(المتن)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال الإمام مسلم – رحمه الله- (في كتاب الإمارة)
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا ابن عيينة "ح" وحدثنا ابن نمير قال: حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال: لم نبايع رسول الله ﷺ على الموت إنما بايعناه على أن لا نفر.
وحدثنا محمد بن حاتم قال: حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر يُسألُ كم كانوا يوم الحديبية قال: كنا أربع عشرة مائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة فبايعناه غير جد بن قيس الأنصاري اختبأ تحت بطن بعيره.
(الشرح)
نسأل الله العافية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.
وهذا لم يبايع لنفاقه جد بن قيس.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد...
فهذه بيعة الرضوان، تسمى بيعة الرضوان وكانت في هذه الغزوة أو العمرة تسمى عمرة الحديبية، وذلك أن النبي ﷺ أحرم بالعمرة في السنة السادسة من الهجرة، فلما نزل بالحديبية وهي على حدود الحرم من جهة جدة تسمى الآن الشميسي، صدهم المشركون ومنعوه فأرسل النبي ﷺ إليهم عثمان ليخبرهم أنه ما جاء لقتال وإنما جاء للعمرة، فاحتبسوا عثمان وشاع بين المسلمين أن عثمان قد قتل، فبايع النبي ﷺ الصحابة على قتال قريش، فلما سمعت قريش بذلك خافوا وأطلقوا عثمان، قال: بايعه على ألا يفر ولم يبايعه على الموت ، المعنى واحد يعني: بايعه على الصبر على القتال والاستمرار حتى الموت، حتى النصر أو الموت لكن المقصود من هذه البيعة حصلت على هذا حصلت على عدم الفرار وليس على عدم الموت بعض الصحابة أخبر أنه قال: بايعناه على الموت .
(الجد بن قيس هذا فلم يبايع لنفاقه -نسأل الله العافية- جلس تحت بطن ناقته ولم يبايع بسبب الشر والنفاق الذي في قلبه -نعوذ بالله-، حرم هذا الخير العظيم وأهل بيعة الرضوان هم أفضل الناس فقد أخبر الله تعالى أنه رضي عنهم فقال سبحانه وتعالى: لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ثبت في صحيح مسلم في حديث حفصة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة وهذا فضل عظيم المزية لأهل بيعة الرضوان وهم أهل بيعة الرضوان هو الحد الفاصل بين السابقين الأولين، فمن أسلم قبل الحديبية فهو من السابقين الأولين المهاجرين ومن أسلم بعدها فليس من السابقين الأولين في أصح قول العلماء.
وأسلم خالد بن الوليد وجماعة أسلموا بعده، بعد بيعة الرضوان وهم في المرتبة الثانية، ثم هناك من أسلم في فتح مكة ويسمون الطلقاء متأخرون ومنهم: أبو سفيان وصخر بن حرب وابناه يزيد ومعاوية كلاهما كل منهم أسلم يوم الفتح ، وخالد بن الوليد أسلم قبل الفتح وبعد الحديبية، ولهذا لما حصل خلاف بين عبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد رضي الله عنهما قال النبي ﷺ مخاطبا خالد: لا تسبوا أصحابي يعني: -أصحابي المتقدمين في الصحبة- فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفة هذه التفاوت العظيم بين السابقين الأولين وبين الباقيين، لو أنفق خالد مثل أحد ذهبا وأنفق عبد الرحمن مد والمد وهو ملئ الكف الكفين أو نص مد ما بلغ خالد ما بلغه عبد الرحمن، لأن عبد الرحمن من السابقين الأولين وخالد أسلم بعد الحديبية).
المتن:
(الشرح)
والله لا شك أنهم خير أهل الأرض هم خير أهل الأرض في ذلك الزمان أو بعده، هم خير أهل الأرض قبل الزمان أو بعده، قد كان جابر قد عمي يقول: لو كنت أبصر لأريتكم مكان الشجرة التي بايع فيها النبي ﷺ كان قد عمي .
