شعار الموقع
  1. الصفحة الرئيسية
  2. الدروس العلمية
  3. العقيدة
  4. كتاب قرة عيون الموحدين
  5. قرة عيون الموحدين 17 باب قول الله تعالى إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ

قرة عيون الموحدين 17 باب قول الله تعالى إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ

00:00
00:00
تحميل
77

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب: قول الله تعالى:

(المتن)

إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران/175].

وقوله: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ [التوبة/18] الايه.

وقوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ [العنكبوت/10]الايه.

وعن أبي سعيد مرفوعا: إنَّ مِن ضَعفِ اليقينِ أن تُرْضيَ النَّاسَ بسخطِ اللَّهِ، وأن تَحمَدَهُم على رِزقِ اللَّهِ، وأن تَذمَّهم على ما لم يُؤْتِكَ اللَّهُ، إنَّ رزقَ اللَّهِ لا يجرُّهُ حِرصُ حَريصٍ، ولا يردُّهُ كُرهُ كارِهٍ.

وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ قال: مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ الِلَّهِ عَنْهُ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخَطَ الِلَّهِ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ رواه ابن حبان في صحيحه.

قَالَ الشارح رحمه الله تعالى:

قوله: باب قول الله تعالى: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران/175].

قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى : ومن كيد عدو الله أنه يخوف المؤمنين جنده وأولياءه لئلا يجاهدوهم، ولا يأمروهم بمعروف، ولا ينهوهم عن منكر، وأخبر تعالى أن هذا من كيد الشيطان وتخويفه، ونهانا أن نخافهم، قال: والمعنى عند جميع المفسرين: يخوفهم بأوليائه.

قال قتادة: يعظمهم في صدوركم فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه

خوف أولياء الشيطان، وكلما ضعف إيمانه قوي خوفه منهم، فدلت هذه الآية على أن الخلاص من الخوف من كمال شروط الإيمان، وسبب نزول الآية مذكور في التفاسير والسير.

(الشرح)

هذه الترجمة فِيهَا؛ وجوب الخوف من الله ، وأن الخوف من الله شرطٌ في صحة الإيمان، وأنه كلما قوي الخوف من الله كَانَ الإيمان أقوى، وإذا ضعف الخوف من الله ضعف الإيمان، ولهذا أمر الله تعالى الْمُؤْمِنِين بأن يخافوه ولا يخافوا أولياء الشيطان: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ [آل عمران/175]؛ يخوفكم اولياءه يعظمهم في صدوركم: فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران/175].

وإذا خاف من غير الله خوف السر، يعني خاف من الميت أن يصيبه، بسره، أن يصيبه بمرض أو يسلط عليه عدوه، أو يحرمه دخول الْجَنَّة أو يُدخله النَّارِ، هَذَا هُوَ الشِّرْك، الخوف في السر إذا صلح، لو صلح لغير الله وقع في الشِّرْك، أَمَّا إذا خاف من شخص وترك الْأَمْرِ بالمعروف والنهي عن المنكر، يخاف من آدميين خوفًا متوهمًا، هَذَا نقص وضعف الإيمان.

أَمَّا الخوف من العدو ياخذ السلاح رده، او الخوف من السبع أو الخوف من حيات أو عقارب هَذَا خوف طبيعي لا يُلام عليه الإنسان، قَالَ الله تعالى عن موسى: فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ [القصص/21]؛ هَذَا خوف طبيعي أن يخاف الإنسان من عدو فيأخذ حذره، يخاف من الأرض المسبعة، يخاف من الجوع فيأكل، يخاف من البرد فيتقيه ويلبس ثياب، هذا خوف طبيعي لا يُلام عليه الإنسان.

الطالب: الخلاص من الخوف؟.

الشيخ: إخلاص الخوف، من كمال الإيمان إخلاص الخوف، وأما إذا صرف الخوف السري لغير الله فهذا يقع في الشرك.

(المتن)

وقول الله تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ [التوبة/18].

أخبر تعالى أن مساجد الله لا يعمرها إلا أهل الإيمان بالله واليوم الآخر، الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا بجوارحهم، وأخلصوا له الخشية دون من سواه، فلا تكون المساجد عامرة إلا بالإيمان الذي معظمه التوحيد مع العمل الصالح الخالص من شوائب الشرك والبدع، وذلك كله داخل في مسمى الإيمان المطلق عند أهل السنة والجماعة.

قوله: وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ قال ابن عطية: يريد خشية التعظيم والعبادة والطاعة، ولا محالة أن الإنسان يخشى المحاذير الدنيوية، وينبغي أن يخشى في ذلك كله قضاء الله وتصريفه. قلت: لأن النفع والضر إنما يكون بمشيئة الله وإرادته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: والخوف عبودية القلب، فلا يصلح إلا لله: كالذل والمحبة والتوكل والرجاء وغيرها من عبودية القلب.

(الشرح)

يَعْنِي: خوف العبادة، أَمَّا الخوف الطبيعي هَذَا لا يُلام عليه الإنسان كالخوف من العدو أو سبع، كما سبق.

الطالب: (.....)؟.

الشيخ: الخوف من العبادة، يخاف من صاحب القبر أن يحرمه الرزق، أن يقطع رزقه أو يسلط عليه عدوه بسره، الميت معناه: يعتقد أَنَّهُ يتصرف، وهذا خوف في السر، توهم بعض النَّاس الآن يترك الْأَمْرِ بالمعروف والنهي عن المنكر يتوهم أَنَّهُ سيصيبه ضرر، يتوهم أَنَّهُ إذا لَمْ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر سلط عليه بعض النَّاس مثلًا وشوا به، أو مثلًا عملوا بسيارته كذا، أو مثلًا تسببوا مثلًا في إبعاده عن الوظيفة وما أشبه ذلك من التوهمات فيترك الْأَمْرِ بالمعروف والنهي عن المنكر.

الطالب: (.....)؟.

الشيخ: هَذَا بعض النَّاس يخاف أن يصيبه شيء، يجتمع عليه عصابة يضربونه مثلًا يتوهم وما عنده شيء ظاهر، أَمَّا إذا كَانَ حصل له ضرر في نفسه أو أهله أو ماله هَذَا عذر له، يكون عذره في هَذِهِ الحالة إذا صار ضرره محقق يصيبه ضرر واضح، لَكِنْ البعض يتوهم أن يصيبه شيء وما يصيبه شيء.

الطالب: (.....)؟.

الشيخ: السر خوف العبادة، السر الشِّرْك، إذا صرف العبادة لغير الله أشرك بالله.

(المتن)

قوله: فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ [التوبة/18].

قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس يقول: إن أولئك هم المهتدون، وكل عسى في القرآن فهي واجبة.

قوله وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ.

بركة.

الطالب: هذا الاثر ضعيف.

الشيخ: علي  بْنِ أبي طلحة لَمْ يسمع من اِبْن عباس هُوَ ضعيف من هَذَا الجهة، روي عنه بواسطة.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد