بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ: عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في "قرة عيون الموحدين".
(المتن)
باب: لا يرد من سأل بالله.
ظاهر الحديث النهي عن رد السائل إذا سأل بالله، ويحتمل أن يكون المراد فيما لا مشقة فيه على المسئول ولا ضرر.
(الشرح)
هذا هو: لا مشقة ولا ضرر، أما إذا كان فيه ضرر أو مشقة فلا، أو يكون السؤال لا يمكن الإجابة عليه، قد لا يمكن إجابة السؤال، يسأل شيء لا يمكن الإجابة، ولا يكون أهلًا لإجابة السؤال.
(المتن)
(الشرح)
مثلًا: إنسان سأله بالله شيئًا من المال، يعطيه ما تيسر، لكن سأله مثلًا شيئًا لا يمكن أن يحققه أو لا يستطيع أو عليه ضررٌ واضح، قال: أسألك بالله أن تسافر معي إلى أمريكا مثلًا، هل يُجيبه؟ ما يستطيع، وعليه ضرر والتزامات فليس كل سؤالٍ يُجاب.
(المتن)
(الشرح)
سأله أن يسافر معه إلى بلاد الكفار وهو منهي عن السفر مثلًا وعليه ضرر فلا يُجيبه مثلا، أو سأله أن يعطيه مالًا لا يستطيعه، قال: أسألك بالله أن تعطيني مائة ألف، هو ما يستطيع وما عنده شيء وعليه ديون، هل يُجيبه؟ ما يستطيع يُجيبه، المقصود أن هذا حيث يمكن، إذا سأل السائل شيئًا يمكن أن يُجاب وليس على المسئول ضرر، وأيضًا السؤال يليق بالسائل أن يُجاب، وكذلك الاستعاذة وكذلك الدعوة.
(المتن)
(الشرح)
لاشك قد يكون مضطر ومحتاج وإنسان عنده فيعطيه ما تيسر، قد يكون جائع، قد يكون مضطر، هذا يجب إنقاذه وإعطائه إذا كان المسئول يستطيع.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: ما دام أنه مضطر يعطيه ضرورته.
(المتن)
(الشرح)
كيف فيؤخذ من ماله؟ من الذي يأخذ من ماله؟ الحاكم، أو يكون في ماله شيئًا يُسلط عليه نفقات في ماله، تضيع عليه يُحتمل هذا.
(المتن)
فباعتبار هذه الأمور ينبغي لمن أعطاه الله نعمة أن يؤدي حق الله تعالى فيها، ويعطي من سأله من فضول نعمة الله عليه خصوصا إذا سأل بالله تعالى فيكون إعطاؤه تعظيمًا لمن سأل به وهو الله تعالى.
قوله: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ، فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تُرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.
(الشرح)
حَتَّى تُروا بالضم يعني: حَتَّى تظنوا، أو حَتَّى تَروا: حَتَّى تعلموا، والأقرب حَتَّى تُروا، العبرة بغلبة الظن، حَتَّى تُروا يعني: حَتَّى تظنوا أنكم قد كافأتموه.
(المتن)
قوله: مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ تعظيمًا لله تعالى وتقربًا إليه بذلك.
قوله: وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ هذا من حقوق المسلم على المسلم ومن أسباب الألفة وسلامة الصدر وإكرام الداعي.
قوله: وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ أي ينبغي المكافأة على المعروف وهو من مكارم الأخلاق، وفيه السلامة من البخل وما يُذم به.
قوله: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ، فَادْعُوا لَهُ فيه أن الدعاء يقوم مقام المكافأة في حق من لم يجد ما يكافئ به.
قوله: حَتَّى تُرَوْا بضم التاء أي تظنوا.
وفي رواية أبي نهيك عن ابن عباس: وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِوَجْهِ اللَّهِ فَأَعْطُوهُ.
فيه مسائل:
الأولى: إعاذة من استعاذ بالله.
(الشرح)
حيث يمكن يعني.
(المتن)
(الشرح)
كذلك حيث يمكن، وقد يجب هذا كما سبق إذا كان السائل مضطر والمسئول قادر.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: يعطيه ما تيسر.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: الجنة كما سبق، والحديث فيه ضعف ذكره الإمام رحمه الله لَا يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللَّهِ إِلَّا الْجَنَّةُ.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: هذا كذلك مثل ما سبق، ولو كان قادر ينظر في حاله لابد من حال المسئول.
(المتن)
الثالثة: إجابة الدعوة.
الرابعة: المكافأة على الصنيعة.
(الشرح)
كذلك إجابة الدعوة حيث يمكن بدون ضرر ولا مشقة.
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: من دعوات الوليمة، بعضهم خصها من العلماء: وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ بعضهم خصها بوليمة العرس، وبعض العلماء قالوا: إنها عامة.
(المتن)
(الشرح)
صحيح.
(المتن)
(الشرح)
حَتَّى تظنوا.
الطالب: من قال: جزاك الله خيرًا؟
الشيخ: من قال: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ، في الحديث: مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ، أو قد أبلغ في الدعاء، هذه دعوة عظيمة بالخير نكره عام .
الطالب: (.....)؟.
الشيخ: ينظر الآن في معروفه فإذا رأى أن واحدة تكفي وإلا يزيد.
الطالب: قول شكرًا؟.
الشيخ: هذا ما يكفي لا يكفي قد يُقال شكرًا خبر بمعنى الدعاء بمعنى أشكرك، لكن ليس بظاهر الآن شكره أنه دعاء، خبر يُخبر أنه يشكره يعني يُثني عليه، فينبغي ان يدعو له يُقال: شكر الله لك، نعم هذا دعاء، أما شكرًا أنا أشكرك وأثني عليك ما يكفي.