(المتن)
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمدقال الإمام مسلم رحمه الله تعالى :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن العلاء قال إسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن أبي موسى قال سئل رسول الله ﷺ عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله فقال رسول الله ﷺ من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس قال حدثنا الأعمش عن شقيق عن أبي موسى قال أتينا رسول الله ﷺ فقلنا يا رسول الله الرجل يقاتل منا شجاعة فذكر مثله.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري أن رجلا سأل رسول الله ﷺ عن القتال في سبيل الله عز وجل فقال الرجل يقاتل غضبا ويقاتل حمية قال فرفع رأسه إليه وما رفع رأسَه إليه إلا أنه كان قائما فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد ..
هذه الأحاديث فيها فضل الإخلاص في سبيل الله الإخلاص لله عز وجل وأن الأعمال لا تَزكوا ولا تكون مقبولة عند الله إلا بالإخلاص سواء كان أي عمل أي عبادة يتعبد بها الإنسان لله لا بد فيها من الإخلاص قال الله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وذلك دِينُ الْقَيِّمَةِ وهذا ركنٌ لا تصح العبادة إلا به وكذلك لا بد أن يكون العمل أو العبادة متابعاً فيها الإنسان رسول ﷺ تكون موافقه للشرع صواباً على هدي النبي ﷺ لا تصلح العبادة إلا بهذين الأمرين قال الله تعالى: فمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا قال سبحانه: وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ فالإخلاص هو أن يكون قاصد الإنسان وجه الله والدار الآخرة لا رياء ولا سمعة ولا حمية ولا دنيا ولا جاه ولا منصب ولا أي مقصد آخر فإذا تخلف الإخلاص حل محله الشرك الشرط الثاني والركن الثاني أن يكون العبادة موافقة لشرع الله وتسير على منهج الرسول الله ﷺ فإن تخلف هذا الشرط صار هذا العمل بدعة وثبت في الصحيحين أن النبي ﷺ قال : إنَّما الأَعمالُ بالنِّيَّات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امرئٍ مَا نَوَى وهذا مقتضى شهادة أن لا إله الا الله ثبت في الصحيحين عن حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ قال مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ وفي لفظ لمسلم مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ هذا دليل الشرط الثاني كل عمل ليس عليه أمر الله وأمر رسوله فهو مردود يكون بدعه وكل عمل لا يكون خالص لوجه الله فهو شرك لا بد من هذين الأمرين في كل عبادة من أمر الإنسان الصلاة والصيام والزكاة وحج وجهاد وبر الوالدين وصلة الرحم لا بد أن يتوفر فيها هذان الأمران وإلا فلا يصح وفي هذه الأحاديث بيان أن الجهاد وهو ذروة سنام الإسلام لا يكون جهاداً في سبيل الله إلا إذا قصد المقاتل إعلاء كلمة الله فإن قصد الشهرة أو الرياء أو الحمية أو الغضب والانتصار لقومه فإنه لا يكون في سبيل الله يكون عمل حابط ويعذب فيه صاحبه كما سيأتي يكون من أسباب دخول النار ويعذب ويحرق العمل إذا قصد به غير وجه الله ولهذا سأل النبي ﷺ عن رجل يقاتل شجاعة ليرى شجاعته لأنه يحب القتال من أجل الشجاعة أو أن يُرى مكانه يعني أن يلتمس مكانه أو في اللفظ الآخر للذكر ليذكره الناس أو لأجل الحمية والعصبية للدم أو للأرض أو للقومية أو من أجل تحرير الأرض فقط لا لأنها بلد إسلام فهذا ليس في سبيل الله لا بد أن يكون القصد وجه الله والدار الآخرة فإذا قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وكلمة الله نوعان خبر وأمر فالخبر يصدق والأمر ينفذ هو قاتل لأجل تصديق خبر الله وتنفيذ أمره لتكون كلمة الله هي العليا والكفرة يمنعون عن تصديق خبر الله وتنفيذ أمر الله لتكون كلمة الله هي العليا من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا في سبيل الله هذا المجاهد يقاتل الكفرة لإعلاء كلمة الله أما القتال للدفاع عن الوطن ووطن المسلمين وكذلك الدفاع عن النفس والدفاع عن الأهل والدفاع عن المال والدفاع عن الدين هذا شهيد المقتول فيه شهيد لكنه ليس كشهيد المعركة شهيد في الفضل والأجر لكن يغسل ويصلى عليه المقتول ظلماً أو المقتول للدفاع عن نفسه أو أهله أو ماله أو دينه أو بلده هذا شهيد ولكن ليس كشهيد المعركة الذي له الفضل الذي يدفن بدمائه وثيابه ولا يغسل ولا يصلى عليه شهيد المعركة أما هؤلاء الشهداء فهم شهداء في الفضل والأجر لكنهم يغسلون ويصلى عليهم أما شهيد المعركة في هذا الأحاديث لا يغسل ولا يصلى عليه بل يدفن بثيابه ودمائه لأن النبي ﷺ أمر بقتلى أحد فلم يغسلوا ولم يصلَ عليهم بل دفنوا بثيابهم ودمائهم أما الشهداء الآخرون هؤلاء المبطون والغريق والحريق والمقتول ظلماً دفاعاً عن نفسه أو أهله أو بلده أو وطنه هؤلاء شهداء في الفضل والأجر ولكنهم يغسلون ويصلى عليهم نعم .إذا هجم العدو على بلد من بلاد المسلمين وجب فرض القتال فرض عين على الجميع على كل أحد على الذكر والأنثى على الصغير والكبير وكلٌ بقدر استطاعته ولا يستأذن الأبوان ولا غيرهما حتى يندفع العدو فإن لم يندفع وجب على أهل البلد المجاورون وهكذا ومعنى ذلك فإن المرأة كما سبق في الأحاديث لا تشارك في القتال وإنما إذا خرجت النساء للحاجة تكون لسقي المرضى مداواة الجرحى وإعداد الطعام نعم الله أعلم نعم .
(المتن)
حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا ابن جريج قال حدثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أهل الشام أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله ﷺ قال نعم سمعت رسول الله ﷺ يقول إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار وحدثناه علي بن خشرم قال
(الشرح)
وهذا الحديث فيه بيان عظم شأن الإخلاص وأنه لا بد من الإخلاص حتى يكون العمل مقبولاً وفيه دليل على أن الرياء محبطٌ للأعمال ومن أسباب دخول النار قال الله تعالى : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ وفيه دليل على أن الفضل الوارد في المجاهدين وفي العلماء وفي غيرهم إنما هو للمخلصين الذين أخلصوا أعمالهم لله أما المجاهدون الذين يجاهدون رياءً وكذلك القراء والعلماء الذين يقرؤون يعلمون ويتعلمون رياءً وكذلك المنفقون الذين ينفقون في وجوه الخيرات رياءً فإن أعمالهم حابطَة وهم على خطر من دخول النار وفيه دليل على أن العمل بالنية الأعمال إنما تكون صالحة بالنيات ،بالنيات الصالحة فهذا المجاهد الذي قاتل حتى قتل في الصورة ظاهره صورة عمله أنه أنه عمل صالح لكنه صار بالنية السيئة صار حبط العمل ودخل النار وكذلك القارئ والعالم صورته أنه من الأعمال الصالحة لكنه حبط العمل بسبب النية السيئة وصار من أهل النار وكذلك المنفق الذي أنفق في سبل الخيرات صورة عمله عمل صالح لكن بالنية السيئة حبط العمل وصار من أهل النار نسأل الله السلامة والعافية فالأول قاتل ليقال جريء وشجاع والثاني تعلم ليقال عالم وقارئ والثالث أنفق ليقال جواد وكريم يعني لا ليس لم يقصدوا وجه الله وإنما قصدوا الرياء مراءاة الناس حبط العمل والرياء إذا خالط العبادة واستمر فيها أفسدها وإن كان طارئاً ثم دفعه وزال فلا يضره إذا كان خاطر خطر ثم دفعه وإذا استمر فهذا هو الخطر.
