بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
قال الشيخ: عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في "قرة عيون الموحدين".
(المتن)
قوله: "في الصحيح" أي صحيح البخاري.
قوله: تَعِسَ بكسر العين ويجوز الفتح أي سقط، والمراد هنا هلك، قاله الحافظ. وقال أبو السعادات. يقال: تعس يتعس إذا عثر وانكب لوجهه.
(الشرح)
حديث: تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ، تَعِسَ عَبْدُ الخميلة.
(المتن)
وهو دعاء عليه بالهلاك.
قوله: تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ سماه عبدًا له لكونه هو المقصود بعمله فصار عبدًا له؛ لأنه عبده بذلك العمل.
قوله: تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ قال أبو السعادات: هي ثوب خز أو صوف معلم، والخميلة. بفتح الخاء المعجمة قال أبو السعادات: ذات الخمل، ثياب لها خمل من أي شيء كان، المراد كل ما كان من الدنيا نقدًا أو عرضًا؛ لأنه ذكر النوعين.
(الشرح)
النقد: الدرهم والدينار، والعرض: الخميلة والقطيشة، الخمل: (.....).
(المتن)
(الشرح)
انتكس أي انقلب على رأسه.
(المتن)
قوله: وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ أي إذا أصابته شوكة فلا يقدر على إخراجها بالمناقيش قاله أبو السعادات.
قال شيخ الإسلام: "فسماه النبي ﷺ عبد الدينار والدرهم وعبد القطيفة وعبد الخميصة، وذكر ما فيه وهو دعاء عليه بلفظ الخبر، وهو قوله: تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ وهذه حال من إذا أصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكونه تعس وانتكس، فلا نال المطلوب، ولا خلص من المكروه، وهذه حال من عبد المال، وقد وصف ذلك بأنه إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ مُنِعَ سَخِطَ، فرضاه لغير الله وسخطه لغير الله.
وهكذا حال من كان متعلقًا برياسة أو صورة ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي وإن لم يحصل له سخط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له إذ الرق والعبودية في الحقيقة رق القلب وعبوديته، فما استرق القلب واستعبده فهو عبده، إلى أن قال: وهكذا أيضًا حال من طلب المال فإن ذلك يستعبده ويسترقه.
وهذه الأمور نوعان:
فمنها: ما يحتاج إليه العبد كما يحتاج إلى طعامه وشرابه ومنكحه ومسكنه ونحو ذلك، فهذا يطلبه من الله ويرغب إليه فيه، فيكون المال عنده يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه، وبساطه الذي يجلس عليه، من غير أن يستعبده فيكون هلوعًا.
(الشرح)
يكون غاية يتوصل بها إلى ما تحتاج إليه حَتَّى يستعين بها على إقامة حوائجه وجسمه حَتَّى يعبد الله، لا أن يكون هو الغاية، لكن الذي عبد الدينار هو الغاية، الغاية عندهم السيارة والمال، والرتبة، ولذلك تجد بعض الناس عنده عناية وإشراف بالسيارات كأنها غاية ما كأنها وسيلة، تغسيلها والإشراف فيها، حَتَّى المال الذي يرثه وسيلة بمنزلة الحمار الذي يركبه حَتَّى يتوصل به، وهكذا، يجب أن تكون وسيلة ما تكون غاية هذه الأمور، المسلم ما يجعلها غاية حَتَّى يعبدها وحَتَّى يعمل لأجلها.
فبعض الناس مثل الأوربيون يهتمون ببيته وينظفه ويهتم بالسيارة وبالمرأة هذه الأمور الثلاثة، وبعض الناس معجب بهم ويقلدهم في هذا، هؤلاء آثروا الدنيا على الآخرة، وهؤلاء غايتهم الدنيا يعملون لأجلها، المسلم يعمل لله ويعمل للآخرة، الدنيا يستعين بها على طاعة الله، المال والسيارة وكل ما بيده هذا يكون وسيلة يستعين بها على طاعة الله.
(المتن)
قال شيخ الإسلام: "فسماه النبي ﷺ عبد الدينار والدرهم وعبد القطيفة وعبد الخميصة، وذكر ما فيه وهو دعاء عليه بلفظ الخبر، وهو قوله: تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ .
وهذه حال من إذا أصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكونه تعس وانتكس، فلا نال المطلوب، ولا خلص من المكروه، وهذه حال من عبد المال، وقد وصف ذلك بأنه إن أعطي رضي، وإن منع سخط، فرضاه لغير الله وسخطه لغير الله.
وهكذا حال من كان متعلقًا برياسة أو صورة ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي وإن لم يحصل له سخط.
(الشرح)
وهكذا الآن بعض الناس العلاقات بينهم مصالح، لا من أجل الدين ولا من أجل الولاء والبراء، وكذلك بعض الدول الأوربية العلاقة بينها وبين غيرها مصالح، إن كانت مصلحة وإلا تركوهم، لولا أن عندهم مصلحة ما شاركوهم وإنما قاتلوهم، ولكن لأجل المصالح، مصالح بين بعض الناس ومصالح بين بعض الدول، أما الولاء ما في ولاء ولا براء؛ لأجل الدنيا فقط.
لكن المسلم العلاقة بينه وبين غيره الولاء والبراء، يوالي في الله ويعادي في الله، يحب في الله ويُبغض في الله ليس لأجل المصالح، الدنيا ما لها قيمة، يوالي المسلم حَتَّى لو عاداه، لو كان أحد المسلمين عدوًا له وبينهم شحناء يواليه من أجل الدين.
(المتن)
فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له إذ الرق والعبودية في الحقيقة رق القلب وعبوديته، فما استرق القلب واستعبده فهو عبده.
إلى أن قال: وهكذا أيضًا حال من طلب المال فإن ذلك يستعبده ويسترقه.
وهذه الأمور نوعان:
فمنها: ما يحتاج إليه العبد كما يحتاج إلى طعامه وشرابه ومنكحه ومسكنه ونحو ذلك، فهذا يطلبه من الله ويرغب إليه فيه، فيكون المال عنده يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه، وبساطه الذي يجلس عليه، من غير أن يستعبده فيكون هلوعًا.
ومنها: ما لا يحتاج إليه العبد فهذا ينبغي أن لا يعلق قلبه به، فإذا تعلق قلبه صار مستعبدًا ومعتمدًا على غير الله فلا يبقى معه حقيقة العبودية لله، ولا حقيقة التوكل على الله، بل فيه شعبة من العبادة لغير الله وشعبة من التوكل على غيره، وهذا أحق الناس بقوله ﷺ: تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ، تَعِسَ عَبْدُ الخميلة.
وهذا هو عبد لهذه الأمور، ولو طلبها من الله فإن الله إذا أعطاه إياه رضي، وإن منعه إياها سخط، وإنما عبد الله من يرضيه ما يرضي الله، ويسخطه ما يسخط الله، ويحب ما أحب الله ورسوله، ويبغض ما أبغض الله ورسوله، ويوالي أولياء الله، ويعادي أعداء الله، فهذا الذي استكمل الإيمان، انتهى ملخصًا.
قوله: طُوبَى لِعَبْدٍ رواه الإمام أحمد عن حسن بن موسى قال: سمعت عبد الله بن لهيعة قال: حدثنا دراج أبو السمح: أن أبا الهيثم حدثه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ﷺ أن رجلا قال: «يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك، قال: طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَمَا طُوبَى؟ قَالَ: شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ، ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا له شواهد في الصحيحين.
(الشرح)
السند هذا ضعيف عن ابن لهيعة عن دراج أبو السمح، لكن له شواهد في الصحيح، لكن هذا السند ضعيف.
(المتن)
(الشرح)
وهب بن منبه من كعب الأحبار، من بني إسرائيل الذين أسلموا، من التابعين الذين أسلموا وينقلون عن بني إسرائيل كثيرًا.
(المتن)
قال وهب: "إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها، زهرها رياط، وورقها برود، وقضبانها عنبر، وبطحاؤها ياقوت، وترابها كافور ووحلها مسك يخرج من أصلها أنهار الخمر واللبن والعسل، وهي مجلس لأهل الجنة فبينا هم في مجلسهم إذ أتتهم الملائكة من ربهم يقودون نجبًا مزمومة بسلاسل من ذهب، ووجوهها كالمصابيح من حسنها، ووبرها كخز المرعزى من لينه، عليها رحال ألواحها من ياقوت، ودفوفها من ذهب، وثيابها من سندس وإستبرق فينيخونها ويقولون: إن ربنا أرسلنا إليكم لتزوروه وتسلموا عليه، قال: فيركبونها قال: فهي أسرع من الطائر وأوطأ من الفراش خبًا من غير مهنة يسير الرجل إلى جنب أخيه وهو يكلمه ويناجيه لا تصيب أذن راحلة منها أذن صاحبتها، ولا برك راحلة برك الأخرى حتى إن الشجرة لتتنحى عن طريقهم لئلا تفرق بين الرجل وأخيه، قال فيأتون إلى الرحمن الرحيم فيُسفر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليه فإذا رأوه قالوا: اللهم أنت السلام ومنك السلام وحق لك الجلال والإكرام".
قال: "فيقول تبارك وتعالى عند ذلك: أنا السلام ومني السلام وعليكم حقت رحمتي ومحبتي مرحبا بعبادي الذين خشوني بالغيب، وأطاعوا أمري، قال: فيقولون ربنا إنا لم نعبدك حق عبادتك، ولم نقدرك حق قدرك فأذن لنا بالسجود قدامك، قال: فيقول الله: إنها ليست دار عبادة ولا نصب، ولكنها دار مُلكٍ ونعيم، وإني قد رفعت عنكم نصب العبادة فسلوني ما شئتم فإن لكل رجل منكم أمنيته، فيسألونه حتى إن أقصرهم أمنية ليقول: رب تنافس أهل الدنيا في دنياهم فتضايقوا، رب فآتني مثل كل شيء كانوا فيه من يوم خلقتها إلى أن انتهت الدنيا، فيقول الله تعالى: لقد قصرت بك أمنيتك، ولقد سألت دون منزلتك، هذا لك مني؛ لأنه ليس في عطائي نكد ولا قصر يد".
قال ثم يقول: "اعرضوا على عبادي ما لم تبلغ أمانيهم التي في أنفسهم" فيكون فيما يعرضون عليهم براذين مقرنة على كل أربعة منها سرير من ياقوتة واحدة على كل سرير منها قبة من ذهب مفرغة في كل قبة منها فرش من فرش الجنة مظاهرة، في كل قبة منها جاريتان من الحور العين، على كل جارية منهن ثوبان من ثياب الجنة وليس في الجنة، لون إلا وهو فيها، ولا طيب إلا قد عبق بهما، ينفذ ضوء وجوههما غلظ القبة حتى يظن من يراهما أنهما دون القبة، يرى مخهما من فوق كالسلك الأبيض في ياقوتة حمراء يريان له من الفضل على صحابته كفضل الشمس على الحجارة أو أفضل، ويرى لهما مثل ذلك، ثم يدخل إليهما فيحييانه ويقبلانه ويعانقانه، ويقولان له: ما ظننا أن الله يخلق مثلك، ثم يأمر الله الملائكة فيسيرون بهم صفًا في الجنة حتى ينتهي كل رجل منهم إلى منزلته التي أعدت له" انتهى.
(الشرح)
وهذا من أخبار بني إسرائيل، قاله وهب بن منبه، والله أعلم، ولكن الجنة كما أخبر الله: فيها مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ لكن هذا من أخبار بني إسرائيل، وهب بن منبه ينقل عن بني إسرائيل.
(المتن)
قوله: أَشْعَثَ مجرورة بالفتحة؛ لأنه اسم لا ينصرف للوصف ووزن الفعل ورأسه مرفوع على الفاعلية، وهو طائر الشعر أشغله الجهاد في سبيل الله عن التنعم بالأدهان وتسريح الشعر.
مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ هو بالجر صفة ثانية لعبد.
قوله: إِنْ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ أي حامية الجيش عن أن يهجم العدو عليهم.
قولهم: كَانَ فِي الحِرَاسَةِ أي غير مقصرٍ فيها ولا غافل.
قوله: وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ أي في مؤخرة الجيش يقلب نفسه في مصالح الجهاد وبما فيه حفظ المجاهدين من عدوهم.
قال الخلخالي: "المعنى ائتماره لما أمر وإقامته حيث أقيم لا يفقد مكانه، وإنما ذكر الحراسة والساقة لأنهما أشد مشقة".
قوله: إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ أي استأذن على الأمراء ونحوهم، لم يأذنوا له؛ لأنه لا جاه له عندهم ولا منزلة، لأنه ليس من طلابها، وإنما يطلب ما عند الله.
قوله: وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ يعني لو ألجأته الحال إلى أن يشفع له في أمر يحبه الله ورسوله، لم تُقبل له شفاعة عند الأمراء ونحوهم.
وعن عثمان قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: حَرَسُ لَيْلَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ لَيْلَةٍ يُقَامُ لَيْلُهَا وَيُصَامُ نَهَارُهَا.
وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن المبارك، قال عبد الله بن محمد قاضي نصيبين: حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي سُكينة أنه أملى عليه عبد الله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس، وواعده الخروج، وأنشدها معه إلى الفضيل بن عياض في سنة سبعين ومائة.
(الشرح)
وعده الخروج للجهاد يعني، والفضيل بن عياض يتعبد في المسجد الحرام، وعبد الله بن المبارك يراقب في الثغور، يبين له فضل الجهاد على العبادة.
(المتن)
يَا عَابِدَ الحَرَمَيْنِ لَوْ أَبْصَرْتَنَا | لَعَلِمْتَ أَنَّكَ فِي العِبَادَةِ تَلْعَبُ |
مَنْ كانَ يَخْضِبُ جيْدَهُ بِدُمُوْعِهِ | فَنَحُوُرُنَا بِدِمَائِنَا تَتَخَضَّبُ |
أَوْ كَانَ يُتْعِبُ خَيْلَهُ فِي بَاطِلٍ | فَخُيُوْلُنَا يَوْمَ الصَّبِيْحَةِ تَتْعَبُ |
ريْحُ العَبيْرِ لكُمْ وَنَحْنُ عَبِيرُنَا | رَهَجُ السَّنَابِكِ وَالغُبَارُ الأطْيبُ |
(الشرح)
ريح العبير من الغبار، يعني: نحن يأتي علينا الغبار الذي تُثيره الخيول بالجهاد في سبيل الله.
(المتن)
وَلَقَدْ أَتَانَا مِنْ مَقَالِ نَبِيّنَا | قَوْلٌ صَحِيْحٌ صَادِقٌ لا يَكْذِبُ |
لا يَسْتَوِي وَغُبَارُ خَيْلِ الله فِي | أَنْفِ امْرِيءٍ وَدُخَانُ نَارٍ تلهَبُ |
(الشرح)
يشير إلى الحدث: لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ نَارِ جَهَنَّمَ.
(المتن)
هَذَا كِتَابُ الله يَنْطِقُ بَيْنَنَا | لَيْسَ الشَّهِيْدُ بِميِّتٍ لا يَكْذِبُ |
(الشرح)
وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ [آل عمران/169]؛ كتبها له يذكره الجهاد، والفرق بين المجاهدين ومن يتعبد.
كما قال: أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [التوبة/19].
لا يستوي المجاهد والذي يتعبد، هو يتعبد في المسجد الحرام الذي الصلاة فيه بمائة ألف صلاة، وهذا مرابط في الثغور يجهاد في سبيل الله، رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا.
(المتن)
(الشرح)
أبو عبد الرحمن كنية عبد الله بن المبارك.
(المتن)
(الشرح)
يعطيه حديث أجرة له؛ لأنه نقل الكتاب سيعطيه أجرة حديث آخر في فضل الجهاد أيضًا.
(المتن)
(الشرح)
الحبل الذي هو مربوط فيه، يكون حسنات لصاحبه، والماء الذي يشربه حسنات، وأرواثه حسنات.
الشيخ: تكلم على هذا الحديث؟
الطالب: رواه بهذا اللفظ ابن عساكر في تاريخه من حديث محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، قال: أملى عليَ عبد الله بن المبارك هذه الأبيات فذكرها وذكر الحديث كما هو هاهنا، محمد بن إبراهيم بن أبي سُكينة الحلبي، قال الحافظ: في (.....) ربما أخطأ ولم يوثقه غير ابن حبان، وذكره ابن كثير في آخر تفسير سورة آل عمران، قد رواه أحمد في مسنده بمعناه مختصرًا من حديث أبي هريرة ، قال:جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: دُلَّنِي علَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الجِهَادَ؟ قَالَ: لا أجِدُهُ قَالَ: هلْ تَسْتَطِيعُ إذَا خَرَجَ المُجَاهِدُ أنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ ولَا تَفْتُرَ، وتَصُومَ ولَا تُفْطِرَ؟، قَالَ: ومَن يَسْتَطِيعُ ذلكَ؟ قَالَ أبو هُرَيْرَةَ: إنَّ فَرَسَ المُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ في طِوَلِهِ، فيُكْتَبُ له حَسَنَاتٍ.
ورواه البخاري، ومسلم ولفظه: قال أبو هريرة: قيل للنبي ﷺ: مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ ؟ قَالَ: لَا تَسْتَطِيعُونَهُ، قَالَ: فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: لَا تَسْتَطِيعُونَهُ، وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللهِ، لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ، وَلَا صَلَاةٍ، حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى. رواه النسائي أيضًا وانظر جامع الأصول.
(المتن)
قال: فيه مسائل:
الأولى: إرادة الإنسان الدنيا بعمل الآخرة.
(الشرح)
وانه لا يجوز أن يريد الانسان بعمله الدنيا، وأن هذا من الشرك.
(المتن)
(الشرح)
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا [هود/15]؛ هو وعيد شديد وإن كانت نزلت في الكفار لكنها تشمل أيضًا المرائين من المسلمين بأعمالهم.
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود/16]؛ والذي يُحبط عمله هو الكافر، هذا في الكفار والمنافقين الذين دخلوا في الإسلام رياءً، أعمالهم حابطة وتشمل أيضًا المؤمن الذي يرائي بعمله، فيحبط هذا العمل وإن كان مسلمًا.
(المتن)
(الشرح)
إذا كان متعلقًا بها ويعمل لأجلها، وليس معنى ذلك انه خرج من الاسلام.
(المتن)
(الشرح)
هذا عبد الدينار والدرهم، إذا أُعطي من الدنيا رضي وإن مُنع سخط جعلها وسيله.
(المتن)
(الشرح)
دعاء عليهم بتعسيرهم وأن يعسر أمورهم.
(المتن)
(الشرح)
كذلك دعاء عليه بأن أموره تكون عسيرة عليه، وإذا وقع في أمرٍ لم يخرج منه.
(المتن)
(الشرح)
(.....) إِنْ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ ثناءٌ على هذا المجاهد.
بركة.