بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
قال الشيخ: عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في "قرة عيون الموحدين".
(المتن)
قوله: ولما سمعت قريش رسول الله ﷺ يذكر الرحمن أنكروا ذلك فأنزل الله فيهم: وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ [الرعد/30]؛ الآية.
روى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان النبي ﷺ يدعو ساجدًا يَا رَّحْمَنُ يَا رَّحِيمُ فقال المشركون: هذا يزعم أنه يدعو واحدًا وهو يدعو مثنى مثنى. فأنزل الله: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الإسراء/110].
(الشرح)
وهذا من باب العناد، أنكروا اسم الرحمن من باب العناد والتعنت، وإلا فهم وُجد في أشعارهم ما يدل على أنهم يُثبتون اسم الرحمن، كما قال الشاعر: "وما يشاء الرحمن يعقد ويُطلقِ" ولكنه من باب العناد والتعنت أنكروا اسم الرحمن.
ولما أمر النبي ﷺ في كتابة الصلح، (....) قال: اكْتُبْ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قالوا: لا نعرف الرحمن ولا الرحيم اكتب: بسمك اللهم، وهذا من عنادهم.
(المتن)
فيه مسائل:
الأولى: عدم الإيمان بجحد شيء من الأسماء والصفات.
(الشرح)
يعني: لا يحصل الإيمان مع جحود الأسماء والصفات، من جحد شيئًا من الأسماء والصفات فلا يحصل له الإيمان، يزول عنه الإيمان بجحود الأسماء والصفات.
(المتن)
(الشرح)
وهي: وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ [الرعد/30]؛ يعني: يجحدون.
(المتن)
(الشرح)
يحدث الناس ما لا يعرفون أتريدون ان يكذب الله ورسوله؛ لأن هذا يحدث قد يكون سبب في التكذيب، فلا تكن سببًا في تكذيبهم، وحدث الناس بما يعرفون.
(المتن)
(الشرح)
يعني: يحدث الناس بما لا يعرفون أتريد ان يُكذب الله وسوله وهذا سبب في التكذيب ولو لم يكذب، لا تسبب أنت، لا تحدث الناس إلا بما تعرفه عقولهم.
الطالب: كيف يتعمد ذلك؟
الشيخ: يحدثهم بشيء غريب على عقولهم فيكون سبب لهم في الإنكار.
(المتن)
(الشرح)
لما انتفض قوم للحديث في بعض الصفات، قال: ما بال هؤلاء يهلكون عند المتشابه ويفرحون عند محكمه.