(السؤال)
والمقاتل حمية ؟
(الجواب)
نعم المقاتل حمية وشجاعة هذا مرائي معروف لم يكن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا نعم ملحق بالمرائي نعم يقاتل لأجل الحمية حمية لقومه للانتصار لقومه أو شجاعة لتظهر شجاعته أو لأنه يحب كلمات الشجاعة لا إخلاص لله حكمه حكم المرائي نعم.
(الشرح)
ماذا قال عن ناتل، ناتل أهل الشام ؟
(المتن)
وفي رواية أخرى فقال له ناتل الشامي وبالنون في أوله وبعد الألف تاء مثناة فوق هو ناتل بن قيس بن حزام الشامي من أهل فلسطين .
(الشرح)
نعم شخص من أهل الشام نعم .
(المتن)
وهو تابعي وكان أبوه صحابياً .
(الشرح)
شخص من أهل الشام شخص اسمه ناتل نعم نعم .
(المتن)
وحدثناه علي بن خشرم قال أخبرنا الحجاج يعني ابن محمد عن ابن جريج قال حدثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال تفرج الناس عن أبي هريرة
(الشرح)
يعني تفرقوا تفرج بمعنى تفرق نعم
(المتن)
فقال له ناتل الشام واقتص الحديث بمثل حديث خالد بن الحارث.
حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن قال حدثنا حيوة بن شريح عن أبي هانئ عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم.
حدثني محمد بن سهل التميمي قال حدثنا ابن أبي مريم قال أخبرنا نافع بن يزيد قال حدثني أبو هانئ قال حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله ﷺ ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم أجورهم.
(الشرح)
نعم وهذا فيه فضل السرية إذا والغازية إذا غزت وأخفقت ولم تغنم أن أجرهم كامل ثوابهم كامل عند الله وهذا فيه تعزية لمن أصيب من المجاهدين إذا أصيب المجاهد وأخفق تم أجره وإذا غنم وسلم تعجل ثلثي أجره يكون الأجر جزء منه مقدم إذا كان المجاهد والمجاهد إذا أخذ شيء من الغنيمة تعجل بأجره فكذلك الأعمال الأخرى مثل الآذان والإمامة وغيرها إذا كان لا يأخذ مرتب أفضل من الذي يأخذ مرتب يتبرع ولا يأخذ مرتب أفضل وهذا هو الصواب أن ،أنأأأأانلابحهخنمياات السرية إذا غنمت وسلمت تعجلوا في أجرهم يكون الأجر جزء منه في الدنيا مقدم وجزء منه مُؤخر والحديث ظاهره في هذا خلافا لمن تأول الحديث وقال أن أجره تام وبعضهم تكلف في الحديث أو أقدم عليه قالوا لم يروه إلا مسلم ولم يروه البخاري أو كذا هذا لا وجه له نعم.
(سؤال)
(17:04) إلى (17:07)
(الجواب)
نعم كذلك كما سيأتي في الأحاديث يكون تعجل شيء من أجره لكن ليس كمن غنم نعم .
(السؤال)
(17:13) إلى (17:15)
(الجواب )
لا ما يتركه الغنم هو الغنيمة يأخذ الخمس وربع أخماس الغانمين هذا يسمى ملك قهري مثل الإرث إذا مات قريب دخل المال صار إرث صار مال قهري مالك اختيار في هذا نعم .
(المتن)
(الشرح)
وهذا حديث عظيم وهو أصل في النية والإخلاص حتى قال الشافعي رحمه الله ليدخل في سبعين باباً من الفقه قال بعضهم إنه ثلث الإسلام قال بعضهم إنه ربع الإسلام قال عبد الرحمن المهدي ينبغي للمؤلف أن يكتب هذا الحديث في أول مؤلفه تنبيهاً لطالب العلم على إصلاح النية إنما الأعمال بالنيات هو حديث عظيم تلقته الأمة بالقبول وأجمعوا على قبوله وصحته مع أنه غريب غريب ما رواه عن النبي ﷺ إلا عمر بن الخطاب ولا رواه عن عمر بن الخطاب إلا علقمة بن وقاص الليثي ولا رواه عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم التيمي ولا رواه عن محمد بن إبراهيم التيمي إلا يحيى بن سعيد الأنصاري ثم انتشر بعد يحي بن سعيد الأنصاري رواه إلى ما يقرب من مئتين إنسان هو حديث غريب ومع ذلك فهو من أصح الأحاديث العلماء كثير من العلماء يفتتحون مؤلفاتهم بهذا الحديث فالبخاري افتتح كتابه الصحيح بهذا الحديث كذلك النووي في رياض الصالحين ذكره البخاري في سبعة مواضع من صحيحه هو حديث عظيم يقول فيه النبي : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل مرئ ما نوى الأعمال بالنيات لا عمل إلا بالنية عمل بدون نية لا قيمة له إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل مريء ما نوى ثم مثل النبي ﷺ بعملين أحدهما مبني على النية الخالصة والثاني مبني على إرادة الدنيا قال فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته من كان هاجر كان الناس يهاجرون من مكة إلى المدينة بعد هجرة النبي ﷺ من كان هجرته لله ورسوله يعني كان يقصد الله والدار الآخرة فله أجر الهجرة ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو أمرة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه رجل هاجر سافر من مكة إلى المدينة والناس يسافرون للهجرة وسافر هذا الرجل ليتزوج امرأة تسمى أم قيس فسمي مهاجر أم قيس فقال النبي ﷺ من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فله نيته فهجرته إلى ما هاجر إليه هذا الحديث ساقه المؤلف رحمه الله في كتاب الجاهد ليبين أن المجاهد ينبغي له أن يقصد في جهاده وجه الله والدار الآخرة لإعلاء كلمة الله نعم .
(المتن)
حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر قال أخبرنا الليث ح وحدثنا أبو الربيع العتكي قال حدثنا حماد بن زيد ح وحدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا حفص يعني ابن غياث ويزيد بن هارون ح وحدثنا محمد بن العلاء الهمداني قال حدثنا ابن المبارك ح وحدثنا ابن أبي عمر قال حدثنا سفيان كلهم عن يحيى بن سعيد بإسناد مالك ومعنى حديثه وفي حديث سفيان سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يخبر عن النبي ﷺ.
حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال :قال رسول الله ﷺ من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه.
وحدثنا أبو الطاهر وحرملة بن يحيى واللفظ لحرملة قال أبو الطاهر أخبرنا وقال حرملة حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني أبو شريح أن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف حدثه عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ قال: من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ولم يذكر أبو الطاهر في حديثه بصدق.
