شعار الموقع

قرة عيون الموحدين 33 باب قول الله تعالى يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا

00:00
00:00
تحميل
66

بسم الله الرحمن الرحيم

(المتن)

قَالَ الشيخ عبد الرحمن بْن حسن رحمه الله تعالى:

قوله:

"باب قول الله تعالى: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا [النحل/83].الآية ".

قال ابن جرير: فإن أهل التأويل اختلفوا في المعني بالنعمة فذكر عن سفيان عن السدي " يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا "قال: محمد ﷺ.

وقال آخرون: بل معنى ذلك أنهم يعرفون أن ما عدد الله تعالى ذكره في هذه السورة من النعم من عند الله.

(الشرح)

هَذِهِ في سورة النحل أنزل الله فِيهَا نعم كثيرة، وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ [النحل/81].

(...) النعم يَعْنِي أَنَّهُمْ يعرفون أن النعم هَذِهِ من الله ثُمَّ ينسبونها إِلَى غيره، كأنه المراد محمد ﷺ أعظم النعم لهذه الامه ارسال النبي إرسال الرسل، إرسال النَّبِيّ ﷺ، يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ يعرفون نعمة محمد رسول من عِنْد الله ثُمَّ ينكرون ويجحدون رسالته.

(المتن)

 وقال آخرون: بل معنى ذلك أنهم يعرفون أن ما عدد الله تعالى ذكره في هذه السورة من النعم من عند الله، وأن الله هو المنعم عليهم بذلك، ولكنهم ينكرون ذلك فيزعمون أنهم ورثوه عن آبائهم.

وأخرج عن مجاهد يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا [النحل/83]. قال: هي المساكن والأنعام وما يرزقون منها والسرابيل من الحديد والثياب، يعرف هذا كفار قريش ثم ينكرونه بأن يقولوا: هذا كان لآبائنا فورثونا إياه.

(الشرح)

ينسبونه إِلَى آبائهم وليس المنعم (.....).

(المتن)

قوله: "وقال عون بن عبد الله يقولون لولا فلان لم يكن كذا " عون هو بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله الكوفي الزاهد، روى عن أبيه وعائشة وابن عباس، وعنه قتادة وأبو الزبير والزهري، وثقه أحمد وابن معين.

قال البخاري: مات بعد العشرين ومائة. واختار ابن جرير القول الأول، واختار غيره أن الآية تعم ما ذكره العلماء في معناها وهو الصواب.

قوله: "وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به. قال بعض السلف: هو كقولهم: كانت الريح طيبة، والملاح حاذقًا، ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثير. اهـ. "

(الشرح)

إِذَا استقرت السفينة نسبوه إِلَى حنكة الملاح وطيب الريح، قَالُوا: نجونا بسبب حذق الملاح قائد السفينة وطيب الريح، الريح طيبة والملاح حاذق قَالَ الله: هُوَ المنعم وَهُوَ الَّذِي نجانا وَهُوَ الَّذِي هيأ لنا الأسباب.

(المتن)

 وكلام شيخ الإسلام يدل على أن حكم هذه الآية عام فيمن نسب النعم إلى غير الله.

(الشرح)

يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا [النحل/83]؛ عام.

(المتن)

 وأسند أسبابها إلى غيره كما هو مذكور في كلام المفسرين المذكور بعضه هنا، وذلك من أنواع الشرك كما لا يخفى.

(الشرح)

من أنواع الشِّرْك (.....) شيخ الإسلام أعد العبارة.

(المتن)

وكلام شيخ الإسلام يدل على أن حكم هذه الآية عام فيمن نسب النعم إلى غير الله، وأسند أسبابها إلى غيره كما هو مذكور في كلام المفسرين المذكور بعضه هنا، وذلك من أنواع الشرك كما لا يخفى.

قال فيه مسائل:

الأولى: تفسير معرفة النعمة وإنكارها.

(الشرح)

يَعْنِي يعرف أَنَّهُ لا إله إِلَّا الله ثُمَّ يجحدها فهذا نوع من الإنكار، وإن كَانَ يعتقد أن الله هُوَ المنعم لَكِن كونه يجحدها ولا يضيفها إِلَى المنعم بلسانه فهذا نوع من الشِّرْك، أَمَّا يعتقد أن (.....) هَذَا كفر.

(المتن)

الثانية: معرفة أن هذا جارٍ على ألسنة كثير.

(الشرح)

يَعْنِي هَذَا ابتلي بِهِ الكثير من النَّاس، إضافة النعمة إِلَى غير المنعم.

(المتن)

الثالثة: تسمية هذا الكلام إنكارا للنعمة.

(الشرح)

نعم يَقُولُ: الريح طيبة أو الملاح حاذق، هَذَا الكلام فِيهِ إنكار نعمة الله، لَمْ يقل: إن الله هُوَ الَّذِي سخر وَهُوَ الَّذِي يسر، الَّذِي جعل(.....).

(المتن)

الرابعة: اجتماع الضدين في القلب.

(الشرح)

نعم اجتماع الضدين في القلب سواء معترف اطلاقا  ولكنه أضاف الرسالة إِلَى غير الله، كما أن في حقه الإيمان الباطن يعرف أن الله هُوَ المنعم، وَالشِّرْك هُوَ (..) وَهُوَ أَنَّهُ أضاف النعمة إِلَى غير خالقها، اجتمع الشيء وضده عنده، وَهُوَ ليس كافر مؤمن، أضافة نعمة إِلَى غير الله هَذَا نوع من الشِّرْك،(.....).

المتن:

باب قول الله تعالى فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.
logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد