شعار الموقع
شعار الموقع

كتاب الإيمان (2) تتمة باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان – إلى باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام

00:00

00:00

تحميل
132

( المتن )
الحمدلله والصلاة و السلام على  نبينا محمد ( اللهم صلي وسلم عليه) قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى: حدثني محمد بن عبيد الغبري وأبو كامل الجحدري وأحمد بن عبدة قالوا حدثنا حماد بن زيد عن مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال لما تكلم معبد بما تكلم به في شأن القدر أنكرنا ذلك قال فحججت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حجة وساقوا الحديث بمعنى حديث كهمس بمعنى حديث كهمس وإسناده وفيه بعض زيادة ونقصان أحرف ونقصان أحرف.


 
( الشرح )
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .. أما بعد  
فهذا سند متابع للحديث السابق في حديث مطر الوراق   مطر الوراق   ليس من الأثبات هذا من الطبقة الثانية الذي ذكر الإمام مسلم رحمه الله في مقدمته يبدأ الطبقة الأولى يذكر أحاديث الثقات ثم يتبعهم بأحاديث من تُكلم فيهم كما قال الوراق هذا من الطائفة الثانية ذكره المؤلف رحمه الله الإمام مسلم من باب المتابعة و التقوية وإلا فالعمدة على الحديث السابق حديث عمر.
 
( المتن )
 

حدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا عثمان بن غياث حدثنا عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن قالا لقينا عبد الله بن عمر الله عنهما رضي فذكرنا القدر وما يقولون فيه فاقتص الحديث كنحو حديثهم عن عمر عن النبي ﷺ ( اللهم صلي وسلم عليه ) وفيه شيء من زيادة وقد نقص منه شيئا.

 
( الشرح )
 و هذه الفائدة من جمع الطرق في مكان واحد يظهر فيه الزيادة و النقصان و توضيح ما خفي و في بعض الطرق زيادة بعضها نقص بعضها توضيح و تسمية من لم يسمى هذه من فوائد جمع الطرق و لهذا الإمام مسلم رحمه الله  فاق على البخاري في هذه في الصنعة في الصنعة الحديثية حيث انه يجمع طرق الحديث في مكان واحد و إذا جمع في مكان واحد تبين من أُبهم  في بعض الطرق  و يتضح أيضا ما أشكل في بعض الطرق و في زيادة و إن كان البخاري فاق من جهة الصحة إلا أن البخاري فاق من جهة الصنعة الحديثية و لهذا يقول القائل لما سُئل عن الشيخين البخاري و مسلم قال تشاجر قوم في البخاري و مسلم قالوا بين يديه تحكموا أو تقدموا فقلت لقد فاق البخاري صحة كما أفاق في حسن صناعة مسلمُ نعم
 
( المتن)
 

 وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا يونس بن محمد حدثنا المعتمر عن أبيه عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر عن عمر عن النبي ﷺ بنحو حديثهم وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ جَمِيعًا عَنْ ابْنِ عُلَيَّةَ قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِيمَانُ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكِتَابِهِ وَلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَالَ مَا الْمَسْؤولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّهَا فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا كَانَتْ الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ رُؤوسَ النَّاسِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ تَلَا ﷺ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ  قَالَ ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ فَأَخَذُوا لِيَرُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ.

