(المتن)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في كتابه الفرقان:
(الشرح)
بسم الله والحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
المؤلف رحمه الله في هذا البحث يبين أعداء الله الذين هم أولياء الشيطان وهم الكفار بعد أن بين أولياء الله وأن أولياء الله هم صالح المؤمنين، في البحث السابق بين أن أولياء الله هم صالح المؤمنين من كان صالحاً من المؤمنين وهم المؤمنون والمتقون ويدخل في ذلك الصحابة دخول الأولية والرسل في المقدمة عليهم الصلاة والسلام وكما قال النبي ﷺ إنَّ أَوْلِيَائِي هُم الْمُتَّقُونَ بين بعد ذلك أعداء الله وهم أولياء الشيطان.
قال وكما أن من الكفار من يدعي أنه ولي الله وليس ولياً لله بل هو عدو له فكذلك من المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويقرون في الظاهر يعني في الشهادتين يعني الكفار يدعون أنهم أولياء الله من اليهود والنصارى كما قال تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، وَقَالَتْ الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ.
وكذلك الكفار والمشركين يدعون أنهم أولياء الله وهم أعداء الله فليست العبرة بالدعاوي العبرة بالحقائق فالكفار من الكفار من يدعي أنه ولي الله وليس ولي لله بل هو عدو لله فكذلك المنافقون فكذلك من المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويقرون في الظاهر بالشهادتين يدعون أنهم أولياء الله وهم أعداء الله، والمنافقون أشد عداوة لله من الكفار ومن اليهود والنصارى، لأنهم منافقون زنادقة والمنافق أشد عداوة وأعظم عذاب من اليهود والنصارى أو الكفار كما قال تعالى : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ.
فيقول المؤلف رحمه الله من الكفار من يدعي أنه ولي لله يعني من الوثنيين وليس وليا لله بل هو عدواً لله فكذلك المنافقين من يدعي أنه ولي الله وهو عدو لله من المنافقين الذين يظهرون الإسلام و يقرون في الظاهر بشهادة أنه لا إله الله وأن محمداً رسول الله ويقرون في الظاهر يعني أنهم مرسل إلى جميع الإنس بل إلى الثقلين الإنس والجن، لكن كفرهم في أي شيء كفرهم في الباطن قال ويعتقدون في الباطن ما يناقض ذلك مثل ألا يقروا في الباطن بأنه رسول الله وإنما كان ملكاً مطاعاً هذا كفر وضلال فهؤلاء يدعون أنهم أولياء الله وهم المنافقون وإن كان يظهرون الإسلام ويقرون بالشهادتين في الظاهر وأمام الناس لكن لهم عقيدة كفرية في الباطن، ما هي؟ يعتقدون في الباطن ما يناقض ذلك، مثال ذلك ألا يقرون في الباطن بأنه رسول الله في الباطن ما يعتقدون أنه رسول الله قالوا إنما كان ملكاً مطاعاً ساس الناس برأيه من جنس غيره من الملوك. هذا نوع من الكفر في الباطن.
النوع الثاني أو يقولوا رسول الله إلى الأميين دون أهل الكتاب كما يقوله كثير من اليهود والنصارى إذن هذا كفر آخر نوع آخر من الكفر إذن المنافقون كفرهم متنوع منهم من يقر بالشهادتين لكنه لا يقر في الباطن بأن محمداً رسول الله ومنهم من يقول إن النبي ﷺ إنما هو مرسل إلى الأميين وهم العرب دون أهل الكتاب كما يقول كثير منهم من اليهود والنصارى ويستدل من قول الله تعالى : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ. هذا النوع الثاني من الكفر.
النوع الثالث من الكفر المنافقين أو يقول إنه مرسل إلى عامة الخلق وأن لله أولياء خاصة لم يرسل إليهم ولا يحتاجون إليه بل لهم طريق إلى الله من غير جهته يعني يقولون إن محمداً ﷺ مرسل إلى عامة الخلق لكن لله أولياء أفضل من محمد ما أرسل إليه محمد ولا أحسن إلى محمد يتصلون بالله مباشرة ما يحتاجون إلى محمد هذا كفر وضلال ويقولون إن هؤلاء الأولياء خرجوا عن دين محمد أو خرجوا عن رسالة محمد كما خرج الخضر عن شريعة موسى وهؤلاء خرجوا عن شريعة محمد أولياء والأولياء بمنزلة عالية ما يحتاج للنبي ﷺ وخرج عن شريعته كما خرج الخضر عن شريعة موسى، الخضر فعل أشياء أنكرها عليه موسى.
النوع نوع آخر من الكفر أو أنهم يأخذون عن الله كل ما يحتاجون إليه وينتفعون به من غير وساطته يقول بعضهم يأخذ مباشرة بعضهم يقولون أن الولي يأخذ من اللوح المحفوظ مباشرة ولا يحتاج إلى الأنبياء هذا نوع من الكفر.
نوع آخر أو انه مرسل بالشرائع الظاهرة دون الحقائق الباطنة البعض معتقد أن محمد مرسل بالشرائع الظاهرة أما الحقائق الباطنة لأ، لم يرسل إلى الأولياء أرسل له الشرائع الظاهرة الصيام الصلاة الزكاة لكن الأمور الباطنة هؤلاء لا يحتاجون إلى النبي ﷺ وأما الشرائع الظاهرة فهم موافقون له فيها وأما الحقائق الباطنة فلم يرسل بها ما أرسل بها إلى الأولياء
ومنهم من يقول لم يكن يعرفها محمد الأمور الباطنة ما يعرفها محمد ما يعرفها إلا الأولياء، وهم أعرف بها من الرسول ﷺ ومنهم من يقول يعرفونها مثلما يعرفها هو من غير طريقه كل هذه أنواع من الكفر هؤلاء كلهم أعداء الله كلهم أعداء الله.
وهذه أنواع من الكفر بينها المؤلف رحمه الله أنواع.
فدل على المنافقين أنواع كما ذكر المؤلف كم ذكر من نوع من أنهم لا يقرون في الباطن بأنه رسول الله منهم من يقول أرسل إلى الأميين دون أهل الكتاب ومنهم من يقول أرسل إلى عامة الخلق ولم يرسل والأولياء لم يرسل إليهم ومنهم من يقول أنهم يأخذون عن الله ما يحتاجون من غير وساطة محمد ﷺ ومنهم من يقول بشر بالشرائع الظاهرة دون الحقائق الباطنة خمسة أنواع من الكفر، كل هؤلاء منافقون زنادقة وكلهم أعداء الله نعم.
لأن شريعة النبي محمد ﷺ عامة إلى الثقلين الجن والإنس للعرب والعجم بخلاف شريعة موسى لأنها خاصة ولهذا لما كان الخضر خص ببني إسرائيل قال: أنت موسى بني إسرائيل، قال:نعم الخضر ما كلف بالعمل بشريعة موسى بل الصواب بأنه نبي يوحى إليه وأما النبي ﷺ فإنه بعث إلى الثقلين الجن والإنس وليس لأحد أن يخرج عن شريعته فمن اعتقد أنه يجوز له الخروج عن شريعته فهو كافر بإجماع المسلمين، سدت الطرق الموصلة إلى الله إلا عن طريق النبي ﷺ نعم
(المتن)
(الشرح)
نعم وهذا أيضا من أنواع الكفر يقول بعض هؤلاء إن أهل الصفة كانوا مستغنين عنه ولم يرسل إليهم أهل الصفة مستغنين عنه ولم يرسل إليهم هذا كفر آخر نوع سادس من الكفر.
ومنهم من يقول أن الله أوحى إلى أهل الصفة في الباطن ما أوحاه إلى محمد ليلة المعراج وهذا كفر سابع أيضا كفر سابع وكلهم أعداء الله هؤلاء كلهم أعداء الله ومنهم من يقول أن الله أوحى أهل الصفة في الباطن ما أوحاه إليه أي إلى الرسول ليلة المعراج فصار أهل الصفة بمنزلة الرسول جعلوا أهل الصفة بمنزلة الرسول.
قال المؤلف وهؤلاء من فرط جهلهم يعني من زيادة جهلهم لا يعلمون أن الإسراء كان بمكة كما قال تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ
الصفة إنما كانت في المدينة الصفة غرفة من المسجد، متى وجدت؟ لما بنى النبي عليه الصلاة والسلام مسجده. متى بنى مسجده؟ لما هاجر إلى المدينة والإسراء في مكة قبل ذلك، هؤلاء من شدة جهلهم ما يعرفون التاريخ ما يعرفون التاريخ وأن تاريخ الإسراء كان بمكة والصفة الغرفة التي بنيت في مسجد النبي ﷺ للفقراء كانت بعد هجرته عليه الصلاة والسلام، فلذلك بسبب جهل هؤلاء وزيادة جهلهم يقولون الآن لا يفرقون بين أهل الصفة وبين الإسراء ويقولون إن الله أوحى إلى أهل الصفة في الباطن مثل الذي أوحاه إلى محمد ليلة المعراج ، متى ليلة المعراج؟ ليلة المعراج في قبل الهجرة بسنة أو بسنتين أو بثلاث سنين.