(المتن)
(عفا الله عنك)
(الشرح)
نعم يعني: لكفانا الماء الذي في البئر، وكان هناك بئر فيها شيء يسير مما تبظ من الماء بظا فأمر النبي ﷺ أن يوضع فيها سهم من كنانته وبصق فيها فجاشت في الماء حتى ملؤا كل شيء، هذا من قدرة الله العظيمة ومن آياته الباهرة وأنه على كل شيء قدير وهو من المعجزات ومن دلائل نبوة نبينا محمد ﷺ، حيث كثر الله الماء ببركة دعائه عليه الصلاة والسلام وبصقه فيه، ماء قليل ما فيه شيء رجع لما بصق ووضع سهم من كنانته صار يجيش بالماء حتى ملؤا كل شيء، قال: لو كنا ألفا لكفانا لو كنا ألف لكفانا .
(المتن)
(عفى الله عنك)
وحدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال: إسحاق أخبرنا وقال عثمان: حدثنا جرير عن الأعمش قال: حدثني سالم بن أبي الجعد قال: قلت: لجابر كم كنتم يومئذ قال: ألفاً وأربعَ مئة.
وحدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن عمرو يعني ابن مرة قال: حدثني عبد الله بن أبي أوفا قال :كان أصحاب الشجرة ألفًا وثلاث مائة وكانت أسلم ثمن المهاجرين.
(الشرح)
وهذا اختلاف في عدد أصحاب الشجرة قال: كان ألف وثلاث مئة، في حديث جابر السابق ألف وأربع مائة _وفي رواية أخرى- ألف وخمس مئة، وجاء من بينها أن أهل بيعة الرضوان كانوا ألف وأربع مائة وكسر أقل من المئة، فمن قال ألف وأربع مئة حذف الكسر، ومن قال ألف وخمس مائة جبر الكسر، ومن قال ألف وثلاث مئة فقالها بالحزر والتخمين ليس عنده ضبط من باب التقدير فهم كانوا ألف واربع مئة وعدد دون الخمس مئة، فمن قال خمس مئة كمل المئة كمل الكسر، ومن قال ألف وأربع مائة حذف الكسر، ومن قال ثلاث مائة هذا قالها من باب التقدير والحزر والتخمين.
(المتن)
(عفى الله عنك)
وحدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا يزيد بن زريع عن خالد عن الحكم بن عبد الله بن الأعرج عن معقل بن يسار قال: لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي ﷺ يبايع الناس وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه ونحن أربع عشرة مئة قال: لم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على أن لا نفر.
الشرح:
(نعم يعني الصبر على الصبر والقتال والاستمرار والمعنى أنه يبايعنا حتى النصر أو الموت نعم)
(ولكن لم يحصل قتال ولذلك حصل الصلح أطلقوا عثمان وحصل بعد ذلك الصلح)
المتن:
قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا خالد بن عبد الله قال: وحدثنا حامد بن عمرو قال: حدثنا أبو عوانة عن طارق عن سعيد بن المسيب قال: كان أبي ممن بايع رسول الله ﷺ عند الشجرة قال: فانطلقنا في قابل حاجين فخفي علينا مكانها، فإن كانت تبينت لكم فأنتم أعلم.
الشرح:
(قال: خفيت عن المسيب خفي المكان، قابل يعني: السنة القادمة السنة التي بعدها يقول: بحثنا عنها ولم نجد خفيت عن مسيب، لكن عمر بعد ذلك وجدها ثم أمر بقطعِها قطعَها خشية أن يفتتن بها).
المتن:
مداخلة للشيخ (نعم هناك في الحديث الأول على أن لا نفر والمعنى واحد نعم بايع على الموت أو على عدم الفرار)
المتن:
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا المخزومي قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد قال: أتاه آت فقال: هذاك ابن حنظلة يبايع الناس فقال: على ماذا قال: على الموت قال: لا أبايع على هذا أحداً بعد رسول الله ﷺ.
مداخلة للشيخ(ايش قال: تكلم على قوله بايعت حنظلة النسخة الثانيه ؟
الطالب:(15:10)
قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حاتم يعني ابن إسماعيل عن يزيد بن ابي عبيد عن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال: يا ابن الأكوع ارتددتَ على عقبيك على عقيبك ،،،
مداخلة الشيخ لكلمة عقيبك: (على على عقبك وإلا عقبيك) مكتوب عُقيبك عَقيبك عَقيبك عَقيبك؟ الطالب:على عقبيك
الشيخ: (على عقبيك ارتددت على عقبيك نعم)
الطالب: (15:44)
وكان على رأس من طلع من المدينة من أنصار النبي عبد الله بن حنظلة........
(16:4)
الشيخ:(الحديث عندك المتن ايش قال كان عبد الله بن حنظلة يبايع الناس..؟
الطالب: (6:22)
(هذاك ابن حنظلة يبايع الناس فقال: على ماذا قال على الموت)
(الشرح)
ايه يبايعهم على قتال يعني يزيد بن معاوية لما خلعه أهل المدينة وكان من القواد كان عبد الله بن المطيع هو القائد وابن حنظلة كلاهما خلعوا يزيد وقادوا كذا، فحصل من ذلك شر كثير أرسل يزيد بن معاوية هذا الجيش وأخضعهم واستباح المدينة ثلاثة أيام، والشاهد قوله (كان يبايعه الناس على الموت) على قتال يزيد يعني: فقال لا أنا ما أبايع أحد على الموت إلا رسول الله ﷺ عفى
الطالب/ س:(17:7)
(المتن)
(عفى الله عنك)
الشرح:
وهذا فيه دليل على أن سلمة بن الأكوع أقر الحجاج على قوله، " ارتددت على عقبيك" فيه دليل على أنه لا يجوز للإنسان أن يرتد يذهب إلى البادية ويتعرب ويترك البلد لأن سلمة وهو صحابي أقر الحجاج قوله (ارتددت على عقبيك قال ولكن النبي أذن لي في البدو) يعني في الخروج للبادية إلا أنه لا ينبغي للإنسان أن يذهب للبادية ويترك المدن والقرى إلا إذا كان يستطيع إقامة دينه وإظهار دينه لأنه في البادية يبتعد عن سماع المواعظ وعن الجمع والجماعة إذا كان يستطيع على اظهار دينه فلا بأس، ولهذا فإنه لا يجوز للإنسان أن يذهب للبادية ويتعرب جاء في الحديث الآخر أن من الكبائر أن يرتد الإنسان أعربيا بعد أن كان مهاجرا لكن إذا كان يقدر على إظهار دينه فلا بأس -كما سيأتي- إلا إذا في آخر الزمان إذا فسد الزمان ولم يبق وخاف الإنسان على نفسه من الفتن، من أن يفتن في دينه ونزع الخير من المدن والقرى ولم يبق إلا... ولم يوجد مواعظ ولا جمعة ولا جماعة ولا تعلم ولا تعليم ففي هذه الحالة يخرج الإنسان إلى البادية يفر بدينه، كما جاء في الحديث يوشك أن يكون خير أن يكون خير مال المرء غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن وإلا فإنه لا ينبغي للإنسان أن يتعرب ويذهب إلى يكون أعرابيا ويذهب إلى البادية .
الطالب/س: (19:26)
الشيخ: ما يكون صحابي إلا إذا رآه النبي ﷺ ايه إذا نعم)
وقال: وحدثنا محمد بن الصباح أبو جعفر قال: أخبرنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال: حدثني مجاشع بن مسعود السلمي قال: أتيت النبي ﷺ أبايعه على الهجرة فقال: إن الهجرة قد مضت لأهلها ولكن على الإسلام والجهاد والخير
(الشرح)
إذا الهجرة من المكة إلى المدينة انتهت في مكة ومضت لأهلها، لكن ما يتعلق على الجهاد والخير والصبر فإن هذه أعمال صالحة، أما الهجرة فانتهت مضت بعد أن فتحت مكة، ولكن الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام باقية إلى قيام الساعة .
(المتن)
(عفى الله عنك)
الشرح:
يعني: على لزوم الإسلام والاستقامة عليه والجهاد في سبيل الله وعلى الخير في الأعمال الصالحة أما الهجرة من مكة إلى المدينة انتهت في مكة لكن بقى على الإسلام على الاستقامة على الإسلام والتوحيد والإيمان والجهاد في سبيل الله وعلى الصبر على أداء الواجبات وترك المحرمات وعلى الصبر على المصائب.
المتن:
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن فضيل عن عاصم بهذا الإسناد. قال: فلقيت أخاه فقال: صدق مجاشع ولم يذكر أبا معبد قال: حدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم قالا: قال: أخبرنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال: رسول الله ﷺ يوم الفتح فتح مكة، لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا
(الشرح)
لا هجرة يعني: من مكة إلى المدينة ولكن بقي الجهاد والنية الصالحة وإذا استنفرتم فانفروا إذا طلب الإمام منكم النفير فانفروا يعني الخروج إلى الجهاد فاخرجوا، وهذا دليل على أن الجهاد فرض كفاية ويكون فرض عين إذا استنفر الإمام من استنفره الإمام صار فرض عين في حقه، وكذلك إذا ذهب العدو بلد من بلاد المسلمين صار فرض عين عليهم أن يدافعوا حتى يندفع بعده فإن لم يندفع وجب على من حولهم من القرى المجاورة لهم البلدان المجاورة لهم، كذلك إذا وقف في صف القتال ليس له أن يفر .
(المتن)
وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن بن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: سئل رسول الله ﷺ عن الهجرة فقال: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا وحدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي قال: حدثني ابن شهاب الزهري قال: حدثني عطاء بن يزيد الليثي أنه حدثهم قال: حدثني أبو سعيد الخدري أن أعرابيا سأل رسول الله ﷺ عن الهجرة فقال: ويحك إن شأن الهجرة لشديد فهل لك من إبل ؟ قال: نعم! قال: فهل تؤتي صدقتها؟ قال: نعم قال: فعمل من وراء البحار فإن الله لن يتِرَكَ من عملك شيئا.
الشرح:
(لن يتِرَكَ : يعني لن ينقصك لن يتِرَكَ)
وهذا الأعرابي جاء يسأل عن الهجرة فقال ويحك إن ذكر شأنها شديد، يعني الهجرة: هي الانتقال من بلده إلى ولقاءه مع النبي ﷺ ولزومه يخاف عليه أن لا يقوى على ذلك يترك أهله ووطنه ويلازم النبي ﷺ، قال: هل لك من إبل؟ قال: نعم! قال: هل تؤدي صدقتها؟ قال: فاعمل من وراء البحار بحار القرى، يعني: اعمل وأنت في مكانك واجتهد في العمل الصالح والله لا ينقصك من ثواب عملك شيئا، "لِيَتْرَك" لا ينقصك من ثواب عملك شيئا فهو أراد أن يلازم النبي ﷺ وينتقل من بلده ويترك وطنه وأهله خشي عليه النبي ﷺ أنه يشق عليه ذلك وأنه لا يستطيع قال: الهجرة شأنها شديد صعب شاق، تترك أهلك ووطنك ويلازم النبي ﷺ، هذا يحتاج إلى قوة إيمان وعزيمة ويحتاج إلى إيثار، خاص بالصحابة الذين هم خواص النبي صلىالله عليه وسلم، فقال: اعمل من وراء وأنت في قريتك وأنت في بلدك عمل بالإسلام وأدي صدقة إبلك، والله لا ينقصك من ثوابك شيئا .
(المتن)
(الشرح)
وهذه أعمال صالحة يحلبها يوم وردها ويتصدق على الفقراء هذي أعمال صالحة .
(المتن)
وحدثني هارون بن سيعد الأيلي وأبو الطاهر قال: أبو الطاهر قال: أخبرنا وقال: هارون حدثنا ابن وهب قال أخبرني مالك عن ابن شهاب عن عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته عن بيعة النساء قالت: ما مس رسول الله ﷺ بيده امرأة قط، إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته قال (اذهبي فقد بايعتك).
قال: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر -واللفظ لابن أيوب- قالوا: حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر قال: أخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: كنا نبايع رسول الله ﷺ على السمع والطاعة.