( الشرح )
و هذا حديث أبي هريرة في قصة جبريل رواه البخاري ففي صحيحه اتفق عليه الشيخان في  رواية أبي هريرة مختصراً أما رواية مطولة عن عمر بن الخطاب هذا انفرد به مسلم رحمه الله لم يروه البخاري مطولاٍ عن عمر لكن رواه عن أبي هريرة هنا هذا متفق عليه الشيخين قصة جبرائيل في حديث أبي هريرة مختصرة أخرجها البخاري و مسلم أما الرواية المطولة التي رواه عمر بن الخطاب كما سبق هذا انفرد به مسلم رحمه الله و في حديث أبي هريرة هنا أنه قال لما سأله عن الإيمان قال أن تؤمن بالله و ملائكته و كتابه و كتابه هذا جنس و المراد الكتب لأن المفرد إذا أضيف يفيد الجنس معنى كتابه معنى كتبه حديث عمر أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و إنما قال أن تؤمن بالله و ملائكته و كتابه جنس يعني جنس الكتب و لقائه و البعث و اليوم الآخر يوم القيامة سمي اليوم الآخر يقابل اليوم الأول الدنيا هي اليوم الأول و الآخرة هي اليوم الآخر هي يومان في الدنيا يوم و الآخرة يوم في الدنيا هي اليوم الأول و الاخرة هي اليوم الآخر إذا جاء الآخر يقابله اليوم الأول في خلاف الآخر الآخر يقابله الثاني و فيه رواية أبي هريرة لما سأله عن الإسلام قال : أن تعبد الله و لا تشرك به شيء و تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة و تصوم رمضان و تحج البيت و في رواية عمر بن الخطاب قال أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله و هذا يدل على يدل على أن المراد توحيد الله و نفي الشرك و المراد بالشهادتين ليس المراد حفظهما المراد معناها لأن الروايات تفسر بعضها في حديث عمر قال أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله و في حديث أبي هريرة قال أن تعبد الله و لا تشرك به شيئا و دل على أن المراد بالشهادتين توحيد الله و نفي الشرك عنه هذا هو المراد ليس المراد النطق بهما باللسان فقط المراد المعنى النطق و الاعتقاد و التوحيد أن يكون الإنسان موحد لا يقع في عمله شرك كما في هذه الرواية أن تعبد الله و لا تشرك به شيئا و في رواية أن توحد الله أن توحد الله و في الرواية الأخرى قال أن تعبد الله و لا تشرك به شيئا و في حديث عمر أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله و المعنى واحد المراد توحيد الله و إخلاص الدين له و نفي الشرك أن تعبد الله و لا تشرك به شيئا هي معناها أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله أن تشهد لله بالوحدانية و لنبيه بالرسالة الإخلاص هو صدق و محبه و انقياد و ليس المراد قولهما باللسان فقط   مع مخالفتهما في الاعتقاد و العمل لا المراد التوحيد توحيد الله لفظ و معنى و الاعتقاد و فيه لما سأله عن الساعة قال أخبرك عن أماراتها  أن تلد الأمة ربها  يعني بعلها و في رواية حديث عمر  ربتها  تلد ربها سبق المعنى ربها بمعنى سيدها أو بمعنى زوجها أو بمعنى ابن سيدها البعل يطلق على الزوج أن تلد الأمة ربتها ربها يعني بعلها تلد الأمة زوجها كيف ذلك فسر العلماء كثر الصراري و الإماء و يتبادلهن الناس حتى الإنسان يتسر الأمة حتى تلد منه ثم يبيعها و لا تزال تتداولها الأيدي حتى ترجع إلى ابنها و هو لا يعلم أنها أمه و يتزوجها فتكون الأمة ولدت زوجها هذا على تفسير أن المراد بالبعل الزوج و في معنى بمعنى السيد تلد سيدها مالكها بمعنى أن الإماء يدلن الملوك فيكون ولدها هو سيدها يملكها سيدها هو الملك على أمه و على غير أمه لأن ابن الملك يكون ملك بعد أبيه وقيل المعنى المرا بعلها ابن بعلها ابن بلعها ابن سيدها فتلد الأمة من الملك ابنا له و ابنها ابن الملك سيد كالملك فتكون المرأة ولدت ابن بعلها ابن سيدها أو ولدت سيدها لأنه سيكون ملكا فيما بعد أو ولد زوجها على اختلاف الروايات و فيه أنه ذكر أن ترى الحفاة العراة رعاء البهم يتطاولون في البنيان هذا بعض الأشراط وجاء في النصوص الأخرى بقية الأشراط و فيه أن خمس لا يعلمهن إلا الله ثم قرأ النبي ﷺ هذه الآية إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ  هذه مفاتيح الغيب مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله لا يعلم علم الساعة إلا الله لا يعلم متى ينزل الغيث إلا الله لا يعلم ما في الأرحام إلا الله لا يعلم ماذا تكسبه ما يكسبه الإنسان غداً إلا الله  لا تدري نفس في أي أرض تموت إلا الله هذه مفاتيح الغيب قال تعالى  و عنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو  نعم.
 
( المتن )
 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ غَيْرَ أَنَّ فِي رِوَايَتِهِ إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ بَعْلَهَا يَعْنِي السَّرَارِيَّ

الشيخ

 الأمه يعني السراري السراري تكثر السراري حتى تلد الأمة بعلها نعم 

( المتن )

حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ وَهُوَ ابْنُ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَلُونِي فَهَابُوهُ أَنْ يَسْأَلُوهُ ( عن أبي هريرة )  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَلُونِي فَهَابُوهُ أَنْ يَسْأَلُوهُ  فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ عِنْدَ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ لَا تُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ  قَالَ صَدَقْتَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِيمَانُ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكِتَابِهِ وَلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ قَالَ صَدَقْتَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَخْشَى اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ صَدَقْتَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ قَالَ مَا الْمَسْؤولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا رَأَيْتَ الْمَرْأَةَ تَلِدُ رَبَّهَا فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا رَأَيْتَ الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الصُّمَّ الْبُكْمَ مُلُوكَ الْأَرْضِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا رَأَيْتَ رِعَاءَ الْبَهْمِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا فِي خَمْسٍ مِنْ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ قَرَأَ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ قَالَ ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رُدُّوهُ عَلَيَّ فَالْتُمِسَ فَلَمْ يَجِدُوهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هَذَا جِبْرِيلُ أَرَادَ أَنْ تَعَلَّمُوا إِذْ لَمْ تَسْأَلُوا.

 
( الشرح )
و هذا الحديث فيه بيان سبب مجيء جبريل أن النبي ﷺ قال سلوني سلوني فهابوا أن يسألوه  فأرسل الله جبرائيل في صورة رجل  و هو ملك له ست مئة جناح و لكن الله  أعطاه القدرة على التشكل و التصور حتى رآه الصحابة فجاء للرسول صلى الله علية و سلم و فسأله عن هذه المسائل و في آخر الحديث بيان الحكمة الإلهية قال جبريل أتاكم لتعلموا دينكم قال ليتعلموا و لتعلموا  لتتعلموا دينكم أو لتعلموا دينكم و فيه لما سأله عن الإسلام قال لا تشرك بالله شيئا و إذا انتفى الشرك جاء التوحيد المعنى توحيد الله عز وجل  يبين أن المراد في قوله  أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله  في حديث عمر بن الخطاب المراد بها التوحيد و نفي الشرك لأن الروايات تفسر بعضها بعضا و فيه أنه ذكر له الشهادتين أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا و تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة و تصوم رمضان و فيه بعضها ذكر له التوحيد و الصلاة و الزكاة و لم يذكر الصوم الحج لأن استقام على هذه العبادات الثلاث موحد الله و أقام الصلاة و أتى الزكاة هذا بإخلاص و صدق فلابد أن يؤدي الواجبات الأخرى إذا استقام عليها استقام على غيرها و فيه أنه سأله أن تؤمن بالله و كتابة و رسله كما سبق جنس المراد جنس الكتاب هذا على قوله إذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم رعاء الناس يتكلم عنه في الحديث الأول ..

(مداخلة):  وَإِذَا رَأَيْتَ الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الصُّمَّ الْبُكْمَ مُلُوكَ الْأَرْضِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا  المراد بهم الجهلة السفلة الرُعاء الرَعاء  الرعاءَ السفلة الرعاء المراد بهم الجهله السفلة الرَعاء  كما قال سبحانه  صم بكم عمي أي لما لم يعترفوا بجوارحهم هذه فكأنهم أعدموها .

الشيخ: يعني أن يتولى على الناس السفلة السفلة الذين ليس عندهم بصيرة سماهم صم بكم لأنهم لا ينتفعون بأسمائهم و لا و إن كانوا يسمعون و يبصرون إلا أنهم لما لم ينتفعوا بأبصارهم و أسمائهم انتفاعا لما لم يستعملها في طاعة الله و لم ينتفعوا بها صارت كأنهم لا يسمعون و كأنهم لا يتكلمون لأنهم لا يتكلمون بالحق و لا يسمعون الحق و لا ينظروا للحق فصاروا صم بكم فقط  صم بكم عمي فهم لا يعقلون  هذا و إن كانوا يسمعون في أمور دنياهم و يعقلون و ينظرون فهو كما قال سبحانه  ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون   وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ  أسأل الله السلامة و العافية هذا سماهم صم بكم ليس المعنى المراد به أنهم ما يتكلمون و لا يسمعون لا، يتكلمون و يسمعون و ينظرون لكن لما كانوا لم يوفقوا لاستقامة و لم ينتفعوا بأسمائهم نفعاً يفيدهم في الآخرة و لم يتكلموا بالحق و لم يتعاملوا بالحق صاروا كأنهم لا سمع لهم و لا بصر و لا كلام و صاروا صم بكم عمي نسأل الله السلامة و العافية،  القصة واحده القصة واحدة أطول ما فيها حديث عمر ابن الخطاب الذي انفرد به الإمام مسلم الحديث هذا أول و الحديث أبي هريرة اتفق علية الشيخان في اختصار ( ما فيه اختلاف المعنى واحد  سؤال عن الإسلام و سؤال عن الإيمان و سؤال عن الإحسان و سؤال عن الساعة و الكتاب و الكتب المعنى واحد الرواية بالمعنى جائزة على الصحيح إذا تغير المعنى ايش قال ؟؟


( المتن )
 

وقد أجاب القاضي عياض وغيره - رحمهم الله - عنها بجواب لخصه الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى وهذبه فقال : ليس هذا باختلاف صادر من رسول الله - ﷺ - بل هو من تفاوت الرواة في الحفظ والضبط ; فمنهم من قصر فاقتصر على ما حفظه فأداه ولم يتعرض لما زاده غيره بنفي ولا إثبات إن كان اقتصاره على ذلك يشعر بأنه الكل  ( و قد أجاب القاضي عياض أعد ) وقد أجاب القاضي عياض وغيره - رحمهم الله - عنها بجواب لخصه الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى وهذبه فقال ( السؤال طويل الذي ذكره عندك فيه إشكال ) فقال: ليس هذا باختلاف صادر من رسول الله - ﷺ - بل هو من تفاوت الرواة في الحفظ والضبط ; فمنهم من قصر فاقتصر على ما حفظه فأداه ولم يتعرض لما زاده غيره بنفي ولا إثبات إن كان اقتصاره على ذلك يشعر بأنه الكل  فقد بان بما أتى به غيره من الثقات أن ذلك ليس بالكل ، وأن اقتصاره عليه كان لقصور حفظه عن تمامه . ألا ترى حديث النعمان بن قوقل الآتي قريبا اختلفت الروايات في خصاله بالزيادة والنقصان مع أن راوي الجميع راو واحد وهو جابر بن عبد الله رضي الله عنهما - في قضية واحدة . ثم إن ذلك لا يمنع من إيراد الجميع في الصحيح لما عرف في مسألة زيادة الثقة من أنا نقبلها هذا آخر كلام الشيخ وهو تقرير حسن . والله أعلم(هذا كلام النووي ذا ؟ نعم )

(الشرح )
هذا في الحديث السابق سأله عن الإيمان قال أتدرون ما الإيمان شهادة أن لا إله إلا الله فسر الإيمان بالأعمال نعم.
( المتن )
 

حدثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن أبي سهيل عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى رسول الله ﷺ من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله ﷺ فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله ﷺ خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع وصيام شهر رمضان فقال هل علي غيره فقال لا إلا أن تطوع وذكر له رسول الله ﷺ الزكاة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله ﷺ أفلح إن صدق 

( الشرح )
هذا في أنه سأله فيما أوجبه الله علية فذكر له الصلاة و الزكاة و الصيام و في أنه قال خمس صلوات في اليوم و الليلة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع استدل به العلماء على أنه الفريضة الواجبة اجمع الجموع على أنها زائدة عن خمس صلوات و ليس منها تحية المسجد فدل على أنها مستحبة و لهذا ذهب جمهور العلماء و ذهب الظاهرية إلى أنها واجبة تحية المسجد لأنها لها سبب و الرسول صلى الله علية و سلم ذكر الواجبات اليومية و لم يتعرض للواجبات و الأسماء و كذلك ما استدل به على صلاة العيد ليست واجبة و إنما هي مستحبة و الصواب أنها فرض كفاية و الصواب فرض عين لأنها فريضة السنة لهذا أمر النبي صلى الله علية وسلم بإخراج النساء والعواتق والحيض دل على أنها فرض فلما سألت إحداهن  إحدانا لا تجد جلبابً  , قال لتلبسها أختها من جلبابها  فلتشهد الخير و دعوة المسلمين و كذلك استدل به على أن صيام عاشوراء ليس بواجب لأنه أخبره لا يجب عليه إلا صوم رمضان و كذلك أيضا استدل به على أن على أن الوتر ليس بواجب لأنه زائد عن الصلوات الخمس وإلى هذا ذهب الجمهور وهو الصواب واستدل البخاري على أن النبي ﷺ كان يصلي الوتر على راحلته أما الفريضة فإنه ينزل و يصلي بالأرض و دل على أن الوتر ليس بواجب وذهب الإمام أبو حنيفة وجماعة إلى أن الوتر واجب وأنه فرض لكن الصواب أنه مستحب ليس واجب و لكنه سنة مؤكدة نعم ( للأوامر التي جاءت التي أمر النبي بحضورها و إخراج النساء ذوات العواتق وذوات الخدور و الحيض هذا يدل على أهميتها و فرضيتها حتى النساء أُمرن بالخروج ) حتى المرأة التي لا تجد جلباب تلبسها أختها من جلبابها  حتى العواتق و الحيض يشهدن المصلى يشهدن الخير هذا يدل على أهميتها هذه الصلوات الخمس في كل يوم و ليلة هذه الصلوات الواجبة اليومية و لا يمكن أن تجد فريضة سنوية الفريضة السنوية لها أدلتها .
 
( المتن )
 

حدثني يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد جميعا عن إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله   عن النبي ﷺ بهذا الحديث نحو حديث مالك غير أنه قال فقال رسول الله ﷺ أفلح وأبيه إن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق.

 
(الشرح )
قوله (أفلح وأبيه) هذا  فيه إشكال لأنه نهى عن الحلف بغير الله هنا فكيف ذلك أفلح وأبيه إن صدق اختلف  العلماء في هذه اللفظة من العلماء من قال هذه اللفظة جرت مما يجري على اللسان بغير قصد ليس المقصود بها الحلف كقوله ﷺ في الحديث  عقرى حلقى  دعاء لكن لا يراد به وقوله تربت يداك و قوله ثكلتك أمك يا معاذ ثكلتك يعني فقدتك أمك دعاء عليه أن تفقده أمه لكن ليس المراد المعنى المراد يجري على اللسان بغير قصد يقصد بها الحث على الشيء ترغيب بالشيء كذلك أفلح وأبيه إن صدق ليس المقصود منها الحلف و قال آخرون أنها تصحح على الراوي أحلف و الله إن صدق فتصحح عليه فقال أفلح وأبيه إن صدق و قال آخرون إن هذا قبل النهي صحيح هذا قصد الرسول ﷺ حلف بأبيه إن صدق هذا في أول الإسلام قبل النهي كان الناس يحلفون بآبائهم ثم جاء النهي و هذا هو الصواب أن هذا قبل النهي أن في أول الإسلام يحلفون بآبائهم كما في حديث عمر جاء النبي إلى عمر و هو يحلف فناداه فقال  لا تحلفوا بآبائكم و لا بالأنداد فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت  هذا قبل النهي ثم بعد ذلك نهى الله عن الحلف بالآباء كما كانوا يقولون ما شاء الله و شاء محمد ثم جاء النهي قال  لا تقولوا ما شاء الله و شاء محمد و لكن قولوا ما شاء الله وحده  الفرائض تختلف الصلاة اليومية و الزكاة السنوية و صوم سنوياً الزكاة مرة في السنة و  الصوم  فريضة السنة و هذه فريضة اليوم و الليلة نعم كل ركن له فرضيه الصلوات في اليوم و الليلة و الزكاة سنوية و الصوم فريضة سنوية نعم
 
( المتن )
 

حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا هاشم بن القاسم أبو النضر حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال نهينا أن نسأل رسول الله ﷺ عن شيء فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع

( الشرح )
 حتى يستفيدون لأنهم كانوا يهابون الرسول ﷺ و كانوا نهوا أن يرفعوا أصواتهم فوق صوت النبي و نهوا أن يسألوه فكانوا يهابون أن يسألوا النبي فكانوا يعجبهم أن يأتي واحد من البادية حتى يسأل فيستمعون و يستفيدون فجاء هذا الرجل فسأل النبي فاستفادوا الصحابة كانوا يهابون كانوا يجلون النبي ﷺ و يهابون من كثرة المسائل منهم من لا يرفع طرفة عين على النبي ﷺ حتى إنهم كانوا حتى إن بعضهم قال أنني ما استطيع أن أصفه وصف كامل من إجلاله لا يحدق النظر فيه ﷺ لإجلالهم له و هيبتهم له عليه الصلاة و السلام فإذا جاء رجل من أهل البادية أعرابي ما يهاب ليس عنده من الإجلال مثل ما عند الصحابة فيأتي و يسأل عن كل شيء يسأل عن جميع ما في نفسه و لهذا يأتي الأعرابي يقول أيكم ابن عبد المطلب ما يعرف الرسول ﷺ هذا دليل على أنه ليس له مكان أو شيء يميزه عن غيره فيشيرون إليه فيقول ابن عبد المطلب؟؟ فيقول أجبتم و إني سائل عليك و مشددٌ عليك بالمسألة فلا تجعلها في نفسي ثم يقول النبي سل ما بدى لك فيسأل و يستفيد الصحابة نعم
( المتن )
 

قال نهينا أن نسأل رسول الله ﷺ عن شيء فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من أهل البادية فقال يا محمد أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك قال صدق قال فمن خلق السماء قال الله قال فمن خلق الأرض قال الله قال فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل قال الله قال فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال آلله أرسلك قال نعم قال وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا قال صدق قال فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا قال نعم قال وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا قال صدق قال فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا قال نعم قال وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا قال صدق قال فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا قال نعم قال وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال صدق قال ثم ولى قال والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن فقال النبي ﷺ لئن صدق ليدخلن الجنة.

( الشرح )
هذا فيه أسئلة عظيمة  التي سألها السائل لأنه جاء  أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك قال صدق زعم الزعم يطلق على القول المحقق و يطلق على القول المكذوب قوله تعالى زعم الذين كفروا ألاً يُبعثوا  هذا كذب يعني كذبوا زعم الذين كفروا ألن يُبعثوا قل بلى و ربي لتبعثن   و تطلق الزعم على القول المشكوك فيه و هنا المراد السائل زعم رسولك يعني قال رسولك أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك قال صدق قال فمن خلق السماء قال الله قال فمن خلق الأرض قال الله قال فمن نصب هذه الجبال قال الله قال فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال آلله أرسلك قال نعم حلف من باب التثبيت قال اللهم نعم قال وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا قال صدق آلله أمرك بهذا قال نعم قال وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا قال صدق وزعم رسولك أن علينا صوم الشهر ثم ذكر الحج ثم ولى و هو يقول و الله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال النبي ﷺ لئن صدق ليدخلن الجنة استدل به العلماء على أن من أدى الفرائض و انتهى عن المحارم دخل الجنة من أدى ما أوجب الله عليه و انتهى عن ما حرم الله عليه دخل الجنة ولو لم يكن عنده نشاط في عمل النوافل و المستحبات و هؤلاء هم أصحاب اليمين المقتصدون الذين يؤدون الفرائض و الواجبات و ينتهون عن المحرمات فقط و لا يزيدون هؤلاء يقال لهم المقتصدون أصحاب اليمين و هم من أهل الجنة و لكن أفضل منهم السابقون المقربون الذين يأتون بالواجبات و الفرائض و عندهم نشاط في فعل النوافل و المستحبات و يتركون المحرمات و يكون عندهم نشاط و يتركون المكروهات أيضا و يتركون التوسع في المباحات خشية وقوعهم في المكروهات هؤلاء يقال لهم السابقون المقربون و هناك صنف ثالث أقل من المقتصدين و هم الظالمون لأنفسهم الذين يقصرون في بعض الواجبات أو يفعلون بعض المحرمات موحدون مؤمنون ما عندهم شرك لكنهم قصروا في بعض الواجبات أو فعلوا بعض المحرمات فهم ظالمون لأنفسهم و كل هؤلاء من أصحاب الجنة كلهم ممن اصطفاهم الله هم أصحاب الجنة كما قال تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق للخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير  ۝ جنات عدن يدخلونها  لكن الظالمون لأنفسهم الذين قصروا في الواجبات و فعلوا بعض المحرمات و ماتوا عليها من غير توبة ماتوا على الزنا أو السرقة أو على شرب الخمر أو على عقوق الوالدين فترك بعض الواجبات على خطر ،خطر من عذاب القبر و على خطر من الأهوال تصيبهم في موقف القيامة و على خطر من دخول النار و هم تحت المشيئة قد يعفى عنهم بعضهم يعفى عنه و بعضهم يعذب و هم تحت المشيئة قال تعالى  إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء منهم من يعفى عنه و منهم من يعذب منهم من يستحق دخول النار فلا يدخل و يعذب جزء من الكبائر ماتوا على التوحيد و الإيمان يصلون و لا تأكل النار وجوههم و لكن ماتوا عليها دخلوها بمعاصي هذا مات على الربا من غير توبة هذا مات على الخمر من غير توبة هذا مات على الزنا هذا مات على السرقة هذا مات على عقوق الوالدين هذا مات قطيعة الرحم و هكذا يعذبون على حسب جرائمهم و بعضهم مكثوا كما قال تعالى  و من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنم خالداً فيها  هذا خلوداً معمداً نهائي بخلاف خلود الكفار فهو مؤبد ثم يشفع فيهم الشفعاء يشفع فيهم نبينا ﷺ أربع مرات يحد الله له حداً في كل مرة ثم يشفع بقية الأنبياء و يشفع الملائكة و يشفع الشهداء و يشفع المؤمنون و يشفع الأحبار و تبقى  البقية لا تنالهم الشفاعة فيأخذهم رب العالمين برحمته و يقول شفع الملائكة و شفع النبيون و لم يبق إلا رحمة أرحم الراحمين ثم يخرج قوم مليء قلبه بالتوحيد و الإيمان و يخرجون من النار بضائع بضائع قد انتحشوا فصاروا فحماً فيلقون في أهل الحياة يصب عليهم من الماء فينبتون كما تنبت الحبة في حمل السيل يعني البذرة فإذا عذبوا و نقوا أُذن لهم بدخول الجنة فإذا تكامل خروج العصاه الموحدين أطبقت النار على الكفرة بجميع أصنافهم و العياذ بالله فلا يخرجون منها أبداً جميع أصناف الكفرة اليهود و النصارى و الوثنيين و الشيوعيين و المجوس عباد النار و غيرهم من الكفرة و المنافقون أشدهم عذاب في الدرك الأسفل من النار أعوذ بالله  إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار  لا يخرجون منها مطبقة مغلقة أبدا قال تعالى إنها عليهم مؤصدة في عمد ممدده يعني مطبقة مغلقة كذلك قال سبحانه   كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم و ما هم بخارجين من النار  قال سبحانه  يريدون أن يخرجوا من النار و ما هم بخارجين منها و لهم عذاب مقيم  و قال سبحانه  كلما خبت زدناهم سعيراً و قال سبحانه  لابثين فيها أحقابا   حقب بعد حقب إلى ما لا نهاية نسأل الله السلامة و العافية فهؤلاء الظالمون لأنفسهم لا يبقون في النار هؤلاء الظالمون لأنفسهم من أهل الجنة لكن يطهرون من دخل النار يطهر لأن المعاصي كالنجاسة و هم موحدين ما عندهم شرك لكن ابتلوا بالمعاصي و الكبائر و ماتوا عليها من غير توبة فطهروا من لم يعف الله عنه يطهر من النار ثم يخرج منها ثم تكون هذه من أصناف أهل  الجنة الظالمون لأنفسهم و المقتصدون و السابقون ،السابقون الذين أدوا الفرائض و انتهوا عن المحارم و كان عندهم نشاط في فعل النوافل و المستحبات وكذلك تركوا المكروهات و يفعلون المباحات أما المقتصدون اقتصروا على الواجبات أدوا الواجبات و تركوا المحرمات و لكن ما عندهم نشاط في فعل النوافل و المستحبات أو ما عندهم نشاط  في ترك المكروهات و أسرفوا في فعل المباحات أما الظالمون لأنفسهم فتناولوا شيء من المحرمات فعلوا شيء من المحرمات و قصروا في الواجبات و الصنف الرابع أهل النار هم أصحاب المشئمة ذكر الله تعالى الأصناف  ذكرها الله في سورة الواقعة ثلاثة أصناف  و أصحاب الميمنةِ ما أصحاب الميمنة ۝ و أصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة ۝ و السابقون السابقون { أصحاب الميمنة  المؤمنين و أصحاب المشئمة الكفار و السابقون و في سورة فاطر ذكر أهل الجنة ثلاثة أصناف الظالمون لأنفسهم و المقتصدون و السابقون و الصنف الرابع هم أهل النار فتكون الناس أربعة أصناف وهذا الحديث فيه أن أصحاب اليمين هم المقتصدون من أهل الجنة الذين اقتصروا على أداء الفرائض و انتهوا عن المحارم .
(المتن )
 

حدثني عبد الله بن هاشم العبدي حدثنا بهز حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال قال أنس    كنا نهينا في القرآن أن نسأل رسول الله ﷺ عن شيء وساق الحديث بمثله.

 

(مداخلة) ( يحمل على قوله تعالى   لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم  (40:55) (قال نهينا)  قال قال أنس    كنا نهينا في القرآن أن نسأل رسول الله ﷺ عن شيء وساق الحديث بمثله
( الشرح )
هذه الآية الأقرب قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم   كذلك أيضا في الحديث أنهم نهوا عن كثرة المسائل
( المتن )
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا موسى بن طلحة قال حدثني أبو أيوب  أن أعرابيا عرض لرسول الله ﷺ وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال يا رسول الله أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة وما يباعدني من النار قال  فكف النبي ﷺ ثم نظر في أصحابه ثم قال لقد وفق أو لقد هدي قال كيف.. 

الشيخ..

 يعني أنه سأل عن أمر عظيم أما يباعدني عن النار و يقربني إلى الجنة لقد وفق و هدي نعم (42:27)
(الشرح)

الصواب أن هذا قبل النهي نعم هاه هاه غير صحيحة ؟ ثابتة في الأحاديث كيف غير صحيحة  كيف يرد على الحديث في الصحيحين هاه هاه هذا أحد الأقوال إن صحة عن بعض الرواة هذا أحد الأجوبة و القول الثاني أتدري ما الإسلام و القول الثاني أنها أتت قبل النهي و هذا هو الصواب نعم )
(المتن )(43:27)
( الشرح )
 نعم و لا شك أن ظاهرة أنه أسلم يزعم يعني قال له الرسول يستثبت زعم رسولك أن الله فرض علينا في اليوم و الليلة كذا.
(المتن )
 

ثم قال لقد وفق أو لقد هدي قال كيف قلت قال فأعاد فقال النبي ﷺ تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم دع الناقة.

(الشرح )
 لأنه أخذ بزمامها دع الناقة ( نعم يعني أتركها) كان ممسك بزمام ناقة النبي ﷺ و الخطام هو الحبل الذي يربط به حلقها التي تكون في أنف البعير قال دع الناقة لأنه ممسك بزمام ناقة النبي ﷺ وسأله قال أن تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم أن تعبد الله لا تشرك به شيئا هذا يفسر في رواييات أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله وأن المراد التوحيد الله ليس المراد النطق بالشهادتين باللسان فقط ( نعم كيف قلت هاه أي نعم ايش عندك نعم) كيف قلت؟؟ يسأله لا كيف قلت ضمير المخاطب نعم يعني التوفيق نعمة يمن الله بها على المؤمنين و الخذلان كذلك إضلال أضل  الله العبد لحكمة و لا شك أن التوفيق بيد الله تعالى خص المؤمن بنعمة دينه حيث جعله يقبل الحق و يراه و يرضى به نعم (46:14) المحظور مذهب الأشاعرة هنا ما فيه (إشكال الإشكال) في مذهب المعتزلة مذهب المعتزلة يقولون المراد بالهداية التسمية و الظاهر التسمية ينكرون أن لله نعمة يخص بها المؤمن أما الأشاعرة يوافقوننا لأنهم يرون لأنهم يرون أن الله تعالى هو الخالق لعباده نعم
( المتن)
 

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ح و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْنِينِي مِنْ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنْ النَّارِ قَالَ تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ ذَا رَحِمِكَ فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِنْ تَمَسَّكَ بِمَا أُمِرَ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ إِنْ تَمَسَّكَ بِهِ.

(الشرح)
لأنه يكون من المقتصدين إن تمسك أدى ما عليه أدى الواجبات و انتهى عن المحرمات دخل الجنة يكون من أصحاب اليمين نعم لأن الله لم يوجب على الإنسان أكثر من الواجبات من أدى الواجبات و انتهى عن المحرمات فقد دخل الجنة أدى ما عليه .
 
( المتن)
 

و حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَقَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَالَ تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا شَيْئًا أَبَدًا وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ ﷺ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا

( الشرح )
نعم الله أكبر هذا دليل على أن هذا الرجل التزم بما أدى عليه (عن أبي هريرة قلت الآن أي نعم)  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ نعم أن النبي ﷺ قال من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا هذا دليل على أن هذا الرجل أدى ما عليه و الظاهر أنها شهادة له بالجنة كالسابق تكلم عنه النووي  مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا (49:15) نعم الظاهر أن الرجل التزم و أنه قال هذا بوحي من الله مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا يعني أن هذا الرجل التزم بما قاله و هذه شهادة له بالجنة و هذا دليل على أن أصحاب اليمين المقتصدين من أهل الجنة من أول وهله يؤدون ما أوجب الله عليهم و ينتهون عما حرام الله عليهم نعم ( سأله عن ايش سؤال قال يسأله عن الإسلام دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ و يباعدني عن النار ما سأله عن أركان الإسلام  سأله عن الشيء الذي يدخله الجنة و يباعده عن النار و صلة الرحم لا شك أنها من أسباب دخول الجنة نعم.
( المتن )
 

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَاللَّفْظُ لِأَبِي كُرَيْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَةَ وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ نَعَمْ

( الشرح )
و هذا من فوائد جمع الطرق تسمية الرجل وأنه النعمان بن قوقل فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَةَ وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ يدخل في تحريم الحرام و إحلال الحلال أداء الواجبات كلها و الانتهاء عن المحارم مثلا أداء الزكاة و أداء الصوم هذا كله من (ايش ) من إحلال الحلال و أداء ما أوجب الله عليهم و ينتهون عما حرم الله كل هذا داخل في إحلال الحلال و تحريم الحرام نعم
( المتن )
 

و حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ وَالْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَا حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَأَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ  يَا رَسُولَ اللَّهِ بِمِثْلِهِ وَزَادَا فِيهِ وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا و حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ وَهُوَ ابْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَاللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا


( الشرح )
هذا كله في المقتصدين نعم ( 52:05)
( المتن )
 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنَ حَيَّانَ الْأَحْمَرَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسَةٍ عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ وَ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ فَقَالَ رَجُلٌ الْحَجُّ وَصِيَامُ رَمَضَانَ قَالَ لَا صِيَامُ رَمَضَانَ وَالْحَجُّ هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.


( الشرح )
و هذا فيه أيضا بيان أركان الإسلام الخمسة اتفق عليه الشيخان عن ابن عمر بأنه قال بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسَةٍ عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ و هذا يفسر ما جاء به جبريل شهادة أن لا إله إلا الله و أن  محمد رسول الله المراد بها التوحيد فلو قالها بلسانه و خالفها بفعاله فوقع في عمل الشرك فلا لابد من التوحيد لابد أن يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله ينطق بها بلسانه و يلتزم بالتوحيد و يبتعد عن الشرك لأن الروايات يفسر بعضها بعضا و لهذا قال هنا  بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسَةٍ عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ  و فيه قوله لما قال الراوي الْحَجُّ وَصِيَامُ رَمَضَانَ قَالَ لَا صِيَامُ رَمَضَانَ وَالْحَجّ  يستدل به على من قال لا تجوز الرواية بمعنى بل باللفظ و لكن قد يقال أن هنا المعنى مختلف لأن الصوم مقدم على الحج وهو الركن الرابع و هو ما تكلم عليه الشارع قَالَ لَا الْحَجُّ و الصوم قَالَ لَا الصوم وَالْحَجُّ فَقَالَ رَجُلٌ الْحَجُّ وَصِيَامُ رَمَضَانَ قَالَ لَا صِيَامُ رَمَضَانَ وَالْحَجُّ هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ  تعددت الرواية بالمعنى. 

ثم اختلف العلماء فى انكار بن عمر على الرجل الذى قدم الحج مع أن بن عمر رواه كذلك كما وقع فى الطريقين المذكورين و الاظهر والله أعلم أنه يحتمل أن ابن عمر سمعه من النبي ﷺ مرتين ، مرة بتقديم الحج ومرة بتقديم الصوم فرواه أيضا على الوقتين في وجهين فلما رد عليه الرجل فقدم الحج قال ابن عمر لا ترد على ما لا علم لك به و لا تعترضن بما لا تعرفه ولا تقدح فيما لا تتحققه بل هو في تقديم الصوم هكذا سمعت من رسول ﷺ  وليس في هذا نفي لسماعه على الوجه الآخر و يحتمل أن ابن عمر سمعه مرتين بوجهين كما ذكرنا ثم لما رد عليه الرجل نسي الوجه الذي رده فأنكره فهذان الاحتمالان هما المختاران فى هذا وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى محافظة بن عمر رضى الله عنهما على ما سمعه من رسول الله ﷺ ونهيه عن عكسه تصلح حجة لكون الواو تقتضى الترتيب وهو مذهب كثير من الفقهاء الشافعيين وشذوذ من النحويين ومن قال لا تقتضى الترتيب وهو المختار وقول الجمهور فله أن يقول لم يكن ذلك لكونها تقتضى الترتيب بل لأن فرض صوم رمضان نزل فى السنة الثانية من الهجرة ونزلت فريضة الحج سنة ست وقيل سنة تسع بالتاء المثناة ( و الصواب في آخر السنة التاسعة سنة تسع بعد غزوة تبوك هذا هو الصواب نعم كمل كمل  )
( المتن )
 

و حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ السُّلَمِيُّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ عَلَى أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَيُكْفَرَ بِمَا دُونَهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ

.
( الشرح )
أن يعبد الله و يكفر بما دونه بمعنى أن يوحد الله رواية ابن عمر أن تشهد أن لا إله إلا الله و المعنى واحد المراد التوحيد و نفي الشرك نعم
( المتن )
 

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَاصِمٌ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ و إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ و حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا حنظله قَالَ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ يُحَدِّثُ طَاوُسًا أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَلَا تَغْزُو فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ إِنَّ الْإِسْلَامَ بُنِيَ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَحَجِّ الْبَيْتِ.

( الشرح )
يعني أن الغزو ليس من الأركان قال أَلَا تَغْزُو الأقرب أَلَا تَغْزُو ان الرسول أخبر أن الإسلام مبني على الأركان الخمس و عدد الأركان الخمسة أنه ليس من الأركان الخمسة و لا شك أن الجهاد فرض كفاية و قد يكون واجب في حالات ثلاث إذا داهم العدو البلاد أو استنفر الإمام طائفة أو بعض الناس أو وقف في الصف في هذه الحالات يكون واجب و غير ذلك فهو مستحب نعم
( المتن)
 

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما  ح و حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَاللَّفْظُ لَهُ أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ...

 

الشيخ: 

(قف عن حديث ابن عباس ايش قال ألا تغزوا على اللفظ أم على المعنى ؟ على المعنى فالظاهر أن معناه ليس الغزو بلازم على الأعيان أما جواب بن عمر له بحديث بني الإسلام على خمس فالظاهر أن معناه ليس الغزو بلازم على الأعيان فإن الإسلام بني على خمس ليس الغزو منها والله أعلم 
( الشرح )
هذا هو الصواب الغزو ليس لازم على كل أحد أركان الإسلام واجبة على كل أحد الزكاة لمن عنده مال و الحج لمن هو قادر أما الغزو فإنه مستحب و يكون فرض كفاية على الأمة و فرض عين على الأعيان نعم 
( المتن )
قال عفا الله عنك و إنما خص هذه بالذكر و لم يذكر معه الجهاد مع أنه به أظهر أظهر الدين أظهر الدين ( هاه و إنما خص ) و إنما خص هذه بالذكر ولم يذكر معها الجهاد مع أنه به أظهر الدين و انقمع به عزاة الكافرين لأن هذه خمسُ فرض وهو فرض دائم على الأعيان لا تسقط عمن اتصف بشروط ذلك و الجهاد من فروض الكفايات و قد تسقط في  في بعض الأوقات بل و قد صارت جماعة كبيرة إلى أن فرض الجهاد سقط بعد فتح مكة و ذكر أنه مذهب ابن عمر و الثوري و ابن معمر و ابن سحنون من أصحابنا إلا نزول العدو إلا أن نزول العدو بقوم أو بأمرٍ بالجهاد فيلزم عند ذلك 
( الشرح )
معروف في الحالات الثلاث
 
 
 
 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد