بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
قال الشيخ: عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في شرح كتاب التوحيد.
(المتن)
قوله: "عن جندب بن عبد الله" أي ابن سفيان البجلي وينسب إلى جده، صحابي مشهور مات بعد الستين، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: أما بناء المساجد على القبور فقد صرح عامة الطوائف بالنهي عنه للأحاديث الصحيحة، وصرح أصحابنا وغيرهم من أصحاب مالك والشافعي بتحريمه، قال: ولا ريب في القطع بتحريمه، ثم ذكر الأحاديث في ذلك إلى أن قال: وهذه المساجد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين والملوك وغيرهم تتعين إزالتها بهدم أو غيره، وهذا مما لا أعلم فيه خلافًا بين العلماء المعروفين.
قوله: فقد نهى عنه في آخر حياته، ثم إنه لعن وهو في السياق من فعله.
(الشرح)
في سياق الموت.
(المتن)
(الشرح)
الصلاة عند القبور ممنوعة ولو لم يُبنى مسجد، كل شيء يُصلى فيه يسمى مسجد.
(المتن)
وهو معنى قولها: خشي أن يتخذ مسجدًا: فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدًا، بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدًا كما قال ﷺ: جُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا.
هذا ذكره شيخنا وهو من تقرير شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله تعالى على هذه الأحاديث.
قوله: ولأحمد بسند جيد عن ابن مسعود مرفوعا: إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُم السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ ورواه أبو حاتم في صحيحه.
قلت: وقد وقع هذا في الأمة كثيرًا كما وقع في أهل الجاهلية قبل مبعث النبي ﷺ كما لا يخفى على ذوي البصائر، وقد زاد هؤلاء المتأخرون من هذه الأمة على ما وقع من أهل الجاهلية من هذا الشرك بأمور:
منها: أنهم يخلصون عند الاضطرار لغير الله وينسون الله.
ومنها: أنهم يعتقدون أن آلهتهم من الأموات يتصرفون في الكون دون الله.
(الشرح)
شرك في الربوبية، الأولون يعبدون الله (.....) وهؤلاء يخلصون لغير الله، وفي الشدائد ينادون بمعبودهم، وأما الأوائل في الشدائد يوحدون وفي الرخاء يشركون، والمتأخرون في الشدائد ينادون بمعبوداتهم.
(المتن)
(الشرح)
وهذا من القرآن العزيز: إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر/14].
(المتن)
(الشرح)
أين عقلك؟ كيف هو يعلم الغيب، هو ميت، بليت عظامه وصار تراب هل يعلم الغيب؟ أين عقلك، هم ألغوا عقولهم والعياذ بالله، هم أموات ما يستطيع ينفع نفسه كيف ينفعك! عظامه صارت ترابًا وهم يدعونه من دون الله ويقولون: يعلم الغيب، نعوذ بالله.
(المتن)
(الشرح)
حكم عليهم بالشرك
وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ هو الله، عن نفسه وهو الخبير بذلك.
(المتن)
فما صدقوا الخبير فيما أخبر به عن آلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله، ولا آمنوا بما أنزله الله في كتابه، بل بالغوا وعاندوا في رده وكذبوا وألحدوا وكابروا المعقول والمنقول فالله المستعان.
فيه مسائل:
الأولى: ما ذكر الرسول فيمن بنى مسجدًا يعبد الله فيه عند قبر رجل صالح، ولو صحت نية الفاعل.
(الشرح)
يعني: أنه لا يجوز يبني عليه، ولو كان نبيًا أو رجل صالح (.....) هو يعبد الله لكن وسيلة، فهو وسيلة للشرك.
(المتن)
(الشرح)
التماثيل، وأصنام الشرك، كما فعل قوم نوح صوروا تماثيلهم على قبورهم وعبدوهم.
(المتن)
(الشرح)
كل هذا مبالغة في التحذير من الشرك.
(المتن)
الرابعة: نهيه عن فعله عند قبره قبل أن يوجد القبر.
الخامسة: أنه من سنن اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم.
(الشرح)
أنهم يعبدونهم ويدعونهم من دون الله، وهو من فعل المشركين.
(المتن)
(الشرح)
لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى من باب التحذير.
(المتن)
السابعة: أن مراده تحذيره إيانا عن قبره.
الثامنة: العلة في عدم إبراز قبره.
(الشرح)
خشي أن يُتخذ مسجدًا، وجاء في الحديث الآخر وهو: مَا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا فِي المَوْضِعِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُدْفَنَ فِيهِ.
(المتن)
(الشرح)
يعني: الصلاة عندها وإن لم يُبنى مسجد، وإن لم يوجد بناء.
(المتن)
(الشرح)
قال: لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ الذين يتخذون القبور مساجد وسيلة إلى الشرك، والذي تقوم عليهم الساعة هكذا كفرة، هم بين الوسيلة والغاية.
(المتن)
(الشرح)
الذي تقوم عليهم الساعة كفرة.
(المتن)
(الشرح)
وهم الذين يتخذون القبور مساجد مع الخاتمة.
(المتن)
(الشرح)
الجهمية كفرهم خمسمائة عالم كما قال ابن القيم، قال:
وَلَقَدْ تَقَلَّدَ كُفْرَهم خَمْسُونَ فِي | عَشْرٍ مِنَ العُلماءِ فِي البُلْدَانِ |
وَالَّلالَكَائيُّ الإمَامُ حَكَاهُ عَنْ | ـهُمُ بَلْ حَكَاهُ قَبْلَهُ الطَّبَرَانِي |
(المتن)
وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور، وهم أول من بنى عليها المساجد.
الثانية عشرة: ما بلي به ﷺ من شدة النزع.
(الشرح)
لانه اعظم الناس اجرا (.....) قال ذلك لان لك اجرا؟ قال نعم.
(المتن)
(الشرح)
(.....) هو خليل الله وإبراهيم خليل الله.
(المتن)
(الشرح)
ولاشك أن الخُلة هي نهاية المحبة وكمالها.
(المتن)
(الشرح)
قال: لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا هذا تصريح بأنه أفضل الصحابة.
(المتن)
(الشرح)
أشار بهذا بعض العلماء على خلافته، قدمه في الإمامة واتخاذه خليلًا وتقديمه في الصلاة إشارة إلى أنه الخليفة بعد النبي ﷺ.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: يعني على المحبة.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: باقية إلى يوم القيامة لا تأكلها الأرض، وكذلك الشهداء تبقى أجسامهم مدة طويلة.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: من حديث الرسول: إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ (.....)
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: يوم خيبر، وجاءت أحاديث كثيرة في هذا (.....) بعضها شواذ وبعضها لها أدلة من القرآن والحديث الصحيح.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر/30]؛ لكن هو حي حياة برزخية، الحياة البرزخية ليست الحياة الدنيا وليست الحياة الآخرة، الله أعلم بها.