الحمد الله و الصلاة و السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى :
(المتن)
( الشرح )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد..
هذا فيه بيان على أن اللتين تظاهرتا على النبي ﷺ عائشة و حفصة و أن التي سقته العسل هي زينب كما في الرواية الأولى؛ و الرواية الثانية أن التي سقته عس هي حفصة ؛ و الصواب أن التي سقته عسل هي زينب ؛ و فيه فضل ابن عباس وهو من صغار الصحابة و تقديره لعمر ، لأن عمر مهيب، و لهذا هاب أن يسأله سنة ؛ لكن نهاه عمر قال: لا تفعل يا أخي ما كان عندي من علم فلن أدخره عنك ؛ ينبغي للإنسان أن لا يهاب أن سؤال أهل العلم يسأل عما أشكل عليه ؛ إذا كان قصده الفائدة ؛ و لم يكن قصده التعنت و إيذاء المسوؤل أو إيقاعه في العنت والحرج أو قصده الرياء بسؤاله أو غيرها، من مقاصد سيئة، إن قصد العلم و الفائدة فينبغي للإنسان أن لا يهاب، يسأل عن أمر يحتاجه أو عن الواقع أو يسأل أشياء فرضيات ؛ و لذلك قال عمر : لا تفعل ما كان لدي من علم فلن أدخره عنك.
قال : فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فسألني عنه فإن كنت أعلمه أخبرتك.
هم هكذا أهل العلم لا يدخرون ولا يكتمون علمهم ؛ ما كان لديهم يبينوه للناس، ما كان عندهم من علم فأن العالم يبينه و أن لم يكن عنده علم توقف أو أرشد إلى غيره ؛ قال الله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ شجر الآراك هو الشجر الذي يؤخذ منه السواك، في فضل ابن عباس وحرصه على العلم ؛ و أنه يريد أن يسأل منذ سنة و هو على باله هذا السؤال و لم يغفل عنه ؛ و في لفظ أخر: أنه صب عليه الماء لما قضى حاجته صبيت عليه الماء و سألته .
( المتن )
( الشرح )
في الجاهلية كانوا يمتهنون المرأة و يعتبرونها كأنها سلعة و لا يورثونها، ولا يورثون الصبيان و لا النساء، و يقولون الذي يرث إنما الرجال الذين يحملون السلاح يدافعون عن القبيلة، أما النساء و الأطفال فليس لهم شيء من الميراث، و كانوا يمتهنونها ، وكانت المرأة إذا توفي عنها زوجها جاء أحد أقاربها و ألقى عليها ثوبا و حماها، ثم بعد ذلك إن شأوا زوجوها و إن شأوا عضلوها و إن شأوا زوجوها واحد منهم ؛ فلما جاء الإسلام كرمها و أعزها و صانها و حفظها و جعلها حرة و جعل لها التصرف و لها الميراث و جعلها شقيقة الرجل، إلا في ما يخصها جعل لها أحكام، أحكام التي تخصها فيما تخالف فيه الرجل .
( المتن )
( الشرح )
أتأمره يعني: أشاور في نفسي و أفكر فيه، فيقول: أنا في أوقات إأتماري و مشاورتي لنفسي .
( المتن )
( الشرح )
كانت قريش لا يشاورون النساء و لا يعدونها شيئا، و كانت الأنصار نسائهم تغلبهم و قريش يغلبون نسائهم ؛ فلما عرضت عليه عمر زوجته قال : مالك و لشؤوني ؛ فقالت : سبحان الله لا تريد أن نتكلم في شيء، و نساء النبي ﷺ تهدرن إحداها إلى الليل .
( المتن )
( الشرح )
لأنه ما علم عن هذا لما راجعته أنكر عليها، قال كيف.. على عادتهم قريش عادتهم أن المرأة لا يشاورونها فلما أشارت عليه بأمر قال: مالك ولأمر أريده؛ لا تدخلي في شئوني، قالت: عجبا لك يا ابن الخطاب ؛ ابنتك حفصة تراجع النبي ﷺ فيظل غضبان إلى اليوم ما علم هذا ؛ فلما قالت هذا الكلام قام من ساعته ؛ وذهب إلى ابنته حفصة ينكر عليها كونها تراجع النبي ﷺ حتى يكون غضبان إلى الليل .
( المتن )
( الشرح )
و على عادة العرب يلبسون الأزر و الرداء و كأنه في البيت يتخفف يضع الرداء، يكون على كتفيه، و إذا أراد أن يخرج أخذ ردائه لبسه ؛ كان ربما لبسوا الأزر والأردية وربما لبسوا القمص مثل ثيابنا هذه ، و قد يكون يلبس الإزار و الرداء الإزار يشد به النصف الأسفل؛ و الرداء يضع على الكتفين مثل المحرم في حج أو عمرة ؛ هكذا كان العرب قد يلبسون الأزر و الأردية و قد يلبسون القمص و إذا أراد الإنسان أن يخرج يأخذ رداءه، إذا أكمل و إذا كان ببيته قد يتخفف يلقي الرداء .
( المتن )
الشرح:
نراجعه: يعني أزواج النبي ﷺ.
المتن:
الشرح:
( يقصد عائشة )
المتن:
المتن:
( و هي عائشة أحب نساء النبي إليه)
( الشرح )
و عمر قصده الإصلاح ، و هكذا المصلحون يدخلون في كل شي قصدهم الإصلاح ؛ لكن أم سلمة قالت: عجبا لك يا ابن الخطاب كل شي ترديد أن تدخل فيه حتى بين الرسول و أزواجه عليه الصلاة والسلام؛ كسرت ما في قلبه من القوة و الشدة.
( المتن )
( الشرح )
يعني: يتناوبون، وفي اللفظ الآخر: يتناوبون النزول إلى الرسول ﷺ سكنه بعيد عن مسجد النبي ﷺ و يتناوبون النزول ؛ ينزل عمر يوم فيتعلم من النبي ﷺ و يأخذ ما نزل من الوحي من العلم ، ثم يخبر صاحبه الأنصاري؛ و في اليوم الثاني ينزل الأنصاري و يأتي بالخبر بالعلم الذي نزل على النبي ﷺ، وهكذا ينبغي للإنسان أن يحرص على طلب العلم، و إذا لم يتمكن يكون له زميل يتناوب هو و إياه و يسأل زملاءه عما أخذوا في اليوم الأول و عن الفوائد التي علقوها و كتبوها ؛ فعمر لما كانوا بعيدين عن مسجد النبي ﷺ صار يتناوبون النزول هو و زميله الأنصاري ينزل يوما و إذا نزل الأنصاري يوما أتاه بخبر ذلك اليوم بالفوائد ؛ و إذا نزل عمر أتى الأنصاري بالفائدة التي سمعها و بما نزل على النبي ﷺ من الوحي و العلم .
( المتن )
الشيخ:
( ملوك غسان في الشام كانوا ملوك هناك تابعين للروم )
المتن:
( الشرح)
هذا فيه عناية الصحابة بالنبي ﷺ، و النظر في حاله و اهتمامهم لأمره ؛ كان ملك غساني يتوعدهم أن يغزوهم ؛ و يتحدث أنه ينعل الخيل يعنيك: يلبسها النعال يستعد للقدوم للهجوم على المسلمين ؛ ففي هذه المرة جاء زميله الأنصاري و ضرب باب عمر وفي اللفظ الآخر أنه ضربه ضربا شديدا، لأهمية الأمر ؛ فقال: أخرج أخرج ؛ فقال: ماذا حصل جاء الغساني ! أي جاء الملك الغساني يريد أن يغزونا قال : لا أمر أشد أعتزل النبي ﷺ نساءه، في لفظ آخر: طلق النبي ﷺ نسائه ؛ قال : كنت أتخوف هذا ؛ ثم ذهب إلى حفصة ؛ و قال : كنت أحذرك من هذا .
المتن:
الشرح:
و ذلك أنهن اجتمعن عليه بالنفقة يطالبنه بالنفقة ؛ يسألنه و اجتمعن عليه و ليس عنده شيء عليه الصلاة والسلام فهجرهن ؛ و أعتزل في مشربة غرفة مستقلة شهر كامل تأديبا لهن ثم بعد ذلك نزل عليه الصلاة و السلام" إذا كان الرسول الله ﷺ تراجعه نساؤه وتهجره إلى الليل فكيف الآن..! و هن أفضل النساء أفضل النساء، نساء النبي ﷺ و لكنهن من بشر عندهن إحساس و شعور و غيرة ؛ إذا كان هذا يحصل من نساء النبي ﷺ فإنه يحصل من نساء هذا اليوم أكثر و أشد ؛ و لا ينبغي للإنسان أن يستغرب و يتأسد أسد على أهله و لا يريد أن يراجع و لا أن يتكلم معه أحد، بل عليه أن يتواضع و يتحمل و يصبر ؛ و النبي ﷺ قال: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي إذا كان الرسول ﷺ يراجع و تراجع نسائه وتهجره إلى الليل، واجتمعن عليه في النفقة و هجرهن شهر اعتزلهن شهرا، فينبغي للإنسان أن يضبط نفسه ؛ لابد أن يحصل له شي من هذا ؛ نساء النبي أفضل النساء و مع ذلك حصل منهن ما حصل .
( المتن )
الشرح:
رغم أنفها أي غصب أي لصق أنفها بالتراب و هو كناية عن الإذلال، يعني: يتوجع من حالتهن نساءه لماذا يصنعن هذا مع النبي ﷺ و هذه النتيجة....
المتن:
الشرج:
مشربة مرتفعة غرفة مرتفعة يرقى إليها بعجلة؛ يعني: بدرج من خشب، كانت غرفة مستقلة جلس فيها هذه المدة لما هجر نساءه عليه الصلاة و السلام" )
المتن:
الشرح:
يعني: من جلد ؛ هذا فراش النبي ﷺ حصير ما فوق الحصير شيء، ما في تحت الحصير شيء من القطن أو من الكتان و لا فوقه شيء، كما يحصل عندنا الآن بطانيات و لا فرش و لا قطن و لاشي ؛ يباشر جسده الشريف هذا الحصير حتى أثر الحصير في جسده عليه الصلاة و السلام" و تأثر عمر و بكى عليه الصلاة والسلام، و الله سبحانه تعالى زوى عن نبيه ﷺ الدنيا ولكرامته، لرفع درجته ليكون إمام الصابرين كما أنه إمام للشاكرين، هو إذا جاع صبر و تضرع إلى الله وإذا شبع شكر الله، و هو إمام الصابرين وإمام الشاكرين وإمام المتقين، وسيد المرسلين عليه الصلاة و السلام .
المتن:
الشرح:
يعني جلد حشوها جلد.
المتن:
الشرح:
هذه الذي في غرفته، القرض ما يدبغ به الجلود مجموعا ؛ و أغبا جلود في اللفظ الآخر: أنها ثلاثة من الجلود لم تدبغ وفي اللفظ الآخر و صاع من الشعير ، هذا في غرفته الذي عنده فيها أغب، فيها القرض الذي يدبغ به الجلد، وثلاثة من الجلود التي لم تدبغ، وصاع من شعير، قال صاع من شعير عليه الصلاة والسلام)
المتن:
الشرح:
( يبكي لما رآه بهذه الحالة من حالة الرسول ﷺ، و قلة ذات اليد و الشدة التي أصابته، وليس ذلك لهوانه على الذل إنما لكرامته عليه الصلاة و السلام" لما أراد الله له من الكرامة و لرفع الدرجات بصبره عليه الصلاة و السلام" و كونه قدوة و أسوة للصابرين عليه الصلاة والسلام ).
الطالب/ س: ( 18:55)
( نعم.. شيء مأخوذ من الشجر، الذي يدبغ به الجلود، يسمى القرض شيء من ورق لعله أو شيء يدبغ به الجلود )
المتن:
( الشرح)
المراد خطاب لمسلمين، في اللفظ الآخر أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة، لأن الدنيا للكفرة لأنهم لا يؤمنون بالآخرة و لا يرجون الآخرة، فلهذا يحرصون على الدنيا و الله تعالى يعطيهم منها ما يعطيهم ؛ حتى لو كان فقيرا و هو من الكفار فله الدنيا، و المؤمنون لهم الآخرة؛ و لهذا قال الرسول ﷺ في حديث الآخر قال: لا تشربوا في آنية الذهب و الفضة و لا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ( أي الكفرة ) و لكم في الآخرة.
