بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمدٍ وَعَلَى آله وصحبه أجمعين؛ اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين أَمَّا بَعْد: ...
(المتن)
قَالَ الشيخ الإمام محمد بْن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد:
باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ، وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ رواه ابن ماجه بسند حسن.
قَالَ الشيخ عبد الرحمن بْن حسن رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين:
قوله: " باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله " .
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ، وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ رواه ابن ماجه بسند حسن.
قوله: لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ تقدم أنه لا يجوز الحلف بغير الله في حق كل أحد.
قوله: مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ، هذا مما أوجبه الله على عباده قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة/119]. وقال: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ [النحل/106]..
قوله: وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ هذا من حق المسلم على المسلم أن يقبل منه إذا حلف له معتذرًا، والحديث يدل على الوجوب.
(الشرح)
يَعْنِي يَجِبُ عَلَيْهِ أن يرضى.
(المتن)
(الشرح)
تكلم عَن الحديث في تخريج الحديث؟.
الطالب: قَالَ الحافظ البوصيري في الزوائد رجاله إسناده ثقات وصححه العلامة الألباني في الإرواء.
الشيخ: وَعَلَى هَذَا باب ما جاء في من لَمْ يقنع بالحلف بالله؛ يَعْنِي فَإِنَّهُ ناقص التوحيد والإيمان؛ لِأَنَّهُ لَمْ يرض بالحلف بالله، فيكون عنده نقص في إيمانه، ذكر الحديث لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، هَذَا فِيهِ تحريم الحلف لغير الله؛ لِأَنَّهُ من الشِّرْك، وَكَانَ في أول الإسلام يحلفون بآبائهم، ثُمَّ نسخ ذَلِكَ، ثبت أن عمر كَانَ يحلف فناداه النَّبِيّ ﷺ، قَالَ له: لا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، ولا بأجداكم فَمَنْ كانَ حالِفاً؛ فَلْيَحْلِفْ بالله، وإلا فَلْيَصْمُتْ.
لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ يَجِبُ عَلَى الإنسان أن يصدق بقوله وفعله واعتقاده، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة/119].
قَالَ الله تعالى: قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [المائدة/119].
وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ، وَهَذَا من حَقّ اَلْمُسْلِم عَلَى أخيه أَنَّهُ يرضى إِذَا حلف معتذرًا إِلَّا إِذَا تبين له كذبه، أَمَّا إِذَا لَمْ يتبين له كذبه فعليه أن يرضى وعليه أن يحسن بالظن بأخيه، والله تعالى يَقُولُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات/12].
وَهُوَ الَّذِي ليس عَلَيْهِ دليل، فكونك تظن أَنَّهُ كاذب بغير دليل هَذَا لا يجوز، عليك أن تحسن بِهِ الظن.
وَمَنْ لَمْ يَرْضَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ ، هذا فيه وعيد والحديث إسناده لا بأس بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ ، فهذا فِيهِ وعيد، فيدل عَلَى نقص إيمان من حلف له بالله وَلَمْ يرض، ولهذا بوب المؤلف هَذَا الباب، باب ما جاء في من لَمْ يقنع بالحلف بالله، ليعرف أَنَّهُ ناقص الإيمان، أو ضعيف الإيمان، بل عَلَيْهِ أن يرضى بالله، يرضى بالحلف بالله إِذَا حلف له أخوه معتذرًا ويحسن الظن بِهِ؛ ما لَمْ يتبين له كذبه.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: محتمل فَلَيْسَ من الله ليس ببعيد أن يكون من الكبائر.
(المتن)
قال فيه مسائل:
الأولى: النهي عن الحلف بالآباء.
(الشرح)
نعم لِأَنَّهُ من الشِّرْك، الحلف بالآباء حلف بغير الله، مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ.
(المتن)
(الشرح)
نعم وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ، هَذَا أمر وَالْأَمْرِ للوجوب، يَجِبُ عَلَيْهِ أن يرضى إِلَّا إِذَا وجدت قرينة أو دليل يَدُلّ عَلَى كذبه.
(المتن)
(الشرح)
وَمَنْ لَمْ يَرْضَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ ، هَذَا وعيد محتمل أَنَّهُ من الكبائر.
(المتن)
(الشرح)
بركة.