(المتن)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:
حدثني هارون بن سعيد الأيلي قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني حرملة عن عبدالرحمن بن شماسة قال: أتيت عائشة رضي الله عنها أسألها عن شيء فقالت: ممن أنت فقلت: رجل من أهل مصر فقالت: كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه فقال: ما نقمنا منه شيئا إن كان ليموت للرجل منا البعير فيعطيه البعير والعبد فيعطيه العبد ويحتاج إلى النفقة فيعطيه النفقة فقالت: أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك ما سمعت من رسول الله ﷺ يقول في بيتي هذا : اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به.
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد...........
في الحديث الأول قول النبي ﷺ إن المقسطين على منابر من نوعن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وفي أهليهم وما ولَوا وفي لفظٍ وما ولّوا هذا فيه فضل العادلين في حكمهم، فالأمراء الذين يعدلون والحكام لهم فضل عظيم، في الحديث السابق أن النبي ﷺ قال لأبي ذر لما طلب الولاية إنك ضعيف وإنها خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها -في اللفظ الآخر- قال لأبي ذر إني أراك ضعيفاً وإني أحبك أحب لك ما أحب لنفسي فلا تأمّرن على اثنين ولا تولين مال يتيم هذا فيه دليل على ترهيب من الولايات والدخول فيها لمن لم يكن أهلاً لذلك، الجمع بين الحديثين أن الأحاديث التي فيها الوعيد على من تولى ولاية هذا محمول على من لم يكن أهلاً للولاية أو كان أهلاً لها ولم يعدل فيها، أما من كان أهلا للولاية وعدل فيها فقد دلت النصوص على فضله، ومن ذلك حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمامٌ عادل فيه فضل عظيم الإمام العادل لأن الإمام العادل به تأمن السبل وتقام الحدود وينتصف للمظلوم من الظالم وتقام الحدود ويأُمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويجاهد في سبيل الله تحت تحتهم يقام فيه الحج والجهاد، فالإمام العادل له فضل عظيم، وفي هذا الحديث فضل العادلين إن المقسطين على منابر من نور المقسطين جمع مقسط وهو العادل يعني: العادلين من (أقسط يقسط إقساطاً) من الرباعي، ومنه قوله تعالى وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، أما قسط من الثلاثي قسط يقسط قسطاً وقسوطاً فمعناها: الجور والظلم ومنه قوله تعالى وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا فالقاسط يقصد به والعادل، الفرق بينه وهذا من الثلاثي وهذا من الرباعي المقسط من أقسط إلى عدل والقاسط من قسط إلى جار وظلم، فيه إثبات لليدين لله عز وجل وأن يديه كلتاهما يمين يعني في الشرف والفضل وعدم النقص وإلا فقد ثبت في صحيح مسلم أن له سبحانه يمين وشمال لكن كلٌ منهما يمين في البركة والشرف والفضل وعدم النقص، بخلاف المخلوق فإن يده الشمال ضعيفة في الغالب يكون عنده فيها نقص وضعف، أما الرب سبحانه وتعالى فكلتا يديه يمين في الشرف والفضل وعدم النقص، جاء في صحيح مسلم أن لله شمال لكن بعضهم طعن فيه فيها وقال إنها شاذة، والأصل أن في الحديث الآخر بيده اليمنى كذا وبيده الأخرى القبض فلله تعالى يدين كلتاهما يمين في الشرف والفضل والبركة، قال الله تعالى مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ وقال تعالى: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ فله سبحانه يدان كريمتان شريفتان كل منهما يمين في الفضل والبركة، وهؤلاء المقسطون لهم هذا الفضل الذين يعدلون في حكمهم وفي أهليهم وما ولوا وأما قول النووي تأويل النووي وغيره: في اليد بأن هذه من الصلات التي لا يعرف معناها ونسبها إلى الجمهور. هذا كله باطل.
