بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد ، قال الإمام مسلم – رحمه الله تعالى –
( متن )
(الشيخ)..
ويروى القدر.نعم.
(المتن)..
فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلاً فأقعدهم في وقب عينه ، وأخذ ضلعاً من أضلاعه فأقامها ثم رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها وتزودنا من لحمه وشائق فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله ﷺ فذكرنا ذلك له ، قال هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟ قال: فأرسلنا إلى رسول الله ﷺ منه فأكله "
( الشرح )
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، هذه القصة فيها فوائد منها : فضل الصحابة وصبرهم ورغبتهم فيما عند الله عز وجل ورغبتهم في الجهاد وصدقهم مع الله عز وجل، وتقديمهم محبة الله ومحبة رسوله والجهاد في سبيله على كل شيء مع ما هم فيه من قلة ذات اليد و قلة الزاد والطعام وصبروا وأرضاهم وجاهدوا في سبيل الله ونشروا دين الله فكانت العاقبة الحميدة لهم في الدنيا والآخرة مصروا الأمصار ،فتحوا البلدان وكسروا ملك كسرى وقصروا ملك قيصر ، وجاءتهم الدنيا بعد ذلك وهي راغبة كما قال : أبو هريرة :" إن النبي ﷺ أوتي خزائن الأرض ثم ذهب رسول الله وأنتم تمتثلونها يعني تستخرجونها والصحابة أصابهم شدة عظيمة في أول الأمر ثم رزقهم الله بعد ذلك، فهذه القصة فيها أن النبي ﷺ بعث سرية تأخذ أخبار الكفار وعيونهم ،فيها مشروعية بعث الإمام السرايا إلى العدو يتطلعون ويأخذون الأخيار، وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح فيه مشروعية تأمير الأمير على السرية وعلى المسافرين إذا خرجوا أن يكون لهم أمير ينصح لهم كما ينصح الأمير الرعية ويجب عليهم السمع والطاعة ، وذهب بعض العلماء إلى أن كل رفقة تسافر عليهم أن يأمروا أحداً ولو كانوا ثلاثة ، يكون أمير واحدا منهم يسمعون له ويطيعونه وينصح لهم حتى لا يختلفوا ، وفيه أن الأمير ينصح لهم ويتولى أمورهم ولهذا فإن النبي ﷺ أمر أبا عبيدة وأعطاه جراباً من تمر فكان يوزع عليهم على الجيش وكانوا ثلاث مئة ، يوزع عليهم في أول الأمر قبضة قبضة ، في كل يوم كل واحد يعطيه قبضة ،قبضة من تمر كما جاء في رواية أخرى يعني ملء اليد تمر ، ثم لما قل التمر صار يعطيهم تمرة تمرة كل واحد يعطيه تمرة إلى الليل قال الراوي : سأل الصحابي فقال : ماذا تفعلون بهذه التمرة ماذا تغني عنكم تمرة واحدة من الصباح إلى الليل قال : نعم فقدناها لما فقدناها وجدنا فقدها كنا نمصها كما يمص الصبي مثل كأنها حلوى كأنها حلاوة ثم نشرب عليها الماء وكنا نضرب الخبط بعصينا ونبله بالماء ونأكله هذه شدة عظيمة أصابتهم ، جيش كامل يوزع عليهم كل يوم تمرة تمرة معنى الصبر ثم بعد ذلك لما أقبلوا على البحر على الساحل أقبلوا على شيء مظلم كثيب ككثيب الرمل والجبل من بعيد فلما وصلوا إليه وجدوا دابة عظيمة تسمى العنبر جزر عنها البحر نفضها البحر وجزر عنها فماتت حوت عظيم كبير كأنه الجبل جزر عنه البحر ، وميتة البحر حلال فلما أقبلوا عليه قال أبو عبيدة هذه ميتة والميتة حرام لم يعلم الحكم الشرعي قال : هذه ميتة لم يعلم الحكم الشرعي و لكن نحن مضطرون لأن نأكل الميتة ونحن رسل رسول الله ومجاهدون في سبيل الله ومضطرون إلى أكل الميتة ، وقد قال الله تعالى : حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ و قال سبحانه في الآية أخرى : وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ظنوا أن ميتة البحر حرام ولكنهم مضطرون إلى أكل الميتة فلما وصلوا إلى النبي ﷺ أخبرهم أن ميتة البحر حلال قال : كلوه فإنه حلال وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر : البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته وقال عليه الصلاة والسلام : أحل لكم الميتتان والدمان فأما الميتتان فالجراد والحوت وأما الدمان فالكبد والطحال فكانوا في الأول لم يعلموا الحكم الشرعي ، لكن أكلوا منها على أنهم مضطرون ، وكانت هذه الدابة آية من آيات الله العظيمة دابة عظيمة أكلوا منه شهراً وهم ثلاث مئة قال : حتى سمنا بعد الجوع الشديد الذي أصابنا وأوقف أبو عبيدة على نقب عينه ثلاثة عشر رجلاً يغرفون بالقلال السمن من عينه كأنه بئر ثلاثة عشر رجلاً يغرفون السمن بالقلال الدلو بالحبل فينزل بنقب العين كأنه بئر ويأخذون منه بالقلال من السمن ولما أكلوا وضعوا ضلعاً من أضلاعه مقوس الضلع فرحل أبو عبيدة أعظم بعير وجلس عليه أطول رجل كما في اللفظ الأخر فمر من تحته فلم يصبه البعير مع الراكب مر من تحت الضلع المقوس العظم المقوس ولم يصل إلى منتهاه وهذا يدل على أنها دابة عظيمة ولما أرسلوا للنبي ﷺ وسألوه قال : هذا رزق رزقه الله إليكم هل معكم منه شيء قالوا نعم تزودوا منه فأخذوا وشائج فأعطوه فأكل منه عليه الصلاة والسلام ، ليبين لهم حله ليطيب نفوسهم ويبين لهم أنه حلال فأكل من عليه الصلاة والسلام واستدل منه العلماء على أن ميتة البحر حلال ، ميتة البحر حلال لا تحتاج إلى تذكية سواء مات حتف أنفه سواء مات في البحر أو خرج حياً ومات لا يحتاج إلى تذكية هو حلال على أي حال كان .نعم
(سؤال)..
الصوت غير واضح.
(الجواب)..
يعني قطع من اللحم وكانوا يقطعون الفدر منه كالثور مقدار القطعة الواحدة يقطعونها كالثور من الحيوان مقدار الثور القطعة الواحدة من قطعة مقدار الثور .
( متن )
( الشرح )
نعم هناك قال أقمنا شهراً وهنا قال : أقمنا نصف شهر وفي الرواية الآتية أقمنا ثمانية عشر يوماً والجمع بينهما أن مدة الإقامة شهر ومن قال المدة نصف شهر أو ثمانية عشر يوماُ أراد المدة التي أقاموا فيها عند الساحل ثم بعد ذلك ارتحلوا من الساحل وكملوا الشهر مدة شهر يأكلون منه. إيش قال؟ أعد )
(المتن)..
سمع عمرو جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول :بعثنا رسول الله ﷺ
( الشرح )
نعم فيه مشروعية تتبع أخبار الكفار(..) وأخذها والتجسس عليهم ، واعتراض أموالهم وأخذها وقتلهم لأنهم كفار حربيين، الكفار المحاربون ليس لهم أمان يجوز للمسلمين أن يترصدوا أخبارهم ويبحثوا ويأخذوا أموالهم إذا قدروا عليها ويقتلوا من وجدوه منهم ، لأنهم محاربون حرب الكافر الحربي غير الكافر المؤتمن الكافر الحربي حلال دمه وماله متى ما وجدت واحداً من الكفار الحربيين فهم يجوز قتلهم وأخذ أموالهم ، أما الكفار المؤتمنون الذين لهم عهد وذمة أخذوها مع المسلمين أو دخلوا بأمان هذا لا يجوز قتلهم ولا أخذ أموالهم ولهذا جاء في الحديث :" من قتل معاهدا ً لم يرح رائحة الجنة " فرق بين الكافر الحربي الكافر الحربي الذي أعلن الحرب عليك وأنت أعلنت الحرب عليه هؤلاء دماؤهم حلال وأموالهم حلال وهو الذي جرى بخصوصهم أن الإنسان لا يعينهم بشيء ولا كذا ولا يبري لهم قلماً ولا يفعل معهم أي شيء ، ولهذا بعث النبي أبا عبيدة يتجسس على الكفرة ويعترض عيرهم والعير هي الإبل التي تحمل الطعام وغيره يعترضوها ويأخذوها إذا قدروا )نعم
(المتن)..
بعثنا رسول الله ﷺ ونحن ثلاث مئة راكب وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح نرصد عيراً من قريش فأقمنا بالساحل نصف شهر فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط فسمي جيش الخبط
(الشيخ)..
" الخبط الحشائش التي في الأرض يضربونها بالعصي ويأكلونها"
(المتن)..
فألقى لنا البحر دابة يقال لها العنبر فأكلنا منها نصف شهر وادهنا من ودكها حتى ثابت أجسامنا
( الشرح )
حتى رجعت إلى أجسامنا نشاطها وقوتها بعد الجوع الشديد ، وفي رواية أخرى حتى سمنا أصابهم جوع شديد كان يوزع عليهم القائد أبو عبيدة تمرة تمرة كل يوم ثم رزقهم الله هذه الدابة فأكلوا منها حتى سمنوا فعادت إليهم قوتهم ونشاطهم وثابت أجسامهم "نعم
(المتن)..
|قال : فأخذ أبو عبيدة ضلعاً من أضلاعه فنصبه ثم نظر إلى أطول رجل في الجيش وأطول جمل فحمله عليه فمر تحته قال : وجلس في حجاج عينه نفر قال: وأخرجنا من وقب عينه كذا وكذا قلة
( الشرح )
يعني كذا وكذا قلل أخذوا من وقب عينه قلل من السمن والقلة ملء الدلو و أكثر يعني أخذوا منه دلاء كثيرة من السمن من وقب عينه شيء عظيم دابة عظيمة نعم لأن البحر فيه دواب عظيمة فيه حوت قد يكون فيه حوت كبير وحوت أكبر من الإبل ، قد يكون الحوت كبير أكبر من المدينة ، قد يكون بعض الحوت تسفي الرياح على ظهره ويكون على ظهره جزيرة وإذا تحرك تحركت الجزيرة كأنه زلزال لعظمه "نعم
(المتن)..
( الشرح )
جزائر جمع جزور يعني نحر ثلاث من الإبل ثم نحر ثلاث من الإبل وهو قيس بن عبادة وكان جوادا كريماً ثم نهاه أبو عبيدة نهاه لأن هذا يضر لأن الإبل هي المركوب هي مركوبهم فإذا نحروها ما بقي لهم مركوب وبسبب الجوع نحر ذبح ثلاث من الإبل ذبح ثلاث يوزعها على الجيش يأكلون أصابهم الجوع الشديد ثم نهاه أبو عبيدة قال : لا تذبح الإبل ،الإبل هي المركوب تنتهي إذا انتهى المركوب كيف؟ هي الحمولة والجزائر : جمع جزور " نعم
(المتن)..
ثم نهاه أبو عبيدة وحدثنا عثمان ابن أبي شيبة قال : حدثنا عبدة يعني ابن سليمان عن هشام بن عروة عن واقد بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : بعثنا النبي الله ﷺ ونحن ثلاث مئة نحمل أزوادنا على رقابنا .
( الشرح )
نعم فيه أن المجاهد يحمل الزاد على رقبته إذا لم يكن معه شيء إذا لم يتيسر معه شيء يحمل على رقبته يتحمل كما فعل الصحابة رضوان الله عليهم المجاهد يتحمل ويصبر إذا وجد مركوباً حمل على المركوب وإلا حمل على رقبته وسار نعم .كانوا يعتقبون البعير في بعض الغزوات ، البعير يعتقب عليه ثلاثة واحد يركب واثنان يمشون ، ثم ينزل واحد ويركب وهكذا يتعاقبون ، نعم يجب على المسلم أن يتعود على الخشونة و القوة والشدة ولا يكون مترف المترف ما يصلح للجهاد يتعود على الخشونة يروى أن عمر قال :" اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم" التعود على الخشونة والشهامة ويتعلم ضروب الفروسية والرماية بأنواعها ويتعود على الجري وعلى المشي هكذا ما يكون الإنسان مترف ما يتحمل لا الحر ولا البرد ، إذا انطفأت الكهرباء يتضايق ولا يستطيع أن يصبر وكما يقال الريح يجرح الخدين والحرير يجرح البنانة من الترف الحرير يجرح إصبعه والريح تجرح الخدين المترف لا يصلح للجهاد ولا يصلح لمقابلة الأعداء لا بد أن يتعود على الخشونة والشهامة والكر والفر والركوب والقوة وشظف العيش والجري والرماية وضروب الفروسية ويصبر على الجوع والخشونة وقلة النوم أما أن يكون الإنسان مترف ما يريد أن يتغير حاله إذا نقص الطعام شيء ،إذا لم يكن في الطعام ذلك اليوم لحم ما أكل وضاق صدره تغير يحصل له كذا وكذا ما ينبغي أن يكون المسلم هكذا المسلم قوي نشيط متحمل صابر " نعم
(المتن)..
