بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
(المتن)
باب: قول اللهم اغفر لي إن شئت.
قوله: لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ بخلاف العبد فإنه قد يعطي السائل مسألته لحاجته إليه أو لخوفه أو رجائه فيعطيه مسألته وهو كاره.
(الشرح)
يعطي الإنسان خوفًا منه أو رجاءًا لرفده ونفعه في المستقبل، أو رق لحاله، والله تعالى لا يحصل له شيء من ذلك لا يريد أحد ولا يرجو من أحد، وليس مثل المخلوق بل هو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته، فلا مُكره له، ولا ينقص الله من شيء أعطاه، ولا يصيبه ما يصيب العبد من الرقة والذلة.
(المتن)
(الشرح)
يَمِينَ اللَّهِ مَلْأَى لاَ يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ يعني: لا ينقصها نفقة، ولذلك قال: سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارِ. يعني: بالخير والعطاء.
وفيه إثبات اليمين لله ، وإثبات اليدين والله تعالى له يدان كريمتان، كما قال سبحانه: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة/64].
(المتن)
(الشرح)
سَحَّاءُ يعني: بالعطاء والفضل.
(المتن)
قوله: ولمسلم: وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ أي في سؤاله ربه حاجته فإنه يعطي العظائم كرمًا وجودًا وإحسانًا، فَإِنَّ اللهَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ، أي ليس ما أعطاه عبده مما سأله بعظيم عنده لكمال فضله وجوده، وقد قال بعض الشعراء في مخلوق يمدحه:
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها | وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ |
والله تعالى أحق بكل مدحٍ وثناء.
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن الاستثناء في الدعاء.
(الشرح)
لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ أصل النهي التحريم، وأنه لا يجوز للإنسان أن يستثني.
(المتن)
(الشرح)
العلة: فَإِنَّ اللَّهَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ، ولَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ.
(المتن)
(الشرح)
يعزم يعني: ليجزم، وليعزم بالدعاء الذي لا استثناء فيه، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني؛ هذا عزم، فإذا قال: إن شاء الله، صار فيه ضعف.
(المتن)
(الشرح)
وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ يعني: تكون رغبته عظيمة بفضل الله تعالى وكرمه وجوده.
(المتن)
(الشرح)
التعليل: فَإِنَّ اللهَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ، .
بركة.