( ايش كلام النووي على كلام النووي على اليدين؟ )..
الذين يعدلون في حكمهم، جميع الولايات ومن ذلك حكم رجل في أهله وأولاده ما نص الحديث الذين في حكمهم وأهليهم وما ولوا يعني أنهم في حكمهم في أهليهم وفي أولادهم وفي الولايات التي يتولونها.
المتن:
أما قوله ﷺ عن يمين الرحمن فهو من أحاديث الصفات قد سبق في أول هذا الشرح بيان اختلاف العلماء فيها وأن منهم من قال: نؤمن بها ولا نتكلم في تأويله ولا نعرف معناه لكن أعتقد أن ظاهرها غير مراد، وأن لها معنى يليق بالله تعالى وهذا مذهب جماهير السلف وطوائف من المتكلمين.
والثاني: أنها تأول على ما يليق بها وهذا قول أكثر المتكلمين على هذا قال القاضي عايض المراد بكونهم عن اليمين الحالة الحسنة والمنزلة الرفيعة قال: قال: ابن عرفة يقال أتاه عن يمينه إذا جاءه من الجهة المحمودة والعرب تنسب الفعل المحمود والإحسان إلى اليمين وضده إلى اليسار، وقالوا: واليمين مأخوذة من اليمن، وأما قوله ﷺ: وكلتا يديه يمين فتنبيه على أنه ليس المراد باليمين جارحةٌ تعالى الله عن ذلك، فإنها مستحيلة في حقه سبحانه وتعالى.
الشرح:
(لا حول ولا قوة إلا بالله) كل من القولين باطل، القول الأول: الذي نسبه إلى جماهير السلف هو قول المفوضة لا نعرف معناه، والقول الثاني: قول المأولة المؤولين المحرفين من الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم كلهم يقولون الباطل، والصواب الذي تدل عليه النصوص وعليه أئمة السلف والصحابة والتابعين ومن بعدهم: إثبات اليدين لله عز وجل وإثبات معناها، وأن لها معنى والمراد بها كما جاءت، وعدم التعرض للكيفية بتأويل أو تعطيل أو تشويه أو تحريف هذا هو الصواب، وقوله هنا كما قال جارحة أو غير جارحة، إذا كان النووي رحمه الله وغيره من كبار من الكبار غلطوا في هذا، فإن غيره يغلط من باب أولى أن يدل ينبغي لطالب العلم أن يعض على مذهب السنة والجماعة بالنواجذ ،ويعتني به ويحمد الله أن وفقه لمعتقدات السنة والجماعة، إذا كان هؤلاء العلماء الكبار غلطوا في هذا غلطوا في الصفات بسبب أنهم في زمنهم لم ينشؤا ولم يوفقوا لمن ينشئهم على معتقدات السنة والجماعة، فظنوا أن هذا هو الحق.
