب لما وقع في إخبار المشركين، هؤلاء إما أن يوفق للتوبة وإما أن يوفق لأعمال صالحة وحسنات ماحية أو لمصائب، أو يكون أولى الناس بشفاعة النبي ﷺ يوم القيامة.
صالح المؤمنين هم من كان صالحاً من المؤمنين وهم المؤمنون المتقون أولياء الله، ودخل في ذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر أهل بيعة الرضوان الذين بايعوا النبي ﷺ تحت الشجرة وكانوا ألف وأربعمائة وكلهم من أهل الجنة، كما ثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. رواه أبو داود في سننه، والآية الكريمة لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ.
قال المؤلف ومثل هذا الحديث الآخر إنَّ أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ أَيًّا كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا. وهذا الحديث فيه بيان أولياء الله أَيًّا كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا. من صيغ العموم.. من العرب ومن العجم من الأقارب..من الأباعد.. كل من كان تقياً لله فهو ولي لله ولرسوله، والآية الكريمة أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ فالحديث موافق لهذه الآية.
نقف على هذا .. وفق الله الجميع لطاعته وصلى الله على محمد.