بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمدٍ وَعَلَى آله وصحبه أجمعين؛ أَمَّا بَعْدَ: ...
(المتن)
قَالَ الشيخ عبد الرحمن بْن حسن رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين:
قوله: " باب لا يسأل بوجه الله إلا الْجَنَّةَ " .
ذكر فيه حديث جابر رواه أبو داود قال: "قال رسول الله ﷺ لَا يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللَّهِ، إِلَّا الْجَنَّةُ.
وهنا سؤال وَهُوَ أَنَّهُ قَدْ ورد في دعاء النَّبِيّ ﷺ عِنْد منصرفه من الطائف حين كذبته ثقيف دعا بالدعاء المأثور: اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، غَيرَ أنَّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ، أن يحل علي غضبك أو ينزل بي سخطك، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك.
والحديث المروي في الأذكار: اللَّهُمَّ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ ، وَأَحَقُّ مَنْ عُبِدَ وفي آخره: أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ونحوه في الأحاديث المرفوعة، فيحتمل أن هذا فيما يكرهه العبد لا فيما يحبه ويتمناه، ويحتمل غير هذا، والله أعلم.
(الشرح)
يَعْنِي هَذَا فِيهِ استعاذة أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك، والاستعاذة سؤال، وَهَذَا فيما يكرهه العبد، يَعْنِي سأل غير الْجَنَّةَ، أعوذ بوجهك أن يحل عليَّ غضبك، وَقَدْ يقال: إِنَّهُ يعود إليه يرجع إليه إِذَا لَمْ يحل عَلَى الإنسان سخط وغضب الله رضي الله عنه، وَإِنَّمَا يرضى الله عن الْمُؤْمِن وَالْمُؤْمِن من أهل الْجَنَّةَ، فيعود إِلَى هَذَا، الاستعاذة بوجه الله وبنور وجهه من الغضب والسخط، فَإِذَا أعاذه الله من غضبه وسخطه يكون رضي عليه، والله إِنَّمَا يرضى عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ومنهم أهل الْجَنَّةَ فيعود إليه.
المؤلف يَقُولُ: (فيحتمل أن هذا فيما يكرهه العبد لا فيما يحبه ويتمناه، ويحتمل غير هذا، والله أعلم)؛ إِذَا ثبت الحديث يكون أصل النهي للتحريم المنع.
(المتن)
فيه مسائل:
الأولى: النهي عن أن يسأل بوجه الله إلا غاية المطالب.
(الشرح)
وَهِيَ الْجَنَّةَ.
(المتن)
(الشرح)
لله نعم، ما توسع فِيه، مَعَكم الشرح فتح المجيد؟.(.....)
الطالب: حديث مَلْعُونٌ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ اللهِ؟
الشيخ: ما أعرف هَذَا الحديث، لمن عزي هَذَا الحديث؟ الحديث مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، أَمَّا معلون من سأل بوجه الله، ما أعرف الحديث هَذَا.