(المتن)
قال: أتيت عائشة أسألها عن شيء فقالت: ممن أنت فقلت: رجل من أهل مصر فقالت: كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه فقال: ما نقمنا منه شيئا إن كان ليموت للرجل منا البعير فيعطيه البعير والعبد فيعطيه العبد ويحتاج إلى النفقة فيعطيه النفقة فقالت: أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك ما سمعت من رسول الله ﷺ يقول في بيتي هذا: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فا شقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به
(الشرح)
مداخلة للشيخ في نطق كلمة شماسة: (شماسة مثلث يقال: شمُاسة أو شَماسة أو شِماسة، و ذكر الحافظ تقريبا أنه بالكسر وفيه الوجهان شُماسة وشِماسة مثلث شمُاسة و شَماسة و شِماسة)
وهذا فيه فضل عمرو بن العاص كان والياً على مصر، وفيه أنه كان يعتني بالرعية من مات له بعير أعطاه من بيت المال ومن مات له عبد أعطاه ومن يحتاج النفقة انفق عليه فيه فضل عائشة رضي الله عنها وأنها لم تكتم الحديث، مع أنه حصل قصة لعمرو مع أخيها عبدالرحمن كان صبياً وكان ممن خرج على عثمان غره بعض السفهاء، يقال: أنه قتل أسيرا، وقيل أنه أحرق في جيفة حمار، فقالت: إنه ما يمنعني الذي فعل بأخي أن أذكر الحديث، فهذا فيه فضل عائشة رضي الله عنها وأنه ما منعها كون عمرو حصل له مع أخيه هذي القصة، ذكر في الحديث في فضله، وفيه فضل الولاة الذين يرفقون بالرعية والوعيد الشديد على من يشق عليهم، وهذا دعاء من النبي ﷺ وهو مستجاب، اللهم من ولي من أمتي شيئا فشق عليه فاشقق عليه ومن ولي من أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به قال: (رفق يرفق ورفق يرفق) من باب (نصر ينصر، ظلم يظلم) هذا في الأفعال الغير مشهورة يكون فيها وجهان وهذا دعاء من النبي ﷺ لولاة الظلمة بأن يشق الله عليهم، والولاة العادلين بأن الله يرفق بهم ودعائه عليه الصلاة والسلام مستجاب .
الطالب: (12:7)
حُديج لا، معروف هو عمرو معروف هو عمرو في كتب السير نعم هذا مشهور عند أهل السيرة في التاريخ أن والي مصر هو عمرو بن العاص .
(المتن)
حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ليث "ح" وحدثنا محمد بن رمح قال: حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنه رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
(الشرح)
نعم وهذا فيه دليل على عظم المسؤولية وأن كل أحد مسؤول، ليس هناك أحد يتنصل المسؤولية كل واحد مسؤول أمام الله، لكن هذه المسؤولية تختلف وأعظم الناس مسؤولية الإمام إمام المسلمين ورئيس الدولة مسؤول عن الدولة كلها، ثم الأمراء كل أمير مسؤول، ثم الوزراء الوزير مسؤول عن وزارته، ثم القضاة مسؤولون، ومدراء المدارس ورؤساء الأقسام كلهم مسؤولون، وإمام المسجد مسؤول عن جماعة المسجد، وإن كانت ولايته ضعيفة والمؤذن مسؤول والرجل مسؤول عن في بيته عن زوجته وأولاده وخدمه ودوابه هل يحسن إليهم أو يسيء إليهم، والمرأة راعية في بيت زوجها على أولادها وبناتها، والخادم راع في مال سيده، والإنسان مسؤول عن نفسه وحده، الإنسان مسؤول عن نفسه أيضا، حتى الذي ليس له أولاد ولا زوجة ولا أحد.. مسؤول عن نفسه، هل يستقيم على طاعة الله ويكبح جماح نفسه ولا يتبع الهوى والشيطان، أو يستجيب لداعي الهوى والنفس هو مسؤول عن نفسه يلزم نفسه بطاعة الله وينهاها عن معصية الله، وإذا كان خادم في مال سيده يكون أيضا مسؤول عن نفسه وعن مال سيده، وإذا كانت امرأة في بيت زوجها مسؤولة عن نفسها وعن أولادها وإذا كان رجل في أهل بيته مسؤول عن نفسه وأولاده وهكذا، ولهذا قال ألا فكلك راع وكلكم مسؤول عن رعيته عليه الصلاة والسلام كل من ألفاظ العموم كلكم راع، ليس هناك أحد ليس عليه مسؤولية ولكن تختلف هذه المسؤولية .
(المتن)
وحدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر كلهم عن إسماعيل، عن إسماعيل بن جعفر عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال: رسول الله ﷺ "ح" وحدثني حرملة بن يحيى قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله عن أبيه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: بمعنى حديث نافع عن ابن عمر وزاد في حديث الزهري قال: وحسبت أنه قد قال: الرجل راع ....
تنبيه: هنا انقطع الصوت..(17:0)
أعيد الحديث من :
مداخلة للشيخ: (عاد عبدالله عبيد الله )
قال :عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه، فقال معقل: إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله ﷺ لو علمتُ أن لي حياة ما حدثتك إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من عبد يسترعيه الله رعيه يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة.
وحدثناه يحيى بن يحيى قال: أخبرنا يزيد بن زريع عن يونس عن الحسن قال: دخل ابن زياد على معقل بن يسار وهو وجع بمثل حديث أبي الأشهب وزاد قال: ألا كنت حدثتني هذا قبل اليوم قال: ما حدثتك أو لم أكن لأحدثك.
وحدثنا أبو غسان المسمعي وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى قال: إسحاق أخبرنا وقال: الآخران حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة عن أبي المليح أن عبيد الله بن زياد دخل على معقل بن يسار في مرضه فقال له: معقل إني محدثك بحديث لولا أني في الموت لم أحدثك به سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة
(الشرح)
وهذا وعيد شديد على الولاة الظلمة الذين يغشون رعيتهم ما من عبد يسترعيه الله رعية ثم لا لا يجهد لهم وينصحهم إلا يدخل الجنة معهم -وفي اللفظ الآخر- إلا حرم الله عليه الجنة، هذا دليل على أن غش الرعية وعدم النصح لهم من كبائر الذنوب، وأنه متوعد بالنار، وعبيد الله بن زياد هذا أمير كان أمير على العراق وكان ظالماً، فمرض معقل بن يسار الصحابي الجليل فدخل عليه عبيد الله يزوره فحدثه بهذا الحديث خشية من كتمان العلم، وكان لم يحدثه بالأول لأنه كان ظالما كان يخشى من شره وظلمه فلما حضرت الوفاة أبلغه خشية من كتمان العلم ونصيحة له فقال كأنه قال: لولا أن حدثتني ميتة الموت قبل ذلك؟ قال لم أكن لأحدثك قال: (لولا أني في الموت ما حدثتك) فأبلغه بأن غش الرعية من كبائر الذنوب وأنه متوعد بالنار متوعد بالنار قال حرم الله عليه الجنة (إلا لم يدخل الجنة معهم) كل هذا يدل على أنه من الكبائر غش الرعية، فالواجب على من ولاه الله شيئا من أمر المسلمين أن يعدل وأن يحذر من الغش .
(المتن)
حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا جرير بن حازم قال: حدثنا الحسن أن عائذا بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله ﷺ، دخل على عبيد الله بن زياد فقال: أي بني إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن شر الرعاء الحطمة فإياك أن تكون منهم فقال له: اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد ﷺ فقال: وهل كانت لهم نخالة إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم.
(الشرح)
(المتن)
الطالب: (السؤال)
أصحاب الدشوش هل يعتبرون غاشين لرعيتهم؟
الشيخ: (الجواب)
نعم لا شك أن هذا الذي يضع في بيته دش هذا من الغش غش رعيته لا شك، يدخل الشر على في بيته من الدشوش وغيره لاشك هذا من الغش -نعوذ بالله نسأل الله العافية- إذا سبب في فساد أخلاقهم وفي تضييعهم للصلوات وفي إفساد عقائدهم تنشر عقائد اليهود والنصارى، تنشر الدعارة والتفسخ والعري، هذا من لا شك من الغش نعوذ بالله للرعية، نسأل الله السلامة والعافية .
(المتن)
(أحسن الله إليك) وحدثني زهير بن حرب قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قام فينا رسول الله ﷺ ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال: لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول: يا رسول الله أغثني! فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة، فيقول: يا رسول الله أغثني! فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، يقول يا رسول الله أغثني! فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح، فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك .
(الشرح)
وهذا فيه الوعيد الشديد على الغلول، والغلول أصله أصل الخيانة والسرقة من الغنيمة قبل أن تقسم يقال له غلول، والغلول يشمل الأخذ من الأموال المشتركة خُفية، يشمل الأخذ من بيت المال أو من الصدقات التي جمعت أو من الأوقاف، وأصله أخذ من الغنيمة قبل أن تقسم، الغنيمة التي تجمع في الحروب، الغنائم التي تؤخذ من الأعداء وتجمع تقسم على الغانمين ،يؤخذ الخُمس لله ولرسوله ولذي القربى، وأربعة أخماس تقسم على الغانمين فإذا جاء بعض أفراد الجيش وأخذ الغنيمة خفية يسمى غلول هذا هو الغلول، ومثله الغلول: الغلول من بيت المال خفية، أن يأخذ من بيت مال المسلمين أو من أوقاف جمعت أو من صدقات من أوقاف ومن صدقات كل هذا من الغلول، عليه الوعيد الشديد قال الله وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ و ومن غل شيئا فإنه يأتي به يوم القيامة يعذب –نعوذ بالله-وهذا والنبي ﷺ نصح الأمة وحذرهم من الغلول قال: لا ألفين يعني: لا أجدن أحدكم يأتي يوم القيامة غالاً بعير له رغاء يحمله على رقبته البعير الذي أخذه من الغنيمة وأخفاه يأتي به على رقبته يوم القيامة يحمله يعذب به، لا ألفين أحدكم يأتي يوم القيامة على رقبته بقرة لها خوار، -صوت البقرة-، لا ألفين أحدكم يوم القيامة يأتي يوم القيامة وعلى رقبته شاة لها خواء -وفي لفظ- شاة تيعر لا ألفين يوم القيامة أحدكم يأتي على رقبته رقاع تخفق، لا ألفين أحدكم يأتي يوم القيامة وعلى رقبته نفس لها صياح، يعني: عبدٌ غله أو أو حرٌ تملكه، لا ألفين أحدكم يوم القيامة يأتي يوم القيامة على رقبته صامت يعني ذهب وفضة غلها، والمعنى أنه: يأتي يوم القيامة الغال يحمل هذا الغل على رقبته ويعذب به، ويكون فضيحة له أمام الناس، -نعوذ بالله- فضيحة عليه وخزي وندامه وعار مع العذاب أعوذ بالله نعوذ بالله .
(المتن)
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أبي حيان "ح" وحدثني زهير بن حرب قال: حدثنا جرير عن أبي حيان وعمارة بن القعقاع جميعا عن أبي زرعة عن أبي هريرة بمثل حديث إسماعيل عن أبي عن أبي حيان.
وحدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد عن أيوب عن يحيى بن سعيد عن أبي زرعة.
مداخلة للشيخ يسأل إذا هناك شرح عن (الرقاع تخفق)؟
تكلم عن الرقاع تخفق؟ يعني العروض، يعني الثياب، يعني الحيوانات، يأتي بها والثياب يأتي بها والذهب والفضة يأتي بها، أي شيء يأخذه يأتي به على رقبته.
الطالب: (السؤال)
(31:1)
(الجواب)
إذا تاب عليه أن يرده الغنيمة أما إذا ما استطاع، قال بعضهم: يخرج الخمس ويتصدق بالباقي، نعم يخرج الخُمس لولي الأمر والباقي يتصدق به، إذا تعذر .
(المتن)
وحدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد عن أيوب عن يحيى بن سعيد عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال: ذكر رسول الله ﷺ الغلول فعظمه واقتص الحديث قال: حماد ثم سمعت يحيى بعد ذلك يحدثه فحدثنا بنحو ما حدثنا عنه أيوب.
وحدثني أحمد بن الحسن بن خراش قال: حدثنا أبو معمر قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا أيوب عن يحيى بن سعيد بن حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي ﷺ بنحو حديثهم.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وابن أبي عمر -واللفظ لأبي بكر- قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل رسول الله ﷺ رجلا من الأسد يقال له: ابن
مداخلة للشيخ:(من الأزد وهو الأسد يقال الأزد والأسد يقال الأزدي بالسين والأسد والأزد فيه الوجهان "الزاي" تنوب عنه "س" أزد وأسد)
استعمل رسول الله ﷺ رجلا من الأسد يقال له ابن (اللُتْبية) قال عمرو وابن أبي عمر: على الصدقة فلما قدم قال: هذا لكم وهذا لي أهدي لي قال: فقام رسول الله ﷺ على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم وهذا أهدي لي أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا والذي نفس محمد بيده لا ينال أحدكم منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه بعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ثم قال: (اللهم هل بلغت مرتين) .
(الشرح)
وهذا فيه دليل على أن هدايا العمال غلول، ما يهدى للعمال فإنه من الغلول إذا أعطى عامل على الصدقة فإنه لا يقبل الهدية، وإذا قبلها فإن عليه أن يردها إلى بيت المال لأنه ما أهدي إليه إلا لكونه عامل، لو لم يكن عامل ما جاءت الهدية، ولهذا لما استعمل النبي ﷺ هذا الرجل من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة يجمع الصدقة صار بعض الناس يعطونه هدايا، وهذه الهدية يعطونها كأنها رشوة حتى يخفف عنهم يتساهل معهم فلما جاء قال هذا لكم هذي الصدقات اللي جمعتها وهذه هدايا لي، فالنبي ﷺ بين أن هدايا العمال غلول حمد الله وأثنى عليه وقال ما بال الرجل نبعثه على العمل فيأتي فيقول: هذا لكم وهذا أهدي لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر هل تأتي هديته إن كان صادقا كما في اللفظ الآخر، يعني: لو لم يكن عاملا ما جاءته هدية لو كان جالس في بيته ما جاءته الهدية، ما جاءته الهدية إلا من أجل العمل، ثم بين النبي ﷺ، أن من أوتي هدية عليه أن يأتي بها، سيأتي في الأحاديث أن النبي ﷺ قال من كتم مشط فما دونه يعني حتى الإبرة مخيط فهو غلول، ولهذا قال لا ألفين أحدكم يأتي يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء أو على رقبته بقرة لها خوار صوت البقرة أو على رقبته شاة تيعر صوتها يعني أنه أن هذي إذا أهدي إليه بقرة أو بعير أو شاة فإنه يأتي بها فإن لم يأتي بها فهي غلول يأتي بها يوم القيامة يحملها على رقبته، مثل الذي أخذ من بيت المال الذي أخذ من بيت المال والذي أخذ من الغنيمة يأتي غلول، والعامل إذا اعطي هدية كذلك ومثل الموظف الآن الموظف يعطى هدية لشخص رئيس القسم يعطي هدية حتى مثلا يقدمه على غيره أو يقدمه في الوظيفة قد يكون ليس أهلا للوظيفة يعني هذه رشوة، فلا يجوز له أن يأخذ الناس كلهم سواء كونه هذه يعطيه هدية حتى يقدم معاملته على غيره أو حتى يقدمه على غيره أو يكتب أنه مستحق لتولي الوظيفة أو غيرها من أجل الرشوة، ومثله أيضا ما يعطاه القاضي من أحد الخصمين أو بالرشوة حتى يحكم له كل هذا من الرشوة، وما يعطاه الولاة والعمال والموظفين كلها هذا من الغلول يجب عليه أن يرده إلى بيت المال وإلا فلا يأخذها .
الطالب:(السؤال)
(أحسن الله إليك)
إرجاعه إلى بيت المال من باب التخلص؟
الشيخ:
لا،، ما هو إرجاعه لأنه أعطيها بسبب الولاية ما دام أخذها يردها إلى بيت المال ماهو متخلص، هو الآن أعطيها الآن وهو المسؤول من قبل ولي الأمر ويجمع أموال يحطها مع الأموال التي يجمعها كلها تروح لبيت المال، فهذا العامل الذي يجمع الصدقات أعطي هدايا يحط الهدايا مع الأموال التي جمعها تروح لبيت المال الصدقات التي يجمعها ومعه هدايا حطها الهدايا مع الصدقات طريقها واحد.
الطالب/ س:( 37:33)
هو لا يقبل في الأول لا يقبل، إذا قبلها فإنه يجعلها مع الصدقات في بيت المال .
(السؤال)
(أحسن الله إليك)
الطالب/ س: (37:41)
الشيخ:
في هذا لا يدخل في دائرته شيء يسير شيء قليل هذا ما يتعلق بشخصه ولا يستفيد منه .
(السؤال)
الطالب: س/(38:00)
الشيخ:
نعم كذلك لا ما ينبغي لأن هذا معناه قد يؤدي به إلى كونه مثل يقدمه على غيره أو مثلا يتساهل معه في التصحيح أو في الدرجات.
(السؤال)
(38:20)
الشيخ:
قبول الهدية شيء آخر الرسول ما قبل هدية من أجل الولاية قبول هدية معروف. كان النبي ﷺ يقبل الهدية ويثوب عليها.
إذا هدية لا بأس لو أهدى شخص إنسان وهو ليس في ولاية أو كان يهدي له قبل الولاة ماله علاقة بالولاة لا بأس بها، لكن الهدية من أجل الولاية من أجل عمل، عامل يجمع الصدقات يعطي هدية حتى يتساهل معه في قبض الصدقات، إما إذا كان مثلا يقبل الزكاة كالشاة يأخذ شاة مثلا ليست من الوسط يأخذ من الرديء من أجل الهدية هذه تكون رشوة .
ثم أيضا هذي الهدية ما أعطيت إلا من جهة ما أعطيت له إلا من أجل الولاية فهي تكون تابعة للشيء الذي يجمع يجمعه تكون لبيت المال .
(المتن)
حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا: أخبرنا عبدالرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن أبي عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل النبي ﷺ ابن اللتبية رجلا من الأزد على الصدقة فجاء بالمال فدفعه إلى النبي ﷺ فقال: هذا مالكم وهذه هدية أهديت لي........
الشرح:
(هذا مالَكم أو هذا مالُكم يحتمل هذا مالَكم ما موصولة بمعنى هذا الذي لكم أو هذا مالُكم يعني هذا المال لكم نعم)
المتن:
وهذه هدية أهديت لي فقال له النبي ﷺ : أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك فتنظر أيهدى إليك أم لا .
الشرح:
(يعني ما أهدي إلا من أجل من أجل عمل لو جلس في بيت أبيه وأمه ما جته هدية الناس جالسين في بيوتهم ما جتهم هدايا)
المتن:
(أحسن الله إليك ) ثم قام النبي ﷺ خطيبا ثم ذكر نحو حديث سفيان حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام عن أبيه عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل رسول الله ﷺ رجلا من الأزد على صدقات بني سليم يدعى ابن الأتبية فلما جاء فلما جاء حاسبه قال هذا مالكم...
الشرح:
(حاسبه فيه محاسبة العمال واللي ينبغي محاسبة العمال ينظر ما قبضوه ومالم يقبضوه)
المتن:
(الشرح)
وهذا فيه عناية النبي بهذا الأمر بأنه رفع يديه مرتين أو ثلاثاً حتى رئي بياض إبطيه في اللفظ الآخر حتى رئي عفرتي إبطيه العفرة هي البياض الذي ليس بناصع فيه شيء من لون الأرض، حتى أنه رفع يديه وقال اللهم هل بلغت فشهدوا له بالبلاغ عليه الصلاة والسلام ونحن نشهد له بالبلاغ عليه الصلاة والسلام كله من اهتمامه لهذا الأمر رفع يديه قال اللهم هل بلغت حتى رئي بياض إبطيه لأن عليه الرداء يعني الرداء في الغالب يلبس الإزار والرداء لهذا رؤي بياض ابطيه، أما لو كان عليه قميص ما رئي بياض الإبطين لكن الظاهر عليه رداء مثل المحرم في الحج عليه إزار ورداء، كانوا العرب يلبسون الأزر (43:4) وأحيانا يلبسون القُمص كان عليه الرداء فإذا رفع يديه ظهر بياض الإبطين
(السؤال)
الطالب:(43:10)
الشيخ:
الأتبيه وجه من وجه في في الكلمة .
