بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمدٍ وَعَلَى آله وصحبه أجمعين؛ أَمَّا بَعْد: ...
(المتن)
قَالَ الشيخ عبد الرحمن بْن حسن رحمه الله تعالى في كتابه قرة عيون الموحدين:
قوله: "عن أبي سعيد " هو الخدري وتقدم.
قوله: "الشرك الخفي " سماه خفيا؛ لأنه عمل قلب لا يعلمه إلا الله.
(الشرح)
وَهُوَ الرياء،الشِّرْك هُوَ عمل خفي في القلب يقوم بالقلوب لا يعلمه إِلَّا الله.
(المتن)
(الشرح)
أصلان لا يصح الإيمان إِلَّا بهما:
الأول: الإخلاص لله.
الثاني: المتابعة للنبي ﷺ.
جمع الله بينهما بقوله: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف/110]؛ والعمل الصالح هُوَ الموافق للشريعة وللسنة ولهدي النَّبِيّ،والعمل الَّذِي منافي للشرك هُوَ الخالص لله، وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى [لقمان/22]؛ إسلام الوجه الإخلاص والإحسان هُوَ العمل الموافق للشريعة.
(المتن)
(الشرح)
هَذِهِ كلها من أنواع الشِّرْك الأصغر الرياء والتصنع إِلَى الخلق قول: ما شاء الله وشئت، تشريك بالمشيئة بالواو،أنا بالله وانت ، وَقَدْ يكون أكبر عَلَى حسب الاعتقاد،إِذَا اعتقد أن مشيئة المخلوق مساوية لمشيئة الله هَذَا قد يكون شرك أكبر؛ لَكِن الأصل أَنَّهُ شرك أصغر.
(المتن)
فِيهِ مسائل:
الأولى: تفسير آية الكهف.
(الشرح)
قوله: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف/110]؛ وأن فِيهَا شرطا قبول العمل،هما الإخلاص والمتابعة.
(المتن)
(الشرح)
نعم بلا شك أن هَذَا أمر عظيم،إِذَا دخله شيء لغير الله فَإِنَّهُ يرد.
(المتن)
(الشرح)
كمال غنى الله يَقُولُ الله تعالي في الحديث القدسي: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ؛ كمال غنى الله،ومن كمال غناه أَنَّهُ لا يرضى أن يكون له شَرِيك في العبادة.
(المتن)
(الشرح)
أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ؛ خير الشركاء فلا يرضى أن يكون معه شَرِيك في العبادة.
(المتن)
(الشرح)
أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ؛ وَهُوَ يخاف عَلَى الصَّالِحِينَ أكثر من غيرهم،ما يخاف عَلَى العصاة،يخاف عَلَى الصَّالِحِينَ من الرياء،وخوف النَّبِيّ ﷺ على الصحابة من الرياء أشد من خوفه عَلَيْهِمْ من المسيح الدجال؛ لِأَنَّ المسيح الدجال له علامات وعلامته واضحة يعرفها كُلّ أحد،أَمَّا هَذَا شيء يقوم بالقوم،ولهذا قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، فَقَالَ: الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ؛ فيخاف عَلَى الصَّالِحِينَ لا عَلَى العصاة من الرياء.
(المتن)
(الشرح)
أصل الصلاة لله والتزيين زيادة في الإطالة وتحسينها هَذَا هو من أجل المخلوق.
(المتن)
(الشرح)
بركة.