شعار الموقع

قرة عيون الموحدين 44 باب لا يقال السلام على الله

00:00
00:00
تحميل
48

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمدٍ وَعَلَى آله وصحبه أجمعين؛ أَمَّا بَعْد: ...

(المتن)

قَالَ الشيخ عبد الرحمن بْن حسن رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين:
 

قوله " باب لا يقال السلام على الله " في الصحيح عن ابن مسعود قال: كنا إذا كنا مع النبي ﷺ في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان، فقال النبي ﷺ: لاَ تَقُولُوا السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم عن ابن مسعود ، وفي هذا الحديث النهي عن ذلك.

وقد " كان النبي ﷺ إذا انصرف من الصلاة المكتوبة استغفر ثلاثًا وقال: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.

وفي الحديث أن هذا هو تحية أهل الجنة لربهم تبارك وتعالى.

(الشرح)

يَعْنِي السلام هُوَ تحية أهل الْجَنَّةَ لربهم، وفي الحديث أن هذا هو تحية أهل الجنة لربهم تبارك وتعالى؛ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، الله تعالى يَقُولُ لأهل الْجَنَّةَ إِذَا اطلع عَلَيْهِمْ: سَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فيقولون: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، يردون.

في حديث جابر عِنْد اِبْن ماجة: أن الله تعالى يطلع عَلَيْهِمْ من فوقهم فيقول: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فيقولون: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ. .

أَنْتَ السَّلَامُ؛ اسم من أسمائه .

وَمِنْكَ السَّلَامُ. يُطلب منك السلامة لعبادك.

(المتن)

قوله: فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ أي هو تعالى سالم من كل نقص ومن كل تمثيل فهو الموصوف بكل كمال، المنزه عن كل عيب ونقص.

قال في "البدائع": السلام اسم مصدر، وهو من ألفاظ الدعاء يتضمن الإنشاء والإخبار، فجهة الخبرية فيه لا تناقض الجهة الإنشائية، وهو معنى السلام المطلوب عند التحية، وفيه قولان مشهوران:

الأول: أن السلام هنا هو الله ، ومعنى الكلام: نزلت بركته عليكم ونحو هذا، فاختار في هذا المعنى من أسمائه اسم السلام دون غيره من الأسماء.

الثاني: أن السلام مصدر بمعنى السلامة وهو المطلوب المدعو به عند التحية، ومن حجة أصحاب هذا القول أنه يأتي منكرًا فيقول المسلم: سلام عليكم، ولو كان اسمًا من أسماء الله تعالي لم يستعمل كذلك. ومن حجتهم أنه ليس المقصود من السلام هذا المعنى، وإنما المقصود منه الإيذان بالسلامة خبرًا أو دعاء.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وفصل الخطاب أن يقال الحق في مجموع القولين، فكل منهما معه بعض الحق والصواب في مجموعهما، وإنما يتبين ذلك بقاعدة وهي أن حق من دعا الله بأسمائه الحسنى أن يتوسل في كل مطلب.

(الشرح)

السلام اسم الله أو طلب السلامة.

(المتن)

 ويسأل بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله حتى إن الداعي متشفع إلى الله تعالى متوسل به إليه، فإذا قال: رب اغفر لي وتب عليّ إنك التواب الغفور، فقد سأله أمرين وتوسل إليه باسمين من أسمائه مقتضيين لحصول مطلوبه، فالمقام لما كان مقام طلب السلامة التي هي أهم عند الرجل أتى في لفظها بصيغة اسم من أسماء الله وهو السلام الذي تطلب منه السلامة، وهو مقصود المسلم، فقد تضمن سلام عليكم اسما من أسماء الله تعالى وطلب السلامة منه، فتأمل هذه الفائدة.

(الشرح)

نعم الفائدة وأن المراد التوسل باسم من أسماء الله وطلب السلامة من الله، فالسلام اسم من أسماء الله والمقصود اَلْمُسلّم الاسم وطلب السلامة هُوَ الدعاء بالسلامة.

(المتن)

وحقيقته البراءة والخلاص والنجاة من الشر والعيوب، وعلى هذا المعنى تدور تصاريفه، فمن ذلك قولك: سلمك الله، ومنه دعاء المؤمنين على الصراط: اللهم سلم سلم. ومنه سلم الشيء لفلان أي خلص له وحده كما قال تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ [الزمر/29]. أي خالصًا له وحده لا يملكه معه غيره، ومنه السلم ضد الحرب؛ لأن كل واحد من المتحاربين يخلص ويسلم من أذى الآخر، ولهذا بني فيه على المفاعلة فيقال المسالمة مثل المشاركة، ومنه القلب السليم وهو النقي من الدغل والعيب.

وحقيقته الذي قد سلم لله وحده فخلص من دغل الشرك وغله ودغل الذنوب والمخالفات، بل هو المستقيم على صدق حبه وحسن معاملته، وهذا هو الذي ضمن له النجاة من عذابه والفوز بكرامته.

ومنه أُخذ الإسلام فإنه من هذه المادة؛ لأنه الاستسلام والانقياد له والتخلص من شوائب الشرك، فسلم لربه وخلص له كالعبد الذي سلم لمولاه ليس له فيه شركاء متشاكسون، ولهذا ضرب سبحانه هذين المثلين للمسلم الخالص لربه، وللمشرك به.

(الشرح)

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا [الزمر/29].

هَذَا مثل للمُوَحِّد وَالْمُشْرِك، مثل الْمُشْرِك هو مثل العبد الَّذِي له شركاء متعددون، عبد له أسياد أربعة كُلّ واحد له الربع، لا يدري من يرضي، إن أرضى هَذَا غضب هَذَا، وإن أغضب هَذَا رضي هَذَا، فهم متشاكسون، والذي يرضي هَذَا ما يرضي هَذَا، وشخص آخر عبد لرجل واحد، سيده واحد، فَهُوَ يعلم ما يرضي سيده ويقوم بِهِ، وسيده يعتني بِهِ؛ هَذَا مثل الْمُوَحِّد والأول مثل الْمُشْرِك، ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ [الزمر/29].

(المتن)

فيه مسائل:

الأولى: تفسير السلام.

(الشرح)

نعم السلام اسم من أسماء الله وَفِيهِ طلب السلامة.

(المتن)

الثانية: أنه تحية.

(الشرح)

نعم تحية الْمُؤْمِنِينَ في الدنيا والآخرة، تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ [الأحزاب/44]؛ تحية الْمُؤْمِنِينَ في الدنيا وفي الْجَنَّةَ نعم.

(المتن)

الثالثة: أنها لا تصلح لله.

(الشرح)

لا يقال: السلام عَلَى الله، لا تصلح لله؛ لِأَنَّ الله هُوَ السلام، تحية السلام لا تصلح لله؛ وَإِنَّمَا يقال: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تقال لله .

(المتن)

الرابعة: العلة في ذلك.

(الشرح)

العلة معروفة؛ لِأَنَّ الله تعالى لا يُطلب له السلامة، وَإِنَّمَا يطلب منه السلامة ليس (.....)  احد.

(المتن)

الخامسة: تعليمهم التحية التي تصلح لله.

(الشرح)

وَهِيَ أن يقولوا: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ

(المتن)

باب قول اللهم اغفر لي إن شئت.

(الشرح)

بركة.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد