الرسالة المهمة المفيدة في أنواع التوحيد وأنواع الشرك_1 أنواع التوحيد الثلاثة وبداية أنواع الشرك

( متن )

قال المؤلف الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله شيئاً .أما بعد :

( شرح )

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .

المؤلف بعد أن قال " بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى أما بعد " أما بعد كلمة يؤتى بها للانتقال من شيء إلى شيء أي من الخطبة إلى الدخول في الموضوع .

اعلم :أي تيقن و اجزم ، أرشدك الله : خبر بمعنى الدعاء و المعنى أسأل الله أن يرشدك و هذا من نصح المؤلف يعلمك و يدعو لك " أرشدك الله ".

أن الله خلق الخلق ليعبدوه و لا يشركوا به شيئا. هذا فيه بيان الحكمة من خلق الثقلين الجن والإنس و أن الله تعالى ما خلقهم عبثاً أو سدى أو هملاً لا يؤمرون و لا ينهون في الدنيا و لا يجازون و لا يثابون و لا يعاقبون في الآخرة  بل خلقهم لحكمة عظيمة وهي أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئاً ، إذا سئلت ما هي الحكمة من خلق الجن و الإنس فتقول الحكمة أن يعبدوا الله و لا يشركوا به شيئا و الدليل قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.

 إذا الحكمة من خلق الجن و الإنس عبادة الله و كذلك أيضاً من الحكمة ابتلاء الناس و اختبارهم أيُّهم أحسنُ عملاً الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ.

ومن الحكمة أيضاً أن يعلموا ربهم بأسمائه و صفاته و أن يعلموا أنَّه على كل شيء قدير و أن علمه محيط بكل شيء اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا إذا نحن مخلوقون لعبادته و توحيده و طاعته .

و العبادة هي التوحيد و العبادة ما تسمى عبادة إلا مع التوحيد  والتوحيد هو الإفراد إفراد الله بالعبادة بمعنى أنك تخص الله بالعبادة فلا تعبد معه غيره ، العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة و الباطنة كل شيء أمر الله به تفعله فهو عبادة أمر الله بالصلاة وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ الصلاة عبادة وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ترك الزنا خوفا من الله عبادة و هكذا.

إذا العبادة فعل الأوامر و ترك النواهي  و الأوامر أمر إيجاب وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ و أمر استحباب كالأمر بالسواك و النهي نهي هي تحريم كقوله وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا و نهي كراهة كنهيه ﷺ عن الحديث بعد صلاة العشاء .

قال المؤلف " و العبادة هي التوحيد لأن الخصومة بين الأنبياء و الأمم فيه كما قال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ. إذا كل رسول بعثه الله يدعو إلى العبادة يدعو إلى التوحيد يأمر قومه لأن يعبدوا الله و يجتنبوا الطاغوت اعْبُدُوا اللَّهَ يعني وحدوا الله وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ. ابتعدوا و لا تقربوا الطاغوت.

و الطاغوت هو كل ما عبد من دون الله الطاغوت صيغة مبالغة من الطغيان و هو كل ما تجاوز به العبد حدُّه من معبود أو متبوع أو مطاع و التوحيد لا يسمى العبد موحداً إلا إذا عَبَد الله واجتنب الطاغوت و كفر بالطاغوت كما قال تعالى فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ  الْوُثْقَى اجتناب الطاغوت يعني الكفر بالطاغوت و الكفر بالطاغوت هو اعتقاد بطلان كل عبادة  ما دون الله  يعتقد بطلان عبادة كل ما سوى الله و تتركها و تكفر أهلها و تبغضهم و تعاديهم هذا الكفر بالطاغوت و هو أن تعتقد بطلان عبادة كل ما سوى الله ، اعتقاد و ترك و تتركها لأنه قد يعتقد بطلان عبادة غير الله ثم يعبد غير الله لابد من أمرين أن يعتقد بطلان عبادة غير الله و أن يتركها.

و الأمر الثالث أن يكفر من عبد غير الله و يعاديهم و يبغضهم و بهذا يكون الإنسان قد كفر بالطاغوت إذا اعتقد أن عبادة كل ما سوى الله باطلة و ترك عباد غير الله و كفر من عبد غير الله و عاداه و أبغضه ففي هذه الحال كفر بالطاغوت ثم بعد ذلك يعبد الله يوحد الله ، اجتمع له أمران كفر بالطاغوت و إيمان بالله.

 و بذلك يكون موحد كما قال الله تعالى فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.

وليس هناك توحيد إلا بأمرين كفر بالطاغوت و إيمان بالله و هذا هو معنى " لا إله إلا الله " لأن معناه لا معبود بحق إلا الله .

لا إله : هذا كفر بالطاغوت ، نفي كل عبادة لغير الله و البراءة من كل معبود سوى الله هذا الكفر بالطاغوت ، إلا الله : عبادة الله ، فلابد من أمرين نفي و إثبات النفي الكفر بالطاغوت و الإثبات الإيمان بالله .

( متن )

( شرح )

يقول المؤلف رحمه الله " أنواع التوحيد ثلاثة أنواع :توحيد الألوهية و توحيد الربوبية و توحيد الأسماء و الصفات " هذا التقسيم مأخوذ من الاستقراء دل عليه الاستقراء و التتبع يعني العلماء تتبعوا النصوص و وصلوا إلى أن التوحيد ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة و أدلة ذلك واضحة في الكتاب و السُّنة ، العلماء تتبعوا النصوص و وصلوا إلى أن التوحيد ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة .

النوع الأول : توحيد الربوبية و تعريفه توحيد الله بأفعاله هو أفعال الرب أن توحد الله بأفعال الرب ما هي أفعال الرب ؟  الخلق ، الرزق ، الإماتة ، الإحياء ، إنزال المطر ، تسيير الأسباب إلى غير ذلك هذه أفعال الرب توحد الرب بأفعاله بأن تعتقد بأن الرب هو الخالق تعتقد أنه الرازق تعتقد أنه المدبر تعتقد أنه المحيي تعتقد أنه المميت تعتقد أنه الرب و غيره مربوب تعتقد أنه الخالق و غيره مخلوق تعتقد أنه المالك و غيره مملوك تعتقد أنه المدبِر و غير مدبَر بهذا وحدت الله بأفعاله هو " توحيد الربوبية ".

سمي توحيد الربوبية لأن الله هو الرب توحد الله في ربوبيته و هو سبحانه مربي الخلق و هو خالقهم.

و هذا النوع يقول المؤلف " أقر به الكفار على زمن الرسول ﷺ " ما أنكروه و هذا توحيد فطري فطر عليه الناس ما فيه إشكال عندهم يقرون بهذا التوحيد.

الدليل المؤلف جمع أدلة و أيضا قال المؤلف " و لم يدخلهم في الإسلام و قاتلهم رسول الله ﷺ و استباح دماءهم و أموالهم " قال " و هو توحيد بفعله " لماذا لم يدخلهم بالإسلام و لماذا قاتلهم رسول الله ﷺ ؟

لأنهم أشركوا في توحيد الألوهية و العبادة عبدوا مع الله غيره والتوحيد أنواع التوحيد الثلاثة متلازمة لا بد للمسلم أن يوحد الله في ربوبيته و في ألوهيته و في أسمائه و صفاته فإذا أقر بواحد أو اثنين و أشرك في واحد كان مشركا ما ينفعه لا ينفع توحيد الربوبية و هو يشرك مع الله في الألوهية.

و لهذا قال المؤلف رحمه الله توحيد الربوبية  " فهو الذي أقرَّ به الكفار على زمن رسول الله ﷺ و لم يدخلهم في الإسلام و قاتلهم رسول الله ﷺ و استباح دمائهم و أموالهم وهو توحيدهم بفعله ".

ثم أتى بالأدلة الدليل على أن الكفار يقرون به قال الله تعالى قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ قل يا محمد لهؤلاء المشركين مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ هذا الزرق فعل الله أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ هذا فعل الله وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ هذا فعل الله وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ هذا فعل الله وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ماذا سيقولون ؟ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ إذا هم مقرون بتوحيد الربوبية لأنه أم فطري ما ينكرونه فقل لهم يا محمد أَفَلَا تَتَّقُونَ. الله و تخافونه و توحدوه في العبادة و لا تشركوا معه غيره.

و قال الله تعالى قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ماذا سيقولون ؟ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ لأنهم يوحدون الله في ربوبيته قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ۝ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ماذا يقولون ؟ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ يقرون قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ۝ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ أنى تصرفون كيف تصرفون عن عبادته و توحيده و إخلاص الدين له .

قال المؤلف " و الآيات على هذا كثيرة جدا " في إثبات توحيد الربوبية و أن المشركين يقرون بذلك الأدلة كثير في هذا لا حصر لها أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ۝ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً كل هذا يقرون به و الآيات يقول المؤلف كثيرة أكثر من أن تحصر و أشهر من أن تذكر لشهرتها معروفة لكل أحد و حصرها لا يمكن لكثرتها .

( متن )

( شرح )

هذا النوع الثاني من أقسام التوحيد الثلاثة توحيد الألوهية و يقال له توحيد العبادة و المألوه و المعبود و الله تعالى هو المألوه و هو الإله و هو المعبود بالحق و تعريفه توحيد الله بأفعال العبادة توحيده بأفعالك أنت أيها العبد الأول توحيد الربوبية توحيد الرب  بأفعال الرب هو الخلق و الرزق و الإماتة و الإحياء اعتقاد أن الله هو الفاعل أما توحيد العبادة العكس توحيد الله بأفعالك أنت ما هي أفعالك ؟ الصلاة ، الصيام ، الزكاة ، الحج ، الدعاء ، الذبح ، النذر ، الاستعاذة ، الاستغاثة ، التوكل ، الرغبة ، الرهبة ، كل هذه العبادات تصرفها لله فإذا صرفتها لغير الله تقع في الشرك فلابد من توحيد الله أي تفرد الله بهذه العبادة فلا تدعو إلا الله و لا تذبح إلا لله و لا تنذر إلا لله و لا تخاف إلا من الله و لا ترجو إلا الله و لا تتوكل إلا على الله و لا تستعذ إلا بالله  و لا تستغيث إلا بالله و هكذا جميع أنواع العبادة بذلك تكون موحدا إذا توحيد الالوهية توحيد الله بأفعال العباد بأفعالك أنت أيها العبد.

قال المؤلف رحمه الله : و هذا هو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر و حديثه " هذا هو الذي وقع فيه النزاع بين الأنبياء و الرسل لأن توحيد الربوبية أمر فطري ما نازع الناس فيه يقرون به و كذلك توحيد الأسماء و الصفات و لكن توحيد الألوهية هو الذي وقع فيه النزاع قوم نوح نازعوا نوح قالوا نعبد الله و نعبد غيره نعبد الصالحين و قوم هود نازعوه قالوا يعبدون الله و يعبدون غيره و قوم صالح نازعوه و قوم إبراهيم نازعوه و قوم موسى نازعوه نبيينا محمد ﷺ عندما نازعوه كفار قريش لما قال النبي ﷺ قولوا كَلِمَةً وَاحِدَةً تَملِكُونَ بِهَا العَرَبُ وَتَدِينُ لَكُم بِهَا العَجَمُ  كلمة واحدة يعني قولوها و اعملوا بها كلمة واحدة إذا قلتموها ملكتم بها العرب و دانت لكم بها العجم فقال أبو جهل ما هي هذه الكلمة ؟ كلمة واحدة أعطيك لها و عشرة أمثالها نعطيك هذه الكلمة و عشرة أمثالها قال النبي ﷺ  لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فرفض و أبى و نكص على عقبيه و جعل ينفض بيديه و يقول أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ يعرف معنى لا إله إلا الله يعرف أنه إذا قال لا إله إلا الله ترك الأصنام ترك الأوثان ترك التقرب لغير الله لأنه عربي يعرف معاني الكلمات لكن كثير من الجاهلين في هذا الزمن لا يعرفون معنى لا إله إلا الله فتجده يقول لا إله إلا الله و هو يطوف حول القبر ينقضها يقول لا إله إلا الله بلسانه و ينقضها بأفعاله يقول لا إله إلا الله و يذبح للميت يقول لا إله إلا الله و هو يطلب المدد مدد يا فلان مدد يا رسول الله مدد يا بدوي مدد يا جسور و هو يقو لا إله إلا الله يقولها بلسانه و ينقضها بأفعاله حتى وجدت بعض الناس يطوف بالبيت و يقول يا رسول الله يا رسول الله بدل من أن يقول يا الله يطوف بالبيت و يقول يا رسول الله يكرر يا رسول الله نسي ربه لا حول و لا قوة إلا بالله .

و لهذا يقول المؤلف رحمه الله في بعض الرسائل " فلا خير في رجل جُهَّال المشركين أعرف منه بمعنى لا إله إلا الله " جُهَال المشركين يعرفون معنى لا إله إلا الله و كثير من الناس لا يعرف معنى لا إله إلا الله يقولها بلسانه و ينقضها بأفعاله ، أنت إذا توضأت الآن و أحسنت الطهارة ثم خرج منك بول أو غائط أو ريح تبطل الطهارة انتقضت بماذا انتقضت بالحدث و كذلك من قال لا إله إلا الله ثم سب الله و سب الرسول بطلت لا إله إلا الله أو قال لا إله إلا الله ثم قال مدد يا بدوي مدد يا رسول الله مدد يا دسوقي بطلت لا إله إلا الله انتقضت مثل نواقض الوضوء أو قال لا إله إلا الله ثم ذبح للرسول أو للنجم أو للقمر أو للدسوقي أو للعيدروس أو لعبد القادر الجيلاني أو للحسين أو غيره يكون أشرك بالله انتقضت بطلت هذه الكلمة أو قال لا إله إلا الله ثم طاف بقبر تقربا إليه انتقضت هذه الكلمة إذا لابد أن تقول لا إله الله بلسانك و تعتقد معناها بقلبك و تبتعد عما يناقضها فهي لها نواقض و النواقض تبطلها مثل الوضوء له نواقض و التوحيد له نواقض ما هي نواقض الوضوء ؟ خروج البول و الغائط و الريح و أكل لحم الجزور و النوم و مس الفرج و كذلك أيضا الردة عن دين الإسلام و العياذ بالله من ارتد عن الإسلام و سب الله أو سب الرسول بطل وضوئه من سب دين الإسلام فمن نواقض الإسلام الردة أعوذ بالله فكما أن للوضوء نواقض فكذلك التوحيد له نواقض لابد من البعد عن النواقض ، و المؤلف يقول " توحيد الألوهية : هو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر و حديثه ، هو توحيد الله بأفعال العبادة كالدعاء ، النذر ، النحر ، الرجاء ، الإغاثة ، الإجابة ، الرهبة ، الرغبة ، الإنابة ".

و المؤلف أتى بأدلة على هذا قال " و دليل الدعاء قوله تعالى وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ادعوني هذا أمر و الدعاء عبادة إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سماه عبادة سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ.

و كل نوع من هذه الأنواع عليه دليل من القرآن. مثل النذر يُوفُونَ بِالنَّذْرِ و النحر فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ  الرجاء وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ الخوف فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ و التوكل و الرغبة و الرهبة وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا و الإنابة وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ.

يقول المؤلف " و أصل العبادة هي تجريد الإخلاص لله وحده و تجريد المتابعة للرسول ﷺ " تجرد يعني توحد يعني توحد الإخلاص تجرده تبعد عنه ما ينافيه فيكون مجردا خالصا ليس معه غيره و تجريد لمتابعة للرسول تخص المتابعة للرسول فلا تتابع غيره في العباد تخص الله بالإخلاص و تخص الرسول بالمتابعة هذا أصل الإيمان تجريد الإخلاص لله و تجريد المتابعة للرسول ﷺ قال تعالى وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا هذه عند أهل الأصول نكرة في سياق النهي و النكرة في سياق النهي أو النفي أو الشرط كانت عامة و هو أحد نكرة سبقها نهي وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا  قال تعالى وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ و قال تعالى لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ الدعاء يختص فيه ثم قال تعالى وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ قال تعالى ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ الله هو الحق و كل مدعو من دونه الباطل وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ. و الآيات معلومات.

قال تعالى وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا هذا فيه ترغيب المتابعة للرسول و قال تعالى قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. هذا علامة محبة الله ، علامة محبة الله اتباع الرسول ﷺ و هذه الآية تسمى آية المحنة لما ادعى قوم محبة الله امتحنهم الله بهذه الآية قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي إذا ما هي العلامة ؟ قال شخص أريد أن أعرف أنني أحب الله ؟ نقول في علامة ما هي العلامة ؟ المتابعة للرسول ﷺ إن كنت صادق في المحبة نرى الاتباع إذا كنت تتبع الرسول فأنت صادق و إن كنت لا تتبع الرسول فأنت كاذب.

إذا هذه آية المحنة ادعى قوم محبة الله فامتحنهم الله بهذه الآية تعالى قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ إن كنت تريد أن يحبك الله تزعم أنك تحب الله و تريد أن يحبك الله فاتبع الرسول تعالى قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ أيضا وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. اسمان من أسماء الله غفور رحيم الغفور مشتمل على صفة المغفرة ، و الرحيم مشتمل على صفة الرحمة .

( متن )

( شرح )

النوع الثالث توحيد الذات و الأسماء و الصفات توحيد الذات يعني أن توحد الله وتعتقد أنَّ الله ليس له مثيل في ذاته و لا تمثله بشيء من الأشياء ، و ليس له مثيل في أسمائه و ليس له مثيل في صفاته ؛ فلله ذات لا تشبه الذوات و له أسماء لا تشبه الأسماء و له صفات لا تشبه الصفات كما قال الله تعالى قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ هذه السورة تسمى سورة الإخلاص نَزَلت لما قال المشركون انسب لنا ربك فنزلت قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أحد واحد في ذاته و أسمائه و صفاته اللَّهُ الصَّمَدُ السيد الذي كَمِلَ سؤدده و تصمد إليه الخلائق في حوائجها لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ليس له فرع و لا أصل و ليس له ولد ولا والد ولم يتفرع منه شيء و لم يتفرع من شيء فهو واجب الوجود بذاته ليس له فرع فليس له أولاد و ليس له أصل فليس له أولاد و لا أب ولا جد بل هو  الصمد فهو الأول فليس قبله شيء و هو الآخر فليس بعده شيء و هو واجب الوجود لذاته لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وهو الصمد السيد الذي كمل سؤدده و تصمد إليه الخلائق في حوائجها لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ كفو يعني مثيل ليس له مثيل هذه صفته .

و قال تعالى وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يعني بالغة الكمال في الحُسن فَادْعُوهُ بِهَا توسلوا إليه بها وَذَرُوا اتركوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ يميلون بها عن الحق بأن ينكرونها يجحدونها أو يؤولونها بتأويلات باطلة أو يفسرونها بتفسيرات باطلة أو يشتقون منها أسماء الأصنام و إلى ذلك فاتركوا الذين يلحدون في أسمائه ثم توعدهم سبحانه  قال سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ هذا الوعيد.

و قال سبحانه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. ليس له مثيل و هو السميع البصير ، بهذا رد على طائفتين لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ رد على الممثلة وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. رد على المعطلة ، المعطلة الذين انكروا الأسماء و الصفات يرد عليهم وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. و الممثلة الذين شبهوا أسماء الله و مثلا صفات الله بأسماء خلقه و صفاتهم يرد عليهم بقوله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.

( متن)

( شرح )

قال المؤلف رحمه الله تعالى " ثم اعلم أنَّ ضد التوحيد الشرك و هو أيضاً ثلاثة أنواع " سبق أن بيَّن المؤلف رحمه الله الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أن التوحيد ثلاثة أنواع توحيد الربوبية و هو توحيد الله بأفعال الرب كالخلق و الرزق و الإماتة و الإحياء و توحيد الألوهية و هو توحيد الله بأفعال العباد كالصلاة و الصوم و الزكاة و الحج و توحيد الذات و الأسماء و الصفات و هو إثبات الأسماء و الصفات لله  و نفي المثيل لله  و سبق أن هذه الأنواع الثلاثة دليلها الاستقراء و التتبع  و ذلك أن العلماء تتبعوا النصوص و استقرؤوها فوجدوا أن هذه لأنواع كلها موجودة في القرآن و السنة.

بعد ذلك بين المؤلف رحمه الله تعالى ضد التوحيد قال " ثم اعلم أنَّ ضد التوحيد الشرك و هو ثلاثة أنواع شرك أكبر و شرك أصغر و شرك خفي و هو في الحقيقة يرجع إلى نوعين شرك أكبر و شرك أصغر ؛ لأنَّ الشرك الخفي ينقسم إلى قسمين أكبر و أصغر ؛ و سُمِيَّ شرك خفي لأنه يقع في القلوب خفياً فالشرك أصغر و أكبر و الأكبر إما خفي و إما ظاهر و الشرك الأصغر نوعان خفي و ظاهر فيكون الشرك ينقسم إلى قسمين شرك أكبر و شرك أصغر.

و الفرق بين الشرك الأكبر و الشرك الأصغر أن الشرك الأكبر يخرج من ملة الإسلام و الشرك الأصغر لا يخرج من ملة الإسلام و الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال أما الشرك الأصغر يحبط العمل الذي قارنه فقط و الشرك الأكبر لا يغفره الله أما الشرك الأصغر يدخل تحت الموازنة بين الحسنات و السيئات إذا كانت الحسنات راجحة سقط الشرك سقط ما يقابله و إذا رجحت السيئات يعذب بهذا الشرك ثم يخرج ، الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار أما الشرك الأصغر لا يخلد في النار ، الشرك الأكبر لا يغفره الله أما الشرك الأصغر يدخل تحت الموازنة بين الحسنات و السيئات الشرك الأكبر يحبط الأعمال أما الشرك الأصغر يحبط العمل الذي قارنه فقط الشرك الأكبر يخرج من ملة الإسلام و الشرك الأصغر لا يخرج من ملة الإسلام هذه الموازنة بين النوعين من الشرك.

الدليل على أنَّ الشرك الأكبر لا يغفره الله المؤلف رحمه الله ذكر الأدلة فالشرك الأكبر الجنة حرام على صاحبها و الشرك الأصغر قد يعذب في النار ثم يدخل الجنة الدليل على الشرك الأكبر قول الله تعالى إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا إذا هذا دليل على أن الشرك لا يغفره الله إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ إذا هذا الحكم الأول أن الشرك لا يغفره الله.

و الحكم الثاني أن الشرك الأكبر الجنة حرام على صاحبه الدليل قال المؤلف قال تعالى وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ .

الحكم الثالث أن الشرك الأكبر يحبط الأعمال الدليل قوله تعالى وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، وقال سبحانه وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ و قال سبحانه وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا.

إذاالشرك الأكبر لا يغفره الله  الشرك الأكبر الجنة حرام على صاحبه الشرك الأكبر يحبط العمل الشرك الأكبر يوجب الخلود في النار هذه أربعة أحكام    

والشرك الأصغر لا يغفره الله عند جمع من أهل العلم و قال آخرون من أهل العلم مثل الكبائر تحت المشيئة و قال آخرون ليس مثل الكبائر بل لا يغفر بمعنى أنه إذا رجحت السيئات يعذب ثم يخرج و إذا رجحت الحسنات تسقط ما يقابله من سيئات و الشرك الأكبر لا يغفره الله و صاحبه مخلد في النار و يحبط الأعمال و الجنة حرام على صاحبه  أما الشرك الأصغر فإنه تحت المشيئة عند بعض أهل العلم و قال آخرون ليس تحت المشيئة و يدخل تحت الموازنة بين الحسنات و السيئات و لا يحبط الأعمال بل يحبط العمل الذي قارنه فقط و لا يخلد في النار و لا يخرج عن ملة الإسلام بخلاف الأكبر فهو يخرج عن ملة الإسلام و يوجب الخلود في النار و لا يغفره الله و يحبط جميع الأعمال.

المؤلف رحمه الله قال الشرك الأكبر أربعة أنواع شرك الدعوة و شرك النية و شرك الطاعة و شرك المحبة هذه أهم الأنواع المنتشرة و إلا فإن هناك أنواع أخرى غير هذه الأنواع هناك شرك السجود لغير الله و الركوع لغير الله و كذلك أيضا شرك يقع عند بعض الصوفية حلق الرأس لغير الله تعبدا لله هذا من أنواع الشرك و التوبة لغير الله كالذين يتوبون لغير الله كالنصارى يتوبون عند القسيس و كذلك عند بعض الشيعة غلاة الشيعة يتوبون إلى رئيسهم كل هذا من أنواع الشرك ، الشرك يكون في التوبة و يكون في السجود و يكون في الركوع و يكون في حلق الرأس و يكون بغير ذلك فهو أنواع كثيرة و لكن هذه الأربعة أهمها.

النوع الأول شرك الدعوة ، دعوة غير الله و المراد الدعاء الدعوة الدعاء ، دعاء غير الله كأن يطلب المدد من الميت يدعو الميت أو يدعو الحي الحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله حتى لو دعا حي قادر يقول يا فلان اغفر لي هذا ا يستطيعه إلا الله أو يا فلان انصرني أو ارزقني لا يستطيع الرزق أو أدخلني الجنة أو نجني من النار هذا شرك و كذلك دعاء الميت.

إذا دعاء الميت من دون الله طلب المدد أو تفريج الكربات أو إغاثة اللهفات أو الشفاعة صار مشركا كأن يقول مدد مدد يا رسول الله حتى لو كان الرسول عليه الصلاة و السلام الرسول عليه الصلاة و السلام نبي كريم يطاع و يتبع لكن لا يعبد فالعبادة حق الله فالله تعالى له حق و هو العبادة و لا يرضى أن يشركه أحد في عبادته و الرسول له حق و هو الطاعة و الاتباع و المحبة عليه الصلاة و السلام و العبادة لله بما شرعه و المؤمنون لهم حق تقديرهم و احترامهم و إعطائهم حقوقهم و الاقتداء بهم في الخصال الحميدة و الأعمال الصالحة لا تخلط بين الحقوق فالله له حق و الرسول له حق و المؤمنون لهم حق و الوالدان لهم حق فأعط كل ذي حق حقه ، حق الله العبادة لا يجوز أن تعبد مع الله أحدا غيره لا لرسول و لا غيره و من صرف العبادة للرسول عليه الصلاة و السلام أو غيره صار مشركا و إذا مات عليه صار من أهل النار فهذا شرك الدعاء كأن يقول يا رسول الله أغثني يا رسول الله فرج كربتي كما يقول بعض الزوار  يا رسول الله جئتك من بلاد بعيدة فلا تخيب رجائي أنا في حسبك أنا في جوارك اشفع لي يا رسول الله هذا شرك شفاعة لغير الله أو يقول مدد يا رسول الله أو مدد يا حسين أو يا عبد القادر الجيلاني مدد يا بدوي مدد يا دسوقي مدد يا ابن علوان فرج كربتي و كما يقول بعض الشيعة يدعون الحسين و يدعون المهدي المنتظر يقولون أدرك أدرك كل هذا من أنواع الشرك و الدليل عى أن الدعاء لغير الله شرك.

قال المؤلف رحمه الله " الدليل قوله تعالى عن المشركون فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ المشركون إذا ركبوا في البحر في السفينة اخلصوا قالوا يا الله يا الله يا الله فإذا نزلوا في البر و سلموا قالوا يا علي يا حسين يا فلان و عبدوا غير الله إذا ركبوا في الفلك وحدوا و إذا نجاهم الله إلى البر أشركوا.

و من الأدلة قوله تعالى وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ سماه الله كافرا.

و قال وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ۝ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ.

و قال تعالى فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ.

و قال تعالى وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا أحدا نكرة في سياق النهي فتكون عامة للرسول و غيره.

و قال سبحانه وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ يعني المشركين هذا بدعاء الميت و الغائب و كذلك الحي الحاضر في ما لا يقدر عليه إلا الله أما دعاء الحاضر الحي فيما يقدر عليه فلا بأس كأن تقول يا فلان اقرضني مالا أو ساعدني في إصلاح سيارتي أو منزلي للحي الحاضر ها ليس بشرك هذه أمور عادية أو غريق غرق في البحر فينادي صياد يقو أغثني و يستطيع السباحة لا بأس هذا حي حاضر أسبابه ظاهرة لكن يدعو ميت الميت ليس معه أسباب هذا شرك أو يدعو غائب لا يسمع لكن إذا اتصل بالهاتف الآن و لو كان غائبا إذا اتصل بالهاتف و قال أعطني قرض أو اشفع لي عن طريق الهاتف هذا لا بأس لأنه يعتبر حاضر لكن دعاء الميت أو الغائب الذي لا يمكن سماعه أو الحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله هذا هو الشرك .