(المتن)
وحدثناه أبو كريب قال: حدثنا عبدة وابن نمير وأبو معاوية ح: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدالرحيم بن سليمان "ح" وحدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان كلهم عن هشام بهذا الإسناد وفي حديث عبدة وابن نمير فلما جاء حاسبه قال :كما قال: أبو أسامة وفي حديث ابن نمير تعلمن والله والذي نفسي بيده لا يأخذ أحدكم منها شيئا وزاد في حديث سفيان قال: بصر عيني وسمع أذناي...
الشرح:
(يعني أنه متأكد بصر عيني وسمع أذناي متأكد سمعه بأذنه ورأه بعينه نعم)
المتن:
وحدثناه إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا جرير عن الشيباني عن عبدالله بن ذكوان وهو أبو الزناد عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله ﷺ استعمل رجلا على الصدقة فجاء بسواد كثير فجعل يقول هذا لكم وهذا أهدي إلي فذكر نحوه قال عروة: فقلت لأبي حميد الساعدي أسمعته من رسول الله ﷺ قال: من فِيِهِ إلى أذني.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا الوكيع بن جراح قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عدي بن عميرة الكندي قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخِيطا
مداخلة للشيخ في كلمة (مخيطا)
(مخْيطا) (مخْيط يعني إبرة الإبرة التي يخاط بها)
(أحسن الله إليك)
(من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخْيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة قال: فقام إليه رجل أسود من الأنصار كأني أنظر إليه فقال يا رسول الله أقبل عني عملك قال: وما لك قال: سمعتك تقول كذا وكذا قال وأنا أقوله الآن من استعملناه منكم على عمل فليجيء بقليله وكثيره فما أوتي منه أخذ وما نهي عنه انتهى)
(الشرح)
نعم الرسول عليه الصلاة والسلام حذر قال من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخْيطا مخْيط يعني كتم يخفى أخفى من ولو من الغنيمة ولو مخْيط ولو هي الإبرة جاء به يوم القيامة يحمله، فخاف رجل من الأنصار ما ولي عليه أسود قال: يا رسول الله اقبل عني عملي خلاص أنا ما أريد العمل يعني مولى عن العمل قال: مالك؟ قال: سمعتك تقول كذا وكذا ما..... يعني: خشي من الولاية فقال له وأنا أقوله الآن من كتم مخْيطا فليأتي بقليله و وكثيره فمن وليناه على عمل فليأتي بقليله وكثيره فما أوتي أخذ وما لم يؤتى ترك يعني يأتي بجميع ما يأخذه ويقبضه من الصدقات وغيرها، ثم أيضا إذا أعطاه ولي الأمر شيئا يأخذه وإذا لم يعطه يتركه.
(المتن)
حدثنا وحدثناه محمد بن عبدالله بن نمير قال: حدثنا أبي ومحمد بن بشر ح وحدثني محمد بن رافع قال: حدثنا أبو أسامة قالوا: حدثنا إسماعيل بهذا الإسناد بمثله وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: أخبرنا الفضل بن موسى قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: أخبرنا قيس بن أبي حازم قال سمعت عدي بن عميرة الكندي يقول سمعت رسول الله ﷺ يقول بمثل حديثهم.