(الشرح)
وهذا الحديث فيه فضل طلب الشهادة بصدق وأن من طلب الشهادة بصدق ثم مات على فراشه كتب الله له أجر الشهيد بهذا ،بهذا القيد طلب الشهادة بصدق يكون صادق عنده رغبة ومعلوم أنه إذا كان صادق يسعى في طلب الشهادة لكن لا يكون عنده مانع يمنعه إما أنه لا يستطيع كان أعمى أو أعرج وليس عنده مال أو ليس هناك راية للجهاد يكون صادق فهذا يبلغه الله فضل الشهادة أما إذا كان الجهاد قائم وهو ولا يذهب ويقول أن أسال الشهادة بصدق فهذا كاذب لا يكون صادق الصادق الذي يسعى ،يسعى في الأسباب لكن لا يحصل ما يستطيع يكون هناك مانع يمنعه من سأل الشهادة بصدق بلغه الله منازل الأنبياء الشهداء وإن مات على فراشه وهذا الصدق قيد هذا في الرواية الأخرى ليس فيه قيد لكن المطلق يقيد إذا كان الحديث مطلقا ومقيد يقيد المطلق بالمقيد فإذا سأل الشهادة بصدق وكان صادقا ولم يتمكن إذا وجد العذر أو المانع قد يكون العذر المرض قد يكون العذر العمى قد يكون العذر العرج قد يكون العذر ليس عنده مال يتجهز به مثل الصحابة الذين جاؤوا للنبي ﷺ وطلبوا أن يحملهم فلم يكن عنده شيء فرجعوا يبكون قد يكون المانع أنه لم يجد راية الجهاد قائمة فهذا ثم مات على فراشه وهو صادق هذا له له أجر الشهيد يبلغ منازل الشهداء ولو مات على فراشه نعم . أما إذا كان يستطيع ولم يذهب إليها وادعى أنه يطلب الشهادة بصدق فهذا لا ليس بصحيح هذا ليس صادقاً ولو كان صادقاً والأسباب مواتية ولم يفعل صار دل على عدم صدقه نعم .
(المتن)
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي قال أخبرنا عبد الله بن المبارك عن وهيب المكي عن عمر بن محمد بن المنكدر عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق قال ابن سهم قال عبد الله بن المبارك فنرى أن ذلك كان على عهد رسول الله ﷺ.
(الشرح)
نعم وهذا اجتهاد من عبد الله بن المبارك أن هذا خاص على عهد الرسول والصواب أنه عام الصواب أن هذا عام في كل زمان وعهد أن من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق فينبغي للإنسان أن يكون على استعداد وتهيؤ يحدث نفسه ويكون للجهاد له على بال ويحدث به نفسه ويكون على تهيؤ واستعداد حتى لا يكون من فإذا حصلت فرصة جاهد حتى لا يكون من المعرضين المتخلفين عن الجهاد كالمنافقين نعم .من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق ومعلوم أن يكون الإنسان عنده استعداد تهيؤ وتمرن نعم وتشوف نعم وشوق نعم .
(المتن)
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال كنا مع النبي ﷺ في غزاة فقال إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض وحدثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا أبو معاوية .
(الشرح)
يعني إذا كانوا معكم بالنية لكن حبسهم المرض وفي اللفظ الآخر إلا شركوكم بالأجر وهذا فيه دليل على أن الإنسان إذا أراد العمل الصالح ومنعه مانع فإنه يحصل على هذا الأجر بنيته إذا كان يريد أن يعمل العمل الصالح لكن منعه مانع منعه العذر فإنه يحصل له بنية ثواب هذا العمل الذي نواه إذا نوى الجهاد ثم منعه مانع من الجهاد له ثواب المجاهدين إذا نوى الخير إذا نوى الإنفاق في سبل الخيرات وليس عنده شيء فله ثواب وهكذا يتمنى الخير وأراد أن يفعل الخير ولكن منعه مانع فإنه يحصل له ما نوى ومن ذلك حديث أبي موسى إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا يعني مرض ويصلي في الليل ثم مرض ولم يستطع يكتب الله له في مدة مرضه صلاته التي لم يصلها أو كان يصوم الاثنين وخميس ثم مرض ولا استطاع يكتب الله له ذلك كذلك هنا في الحديث إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا إلا كانوا معكم يعني كانوا معكم بنيتهم وفي لفظ آخر إلا شركوكم بالأجر قال وهم بالمدينة ؟ قال وهم بالمدينة حبسهم العذر مرض وقد يحبسهم العجز لا يستطيع ما عنده شيء يتجهز به لكنه عنده شوق للجهاد وتهيؤ واستعداد ورغبة لكن ما استطاع هذا يشارك المجاهدين في الأجر والثواب نعم .أبي
(المتن)
وحدثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا أبو معاوية ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج قالا حدثنا وكيع ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد غير أن في حديث وكيع إلا شرِكوكم في الأجر.
(الشرح)
شركوكم وفي لفظ شاركوكم شركوكم يعني كانوا معكم شركاء في الأجر والثواب بسبب النية الصادقة وجد العذر والمانع أما إذا لم يكن هناك عذر ولا مانع ولم ،ولم يجاهد ما يكن لهم ثواب المجاهدين الذين تخلفوا عن الجهاد مثل الثلاثة الذين تخلفوا ما عندهم مانع مثل كعب بن مالك ولهذا هجره النبي ﷺ وصاحباه هلال بن أمية ومرارة بن الربيع كلهم ما عندهم مانع عندهم القدرة لكن تخلفوا فهجروا هجرهم النبي ﷺ المؤمنون خمسين ليلة حتى تاب الله عليه هؤلاء تخلفوا بدون من دون عذر لكن إذا تخلف بعذر هذا معذور وإذا كان عنده نية ورغبة في الجهاد ويتمنى ولكن منعه مانع شارك المجاهدين في الأجر وفي الثواب نعم .
(المتن)
حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله ﷺ يوما فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه
(الشرح)
وكانت أم حرام هذه بينها وبين النبي الله ﷺ محرمية فهي إحدى (..) من الرضاع وقيل إنه بينه وبينها إحدى خالات أبيه أو جده عبد المطلب المقصود أنه بينه وبينها محرمية ولهذا دخل عليها النبي ﷺ فيه دليل على أن المحرم يدخل على محرمه تفلي رأسه تطعمه ويخلوا بها لأنه محرم لها نعم . والنبي ﷺ كغيره خلاف لمن قال إن هذا خاص بالنبي ﷺ وأن هذا من خصائصه يدخل على غير المحرم هذا ليس بشيء نعم .
(المتن)
ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله ﷺ ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة يشك أيهما قال قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت .
(الشرح)
وهذا فيه علامة من علامات النبوة حيث أخبر النبي ﷺ أنها تكون منهم فكانت منهم هذا من علامات النبوة وفي الحديث جواز ركوب البحر للرجال والنساء قال بعض العلماء لا يجوز إلا للغزو والجهاد بسبب ما ذكر في أحاديث ضعيفة تحمى تحت البحر ناراً روى عن عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز أنهما منعا من ركوب البحر للدنيا لغير الجهاد ركوبه من أجل الدنيا أما للجهاد فلا بأس كره مالك ركوب المرأة للبحر لأنها قد لا تتحرز للتستر والصواب لا بأس في جواز ركوب البحر للرجال والنساء كما في هذا الحديث وفيه أن المجاهد إذا خرج للجهاد ثم مات في الطريق ذهاباً وإياباً فهو في سبيل الله كما في قصة أم حرام فإنها لما رجعت سقطت من دابتها صرعتها دابتها فماتت فاعتبرها النبي ﷺ منهم قال الله تعالى: وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إذا خرج المجاهد في سبيل الله ثم مات في الطريق ذهاباً أو إياباً أو في أثناء القتال من غير قتال فهو في سبيل الله لكن أجر الشهيد فالمعروف أن للشهيد أجره له أجر الشهادة قتل في المعركة هذا له أجر الشهادة والذي لم يقتل بالمعركة له أجر المجاهد هذه أم حرام ذهبت خرجت ثم رجعت فيه أن المرأة إذا خرجت لا تباشر القتال كما سبق في الأحاديث وإنما تكون مع تكون مع الغزاة تكون معهم تطعم تسقي المرضى وتداوي الجرحى وتصنع الطعام ولا تشارك في القتال مع الرجال نعم لا يوجد شيء ما يدل على المنع نعم.
(المتن)
حدثنا خلف بن هشام قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك عن أم حرام وهي خالة أنس قالت أتانا النبي ﷺ يوما فقال عندنا فقال عندنا فاستيقظ وهو يضحك
(الشرح)
فقال يعني نام في القيلولة قال عندنا يعني نام وقت القيلولة ثم استيقظ من النوم قال تروى قال يقول يعني تكلم وتروى قال يقيل بمعنى نام نومة القيلولة هنا قال يقيل نام نومة القيلولة أما قال يقول هذه تكلم تكلم نعم .
(المتن)
فقال عندنا فاستيقظ وهو يضحك فقلت ما يضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي
(الشرح)
يعني أفديك بأبي وأمي فيه تفدية الرسول يفدى بالآباء والأمهات عليه الصلاة والسلام نعم .
(المتن)
قال أُريت قوما من أمتي يركبون ظهر البحر كالملوكعلى الأسرة فقلت ادع الله أن يجعلني منهم قال فإنكِ منهم
(الشرح)
وفيه حرص أم حرام على الخير رضي الله عنها ورغبتها في الخير نعم .
(المتن)
قالت ثم نام فاستيقظ أيضا وهو يضحك فسألته فقال مثل مقالته فقلت ادع الله أن يجعلني منهم قال أنتِ من الأولين قال فتزوجها عبادة بن الصامت بعد فغزا في البحر فحملها معه فلما أن جاءت قربت لها بغلة فركبتها فصرعتها فاندقت عنقها
(الشرح)
سقطت عنها وماتت نعم . فاعتبرت من الغزاة من المجاهدين مع أنها ماتت بعد رجوعها نعم
(المتن)
وحدثناه محمد بن رمح بن المهاجر ويحيى بن يحيى قالا أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن ابن حبان عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان أنها قالت نام رسول الله ﷺ يوما قريبا مني ثم استيقظ يتبسم قالت فقلت يا رسول الله ما أضحكك قال ناس من أمتي عرضوا علي يركبون ظهر هذا البحر الأخضر ثم ذكر نحو حديث حماد بن زيد وحدثني يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر عن عبد الله بن عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك يقول أتى رسول الله ﷺ ابنة ملحان خالة أنس فوضع رأسه عندها وساق الحديث بمعنى حديث إسحاق بن أبي طلحة ومحمد بن يحيى بن حبان.
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث يعني ابن سعد عن أيوب بن موسى عن مكحول عن شرحبيل بن السمط عن سلمان
(الشرح)
بارك الله فيك قف على حديث سلمان قال تزوجها عبادة وفي اللفظ الآخر أنها كانت تحت عبادة قال بعضهم إنه أخبر بما كان يعني في الأول لم تكن تحت عبادة ثم صارت تحت عبادة وقيل أنه تزوجها ثم طلقها ثم راجعها بعد ذلك المقصود أنها تحت تحت عبادة الصامت نعم .
(السؤال)
(38:02) إلى (38:06)
(الجواب)
يعني أنهم عندهم مكانة وتكون لهم مكانة وعندهم القوة والتوسع والنشاط والتوسع في الدنيا لأنهم ليسوا كالسابقين كالصحابة ما عندهم هذا في زمن معاوية تسعوا في الدنيا وصار عندهم قوة في ركوب البحر نعم توسع في أمور الدنيا نعم نعم
(السؤال)
هل المرأة تقاتل إذا داهمها العدو عند الضرورة ؟
(الجواب)
نعم تقاتل للضرورة لكي تدافع عن نفسها مثل ما اتخذت أم سليم خنجراً قالت إن دنا إلي أحد من المشركين بقرت به بطنه دفاع تدافع عن نفسها نعم هذا الأمر إذا وصل إلى هذا الحال صار هذا وجب على كل أحد المسألة وصلت للنفس دفاع لكنها لا تذهب للجهاد وتشارك المجاهدين في القتال لكن إذا وصلت المسألة للدفاع تدافع نعم