وحدثني محمد بن حاتم قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن أبي نعيم عن وهب بن كيسان أن جابرا بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره قال : بعث رسول الله ﷺ سرية ثلاث مئة وأمر عليهم أبا عبيدة ابن الجراح ففني زادهم فجمع أبو عبيدة زادهم في مزود فكان يقوتنا حتى كان يصيبنا كل يوم تمرة
( الشرح )
هذا فيه أن العدد ثلاث مئة ثلاث مئة عددهم وأنهم أكلوا من العنبر الدابة شهر ، وفيه أن أبا عبيدة لما قل الطعام جمع ما عندهم قال :كل واحد يأتي بما عنده حتى تكون فيه البركة ثم يقسمه بينهم بالسوية فجمعه بمزود وكان يقوتهم يعطيهم قبضة ثم يعطيهم تمرة تمرة كما فعل النبي ﷺ في مشورة عمر لما قل الزاد قال : يا رسول الله مرهم أن يأتوا بما عندهم لما استأذنوه في أن يذبحوا الإبل قال : ما بقاهم على إبلهم مرهم أن يأتوا بما عندهم كل يأتي بما عنده هذا يأتي بكسرة وهذا يأتي بتمرة فالنبي ﷺ دعا وبرك فيه فكثر الله الطعام فملؤوا أزوادهم وآنيتهم قال ﷺ إن الأشعرين إذا أرملوا في الغزو جمعوا ما عندهم في مكان واحد ثم اقتسموه بينهم بالسوية فأنا منهم وهم مني هكذا النبي ﷺ، منهم أبو موسى الأشعري إذا قل الطعام في السفر كل يأتي بما عنده كل واحد يأتي بما عنده فيجمعونه في مكان في إناء ثم يقتسمونه بينهم يتساوون .
( متن )
(الشرح )
فيه أنهم أكلوا شهر ومدتها شهر أو ثمانية عشر أو نصف شهر المراد مدة بقاؤهم في ساحل البحر ثم كملوا مدة الشهر بعد انتقالهم ،نعم قد يقال نصف شهر وهذا ليس المراد الحصر ويؤخذ بالمدة الأكثر من الشهر)نعم
(المتن)..
( الشرح )
هذا يدل على النهي سابق التحريم نهى عن لحوم الحمر الأهلية الإنسية يقال : الإنسية ويقال الأهلية الإنسية لأنها تأنس الآدميين تكون في البلد وهذا ( 24) عن الحمر الوحشية الحمر الوحشية حلال الحمار الوحشي حلال صيد لأنه صيد من الصيود فقال الحمر الإنسية والحمر الأهلية بمعنى واحد الحمر الأهلية لأنها متأهلة في البلد ،الإنسية لأنها تأنس الناس بخلاف الوحشية فإنها متوحشة في البر فالحمر الوحشية صيد حلال والحمر الإنسية أو الأهلية حرام. حرام أكلها نهى الرسول عن الحمر الإنسية يعني حرم والنهي للتحريم وكان هذا يوم خيبر تحريمه كان يوم خيبر يوم فتح خيبر أصابهم جوع فأتوا بالحمر فذبحوها وطبخوها والقدور تغلي بها ثم جاء التحريم فأرسل رسول الله ﷺ منادياً ينادي إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر فأكفيت القدور وإنها لتفور باللحم بلحم الحمر .
( متن )
( الشرح )
يعني من شدة الجوع أصابهم مخمصة شديدة واحتاجوا إلى أكلها فذبحوها وطبخوها أوقدوا نيران ولم يعلم النبي ﷺ قال: ما هذه النيران قالوا يا رسول الله أوقدت على لحم قال : أي لحم قالوا : لحم الحمر الأهلية فأمر بإكفائها فقال : أهرقوها واكسروها اكسروا القدور التي فيها قالوا نهرقها و نغسلها قال أو ذاك (26:37) و الأصل ذبحوها قبل أن تحرم)
( متن )
( الشرح )
يعني هذا الحكمة في تحريمها (..) فيه أقوال :
القول الأول – أنها حرمت لأجل أنها لم تخمس كما سبق ، يعني لم يؤخذ منها الخمس الغنيمة إذا غنمها المسلمون غنائم الكفار يؤخذ الخمس من رأسها ويقسم خمسة أخماس ، خمس لله للرسول وخمس لقرابة الرسول وخمس لليتامى وخمس للمساكين وخمس لابن السبيل ، ثم تكون أربعة أخماسها للغانمين .
القول الأول - للعلماء أن الحمر الأهلية حرمت لأنها لم تخمس لم تدخل الخمس ذبحوها قبل أن يخرج منها الخمس فلذلك أمر النبي ﷺ بإكفاء القدور .
القول الثاني – حرمت لأنها من أجل حمولة الناس فكره أن تذهب حمولتهم كما قال ابن عباس لأنها هي التي يركبونها فإذا ذبحت ما بقى للناس مركوب .
والقول الثالث – أنها حرمت لذاتها لأنها نجسة وهذا هو الصواب ، والصواب أنها حرمت لذاتها ولهذا قال ابن عباس شك ما يدري حرمت لأنها حمولة الناس أو حرمت البتة والصواب حرمت البتة لذاتها لأنها نجسة ويدل على ذلك الأحاديث الأخرى :" أن الله ورسوله ينهاكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس والرجس النجس " وهذا هو الصواب من الأقوال الثلاثة أن الحمر الأهلية محرمة لذاتها لا لأنها لم تخمس ولا لأنها حمولة ، لأنها رجس فلا يجوز أكلها قد أشكل هذا على ابن عباس رضي الله عنه ظن أنها من أجل حمولة الناس وكان يفتي بعد ذلك في جواز أكلها جاءه رجل سأله فقال له : ليس عندي ما أطعم به أهلي إلا من سبيل حمري قال : أطعم أهلك من سبيل حمرك ، ثم رجع عن ذلك وكان في الأول يفتي في جوازه جواز أكل الحمر ثم تبين له من الأدلة أنها محرمة فكان يفتي في تحريمها والمقصود أن الحمر كانت حلالاً قبل ذلك ثم حرمت لذاتها ، لا لأنها لم تخمس ولا لأنها حمولة الناس كما ظنه بعضهم) .نعم
( المتن )..
عفا الله عنك فكره أن تذهب حمولتهم أو حرمه في يوم خيبر لحوم الحمر الأهلية وحدثنا محمد بن عباد وقتيبة بن سعيد قالا :حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل عن يزيد ابن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله ﷺ إلى خيبر ثم إن الله فتحها عليهم فلما أمسى الناس في اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيراناً كثيرة فقال رسول الله ﷺ : ما هذه النيران على أي شيء توقدون قالوا : على لحم قال : أي لحم قالوا : على لحم الحمر الإنسية فقال رسول الله ﷺ : أهرقوها واكسروها
(الشيخ)..
واكسروا القدور من المبالغة في البعد عنها أهرقوها يعني أهرقوا اللحم الذي فيها واكسروا القدور كسروا القدور قالوا : يا رسول الله أو نهرقها ونغسلها قال : أو ذاك " وكأن هذا جاءه الوحي في الحال عليه الصلاة والسلام نعم.
(المتن)..
" قال رجل : يا رسول الله أو نهرقها ونغسلها قال : أو ذك .وحدثنا إسحاق بن إبراهيم
(الشيخ)..
(تغسل القدور لأن لحمها نجس فتغسل من النجاسة فتطهر من النجاسة )
(المتن)..
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا حماد بن مسعدة وصفوان بن عيسى ح و حدثنا أبو بكر بن النظر قال : حدثنا أبو عاصم النبيل كلهم عن يزيد ابن أبي عبيد بهذا الإسناد وحدثنا ابن أبي عمر قال : حدثنا سفيان عن أيوب عن محمد عن أنس رضي الله عنه قال : لما فتح رسول الله ﷺ خيبر أصبنا حمراً خارجاً من القرية فطبخنا منها فنادى منادي رسول الله ﷺ : ألا إن الله ورسوله ينهيانكم عنها فإنها رجس من عمل الشيطان فأكفئت القدور بما فيها وإنها لتفور بما فيها
( الشرح )
فيه الجمع بين ضمير الربط وضمير الرسول ينهيانكم ومثل حديث أنس ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وجاء في الحديث الآخر أن النبي ﷺ رأى خطيبا يخطب ويقول من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال : بئس الخطيب أنت قل: ومن يعص الله ورسوله قال العلماء إن هذا كان أولاً ثم نسخ ، وقيل إن هذا لأن الخطيب كان يحتاج إلى توسع في الخطبة ولا ينبغي له أن يختصر ولهذا نهى عن ذلك وقيل أن هذا من باب التنزيه للأدب والأفضل ألا يجمع وإن جمع لا حرج .
(المتن)..
وحدثنا محمد بن منهال الضرير قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لما كان يوم خيبر جاء جاءٍ فقال : يا رسول الله أُكلت الحمر ثم جاء آخر فقال : يا رسول الله أفنيت الحمر فأمر رسول الله ﷺ أبا طلحة فنادى :" إن الله عز وجل ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر فإنها رجس أو نجس قال فأكفئت القدور بما فيها "
( الشرح )
فإنها رجس أو نجس هذا الدليل على أنها حرمت لذاتها ظن بعضهم أنها من أجل أنها حمولة الناس جاء رجل قال : أكلت الحمر جاء آخر وقال : فنيت الحمر ما بقي حمر فظنوا أنها من أجل أنها حمولة الناس نهى لكن الحديث صريح التحريم من أجل أنها رجس نجس لنجاستها)
(المتن)..
وحدثنا يحيى بن يحي وأبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد واللفظ ليحي قال يحيى : أخبرنا وقال الآخران : حدثنا حماد بن زيد عن عمر بن دينار عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ :" نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وأذن في لحوم الخيل " وحدثنا يحي بن حاتم قال : حدثنا محمد بن بكر قال : أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بقول :" أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش ونهانا النبي ﷺ عن الحمار الأهلي" .
( الشرح )
نعم هذا فيه تحريم الحمار الأهلي وحل الحمار الوحشي وفيه حل الخيل وأن الخيل حلال وهو الذي عليه جمهور العلماء وهو الصواب وخالف في ذلك بعض العلماء وكره لحوم الخيل والصواب أن لحوم الخيل حلال كما قال : أذن والذين منعوا استدلوا بقوله تعالى : وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ قالوا كونه قرنها مع البغال والحمير ولم يأذن في أكلها يدل على أنها مثلها في التحريم لكن هذا مرجوح والأحاديث صريحة في حل الخيل وأذن في لحوم الخيل (38:12)
(سؤال)..
الصوت غير واضح
جواب)..
الجواز اختلف في سبب المنع قيل أن هذا منسوخ كان أولا أو أن الخطيب يحتاج إلى أن يتوسع في الكلام. نعم
(المتن)..
وحدثني أبو الطاهر قال : أخبرنا ابن وهب ح و حدثني يعقوب الدورقي وأحمد بن عثمان النوفلي قال : حدثنا أبو عاصم كلاهما عن ابن جريج بهذا الإسناد وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا أبي وحفص بن غياث ووكيع عن هشام عن فاطمة عن أسماء رضي الله قالت:" نحرنا فرساً على عهد رسول الله ﷺ فأكلناه" وحدثناه يحيى بن يحيى فقال : أخبرنا أبو معاوية ح و حدثنا أبو كريب قال : حدثنا أبو أسامة كلاهما عن هشام بهذا الإسناد حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر عن إسماعيل قال : يحيى بن يحيى قال : أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول : أنه سئل النبي ﷺ عن الضب
(الشيخ)..
بركة قف على هذا .
(مداخلة)..
قال عثمان بن صالح سلمان أبو عبد الله الفارسي ويقال له سلمان بن الإسلام وسلمان الخير وقال ابن حبان : من زعم أن سلمان الخير آخر فقد وهم :: أصله من أصفهان وكان قد سمع بأن النبي ﷺ سيبعث فخرج في طلب ذلك فأسر وبيع في المدينة اشتغل بالرق حتى كان أول مشاهده الخندق وشهد بقية المشاهد وفتوح العراق وولي المدائن، وقال ابن عبد البر يقال :إنه شهد بدراً وكان عالماً زاهداً روى عنه أنس وابن عباس وأبو سعيد وغيرهم من الصحابة
(الشيخ)..
هو سلمان المعروف ويقال أنه عاش مئة وخمسين عاماً رضي الله عنه وأرضاه نعم ما تكلم في سبب تسمية سلمان الخير كان يشير في مقال هناك إلى أن سلمان الخير غير سلمان الفارسي هو سلمان الفارسي هو سلمان الخير ما ذكر سبب التسمية