الشرح:
وهذه البيعة معناها: المعاهدة والالتزام وكان النبي ﷺ يبايع الرجال على السمع والطاعة ويبايع على الإلتزام بالإسلام ،فكان يبايع الرجال بالمصافحة إذا بايعه صافحه بيده وأخذ عليه البيعة تقوية، أما الناس فإنه يبايعهن بالكلام كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ كان يبايعهن بالكلام ألا تشرك بالله ولا تسرق ولا تزني ولهذا لما أباحت النساء هند بايعها قالت: أو تزني الحرة؟! أو تزني الحرة!؟ يعني: هل يمكن للحرة تزني! فكان يبايعهن بالكلام فإذا أقرت بهذا اعترفت قال قد بايعتك كلاما ، ولا يبايعهن بالمصافحة بالمس باليد ولهذا قالت: عائشة (ولا والله ما مست يده يد امرأة قط إنما كان يبايعهن بالكلام)، ولما مدت إليه امرأة يدها امتنع وقال: إني لا أصافح النساء، فدل هذا على أنه يحرم مصافحة المرأة الأجنبية التي ليست محرم الإنسان مثل زوجة الأخ وزوجة العم وزوجة الخال وأخت الزوجة، هؤلاء ليسوا محارم لا يجوز أن يصافحها ولو كانت كبيرة في السن ولا يقبل رأسها وإنما يسلم عليها من بعيد بالكلام كيف حالك كيف وهي ترد عليه بدون مصافحة بدون خضوع في القول، ولا بد يكون من غير خلوة فيكون معهم محرم يكون معهم ثالث، ولا يكون هناك ريبة، يسلم بالكلام كيف حالك يا أم فلان كيف حال كذا، ولا يصافح ولا يمس ولهذا قال بعض العلماء: إن المس يعني: أشد من النظر، مس المرأة والجسد أشد من النظر ،فلا يجوز للإنسان أن يصافح ثم قال إني لا أصافح النساء وهو أشرف الخلق والمعصوم قالت عائشة: ما مس رسول الله ﷺ بيد امرأة قط) ولا ينبغي للقراء أن يتساهلوا بعض القراء الذين يرقون يتساهلون تجده يضع يده على رأس المرأة أو كتف المرأة أو يد المرأة، ما ينبغي له هذا، ولكن إذا للضرورة إذا احتاجت للطبيب ويكون معها محرم للعلاج ولم يجد امرأة فلا بأس، أما الرقية مافي حاجة في الرقية إلى أنه يضع يده عليها ولا يضع رأسها عليها ما في حاجة يضع يده على رأسها أو على كتفها، وإنما ينفث نفث بدون مس لأن هذا من أسباب الشر والفساد تحريك الشهوة، وكل من لم يكن لها محرم تسمى أجنبية، الأجنبية التي ليس لا يكون الإنسان محرما لها، مثل بنت العم أجنبية بنت الخال أجنبية زوجة الخال والعم والأخ أجنبية أخت الزوجة أجنبية، لا يجوز للإنسان أن يصافحها ولا أن يمسها ولا أن يخلو بها وحده في البيت ولا أن يسافر بها ،
الطالب : س/ (32:29)
الحلب هو إذا حلب يحلب ويتصدق، يحلب في الحال ويسقى الناس .
الطالب:(32:31)
الشيخ: لا لا المقصود الصدقة ما حصل المقصود لكن إذا بيع هذا هذا لمصلحته، المفروض أنه يحلب ويتصدق، ما كل أحد يستطيع يشتري الفقراء يجتمعون الناس يجتمعون الفقراء والبادية حول الورد، بمصلحة نفسها ،هذا معناه يشوف مكان اجتماع الناس يبيع عليهم، هذا ما فيه حظ للفقراء، البيع يبيع في أي مكان.
الطالب: (33:24)
الشيخ: نعم يجتمعون يجتمعون يتشوفون فالإنسان متشوفا يبيع عليهم يزيدهم، يعني: مشقة هنا ومشقات هنا، وش الفائدة من مجيئه، صار هذا صار هذا، يريد ينهب أموال الناس، ويشوف تجمعاتهم.
(33:43)
(33:45) نعم النبي ﷺ بايع عنه وقال هذه عن عثمان ضرب بيده بالأخرى.