( المتن )
الشرح:
( الحجر يعني: بيوت النبي ﷺ، أتيت الحجر: بيوت النبي ﷺ عبارة عن حجر كل واحدة لها غرفة تسمى الحجر، فيها بكاء يبكين بسبب اعتزال النبي ﷺ لهن و هجره لهن و تأثرهن )
المتن:
(الصواب: المرأتين التي تظاهرتا حفصة و عائشة هذا ثابث في الصحيحين )
المتن:
الشيخ: تكلم عنه الشارح ، حفصة وأم سلمة؟
الطالب: ( 57_21 )
الشيخ:
( هذا هو الصواب قوله فيما سبق إن التي شرب عندها عسل حفصة، تكلم عنها قال: إنه وهم، كذلك قوله أن التي شرب عندها عسل حفصة و الصواب إنها زينب بالرواية الأولى )
المتن:
الشرح:
( الآ يعني: حلف، آلا من أنواع الحلف، حلف أن يهجرهن شهرا تأديب لهن، وردع لهن، عن مطالبته بالنفقة وليس عنده شي عليه الصلاة والسلام)
المتن:
و حدثنا أبو بكر بن شيبة و زهير بن حرب و اللفظ لأبي بكر قال: حدثنا سفيان بن عيينه عن يحيى بن سعيد سمع عبيد بن حنين و هو مولى عباس قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: كنت أريد أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على عهد رسول الله ﷺ فلبثت سنة ما وجدت له موضعا حتى صحبته إلى مكة فلما كان بمر الظهران ذهب ليقضي حاجته ؛ و قال: أدركني بإداوة من ماء فأتيته بها ؛ فلما قضى حاجته و رجع ذهبت أصب عليه..........
الشرح:
( و الإدوة شيء من جلد )
المتن:
الشرح:
( هذا هو الصواب )
المتن:
( الشرح )
لأنه عمر ما علم ، حتى أخبرته زوجته لما راجعته استنكر قال: كيف تراجعين قالت: أنت ما تريد أن تراجع و ابنتك تراجع النبي ﷺ و تهجره إلى الليل! ، هو ما علم بهذا و لهذا لما علم ذهب إليها و وبخها و نهاها عن هذا الأمر، قال: لا تسألي رسول الله ﷺ شيئا اسأليني أنا إذا أردتِ شيئا اسأليني أنا و لا تسألي رسول الله ﷺ و لا تؤذيه ؛ و هكذا يكون الرجال ينصحون بناتهم و لو كن كبار و لو كن مع أزواج ، يأمرها بحسن العشرة مع زوجها و عدم إيذائه و يقول لها: إذا أردتِ شيئا و كان لك حاجة اسأليني و لا تكثري عليه الأسئلة و تطلبين كذا و كذا .
( المتن )
الشرح:
أي هي أجمل و أحب إلى النبي ﷺ يقول هي أجمل منك وأحب إلى النبي منك ، يقولا لا تقتدي بها.
المتن:
الشرح:
( هكذا ينبغي التناوب ؛ الطلبة يتناوبون إذا لم يمكن الحضور يتناوبون يحضر أحدهم و يأتي بالفائدة و وبما استفادة ثم ينزل الثاني و يأتي بالفائدة و يخبره بما حصل عليه من فوائد و سجله)
المتن:
الشرح:
( تلبسها النعل تتهيأ لغزو النبي ﷺ و غزو المسلمين يعني تتهيأ وتستعد و تلبس الخيل النعال استعداد للسفر الطويل )
المتن:
( الشرح )
هذا يدل على عناية الصحابة بالنبي ﷺ والاهتمام بشأنه ﷺ يعتبر هجر النبي ﷺ أشد من غزو غسان للمسلمين ؛ و في لفظ الآخر: أنه ضربه ضربا بشدة، أنه طرق الباب بشدة ؛ لأهمية الأمر ؛ و كان في العشاء ؛ الغالب في الليل أنهم ينامون أول الليل ولا يأتيهم أحد ؛ و لهذا الأمر المهم جاء الأنصاري و طرقه طرق شديد عشاء ؛ و قال ماذا حدث ؟ قال: حدث أمر عظيم ؛ قال : ماذا ؟ غزانا الغساني جاء ؟ قال : لا.. أشد أمر أشد طلق النبي ﷺ نساءه و بلفظ أخر هجر النبي ﷺ نساءه ؛ إلا أن الصحابة لهم عناية بالنبي و أحواله ؛ فطلاق النبي ﷺ لنسائه أو هجر النبي ﷺ لنسائه أشد عليهم من غزو غسان .
( المتن )
( الشرح )
أي يستعد لملاقاة الناس يستعد بالثياب المناسبة، لكن في البيت يتخفف، في اللفظ الآخر قال: ألقى رداءه ثم أخذ رداءه لما جاء يخرج، فالإنسان يكون له ثياب لملاقاة الناس و له ثياب يتخفف بها في البيت، و لهذا شرع الاستئذان على الإنسان في البيت ولا يجوز أن يدخل الإنسان للبيت حتى ولو لم يكن عنده أحد، إلا بأذن لأنه قد يكون على حال لا يحب أن يقابل أحد عليها ثياب تناسب البيت لأنها خفيفة أو يكون ليس عليه شيء، أو مثلا ليس على رأسه شيء، و لهذا تخفف و إذا أراد ملاقاة الناس لبس الملابس المناسبة .
( المتن )
الشرح:
( سمعوا بالخبر فصار يبكي بعضهم لبعض، حزنا على ما حصل لأزواج النبي ﷺ )
المتن:
الشرح:
( ولى مدبرا لأنه لما لم يأذن له خشي أنه يكون شق على النبي ﷺ ثم جاء الإذن فدخل وسلم، مشروعية السلام عن الدخول )
المتن:
( الشرح )
هذا الأمر المهم قال: أطلقت نساءك ؟ قال: لا ؛ فكبر عمر و قال: "الله أكبر" فيه مشروعية التكبير عند الأمور التي يفرح بها الإنسان أو يتعجب منها، لا التصفيق و فيه أنه ما شاع بين الناس أن الرسول ﷺ طلق نساءه لا أساس له من الصحة ؛ لأن بعض الناس يشيعون أخبار لا تثبت ؛ و لهذا كما في الحديث الآخر أنزل الله عز وجل هذه الآية وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ َسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ
فكان عمر الذي استنبط الخبر ؛ أخبر الناس ؛ سأل في لفظ أخر قال: أخبر الناس ؟ قال : نعم إن شئت ؛ فذهب إلى المسجد فرفع صوته و قال الرسول ﷺ لم يطلق نساءه ؛ بعض الناس يشيع الأخبار من غير أن يتبين و من غير أن يتأكد إذا كان في الزمن الأول في عهد النبي ﷺ يشاع أخبار غير صحيحة فكيف في هذا الزمان ؛ يشيع بعض الناس في الصحافة أو غيرها أخبار كذب لا أساس لها من الصحة ؛ فلابد من التثبت ف نقل الأخبار ؛ و الله تعالى يقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا .
( المتن )
( الشرح )
و هي عائشة رضي الله عنها أجمل منها ؛ قال: جارتك و لم يقل ضرتك من باب اختيار اللفظ الحسن اختياره أفضل من ضرة و هي ضرتها، و قصد عمر أن يزيل الهم والحزن من النبي ﷺ تحدث معه فابتسم في المرة الأولى ثم ابتسم في المرة الثانية ثم الثالثة كذلك، قال بعد ذلك : أستأنس يا رسول الله؟ قال: نعم،، هذا فيه فضل عمر و عنايته بالنبي ﷺ، و حرصه على إزالة ما يشق على النبي ﷺ
( المتن )
( الشرح )
يعني: أجلس مستأنس يا رسول الله مافي حرج ولا كذا؟ قد يكون الإنسان في بيته له حاجة فلا ينبغي للضيف أن يثقل عليه حتى يستأذن ؛ قال: أستأنس يا رسول الله؟ يعني: أنت مرتاح ليس هناك شي يشغلك أو أخرج؟ فقال : نعم ؛ لأن بعض الناس قد يأتي لصاحب بيته و يتعبه و يشق عليه قد يكون مشغول ؛ قد يكون له حاجة إلى الحمام مثلا ؛ قد يكون له حاجة مهمة تتعلق ببيته أو تتعلق بشؤونه أو تتعلق بمصالح الناس إذا كان له صلة بمصالح الناس، فيأتي بعض الناس يؤذي، و ليس له حاجة إلا الكلام و يجلس وقتا طويلا ؛ ينبغي للإنسان أن يراعي هذه الأحوال ؛ و لهذا قال عمر : أستأنس يا رسول الله؟ قال: نعم. يعني إني مرتاح وليس لي حاجة.
( المتن )
( الأهب هو الجلد ؛ جمع إيهاب ؛ و هو الجلد الذي لم يدبغ يقال له إيهاب)
المتن:
( ما فيه شيء يرد البصر في غرفة النبي ﷺ، إلا الأهب و القرض و صاع من شعير كما في اللفظ الآخر، و هو أفضل الناس و سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، و ليس لهوانه عل الله بل لكرامته على ربه )
المتن:
( الشرح )
استوى جالسا: كان متكئ فاستوى جالس "هكذا" لأهمية الأمر ؛ يبين لعمر أن فارس و الروم وسع الله لهم و هم لا يعبدون الله ، لأن الله عجل لهم طيباتهم في الدنيا، لهم الدنيا ؛ فأستوى جالس و بين له أنه لا ينبغي للإنسان أن يغتر بما عليه لكفرة ؛ في لفظ الآخر: أن فارس في الأنهار و الثمار ؛ و أنت ليس عندك شي على قوم عجلت لهم طيباتهم ؛ فلا ينبغي للإنسان أن يغتر بما أعطاه الله الكفرة ؛ لأن هذه نهايتهم وهذه نهاية قسطهم وهذه طيباتهم عجلت لهم ؛ قال تعالى وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ .
( المتن )
( الشرح )
يعني شدة الغضب، أقسم حلف أن لا يدخل عليهن شهرا تأديبا لهن، بسبب اجتماعهن على النفقة كونه اجتمعن عليه و وطالبنه بالنفقة، و هو ليس عنده شيء ؛ و الإنسان إذا صار ما عنده شيء معذور لا حيلة له ؛ و لكنهن بسبب ما جبلن عليه ، جبل عليه الإنسان من محبة قضاء الحاجة و ما يحتاجه من النفقة و غيره أنه عليه الصلاة والسلام، لا يستطيع أن يأتي بنفقة من هنا أو هنا و هو ليس عنده شي ؛ و لهذا هجرهن شهرا و هو أقسم أن لن يدخل عليهن شهرا ؛ و هذا ليس الإيلاء المعروف و الإيلاء المعروف يحلف الإنسان عدم جماع زوجته، و هذا قسم المراد به هجرهن و يعتزلهن شهرا تأديبا لهن من شدة موجدته : يعني غضبه عليهن .
( المتن )
الشرح:
( يعني أن ذلك الشهر صار تسع و عشرين، كان بدأ من أول الشهر فصار ذلك الشهر تسع و عشرين ؛ وإلا الشهر يكون تسع و عشرين و يكون ثلاثين )
المتن:
( الشرح )
وهذا من التخيير بعد أن هجرهن شهرا خيرهن أنزل الله آية التخيير ؛ كل واحدة تختار الدنيا أو تختار الله و رسوله و الدار الآخرة ؛ أنزل الله عز وجل يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا أما أن تختار الدنيا و متاعها فيطلقها و تنصرف إلى أهلها و أما أن تختار الله و رسوله والدار الآخرة فتبقى مع الرسول ﷺ و تصبر على ما هو فيه من قلة ذات اليد ؛ و قال لها استأمري أبويك لا تعجلي حتى تستأمري أبويك في هذا الأمر ؛ قالت: كيف أستأمر أبوي في هذا الأمر هذا أمر مصلحته ظاهرة ؛ إنما أريد الله و رسوله و الدار الآخرة لا حاجة للاستأمار، بدأ بها لشرفه و فضله عليه الصلاة و السلام" فاختارت الله و رسوله و الدار الآخرة ؛ ثم بعد ذلك خير سائر أزواج النبي ﷺ و كلهن أختارن الله و رسوله و الدار الآخرة، و هذا فيه دليل على أن التخيير لا يكون طلاق ؛ إذا خير رجل امرأته فاختارته فلا يكون طلاقا -كما سبق- عائشة قالت: النبي ﷺ خيرني كان ذلك طلاقا ؟ خلاف لما ذهب إليه بعض أهل العلم من أنه إذا خير رجل امرأته يكون طلقة بائنة، هذا قول ضعيف مرجوح و لعله لم تبلغهم هذه الأحاديث .
( المتن )
( الشرح )
و هذا أيضا: من الغيرة قالت: قالت عائشة رضي الله عنها لا تخبر نساءك إني اخترتك؛ و في لفظ أخر: أن قال الرسول ﷺ: لا تسألني واحدة منهن إلا أخبرتها أن الله لم يبعثني متعنتا و إنما بعثني معلما مرشدا عليه الصلاة و السلام" هذا من الغيرة قالت : لا تخبرهن أني أخترتك؛ فقال : لا تسألني واحدة منهن إلا أخبرتها .
( المتن )
الشرح:
( و في الآية إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا الخطاب لحفصه و عائشة .)
المتن:
(الشرح)
(قف على حديث فاطمة)
الطالب: س/ ( 46:10 ):
هذا هو الصواب: أن المتظاهرتين حفصة و عائشة هذا ما اتفق عليه الشيخان و التي شرب عندها العسل هي زينب ؛ أما حديث حفصة التي شرب عندها العسل فهذا وهم و كذلك المتظاهرتان حفصة و عائشة و في اللفظ الآخر سودة معهم.