وأما الصفة فهي غرفة في المسجد في شمال المسجد بناها النبي ﷺ لمن لم يكن له أهل ولا مأوى يسكن فيها حتى ييسر الله له مأوى.
ولهذا قال المؤلف وأما الصفة لم تكن إلا بالمدينة وكانت صفة في شمال المسجد ينزل بها الغرباء الذين ليس لهم أهل وأصحاب الذين كانوا يهاجروا إلى النبي ﷺ فمن أمكنه أن ينزل في مكان نزل به ومن تعذر عليه نزل في المسجد إلى أن يتيسر له مكان ينتقل إليه، نعم.
(المتن)
قال رحمه الله تعالى:
وَلَمْ يَكُنْ " أَهْلُ الصُّفَّةِ " نَاسًا بِأَعْيَانِهِمْ يُلَازِمُونَ الصُّفَّةَ بَلْ كَانُوا يَقِلُّونَ تَارَةً وَيَكْثُرُونَ أُخْرَى وَيُقِيمُ الرَّجُلُ بِهَا زَمَانًا ثُمَّ يَنْتَقِلُ مِنْهَا: وَاَلَّذِينَ يَنْزِلُونَ بِهَا مِنْ جِنْسِ سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ؛ لَيْسَ لَهُمْ مَزِيَّةٌ فِي عِلْمٍ وَلَا دِينٍ؛ بَلْ فِيهِمْ مَنْ ارْتَدَّ عَنْ الْإِسْلَامِ وَقَتَلَهُ النَّبِيُّ ﷺ كالعرنيين الَّذِينَ اجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ - أَيْ اسْتَوْخَمُوهَا - فَأَمَرَ لَهُمْ النَّبِيُّ ﷺ بِلَقَاحِ - أَيْ إبِلٍ لَهَا لَبَنٌ - وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا الرَّاعِيَ وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ ﷺ فِي طَلَبِهِمْ فَأُتِيَ بِهِمْ فَأَمَرَ بِقَطْعِ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمْ وَسُمِّرَتْ أَعْيُنُهُمْ وَتَرَكَهُمْ فِي الْحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ فَلَا يُسْقَوْنَ وَحَدِيثُهُمْ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ أَنَّهُمْ نَزَلُوا الصُّفَّةَ فَكَانَ يَنْزِلُهَا مِثْلُ هَؤُلَاءِ وَنَزَلَهَا مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَهُوَ أَفْضَلُ مَنْ نَزَلَ بِالصُّفَّةِ ثُمَّ انْتَقَلَ عَنْهَا وَنَزَلَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ وَغَيْرُهُ.
وَقَدْ جَمَعَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي تَارِيخَ مَنْ نَزَلَ الصُّفَّةَ.
(الشرح)
نعم يقول المؤلف رحمه الله أهل الصفة لم يكونوا ناساً معينين أشخاص معينين لا يزيدون ولا ينقصون لأ بل كانوا يقلون ويكثرون حسب الحاجة فإذا جاء محتاجون إلى السكن أمن لهم سكن سكنوا وزادوا وإذا استاؤوا خرجوا
إذن ليس أهل الصفة أناس معينين بل يتغيرون يذهب هؤلاء ويأتي هؤلاء ولهذا قال المؤلف بل كانوا يقلون تارة ويكثرون تارة أخرى ويقيم الرجل بها أياما ثم ينتقل منها قال والذين ينزلون بها من سائر المسلمين لهم ليس لهم مزية في علم ولا دين
يعني أهل الصفة كسائر الناس أهل الصفة فقراء ليس لهم نزلوا في هذه الغرفة وليس لهم مزية على غيرهم ليس لهم مزية في علم ولا دين يعني ليسوا يعني متميزين في العلم ولا متميزين في الدين بل هم مثل غيرهم بل فيهم من ارتد عن الإسلام وقتلهم النبي ﷺ كالعُرنيين الذين جاؤوا اجتووا المدينة واستوخموها، جاؤوا وأسلموا واستوخموا المدينة أصابهم الوخم والمرض، فأمرهم النبي ﷺ بلقاح أي إبل لها لبن في لفظ ثاني وفي لفظ أنه أمرهم أن يلحقوا بصدقة كانت ترعى في البر فيشربوا من أبوالها وألبانها يشربوا من أبوالها وألبانها لأن فيها فيها الشفاء أبوال الإبل وألبانها فيها الشفاء علاج لكثير من الأمراض فذهبوا إلى إبل الصدقة وجاؤوا يشربوا من أبوالها وألبانها فذهب عنهم المرض وذهب الوخم ولم يكن منه شيء فلما صحوا ارتدوا عن الإسلام وكفروا بالله وقتلوا الرعاة وسمروا أعينهم وسرقوا الإبل وهربوا كفروا أعوذ بالله بعد ما كانوا مرضى أمرهم النبي ﷺ أن يشربوا من بول الإبل وأن هذا علاج لهم لما صحوا ارتدوا عن الإسلام وقتلوا الراعي والرعاة رعاة الإبل وسرقوا الإبل فجاء الصريخ إلى النبي ﷺ فأمر النبي ﷺ بطلبهم فذهب بعض الصحابة الذين ذوي القوة والنشاط شباب في على أفرس على الخيل فجيء بهم وقد تعالى النهار انتصف النهار جيء بهم فأمر النبي ﷺ بهم أن يقطع كل واحد منهم يده اليمنى ورجله اليسرى ولا تحسم وأمر بهم أن تسمر عيونهم لأنهم فعلوا الراعي قتلوا الراعي وسمروا عينه أمروا بالحديد (18:40) فكحلت بها أعينهم قصاص كما فعلوا في الرعاة وتركهم الدم ينزف من أيديهم وأرجلهم حتى ماتوا.
قال الراوي هؤلاء ارتدوا عن الإسلام وقتلوا وسرقوا والعياذ بالله جمعوا بين الشرك ارتدوا عن الإسلام فكفروا بالله وقتلوا الرعاة وسرقوا الإبل فلهذا عاقبهم بهذه العقوبة بهذه العقوبات قطع أيديهم وأرجلهم لأن هذا قطع للطريق وسمر أعينهم لأنهم سمروا أعين الرعاة وتركهم يستسقون فلا يسقون يكتمون بأفواههم الأرض حتى ماتوا لأنهم ارتدوا عن الإسلام والعياذ بالله.
فهذا كانوا قد نزلوا الصفة فصاروا من أعداء الله، بعد أن ماتوا على الكفر صاروا من أعداء الله نعم.
ممن نزل الصفة سعد بن أبي وقاص قال وهو أفضل من نزل بها لأنه من العشرة المبشرين بالجنة ثم انتقل عنها ونزل في الصفة أيضا أبو هريرة نعم.
لقد جمع أبو عبد الرحمن السُّلمي تاريخ من نزل في الصفة.
(المتن)
قال رحمه الله:
وَأَمَّا " الْأَنْصَارُ " فَلَمْ يَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَكَذَلِكَ أَكَابِرُ الْمُهَاجِرِينَ كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ وَغَيْرِهِمْ لَمْ يَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ.
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ بِهَا غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ
(الشرح)
نعم يعني الأنصار كما قال الأنصار لم يسكنوا في الصفة لأنها لأنهم في بلدهم المدينة بلدهم ما يحتاجون إلى الصفة الصفة للغرباء اللي هي الغرفة الغرباء والأنصار في بلدهم فلم ينزل بها أحد من الأنصار لأنهم في بلدهم المدينة بلدهم كل واحد له بيت وأما عليه الصلاة والسلام لم يكن من أهل الصفة وكذلك أكابر المهاجرين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة ما يحتاجون إلى الصفة مثل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف بقية المبشرين بالجنة نعم وقد روي أنه كان بها.
(المتن)
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ بِهَا غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (هَذَا وَاحِدٌ مِنْ السَّبْعَةِ) وَهَذَا الْحَدِيثُ كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَإِنْ كَانَ قَدْ رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ.
وَكَذَا كُلُّ حَدِيثٍ يُرْوَى عَنْ النَّبِيِّ ﷺ فِي عِدَّةِ " الْأَوْلِيَاءِ " وَ " الْأَبْدَالِ " وَ " النُّقَبَاءِ " وَ " النُّجَبَاءِ وَ " الْأَوْتَادِ " وَ " الْأَقْطَابِ " مِثْلُ أَرْبَعَةٍ أَوْ سَبْعَةٍ أَوْ اثْنَيْ عَشَرَ أَوْ أَرْبَعِينَ أَوْ سَبْعِينَ أَوْ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ أَوْ الْقُطْبَ الْوَاحِدَ فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ وَلَمْ يَنْطِقْ السَّلَفُ بِشَيْءِ مِنْ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ إلَّا بِلَفْظِ " الْأَبْدَالِ ". وَرُوِيَ فِيهِمْ حَدِيثُ أَنَّهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا وَأَنَّهُمْ بِالشَّامِ وَهُوَ فِي الْمُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْقَطِعٌ لَيْسَ بِثَابِتِ.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ عَلِيًّا وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الصَّحَابَةِ كَانُوا أَفْضَلَ مِنْ مُعَاوِيَةَ
(الشرح)
نعم المؤلف يقول قد روي أن في الصفة كان بها غلام المغيرة بن شعبة وأن النبي ﷺ قال: (هذا واحد من السبعة) يقول المؤلف هذا الحديث كذب باتفاق أهل العلم وإن كان قد رواه أبو نعيم في الحلية لأنه تساهل أبو نعيم وكذلك كل حديث يروى عن النبي ﷺ في عدد الأولياء لا يصح أو الأبدال أو النقباء أوالأوتاد أو الأقطاب مثلما يقول الصوفية يقول ثلاثة أو أربعة ثلاثة أو أربعة أو سبعة أو اثني عشر أو ثلاثة عشر أو أربعين أو سبعين أو ثلاثمائة أو القطب الواحد أو الغوث الواحد، كل هذا من الأحاديث التي تروى في الأولياء لا تصح وكذلك كل حديث يروى في الأبدال أو النقباء أو النجباء لا يحتج به، قال المؤلف وكذلك كل حديث يروى عن النبي ﷺ في عدد الأولياء أو الأبدال أو النقباء أو النجباء أوالأوتاد الأقطاب فلا يصح مثل ثلاثة أو أربعة أو سبعة أو اثني عشر أو ثلاثة عشر أو أربعين أو سبعين أو ثلاثمائة أو القطب الواحد أو الغوث الواحد قال فليس في ذلك شيء صحيح عن النبي ﷺ ولم ينطق السلف بشيء من هذه الألفاظ إلا بلفظ الأبدال والأبدال هم المؤمنون الذين يخلف بعضهم بعضا ويأتي بدل هؤلاء هؤلاء وهناك حديث يكون في عدد الأولياء وعدد النقباء وعدد الابدال وعدد النجباء كل هذا لا أصل له ولم يرد عن النبي ﷺ مثل ذلك وأنه يجب الإيمان بثلاثة أو أربعة أو سبعة أو اثني عشر أو ثلاثة عشر أو أربعين أو سبعين هذا لا أصل له. فليس في ذلك شيء صحيح عن النبي ﷺ أنه قال عن الأبدال عن الاوتاد والأقطاب وكذلك إلا في الأبدال في الأبدال جاء ما يدل أنه يبدل بعضهم بعضاً.
قال المؤلف ولم ينطق السلف بشيء من هذه الألفاظ إلا بلفظ الأبدال يعني بلفظ الغوث أو القطب إذن هذه العبارات هذه الألفاظ هذه إنما هي عند الصوفية الأبدال أو النقباء أو النجباء أوالأوتاد أو الأقطاب كل هذه عند الصوفية مصطلحات الصوفية وهذا يدل على أن من ادعى الولاية و ليس من الأولياء فهو عدو لله الصوفية الذين خرجوا بشطحاتهم عن الحق وعن جادة الصواب وخرجوا عن دين الإسلام هؤلاء هم أعداء الله وأولياء الشيطان، نعم.
وروي فيهم يقولون حديث أنهم أربعون رجلاً يعني الأبدال أو النقباء أنهم أربعون رجلاً وأنهم بالشام قال وهو في المسند علي بن أبي طالب وهو حديث منقطع ليس بثابت إذن الحديث المروي بأن الأبدال أربعون رجلاً وأنهم بالشام رواه الإمام أحمد في مسنده لكنه حديث منقطع والحديث المنقطع صحيح ضعيف لا يحتج به ليس بصحيح.نعم
(المتن)
قال رحمه الله:
وَمَعْلُومٌ أَنَّ عَلِيًّا وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الصَّحَابَةِ كَانُوا أَفْضَلَ مِنْ مُعَاوِيَةَ وَمَنْ مَعَهُ بِالشَّامِ فَلَا يَكُونُ أَفْضَلَ النَّاسِ فِي عَسْكَرِ مُعَاوِيَةَ دُونَ عَسْكَرِ عَلِيٍّ.
وَقَدْ أَخْرَجَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: تَمْرُقُ مَارِقَةٌ مِنْ الدِّينِ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، يَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ. وَهَؤُلَاءِ الْمَارِقُونَ هُمْ الْخَوَارِجُ الحرورية الَّذِينَ مَرَقُوا لَمَّا حَصَلَتْ الْفُرْقَةُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي خِلَافَةِ عَلِيٍّ فَقَتَلَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابُهُ فَدُلَّ هَذَا الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ عَلَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَوْلَى بِالْحَقِّ مِنْ مُعَاوِيَةَ وَأَصْحَابِهِ؛ وَكَيْفَ يَكُونُ الْأَبْدَالُ فِي أَدْنَى الْعَسْكَرَيْنِ دُونَ أَعْلَاهُمَا؟
(الشرح)
نعم، يقول المؤلف رحمه الله معلوم أن علي بني أبي طالب ومن معه من الصحابة أفضل من معاوية بن أبي سفيان نعم وإن كان كلهم من الصحابة والصحابة يتفاوتون فعلي بن أبي طالب مشهود له بالجنة وهو رابع الخلفاء أما معاوية فهو خال المؤمنين لأن أخته أم حبيبة زوجة النبي ﷺ ومن كتاب الوحي وهو أفضل ملوك المسلمين و أولهم لكن علي بن أبي طالب أفضل منه لا شك أنه أفضل منه وكذلك أيضا علي بن أبي طالب ومن معه من الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان فإذن لا يكون أفضل الناس في عسكر معاوية دون عسكر علي قال وقد أخرج في الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي ﷺ أنه قال: تَمْرُقُ مَارِقَةٌ مِنْ الدِّينِ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، يَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ.
وهذا فيه بشارة أن معاوية على حق في الرد على من تلقف معاوية
فعلي ومن معه من الصحابة أفضل من معاوية ومن معه ولا يكون أفضل الناس في عسكر معاوية دون عسكر علي ولهذا قال (28:51) في الصحيحين عن النبي عن أبي سعيد عن النبي ﷺ أنه قال: تَمْرُقُ مَارِقَةٌ مِنْ الدِّينِ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، يَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ. فخرجت الخوارج فقتلهم علي فدل على أنهم أدنى الطائفتين بالحق.
قال المؤلف وهؤلاء المارقون هم الخوارج الحرورية سموا حرورية لأنهم سكنوا بلدة حرورة في العراق فدل على أن معاوية ومن معه أقرب للحق أو أولى بالحق أصدق من معاوية ومن معه لأنهم قتلوا الخوارج الذين مرقوا على حين فرقة من المسلمين والأبدال في أقل (29:38) وليس في أعلاهما.
(المتن)
قال رحمه الله:
وَكَذَلِكَ مَا يَرْوِيه بَعْضُهُمْ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ أَنْشَدَ مُنْشِدَ:
قَدْ لَسَعَتْ حَيَّةُ الْهَوَى كَبِدِي | فَلَا طَبِيبَ لَهَا وَلَا رَاقِي |
إلَّا الْحَبِيبُ الَّذِي شُغِفْت بِهِ | فَعِنْدَهُ رُقْيَتِي وَتِرْيَاقِي |
(الشرح)
يعني يقول ما يروى الذي أنشده منشد:
قَدْ لَسَعَتْ حَيَّةُ الْهَوَى كَبِدِي | فَلَا طَبِيبَ لَهَا وَلَا رَاقِي |
إلَّا الْحَبِيبُ الَّذِي شُغِفْت بِهِ | فَعِنْدَهُ رُقْيَتِي وَتِرْيَاقِي |
ترياقي يعني شفائي.
(المتن)
وَأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ تَوَاجَدَ حَتَّى سَقَطَتْ الْبُرْدَةُ عَنْ مَنْكِبِهِ. فَإِنَّهُ كَذَّبَ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ.
وَأَكْذَبُ مِنْهُ مَا يَرْوِيه بَعْضُهُمْ: (أَنَّهُ مَزَّقَ ثَوْبَهُ وَأَنَّ جِبْرِيلَ أَخَذَ قِطْعَةً مِنْهُ فَعَلَّقَهَا عَلَى الْعَرْشِ) فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ مِمَّا يَعْرِفُ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ مِنْ أَظْهَرْ الْأَحَادِيثِ كَذِبًا عَلَيْهِ ﷺ.
وَكَذَلِكَ مَا يَرْوُونَهُ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَبُو بَكْرٍ يَتَحَدَّثَانِ وَكُنْت بَيْنَهُمَا كَالزِّنْجِيِّ) وَهُوَ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ.
وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ فِيمَنْ يُقِرُّ بِرِسَالَتِهِ الْعَامَّةِ فِي الظَّاهِرِ مَنْ يَعْتَقِدُ فِي الْبَاطِنِ مَا يُنَاقِضُ ذَلِكَ فَيَكُونُ مُنَافِقًا وَهُوَ يَدَّعِي فِي نَفْسِهِ وَأَمْثَالِهِ أَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ مَعَ كُفْرِهِمْ فِي الْبَاطِنِ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ ﷺ إمَّا عِنَادًا وَإِمَّا جَهْلًا.
(الشرح)
المؤلف رحمه الله يبين ما يحصل من الكذب والغلط على بعض الأولياء كذلك وكذلك مايرويه بعضهم عن النبي ﷺ أنه لما أنشده منشد هذين البيتين:
قَدْ لَسَعَتْ حَيَّةُ الْهَوَى كَبِدِي | فَلَا طَبِيبَ لَهَا وَلَا رَاقِي |
إلَّا الْحَبِيبُ الَّذِي شُغِفْت بِهِ | فَعِنْدَهُ رُقْيَتِي وَتِرْيَاقِي |
يعني وشفائي، وأن النبي ﷺ تواجد حتى سقطت البردة عن منكبيه لما سمع هذين البيتين قال المؤلف فهذا كذب باتفاق أهل العلم والحديث لا أصل له.
وأكذب منه حديث آخر يروونه يروي بعضهم أنه عليه الصلاة والسلام مزق ثوبه وأن جبريل أخذ قطعة منه فعلقها على العرش انظر الكذب والعياذ بالله يكذبون على النبي ﷺ مزق ثوبه جبريل أخذ قطعة منه وعلقها على العرش.
قال فهذا وأمثاله مما ماذا مما يعرف أهل العلم والحديث عن الرسول ﷺ من أظهر الأحاديث كذباً عليه.
كذلك ما يرويه بعض الكذابين عن عمر أنه قال كان النبي ﷺ وأبو بكر يتحدثان وكنت بينهما كالزنجي ما معنى هذا الكلام؟ الزنجي العجمي يقول أبو بكر الرسول وأبو بكر يتحدثان وأنا كأني عجمي ما أعرف كلامهم وهذا كذب كيف ما يعرف كلام النبي وكلام أبي بكر، النبي ﷺ يتكلم باللغة العربية وأبو بكر كذلك وعمر بينهم كيف يقول ما أعرف الكلام كالزنجي هذا باطل قال المؤلف وهو كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث، نعم.
(المتن)
وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ فِيمَنْ يُقِرُّ بِرِسَالَتِهِ الْعَامَّةِ فِي الظَّاهِرِ مَنْ يَعْتَقِدُ فِي الْبَاطِنِ مَا يُنَاقِضُ ذَلِكَ فَيَكُونُ مُنَافِقًا وَهُوَ يَدَّعِي فِي نَفْسِهِ وَأَمْثَالِهِ أَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ مَعَ كُفْرِهِمْ فِي الْبَاطِنِ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ ﷺ إمَّا عِنَادًا وَإِمَّا جَهْلًا كَمَا أَنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّصَارَى وَالْيَهُودِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؛ وَلَكِنْ يَقُولُونَ إنَّمَا أُرْسِلَ إلَى غَيْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَأَنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَيْنَا اتِّبَاعُهُ لِأَنَّهُ أَرْسَلَ إلَيْنَا رُسُلًا قَبْلَهُ فَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ كُفَّارٌ مَعَ أَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ فِي طَائِفَتِهِمْ أَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ وَصَفَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى بِوِلَايَتِهِ بِقَوْلِهِ: أَلَا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ.
وَلَا بُدَّ فِي الْإِيمَانِ مِنْ أَنْ يُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيُؤْمِنُ بِكُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ اللَّهُ وَكُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
(الشرح)
نعم المؤلف بقوله المقصود دائماً الخلاصة أنه في من يقر برسالة النبي ﷺ العامة في الظاهر من يعتقد في الباطن ما يناقض ذلك المعاني يقول المؤلف يوجد من الناس من يقر برسالة النبي ﷺ في الظاهر لكنه يعتقد في الباطن خلاف ذلك يعتقد في الباطن ما يناقض ذلك فيكون منافقاً وهو يدعي في نفسه وأمثاله أنهم أولياء الله مع كفرهم في الباطن.
المقصود أن هناك من يقر برسالة النبي ﷺ في الظاهر ولكنه في الباطن يعتقد ما يناقض ذلك يكون منافقاً وهو يدعي في نفسه وأمثاله أنهم أولياء الله مع كفرهم في الباطن بما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام إما عناداً أو جهلاً فهذا هؤلاء يعني وقعوا في ردة عن الإسلام يقرون برسالة النبي في الظاهر دون الباطن هذا هو الكفر الباطن هذا هو النفاق، فهؤلاء الذين يقرون برسالة النبي ﷺ في الظاهر ما ينفعهم لابد أن يتوافق الظاهر مع الباطن فالمنافقون لهم ظاهر ولهم باطن ظاهرهم الإسلام وباطنهم الكفر فهم أعداء الله هم أعداء الله منهم من يقر برسالة النبي ﷺ العامة في الظاهر دون ما يعتقده في الباطن يعتقد في الباطن ما يناقض ذلك فيكون منافقاً زندقياً مع أنه يدعي في نفسه وأمثاله أنه من أولياء الله هيهات مع كفرهم في الباطن بما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام في الباطن كفار إما عناد وإما جهل ودعوة هؤلاء المنافقين أنهم أولياء الله دعوة اليهود والنصارى أنهم أولياء الله قال تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ هذه دعوة اليهود يعتقدون أنهم أولياء الله وأن محمد اليهود، فاليهود والنصارى يعتقدون أنهم أولياء الله كثير من يعتقدون أنهم أولياء الله مع أنهم يشهدون أن محمد رسول الله في الظاهر لكن يقولون محمد رسول الله لكن أرسل إلى غير أهل الكتاب ما أرسل إليهم أرسل إلى العرب ولا يجب عليهم اتباعه لأنه أرسل إليهم رسولاً قبله هؤلاء الكفار.
قال المؤلف رحمه الله هؤلاء كلهم كفار مع أنهم يعتقدون بجهلهم وقلة عقلهم أنهم أولياء الله، كلهم كفار لكنهم لما كانوا يعتقدون هذه العقيدة أو كانوا يعتقدون أنهم أولياء الله مع كونهم كفار هذا باطل.
بين المؤلف رحمه الله أن أولياء الله هم الذين وصفهم بقوله: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ نعم
(المتن)
وَلَا بُدَّ فِي الْإِيمَانِ مِنْ أَنْ يُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيُؤْمِنُ بِكُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ اللَّهُ وَكُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى : قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وقال تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
وقال تعالى في أول السورة: الم ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
(الشرح)
نعم، هذا هو الإيمان بالله لا بد من الإيمان أن يؤمن الإنسان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر هذه أركان الإيمان أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويؤمن بالقدر خيره وشره فيؤمن بكل رسول أرسله الله وكل كتاب أنزله الله كما قال تعالى هذه الأمة يؤمنون بكل رسول أرسله الله وكل كتاب أنزله الله كما قال الله تعالى : قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ هذا في الإيمان بالله هذه الآية فيها دليل على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وقال تعالى: فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وفي هذه الآية تحذير من الفرقة والاختلاف وإنما الإيمان يكون في القلب واللسان والجوارح
وكذلك الآية التي بعدها: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ أخذ العلماء منها قواعد منها يعني أخذ المسلمون منها العلماء من هذه النصوص قواعد وهو أنه أن الإيمان لابد فيه من الإيمان في الظاهر والباطن وأنه لا بد من الإيمان بكل رسول أرسله الله وكل كتاب أنزله الله وإلا فلا إيمان.
وكذلك أيضاً ما ذكره الله في أول السورة : الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ، هذه الآيات كلها تدل على أن المؤمنون هم أولياء الله وأن أولياء الله هم المتقون الذين يؤدون ما أوجب الله عليهم يؤدون الشعائر يؤدونها في المسجد لما في ذلك من الأجر والثواب العظيم فإن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة .
نعم ولا بد في الإيمان
(المتن)
فَلَا بُدَّ فِي الْإِيمَانِ مِنْ أَنْ تُؤْمِنَ أَنَّ مُحَمَّدًا ﷺ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ وَأَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ إلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فَكُلُّ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِمَا جَاءَ بِهِ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنِ؛ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ؛ وَمَنْ آمَنَ بِبَعْضِ مَا جَاءَ بِهِ وَكَفَرَ بِبَعْضِ فَهُوَ كَافِرٌ لَيْسَ بِمُؤْمِنِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا.
وَمِنْ الْإِيمَانِ بِهِ الْإِيمَانُ بِأَنَّهُ الْوَاسِطَةُ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ
(الشرح)
يعني يقول المؤلف من الإيمان بالنبي ﷺ من الإيمان الإيمان بمحمد ﷺ وأنه خاتم النبيين ولا نبي بعده وأن الله أرسله إلى جميع الثقلين الإنس والجن وأن من لم يؤمن بما جاء به فليس بمؤمن فضلاً عن أن يكون من أولياء الله ومن آمن ببعض ما جاء به وكفر فهو كافر بالجميع.
وعلى هذا فيشترط في ولي الله أن يؤمن بأن محمداً خاتم النبيين وأن يؤمن بأنه لا نبي بعده وأن يؤمن أن الله تعالى أرسله إلى جميع الثقلين الجن والإنس وكل من لم يؤمن بما جاء به النبي فليس بمؤمن فيكون عدواً لله يشترط الولاية وأن يسمى من أولياء الله أن يؤمن بمحمد ﷺ وأن يؤمن أنه خاتم النبيين وأن يؤمن أن الله أرسله إلى الثقلين الجن والإنس، قال تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ كل من لم يؤمن بما جاء به فليس بمؤمن من لم يؤمن بما جاء به النبي ﷺ انتفى عنه الإيمان فليس بمؤمن فضلاً على أن يكون من أولياء الله المتقين.
بعض الصوفية يظن أنه من المتقين وأن له الباطن ويظهرون يعني القماش الأبيض فمن لم يؤمن بما جاء به الرسول فليس بمؤمن فضلاً عن أن يكون من أولياء الله المتقين ومن آمن ببعض ما جاء به وكفر ببعض فهو كافر بالجميع. من لم يؤمن بما جاء به الرسول ﷺ فهو كافر بجميع الرسل فليس بمؤمن قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا حكم عليهم بالكفر وأتى بـ هُمُ أتى بها للتأكيد أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ .
فأولياء الله هم المؤمنون والمتقون ومن شروط أولياء الله الإيمان بنبوة محمد ﷺ ولا يكفي الإيمان بمحمد ﷺ حتى يعتقد أنه خاتم النبيين وحتى يعتقد أنه لا نبي بعده وحتى يعتقد أن الله أرسله إلى جميع الثقلين الجن والإنس وكل من لم يؤمن بما جاء به فليس بمؤمن فيكون عدواً لله فضلا على أن يكون من أولياء الله ومن آمن ببعض بما جاء به وعرف وكفر ببعض فهو كافر بالجميع كقول الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا* أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا فهم أعداء الله.
سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا نعم
(المتن)
وَمِنْ الْإِيمَانِ بِهِ الْإِيمَانُ بِأَنَّهُ الْوَاسِطَةُ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ فِي تَبْلِيغِ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ. وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ وَحَلَالِهِ وَحَرَامِهِ؛ فَالْحَلَالُ مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالْحَرَامُ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالدِّينُ مَا شَرَعَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ﷺ فَمَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ لِأَحَدِ مِنْ الْأَوْلِيَاءِ طَرِيقًا إلَى اللَّهِ مِنْ غَيْرِ مُتَابَعَةِ مُحَمَّدٍ ﷺ فَهُوَ كَافِرٌ مِنْ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ.
وَأَمَّا خَلْقُ اللَّهِ تَعَالَى لِلْخَلْقِ وَرِزْقُهُ إيَّاهُمْ.
(الشرح)
نعم يقول المؤلف رحمه الله الإيمان بأن محمد ﷺ هو الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ أمره ونهيه ووعده ووعيده وحلاله وحرامه يعني الإيمان هو أن تؤمن أن نبينا محمداً ﷺ هو الواسطة بين الله وخلقه في تبليغ دينه يبلغهم الأوامر والنواهي وأن الله علم جبرائيل الإيمان بأن محمداً هو الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ دينه في تبليغ الأوامر والنواهي والوعيد وأن الحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله والدين ما شرعه الله ورسوله فمن اعتقد أن لأحد من الأولياء طريقاً إلى الله من غير متابعة محمد فهو كافر من أولياء الشياطين من أولياء الشيطان إذن هذا من الإيمان الذي لا بد منه أن تعتقد أن محمداً ﷺ واسطة بين الله وبين خلقه من لم يؤمن بذلك فليس بمؤمن نعم.
(المتن)
وَأَمَّا خَلْقُ اللَّهِ تَعَالَى لِلْخَلْقِ وَرِزْقُهُ إيَّاهُمْ وَإِجَابَتُهُ لِدُعَائِهِمْ وَهِدَايَتُهُ لِقُلُوبِهِمْ وَنَصْرُهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ جَلْبِ الْمَنَافِعِ وَدَفْعِ الْمَضَارِّ فَهَذَا لِلَّهِ وَحْدَهُ يَفْعَلُهُ بِمَا يَشَاءُ مِنْ الْأَسْبَابِ لَا يَدْخُلُ فِي مِثْلِ هَذَا وَسَاطَةُ الرُّسُلِ. ثُمَّ لَوْ بَلَغَ الرَّجُلُ فِي " الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ وَالْعِلْمِ " مَا بَلَغَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ ﷺ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنِ وَلَا وَلِيٍّ لِلَّهِ تَعَالَى كَالْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ مِنْ عُلَمَاءِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَعُبَّادِهِمْ.
وَكَذَلِكَ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَالتُّرْكِ وَالْهِنْدِ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ كَانَ مِنْ حُكَمَاءِ الْهِنْدِ وَالتُّرْكِ وَلَهُ عِلْمٌ أَوْ زُهْدٌ وَعِبَادَةٌ فِي دِينِهِ وَلَيْسَ مُؤْمِنًا بِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ فَهُوَ كَافِرٌ عَدُوٌّ لِلَّهِ وَإِنْ ظَنَّ طَائِفَةٌ أَنَّهُ وَلِيٌّ لِلَّهِ كَمَا كَانَ حُكَمَاءُ الْفَرَسِ مِنْ الْمَجُوسِ كُفَّارًا مَجُوسًا.
وَكَذَلِكَ حُكَمَاءُ " الْيُونَانِ " مِثْلُ أَرِسْطُو وَأَمْثَالِهِ كَانُوا مُشْرِكِينَ يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ وَالْكَوَاكِبَ وَكَانَ أَرِسْطُو قَبْلَ الْمَسِيحِ بِثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ وَكَانَ وَزِيرًا لِلْإِسْكَنْدَرِ بْنِ فَيَلْبَس الْمَقْدُونِيِّ وَهُوَ الَّذِي تُؤَرِّخُ بِهِ تَوَارِيخُ الرُّومِ وَالْيُونَانِ وَتُؤَرِّخُ بِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.
وَلَيْسَ هَذَا هُوَ ذُو الْقَرْنَيْنِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ كَمَا يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ أَرِسْطُو كَانَ وَزِيرًا لِذِي الْقَرْنَيْنِ لَمَّا رَأَوْا أَنَّ ذَاكَ اسْمُهُ الْإِسْكَنْدَرُ وَهَذَا قَدْ يُسَمَّى بِالْإِسْكَنْدَرِ ظَنُّوا أَنَّ هَذَا ذَاكَ كَمَا يَظُنُّهُ ابْنُ سِينَا وَطَائِفَةٌ مَعَهُ وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ؛ بَلْ هَذَا الْإِسْكَنْدَرُ الْمُشْرِكُ الَّذِي قَدْ كَانَ أَرِسْطُو وَزِيرَهُ مُتَأَخِّرٌ عَنْ ذَاكَ وَلَمْ يَبْنِ هَذَا السَّدَّ وَلَا وَصَلَ إلَى بِلَادِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.
وَهَذَا الْإِسْكَنْدَرُ الَّذِي كَانَ أَرِسْطُو مِنْ وُزَرَائِهِ يُؤَرَّخُ لَهُ تَارِيخُ الرُّومِ الْمَعْرُوفِ.
(الشرح)
على كل حال المؤلف رحمه الله هنا يبين الفرق بين أولياء الله وأعداء الله ويذكر شيء من أوصاف أعداء الله قال بين أن من الإيمان بالله الإيمان بأن محمد ﷺ هو الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ الرسالة وليس واسطة بأنه يدعى من دون الله إنما واسطة يبلغ عن الله دينه وشرعه فمن آمن بذلك فهو مؤمن من أولياء الله وأما من اعتقد أن محمد يجوز دعاءه من دون الله أو الذبح له أو النذر له فهذا من أعداء الله وليس من أولياء الله، خلق الله للخلق ورزق الله لهم وإجابة الدعاء وهداية القلوب و نصرهم على الأعداء كل هذا خاص بالله وليس بنصرة الرسل إنما الرسل واسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ الرسالة والدين.
أما أن يجعل واسطة بين الله وبين خلقه في طلب الرزق أو في إجابة الدعاء أو في هداية القلوب أو في النصر على الأعداء أو في غير ذلك من جلب المنافع ودفع المضار فهذا خاص بالله يفعل بما يشاء من الأسباب ولا يدخل في مثل هذا وساطة الرسل.
ثم أيضاً يقول المؤلف لو بلغ الرجل في الزهد والعبادة والعلم بلغ شأناً بعيداً ولم يؤمن بما جاء به محمد ﷺ فليس بمؤمن لا بد من الإيمان بجميع ما جاء به محمد ﷺ فإن جحد بشيء مما جاء به الرسول ﷺ فهو كافر وأما كونه بلغ من الزهد والعبادة فهذا ما ينفعه إذا ما كان آمن بمحمد.
يقول مثل الزهد الذي يقع من النصارى وهم يعتقدون أن عيسى ابن الله ما ينفع الزهد الزهد لا بد أن يكون معه إيمان إنما ينفع الزهد مع الإيمان مع الإيمان بالله ورسوله أما مع الكفر بالله ورسوله فإن هذا الزهد لا يزيد صاحبه إلا بعداً من الله ولهذا يوجد بعض النصارى زهاد في الدنيا كيف؟ يتعبد الليل والنهار وإذا وصل إليه شيء من النقد تصدق به وهو في صومعة منعزلة عن الناس وهو عدو لله ورسوله لأنه كافر بسبب العقيدة الخبيثة والزهد ما ينفع ما ينفع الزهد بدون إيمان فإذن من لم يؤمن بجميع ما جاء به النبي ﷺ أو جحد بشيء مما جاء به الرسول ﷺ فليس بمؤمن وليس ولياً لله بل هو عدو لله تعالى.
مثل المؤلف لهم قال المؤلف كالأحبار والرهبان من علماء اليهود والنصارى وعبادهم وكذلك المنتسبين للعلم والعبادة من المشركين مشركي العرب والترك والهند وغيرهم ممن له علم وزهد وعبادة في دينه وليس مؤمناً بجميع ما جاء به محمد ﷺ فهو كافر عدواً لله وإن ظن طائفته أنه ولي لله هذا في المؤلف يبين من أعداء الله أصناف من الناس قد يكون الرجل زاهداً في العبادة ولكنه لم يؤمن بما جاء به محمد ﷺ فيكون عدواً لله ولا يكون ولياً لله لأنه ليس بمؤمن مثل الأحبار و الرهبان من علماء اليهود والنصارى و مثل المنتسبين إلى العلم والعباد من مشركي العرب ومشركي الترك ومشركي الهند وغيرهم ممن عندهم علم وزهد وعبادة في دينه ولكنه لا يؤمن بما جاء به محمد ﷺ فهذا كافر عدو لله وإن ظن طائفته أنه ولي لله طائفته يظنوا أنه ولي لله كما كان حكماء المجوس كفاراً مجوساً.
كذلك حكماء اليونان أرسطو وأمثاله كانوا مشركين يعبدون الأصنام و الكواكب أرسطو هذا فيسلوف وأخذ الحكمة عن أفلاطون وهو أول من ابتدع القول بقدم العالم وخالف شيخه وهو أفلاطون لأن الفلاسفة السابقين كانوا يعظمون الشرائع والإلاهيات ولا يتكلمون فيها ويقولون هذا من اختصاص الرسل فلما جاء أرسطو ابتدع القول بقدم العالم وأن العالم قديم ومعنى القول بقدم كفر بالله معنى القول القديم أن العالم ليس له بداية وليس له خالق وهذا معناه كفر بالله فيكن بذلك لم يؤمن بأن الله هو الأول ويسمون أرسطو وأتباعه يسمون الفلاسفة المشائين لماذا؟ لأنهم يدرسون تعاليم الفلسفة وهم يمشون وكان أرسطو يسمى المعلم الأول لأن أول من وضع المنطق الحروف.
ثم جاء بعده أبو نصر الفارابي كان يسمى المعلم الثاني وأخرج ما وضعه شيخه أرسطو من الحروف إلى الصوت فصارت بالصوت تقرأ بالصوت وكان على طريقة سلفه أرسطو مشركاً.
ثم جاء بعده أبو علي بن سينا جاء بعدهم أرسطو هذا قبل الإسلام وأبو علي ابن سينا جاء متأخرا ويسمونه المعلم الثالث لأنه حاول أن يقرب دين الفلسفة بدين الإسلام حاول كثيراً ولكنه في محاولته الشديدة لم يصل إلى ما وصلت إليه الجهمية الغالبة في اتجاههم فالجهمية الغالبية في اتجاههم أحسن حال وأشد مذهبا من مذهب ابن سينا لأن ابن سينا هو يعني من فلسفته أنه أول من قال كان هنالك خالق مخلوق في اللفظ فقط أرسطو ما أثبت وجود لله إلا من جهة كونه محرك للفلك هو الذي يحرك الفلك وأما أبو علي بن سينا فجاء بزعمه ليقرب الفلسفة للإسلام فأثبت وجودين وجود للخالق ووجود للمخلوق إلا أنه لم يصف الخالق بأي صفة لا العلم ولا القدرة ولا السمع ولا الكلام ولا البصر ولا يخلق ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت عدم فيكون الإثبات لوجوده للرب والعبد هذا إثبات في اللسان إثبات في اللفظ فقط أما في الواقع ما في لأن رب ليس له علم ولا قدرة ولا سمع ولا بصر ولا داخل العالم ولا خارجه ولا يتكلم وليس داخل وليس متصلاً بالعالم ولا منفصلاً عنه ولا يوصف بأي صفة ماذا يكون هذا؟ هذا هو العدم هذا هو الذي فعله ابن سينا ، ابن سينا يقول عن نفسه أنا وأبي من دعوة الحاكم العبيدي والحاكم العبيدي رافضي خبيث لا يؤمن بالله ولا ملائكته ولا كتبه ولا رسله ولا اليوم الآخر.
وهذا هو الذي يطنطن به بعض الصحفيين وبعض الإذاعات يذكرون ابن سينا ويفتخرون به وهو ملحد وزنديق نسأل الله السلامة والعافية.
يقول المؤلف رحمه الله كان أرسطو قبل زمن المسيح وكان وزير وكان أرسطو من حكماء اليونان وكان وكانوا مشركين يعبدون الأصنام والكواكب وكان وزير الاسكندر في الأول كان أرسطو وزير الاسكندر بن فيلبس المقدوني وهو الذي تؤرخ له تواريخ الروم واليونان وتؤرخ به اليهود أو النصارى وليس هو أرسطو هو ذو القرنين الذي ذكره الله تعالى في كتابه كما يظن بعض الناس أن أرسطو كان وزيراً لذي القرنين لما رأوا أن ذلك اسمه الاسكندر وهذا قد تسمى بالاسكندر فظنوا أن هذا ذاك وهذا ليس بصحيح.
قال المؤلف وليس الأمر كذلك بل هذا الاسكندر المشرك الذي كان أرسطو وزيره متأخرا عن ذلك ولم يبنِ هذا السد ولا وصل إلى بلاد يأجوج ومأجوج وهذا الاسكندر الذي كان أرسطو من وزرائه يؤرخ له تاريخ الروم المعروف يعني في الاسكندر اثنان مشرك ومسلم وليس هذا الاسكندر المشرك الذي كان أرسطو قد استوزره متأخر عن ذلك وأما الاسكندر الذي هو ذو القرنين هذا مسلم ذكره الله في كتابه وأنه وصل إلى مغرب الشمس ومطلع الشمس فلا يخلط الإنسان بين هذا وهذا الاسكندر المشرك الذي كان أرسطو وزيره هذا متأخر وأما الاسكندر الذي هو ذو القرنين هذا متقدم في زمن إبراهيم قالوا في زمن إبراهيم فهذا مشرك عدو لله والأول مؤمن ولي لله .
(المتن)
وَفِي أَصْنَافِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَمُشْرِكِي الْهِنْدِ وَالتُّرْكِ وَالْيُونَانِ وَغَيْرِهِمْ مَنْ لَهُ اجْتِهَادٌ فِي الْعِلْمِ وَالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ؛ وَلَكِنْ لَيْسَ بِمُتَّبِعِ لِلرُّسُلِ وَلَا يُؤْمِنُ بِمَا جَاءُوا بِهِ وَلَا يُصَدِّقُهُمْ بِمَا أَخْبَرُوا بِهِ وَلَا يُطِيعُهُمْ فِيمَا أَمَرُوا فَهَؤُلَاءِ لَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ وَلَا أَوْلِيَاءٍ لِلَّهِ وَهَؤُلَاءِ تَقْتَرِنُ بِهِمْ الشَّيَاطِينُ وَتَنْزِلُ عَلَيْهِمْ فَيُكَاشِفُونَ النَّاسَ بِبَعْضِ الْأُمُورِ وَلَهُمْ تَصَرُّفَاتٌ خَارِقَةٌ مِنْ جِنْسِ السِّحْرِ وَهُمْ مِنْ جِنْسِ الْكُهَّانِ وَالسَّحَرَةِ الَّذِينَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ الشَّيَاطِينُ. قَالَ تَعَالَى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ.
وَهَؤُلَاءِ جَمِيعُهُمْ الَّذِينَ يَنْتَسِبُونَ إلَى الْمُكَاشَفَاتِ وَخَوَارِقِ الْعَادَاتِ إذَا لَمْ يَكُونُوا مُتَّبِعِينَ لِلرُّسُلِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكْذِبُوا وَتُكَذِّبَهُمْ شَيَاطِينُهُمْ. وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِي أَعْمَالِهِمْ مَا هُوَ إثْمٌ وَفُجُورٌ مِثْلُ نَوْعٍ مِنْ الشِّرْكِ أَوْ الظُّلْمِ أَوْ الْفَوَاحِشِ أَوْ الْغُلُوِّ أَوْ الْبِدَعِ فِي الْعِبَادَةِ؛ وَلِهَذَا تَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمْ الشَّيَاطِينُ وَاقْتَرَنَتْ بِهِمْ فَصَارُوا مِنْ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ لَا مِنْ أَوْلِيَاءِ الرَّحْمَنِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ.
(الشرح)
نعم المؤلف رحمه الله في هذا يبين أن أن هناك من أعداء الله أصناف من المشركين فهناك أصناف من أعداء الله من المشركين الذين كفروا بالله ورسله من مشركي العرب ومشركي اليونان وغيرهم وإن كان لهم اجتهاد لهم اجتهاد في العلم والزهد والعبادة لكن ما ينفعهم هذا لأنهم ليسوا بمتبعين للرسل فإذا كانوا لم يتبعوا الرسل فهم أعداء الله ولو كان لهم اجتهاد في العلم والزهد والعبادة ، العلم والزهد والعبادة إنما ينفع مع الإيمان بالله ورسله قال هؤلاء الكفار لهم اجتهاد في العلم و لكنهم لا يتبعون الرسل ولا يؤمنون بما جاؤوا به ولا يصدقون الرسل فيما أخبروا به ولا يطيعون الرسل في ما أمروا به فليسوا بمؤمنين ليسوا بمؤمنين وليسوا من أولياء الله ولا كرامة.
وهؤلاء تقترن بهم الشياطين وتتنزل عليهم لأنهم كفار وهم موافقون الشياطين فهم من أولياء الشياطين ولهذا فإن الشياطين تألفهم ويألفونها وتقترن بهم فتتنزل عليهم فيكاشفوا الناس ببعض الأمور ولهم تصرفات خارقة من جنس السحر فتقترن بهم الشياطين وتتنزل عليهم وتكاشفهم ببعض الأمور فيحصل لهم تصرفات خارقة مثلما يحصل مع السحرة الذي تتنزل عليهم الشياطين كما قال تعالى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ. كل أفاك كثير الإفك والكذب كثير الإثم.
قال المؤلف وهؤلاء جميعهم ينتسبون المكاشفات وخوارق العادات ومع ذلك لا ينفعهم في ذلك إذا لم يكونوا متبعين للرسل لأن الشياطين لابد هم أن يكذبوا على الناس والشياطين تكذب لهم الشياطين تكذب لهم وهم يكذبون على الناس ولابد أن يكون في أعمالهم إثم وفجور مثل نوع من الشرك أو الظلم أو الفواحش ولهذا تنزلت عليهم الشياطين واقترنت بهم ويستدل المؤلف بقوله تعالى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ.
فالشياطين تتنزل عليهم وتقترن بهم فيكونوا من أولياء الشيطان لا من أولياء الرحمن كما قال تعالى: وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
فالشاهد أن الكفرة بأصنافهم كلهم من أعداء الله كلهم من أولياء الشياطين ولو كان لهم علم واجتهاد و زهد فإن هذا لا ينفعهم إنما ينفع الزهد والعلم مع الإيمان بالله ورسله.
وذكر الرحمن
(المتن)
قال رحمه الله تعالى:
وَذِكْرُ الرَّحْمَنِ هُوَ الذِّكْرُ الَّذِي بَعَثَ بِهِ رَسُولَهُ ﷺ مِثْلُ الْقُرْآنِ فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقُرْآنِ وَيُصَدِّقْ خَبَرَهُ وَيَعْتَقِدْ وُجُوبَ أَمْرِهِ فَقَدْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَيُقَيِّضُ لَهُ الشَّيْطَانَ فَيَقْتَرِنُ بِهِ قَالَ تَعَالَى: وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ وَقَالَ تَعَالَى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى.
فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ ذِكْرَهُ هُوَ آيَاتُهُ الَّتِي أَنْزَلَهَا وَلِهَذَا لَوْ ذَكَرَ الرَّجُلُ اللَّهَ دَائِمًا لَيْلًا وَنَهَارًا مَعَ غَايَةِ الزُّهْدِ وَعَبَدَهُ مُجْتَهِدًا فِي عِبَادَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ مُتَّبِعًا لِذِكْرِهِ الَّذِي أَنْزَلَهُ - وَهُوَ الْقُرْآنُ - كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ وَلَوْ طَارَ فِي الْهَوَاءِ أَوْ مَشَى عَلَى الْمَاءِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْمِلُهُ فِي الْهَوَاءِ، وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
(الشرح)
نعم المؤلف يقول رحمه الله إن ذكر الرحمن هو الذكر الذي بعث الله به رسله مثل القرآن ، القرآن هو ذكر الرحمن فمن لم يؤمن بالقرآن و يصدق خبره ويعتقد وجوب أمره يعني من لم يصدق من لم يؤمن بالقرآن بتصديق أخباره وتنفيذ أحكامه وأوامره فإن هذا معرض فيكون عدواً لله فيقيض له شيطانٌ يقترن به كل من أعرض عن ذكر الله ذكر الله تعالى وهو القرآن ولم يؤمن بالقرآن فلم يصدق خبره ولم يعتقد وجوب أمره فقد أعرض عنه فيقيض له الشيطان فيقترن به قال تعالى: وَهَٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ استشهد المؤلف بالإعراض بقوله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى.
قال المؤلف فدل هذا على أن ذكره آياته التي أنزلها الآيات القرآنية ولهذا لو ذكر الرجل الله سبحانه ليلاً ونهاراً دائماً ليلاً ونهاراً مع غاية الزهد وعبده مجتهداً في عبادته ولم يكن متبعاً لذكره الذي أنزله وهو القرآن كان من أولياء الشيطان فلا ينفع الإنسان كونه يتعبد الليل والنهار.
مثل النصارى يتعبدون في صوامعهم ليلاً ونهاراً ويصوم ويصلي ويكون في غاية الزهد ويتعبد مجتهداً في عبادته إذا لم يكن متبعاً للنبي ﷺ فلا ينفعه ولم يكن متبعاً للذكر الذي أنزله فيكون من أولياء الشيطان ولو حصل له خوارق.
قال المؤلف ولو طار في الهواء ولو طار في الهواء ليه يطير في الهواء؟ كيف يطير؟ هذه من خوارق العادات الشيطان والسحرة يطير في الهواء لذلك قال الإمام الشافعي لو طار الإنسان في الهواء لا تغتر به فقال بعضهم قصر بل لو طار في الهواء وغاص في البحار ومشى على الماء فإنه لا يغتر به حتى يعرض عمله على الكتاب والسنة فإن الشيطان يحمله على الهواء ولهذا بعض الشياطين يقول بعض السحرة أو بعض الصوفية يطلب من الشياطين أن يحملوه إلى عرفة في الحج ليلة عشية عرفة ويرجعونه ويقول أنه حج ولولا هذا ما حج ولا يعتبر حج وكونه تنقله الشياطين إلى عرفة ثم يرجع في يومه ما ينفعه ما يكون حاجاً ولا يكون مشاركاً الحجاج فهؤلاء كلهم أعداء الله ماداموا أنهم لم يؤمنوا بوحيه وبذكره الذي أنزله فهم من أعداء الله وليسوا من أولياء الله وهم من أولياء الشياطين. نعم.
(المتن)
فَصْلٌ:
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَكُونُ فِيهِ إيمَانٌ وَفِيهِ شُعْبَةٌ مِنْ نِفَاقٍ كَمَا جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اُؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَعْلَاهَا قَوْلُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ.
فَبَيَّنَ النَّبِيُّ ﷺ أَنَّ مَنْ كَانَ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ فَفِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي ذَرٍّ
(الشرح)
نعم هذا الحديث هذا البحث يقول المؤلف من الناس من يكون فيه إيمان وفيه شعبة من النفاق فهل هذا من أعداء الله أو من أولياء الله هل هو من أعداء الله هل هو من أولياء الله أو من أولياء الشيطان شخص فيه إيمان وفيه شيء من شعب النفاق فالجواب إذا كانت هذه الشعبة من النفاق لا تخرجه عن الإسلام فإنه من أولياء الله لكن ولايته ناقصة بسبب شعب الإيمان أو يقال يوالى من وجه ويعادى من وجه لأن الناس ثلاثة أقسام مؤمن كامل الإيمان يجب موالاته موالاة كاملة فهذا ولي لله والثاني كافر يجب معاداته بجميع الوجوه هذا عدو لله والثالث مؤمن فيه شعب من شعب النفاق أو من شعب الكفر أو من شعب الشرك فهذا يوالى ويحب بقدر ما فيه من شعب الإيمان وشعب الإسلام ويعادى ويبغض بقدر بما فيه من شعب النفاق و شعب الكفر وشعب الشرك كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
قال المؤلف ومن الناس فيه إيمان وشعبة من الإيمان كما في الصحيحن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال : أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا ما هي هذه الخصال؟ إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اُؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ. فهذا فيه شعبة شعب من النفاق.
قوله كونه منافقاً خالصاً قال العلماء إن كل خصلة من هذه الخصال الأربع من خصال المنافقين، لكنها إذا اجتمعت واستحكمت جرته إلى الكفر ولهذا قال أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا يعني اذا استحكمت وجره ذلك إلى الكفر ولا ينبغي له أن يشد يعني أن فيه من شعب النفاق فإن هذه شعب النفاق معاصي ولكن عنده أصل الإيمان فيكون ولياً لله حسب ما فيه من الإيمان ويكون عدواً لله بحسب ما فيه من شعب النفاق والكفر.
قال العلماء هذا الحديث معناه كل خصلة من هذه الخصال إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا اُؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ كل خصلة من هذه الخصال معصية لكن ما معنى قول النبي ﷺ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا . إذا اجتمعت فيه حتى لو اجتمعت هل يكون منافقاً خالصاً؟ لأ متى يكون منافقاً خالصا؟ قال العلماء إن معنى الحديث أن هذه الخصال إذا استحكمت وكونت تجره إلى الكفر الأكبر وإلا كل خصلة من هذه الخصال فإنها ماذا؟ معصية فيكون ولياً لله ولكنه عدو لله من جهة هذه الخصال وهذه الشعب
(المتن)
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَعْلَاهَا قَوْلُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ. فَبَيَّنَ النَّبِيُّ ﷺ أَنَّ مَنْ كَانَ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ فَفِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي ذَرٍّ - وَهُوَ مِنْ خِيَارِ الْمُؤْمِنِينَ - إنَّك امْرُؤٌ فِيك جَاهِلِيَّةٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَى كِبَرِ سِنِّي قَالَ: نَعَمْ.
وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ، وَالِاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اُؤْتُمِنَ خَانَ.
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ.
(الشرح)
نعم يقول المؤلف رحمه الله ثبت في الصحيحين عن حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً هذا في رواية البخاري في رواية مسلم الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ وفي رواية البخاري الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ
الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَعْلَاهَا قَوْلُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ. فذكر النبي أن الشعب بضع وسبعون أعلى هذه الشعب كلمة التوحيد لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وبين الأعلى والأدنى شعب كثيرة مثلاً شعبة الصلاة والصوم شعبة والزكاة شعبة والحج شعبة والأمر بالمعروف شعبة والنهي عن المنكر شعبة فهذه الشعب يعني تدل على أن الإيمان باقي وأن الإيمان له أصل.
وفيه الرد على المرجئة الذين يقولون إن الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان، هذا من أقوى الرد على المرجئة الرسول عليه الصلاة والسلام جعل الإيمان شعب بضع وستون والبضع من ثلاثة إلى تسعة بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة كل هذه الشعب تدل على أن الإيمان الأعمال داخلة في مسمى الإيمان.
والبيهقي رحمه الله تتبع هذه الشعب كلها من النصوص حتى أوصلها إلى أعلا البضع وهو تسع وسبعون وألف مؤلف مشهور معروف وهي شعب الإيمان سرد فيها هذه الشعب.
وهذا في الرد على المرجئة الذين يقولون الأعمال ليست داخلة في مسمى الإيمان هذه الشعب منها شعب كفرية إذا زالت مثل كلمة التوحيد لا إله إلا الله إذا زالت فتكون هذه الشعبة انتقل من الإيمان إلى الكفر ومنها من يبقى معها الإيمان مثل شعبة إماطة الأذى عن الطريق.
ولهذا قال المؤلف فبين وعلى هذا يكون الإنسان مؤمن من أولياء الله إلا إذا فعل شعبة تخرجه عن دائرة الإيمان والإسلام فإنه ينتقل من كونه ولياً لله إلى كونه عدواً لله ولهذا قال المؤلف بين النبي ﷺ أن من كان فيه خصلة من هذه الخصال ففيه خصلة من النفاق حتى يدعها لكنه لا يزال مؤمن وهو لا يزال مؤمن ما خرج عن الإيمان.
قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال لأبي ذر وهو من خيار المؤمنين إنَّك امْرُؤٌ فِيك جَاهِلِيَّةٌ. قال يا رسول الله: أعلى كبر سني قال : نَعَمْ. وذلك أن أبي بكر عير مملوكه قال يا ابن السوداء يا ابن السوداء فقال النبي ﷺ : يَا أَبَا ذَرٍ أَعيَّرتَهُ بِأُمِّهِ؛ إنَّك امْرُؤٌ فِيك جَاهِلِيَّةٌ.
يعني خصلة من خصال الجاهلية وهو من خيار المؤمنين وكون فيه خصلة من خصال المؤمنين لا تدل على أنه هو ولي لله من خيار المؤمنين لكن فيه هذه الخصلة وهذه الشعبة لكنها شعبة لا تخرج عن دائرة الإسلام نعم.
وقد ثبت في الصحصحين يقول المؤلف وثبت في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ: الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ، وَالِاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ. هذه من الخصال أيضاً من خصال الجاهلية الفخر بالأحساب يعني التعاظم على الناس بمفاخر الآباء والأجداد وطعن بالأنساب ذم الأنساب وعيبها وتناقصها والنياحة على الميت البكاء برفع الصوت أما البكاء بدمع العين فهذا لا يؤثر فهذه الخصال وهي من أمور الجاهلية لا تخرج الإنسان من الإسلام فلا يزال ولياً لله.
وكذلك في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اُؤْتُمِنَ خَانَ. وفي لفظ مسلم : وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ.
آيَةُ الْمُنَافِقِ يعني علامة المنافق علامة آية المنافق يعني علامة المنافق إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اُؤْتُمِنَ خَانَ. وفي لفظ مسلم : وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ.
هل هذا عدو لله أم ولي لله؟ الشخص الذي فيه هذه الخصال إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان هل هو مؤمن؟ هل هو ولي لله أو عدو لله؟ أصلاً هو ولي لله وهذه شعب النفاق تضعف الولاية نعم
(المتن)
(الشرح)
دعنا نقف على هذا لهذا الموقف نقف على هذا موقف الآن نقف على هذا وفق الله الجميع.