بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمدٍ وَعَلَى آله وصحبه أجمعين؛ أَمَّا بَعْد: ...
(المتن)
قَالَ الشيخ عبد الرحمن بْن حسن رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين:
قوله باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه.
في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ لَا مَالِكَ إِلَّا اللهُ؛ لأن هذا اللفظ إنما يصدق على الله تعالى فهو ملك الأملاك؛ لأنه هو الملك في الحقيقة له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، يتصرف في الملوك وغيرهم بمشيئته وإرادته كما قال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ [آل عمران/26]. الآية.
فلا ينبغي أن يعظم المخلوق بما يشبه ما يعظم به الخالق جل وعلا، وما كان مثل ذلك فينهى عنه كالذي ترجم به المصنف؛ لأنه لا يصدق هذا المعنى إلا على الله، فلا يصلح أن يسمى به المخلوق؛ لأن كل لفظ يقتضي التعظيم والكمال لا يكون إلا له تعالى وتقدس دون غيره.
(الشرح)
باب " التسمي بقاضي القضاة ونحوه " يَعْنِي باب المنع من التسمي بقاضي القضاة ونحوه؛ لِأَنَّهُ لا يليق إِلَّا بالله.
(المتن)
قوله: "قال سفيان: مثل شاهان شاه " عند العجم عبارة عن ملك الأملاك ولهذا مثل به سفيان.
قوله: وفي رواية: أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى اللهِ أغيظ من الغيظ وهو مثل الغضب والبغض فيكون بغيضًا إلى الله مغضوبًا عليه، وهذا من الصفات التي تمر كما جاءت من غير تحريف ولا تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل والله أعلم.
(الشرح)
قَالَ: وَهُوَ مثل الغضب والبغض يَعْنِي الغيظ مثل الغضب والبغض صفة، أغيظ إثبات صفة الغيظ لله، مثل الغيظ والغضب والبغض كلها صفات تليق بالله لا يماثل فِيهَا المخلوقين .
(المتن)
(الشرح)
إِذَا رضي بأن يسمى بهذا الاسم.
(المتن)
(الشرح)
قوله: أَخْنَعَ يعني أوضع وهذا المذكور ينافي كمال التوحيد الذي دلت عليه كلمة الإخلاص فيكون فيه شائبة من الشرك وإن لم يكن أكبر.
التسمي بقاضي القضاة ينافي كمال التوحيد يكون به شائبة، والشوائب نقص التوحيد وإن لَمْ يكن شِرْكٌ أكبر، ما يقال: إِذَا تسمى صار مشركًا شِرْكٌ أكبر (.....) لا، وَإِنَّمَا يقال: هَذَا فِيهِ نقص كمال التوحيد، في شائبة من شوائب النقص فيكون ينافي كمال التوحيد الواجب كمال التوحيد الا يسمى بقاضي القضاة حاكم الحكام.
(المتن)
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن التسمي بملك الأملاك.
(الشرح)
والنهي يفيد التحريم دل عَلَى التحريم، باب التحريم أو باب المنع من التسمي بقاضي القضاة ونحوه، وإن كَانَ هَذَا التسمي لا يصل إِلَى درجة الكفر وَإِنَّمَا ينقص، ينقص كمال التوحيد.
(المتن)
(الشرح)
ما في معناه مثله قول: شاهان شاه، يَعْنِي ملك الملوك ومثله حاكم الحكام، ومثله سلطان السلاطين، المعنى واحد.
(المتن)
(الشرح)
التغليظ غلظ فِيهِ قَالَ: إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ لَا مَالِكَ إِلَّا اللهُ، ولو كَانَ القصد غير ذَلِكَ، ولو كَانَ هَذَا في المثال، ينبغي أن تكون الألفاظ فِيهَا احتراز، لا يقع فِيهَا ما يكون فِيهِ نقص من التوحيد.
(المتن)
(الشرح)
هَذَا المانع لإجلال الله وتعظيمه .
(المتن)